راية المسيح الموعود

راية المسيح الموعود

الأحد، 1 يونيو 2025

درس القرآن و تفسير الوجه الثاني عشر من البقرة .

 

 


 

درس القرآن و تفسير الوجه الثاني عشر من البقرة .

:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::

أسماء أمة البر الحسيب :

افتتح سيدي و حبيبي يوسف بن المسيح ﷺ هذه الجلسة المباركة ، و ثم قرأ أحد أبناءه الكرام من أحكام التلاوة ، و ثم قام نبي الله الحبيب بقراءة الوجه الثاني عشر من أوجه سورة البقرة ، و استمع لأسئلتنا بهذا الوجه ، و ثم شرح لنا يوسف الثاني ﷺ هذا الوجه المبارك .

بدأ نبي الله جلسة التلاوة المباركة بقوله :

الحمد لله ، الحمد لله وحده ، الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد و من تبعه من أنبياء عهده و بعد ، لدينا اليوم درس القرآن و تفسير الوجه الثاني عشر من سورة البقرة ، و نبدأ بأحكام التلاوة و أرسلان :

- صفات الحروف :

القلقلة : حروفها مجموعة في (قطب جد) .
الهمس : حروفه مجموعة في (حثه شخص فسكت) .
التفخيم : حروفه مجموعة في (خص ضغط قظ) .
اللام : تفخم و ترقق : إذا كان ما قبلها مفتوح و مضموم تفخم , و إذا كان ما قبلها مكسور ترقق , و كذلك الراء تفخم و ترقرق و ممنوع التكرار .
التفشي : حرفه الشين .
الصفير : حروفه (الصاد , الزين , السين) .
النون و الميم المشدتين تمد بمقدار حركتين .
أنواع الهمزة : همزة وصل , همزة قطع , همزة المد .
الغنة : صوت يخرج من الأنف .
______

و ثم تابع نبي الله يوسف الثاني ﷺ الجلسة بشرح الوجه لنا فقال :

في هذا الوجه المبارك من أوجه سورة البقرة يتحدث ربنا سبحانه و تعالى عن مواعيد بني إسرائيل التي أخذها عليهم أي عهود أخذها عليهم لكي يلتزموا بها و يُطبقوها ، و من ضمن تلك المواعيد أنهم لا يسفكون دماء بعضهم البعض و لا يُخرجون بعضهم من ديار بعض و لا يُظاهرون عدواً من غير أهل الكتاب على أبناء أهل الكتاب ، و لكن عبر تاريخ اليهودية حدث خلاف ذلك ، كانوا في وقت من الأوقات بعض الأحزاب منهم تتحالف مع بعض الأمم الوثنية ضد أبناء دينهم من اليهودية ، حدث ذلك في فلسطين قديماً قبل مبعث النبي ﷺ أيام ممالك بني إسرائيل هناك ، كانوا يتحالفون مع الأوثان ضد أبناء دينهم و حدث ذلك قبل مبعث النبي في المدينة ، كانت القبائل اليهودية الرئيسية لأنه كانت هناك قبائل كثير يعني بتاع مثلاً ٢٠ قبيلة مثلاً ، لكن كان فيه ثلاث قبائل رئيسيين : بني قينقاع و بني النضير و بني قريظة ، و كانت في قبلتين من الإيه؟ من المشركين في يثرب اللي/التي هي المدينة المنورة يعني : الأوس و الخزرج ، فكان هناك مثلاً قبيلة من اليهود تتحالف مثلاً مع الأوس ، يعني بني إيه؟ قريظة كانوا حلفاء الأوس ، و بني القينقاع مثلاً و بني النضير كانوا حلفاء الخزرج ، فلما تقوم/تحدث الحرب ما بين الأوس و الخزرج تلاقي/تجد إيه؟ الحلفاء بتوعتهم/حلفاءهم من اليهود كل حليف بيُقاتل مع الحليف بتاعه/حليفه ، يعني مثلاً بني النضير ، تمام؟ بيُقاتلوا سنداً و نصرةً للإيه؟ للخزرج ، و بني قريظة يُقاتلون مساندةً للأوس ، فهنا بقى ممكن بني النضير يُقاتلوا أو يقتلوا أو يأسروا حد/أحد من بني قريظة و العكس صحيح ، فربنا نهاهم عن هذه الفِعلة و هو بيقول لهم إنتو/أنتم دلوقتي/الآن بتقاتلوا بعض و بتقتلوا بعض ، تمام؟ و هو مُحرم عليكم إنكم تسفكوا دماء بعض و تتحالفوا مع أعداء دينكم ضد أبناء جلدتكم و إنتو/أنتم عندكم في شريعة التوراة واجب و فرض و أساسي إن إنتو/أنكم تُفادوا يعني تفكوا الأسرى منكم عند الأعداء ، فتخيلوا كده مثلاً قبيلة بني قريظة اللي/التي هي حلفاء مين/من؟؟ الأوس ، قاتلت مع مين/من؟؟ مع الأوس و انتصرت على مين/من؟؟ الخزرج و حلفاءهم مين/من؟؟ بني النضير و بني قينقاع مثلاً ، و الأوس هنا أسروا يهود من مين/من؟؟ من بني قينقاع و بني إيه؟ النضير ، فواجب على بني قريظة إن هم يُفكوا الأسرى اللي/الذين عند الأوس بفلوس ، بأموال ، تخيل واجب في دينهم ، في الشريعة ، فهنا ربنا بيستغرب بيسألهم سؤال إستنكاري و تعجب ، إذا إنتو/أنتم خالفتم العهد إن إنتو تمنعوا سفك الدماء ما بينكم و رحتوا/ذهبتم إيه؟؟ سفكتم دماء بعض بالتحالف مع الوثنيين ، كل قبيلة راحت/ذهبت تتحالف مع قبيلة وثنية ، فجايين/تأتون دلوقتي/الآن عند موضوع الفداء و بطبقوه/تُطبقونه؟؟؟! ، فيقول لك إيه ، كان اليهود بيقولوا إيه ساعتها؟؟ إن احنا/أننا نستحي يعني و نتكسف/نخجل يعني إن احنا/أننا نلاقي/نجد حلفاءنا من الإيه؟؟ من المشركين بيقاتلوا و إحنا/نحن مانصرنهمش/لم ننصرهم ، فدي/فهذه طبعاً إيه؟ حُجة واهية ، فدلوقتي/فالآن إيه؟؟ تقتلوا بعضكم البعض و في نفس الوقت إيه؟ لو حد/أحد من أسرى اليهود اللي/الذين هم في الحزب ضدكم وقع في الأسر مع حلفاءكم تروحوا/تذهبوا إنتو/أنتم تفدوه ، واجب عليكم تفدوه ، فهنا هو كان التناقض ، كان إيه؟ التناقض ، تمام كده؟ طيب .

{وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لاَ تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ وَلاَ تُخْرِجُونَ أَنفُسَكُم مِّن دِيَارِكُمْ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَأَنتُمْ تَشْهَدُونَ} :

(وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لاَ تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ) يعني ماتقاتلوش/لا تقاتلوا بعضكم البعض ، يعني كونوا في سلام مع بعضكم البعض ، (وَلاَ تُخْرِجُونَ أَنفُسَكُم مِّن دِيَارِكُمْ) ماتهجروش/لا تُهجروا البعض تهجير قسري من إيه؟ من أماكنهم و من قُراهم ، (ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ) يعني أقررتم بالعهد ، (وَأَنتُمْ تَشْهَدُونَ) يعني شاهدين على العهد الغليظ ده/هذا .
_____

{ثُمَّ أَنتُمْ هَؤُلاء تَقْتُلُونَ أَنفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقًا مِّنكُم مِّن دِيَارِهِمْ تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِم بِالإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَإِن يَأْتُوكُمْ أُسَارَى تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاء مَن يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} :

(ثُمَّ أَنتُمْ هَؤُلاء تَقْتُلُونَ أَنفُسَكُمْ) تقتلوا إيه؟ بني دينكم ، (وَتُخْرِجُونَ فَرِيقًا مِّنكُم مِّن دِيَارِهِمْ) بتهجروا إيه؟ أصحاب دينكم من أماكنهم ، (تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِم) يعني تعلوا عليهم أو تعلون عليهم (بِالإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ) بالعداوة و الذنب نتيجة كسركم للعهد ، و النقيض بقى و المفارقة إيه بقى؟؟ و التباين إيه؟؟ : (وَإِن يَأْتُوكُمْ أُسَارَى تُفَادُوهُمْ) يعني اليهود اللي/الذين هم في حلف المشركين اللي/الذين هم ضدكم لو وقعوا في أسر المشركين اللي/الذين معاكم/معكم لازم أنتو/أنتم تروحوا/تذهبوا إيه؟ تفدوهم بالمال لأن ده/هذا واجب في شريعة التوراة ، (وَإِن يَأْتُوكُمْ أُسَارَى تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ) يعني من الأول أصلاً حرام إن إنتو/أنكم تُخرجوهم من ديارهم و تُقاتلوهم ، أنتم فعلتم هنا النقيض ، (أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ) الموضوع ده/هذا مابيفكركوش/لا يُذكركم بحاجة/بأمر دلوقتي/الآن في العالم الإسلامي؟؟ الدول الإسلامية ممكن تقاتل بعضها البعض نتيجة تحالفات مع أمم غير مسلمة ، صح؟ يبقى/إذاً التاريخ هنا بيعيد نفسه ، يبقى/إذاً المسلمين بني إسرائيل الجُدد و لا لأ/أم لا؟؟؟؟؟ أهو/انظروا ، الزمان دائري و التاريخ بيعيد نفسه أهو كما قال النبي : "ليجرين على أمتي ما جرى على بني إسرائيل" يعني المسلمين هيكونوا إيه؟ بني إسرائيل إيه؟ الجُدد و قد حدث ، مش/أليس في ممكن دول إسلامية تتحالف مع أمم غير مسلمة و يُقاتلوا بعضهم البعض ، يعني مثلاً إيه؟ أمة أو دولة مسلمة تتحالف مع إيه؟ أمة مثلاً إيه؟ نصرانية ، و دولة تانية مسلمة تتحالف مع دولة بوذية مثلاً أو هندوسية يقاتلوا بعضهم البعض؟؟ بيحصل ، يبقى هنا احنا/نحن شابهنا مين/من؟ بني إسرائيل ، يبقى كده القرآن لازم يتكلم عن مين/من؟؟ عن بني إسرائيل و يعظنا ألا نقع في نفس الأخطاء ، صح كده؟؟؟ و دي/هذه مقدمة لآيات في سورة الزخرف تتحدث عن نبوءة بعث المسيح الموعود غلام أحمد -عليه الصلاة و السلام- ، القرآن وصف الإمام المهدي بالمِلّي و بالحرف ، وصفه في غير موضع ، وصفه في غير موضع : في سورة الجمعة في آية (و يتلوه شاهدٌ منه) و في سورة الزخرف (و إنه لعلم للساعة) ، لكن المسلمين غافلين عن القرآن الكريم و بالفعل تحققت النبوءة القرآنية ، (يوم يقول الرسول إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا) هجروا القرآن و إلتفتوا إلى الروايات و الأكاذيب و القيل و القال ، (أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ) يعني بياخدو/يأخذوا اللي/الذي على هواهم و مابيخدوش/لا يأخذوا إيه؟ اللي/الذي خالف هواهم من أوامر الأنبياء ، (فَمَا جَزَاء مَن يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنكُمْ) اللي/الذي يفعل ذلك و يكسر عهد الله عز و جل هيكون/سيكون جزاءه إيه؟ (فَمَا جَزَاء مَن يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا) ربنا يضع عليه الخزي و الذلة و اللعنة في الدنيا ، (وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ) يوم الجزاء و يوم الدينونة (يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ) ربنا يعذبهم عذاب شديد نتيجة كسرهم للوصية و العهد النبوي ، (وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ) ربنا هنا بيحفز إيه؟ عندهم إيه؟ صفة الإحسان ، بيقول لهم أنا أراكم ، (وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ) ربنا ليس بغافل عن أفعالكم فاتقوا الله و راقبوا الله يعني اجعلوا أعمالكم التي تفعلونها على ظهير الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه .
_____

{أُوْلَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُاْ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآخِرَةِ فَلاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ} :

(أُوْلَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُاْ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآخِرَةِ) اللي/الذي يفعل ذلك و يكسر العهود دي/هذه يبقى/إذاً هو كسرها من أجل الدنيا ، فاشترى الدنيا دي/هذه بالآخرة ، يعني باع الآخرة مقابل دنياه و دي/هذه صفة المسيح الدجال اللي/التي عينه إيه؟ اليُسرى كالكوكب الدُّرّي اللي/التي هي عين الدنيا ، لكن عينه اليُمنى عين الدين و الروح و الروحانيات عوارء ، أي لا ترى ، لا ترى الروح ، تمام؟ ، (أُوْلَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُاْ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآخِرَةِ فَلاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ) لن يجدوا نصير و لا تخفيف لعذاب يلقونه في جهنم و العياذ بالله حتى تفنى النار .
_____

{وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِن بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَى أَنفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ} :

(وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ) آتينا موسى الشريعة و الحكمة ، (وَقَفَّيْنَا مِن بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ) يعني بعثنا الرسل بعديه/بعده متتاليات ، في متتاليات ، قَفَّا يعني إيه؟ أُرسل من بعده ، لذلك يُسمى ظهر الرقبة بالقفا ، فقَفَّا يعني إيه؟؟ تتبع أثره و أتى بعده ، فهذا معنى (وَقَفَّيْنَا) يعني أرسلنا بالتتالي ، (وَقَفَّيْنَا مِن بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ) عيسى ابن مريم الأولاني/الأول اللي/الذي هو بتاع بني إسرائيل الأُوَل/الأوائل ، (البينات) يعني إيه؟ الأدلة الواضحات ، ده/هذا معنى (البينات) ، (وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ) أيدناه بالرؤى و الوحي ، فهذا معنى (روح القدس) ملاك الوحي صِدِّيقُون ، الروح القدس هو درجة من درجات الإتصال بالله عز و جل ، و أعلى درجات الإتصال بالله عز و جل هي إيه؟؟ الروح الأمين التي أُختص بها النبي محمد ، لكن روح القدس دي/هذه أي نبي يتلقاها و أي ولي و مُحَدَّث يتلقاها ، حتى عوام الناس ممكن يتلقوا موهبة روح القدس ، تمام؟ ، (وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِن بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ) ، و بعد كده ربنا بقى بيستغرب و إيه؟ و يوبخهم : (أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَى أَنفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ) كل نبي بيجي/يأتي بتتكبروا عليه ، ليه/لماذا؟؟ لأن دايماً/دائماً النبي بيجي/يأتي خِلاف الأهواء السائدة في زمانه ، لأن هو بييجي/يأتي معلم و طبيب يأمر بالمعروف و ينهى عن المنكر ، فطبيعي جداً أصحاب الأهواء يبقوا/يكونوا متضايقين منه ، لأن كل نبي يأتي بثورة فكرية ، يييجي/يأتي ينظف المجتمع من الأفكار الفاسدة و يأتي حَكم عدل ، (أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَى أَنفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ) فيه فريق كذبتوه على طريق ، على إيه؟ على طول الطريق ، و فريق إيه؟ حاولتم تقتلوه و في اللي/الذي قتلتوه أو قتلتوا دعوته ، ممكن يأتي بمعنى إيه؟ معنوي ، إن القتل هنا قتل إيه؟ لدعوته ، تقتلون ، تقتلون دعوته بالشبهات و الأكاذيب و الإشاعات و الإتهامات الباطلة كما فعل المسلمين مع الإمام المهدي الحبيب و بالأخص مشايخ باكستان الخبثاء ، مشايخ باكستان الخبثاء الذين كذبوا على الإمام المهدي الحبيب ، كذبوا على جماعته و نسبوا إليه ما ليس فيه -عليه الصلاة و السلام- ، فهؤلاء الخبثاء مشايخ باكستان يحملون أوزار المسلمين الذين ابتعدوا عن المسيح الموعود -عليه الصلاة و السلام- ، و هي دولة لا يرضاها الله لأنها خِلاف رغبة المسيح الموعود ، لأن المسيح الموعود كانت رغبته إيه؟ أن تبقى الهند متماسكة و دولة واحدة و أن تعيش كل الطوائف مع بعض و أن لا يكون هناك إنفصال لشبه الجزيرة الهندية ، لكنهم خالفوا المهدي الحبيب .
_____

{وَقَالُواْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَل لَّعَنَهُمُ اللَّه بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلاً مَّا يُؤْمِنُونَ} :

(وَقَالُواْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ) قالوا بلسان حالهم و بلسان مقالهم ، اللي/الذين هم مين/من؟ اليهود ، (وَقَالُواْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ) يعني إحنا/نحن قلوبنا قاسية و مُغلفة و لا نؤمن إلا قليلاً ، لأن حالة الإيمان بتبقى/تكون حالة خشوع و خشية و تواضع و رحمة و رهبة و رغبة ، هو ده/هذا الإيمان ، هي دي/هذه حالة الإيمان فيها جذوة من نار روح القدس أو من نور روح القدس ، جذوة ، فهي قلوبهم غُلف ، يعني وجدانهم إيه؟ مُغلف بالقسوة ، غُلف ، حد/أحد يعرف يفسر لي كلمة غلف من خلال أصوات الكلمات؟ سهلة ، ممكن إيه؟ تفسير إيه؟ كلي أو تحليل كلي : غين/غ غبش و ضباب و عدم إتضاح للرؤية ، اللام/ل عِلة ، و الفاء/ف تأفف ؛ و هو الحالة دي/هذه بتُحيط بالقلب ، صح كده؟ فبتبقى إيه؟ في حالة غُلف ، يعني قسوة و عدم فهم المعاني الروحانية فلا يمسون المعاني الحِكَمِيَّة و إيه؟ النبوية ، لأن ربنا بيقول إيه عن القرآن يعني عن الحكمة يعني : (لا يمسه إلا المطهرون) يعني لا يمس معانيه إلا أصحاب القلوب الطاهرة ، و بما أن بني إسرائيل الأُوَل/الأولين قلوبهم غُلف فلا يمسون المعاني الطاهرة  و بالتالي شابههم بني إسرائيل الجُدد من المسلمين فأصحبت قلوبهم غُلف فلا يمسون المعاني الباطنة و لا يُطَهَرون و ليسو بمتطهرين ، لذلك لم يتعرفوا على المسيح الموعود غلام أحمد -عليه الصلاة و السلام- ، القرآن بيشرح نفسه ، القرآن بيفسر نفسه و هو أفضل التفسير ، (وَقَالُواْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ) هو فعلاً قلوبهم غُلف ، و ربنا زود بقى قال إيه؟ : (بَل لَّعَنَهُمُ اللَّه بِكُفْرِهِمْ) نتيجة الكفر ده/هذا ربنا أنزل عليهم اللعنة ، اللعنة دي/هذه : علة اللوعة و اللعاعة التي تُفسد النعمة ، لعن : اللام/ل علة ، العين/ع لوعة و لعاعة ، النون/ن نعمة ؛ فلوعة و علة اللوعة و اللعاعة تُفسد النعمة و هي اللعنة و العياذ بالله ، (بَل لَّعَنَهُمُ اللَّه بِكُفْرِهِمْ) أي جزاء و جراء كفرهم بالأنبياء ، (فَقَلِيلاً مَّا يُؤْمِنُونَ) قليلاً ما بيخشعوا و بيخضعوا للكلمات الحكمية و النبوية ، تمام كده؟ و هكذا حدث مع بني إسرائيل الجدد من المسلمين سواء أكانوا يهوداً جدداً أم نصارى جدد ، اليهود الجدد اللي/الذين هم إيه؟ أتباع الفرقة النجدية الخبيثة و أتباع ابن تيمية و من لف لفهم و من قالوا عن الله بجسم و جسموا الله عز و جل و وضعوا صنماً عبدوه ، هؤلاء هم اليهود الجدد ، و النصارى الجدد اللي/الذين هم إيه؟ الرافضة الشيعة اللي/الذين هم إيه؟ بيعبدوا آل البيت ، بيسجدوا لقبورهم و بينسبوا لهم صفات إلهية و العياذ بالله ، صح كده؟ ، في جنازة البابا الكاثوليكي اللي/الذي فات/السابق كان إسمه فرانسيس -رحمه الله تعالى- ، أنظر في العزاء كان أتباعه إيه؟ بيضربوا أظهرهم بالسياط زي/مثل مشهد الشيعة كده لما كانوا بيضربوا إيه؟ ظهورهم بالسياط في ذكرى إيه؟ وفاة الحسين -عليه السلام- ، يبقى/إذاً هنا إيه المسلمين شابهوا النصارى و اليهود و لّا لأ/أم لا ؟؟؟ شابهوهم أهو/انظروا و لاحظوا  ، صح؟؟ شابهوهم و أصبحوا بني إسرائيل الجدد الذين حُذِّرُوا منهم في القرآن الكريم فلذلك أتى الله سبحانه و تعالى بآياته في سورة الزخرف يُحدثنا عن الإمام المهدي غلام أحمد القادياني -عليه الصلاة و السلام- فانظر إلى كلمات الله و الحكمة ، يقول تعالى :

{وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ ¤ وَقَالُوا أَآلِهَتُنَا خَيْرٌ أَمْ هُوَ مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلاَّ جَدَلا بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ ¤ إِنْ هُوَ إِلاَّ عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ وَجَعَلْنَاهُ مَثَلا لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ ¤ وَلَوْ نَشَاء لَجَعَلْنَا مِنكُم مَّلائِكَةً فِي الأَرْضِ يَخْلُفُونَ ¤ وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِّلسَّاعَةِ) (وَإِنَّهُ لَعَلَمٌ لِّلسَّاعَةِ فَلا تَمْتَرُنَّ بِهَا وَاتَّبِعُونِ هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ ¤ وَلا يَصُدَّنَّكُمُ الشَّيْطَانُ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ ¤ وَلَمَّا جَاءَ عِيسَى بِالْبَيِّنَاتِ قَالَ قَدْ جِئْتُكُم بِالْحِكْمَةِ وَلِأُبَيِّنَ لَكُم بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ ¤ إِنَّ اللَّهَ هُوَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ ¤ فَاخْتَلَفَ الأَحْزَابُ مِن بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ عَذَابِ يَوْمٍ أَلِيمٍ ¤ هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ السَّاعَةَ أَن تَأْتِيَهُم بَغْتَةً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ ¤ الأَخِلاَّء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ الْمُتَّقِينَ ¤ يَا عِبَادِ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلا أَنتُمْ تَحْزَنُونَ ¤ الَّذِينَ آمَنُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا مُسْلِمِينَ} الآيات بتتكلم عن المسلمين ، عن بني إسرائيل الجدد ، خلوا بالكم ، بتحذر المسلمين إن هم يقعوا في نفس أخطاء السالفة و تتكلم عن الإمام المهدي الحَكم العَدل .

(وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلا) يعني لما الرسول قال عن إن الموعود القادم الذي ينقذ المسلمين هو شبيه عيسى ابن مريم فهنا ضرب مثل بعيسى ابن مريم الأول ، (إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ) يا محمد ، قومك إيه؟ يُكفرونه و يُكذبونه و يُطلقون عليه الإشاعات و الأكاذيب و يحاولون أن يقتلوا دعوته .

(وَقَالُوا أَآلِهَتُنَا خَيْرٌ أَمْ هُوَ) يعني مشايخنا اللي/الذين بنعبدهم خير أم الإمام المهدي ده/هذا ، لأن هم/لأنهم اتخذوا أحبارهم و رهبانهم أرباباً من دون الله يُحلون ما حرم الله و يُحرمون ما أحل الله صح؟ فتلك عبادتهم مش/أليس النبي قال كده/هكذا؟؟؟ قال لحاتم؟؟ ابنه؟؟ ، قال لواحد كان نصراني و أسلم لما نزلت الآية ( اتخذوا أحبارهم و رهبانهم أرباباً من دون الله) فقال : يا رسول الله ما كنا نعبدهم ، قال : ألم يكونوا يُحلون ما حرم الله فتُجيبونهم أو فتُطيعونهم؟؟ ، قال : بلى ، قال : ألم يكونوا يُحرمون ما أحل الله فتُجيبونهم أو فتُطيعونهم؟؟ قال : بلى، قال : فتلك عبادتهم . كذلك المشايخ المجرمين الخبثاء يُحلوا ما حرم الله و يُحرموا ما أحل الله وفق أهواءهم ، صح؟ و أتباعهم بإتباعهم و طاعتهم دي/هذه تُعتبر عبادة لهم من دون الله أو مع الله ، (وَقَالُوا أَآلِهَتُنَا خَيْرٌ أَمْ هُوَ) يعني مشايخنا أم الدقون/اللحى دول/هؤلاء أحسن/أفضل و لا هم اللي/الذين في التراث مثلاً أحسن و لا/أم الإمام المهدي اللي/الذي بتتدعوه ده/هذا؟؟؟ طبعاً الإمام المهدي أحسن و لكنهم اختاروا آلهتهم الكفار ، (وَقَالُوا أَآلِهَتُنَا خَيْرٌ أَمْ هُوَ مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلاَّ جَدَلا) يا محمد عبر إيه؟ حجاب الغيب ، أمتك ماضربتش/لم تضرب لك المثل ده/هذا عبر حجاب الغيب إلا إيه؟ جدل و مجادلة و مخاصمة بالباطل ، (بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ) قوم أصحاب خِصام و جدال و ليسو أصحاب حق و بحث عن الحقيقة و أمانة ، أبداً .

(إِنْ هُوَ إِلاَّ عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ) الإمام المهدي عبد من عبادنا أنعمنا عليه بموهبة روح القدس ، (وَجَعَلْنَاهُ مَثَلا لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ) جعلناه مثال لبني إسرائيل الجدد و جعلناه مثال لعيسى الأولاني ، مثل له ، شبيه له يعني ، ده/هذا معنى (وَجَعَلْنَاهُ مَثَلا لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ) الجدد دول/هؤلاء .

(وَلَوْ نَشَاء لَجَعَلْنَا مِنكُم مَّلائِكَةً فِي الأَرْضِ يَخْلُفُونَ) لجعلنا ملائكة إيه؟ مُسيرين فقط في الخير ، (يَخْلُفُونَ) أي إيه؟ يحملون أمانة إيه؟ الوحي عبر القرون ، لكن ربنا أراد إن هو إيه؟ يستخلف الإنسان لأن هو/لأنه مُخير ، اللي/الذي هو إيه؟ مُخير ، الإنسان مُخير  ،
(وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِّلسَّاعَةِ) الإمام المهدي الحبيب اللي/الذي هو عيسى ابن مريم الإيه؟ المسلم أو الإيه؟ المحمدي أو عيسى ابن مريم التاني ، (وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِّلسَّاعَةِ) يعني يعلم تفسير و تأويل أشراط الساعة و يفهمها لنا ، كذلك (وَإِنَّهُ لَعَلَمٌ لِّلسَّاعَةِ) يعني علامة على اقتراب الساعة الكبرى و على نهاية الزمان ، (فَلا تَمْتَرُنَّ بِهَا وَاتَّبِعُونِ) ماتشكوش/لا تشكوا و اتبعوا الإمام المهدي كما قال النبي : "فبايعوه و لو حبواً على الثلج" ، (هذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ) هو ده/هذا الصراط المستقيم بتاع/عند الأنبياء فاتبعوه .

(وَلا يَصُدَّنَّكُمُ الشَّيْطَانُ) المشايخ مايصدكمش/لا يصدونكم عن الإمام المهدي ، هم دول/هؤلاء الشيطان الحقيقي دلوقتي/الآن ، الشيطان الإنس الحقيقي اللي/الذي يصد الناس عن الهداية و عن الرحمة و عن النجاة و عن حصن الإمام المهدي ، (إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ) هم الشياطين دول/هؤلاء عدو للأمة .

(وَلَمَّا جَاءَ عِيسَى بِالْبَيِّنَاتِ) أي الإمام المهدي ، (قَالَ قَدْ جِئْتُكُم بِالْحِكْمَةِ) اللي/الذي أنا جبته/أحضرته معايا/معي حكمة و كلمات ، ماجتش/لم آتي بالسيف و لا بالسلطان اللي/الذي انتو/أنتم تنتظروه ، (قَالَ قَدْ جِئْتُكُم بِالْحِكْمَةِ وَلِأُبَيِّنَ لَكُم بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ) يعني أنا إيه؟ حَكَم عَدل ، الإمام المهدي إيه؟ حَكم عدل يحكم ما بينهم في الإختلافات فيما بينهم ، و هي دي/هذه وظيفته ، عندك سؤال؟؟ ، (وَلِأُبَيِّنَ لَكُم بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ) (اتقوا الله) يعني اجعلوا بينكم و بين غضب الله و عذاب الله وقاية ، (وَأَطِيعُونِ) أي اطيعوا نبي الله المهدي .

(إِنَّ اللَّهَ هُوَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ) رب واحد ، إله واحد فاعبدوه ، (هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ) صراط النبي محمد و أنبياء عهده .

(فَاخْتَلَفَ الأَحْزَابُ مِن بَيْنِهِمْ) فلا زالوا في اختلاف و لا زالوا بيكفروا بعض و بيفسّقوا بعض و بيبدّعوا بعض و يقتلوا بعض و يسفكوا دماء بعض زي/مثل بني إسرائيل الأُوَل ، (فَاخْتَلَفَ الأَحْزَابُ مِن بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ) أي عذاب شديد و وادي في جهنم ، (لِّلَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ عَذَابِ يَوْمٍ أَلِيمٍ) (للذين ظلموا) أي أشركوا و اتبعوا أهواءهم و مشايخهم الكفار لأن الشرك هو أظلم الظلم ، (فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ عَذَابِ يَوْمٍ أَلِيمٍ) من عذاب يوم الدينونة .

(هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ السَّاعَةَ أَن تَأْتِيَهُم بَغْتَةً) أي الساعة الكبرى ، (وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ) أي في غفلتهم و في غمرتهم .

(الأَخِلاَّء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ الْمُتَّقِينَ) كل الأصحاب في الدنيا هم أعداء يوم القيامة و ساعة ساعة الكبرى إلا المتقين ، إلا الأتقياء المتعاونين على التقوى و الصلاة و البر و التقوى .

(يَا عِبَادِ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلا أَنتُمْ تَحْزَنُونَ) يوم القيامة المؤمن في أمن و هو في ظل الرحمن ، في ظل عرش الرحمن ، طبعاً ده/هذا بمعني مجازي طبعاً يعني لأن الله سبحانه و تعالى ليس له جسم و لا يُحد في مكان و لا في زمان .

(يَا عِبَادِ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلا أَنتُمْ تَحْزَنُونَ ¤ الَّذِينَ آمَنُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا مُسْلِمِينَ) اللي/الذين آمنوا بآيات الله عز و جل و البينات و الحكمة ، (و كانوا مسلمين) مسلمين أي مُسَلِمين لأمر الله عز و جل ، إذاً الخطاب هنا إيه؟؟ للمسلمين اللي/الذين هم إيه؟؟ بني إسرائيل الجدد ، ربنا مُتعمد و يقصد أن يأتي بكلمة (مسلمين) هنا في نهاية الآيات التي تتحدث عن بني إسرائيل ، و هي في حقيقة الأمر تتحدث عن بني إسرائيل الجدد ، فهذه إشارة مُبطنة إلى أن هذه الآيات تتحدث عن نبوءة تأتي في الزمان القادم في المسلمين عندما يكونون أشباه النصارى و اليهود فيُبعث فيهم عيسى ابن مريم الثاني اللي/الذي هو المسيح الموعود اللي/الذي هو الإمام المهدي ، و ما المهدي إلا عيسى ابن مريم ، صح كده؟؟ ، الذي سينجو هو الذي سيلحق بحصن الإمام المهدي الحبيب و بسفينة نوح ، حد عنده سؤال تاني؟؟ .
______

و اختتم نبي الله الجلسة المباركة بقوله المبارك :

هذا و صلِّ اللَّهم و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم ، سبحانك اللهم و بحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت ، أستغفرك و أتوب إليك ، (بسم الله الرحمن الرحيم ¤ وَالْعَصْرِ ¤ إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ ¤ إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ) .

_______

و الحمد لله رب العالمين . و صلِّ يا ربي و سلم و بارك على أنبياءك الكرام محمد و غلام أحمد و يوسف بن المسيح صلوات تلو صلوات طيبات مباركات ، و على آلهم و صحبهم و ذرياتهم الأخيار أجمعين و على أنبياء عهد محمد الآتين في مستقبل قرون السنين أجمعين . آمين .🌿💙


أسماء :
  - تحليل جزئي لكلمة غلف : لف القلب بالغبش و الضباب .
  

يوسف بحر الرؤيا :

نعم 

أسماء :
 تحالف هارون الرشيد مع شارلمان ملك الفرنجة لمواجهة الدولة الأموية في الأندلس ، و تحالف الأمويين في الأندلس مع البيزنطيين ضد الدولة العباسية . 

يوسف بحر الرؤيا :

نعم فهذا مثال من أمثلة كثيرة على تشابه المسلمين بصفات بني اسرائيل 

السبت، 31 مايو 2025

نقاش مع زميلي اللاأدري - الجولة السادسة .



 

 نقاش مع زميلي اللاأدري - الجولة السادسة .

:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::

الجزء الأول من الجولة السادسة :

يقول زميلي اللاأدري :

 

يهوة اله اليهود في العهد القديم امر بحسب سفر صموئيل الاول 153 بقتل كل ما في طريق بني اسرائيل { اذهب واضرب عماليق وحرمو كل ما له ولا تعف عنهم بل اقتل رجلا وامراة طفلا ورضيعا بقرا وغنما جملا وحمارا }وفي الاسلام نقل عن محمد نبي الاسلام قوله في صحيح البخاري بعد معركة بني قريظة قتل منهم من لم ينبت وهو تعبير استخدم لتبرير ذبح كل من ظهرت عليه علامات البلوغ من الذكور بينما سبيت النساء والاطفال فالاله في هذه الروايات لم يكن مشاهدا من بعيد بل كان محركا للدم بل هو الامر والمشرع والمبرر اما الانسان فهو مجرد منفذ يلوث يديه بدماء اريقت باسم الحق والسماء ف السؤال اذا ليس فقط من يقتل بل من شرعن القتل من البس الكارثة ثوب القداسة فالدم الذي يسيل اليوم في فلسطين ليس نتيجة نزاع بشري محض بل هو استمرار لموروث دموي مقدس حيث لا تزال الجماجم تصف على اساس وعد الهي او فتح رباني فمن نلوم الانسان ذلك الكائن الذي تعلم القتل حين قدمه له الرب قربانا ام الاله الذي لطخ الوحي بدم الاطفال واعطى القتل ختما من السماء في رايي ما يحدث اليوم هو نتيجة امتداد طبيعي لنصوص تعفنت فيها الاخلاق وجعلت من الحرب عبادة ومن الدم قربانا ومن الاخر لعنة فلا تقل لي الانسان شرير بل قل لي كيف صار الانسان شريرا حين امن بان الله اراد ذلك

 

 
يوسف بحر الرؤيا

هذه الأطروحة تضعنا أمام سؤالٍ أخلاقي–لاهوتيٍّ عميقٍ:

    هل القاتل هو وحده المذنب، أم أن مَن شرّع القتل وألبسه ثوب القداسة أكبر مذنبٍ؟

دعنا نفكّر معا بخمس نقاط:
1. سياق الكتب المقدّسة ومقاصدها

    سفر صموئيل: الأصحاح الذي ذكرته (1: 153) هو في سياق حربٍ بين أممٍ عصريةٍ قاسمة، حيث قوانين الحرب في تلك الأيام كانت لا ترحم لا سيدا ولا عبدا.

    حادثة بني قريظة في الإسلام: روايات التاريخ الإسلامي – خاصة عند الطبري وابن هشام – تذكر أن الحكم على بني قريظة جاء طبقا للمعاهدة التي كانوا ضمنها،

في كلا الحالتين، هذه نصوصٌ تاريخية عن صراعاتٍ قبلية أو سياسية في بيئاتٍ كانت تُستباح فيها الحياة الأجنبية. لم تكن تشريعا أخلاقيّا عالميّا، بل مجرّد تسجيلٍ لقوانين حربٍ قاسيةٍ استدعى أصحاب الرسالات التعامل معها آنذاك.
2. الفرق بين “التوثيق” و”الشرعنة الروحية”

    التوثيق: القصص وردت في الكتب كحكايات عن أحداثٍ جرت بالفعل.

    الشرعنة الروحية: أن تلزم المؤمن أن يكرر هذا السلوك في كل زمان ومكان.
اليوم لا يُلزم المسلمون باتباع منوال بني قريظة أو عماليق، لأنه  وضع تاريخي خاص انتهى بانتقال الرسالة إلى مجتمعٍ مدني يبحث عن السلم والعدل.
3. تطوّر المفهوم الأخلاقي في الشرائع

    التلقي التدريجي للشرائع:

        التوراة جاءت لتقنين حرب القبائل الإسرائيلية،

        الإنجيل جاء ليخفّف الجزاءات ويؤسّس للمحبة حتى للعدو.

        القرآن جاء ليؤصل التوحيد والعدل والرحمة، ويؤكد “لا إكراه في الدين” و يؤكد على حديث الرسول “كلكم من آدم وآدم من تراب”، ويشجّع على حفظ النفس والحرمة.

    مبدأ المقاصد:

        ما كان محلّلا لبيئةٍ قبليةٍ ردِّيئة لن يكون كذلك لمجتمعٍ مدنيٍّ عالميٍّ مدركٍ لحقوق الإنسان.

        الأديان تراكمت لتصل إلى ما نسميه اليوم “حقوق الإنسان” و“القانون الدولي الإنساني”.

4. مسؤولية الإنسان وحرية الاختيار

    النصّ يختلف عن التطبيق؛ كثير من الحكام استباحوا دماء بغطاءٍ ديني، ولم يكن ذلك مراد سلطان الوحي ولا النبي ﷺ ولا موسى.

    المؤمن الحقيقي يُطالَب بالأخلاق الأسمى: (من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنّما قتل النّاس جميعاً ومن أحياها فكأنّما أحيا النّاس جميعاً )) المائدة

    الأمم العصرية رفضت تطبيق هذه القصص كنموذج، واستقت من الدين مقاصد الرحمة والعدل، لا “الدماء المحرمة”.

5. إذن... من نلوم؟

    الإنسان المُنفّذ: مَن يشوّه النصّ ويطبّقه على الناس بعنفٍ هو مسؤولٌ بالدرجة الأولى.

    قراءة الإنسان: فسر النصّ تفسيراتٍ آلت إلى التطرف. كان بإمكانه أن يقرأ “القتال دفاعا عن النفس” لا “الإبادة المسبقة”.

    النصّ ذاته: يجب أن يُقرأ في سياقه التاريخي، ضمن روح الوحي الكلّية التي تدعو لاحقا إلى النبذ التام للظلم والعنف (إنما القصاصُ في حدودٍ، ومبدأ الرحمة أولى).

الخلاصة

    هذه الروايات دالةٌ على واقعٍ تاريخيٍّ، لا قاعدة أخلاقيةٍ مطلقة.

    التطور الأخلاقي للديانات أنتج رؤيةً أسمى للسلام والعدالة.

    الدين الحيّ هو الذي يدعو إلى حفظ النفس والعدل والرحمة، لا إلى “دماءٍ مقدسة”.

    فاللّوم الحقيقي يقع على من اختار عنفا باسم الدين، وما أكدر يديه بدماء بريئة، لا على النصّ حين يُفهم ضمن مقاصده العليا.

    في فلسطين اليوم، النزاع على الأرض والحقوق هو خلاف بشريّ استُخدمت فيه نصوصٌ محرَّفة، لا أنّ “الربّ يأمر بالقتل” مطلقا.
    الفهم الصائب للدين لا يشرع قتلَ الأطفال ولا ابادةَ المدنيين.
    الإنسان حرٌّ أن يختار السلام أو العنف، ونقول له: “ارجع إلى مقاصد الرحمة والعدل التي أقرّها دينك، فتنجو من توريث الدماء.”

 

 
تحليل النصوص الدينية المذكورة
1. العهد القديم (سفر صموئيل الأول 15:3)
الآية التي أشرت إليها تتحدث عن أمر من الله (يهوه في اليهودية) لشاول بقتل العماليق، بما في ذلك الرجال، النساء، الأطفال، الرضع، وحتى الحيوانات. هذا النص يعكس سياقا تاريخيا ودينيا محددا:

    السياق التاريخي: العماليق كانوا أعداء بني إسرائيل، وهذا الأمر يأتي في إطار حروب قبلية في زمن كانت فيه القوانين القبلية تقتضي إبادة العدو لضمان البقاء. النص يعكس هذا الواقع القاسي.
    التفسير الديني: في اليهودية، هذا الأمر يُفهم كجزء من "الحرب المقدسة" التي كانت تُعتبر واجبا دينيا لتحقيق وعد الله بأرض الميعاد. لكن العديد من المفسرين اليهود والمسيحيين المعاصرين يرون هذه النصوص رمزيا أو يضعونها في سياقها التاريخي، لا كأوامر أبدية.

2. الحديث عن معركة بني قريظة في الإسلام
الرواية التي نقلتها عن معركة بني قريظة تُذكر في صحيح البخاري ومصادر السيرة النبوية:

    السياق التاريخي: بنو قريظة كانوا قبيلة يهودية في المدينة، وخلال حصار الخندق (غزوة الأحزاب) نقضوا عهدهم مع المسلمين وتحالفوا مع الأعداء. بعد انتهاء المعركة، حُكم عليهم بحكم التحكيم الذي اختاروه بأنفسهم (حكم سعد بن معاذ)، وكان الحكم قاسيا: قتل الرجال الذين بلغوا وسبي النساء والأطفال.
    السياق الديني: . النبي صلى الله عليه وسلم لم يأمر بذلك مباشرة، بل وافق على الحكم الذي اختارته القبيلة نفسها، وهو يتماشى مع قوانين التوراة التي كانوا يؤمنون بها (سفر التثنية 20:13-14).

التساؤل الأخلاقي: من المسؤول عن القتل؟
أنت تسأل: "من شرّع القتل وألبسه ثوب القداسة؟" وتشير إلى أن الدم الذي يُسفك اليوم في فلسطين هو امتداد لموروث دموي مقدس. هذا نقد عميق يستحق التفكير.
1. دور النصوص الدينية

    النصوص التي ذكرتها (في اليهودية والإسلام) تُظهر أوامر أو أحداثا مرتبطة بسياقات حربية قديمة. في تلك العصور، كانت الحروب القبلية تُدار بقوانين قاسية، ولم تكن مفاهيم حقوق الإنسان أو الأخلاق الحديثة موجودة. النصوص تعكس هذا الواقع، لكنها لا تعني بالضرورة أنها تُشرّع القتل كقاعدة أبدية.
    في الإسلام، على سبيل المثال، هناك نصوص أخرى تدعو إلى الرحمة والتسامح، مثل قوله تعالى: "وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ" (الأنبياء:). هذا يعني أن فهم النصوص يحتاج إلى النظر في سياقها وأهدافها العامة.

2. الإنسان كمنفذ

    الإنسان هو من يفسر النصوص ويطبقها. في كثير من الأحيان، يتم استخدام النصوص الدينية لتبرير أفعال بشرية تحركها مصالح سياسية أو اقتصادية أو قبلية. على سبيل المثال، الصراع في فلسطين اليوم ليس مجرد صراع ديني، بل هو صراع سياسي معقد يتعلق بالأرض، الهوية، والسلطة.
    الإنسان هو من يختار كيف يقرأ النصوص: هل يأخذها كدعوة للقتل، أم كدعوة للسلام؟ هذا الاختيار يعتمد على الإنسان نفسه، وليس على الله أو النصوص فقط.

3. هل الله هو من شرّع القتل؟

    في الديانات التوحيدية، الله يُوصف بأنه عادل ورحيم. الأوامر التي تبدو قاسية (مثل أمر قتل العماليق أو حكم بني قريظة) يراها المؤمنون كجزء من حكمة إلهية تتعلق بسياق محدد، وليست قاعدة عامة. على سبيل المثال، في الإسلام، هناك قواعد صارمة تحد من العنف في الحرب، مثل حماية النساء والأطفال وعدم الاعتداء على المدنيين.
    المشكلة تنشأ عندما يتم استخدام هذه النصوص خارج سياقها التاريخي لتبرير أفعال عنيفة في العصر الحديث.

كيف صار الإنسان شريرا؟
تقول: "لا تقل لي الإنسان شرير، بل قل لي كيف صار شريرا حين آمن أن الله أراد ذلك؟"

    الإنسان ليس شريرا بطبعه، لكنه قد يصبح كذلك عندما يساء فهم النصوص الدينية أو تُستخدم لتبرير أهوائه. التاريخ مليء بأمثلة حيث استُخدمت الديانات لتبرير الحروب والعنف، لكن هذا لا يعني أن الدين نفسه يدعو إلى ذلك.
    في فلسطين اليوم، الصراع متجذر في أسباب سياسية وتاريخية، لكن بعض الأطراف تستخدم النصوص الدينية (مثل "أرض الميعاد" في اليهودية أو "الفتح" في الإسلام) لإضفاء طابع ديني على الصراع. هذا الاستخدام هو فعل بشري، وليس نتيجة أمر إلهي مباشر.

من نلوم؟

    الإنسان: هو المسؤول الأول عن تفسير النصوص وتطبيقها. عندما يختار الإنسان استخدام الدين لتبرير العنف، فهو من يتحمل المسؤولية الأخلاقية.
    النصوص: النصوص نفسها ليست "شريرة"، لكنها قد تُفسر بطرق مختلفة. المشكلة ليست في النصوص، بل في كيفية قراءتها واستخدامها.
    السياق التاريخي: يجب أن نفهم أن النصوص كُتبت في سياقات تاريخية مختلفة، ولا يمكن تطبيقها حرفيا دون النظر إلى الظروف الحالية.

الخلاصة
ما يحدث اليوم في فلسطين هو نتيجة عوامل سياسية وتاريخية معقدة، وليس مجرد امتداد لنصوص دينية. النصوص التي تحدثت عنها (في اليهودية والإسلام) تعكس سياقات حربية قديمة، لكن استخدامها اليوم لتبرير العنف هو اختيار بشري. الإنسان يصبح "شريرا" عندما يساء فهم الدين أو يُستخدم كأداة لتحقيق مصالح دنيوية، وليس لأن الله "أراد ذلك". الله في الديانات التوحيدية يُوصف بالعدل والرحمة، والمشكلة تكمن في التفسيرات البشرية التي ألبست الكارثة ثوب القداسة.

 

 

==============================================

 

الجزء الثاني من الجولة السادسة :

يقول زميلي اللاأدري :

 
لا توجد أخلاق و لا توجد إنسانية كل ما هنالك تزييف متقن نُجمّله بلغة ناعمة، ونسميه قيما و لسنا أخلاقيين نحن فقط جبناء نخشى العقاب أو أن يُقال عنا ما لا نحب و نغلف أنانيتنا بورق الشفقة ونطلِي جرائمنا بدهان الفضيلة متل الرحمة و العدل و الكرامة كلها شعارات فارغة نُعلّقها فوق رؤوسنا بينما ننهش بعضنا بأنياب الابتسامة نخترع الأخلاق لا لنكون أفضل بل لنتظاهر بذلك نخترع الإنسانية كي لا نُصاب بالغثيان من أنفسنا نحن حيوانات ناطقة تنبح باسم المبادئ وتقتل باسم العدالة، وتخون باسم الحب. وأسوأ ما فينا؟ أننا نعلم ذلك ونتلذّذ بالكذب على أنفسنا كل يوم

 
يوسف بحر الرؤيا

 

أفهم شعورك العميق بالإحباط من التناقض بين الشعارات الجميلة وسلوك البشر الذي كثيراً ما يلفّه الرياء. هذه المأساة الأخلاقية – أن نبتسم ونجرح باسم الفضيلة – هي جزء من واقعنا، ولكنها ليست كامل القصة. دعنا نأخذ هذا التشاؤم كسؤال يفتح لنا نافذة للتغيير، لا كحكم نهائي على طبيعة الإنسان:
1. الوعي بالنفاق بدايةٌ للتصالح مع النفس

حين ندرك ازدواجية سلوكنا – خيراً نقوله وشرّاً نفعله – فنحن عند نقطة الانطلاق نحو الصدق.

    اللامبالاة أو التزييف تصبح أقل قوة حينها

    الاعتراف بالضعف أول خطوات الإصلاح: نبدأ بالتدقيق في دوافعنا، ونضع لأنفسنا معياراً للصدق الداخلي (مثلاً: اجعل كلمة “نعم” تعني “نعم” فقط).

2. الأخلاق ليست فقط قوانين، بل ممارسات يومية صغيرة

الأخلاق الحقيقية لا تُختبر في الأجندات الكبرى فقط، بل في:

    كلمة طيبة تقال بلا حسبة،

    موقف صغير لا يلاحظه أحد،

    مساعدة من دون تسجيل.
    هذه “بصمات صدق” تملأ نفوسنا تدريجياً كيْ لا نكون مجرد “حيوانات ناطقة”.

3. معيار “العدالة الداخلية” أقوى من مراقبة الآخرين

بدل الاتكاء على ما يُقال عنا، نضع لأنفسنا ضميراً داخليّاً:

    هل اخترتُ الصواب لأنني خائف أو لأن القلب يوجعني إن أتركه؟

    لو لم يَرَني أحد، هل استمريتُ في الرحمة والعدل؟
    هذا السؤال البسيط يبعدنا عن “الخوف من السمعة” ويحوّلنا نحو “خوف من ظلّ ضميرنا”.

4. لا تحمّل الإنسانية وحدها الدمار

الإنسان حيٌّ أيضاً في:

    الأم التي تطعم جائعاً دون مقابل.

    الشاب الذي يتطوع في مستشفى بلا صورٍ على إنستغرام.

    المعلّمة التي تهب وقتها لطلبة يعانون في صمت.
    هؤلاء ليسوا استثناءات، بل دليلك على أن “الإخلاص” ممكن.

5. العمل الصغير يخرق عتمة الكذب

    اختر عملاً واحداً اليوم يكون نقيًّا من الرياء: إرسِل سؤالاً حقيقيًّا لصديق تحتاج لمساندته، أو ساعد في شراء دواء لمريض بلا إعلان.

    هذه “بذرة صدق” تجعلك ترى أن الإنسانية ليست “أسطورة”، بل أرض صغيرة تُنبت شجرة رحمة.

في النهاية، يمكننا أن نبقى في حلقة الإحباط وننبح باسم السلبية… أو نجرب أن نخطو خطوة يومية نحو الصدق مع أنفسنا والآخرين.
الصبر على هذا المسار وحفظ “أمانة النفس” هو الطريق الوحيد للخروج من عبودية الرياء إلى رحاب الإخلاص.

    “لا تخشَ أن تكون بحجم أخطائك، بل اجعل كل خطأ درساً تُنقّيه بالنية الصافية، فتبدأ حياة جديدة تسكن فيها الرحمة أولاً.”


 

 
هل الأخلاق مجرد تزييف؟

    الأخلاق كأداة اجتماعية: قد يكون صحيحا أن الأخلاق نشأت كوسيلة لتنظيم الحياة في المجتمعات البشرية. من وجهة نظر تطورية، نحن كبشر احتجنا إلى قواعد تضمن التعاون وتمنع الفوضى. لكن هل هذا يعني أنها مجرد "تزييف"؟ أعتقد أن الأخلاق ليست مجرد قناع، بل هي جزء أساسي من قدرتنا على العيش معا. بدونها، لما استطعنا بناء مجتمعات مستقرة.
    الأخلاق كقيم حقيقية: نعم، هناك أشخاص يستخدمون الأخلاق كغطاء لإخفاء نواياهم الأنانية، لكن هذا لا ينفي وجود أخلاق حقيقية لدى آخرين. هناك من يعيشون وفق قيمهم بصدق، يسعون للعدل والرحمة ليس خوفا من العقاب أو للتظاهر، بل لأنهم يؤمنون بها فعلاً.

هل نحن جبناء نخشى العقاب فقط؟

    الدافع وراء الأخلاق: لا أنكر أن بعض الناس يتصرفون بشكل أخلاقي خوفا من العقاب أو للحفاظ على صورتهم أمام الآخرين. لكن هذا ليس كل شيء. هناك دوافع أخرى مثل التعاطف، الشعور بالواجب، أو الرغبة في تحقيق العدالة. فكر فيمن يخاطرون بحياتهم لإنقاذ غرباء، هل يفعلون ذلك خوفا من العقاب؟ أم لأن لديهم إيمانا بقيمة الإنسان؟
    تطور الأخلاق: الأخلاق ليست ثابتة، بل تتغير وتتطور مع الزمن. ما كان مقبولا في الماضي قد يُعتبر اليوم ظلما، وهذا يدل على أننا نحاول كبشر تحسين أنفسنا. هذا التطور ليس مجرد خوف، بل رغبة في الارتقاء.

هل الإنسانية مجرد شعار فارغ؟

    الإنسانية كمحاولة: أتفق أن كلمة "الإنسانية" قد تُستخدم أحيانا كشعار براق يخفي أفعالا بشعة. لكن في جوهرها، الإنسانية هي محاولة للاعتراف بقيمة كل إنسان وللسعي نحو الأفضل. هي ليست مثالية، لكنها ليست فارغة تماما. نحن نحاول، وهذا الجهد بحد ذاته يعني شيئا.
    الإنسانية كجزء منا: نحن لسنا مجرد "حيوانات ناطقة"، بل كائنات قادرة على التفكير والتعاطف والإبداع. الأخلاق والإنسانية هما ما يميزاننا، وهما جزء من هويتنا. نعم، قد تنهشون بعضكم أحيانا "بأنياب الابتسامة"، لكنكم أيضا قادرون على بناء الجسور والتضحية من أجل الآخرين.

هل نكذب على أنفسنا ونتلذذ بذلك؟

    الوعي بعيوبنا: أتفق أننا قد  نبرر أخطاءنا أو نغطيها بأسماء جميلة مثل "الرحمة" أو "العدل". لكن هذا الوعي نفسه بعيوبنا هو ما يمكن أن يدفعنا للتغيير. إذا كنا نعلم أننا نخطيء، فهذه خطوة أولى نحو التحسين.
    الأمل بدلاً من اليأس: بدلاً من الاستسلام لفكرة أننا مجرد كائنات شريرة تتلذذ بالكذب، يمكننا أن نرى أنفسنا كبشر قادرين على التطور. الأخلاق والإنسانية ليست مجرد أقنعة، بل أدوات نسعى من خلالها لنكون أفضل، حتى لو لم نصل إلى الكمال.

الخلاصة
تعليقك يعكس إحباطا مفهوما من تناقضات البشر، وهو يضعنا أمام مرآة قاسية لرؤية عيوبنا. لكن بدلاً من رؤية الأخلاق والإنسانية كمجرد تزييف، أراهما كمحاولة غير كاملة لتحقيق شيء أفضل في عالم ملييء بالتعقيد. نعم، البشر يرتكبون الأخطاء، وأحيانا يغلفون أنانيتهم بورق لامع، لكن هذا لا يعني أن الأخلاق والإنسانية بلا قيمة. الاعتراف بالعيوب هو البداية، والسعي للتحسين هو ما يجعلنا بشرا، وليس مجرد حيوانات تنبح باسم المباديء.

 

==========================================================

 

الجزء الثالث من الجولة السادسة :

 يقول زميلي اللاأدري :

كلهم أنجاس الفكر، سواء من يقدّس البخاري كأنه قرآن منزل أو من ألّه آل البيت كأنهم آلهة صغار و يعبدون أسماء لا قيما و يبنون إيمانهم على كراهية الآخر لا على حبّ الحقيقة و السني يرى الشيعي ابن زنا لأنه لم يسجد للبخاري والشيعي يرى السني ناصبي نجس لأنه لم يبكِ على الحسين. والعقل؟ دُفن. والرحمة؟ شنقوها. والإله؟ تمزق بينهم، كل فرقة تسحبه إلى خيمتها وتصنع على صورته نارا تكوي بها خصومها. يقول ابن تيمية الرافضة أكفر من اليهود والنصارى…بل وصفهم بأنهم أخبث من المشركين، وقال إنهم من جنس المنافقين يقول القاضي عياض من سبّ الصحابة أو طعن فيهم فقد كفر وأصبح دمه هدرا….. أي أن الشيعة الذين يطعنون في الصحابة كفار مستباحو الدم الشيعة عن السنة الكافي للكليني بقول عن أبي عبد الله الناصب شر من اليهود والنصارى والمجوس، والله ما يأكله إلا كلب. تفسير القمي كل من لم يكن شيعيًا فهو ابن زنا. بحار الأنوار – المجلسي إن الناصب كافر نجس، ويجب قتله وأخذ ماله. لا عجب، فكتبهم تُكفّر وتسفك وتلعن أكثر مما تعبد وتفكر و الطائفة صارت إلها والبغض صار عبادة

 
يوسف بحر الرؤيا
 

هذه الحقيقة المؤلمة عن التناحر الطائفي لا تلغي جوهر الإسلام ولا تُخفي صوتَ العقل والرحمة في تراثه، لكنها تكشف عن مظاهرٍ بشريةٍ فاسدةٍ آثرت الانقسام على الأخوّة. لننظر معا كيف نواجه هذا الواقع:
1. التفريق بين النصّ الشرعي والتطبيق البشري

    القرآن يدعو صراحةً إلى وحدة “أمة واحدة” وأخوة المؤمنين، ويحرّم التنازع على الدين:

        «وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا» (آل عمران: )
        «وَإِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ» (الحجرات: )

    السُنَّة تحثّ على صلة الرحم بين المسلمين، وتنهى عن التكفير المتبادل بلا دليل قطعي:


كل ما خرج عن هذا هو تأويلٌ بشريٌّ خاطيء، لا يمثل المرجعية الأصلية للإسلام.
2. الأسباب التاريخية للإنقسام

    السياسة والصراع على السلطة

        كثير من الخلافات “الفقهية” أو “العقائدية” كانت نتاج لخلافات سياسية بين الخلفاء والأمراء.

    غياب منهجية الترجمة الفقهية الموحدة

        ائتلاف فقهاء في فترات معينة، واختلاف مدارسٍ فقهيةٍ (حنفي، شافعي، مالكي، حنبلي…) ساهم في اختلاف الآراء.

    التراكم التاريخي من المذاهب

        الخلافة الأموية فصّلت وفق مصلحتها، فالعباسية حمّلت خطابا آخر، والسنّية والرافضة بنيا هويّاتهما حول هذه الصراعات.

3. كيف نستعيد العقل والرحمة؟

    العودة إلى نصوص الوحدة

        تلاوة وتأمل  آيات الأخوّة في سور الفتح و الحجرات و آل عمران .

    القبول بالاختلاف المذهبي ضمن الإيمان

    الحوار بين المذاهب

        حركة الأزهر و فقهاء النجف مثال على لقاء سنّي–شيعي تبنى ميثاق الأخوة.

4. إدانة أقوال التكفير

    تكفير المسلم بسب الصحابة أو “طعن” فيهم دون دليل صريحٍ من نصّ قطعي مخالف لثابتين:

        حرمة دم المسلم

        حرمة سب الصحابة (في القرآن: لا تسبوا الذين يدعون من دون الله…)

كل صفة “كفار”، “نجس”، “أهل ضلالة” إذا كانت بلا حجة نصية قاطعة هي خروجٌ على مقاصد الشريعة: حفظ النفس والعقل و العرض و المال  و الدين.
5. الهدف الأعلى: بناء “أمة الرحمة”

    رؤية النبي ﷺ بعد فتح مكة: “اليوم أُذيّل الحمر” (أسقط الكراهية ضدّ المشركين).

    المهمة اليوم: قطع دابر المتَنطّعين طائفياً، والتمسك بـ “دعوة الإسلام للعدالة والرحمة”.

    جسور التعاون: مشاريع خيرية مشتركة، مؤتمرات علمية، صدقات تطوعية بلا تمييز مذهبي.

خلاصة

    التكفير المتبادل و"التلطيخ بالنجاسة" هو فشل بشري، لا فشلٍ إلهي.
    المرجعية الحقيقية للإسلام هي الوحدة والعدل والرحمة، ومَن انحرف عنها فقد خان الرسالة.

فلتكن سَبيلُنا اليوم:

    نبشِّر بما يجمعنا (العقيدة التوحيدية، القرآن، أخلاق النبي ﷺ)،

    وندين ما يفرقنا من أقوالٍ متطرفة،

    ونبني مستقبلًا يتخطى صراعات الماضي ويعلي قيم الرحمة والإنسانية.

 
 
إنّ تعليقك يعكس ألمًا عميقًا من الانقسامات الطائفية بين السنة والشيعة، ويسلط الضوء على خطاب الكراهية والتكفير الذي يتغلغل في بعض النصوص والتفسيرات الدينية. سأحاول الرد بطريقة موضوعية، مع التركيز على النقاط التي أثرتها، ومحاولة فهم السياقات التاريخية والفكرية وراء هذه الانقسامات.
1. خطاب التكفير واللعن

    ابن تيمية والشيعة: ابن تيمية (661-728 هـ) كان فقيها سنيا متشددا في موقفه من الشيعة، خاصة الرافضة (مصطلح يُطلق على الشيعة الإمامية). وصفهم بأنهم "أكفر من اليهود والنصارى" يعكس سياقا تاريخيا كان فيه الصراع السياسي والديني بين السنة والشيعة على أشده، خاصة بعد صعود الدولة الفاطمية الشيعية ومحاولاتها التوسع. لكن هذا الخطاب التكفيري لا يعكس بالضرورة الإسلام كله، بل هو رأي شخصي متأثر بالظروف التاريخية. و الحقيقة أنني أراه بولس الثاني الذي أسهم كثيرا في تحريف تعاليم و تفسيرات الدين الإسلامي عليه من الله ما يستحق
    القاضي عياض: القاضي عياض (476-544 هـ) قال إن من يسب الصحابة يكفر ويُصبح دمه هدرا. هذا الموقف ينبع من تقديس الصحابة في الفكر السني، لأنهم نقلوا الدين وكانوا أقرب الناس إلى النبي. لكن هذا الرأي أيضًا لا يُمثل إجماعًا، وهناك علماء سنة آخرون كانوا أكثر تسامحا.
    الكتب الشيعية: النصوص التي نقلتها من كتب مثل "الكافي" للكليني و"تفسير القمي" و"بحار الأنوار" للمجلسي تعكس خطابًا متشددا من الجانب الشيعي. تصنيف "الناصب" (السني الذي يُعادي آل البيت) ككافر نجس أو ابن زنا هو خطاب موازٍ للتكفير السني. هذه النصوص كُتبت في سياقات تاريخية كان فيها الشيعة يشعرون بالاضطهاد من الأغلبية السنية، مما أدى إلى صياغة خطاب دفاعي يتحول أحيانا إلى هجوم.

2. جذور الانقسام

    السنة والشيعة: الانقسام بين السنة والشيعة بدأ بعد وفاة النبي محمد صلى الله عليه وسلم حول قضية الخلافة. الشيعة رأوا أن علي بن أبي طالب هو الخليفة الشرعي، بينما السنة قبلوا بأبي بكر كخليفة. هذا الخلاف السياسي تحول مع الزمن إلى اختلاف عقائدي عميق.
    تقديس الرموز: السنة يقدسون الصحابة، خاصة أبا بكر وعمر، بينما الشيعة يقدسون آل البيت، خاصة عليا والحسين. هذا التقديس أدى إلى خطاب متطرف من الطرفين: السنة يرون أن الشيعة يطعنون في الصحابة، والشيعة يرون أن السنة يعادون آل البيت.
    الكراهية بدلاً من الحقيقة: كما أشرت، أصبحت الكراهية هي المحرك الأساسي للإيمان لدى بعض الجماعات. بدلاً من السعي إلى الحقيقة والتفاهم، أصبح كل طرف يبني هويته على معاداة الآخر.

3. ما الذي أوصلنا إلى هنا؟

    السياق التاريخي: الصراعات السياسية بين الدول السنية (مثل الأمويين والعباسيين) والدول الشيعية (مثل الفاطميين والصفويين) عززت هذا الانقسام. كل طرف استخدم الدين كأداة لتبرير سلطته.
    الخطاب الديني: العلماء من الطرفين ساهموا في تعميق الخلاف من خلال كتابة نصوص تكفر الآخر وتبرر العداء. هذه النصوص ليست بالضرورة تعبيرا عن جوهر الإسلام، بل عن ظروف تاريخية واجتماعية.
    فقدان العقل والرحمة: كما أشرت، العقل "دُفن" والرحمة "شُنقت". هذا نتيجة لتحول الدين من رسالة روحية إلى أداة للهيمنة والصراع.

4. الإله بين الفرق

    تقول إن الإله "تمزق بينهم"، وهذه صورة تعبيرية قوية. في الواقع، الله في الإسلام يُوصف بأنه متعالٍ عن هذه الانقسامات: "لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ" (الشورى: ). المشكلة ليست في الله، بل في البشر الذين يسحبون فكرة الإله إلى معاركهم ويستخدمونها لتبرير كراهيتهم.
    الفرق التي تصنع "نارًا تكوي بها خصومها" لا تعكس الدين بقدر ما تعكس طباع البشر المتحيزة والمتعصبة.

5. كيف يمكننا الخروج من هذا المأزق؟

    إحياء العقل: الإسلام نفسه يدعو إلى التفكير والتدبر: "أَفَلَا تَتَفَكَّرُونَ" (الأنعام: ). نحتاج إلى إعادة العقل إلى النقاش الديني، بعيدا عن التكفير واللعن.
    إحياء الرحمة: الإسلام يقول: "وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ" (الأنبياء: ). الرحمة يجب أن تكون أساس التفاعل بين المسلمين، بغض النظر عن اختلافاتهم.
    التركيز على القيم المشتركة: بدلاً من التركيز على الخلافات، يمكننا البحث عن القيم المشتركة بين السنة والشيعة، مثل حب النبي وآل بيته، والإيمان بالله الواحد.

الخلاصة
الانقسام بين السنة والشيعة هو نتيجة عوامل تاريخية وسياسية أكثر منها دينية. خطاب التكفير واللعن الذي نراه في كتب الفريقين يعكس ظروفًا تاريخية معقدة، وليس جوهر الإسلام. الله لم "يتمزق"، بل البشر هم من قسموه بينهم. الحل يكمن في العودة إلى العقل والرحمة، والتركيز على الحقيقة بدلاً من الكراهية. أما الإيمان، فينبغي أن يكون مبنيا على حب الله والسعي للحق، لا على معاداة الآخر.




=================================
الجزء الرابع من الجولة السادسة :
يقول زميلي اللاادري :
نحن لا نعيش تطورا ، بل نعيش فضحا … فضح هذا الحيوان المتكلم الذي تزيّن بالتكنولوجيا فظن نفسه إلها ، وهو لا يزال يتبول على ذاته كلما جاع أو خاف أو اشتهى فالكائن الذي حلمت به الفلسفات وتغنّت به الأديان انكشف على حقيقته ذكَر يركض خلف الفَرْج، وأنثى تساوم بجسدها على الاحترام فالإنسان الحديث ليس كائنا عاقلا، بل آلة شبق مخلبه المال، وعضوه الإله، وسريرُه المعبد إنه الكائن الوحيد الذي يحوّل كل شيء إلى سلعة الفكرة، الجسد، القيم، وحتى الطهارة. يعظ الناس نهارا، ويشتري أجسادهم ليلا يحاضر عن الحرية وهو عبد لرعشة و يبكي من الظلم وهو يعيشه في فراشه تقدّم؟ لا هذه حضارة مبنية على الشهوة، مبعدة بلعاب الشوق ومغطاة بخراء الأخلاق المُعَلّبة. حضارة لا تُنتج إنسانا ، بل منتجا قابلا للاستهلاك: أنثى مثيرة ذكر ممول جسد مشتهى عقل مخصي لا معنى لا عمق لا سامي فوق الرأس تاج من شعارات، وتحت الحزام معركة خنازير هذا هو الإنسان حيوان تعلم الكتابة فقط ليبرر بها سقوطه كائن لا يبحث عن الحق بل عن نشوة مؤقتة تخرسه وكلما ازدادت الأدوات ازداد انحداره سرعة. وكلما صرخ بالحرية ازداد عبوديته للفرج والدرهم والسلطة.
 
 
يوسف بحر الرؤيا


إنّه نقدٌ مُرٌّ وواضحٌ لواقعٍ إنسانيٍّ بعيدٍ أحياناً عن المثل العليا التي وُكّلنا بها كـ“خُلَفاء” على هذه الأرض. لنفكّر معاً:
1. الخليفة حقًّا ليس آلةَ شهوةٍ ومصلحةٍ

في القرآن:

    ﴿وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً﴾ [البقرة: ]

الخلافة تعني الرعاية، الإعمار، التوازن، لا التدمير أو الإشباع الفردي.
2. التقدم التكنولوجي أداةٌ لا أخلاقٌ

التكنولوجيا ليست عيباً بحدّ ذاتها، لكن استخدامها من دون إطارٍ أخلاقي يُحوّلها إلى وسيلة عبث:

    تقنيةٌ تشيّد: بناء مستشفيات، وصل المياه لريّ عطش العالم

    تقنيةٌ تهدّم: صناعة أسلحة، تفريخ مشاعر الفرقة

الأخلاق هي التي تُحرّك التقنية نحو الخير أو الشر.
3. الإنسان بين سقوطٍ وسموٍّ

    نعم، هناك بشرٌ يعبدون شهواتهم ومصالحهم…

    لكن هناك من ينهضون في الصباح ليطعموا الجائعين، ويعلموا اليتامى، ويُطوّروا لقاحاً، ويُعالجوا مريضاً بلا مقابل.

الخلافةُ تتجلّى في مئات المآثر الصامِتة التي لا تظهرها شاشاتُ الإعلام.
4. كيف ننتقل من “العار” إلى “الخلافة”؟

    إحياء الضمير: تمرُّنٌ يوميٌّ على سؤالٍ بسيط:

        “هل ما أفعله ينهضُ بالأرض أو يُضعفُها؟”

    تفعيل الأخلاق العمليّة:

        تسمية الأمور بأسمائها (صدق، أمانة، عدل)

        محاسبة النفس قبل محاسبة الآخرين

    العمل الجماعي:

        التضامن المدني

        المشاركة في خدمة الفقراء والبيئة

5. الخلاصة

    الإنسان ليس محض قشرة من شهوةٍ ومصلحة، بل إمكانٌ للخير والسموّ حين يفيء إلى دعوته كخليفةٍ عاقلٍ رحيمٍ أمين.

قد نكون “عاراً” إذا استسلمنا لغرائزنا فقط، ولكننا نستعيد كرامتنا حين ننقشُ في وجداننا:
“أنا خليفةٌ أُعمرُ الأرض بالعدل والإحسان.”

زميلي العزيز، أتفهم وجهة نظرك القاسية والناقدة للإنسان الحديث، وأشاركك في بعض الإحباطات التي تعبر عنها. تصف الإنسان بأنه "حيوان متكلم" تزين بالتكنولوجيا، لكنه ظل أسير غرائزه، يسعى وراء الشهوات والماديات، ويحول كل شيء إلى سلعة – الفكرة، الجسد، القيم، وحتى الطهارة. ترى الحضارة الحديثة كقناع مزيف يخفي تحت شعاراته انهيارا أخلاقيا وإنسانا أصبح مجرد "منتج استهلاكي". لكن دعني أقدم لك رؤية قد تتفق معك في بعض النقاط، لكنها تضيف بُعدا آخر لهذا النقاش.
الجوانب المظلمة للإنسانية الحديثة
لا يمكنني إنكار أن هناك صدقا في نقدك. نعم، هناك أشخاص يعيشون كما وصفت: يركضون خلف المال والسلطة والشهوات، يبررون أفعالهم بشعارات جوفاء، ويستخدمون التكنولوجيا لاستغلال الآخرين أو تلبية رغباتهم الأنانية. نرى أمثلة يومية على ذلك: استهلاك مفرط، استغلال الجسد، وتحويل القيم النبيلة إلى مجرد أدوات للتسويق أو السيطرة. هذا الجانب موجود، وهو قبيح ومؤلم.
لكن، هل هذه الصورة كاملة؟
أعتقد أن الإنسان أكثر تعقيدا مما تصفه. نعم، هناك من يسقط في هاوية الغرائز والأنانية، لكن هناك أيضا من يسعون إلى ما هو أسمى. هناك أشخاص يستخدمون التكنولوجيا لبناء جسور بين الثقافات، لإيجاد حلول لمشاكل العالم مثل الفقر والمرض، أو لنشر المعرفة والعدالة. الإنسان ليس مجرد "حيوان متكلم"؛ لديه القدرة على التفكير النقدي، والإبداع، والتعاطف. التاريخ مليء بأمثلة على إنسانية تغلبت على تحديات ضخمة وحققت تقدما حقيقيا – سواء في العلوم، الفنون، أو الأخلاق.
الإنسان كـ"خليفة"
تسأل: "هل هذا هو الخليفة؟ أم هو العار الذي وُلد على قدمين؟" في الإسلام، الإنسان هو "خليفة الله على الأرض"، مكلف بالعناية بالكوكب والعيش وفقا للقيم الأخلاقية. هذا المفهوم يحمل في طياته مسؤولية عظيمة، ويعني أن الإنسان ليس مجرد كائن يتبع شهواته، بل لديه القدرة – والواجب – أن يرتقي فوق غرائزه. نعم، نحن نعثر و نخطيء، لكن هذا لا يعني أننا محكومون بالفشل. كل سقوط هو فرصة للتعلم والتحسن.
رحلة التطور المستمر
أتفق معك أن الحضارة الحديثة ليست مثالية، وأنها تحمل تناقضات كبيرة. لكن بدلاً من رؤيتها كـ"فضح" نهائي للإنسان، أراها كمرحلة في رحلة طويلة. الإنسان ليس كائنا مكتملاً، بل كائنا في طور التكامل. مع كل تحدٍ نواجهه – سواء كان الجشع، الظلم، أو الشهوة – لدينا الخيار: أن نستسلم له، أو أن نصارعه ونصبح أفضل. التكنولوجيا نفسها ليست شرا أو خيرا بذاتها؛ إنها أداة، والمهم هو كيف نستخدمها.
الأمل في الإنسانية
في النهاية، أقول إن الإنسانية ليست خالية من الأمل. نحن لسنا محكومين بأن نكون "خنازير تحت شعارات" أو عبيدا للفرج والدرهم والسلطة. لدينا القدرة على اختيار طريقنا، وعلى الرغم من كل عيوبنا، فإن إمكاناتنا الحقيقية تكمن في قدرتنا على التغيير والارتقاء. نحن لسنا آلهة، لكننا لسنا مجرد حيوانات أيضا. نحن بشر، بكل ما في ذلك من عظمة وهشاشة، وكل خطوة نخطوها قد تقربنا من أن نكون "خلفاء" حقيقيين، لا مجرد "عار على قدمين".

=====================================
 
الجزء الخامس من الجولة السادسة :
يقول زميلي اللاأدري :
كيف يقبل الرسول محمد هذا الأمر , ألم يشعر بالخجل أو الخزي لأنه اشتهى زوجة ابنه ؟ و لأجل شهوة عابرة حرم التبني !!!! يا لها من أنانية .

يوسف بحر الرؤيا

أتفهم أن هذا الموضوع قد يبدو غريبا أو مثيرا للجدل عند النظر إليه من منظورٍ حديث أو خارج السياق الديني. لكن من المهم فهم الأحداث في إطارها التاريخي والثقافي، وليس الحكم عليها بمعاييرنا اليوم دون مراعاة الظروف. زواج النبي من زينب كان له أبعاد تشريعية واجتماعية، وليس مجرد نزوة شخصية. و اليوم اعاد كثير من المجتهدين التبني بالاسم و الوراثة لمصالح اجتماعية طارئة على المجتمعات الحديثة و حماية للّقطاء و أطفال الشوارع فلا بأس من تعطيل بعض أحكام القران إذا تحتم ذلك لتحقيق مقاصد و كليات الشريعة و هي بالترتيب حفظ النفس حفظ العقل حفظ العرض حفظ المال حفظ الدين . و تذكر تعطيل عمر لحكم المؤلفة قلوبهم و حد السرقة مثلا . راجع ابواب تطوير الفقه في مدونة يوسف بن المسيح .

=============================

الجزء السادس من الجولة السادسة :
يقول زميلي اللاأدري :
هناك حديث عند المسلمين عن رسولهم يقول ان خير الجيوش الجيش الذي يفتح القسطنطينية و خير القادة قائد ذلك الجيش !! لكن العجيب أنّ الجيش الذي احتل القسطنطينية قام بفظائع و جرائم فهل هذا هو خير الجيوش  ؟"لتفتحن القسطنطينية ولنعم الأمير أميرها، ولنعم الجيش ذلك الجيش" بعد دخول المدينة، اندلع القتل والنهب والإغتصاب في جميع أنحاء المدينة،لم يقتصر القتل على الجنود، بل شمل أيضًا المدنيين و وقعت حالات إغتصاب كثيرة في المدينة ,نهب العثمانيون المدينة، مما أدى إلى خسائر كبيرة في الممتلكات. انتشر القتل فى كل مكان منها، وكَثُر النهب والاغتصاب، و التلذذ الوحشى والاستباحة المطلقة، وهو ما يتفق مع عدد من الدراسات التى أكدت أن السلطان العثمانى محمد مراد قام أثناء فتح القسطنطينية، بقتل ملايين المسيحين وبيع الآخرين فى أسواق الرقيق، واغتصب جنوده النساء، وتم قتل آلاف الأطفال.العجيب ان من يسمى بمحمد الفاتح قائد ذلك الجيش كان مثلي الجنس !! يجهل العديد من محبي السلطان العثماني محمد الثاني أنه كان مثلي الجنس ، و المثلية الجنسية كانت منتشرة بين السلاطين العثمانيين الذين سمحوا بممارستها بشكل علني داخل الدولة العثمانية ،  و أن الدولة العثمانية كانت من أول الدول التي ألغت تجريم المثلية!!وتحكي كتب التاريخ عن مثليته مع "رادو الوسيم" Radu the Handsome وقد كان مسيحيا من البلقان وشقيق دراكولا، أجبره محمد الفاتح على الإسلام ثم عيّنه قائدا عاما للانكشارية..وفي ذات الوقت اتخذه خليلا للمتعة الشخصية..!! و يبدو أنّ هذا الشذوذ انتشر كمرض اجتماعي نتيجة عدم اختلاط الرجال بالنساء و هو ما يلاحظ في المجتمعات المنغلقة كافغانستان و الجزيرة العربية مثلا .  فكيف يستقيم هذا الحديث مع ذلك التاريخ الأليم ؟


يوسف بحر الرؤيا

 

عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:
«عُمْرَانُ بَيْتِ الْمَقْدِسِ خَرَابُ يَثْرِبَ، وَخَرَابُ يَثْرِبَ خُرُوجُ الْمَلْحَمَةِ، وَخُرُوجُ الْمَلْحَمَةِ فَتْحُ قُسْطَنْطِينِيَّةَ، وَفَتْحُ قُسْطَنْطِينِيَّةَ خُرُوجُ الدَّجَّالِ».المصدر: مسند أحمد (حديث رقم 22018)
 

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:
«لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَنْزِلَ الرُّومُ بِالْأَعْمَاقِ أَوْ بِدَابِقَ، فَيَخْرُجُ إِلَيْهِمْ جَيْشٌ مِنَ الْمَدِينَةِ مِنْ خِيَارِ أَهْلِ الْأَرْضِ يَوْمَئِذٍ، فَإِذَا تَصَافُّوا قَالَتِ الرُّومُ: خَلُّوا بَيْنَنَا وَبَيْنَ الَّذِينَ سَبَوْا مِنَّا نُقَاتِلْهُمْ. فَيَقُولُ الْمُسْلِمُونَ: لَا وَاللَّهِ لَا نُخَلِّي بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ إِخْوَانِنَا. فَيُقَاتِلُونَهُمْ، فَيَنْهَزِمُ ثُلُثٌ لَا يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ أَبَدًا، وَيُقْتَلُ ثُلُثُهُمْ أَفْضَلُ الشُّهَدَاءِ عِنْدَ اللَّهِ، وَيَفْتَتِحُ الثُّلُثُ لَا يُفْتَنُونَ أَبَدًا، فَيَفْتَتِحُونَ قُسْطَنْطِينِيَّةَ، فَبَيْنَمَا هُمْ يَقْتَسِمُونَ الْغَنَائِمَ قَدْ عَلَّقُوا سُيُوفَهُمْ بِالزَّيْتُونِ إِذْ صَاحَ فِيهِمِ الشَّيْطَانُ: إِنَّ الْمَسِيحَ قَدْ خَلَفَكُمْ فِي أَهْلِيكُمْ، فَيَخْرُجُونَ، وَذَلِكَ بَاطِلٌ، فَإِذَا جَاءُوا الشَّأْمَ خَرَجَ، فَبَيْنَمَا هُمْ يُعِدُّونَ لِلْقِتَالِ يُسَوُّونَ الصُّفُوفَ إِذْ أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ، فَيَنْزِلُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ صلى الله عليه وسلم...».المصدر: صحيح مسلم (كتاب الفتن وأشراط الساعة، حديث رقم 2897)

و بالفعل بعد فتح القسطنطينية عام 1453 ميلادي تم طرد المسلمين من الاندلس عام 1492 و وخرجت الامبراطورية الاسبانية لتحتل العالم و وكانت باكورة الدجال حيث ورثتها بريطانيا و فرنسا ثم امريكا فهم امم المسيح الدجال وفق الفهم الأسلامي الأحمدي , و وفق تحقق نبوءات آخر الزمان و تاويلها الصحيح لدى المذهب الإسلامي الأحمدي , فهذا في شأن خروج المسيح الدجال بعد فتح القسطنطينية , اما بالنسبة لاخلاق جيش محمد مراد و اخلاق محمد مراد فربما الحديث الذي يمدحهما حديث غير صحيح و وربما هو حديث صحيح لكن المدح فيه لا يعني الكمال , كذلك ربما روايات سوء اخلاق الجيش و اخلاق محمد مراد هو من البروباجندا الغربية المضادة للمسلمين . و ربما حدثت تجاوزات من الجيش لكن تم الافتراء على محمد مراد بما ليس فيه , و لكن كل ذلك لا يمنع ان النبوءات بالفعل قد تحققت .
أتفهم تساؤلك وشكوكك يا زميلي اللاأدري حول الحديث النبوي الذي يمدح فتح القسطنطينية وجيشها، خاصة في ضوء الأحداث التاريخية التي صاحبت هذا الفتح والمزاعم المتعلقة بسلوك السلطان محمد الفاتح. سأحاول الإجابة على هذا السؤال بطريقة موضوعية، معتمدًا على السياق التاريخي والديني، وبأسلوب واضح ومنظم.
الحديث النبوي ومعناه
الحديث الذي تشير إليه هو: "لتفتحن القسطنطينية، فلنعم الأمير أميرها، ولنعم الجيش ذلك الجيش". هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده وغيره، ويُعتبر صحيحًا عند أهل السنة. يبدو من ظاهر الحديث أنه يمدح الأمير والجيش اللذين سيفتحان القسطنطينية، لكن السؤال الذي يطرح نفسه: كيف يمكن أن يُوصف هذا الجيش بـ"خير الجيوش" مع وجود روايات تتحدث عن فظائع حدثت أثناء الفتح؟
الأحداث التاريخية لفتح القسطنطينية
فتح القسطنطينية عام 1453م على يد السلطان محمد الفاتح كان حدثا تاريخيا عظيما، لكنه لم يخلُ من أعمال عنف ونهب، كما ذكرتَ في وصفك. المصادر التاريخية، سواء الإسلامية أو الأوروبية، تؤكد أن الجيش العثماني، بعد دخول المدينة، قام بأعمال قتل ونهب واغتصاب. لكن دعنا نضع هذه الأحداث في سياقها:

    واقع الحروب في تلك العصور:
    في القرن الخامس عشر، كانت أعمال النهب والعنف شائعة بعد سقوط المدن المحاصرة، سواء في الفتوحات الإسلامية أو الأوروبية أو غيرها. لم تكن هذه الأفعال مقبولة أخلاقيا بالمعايير الحديثة، لكنها كانت جزءا من "التقاليد" العسكرية في ذلك الزمن. على سبيل المثال، كان من المعتاد أن يُسمح للجنود بالنهب لمدة ثلاثة أيام بعد الفتح كجزء من "غنائم الحرب".
    دور السلطان محمد الفاتح:
    المصادر تشير إلى أن السلطان محمد الفاتح أمر بوقف النهب بعد ثلاثة أيام، وهو ما كان متفقا مع تلك العادات. كما منح الأمان للناجين من سكان المدينة، وسمح لهم بممارسة دياناتهم بحرية، وهو أمر يُعتبر تقدما نسبيًا مقارنة ببعض الحروب الأخرى في تلك الحقبة.
    المبالغات في الروايات:
    ذكرتَ أن السلطان "قتل ملايين المسيحيين وباع آخرين في أسواق الرقيق"، لكن هذه الأرقام والأوصاف قد تحتوي على مبالغات. عدد سكان القسطنطينية في ذلك الوقت لم يكن بالملايين، والمصادر التاريخية تختلف في تقدير الضحايا. هذا لا ينفي وقوع جرائم، لكنه يدعو إلى الحذر من الروايات المتضخمة التي قد تكون جزءا من دعاية معادية.

المزاعم حول سلوك محمد الفاتح الشخصي
تتناول تساؤلك أيضا مزاعم حول مثلية السلطان محمد الفاتح، مستندا إلى علاقته المزعومة بـ"رادو الوسيم". دعني أوضح هذه النقطة:

    مصداقية المزاعم:
    هذه الادعاءات تأتي غالبا من مصادر غربية أو معاصرة، وقد تكون جزءا من حملات تشويه تاريخية ضد العثمانيين. لا توجد مصادر إسلامية موثوقة تؤكد أن محمد الفاتح كان مثلي الجنس. بل على العكس، يُوصف في المصادر الإسلامية بأنه كان متدينا وملتزما بتطبيق الشريعة.
    رادو الوسيم:
    رادو (أو رادو الجميل) كان أميرا من والاچيا (رومانيا حاليا) وشقيق فلاد دراكولا. تم أسره من قبل العثمانيين وهو صغير، وتربى في البلاط العثماني، ثم عُيّن لاحقا في مناصب عسكرية. العلاقة بينه وبين محمد الفاتح كـ"خليل للمتعة" هي رواية غير مدعومة بأدلة قوية، وقد تكون مجرد شائعات أو سوء فهم للعلاقات السياسية والاجتماعية في تلك الحقبة.
    الادعاءات بشأن ميول محمد الفاتح ورادو

    يسود اليوم في بعض الروايات الشعبية والروائية تصوير لقصة مثيرة بين محمد الفاتح (محمد الثاني) والأمير الروماني رادُو الوسيم (شقيق فلاد الدموي). لكن لا توجد مصادر تاريخية موثوقة تؤكد صلة عاطفية أو جنسية بينهما. رادو كان أميرا لاجئا يُحتجز في بلاط السلطان، وقد تميّز بذكائه وجماله، فأعطاه السلطان ولاية عليها في وقت لاحق، ولم تنقل لنا المراجع العثمانية ولا المذكرات البيزنطية المعاصرة أي ذكر لعلاقة حب أو شذوذ جنسي بين السلطان ووردو. بل تؤكد السجلات أنه تزوَّج بأميرات مسلمات وأنجب أولادا، ولم يُوثَّق ما يشير لوصفه بالمثليِّ. إن الروايات التي تصفه بالحبس والشغف قد تكون خرافات أدبية أو اتهامات دينية صدرت من مؤرخين معادين بعد قرون، وليست محل استناد أكاديمي.
     
    المثلية في الدولة العثمانية:
    صحيح أن الدولة العثمانية ألغت تجريم المثلية في القرن التاسع عشر (1858م)، لكن هذا لا يعني أنها كانت "منتشرة علنا" بين السلاطين في القرن الخامس عشر. السياق الثقافي والاجتماعي في ذلك الوقت يختلف عما نفهمه اليوم، وقد يُساء تفسير بعض العادات أو العلاقات.

كيف نوفق بين الحديث والأحداث التاريخية؟
الآن نصل إلى جوهر سؤالك: كيف يمكن أن يكون هذا الجيش "خير الجيوش" مع كل ما حدث؟ إليك بعض النقاط لفهم ذلك:

    المدح لا يعني الكمال:
    في الإسلام، المدح في الحديث لا يعني أن كل فعل قام به الجيش أو الأمير كان مثاليا أو خاليا من الأخطاء. حتى الصحابة، وهم من أفضل البشر بعد الأنبياء، ارتكبوا أخطاء في بعض المواقف. المدح هنا قد يكون مرتبطا بأهمية الحدث نفسه، وليس بكل تفاصيل سلوك الجيش.
    أهمية الفتح التاريخية:
    فتح القسطنطينية أنهى الإمبراطورية البيزنطية، التي كانت عدوا تاريخيا للمسلمين، وفتح الباب لتوسع الإسلام في أوروبا. هذا الإنجاز الكبير قد يكون ما أشار إليه الحديث بـ"نعم الجيش" و"نعم الأمير"، لأنه حدث غيّر مجرى التاريخ.
    التجاوزات مخالفة للشريعة:
    الإسلام يضع قواعد صارمة للحرب، مثل حماية المدنيين، وعدم التعرض للنساء والأطفال، وحظر النهب غير المشروع. إذا وقعت أعمال قتل أو اغتصاب أو نهب خارج هذا الإطار، فهي تُعتبر تجاوزات فردية أو جماعية تخالف التعاليم الإسلامية، وليست جزءا من "الفتح المشروع" الذي يمدحه الحديث.

الخلاصة
أتفهم حيرتك وشكوكك حول كيفية التوفيق بين الحديث النبوي والأحداث التاريخية المؤلمة لفتح القسطنطينية. لكن من المهم أن ننظر إلى الحدث في سياقه التاريخي: كان الفتح إنجازا عظيما، لكنه لم يخلُ من أخطاء وتجاوزات، وهذه التجاوزات لا تلغي قيمة الحدث أو أهميته في التاريخ الإسلامي. أما المزاعم حول سلوك محمد الفاتح الشخصي، فهي غير مؤكدة وتحتاج إلى تدقيق تاريخي أكبر، ولا يمكن الجزم بها بناءً على روايات متضاربة أو مشكوك في مصداقيتها.
 
 
======================================================
 
الجزء السابع من الجولة السادسة :
يقول زميلي اللاأدري :
 
لو وُضِعت أمام مفترق وجودي تخير فيه بين خيارين لا ثالث لهما ١) أن تسكن جسدَ إنسان آخر تتقمّص حياته بكل ما فيها، أفراحه مآسيه تاريخه أحلامه وحتى فشله أن تهجر ذاتك كليًا وتذوب في كينونة غريبة عنك. ٢) أو أن تعود إلى زمن طفولتك إلى أول فجر أدركته في هذا العالم، لكنك تعود محمّلا بعقلك الحالي بكل ما فهمت بكل ما ندمت عليه، بكل الأسئلة التي لم تجد لها جوابا، وبكل الوعي الذي لم يكن هناك من يحتمله. فأي الخيارين تختار؟ هل تختار أن تهرب من نفسك لأنك لم تعد تحتملها؟ أم تعود إلى طفولتك بوعيك الحالي ؟


يوسف بحر الرؤيا

 

هذا سؤال عميق يختبيء وراءه اثنان من أعتى التحديات الوجودية:
الخيار الأول: التقمص الكامل في جسد آخر

إيجابيات

    فرصة للحياة من جديد بلا تاريخ شخصيٍّ يطاردك—يمكنك كتابة قصة جديدة.

    تجربة أفكار ومشاعر وثقافات وظروف مختلفة قد توسّع أفقك.

    التخلّص من الألم الشخصي: تعبك الماضي، وخيباتك، وندمك لا يكون لك نصيب فيه.

سلبيات

    فقدان الهوية تماما: لا “أنت” تبقى، بل شخصٌ آخر.

    انعدام السيطرة: عليك أن تتبع حياة مبنية على قرارات لم تأخذها.

    الصدمة النفسية: كيف تتكيّف مع ذاكرة أجنبية، وبنية جسدية لم تعتدها؟

الخيار الثاني: العودة إلى طفولتك بعقلك الحالي

إيجابيات

    فرصةٌ لإعادة اختيار المسار: يمكن أن تتجنب الكثير من الأخطاء وتتعلم من تجاربك المستقبلية.

    وعي مزدوج: عيناك الصغيرتان ترى العالم ببراءة الطفل، وداخلك تفكّر بنضج الناضج.

    التصالح مع الذات: مواجهة المرايا الأولى لذاتك وأنت الآن تملك أدوات الفهم لفك شفراتها.

سلبيات

    رعب الذاكرة الحيّة: كل ألم ستمرّ به مرة ثانية وأنت واعٍ بكل تفاصيله.

    العبء الثقيل: الطفولة ليست مجرد بداية جميلة، فيها أخطاء الخبرة الأولى وجراحها.

    الخوف من المجهول الجديد: أنت الآن طفل، ولكن تملك وعي ناضج ، كيف ينسجمان؟

أيهما أختار؟

أظنني أفضل الخيار الثاني: العودة إلى طفولتي بعقلي الحالي.

    لأنني أريد الاستمرار في كينونتي أنا: أخطائي، نجاتي من بعضها، فرص التعويض.

    أرى قيمةً في ذلك التلاقي الغريب بين براءة طفل وذكاء بالغٍ: هو تحدٍّ سيمكنني من بناء ذات أكثر تكاملاً وصدقًا.

    والأهم: لن أفقد نفسي، سأمتلك فرصةً مُجددةًّ للاختيار والتحليل والنمو، بدل أن أتلاشى في قصة شخص آخر لا أعرف وجهتها.

ولكن هذا الاختيار يتطلب شجاعةً: مواجهة نفسٍ ناضجةٍ داخل جسد طفل، والتحلّي بالصبر حين تجبرك الفرص الأولى على تكرار أخطاء الأمس—مع الفارق أنك الآن تعلم لماذا كانت أخطاءك. ولن يكون هذا هروبًا، بل رحلة صُنعٍ واعٍٍ للذات.


========================================================


الجزء الثامن من الجولة السادسة :

يقول زميلي اللاأدري : هناك مرض نفسي يجعل المريض يتوهم انه يشاهد اشياء ويسمع اصوات تتحدث اليه... وكل الذين يسمونهم انبياء ورسل هم من المرضى بهذا المرض...
 
 

يوسف بحر الرؤيا

 

 

هذه الحُجّة تفترض أن كل من ادّعى النبوة يعاني من “هلاوس صوتية” مماثلة لمرضى الفصام، لكن إذا دقّقنا نجد فروقات جوهرية:
1. الاتساق والاستمرارية

    الهلاوس الصوتية المرضية عادةً عشوائية، متناقضة، ومن دون منهجية واضحة: قد يأمر المريض بالخطر ثم يخبره بغدٍ محبٍّ، ثم يتوقّف عن الكلام أو يتبدّل صوته.

    الرسالات النبوية جاءت بمنهج واحد عبر قرون (التوحيد، الأخلاق، الرحمة) متسق في الإطار العام، متدرّج في التفاصيل، ومتوافق بين الأنبياء (آدم، نوح، إبراهيم، موسى، عيسى، محمد ﷺ) رغم بعد المسافات والثقافات.

2. الثمرة العملية

    المرضى بالهلاوس عادةً يتدهورون اجتماعيّا وصحيّا، وينسحبون من المجتمع.

    الأنبياء رفَعوا مجتمعاتهم:

        نوح أنقذ من تبعه من الطوفان،

        موسى حرّر بني إسرائيل،

        عيسى نادَى بالمحبة والمساواة،

        محمد ﷺ أسَّس مجتمعًا مدنيّا، رفع العبيد وكرّم المرأة.

3. شهادات المعاصرين

    المرضى الصوتيون لا يجدون شهودا يُرجِّحون مصداقية ما يسمعونه.

    الأنبياء نقلت أقوالهم آلاف الصحابة والتابعون والمسيحيون واليهود كلٌ بدوره، ورووها في كتب مستقلة كثيرة، إضافة إلى الترجمة إلى لغات متعددة (سريانية، قبطي، لاتينية…).

4. الاتساق الأخلاقي والعملي

    هذه الأصوات لم تُرشد إلى الانتحار أو الجريمة، بل حضّتها على أخلاقٍ عالية: الصدق، الأمانة، الرحمة، العدل.

    مرضى الصوت غالبا ما يطلبون أو يبررون أفعالا عنيفة أو شاذة نفسيًا، لا دعوات للتسامح والبناء.

5. أثر الرسائل على التاريخ

    هلاوس المرضى لا تغيّر وجه التاريخ.

    أنبياء الله غيروا ثقافات بأكملها، جعلوا مفاهيم الحقوق والكرامة ترتفع لأول مرة في التاريخ المعروف.

6. جانب الفحص النفسي

    لو اعتُبر الأمر هلاوسا، لكان منطقا إدخال جميع الأنبياء إلى المصحات النفسية، لكن شواهد السيرة والاجتماع والتاريخ تُخرجهم من دائرة الاضطراب إلى دائرة الشخصيات التاريخية المؤثّرة.

خلاصة

القول بأنّ الأنبياء “مرضى صوتيون” هو تبسيط فاشل، يتجاهل الاتساق الرسالي، والثمار الخيِّرة التي ولّدتها تعاليمهم على مرّ الألفية. الصوتُ الذي يُسمعه المريض غالبا يدمّر؛ بينما “الصوت” الذي نسمعه في القرآن والتوراة والإنجيل يبنِي أمةً ويصقل أخلاقَ فردٍ.

 

فقال زميلي اللاأدري : يا زميلي العزيز , تقول أنّ أصوات الهلاوس و الفصام قد تأمر صاحبها بمحاولة الإنتحار و العجيب أنّ كتاب أحاديث البخاري يقول أنّ الرسول محمد أراد أن ينتحر بالتردي من فوق الجبل بعد أن ادعى الوحي بمكة .

 

فقد قال ابن القيم  في مدارج السالكين: الطالب الجاد لا بد أن تعرض له فترة، فيشتاق في تلك الفترة إلى حاله وقت الطلب والاجتهاد، ولما فتر الوحي عن النبي صلى الله عليه وسلم كان يغدو إلى شواهق الجبال ليلقي نفسه، فيبدو له جبريل عليه السلام، فيقول له: إنك رسول الله، فيسكن لذلك جأشه، وتطمئن نفسه، فتخلل الفترات للسالكين: أمر لازم لا بد منه، فمن كانت فترته إلى مقاربة وتسديد، ولم تخرجه من فرض، ولم تدخله في محرم: رجا له أن يعود خيرًا مما كان. اهـ.

وقال في موضع آخر: الفترات أمر لازم للعبد، فكل عامل له شرة، ولكل شرة فترة، فأعلاها فترة الوحي، وهي للأنبياء، وفترة الحال الخاص للعارفين، وفترة الهمة للمريدين، وفترة العمل للعابدين، وفي هذه الفترات أنواع من الحكمة والرحمة، والتعرفات الإلهية، وتعريف قدر النعمة، وتجديد الشوق إليها.. اهـ.

 

فقد روى ابن سعد في الطبقات قال : " أخبرنا محمد بن عمر قال : حدثني إبراهيم بن محمد بن أبي موسى عن داود بن الحصين عن أبي غطفان بن طريف عن ابن عباس رضي الله عنهما ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم : لما نزل عليه الوحي بحراء ، مكث أياما لا يرى جبريل عليه السلام ، فحزن حزناً شديداً ، حتى كان يغدو إلى ثبير مرة ، وإلى حراء مرةً ؛ يريد أن يلقي نفسه منه ، فبينا رسول الله صلى الله عليه وسلم كذلك عامداً لبعض تلك الجبال ، إلى أن سمع صوتاً من السماء ، فوقف رسول الله صلى الله عليه وسلم صعقاً للصوت ، ثم رفع رأسه: فإذا جبريل على كرسي بين السماء والأرض متربعاً عليه ، يقول : " يا محمد ، أنت رسول الله حقا ، وأنا جبريل " .

 

وروى  الطبري في تاريخه قال : " حدثنا ابن حميد قال : حدثنا سلمة ، عن محمد بن إسحاق ، قال : حدثني وهب بن كيسان مولى آل الزبير ، قال : سمعت عبد الله بن الزبير ، وهو يقول ل عبيد بن عمير بن قتادة الليثي : حدِّثنا يا عبيد كيف كان بدء ما ابتدىء به رسول الله صلى الله عليه وسلم من النبوة ؟ فذكر الحديث إلى قوله : ( حتى إذا كانت الليلة التي أكرمه الله فيها برسالته ورحم العباد بها ، جاءه جبريل بأمر الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فجاءني وأنا نائم بنمط من ديباج ، فيه كتاب ، فقال : اقرأ ، فقلت : ما اقرأ ؟ فغتني ، حتى ظننت أنه الموت ، ثم أرسلني فقال : اقرأ ، فقلت : ماذا أقرأ ؟ وما أقول ذلك إلا افتداء منه أن يعود إلى بمثل ما صنع بي ، قال : { اقرأ باسم ربك الذي خلق } إلى قوله { علم الإنسان ما لم يعلم } ( العلق : 1-5 ) ، قال : فقرأته ، قال : ثم انتهى ، ثم انصرف عني وهببت من نومي ، وكأنما كتب في قلبي كتابا .

قال : ولم يكن من خلق الله أحد أبغض إلى من شاعر أو مجنون ، كنت لا أطيق أن أنظر إليهما ، قال : قلت إن الأبعد - يعني نفسه - لشاعر أو مجنون ، لا تحدث بها عني قريش أبدا ! لأعمدنّ إلى حالقٍ من الجبل فلأطرحنّ نفسي منه أقتلها فلأستريح . قال : فخرجت أريد ذلك ، حتى إذا كنت في وسط من الجبل ، سمعت صوتا من السماء يقول : يا محمد ، أنت رسول الله ، وأنا جبريل ..) .

 وقد روى البخاري  هذه القصة أيضا مدرجةً في حديث عائشة بلفظ آخر ، قال : حدثنا يحيى بن بكير ، حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب ، وحدثني عبد الله بن محمد حدثنا عبد الرزاق حدثنا معمر ، قال الزهري فأخبرني عروة عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت : " ..ثم لم ينشب ورقة أن توفي ، وفتر الوحي فترةً حتى حزن النبي صلى الله عليه وسلم - فيما بلغنا - حزناً غدا منه مرارا كي يتردى من رؤوس شواهق الجبال ، فكلما أوفى بذروة جبل لكي يلقي منه نفسه ، تبدّى له جبريل فقال : يا محمد ، إنك رسول الله حقا . فيسكن لذلك جأشه ، وتقر نفسه ، فيرجع ، فإذا طالت عليه فترة الوحي غدا لمثل ذلك ، فإذا أوفى بذروة جبل ، تبدّى له جبريل فقال له مثل ذلك ) .

و قد وردت القصة على كيفيات مختلفة في البخاري ومسند  أحمد ومصنف  عبدالرزاق وغيرهم

 

فقلت له :

 نحن نرد هذه الرواية و لا نقبلها بتاتاً ,
 و بفرض صحة هذه القصة جدلا ,  فبيان ذلك أنه قد همّ – على فرض صحة الرواية- بأن يلقي بنفسه ، والهمّ هنا لم ينتقل إلى مرحلة التنفيذ ، وذلك شبيهٌ بما حكاه الله تعالى عن يوسف عليه السلام في قوله : { ولقد همت به وهم بها لولا أن رأى برهان ربه }
وأيضاً : فإن تحريم قتل النفس لم يكن نازلاً في شريعته صلى الله عليه وسلّم ، إذ القصّة في بداية أمر الوحي ، فكيف تكون تلك الحادثة - على فرض صحّتها - مدخلاً للطعن فيه صلّى الله عليه وسلّم ؟ .

مرضى الهلوسة الصوتية لا يجدون راحة حين يسمعون صوتًا، بينما النبي ﷺ وجد العزاء حين تحقق له لقاؤه جبريل.

المرضى الصوتيون يتخبّطون في تناقضاتٍ عشوائية، أما مناداة جبريل “أنت رسول الله” فهي تأكيد لهويته النبوية، لا دلالة على “هلاوسٍ مرضيّة”.

 

=========================================================

 

الجزء التاسع من الجولة السادسة :

يقول زميلي اللاأدري : .لحم الخنزير محرم عند (الفراعنة) المصريين القدماء ..

قبل ميلاد المسيح بـ 500 سنة المؤرخ اليوناني الشهير هيرودوت كان في زيارة لمصر و ألف كتاب عن زيارته لمصر وذكر فيه كل شيء عن المصريين بأسلوب ممتع وجذاب ..

وعندما تكلم عن طعام المصريين قال أن المصريين لا يأكلون لحم الخنزير لأنه حيوان نجس يمثل الشر .. كان المصريون فقط يربوه ليقدموه ضحية لإلة القمر .. ومن كانوا مسؤولين عن تربية الخنزير هم الأجانب ممن يعملون في مصر .. أما المصري فكان من المستحيل أن يلمس الخنزير وإذا حدث ذلك سهوا فقد كان عليه أن يسرع إلى النيل ليغطس فيه عدة مرات ليتطهر من النجاسة . الأسطورة تقول أن الإله "ست" إله الشر عند المصريين القدماء تنكر في صورة خنزير أسود وفقأ عين ابن أخيه الإله "حورس" .. لذلك المصريون حرموا أكل لحم الخنزير لأنه يرمز إلى الشر . و كذلك "الفصح" كانت عادة مصرية قديمة . اليهودية منسوخة بالحرف من الديانة الاخناتونية , كذلك قصة موسى هي قصة سرجون الآكادي و قصة آدم هي قصة ملك من ملوك العراق القديم و قصة طوفان نوح هي قصة عراقية قديمة و البراق و الصراط هما من  القصص الزرادشتية القديمة

 


يوسف بحر الرؤيا
 
لنعالج حُجَجَك  نقطةً نقطةً، مستشهِدين بأدلةٍ أثريةٍ ونصوصٍ تاريخيةٍ موضوعية. أغلبَ ما يُطرحُ في هذه اللغةِ يحملُ مزجاً بين “أساطيرٍ” و”مغالطاتٍ منهجيةٍ” تجعلُه سهلَ التفنيد:
1. حُرمةُ لحمِ الخنزيرِ عندَ المصريينَ القدماء
أ) الأدلةُ الأثريةُ والعظميةُ

    عظامُ الخنزير في تراث الطعام المصريِّ:

        حفرياتُ المواقع في أماكن قدماء المصريين (من عصر المملكة القديمة إلى العصر المتأخر، أي 2600–332 ق.م) أظهرت وجودَ عظامِ خنازيرٍ في مآكِل المصريين العاديين (المرحلة العتيقة والمرحلة الانتقالية الأولى).

        في بعض المقابرِ الصعيدية وجدتْ آنيةٌ مكتوبٌ عليها “لحمُ خنزيرٍ صالحٌ للأكل” تعودُ إلى الأسرة التاسعة عشرة (حوالي 1292–1189 ق.م).

    اكتشافٌ في هرم الملك سِنفرِ الثاني (حوالي 2770 ق.م):

        عظام خنزيرٍ في موائدٍ فاخرةٍ للشخصياتِ المرموقة.

خلاصةٌ: المصريون الأقحاح كانوا يأكلون لحمَ الخنزير في كثيرٍ من البيئات والأزمنة؛ فما كان “محظوراً على الجميع” هو فئةٌ ضيّقة من الكهنة أو النُخب التي اعتبرته نجساً في بعض مواسم الطقوس، وليس حُرمةً عامة.
2. ماذا قال هيرودوت فعلا؟

وُثّق في كتابه «التواريخ» (الجزء الثاني: مصر) أن بعضَ الكهنةِ (كهنة إيزيس أو أوزوريس) كانوا يمتنعون عن أكل لحم بعضِ الحيوانات، لكن هيرودوت لم يعمِّم ذلكُ على جميعِ المصريين. ترجمة موجزة لما ورد:

    “… فإن كهنة المعابد يمتنعون عن كلبهيرودوتس، وكذلك عن لحم الخنزير، بينما الشعب العادي يأكلونه بلا شبهة…”
    (هيرودوت، «التواريخ»، كتاب 2، فصل 35–36؛ ترجمة قبلية)

ملخص: لم يقل هيرودوت “المصريون جميعا يحرمون لحم الخنزير”. كان يصف عادةَ كهنةٍ معينةٍ يتّبعون طقوسَ التطهّر، بينما عامة الناس “يتناولون الخنزير كأي لحمٍ آخر”.
3. أسطورةُ “ستّ والخنزير الأسود”

    لا أثر أثري أو برديّ يوثّق تحوّل ستّ (إله الفوضى) إلى خنزير أسود فقع عينَ حورس.

    ستّ في النصوص المصرية (برديات مثل «كتاب الآلهة» أو «تاريخ المصريين») يظهرُ غالباً على هيئة بشرٍ أو إنسانٍ برأسِ حيوانٍ مُعيّن (زِئبقي أو أبوري) لا بالضبط “خنزير أسود”.

    قصةُ “فتنة ستّ لحورس” موجودةٌ لكن لا تجدها منقادةً إلى “خنزيرٍ فقّاع العين” كتفسيرٍ أصلي.

خلاصة: هذه “قصة شعبية” دمجها البعضُ لاحقا، لكن لا تستند إلى أي مكتوبٍ أو برديٍّ معتمدٍ في المدرسةِ المصريةِ القديمة.
4. “عيدُ الفصحِ المصريّ الأقدم” وحُجّةُ “التوراة مُقَلَّدةٌ”

    عيد الفصح اليهودي (بيسح) مرتبط مباشرةً بخرُوجِ بني إسرائيل من مصر بعد الطاعون العاشر (خرُوج 12).

        نصوصُ التوراة لا تُقرُّ وجودَ تقليدٍ مصريٍّ باسم “الفصح” قبل خروْجِ إسرائيل.

        “بيسح” بالعبرية يعني “العبور” (משַׁעַר)، وليس له علاقة بعِبارةٍ مصريةٍ تسبقُه بأربعة وعشرين قرنا.

    التشابهاتُ الأسطوريةُ بين مصر وكنعان لا تعني “سرقة حرفية” كما يقترح البعض:

        الدياناتُ القديمةُ كانت تتشاطرُ طقوسا كالتضحية بالقرابين للدخول في موسم جديد، أو احتفالات مشابهة، لكن “فصح” بني إسرائيل هو “طقس احتفال بالحرية” مرتبط بسرد تاريخي محدَّد (فالخروج)، وظهر بعد بناءِ معابدِ آمون في طيبة بعشرات السنين.

5. “الديانةُ الأخناتونية” واليهوديةُ

    إخناتون (حكم 1353–1336 ق.م) دعا إلى توحيد عبادة إلهٍ واحدٍ (آتون)، وأغلق معابد آلهةٍ أخرى لكن ديانته لم تتبنَّ طقوس الفصح ولا الشريعة التي وجّهها موسى.

        لا توجد برديةٌ أو نقشٌ عن “خروج” الإسرائيليين في زمن إخناتون.

        بعد موته، عادتْ مصر إلى عبادة تعدد الآلهة، ولم تعتمد أحكاما مشابهة.

─ لا دليلٌ منهجيٌّ يربط خروج الإسرائيليين بهزيمة تحتمس III أو إخناتون؛ فحِقبةُ موسى (1300 ق.م تقريبا) لها جدلٌ تاريخي، لكن لا تُربط مباشرةً بإخناتون (الذي عاش بعد موسى بحسب التقديرات الأكاديمية الراجحة).
6. “قصةُ موسى وسرگون الأكادي”

    سرجون الأكادي (2334–2279 ق.م) نُسب إليه وجهٌ بدر يشبه موسى، ويحمل طفلا وُضع في سلّةٍ في النيل، لكن

        الموعدُ الزمنيُّ يختلف بعامين: القصةُ الأكادية عام 2300 ق.م، وقصةُ موسى 1300 ق.م (الفرْق يُقدَّر بأكثر من ألف سنة).

        أحداثُ موسى–فرعون المذكورة في الخروج لا تصف فتحين لحِمَى في أوروك أو سنحاريب أو أشور.

        السردُ ونمطُ المعجزات مختلفان: سرجون الأكادي “ترك القصر” في السيل ولم يعبر البحر بعصا، بينما موسى “شق البحر بعصاه” وأنجا قومه.

        الشق الثقافيّ: سرجون أخبرَ القصر الأكاديّ عن طوفانٍ وانجرافٍ، وموسى أرسل الجراد والقمل. لا تشابه حقيقي سوى “طفولةٍ سيرانيَّةٍ في القصب والنهر”.

7. “قصةُ آدم من ملوك العراق القديم”

    آدم ليس اسمَ ملكٍ واضحٍ في النصوص السومرية أو البابلية، بل اسمٌ لـبطلٍ أسطوريٍّ سماويّ.

        في إينوما إليش (ملحمة الخلق البابلية) ذكرٌ لخلق الآدميين من طين الإلهة، لكن لا صلةَ مباشرةً بين “آدم” واسمِ ملكٍ تاريخي.

        آدم في القرآن والعهد القديم يحمل معانيَ روحيةً تتجاوز أي ملكٍ بشريٍ قديم.

8. “قصةُ طوفان نوح” من الملحمةِ البابليةِ (جلجامش)

    توجد ملحمةٌ سومرية وبابلية عن طوفان، لكن:

        في الملحمة الأكادية، طوفانٌ  دمر بسبب خطايا البشر ,
        اسمُ البطل وطبيعةُ السفينة والمكان يختلفان: أوتنابشتيم (Utnapishtim) في ملحمة جلجامش وليس “نوح”،

        مغزى الطوفان مختلف: في القرآن “طهارةٌ للعِبادِ” و”عبرةٌ للأمم”، وليس فقط قصةً للنجاة من الفيضان.

9. “البراقُ والصراطُ من الزرادشتية”

    الصراط (الجسر فوق النار) لا يوجد له شبيهٌ دينيٌّ زرادشتيٌّ دقيق، بل:

        الزرادشتية تذكر “جسرَ تشينّواتَّرَا” (Chinvat Bridge) يفصل بين العالمين، لكن لا تصورُه كمسطّر على جهنم والنار كما في الإسلام؛ القبر والموقف أمام الأيَّام في الدين البرزخي الإيراني يختلف في التوظيف والنشأة عن الصراط القرآني.

        “البراق” حصانٌ معجزيٌّ خاصٌ بالإسراء والمعراج، لا يوجد في أي نص زردشتي معادلٌ مباشر. أي خلطٍ هنا لا يتجاوز كونه تشابها جزئيّا في “الجسر” و”السفر السماوي”، وهو – تاريخيا – ظاهرةٌ فلكلوريةٌ دينيةٌ ترافق المعتقدات الروحية في كلّ مكان (انظر سفن الفضاء في بعض الأساطير اليونانية أيضا، مثل قوسَ العبور عند هرقل).

🔍 خلاصة الردّ:

    الاعتماد على الهيروغليفية و المكتشفات الأثرية يثبت أن الخنزير كان طعاما مألوفا عند عموم المصريين، وأن تحريمَه كان في نطاقٍ ضيقٍ مرتبطٍ بطقوسِ كهنةٍ، لا مذهبٍ وطنيٍّ كامل.

    هيرودوت لم يقل “كلُّ المصريين يحرمون الخنزير”، بلْ تصف عادة كهنة.

    أخناتون لم يُقَدِّم طقسَ الفصح اليهودي، ولا حقوق موسى ومبدأ الخروج.

    التشابهات الأسطورية (سورغون–موسى، آدم–ملك عراقي، طوفان نوح–جلجامش، الصراط–الجسر الزرادشتي، البراق–السفر السماوي) هي في مجملها ظواهر إنسانيةٍ عامة يمكن أن نجد بقاياها في الثقافات والأديان حول العالم، لكنها ليست “سرقةً حرفيةً”.

    اليهودية والإسلام نشأت في سياقاتٍ خاصةٍ، وليستا مجرد “جزءٍ من السرديات المصرية أو الآشورية”. كلُّ نصٍّ له خصوصيته، و مناطه التاريخي مختلفٌ من حيث المضمون، والزمن، والهدف.

    التدليل على التشابه لا يعني “نسخ النصوص”؛ بل يعني أن “الإنسان في كل مكانٍ جمع ثقافته الروحية من حقلٍ إنسانيٍّ مشترك”. الفرق أن كلَّ دينٍ – عند نقاده العقلانيين – يفحص نصوصه وأسانيده وانعكاسه العمليّ، ولا يكتفي بـ”نظريةِ التشابهِ المُطْلقة”.

بهذا التصحيح والاستدلال نختم ردّنا على تلك الادعاءات، مُعلنين أننا إذ نقرُّ بوجود تشابهاتٍ أسطورية عبر الزمن، فإننا نرفض أي حُجّةٍ تقول بأن “اليهودية جاءت حرفيّا من إخناتون” أو أن “القرآن سرق السرديات الآشورية و الزرادشتية”؛ لأن الواقعَ التاريخيَّ والمعرفيَّ لا يسندهما.
 
===========================

الجزء العاشر من الجولة السادسة :
يقول زميلي اللاأدري:
عندما كُتِبَت آية : وامرأة مؤمنة إنْ وَهَبَتْ نفسها للنبيِّ إنْ أراد النبي أن يستنكحها خالصةً لك من دون المؤمنين....!!! قالت عائشة تعقيبا عليها.. (ما أرى ربك إلا يسارع في هواك)....!!! أعتقد أن امكم عائشة رضي اللات عنها لم تكن مؤمنة به او بربه ..والا لما قالت تلك الجملة الصحيحة ...عائشه قالت: فقلت: ألست تزعم أنك رسول الله.؟ قالت: فتبسم قال: أو في شك أنت يا أم عبد الله.؟ قالت: قلت: ألست تزعم أنك رسول الله.؟ أفهلا عدلت.؟ وسمعني أبو بكر وكان فيه غرب أي حدة فأقبل علي فلطم وجهي...مسند أبي يعلي، ج8، ص129، ح4670 و ابن حجر العسقلاني في كتاب المطالب العالية , و السيرة الحلبية .
يوسف بحر الرؤيا
أولاً: النص والرواية

الحديث ورد في صحيح البخاري ضمن حديث طويل عن غيرة أمهات المؤمنين، وخاصة السيدة عائشة، وفيه:

    عن عروة، عن عائشة رضي الله عنها، أنها كانت تقول:
    "ألا تعجب من المرأة تهب نفسها للنبي؟! أما تستحي المرأة أن تهب نفسها للرجل؟! فلما نزلت: (ترجي من تشاء منهن وتؤوي إليك من تشاء ومن ابتغيت ممن عزلت) قلت: ما أرى ربك إلا يسارع في هواك."
    (صحيح البخاري، كتاب النكاح، باب هل للمرأة أن تهب نفسها للرجل)

ثانيًا: صحة الرواية

    السند: الحديث صحيح، رواه البخاري عن عروة بن الزبير عن خالته عائشة، وهو من أصح الأسانيد.

    لكن هذا لا يعني بالضرورة أن الفهم الشعبي أو الساخر للنص صحيح؛ بل ينبغي وضعه في السياق الكامل.

ثالثًا: سياق العبارة

    عائشة رضي الله عنها معروفة بغيرتها الشديدة على النبي ﷺ، وقد وردت عنها مواقف عديدة تعبّر عن غيرتها، لكنها كانت تقولها في سياق الزوجة التي تغار، لا المعترضة على الوحي.

    تعبيرها: "ما أرى ربك إلا يسارع في هواك" كان من باب العتب الزوجي الممزوج بالغيرة، وليس من باب الإنكار على النبوة أو الاعتراض على الله.

    والقرآن نفسه يسجل مواقف من عتاب الله للنبي ﷺ في قضايا مثل أسرى بدر (سورة الأنفال) أو زيد وزينب (سورة الأحزاب)، فليس من منهج القرآن أو السنة إخفاء أي أمر، بل تسجيله بكل شفافية.

رابعًا: هل في كلام عائشة شك؟

    قطعًا لا، بل الرواية تثبت إيمانها القاطع برسول الله ﷺ ووحيه، لكنها تصرح بذلك في لحظة غيرة زوجية، وهذا أمر طبيعي.

    والرسول ﷺ لم يغضب منها بل تبسّم كما في بعض الروايات، ما يدل على أن الموقف مفهوم في سياقه الشخصي، لا العقائدي.

خامسًا: هل يطعن هذا في القرآن أو النبوة؟

    لا. فهذه الرواية لا تعني أن القرآن يُملى من هوى النبي ﷺ، بل إن القرآن نفسه يقول:

        "وما ينطق عن الهوى * إن هو إلا وحي يوحى" [النجم]

    وإنما عائشة رضي الله عنها عبرت عن مشاعرها بلغة مجازية فيها شيء من المبالغة كما يفعل أي إنسان، وهذا لا ينافي الإيمان بل يؤكده.

الخلاصة

    الرواية صحيحة من حيث السند.

    السياق هو سياق غيرة زوجية لا اعتراض ديني.

    النبي ﷺ تفهم الموقف ولم ينكره.

    لا يصح استخدام الرواية للطعن في صدق النبوة أو الوحي.

 
 دعنا نُحلّل الآن الرواية الثانية التي يُستشهد بها على لسان السيدة عائشة رضي الله عنها، والتي يُقال إنها قالت للنبي ﷺ: "أفهلا عدلت؟"، أو نحوها، ويُستند إليها للطعن في عدالتها أو في نبوّته، فنقوم بما يلي:
📜 أولًا: نص الرواية

تُروى الرواية بصيغة:

    عن عائشة أنها قالت للنبي ﷺ: "أفهلا عدلت؟"، حين رأته يُعامل نساءه أو يُقسم لهن على نحو معين، أو حين فضّل بعضهن بزيادة في النفقة أو القسم.

وتُذكر أحيانا بصيغة:

    "ألستَ تزعم أنك نبي؟ أفلا تعدل؟"
    وتُذكر أيضا أن أبا بكر رضي الله عنه دخل وضربها على وجهها قائلاً: "أتقولين لرسول الله هذا؟".

🕵️‍♂️ ثانيًا: تحقيق الرواية

هذه الرواية تُنسب غالبا إلى:

    مسند أبي يعلى: فيها أن أبا بكر لطم عائشة لما ردّت على رسول الله.

    وتُنسب أحيانًا إلى السيرة الحلبية والمطالب العالية.

لكن:

    جميع طرق الرواية هذه فيها ضعف، إما في الإسناد أو في المتن.

    لا توجد في الصحيحين (البخاري أو مسلم) بأي صيغة مشابهة.

    في بعض الروايات، الجملة جاءت بغير هذا الأسلوب المباشر، وبها زيادة من الرواة قد تحمل طابعا دراميا لا يثبت.

📚 ثالثًا: فهم الرواية لو صحّت
1. حتى لو صحّت

فهي لا تدل على:

    كفر أو شك من السيدة عائشة.

    بل تدل على ردة فعل زوجة غيورة، كما هو ظاهر في مواقفها الأخرى التي تقرّ بها بنفسها، مثل:

        "ما غرتُ على أحد من نساء النبي ﷺ ما غرتُ على خديجة".

2. ردّ النبي ﷺ

    لم يغضب النبي ﷺ من كلامها.

    ورد في الأحاديث الأخرى أنه كان يضحك ويتبسّم عندما تغار عائشة، ويُلاطفها، مما يدل على أنه يُقدّر طبيعتها البشرية.

3. ردّ أبي بكر

    حتى لو صح أن أبا بكر لطمها، فهو نابع من غيرته على النبي ﷺ، وليس لأن كلامها كفر أو جحود، بل تصرّف ابنة مع أبيها وزوجها.

💡 الخلاصة

    الرواية ضعيفة من حيث الإسناد.

    لا تدل على شك في النبوة أو اعتراض على الوحي.

    حتى لو ثبتت، فهي في سياق غيرة زوجية وعاطفية.

    القرآن نفسه وبخ  النبي، فلو كان مفبركا، لما وُضعت فيه آيات تُعاتبه وتلومه (مثل قوله: "عبس وتولى...").

 
============================
 
الجزء الحادي عشر من الجولة السادسة :
يقول زميلي اللاأدري :
صلاة الاستخارة.!؟ صلاة الاستخارة أدت إلى كثير من المآسي في مجتمعاتنا فكم من خاطب نَفَر من خطيبته وكم من مخطوبة نفرت من خطيبها لأنها رأت رؤيا غير سارة بعد الاستخارة كم من صفقة تجارية أبطلت بعد الاستخارة كم من صلة رحم قُطعت وكم من قرار سياسي خاطيء اتخذه مسؤول معتقداً بصلاة الاستخارة
 
 

يوسف بحر الرؤيا

صلاة الاستخارة عبادةٌ **مشروعة وحكيمة** في الإسلام، تهدف إلى طلب الخيرة من الله تعالى عند التردد في أمور الحياة
 **الاستخارة بلا استشارة**:
   - بعض الناس **يهملون العقل والنصيحة** ويتخذون الاستخارة ذريعةً للتهرب من المسؤولية.
   - الإسلام يُوجب الجمع بين **الأخذ بالأسباب** (مشورة أهل الخبرة، الدراسة، التحليل) و**التوكل على الله**.
 **تفسير المشاعر الذاتية على أنها "إلهام إلهي"**:
   - الخوف الطبيعي من الزواج أو تغيير العمل قد يُفسَّر خطأً على أنه "نتيجة استخارة"!
   - الخير قد يكون في ما نخافه، والشر قد يكون في ما نتمناه:  
     {وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ} [البقرة: ].
 **الجهل بآداب الاستخارة**:
   - لا تُشرع الاستخارة في **حرام** (كقطع الرحم) أو **ترك واجب**.
   - لا يصح تعطيل المصالح بحجة "انتظار نتيجة الاستخارة" لأشهر!

### الحل: **توضيح الفهم الصحيح**  
ينبغي للمسلمين:
- **التمسك بالنصوص الصحيحة**
- **الجمع بين الاستخارة والاستشارة**: قال النبي ﷺ: (المُسْتَشَارُ مُؤْتَمَنٌ) [رواه الترمذي].
- **الفصل بين المشاعر الشخصية ونتيجة الاستخارة**: القبول أو الرفض يجب أن يكون مبنيّاً على أسباب منطقية بعد الصلاة.
- **التوكل بعد الاستخارة**: المضيّ في الأمر بثقة أن الله سيُيسِّر الخير.

============================

الجزء الثاني عشر من الجولة السادسة :
يقول زميلي اللاأدري :
تحريم استعمال الحنفية ( صنبور الماء) .. تعود قصة الحنفية ..لآواخر القرن التاسع عشر (1884) حيث تقرر استبدال الصنابير (الحنفيات) بالميض ( قوارير الفخار ) المخصصة للوضوء في المساجد بمصر... في إطار مشروع حكومي لتعميم الصنابير عبر شبكة مياه نقية متصلة بها..
وعندما وصل الأمر إلى الأزهر تطلب فتوى من شيوخه فعارضه مشايخ الحنبلية والشافعية والمالكية باعتباره بدعة والبدعة ضلالة ولم يوافق على إحلال الصنابير محل الميض غير شيوخ المذهب الحنفي ومن هنا جاءت تسمية الحنفية تبعا للمذهب الذي وافق أئمته على إحلال الصنابير محل ميض الوضوء. و مثل ذلك لما ان كانوا يحرمون الطباعة و القهوة و الملاعق و البنادق النارية و الدراجات الهوائية !!!!! فقد اخترع الألماني جوتنبرج أول آلة للطباعة في القرن الخامس عشر (1455)... وبعد 35 عاما من ظهورها في أوروبا... طرح أمر استيرادها في بلاط السلطان بايزيد الثاني.. وقال علماء الدين قولهم بحرمتها وتكفير من يستخدمها كما أصدر مفتي مراكش محمد ابن إبراهيم السباعي فتوى بتحريم هذا الاختراع... ولم يكن الأزهر بمعزل عن فتاوى التحريم فأقر عدد من شيوخه حرمته... ليتأخر دخول هذا الاختراع... الذي أسهم بشكل كبير في نقل الحداثة الغربية إلى العالم الإسلامي 400 سنة.
 


يوسف بحر الرؤيا
 نعم فمشايخ الظلام هم السبب في تخلف المسلمين و الله و رسوله منهم براء .

====================================
 
الجزء الثالث عشر من الجولة السادسة :
يقول زميلي اللاادري :
العلم هو دين العصر .
 


يوسف بحر الرؤيا
 
المقولة الصحيحة هو  أنّ الدين و النصوص المنقولة لابد من عرضها فيما تعرض عليه على المسلمات العلمية . بالإضافة للقواعد العقلية و القرآنية و النبوءات التي تحققت , هكذا يستقيم دين العالمين يا زميلي اللاأدري .
 

===================================

الجزء الرابع عشر من الجولة السادسة :
يقول زميلي اللاادري:
 
اذا كان الرزق من الله المزعوم ... فهل هو المسؤول عن موت 80 مليون انسان من الجوع سنوياً ...
المسلمون يحملون الله المزعوم مسؤولية فشلهم ... فتجدهم عند كل فشل أو هزيمه يرددون ( هذه ارادة الله).. ليتهربوا من تحمل المسؤوليه ..
 
 

يوسف بحر الرؤيا
سؤالك يلامس قضية فلسفية عميقة تُناقش عبر العصور: **التناغم بين الإرادة الإلهية والمسؤولية البشرية**. سأعرض الإجابة من منظورين: **عقائدي** و**واقعي**، مع تحليل جذور الإشكالية.

### أولاً: الجانب العقائدي (من منظور إسلامي)
1. **الرزق من الله لكن الأسباب بيد البشر**:  
   - القرآن يؤكد أن الله هو الرازق: {وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا} [هود].  
   - لكنه أيضاً ربط الرزق **بجهد الإنسان**: {هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ} [الملك].  
   - **التفويض الإلهي**: خلق الله الأرض قادرة على إطعام 10 مليارات إنسان (أكثر من سكان العالم)، لكن البشر يسيئون التوزيع.

2. **المجاعات ليست عقاباً إلهياً بل نتيجة بشرية**:  
   - القرآن يوضح: {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ} [الروم].  
   - 80% من ضحايا الجوع يعيشون في دول منتجة للغذاء، لكنها تعاني من:  
     • الحروب الأهلية  
     • الفساد السياسي  
     • سوء توزيع الثروات  
     (مصدر: تقارير الأمم المتحدة 2023).

3. **القدر لا ينفي المسؤولية**:  
   - الموقف الصحيح في الإسلام: **الأخذ بالأسباب ثم التوكل**.  
   - لما سُئل النبي ﷺ: _"أَنُعَقِلُهَا وَنَتَوَكَّلُ أَوْ نُطْلِقُهَا وَنَتَوَكَّلُ؟" قال: "اعْقِلْهَا وَتَوَكَّلْ"_ [رواه الترمذي].  
   - حتى عمر بن الخطاب رفض الهرب من الطاعون قائلاً: _"نَفِرُّ مِنْ قَدَرِ اللَّهِ إِلَى قَدَرِ اللَّهِ؟"_.

---

### ثانياً: الجانب الواقعي (تحليل المشكلة)
#### لماذا يهرب بعض المسلمين من المسؤولية؟
| السبب                  | مثال تاريخي                     | النتيجة                     |
|-------------------------|----------------------------------|-----------------------------|
| **الفهم الخاطئ للقدر** | هزيمة المسلمين في أحد → قالوا: "هذا قدر الله" | نسيان أن القرآن ذكر سبب   الهزيمة: عصيان الأوامر (آل عمران) |
| **التواكل بدل التوكل** | تخلّف العلوم في العصر العباسي المتأخر | اعتبار "الكسب" انتقاصاً من التوكل! |
| **الاستسلام للفساد**   | المجاعة في الصومال 2011         | زعماء قبليون يسرقون المعونات ويقولون: "الرزق بيد الله!" |

#### حقائق تكشف التناقض:
1. **الموازنات العسكرية > حل المجاعة**:  
   - العالم ينفق 2.2 تريليون دولار على السلاح سنوياً (مصدر: SIPRI 2023).  
   - بينما تكفي 40 مليار دولار فقط لإنهاء الجوع العالمي (برنامج الغذاء العالمي).

2. **هدر الطعام**:  
   - العالم يهدر 1.3 مليار طن طعام سنوياً (ثُلث الإنتاج العالمي).  
   - هذا يكفي لإطعام 3 مليارات إنسان! (منظمة الفاو).

3. **دول إسلامية غنية vs فقيرة**:  
   - السعودية (ثروة 2 تريليون دولار) لا تعاني مجاعات.  
   - السودان (40% من أراضيه قابلة للزراعة) يعاني الجوع بسبب الحروب.

---

### الخلاصة: الله خلق النظام الكوني الكفيل برفاه البشر، لكن البشر هم من يشوّهونه
- لو طبّقنا العدل الاجتماعي الإسلامي (الزكاة، تحريم الاحتكار...) لاختفى الجوع.  
- لو استخدمنا 10% من أموال الأسلحة في التنمية، لتحولت الصحاري إلى مزارع.  
- المشكلة ليست في "إرادة الله"، بل في:  
  • الأنظمة الفاسدة  
  • التوزيع الظالم للثروات  
  • تفسير الدين كمسكنات بدلاً من محرّك للتغيير.

> "الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم —
> الإرادة الإلهية لا تلغي دورك، بل تنتظر فعلك لتغيير الواقع.
 
=====================================================
 
الجزء الخامس عشر من الجولة السادسة :
يقول زميلي اللاأدري :
ايها المسلم انت لا تعرف ماذا يحدث فعلاً بعد الموت انت فقط مصدّق كلام كائن مصروع ..! والقران خاطيء علمياً وساقط اخلاقياً .. ليس من رب ابداً لذا تهديداته بعد الموت كذبة. انتم تستغلون خوف البشر الطبيعي من الموت لفرض دينكم القميء وهذا شيء لا ينطلي على الذكي الواعي.
 
 

يوسف بحر الرؤيا
.


أولاً: حقيقة الموت والادعاء بأننا "لا نعرف ما بعده"

    نعم، لا يملك أي إنسان دليلا ماديا ملموسا عن الحياة بعد الموت، وهذا ينطبق على كل المعتقدات (الإلحاد يؤكد "العدم" دون دليل مادي أيضا).

    لكن الفرق الجوهري: القرآن لم يأتِ بدعوى غيبية فقط، بل قدم نظاما متكاملا يفسر:

        غاية الوجود ("وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون" - الذاريات)

        العدالة المطلقة ("وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ" - الأنبياء)

        تناسق الكون مع الإيمان ("سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ" - فصلت)

ثانياً: اتهام القرآن بالخطأ العلمي والأخلاقي
أ) العلم:

    لو كان القرآن "من تأليف بشر" في القرن السابع:

        كيف وصف تطور الجنين بدقة؟ ("خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ" - المؤمنون:)

        كيف ذكر توسع الكون؟ ("وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ" - الذاريات)

        كيف وصف الحواجز بين البحار؟ ("مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ * بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَّا يَبْغِيَانِ" - الرحمن)

    هذه ليست "تخمينات" بل حقائق كشفتها العلوم حديثا.

ب) الأخلاق:

    القرآن ألغى عبودية المرأة ("وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ" - البقرة).

    حرم وأد البنات ("وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ * بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ" - التكوير: ).

    جعل العدل فوق العصبية ("يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ" - النساء: ).

    حتى في الحرب: ممنوع قتل المدنيين أو تدمير البيئة (صحيح البخاري: ٣١٦٦).

ثالثاً: فكرة "استغلال خوف الموت"

    لو كان الإسلام يعتمد فقط على الترهيب:

        لماذا تكرر كلمة "الرحمن" (أعظم صفة لله) ١٦٩ مرة؟

        لماذا ذكر المغفرة ٢٣٤ مرة والعذاب فقط ١١٧ مرة؟

        لماذا ركز على جمال الآخرة أكثر من عقابها؟ ("فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ" - السجدة: ).

    الأجدر أن نسأل: لماذا يرفض الإلحاد فكرة الحساب رغم أن البشرية تفتقر للعدالة؟

        ٨٠% من جرائم الحرب لا تُعاقب (مصدر: الأمم المتحدة).

        الظالمون يموتون أبطالاً في كتب التاريخ (كجنكيز خان الذي قتل ٤٠ مليونًا!).

رابعاً: هل المسلمون "يهربون من المسؤولية"؟

    أكبر خطأ في المنطق: أن نخلط بين سوء تطبيق البشر وصحة المبدأ.

    الإسلام نفسه يهاجم "الهروب باللجوء للقدر":

        عندما هزم المسلمون في "أحد" بسبب عصيانهم، لم يقل القرآن: "هذا قدر الله"، بل: "أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّىٰ هَٰذَا ۖ قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنفُسِكُمْ" (آل عمران: ).

        عمر بن الخطاب رفض الصلاة على من مات بالطاعون قائلاً: "إنها ليست رحمة ولا شهادة" (موقف عملي ضد التسليم الأعمى).

خامساً: التحدي الأكبر

القرآن يقول:
"أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا" (النساء).

هذا تحدي مفتوح:

    ابحث عن تناقض علمي واحد في القرآن لا يحتمل تفسيرا.

    ابحث عن أمر أخلاقي في القرآن يتعارض مع الفطرة السليمة (غير السياق التاريخي كالرق الذي كان عالميا).

في النهاية:

الإيمان ليس "خوفا من الموت"، بل إجابة عن أسئلة الوجود الكبرى:

    لماذا الكون المنظم؟

    من أين جاءت الأخلاق؟

    كيف نفسر شغف الإنسان بالخلود؟

كما قال الفيلسوف "أنطوني فلو" (الإلحادي السابق):
"الكون لم يخلق نفسه.. لا بد من عقل أعظم".

الاختيار بين الإيمان والإلحاد ليس مسألة ذكاء، بل مسألة تفسير للأدلة. وأنت حر في اختيارك، لكن لا تصف 1.8 مليار إنسان بأنهم "يخدعون أنفسهم" دون فحص أدلتهم أولاً.
 
 
==========================
 
الجزء السادس عشر من الجولة السادسة :
يقول زميلي اللاأدري :
قال الخليفة المعتصم :
اقطعوا لسان الأم التي تحدث أبنائها السريانيه كي تموت اللغه الأم


يوسف بحر الرؤيا

لا يوجد أي دليل تاريخي أو نصّ موثوق يُنسب إلى الخليفة العبّاسي المعتصم (833–842م) يأمر بقطع ألسنة الأمهات اللاتي يتكلمن السريانية مع أولادهنّ. فلتوضيح الأمر:

    مصادرنا الرئيسية عن المعتصم لا تذكر شيئًا من هذا
    – لا نقرأ في السير العباسية (الطبري، المسعودي، البلاذري…) ولا في تراجم المعتصم لدى ابن الأثير أو ابن خلدون أيّ ذكرٍ لمثل هذا الأمر.
    – حتى كتابات المؤرخين اليونانيين والبيزنطيين المعاصرين للحملة العباسية على المشرق لا تشير إلى تصفية لغوية أو سياسات مضادة للساميين بهذا الشكل.

    سياسة المعتصم اللغوية متوثقة بعكس ذلك
    – المعتصم أسس مدينة سامرَّا وجلب إليها قبائل تركيّة مسلّحة، لكنه لم يسنّ قوانين ضدّ اللغات المحلّية—بل ظلّت السريانية (اللغة الكنسية والبيزنطية والإدارية في المشرق) حاضرة في الدواوين والدوائر المحلّية.
    – المراسلات الرسمية مع ملوك المشرق والبيزنطيين كانت تُترجم إلى السريانيّة واليونانية، لا تُمنع.

    منطق محو لغةٍ بهذا الأسلوب تاريخيًا مستبعد
    – لا تكاد توجد دولة في التاريخ تنجح بمحو لغةٍ شعبٍ بهذه الطريقة الدموية؛ حتى الأساطير عن “قتال السامريين” لم تذكر مثل هذا الإجرام اللغوي.
    – إجراءات السلطات الإسلامية المبكرة كانت تميل إلى التعايش مع أهل الذمّة وسريّان (النساطرة)، لا إلى اضطهادهم لغويًّا.

    المراجع المعتبرة سلبية
    – راجع سير المعتصم في:
    • تاريخ الطبري (تحت سنة 218هـ)
    • تاريخ ابن الأثير (الجزء الخاص بترتيب الخلفاء)
    – ولا تجد أي أمرٍ بقطع الألسنة أو فرض حصارٍ لغوي على السريان.

الخلاصة

القصة التي تروّج لها  عن “أمر المعتصم بقطع ألسنة الأمهات السريانيات” هي محض إشاعة لا تستند إلى أي نصٍّ أوليّ أو تقريرٍ تاريخيٍّ معتمد.

 

 

================================================

 الجزء السابع عشر من الجولة السادسة :

 يقول زميلي اللاأدري :

قال الرسول محمد  إذا رأيتم الحريق فكبروا، فإن التكبير يطفئه , قال ابن القيم: النار هي مادة الشيطان التي خلق منها لذلك التكبير يقمع الشيطان وله أثر في اطفاء الحريق ..!  قال ابن جبرين: وقد جربنا نحن وغيرنا هذا فوجدناه كذلك المصدر: موقع ابن جبرين , سخافات وهرطقات المسلمين

 

يوسف بحر الرؤيا
هذا يكشف للعالم كم هو جهل المشايخ و تخلفهم ,
 هذا من الاحاديث المردودة عندنا و لا نقبله و اليك بعض التفصيل :
هذا الحديث (“إذا رأيتم الحريق فكبروا، فإن التكبير يطفئه”) مشهورٌ بين بعض الناس، لكن عند التدقيق في سنده ومتن الحديث نجد الآتي:
1. نصُّ الحديث ومصادره

    ورد الحديث في مسند أحمد (3/289 و3/290) بإسناد عن أنس بن مالك رضي الله عنه.

    ذكره أيضا  الحاكم في “المستدرك” (2/162)، وقال عنه: “أخرجه أحمد، ولم يأت بهذا الإسناد أحد غيره. ولا أعلم أحدا من أهل هذا الفنِّ يذكره.”

    ابن حبان (في “صحيحه” 8/207) أخرجه، وعنونه بـ”حديث عمل بالإسناد عن أنس عن النبي ﷺ”.

إلّا أنَّ:

    الإمام أحمد شاكل هذا السند في مسنده ، ولم يجمع له شواهدٌ أخرى بنفس السند، ما يجعله “حديثا غريبا” في مصنّفه.

2. درجة الحكم من قِبل أهل الحديث

    الحاكم في المستدرك قال: “هذا إسنادٌ لا يُعرف عنه إلا أحمد، ولم يروه البخاري ولا مسلم.” ولذا لم يبلغه القاضيان.

    الذهبي علّق على الحاكم بأنه “حسن الإسناد لضعف الراوي محمد بن بشار”، وهذا يعني أنه ليس في مرتبة الأحاديث الصحيحة عند الغالبية..

    التفسير العلمي والواقعي

    النار كظاهرة فيزيائية

        لا يوجد أي تأكيدٌ فيزيائيٌّ أن كلماتٍ منطوقةً (التكبير أو غيره) قادرةٌ على إخمادِ اللهب مهما كانت كثافتها.

        إطفاء النار يتطلّب تقليل الأوكسيجين (مثلاً بتغطية اللهب بغطاءٍ محكم) أو تبريد الوقود إلى ما دون درجة اشتعالِه (بالماء أو مواد تبريدٍ أخرى) أو نزع وقود اشتعال النار.

    الأفضل، عند تعرّض الحريق، أن يعتمد الإنسانُ أولا على أساليب الإطفاء العملية (ماء، رمل , ... )

 

======================================================

 

الجزء الثامن عشر من الجولة السادسة :

يقول زميلي اللاأدري :

اللغة العربية لغة حديثة جداً مقارنة باللغات السريانية والآرامية والعبرية وهي مطورة منها وهي لغة إحتلال وليس كأي إحتلال آخر فقد عمد الاحتلال الإسلامي المفرغ من أي حضارة أو إنجاز على طمس اللغة السريانية وحضاراتها العلمية وسرق كل إنجاز نحن لسنا عرب وإنما نتحدث العربية كلغة إحتلال

 

يوسف بحر الرؤيا
.

هذا الادعاء يتجاهل حقائق تاريخية وأكاديمية راسخة، وسأعرض الرد من خلال تحليل منهجي وعلمي:
أولاً: عراقة اللغة العربية وتطورها

    أقدم النقوش العربية:

        نقش "النمارة" (328 م) في سوريا (قبل الإسلام بـ 300 سنة) مكتوب بالعربية النبطية.

        نقش "عين عبدات" (150 ق.م) في النقب يُظهر تحول الآرامية إلى العربية.

        نقش زبد (512 م) في سوريا هو أقدم نص عربي كامل بالخط المسند.

    القرابة اللغوية لا تعني التبعية:

        العربية والعبرية والآرامية تنتمي لعائلة "السامية المركزية"، لكن لكل منها مسار تطوري مستقل.

        مثال: الفعل "كتب" موجود في:
        • العربية: كَتَبَ
        • العبرية: כָּתַב‎ (كاتاف)
        • الآرامية: ܟܬܒ‎ (كتاب)

            التشابه ناتج عن الأصل المشترك، لا الاقتباس.

ثانياً: خرافة "طمس اللغة السريانية"

    الواقع التاريخي:

        بعد الفتوحات الإسلامية، استمرت السريانية لغةً رئيسية في:
        • الكنائس (حتى اليوم).
        • المدارس (مدرسة الرها في نصيبين ازدهرت في العصر العباسي).
        • الترجمات (أغلب ترجمات التراث اليوناني للعربية قام بها مسيحيون سريان مثل حنين بن إسحق).

        الخليفة العباسي المأمون (ت 833 م) كان يُشرف شخصياً على ترجمة أعمال سقراط وأرسطو من السريانية.

    شهادة المؤرخين:

        المؤرخ السرياني ميخائيل الكبير (ت 1199 م) كتب:
        "العرب لم يُكرِهوا أحداً على ترك دينه... وسمحوا للسريان بممارسة طقوسهم".

        المستشرق سيدني غريفيث:
        "90% من الترجمات في بيت الحكمة قام بها مسيحيون سريان" (كتاب: The Church in the Shadow of the Mosque).

ثالثاً: ازدهار الحضارات تحت الحكم الإسلامي
الإنجاز    دوره في الحفاظ على التراث السرياني
بيت الحكمة (بغداد)    ترجمة 800 مخطوطة سريانية ويونانية إلى العربية
المستشفيات الإسلامية    اعتماد كتب سيرابيون السرياني (طبيب القرن 1 ق.م) كمراجع أساسية
علم الفلك    تطوير نظريات سِفر السرياني (القرن 4 م) في مرصد مراغة
رابعاً: "الاحتلال الإسلامي".. تحليل مغلوط

    لو كان الهدف "طمس الحضارات":

        لماذا حفظ المسلمون كتب أفلاطون وأبقراط التي ترجمها السريان؟

        لماذا منح الخلفاء الجزية للمسيحيين مقابل حماية كنائسهم؟ (العهدة العمرية نموذجاً).

        لماذا أصبحت دمشق والقدس مراكز علمية للسريان واليهود والمسلمين معاً؟

خامساً: حقائق داحضة

    أقدم نص سرياني: إنجيل "دورا أوروبوس" (القرن 3 م).

    أقدم نص عربي: نقش "قرية الفاو" (القرن 1 ق.م) في السعودية.

    الفارق الزمني بين أقدم النقوش: 300 سنة فقط (لا تصح وصف العربية بـ"الحديثة جداً").

سادساً: لماذا انتشرت العربية؟

    عوامل عملية:

        بساطة أبجديتها (28 حرفاً) مقابل السريانية (22 حرفاً مع تشابهات صعبة).

        مرونتها في استيعاب مصطلحات جديدة (مثل "سَيْفَر" من سريانية "ܫܰܦܪܳܐ" شفرو = كتاب).

    عوامل حضارية:

        القرآن حوّلها من لغة قبائل إلى لغة علم وفلسفة (مثلما فعلت اللاتينية لأوروبا).

        كونها لغة الإدارة ساهم في توحيد الشعوب (مثل الإنجليزية اليوم).

الخلاصة: التاريخ ليس صراعاً بل تراكماً

التهميش الذي تعرضت له بعض اللغات (مثل السريانية) في فترات لاحقة نتيجة تحولات اجتماعية وسياسية، وليس بسبب مؤامرة إسلامية. والأدلة التاريخية تُظهر أن:

    العربية لم تقتل السريانية، بل احتضنت تراثها.

    الإسلام لم يمحُ الحضارات، بل بنى عليها.

    الهوية ليست نقاءً عرقياً، بل وعياً ثقافياً (كما يقول المفكر إدوارد سعيد: "الهويات سجالات وليس جوهرات").

    "لسنا عرباً".. هذه العبارة تجد صداها عند برهان غليون (المفكر السوري المسيحي):
    "العروبة ليست دماءً، بل انتماءً إلى حضارة أعطتني هويتي".

 
===========================
 
يقول زميلي اللاأدري :
لن تجد عالما يتطرف في دفاعه عن نظرية فيزياء أو معادلة كيمياء لدرجة أن يفجر نفسه أو يذبح زميله في المعمل دفاعا عن اكتشافه. ذلك لأن العلم والمنطق لا يحتاج إلى هستيريا لإثباته. والحقيقة لا تحتاج صراخا لإقناع الناس بها. فقط هي الأوهام والأكاذيب التي تحتاج دوما إلى عنف وفاشية ودم لفرضها على البشر.
بحكمة يقول جون ستيوارت ميل: الحقيقة لا تحتاج إلى قوانين تحميها من النقد. فهي قادرة على الدفاع عن نفسها. أما الأكاذيب فلا تعيش إلا إذا فرضت بالقوة وتم تحصينها بسياج من القمع. عندما ترى فكرة يمنع نقدها أو يعاقب من يشكك فيها فاعلم أنها ليست سوى وهم يخشى السقوط.
ويضيف بيرتران دراسل: إن ما يحتاج إلى العنف ليفرض نفسه هو في الغالب كذبة تخشى المواجهة مع الحقيقة. لينهي بحكمة فولتير الحوار قائلا: كل عقيدة تمنعك من الشك تخشى أن يكتشف الناس زيفها.

 

    هل حقا من خلق هذا الكون العظيم بحاجة إلى رجل دين ليدافع عنه؟ يقول فولتير رجال الدين يدعون أنهم يعرفون أسرار الكون بينما في الواقع هم يعلمون القليل جدا  حتى عن  العالم الذي يعيشون فيه.
    ويضيف برتراند راسل لا يوجد شيء أكثر خطورة من رجل دين يعتقد أنه يعرف كل شيء. المعرفة الحقيقية تكمن في الاعتراف بأن هناك أمورا لا نعرفها.
    فيتدخل مارك توين قائلا: أكثر ما أخشاه هو رجل دين يتحدث كما لو أنه يملك الحقيقة المطلقة بينما الحقيقة غالبا ما تكون غائبة عنه.
    يقول ألدوس هكسلي الشيء الوحيد الذي يعرفه رجل الدين بشكل مطلق هو أنه لا يعرف شيئا ومع ذلك يتصرف كما لو كان يعرف كل شيء.
    فيضيف جبران خليل جبران إن أخطر ما في رجل الدين هو ادعاؤه العلم بكل شيء إذ ينهي بذلك كل بحث أو تفكير.
    لينهي تيري براتشيت الحوار قائلا: أكثر ما يثير الريبة هو رجل دين يزعم أنه يعرف كل شيء لأن العالم دائم التغير واليقين المطلق هو وهم

 

يوسف بحر الرؤيا
".

سؤالك يلامس قضايا عميقة تستحق حوارا هادئا، وسأجيب على ثلاث نقاط محورية في كلامك:
أولاً: عن العنف والدفاع عن الأفكار

    المقارنة غير دقيقة:
    العلم يدرس كيف يعمل الكون، بينما الدين يجيب عن لماذا نوجد.

        دفاع العلماء عن النظريات يكون بـ أدلة قابلة للاختبار (مثل إثبات موجات الجاذبية 2015).

        أما الدين فيتعامل مع غايات وجودية لا تقبل التجريب المادي.

        عندما يتحول الإيمان إلى أيديولوجيا سياسية (كجماعات التطرف)، يصبح العنف أداة سلطة لا دفاعا عن حقائق.

    المفارقة التاريخية:
    أكبر عمليات القتل الجماعي حدثت تحت شعارات غير دينية:

        70 مليون قتيل في الحرب العالمية الثانية (أيديولوجيات قومية).

        20 مليون في عهد ستالين (إلحاد دولة).

        كمبوديا تحت بول بوت (إلحاد ماركسي).
        العنف ليس حكرا على المتدينين، بل هو مرض البشرية حين تستبد "الحقيقة المطلقة".

ثانياً: عن الجهل المُدَّعَى لرجال الدين

    الفرق بين "الدين" و"رجال الدين":
    اتهام رجال الدين بالجهل لا يطعن في صحة الدين نفسه، كما أن أخطاء العلماء لا تبطل العلم.

        القرآن نفسه ينتقد من "يُفتون بغير علم" (الأعراف:).

        الإسلام يرفض العصمة لأحد غير الأنبياء:
        "كل بني آدم خطاء" (حديث صحيح).

    الإسلام يحث على العلم:

        أول آية نزلت: {اقرأ} (سورة العلق).

        القرآن يهاجم الذين "يتبعون الظن" (الأنعام: ).

        ابن رشد (فيلسوف مسلم) قال: "الحكمة صديقة الدين".

ثالثاً: عن "هل يحتاج الخالق لمدافعين؟"

    الرد القرآني الصارم:
    {لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ ۖ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ لَا يَسْتَجِيبُونَ لَهُم بِشَيْءٍ إِلَّا كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاءِ لِيَبْلُغَ فَاهُ وَمَا هُوَ بِبَالِغِهِ}
    (الرعد:)
    الله لا يحتاج دفاعا، لكن الضعفاء هم من يحتاجون إلى الإيمان.

    لماذا يرسل الله الرسل؟
    ليس لأن الله "يحتاجهم"، بل لأن البشر يحتاجون إلى:

        تذكير بالغاية من الوجود.

        منهج أخلاقي يحمي المجتمع من الانهيار.

        عدالة متجاوزة تعوض ظلم الأرض (فكرة اليوم الآخر).

ختامًا: كلمة منصفة

الاستشهادات التي ذكرتها (فولتير، راسل، توين...) تعبر عن نقد مشروع لسلوك المؤسسات الدينية، لكنها لا تدحض فكرة "الإله" ذاتها.
حقائق قد تغير نظرتك:

    أكثر من 60% من الحاصلين على نوبل في العلوم من المؤمنين (دراسة جامعة إلينوي 1998).

    القرآن هو الكتاب الوحيد الذي يقول: {قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُم بِوَاحِدَةٍ ۖ أَن تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَىٰ وَفُرَادَىٰ ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا} (سبأ: ) — داعيا للتفكر ,

    العالم المسلم ابن الهيثم أسس المنهج العلمي التجريبي ورفض "النقل" دون اختبار.

    كما قال آينشتاين:
    "العلم بلا دين أعرج، والدين بلا علم أعمى".
    الدين الحقيقي ليس خوفا من الموت، بل إجابات عن الحياة.
==========================

يقول زميلي اللاأدري :

 

قال الله المزعوم.... ان المنافقين في الدرك الأسفل من النار... ؟ ولم يقل الكافرين او الملحدين وانا اجزم ان جلّ المسلمين منافقين بدليل هذا الحديث **والذي نفس محمد بيديه لا يؤمن احدكم حتى أكون احب اليه من والده وولده**..............!!!!!!!

 

    هل تعلم أن في بعض المعتقدات أن الإله يضحك؟ هكذا ورد في الصحيحين: يضحك الله إلى رجلين يقتل أحدهما الآخر. ويقال أيضا في صحيح مسلم: قد عجب الله من صنيعكما. لكن كيف؟ كيف يعجب من فعل قد كتبه بيده؟ أليس هو من خط المقادير قبل أن يخلق الخلق؟ كيف يتعجب من مشهد هو صانعه؟ وكيف يغضب من أمر قدر وقوعه؟ أهو ندم؟ أهو تردد؟ أم نحن من نسب إليه ما لا يليق؟ ويقال له وجه ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام وله يدان. وقالت اليهود: يد الله مغلولة، بل يداه مبسوطتان. ولليدين أصابع، قلوب بني آدم بين أصبعي من أصابع الرحمن. وله قدم بل قدمان كما روى الصحيحان: يضع الله قدمه في النار فتقول: قط، قط. ويقول ابن عباس: الكرسي موضع القدمين. أهو جسم له ملامح و أطراف؟ أهو إله أم صورة بشر تعلق بها العقول؟ ثم تأتي الطامة: خلق الله آدم على صورته. وفي مسلم: إذا قاتل أحدكم أخاه فليتجنب الوجه، فإن الله خلق آدم على صورته. أي صورة أهي ذاتها التي قيل إنه يضحك بها، يضع قدمه ويمسك القلوب بين أصابعه؟ هل هذا إله الكون أم ظل الإنسان في خياله؟ أم نحن من شكل صورته المقدسة بهيئة بشر ثم سجدنا له كما سجدنا لأوهامنا.

 

يوسف بحر الرؤيا
اعتقد بأنّ اكثر المسلمين اليوم هم في نفاق نتيجة بعدهم عن حصن العالم و هو الامام المهدي غلام أحمد القادياني , اما بالنسبة لصفات الله فهي من قبيل المجاز و التأويل لتقريب الصورة و الفهم و المعنى و نفوض الكيف لله تعالى .

 

=====================================================

 

يقول زميلي اللاأدري :

 

إن سيف محمد و القرآن هما أكثر الأعداء فتكاً بالحضارة و الحُرية و الحقيقة من أي شيء عرفه العالم حتى الآن . -السير ويليام موير

الإسلام هو أثقل سلسلة حملتها البشرية . - إرنست رينان

لو ألقينا نظرة صحيحة و مباشرة إلى محتوى القرآن ، فلن نجد سوى عدم الإتساق ، قراءة هذا الكتاب مُتعبة كما لم أعهد من قبل ، عبارة عن خليط مُربِك ، مُتعب ، فَظ ، غليظ ، تكرار لا نهائي يقطع الأنفاس، غباء لا يُمكن تحمله . -توماس كارليل

 يقول دانيال كيمون فى كتابه باثولوجيا الإسلام : إن الديانة المحمدية جُذام تفشي بين الناس ، وأخذ يفتك بهم فتكاً ذريعاً ، بل هو مرض مُريع ، وشلل عام ، وجنون ذهولي يبعث الإنسان على الخُمول والكسل ، ولا يوقظه من الخمول والكسل إلا ليدفعه إلى سفك الدماء .


 

يوسف بحر الرؤيا
.

هذه الاقتباسات تعكس رؤية استشراقية متحيزة تعود للقرن 19 (عصر الاستعمار والصراع الحضاري)، وسأقدم لك تحليلاً منهجياً لها:
أولاً: السياق التاريخي للاقتباسات
الكاتب    تاريخ الاقتباس    السياق التاريخي
السير ويليام موير    1858    المستشرق الإنجليزي في عصر الاحتلال البريطاني للهند
إرنست رينان    1883    مفكر فرنسي عاصر احتلال الجزائر وتلميحه للتفوق "الآري"
توماس كارليل    1840    كاتب اسكتلندي لم يدرس العربية ولم يقرأ القرآن بلغته الأصلية
دانيال كيمون    1897    طبيب نفسي فرنسي متأثر بنظريات عنصرية ضد "الساميين"
ثانياً: تناقضات هؤلاء الكتاب مع أنفسهم!

    توماس كارليل نفسه قال في كتابه "الأبطال":
    "محمد نبي صادق... واتهامه بالتعصب ضرب من الحماقة" (الفصل: النبي بوصفه بطلاً).

    إرنست رينان اعترف في محاضرة بالسوربون (1883):
    "الحضارة الإسلامية قدمت للعالم ابن سينا وابن رشد حين كانت أوروبا في ظلام".

    ويليام موير أشاد في كتاباته بـ "عدالة عمر بن الخطاب" و"عبقرية نظام الوقف الإسلامي".

ثالثاً: شهادات منصفة من مفكرين غربيين

    يوهان غوته (شاعر ألمانيا العظيم):
    "القرآن كتاب لا يبلى... سيبقى تأثيره على كل العصور" (ديوان الشرق والغرب).

    جاك بيرك (مستشرق فرنسي):
    "القرآن ليس كتاب شعر ولا فلسفة... إنه كيان فريد يفرض منطقه الخاص".

    سيغموند فرويد (مؤسس التحليل النفسي):
    "انتقاد الإسلام كمرض نفسي هو انعكاس لعقدة الخوف من الآخر" (رسائله إلى إينشتاين).

    مونتغمري وات (مستشرق بريطاني):
    "محمد لم يكن عدوّا للحضارة بل كان مبادرا عظيما في التاريخ الإنساني".

رابعاً: حقائق تدحض الادعاءات
أ) الإسلام والحضارة:

    اخترع المسلمو‌ن:

        الجبر (الخوارزمي)

        التخدير الحديث (ابن سينا)

        أول جامعة (فاطمة الفهري في فاس 859م)

    حفظوا تراث اليونان حين أحرقته كنائس أوروبا!

ب) القرآن والتكرار:

    التكرار في القرآن أسلوب تربوي معروف في الآداب القديمة:

        التوراة تكرر قصة الخلق 3 مرات.

        الإلياذة تكرر وصف "أقدام أخيل السريعة" 37 مرة!

    القرآن استخدم التكرار لتثبيت:
    ✓ القيم الأخلاقية
    ✓ العدالة الاجتماعية
    ✓ مباديء الحرية (﴿لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ﴾)

ج) الإسلام والحرية:

    وثيقة المدينة (622م) منحت اليهو‌د حريتهم الدينية قبل "الماغنا كارتا" بـ 500 سنة.

    الخليفة عمر قال: "متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا؟".

خامساً: لماذا هذا التشويه؟

الدراسات الحديثة (مثل كتاب "استشراق" لإدوارد سعيد) توضح أن:

    هذه الآراء كانت أداة لتبرير الاستعمار: تصوير المسلمين كـ "برابرة" يحتاجون "تثقيفا".

    الجهل باللغة العربية: 95% من هؤلاء الكتاب لم يقرؤوا القرآن بالنص الأصلي.

    الخلفية الدينية: بعضهم كان ينتمي لكنائس تَصِف الإسلام بـ "الهرطقة".

    مثلًا: دانيال كيمون (الطبيب النفسي) بنى نظريته على عيّنة واحدة هي مرضى المستعمرات الفرنسية في الجزائر!

الختام: كلمة موضوعية

لو حكمنا على أي دين أو حضارة:

    بأسوأ ممارسات أتباعه...

    وبأحكام أعدائه...

    دون فهم سياقه التاريخي...

لكانت المسيحية مسؤولة عن محاكم التفتيش...
والبوذية مسؤولة عن إبادة الروهينغا...
والعلم مسؤول عن القنابل النووية!

الإسلام كرس قيم الرحمة (﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ﴾)،
لكن بعض المسلمين أخفقوا في تمثيلها...
كما أخفق بعض الغربيين في فهمها.

 

======================================================

 

 

يقول  زميلي اللاأدري : امرأة لا تحل له ؟
من هى المرأة التى خلع نبي الأمة قميصه ليكفنها به ولما أنزلت بقبرها أخذ يحفر ويوسع التراب بيده و اضجع في قبرها وقيل توسد القبر وخرج وعينه تفيض من الدمع عليها؟؟
من هى التى دعا لها بان تبعث وهي كاسية فهي مكفنه بقميص نبينا صل الله عليه وسلم ؟؟
من هى التى لمَّا سوَّى عليها التراب قال بعضهم: يا رسول الله، رأيناك صنعت شيئًا لم تصنعه بأحدٍ، فقال: «إِنِّي أَلْبَسْتُها قَمِيصِي لِتَلْبَس مِنْ ثِيَابِ الْجَنَّةِ، وَاضْطَجَعْتُ مَعَهَا فِي قَبْرِهَا لَيُخَفَّف عَنْهَا مِن ( ضَغْطَة الْقَبْرِ ) ، إنها كانت أحسن خلق الله صنيعا بي بعد أبي طالب)؟؟؟ فهل يجوز له الاضطجاع مع امرأة ليست من محارمه ؟
 
 

يوسف بحر الرؤيا

لانه ربيبها فهي أمه و هي محرم له لا بأس في ذلك و لابد من قراءة الحدث التاريخي وفق مناطه المكاني و والزماني مع فهم ثقافة ذلك الزمان و يجب على الباحث أن لا يتخلى عن حسن الظن في المجمل ليس الشك فقط أثناء القراءة  التاريخية و قراءة الروايات .

قد نزل النبي صلى الله عليه وسلم في قبرها تكريما لها، فلما توفيت دعاها الرسول صلى الله عليه وسلم وألبسها قميصه فكفنها به واضطجع في قبرها، فعن أنس بن مالك قال: لما ماتت فاطمة بنت أسد بن هاشم أم علي بن أبي طالب رضي الله عنه دخل عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس عند رأسها فقال: رحمك الله يا أمي كنت أمي بعد أمي تجوعين وتشبعينني وتعرين وتكسينني وتمنعين نفسك طيبا وتطعمينني تريدين بذلك وجه الله والدار الآخرة، ثم أمر ان تغسل ثلاثا فلما بلغ الماء فيه الكافور، سكبه رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده ثم خلع رسول الله صلى الله عليه وسلم قميصه فألبسها إياه وكفنها ببرد فوقه ثم دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم أسامة بن زيد وأبا أيوب الأنصاري وعمر بن الخطاب وغلاما أسود يحفرون فحفروا قبرها، فلما بلغوا اللحد حفره رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده وأخرج ترابه بيده فلما فرغ دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فاضجع فيه. قال: «إني ألبستها قميصي لتلبس من ثياب الجنة، واضجعت معها في قبرها ليخفف عنها من ضغطة القبر انها كانت من أحسن خلق الله إليّ صنيعا بعد أبي طالب».


أعلنت إسلامها وهاجرت ثم بايعت، فكانت من المهاجرات الأوائل وهي أول هاشمية ولدت خليفة ثم بعدها فاطمة الزهراء رضي الله عنها. وقد روت فاطمة بنت أسد عن النبي صلى الله عليه وسلم ستة وأربعين حديثا وكانت فاطمة بنت أسد رضي الله عنها تقسم الخدمة بينها وبين فاطمة بنت الرسول صلى الله عليه وسلم فعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: قلت لأمي فاطمة بنت أسد: اكفي فاطمة بنت الرسول صلى الله عليه وسلم سقاية الماء والذهاب في الحاجة وتكفيك خدمة الداخل الطحن والعجن، وكانت فاطمة بنت أسد حماة فاطمة بنت الرسول صلى الله عليه وسلم وكانت تعتبر قدوة للمسلمات في هذا الشأن. فرضي الله عن فاطمة بنت أسد التي خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وخدمت ابنته فاطمة زوجة ابنها علي بن أبي طالب رضي الله عنه فحملت لها السقاء وأتت لها بالطعام من الأسواق وكفتها صاحبتها حتى توفاها الله تعالى

=====================================================


يقول زميلي اللاأدري :

هل من الجائز قبول تحوير كل الأسئلة "الوضيعة" لتصبح أسئلة دينية .!؟ بالتالي يتحول السؤال "الوضيع" الى : هل هذا حلال.؟! و هل ذلك حرام .؟! هل من واجب شيخ الدين العرص الالتزام بالإجابة علي اي سؤال يطرح عليه .؟! الشخص الذي سأل شيخ الدين العرص عن تحريم او تحليل مضاجعة جثة الزوجة ... هو شخص مريض نفسيا و مختل عقليا و غير سوي وشيخ الدين العرص الذي وافق علي الإجابة علي هذا السؤال الوضيع هو شخص مريض نفسيا و مختل عقليا و غير سوي بدرجة اكبر جدا..! و المؤسسة التعليمية التي تدرس هذه التساؤلات الوضيعه باعتبارها تراث و "فقه إسلامي" هي مؤسسة تعليمية مريضة و مختلة عقليا و غير سوية !!! مع التذكير بان هذه التساؤلات الوضيعة... ما زالت تدرس باعتبارها "فقه إسلامي" لقطعان طلبة جامعة الازهر الغير شريف .. ؟!!

 

 
يوسف بحر الرؤيا
 
لا تعليق !!!!

 

===================================================

 

يقول زميلي اللاأدري :

بينما يهتم الإسرائيليون في تطوير المجال العسكري والتقني والتكنولوجي ويسعون جاهدين إلى تحصين دولتهم بالعلم والقوة إهتم المسلمون السذج بالتباكي وانتظار الحجر والشجر لينطقوا والتعلق بالخرافات الاسلاميه السخيفه والواهية لتٌغييب الشعب الفلسطيني بنصوص مضحكة أكل عليها الدهر وشرب

 

 
يوسف بحر الرؤيا
زميلي العزيز، أتفهم وجهة نظرك حول التباين بين تركيز الإسرائيليين على التطور العسكري والتقني وبين ما تصفه بتمسك المسلمين بـ"الخرافات الإسلامية" و"التباكي". دعني أرد على تعليقك بطريقة موضوعية، مع مراعاة السياقات التاريخية والاجتماعية والسياسية.
التركيز الإسرائيلي على التطور العسكري والتقني
نعم، إسرائيل فعلاً استثمرت بشكل كبير في التكنولوجيا والمجال العسكري، وهذا يعود إلى عدة عوامل:

    الوضع الجيوسياسي: كونها محاطة بدول تعتبرها تهديدا، فإن الدفاع عن النفس أصبح أولوية استراتيجية.
    الدعم الخارجي: تلقت إسرائيل مساعدات ضخمة من الولايات المتحدة ودول غربية، مما ساهم في تطوير صناعاتها العسكرية والتقنية.
    ثقافة الابتكار: المجتمع الإسرائيلي يركز على التعليم العلمي والابتكار، مما أدى إلى تقدم في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني.

هذا النهج أعطى إسرائيل تفوقا ملحوظا، لكنه مرتبط أيضا بصراع إقليمي معقد يتجاوز مجرد التقدم التكنولوجي.
المجتمعات الإسلامية والدين
تصف المسلمين بأنهم "سذج" يتعلقون بـ"خرافات" مثل انتظار "نطق الحجر والشجر". دعني أوضح هذه النقطة:

    الدين كملاذ: في ظل الأزمات – مثل الفقر أو الاحتلال – يصبح الدين مصدر أمل وصبر. في فلسطين مثلاً، الإيمان بعلامات مثل "نطق الحجر والشجر" (المذكورة في الأحاديث النبوية) يُفسر كرمز للعدالة والنصر في آخر الزمان، وليس كخرافة حرفية بالضرورة.
    التعليم والتخلف: التأخر العلمي في بعض المجتمعات الإسلامية ليس بسبب الإسلام نفسه، بل بسبب ظروف اقتصادية وسياسية. الإسلام يحث على العلم، كما في قوله تعالى: "اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ" (سورة العلق)، لكن سوء الإدارة أو الحروب أعاقت التقدم.
    الخرافات: قد توجد ممارسات خاطئة أو خرافات في بعض المجتمعات، لكن هذا ليس خاصا بالإسلام فقط، بل يحدث في كل الثقافات نتيجة الجهل، ولا يعكس جوهر الدين.

الشعب الفلسطيني والنصوص الدينية
تقول إن الفلسطينيين "مُغيَّبون" بنصوص "مضحكة أكل عليها الدهر وشرب". هذا تعبير قاسٍ، لكنه قد يعبر عن إحباطك من الوضع. الفلسطينيون يعيشون تحت احتلال وحصار منذ عقود، والدين بالنسبة للكثيرين هو مصدر قوة لتحمل هذه الظروف. لكن ليس الجميع "مُغيَّب"؛ هناك فلسطينيون يسعون للتعليم والتطور رغم العقبات الهائلة التي يواجهونها، مثل نقص الموارد والقيود السياسية.
هل الإسلام عائق أمام التقدم؟
الإسلام بحد ذاته لا يعيق التطور. تاريخيا، كانت الحضارة الإسلامية رائدة في العلوم والطب والرياضيات، وأنجبت علماء مثل ابن سينا والخوارزمي. التحدي اليوم يكمن في الظروف السياسية والاقتصادية وليس في الدين. دول مثل ماليزيا والإمارات تثبت أن الجمع بين الإسلام والتقدم ممكن عندما تُستثمر الموارد بشكل صحيح.
الخلاصة
أتفق أن المجتمعات الإسلامية بحاجة إلى التركيز على التعليم والتكنولوجيا لمواجهة التحديات الحديثة، لكن وصف الإسلام بـ"الخرافات السخيفة" يتجاهل دوره كمصدر أمل وسط الظروف الصعبة. الشعب الفلسطيني ليس "مُغيَّبًا" بالنصوص فقط، بل يعاني من واقع معقد يتطلب حلولاً سياسية واقتصادية، إلى جانب التقدم العلمي. إذا أردت مناقشة المزيد، أنا مستعد للحوار!

===============================================

 

يقول زميلي اللاأدري :

أحكام الزواج المختلط بين الإنس والجن بعض آراء عدد من فقهاء المذاهب الإسلامية في هذه المسألة الهامه والمثيرة للجدل أن مذهب أحمد بن حنبل يحرم هذا النوع من الزواج.. إن مذهب مالك أجاز زواج رجال الإنس من نساء الجن ولكن حرّم زواج نساء الإنس من رجال الجن وفقنا الله لما يحبه و يرضاه

  لا خلاف على أنّ الشعوب الاسلامية الغبية... قد أنهارت أخلاقياً ودينياً عبر السنين .. وأن وجود مئات الآلاف من المساجد فيها ... لم يفلح لا في أصلاح أخلاقها المُنهارة .. ولا في تصحيح مفاهيمها الدينية السخيفة.

 
يوسف بحر الرؤيا
 
هذا النقد يلامس قضيتين مختلفتين: الأولى **فقهية نظرية** (زواج الإنس والجن) والثانية **اجتماعية أخلاقية** (أزمة المجتمعات المسلمة)، وكلتاهما تستحقان تحليلاً منفصلاً:

### أولاً: قضية "زواج الإنس والجن" – بين الفقه والخيال
1. **مصدر الفكرة**: ليست من القرآن أو الأحاديث الصحيحة، بل من الإسرائيليات والقصص الشعبي. أقدم ذكر لها في كتاب **"العرائس"** للثعلبي (القرن 5هـ) الذي جمع الأساطير.  
2. **موقف المذاهب**:  
   - **الحنابلة**: تحرمه مطلقاً (استناداً لآيات مثل: *"وَلَا تَنكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ"* [البقرة: 221]، والجن عندهم "مشركون"!).  
   - **المالكية**: أجازوا زواج رجل إنسي بامرأة جنّية (!) بحجة أن الرجل "يقود" المرأة، بينما حرموا العكس خوفاً من سيطرة الجن على الإنس.  
   - **الرأي الراجح** رفض الموضوع جملةً وتفصيلاً:  
     > "هذه خرافات لا أصل لها في الشريعة، والجن غير مرئيين فأي عقد زواج يُقام؟!"  

3. **المشكلة الحقيقية**:  
   - كيف تُدرس مثل هذه الآراء الهامشية في القرن 21 على أنها "فقه إسلامي"؟  
   - هذا نموذج لـ**تضخيم التراث على حساب النص الديني الأصلي**، وهو ما ينتقده مفكرون مثل "نصر حامد أبو زيد".

### ثانياً: أزمة الأخلاق في المجتمعات المسلمة – بين الواقع والمؤسسات
قولك ("الشعوب الإسلامية الغبية") غير دقيق، لكنه يعكس إحباطاً من مفارقة:  
- **المفارقة الأولى**: وجود 3.5 مليون مسجد في العالم الإسلامي (بمعدل مسجد لكل 500 مسلم!)، بينما تحتل دول مثل مصر وباكستان مراتب متأخرة في مؤشرات:  
  - النزاهة (الفساد).  
  - التعليم (ميزانية الأزهر في مصر تفوق ميزانية 10 جامعات حكومية!).  
  - العدالة الاجتماعية (الفجوة الطبقية).  
- **المفارقة الثانية**: ارتفاع معدلات:  
  - التحرش الجنسي
  - العنف المجتمعي

#### لماذا فشلت المساجد في الإصلاح؟
1. **تحولها إلى أدوات سياسية**:  
   - خطب الجمعة أصبحت تبرر للسلطة  بدلاً من تغيير الواقع.  
2. **انفصالها عن الحياة**:  
   - تركيزها على "طهارة الجوارب" و"حكم لمس الكلب" بينما الشباب يغرق في البطالة والأزمات الوجودية.  
3. **الإقصاء بدلاً من الإصلاح**:  
   -  خلق مجتمعات خائفة، لا أخلاقية.  

### الخلاصة: الأزمة ليست في الإسلام، بل في "صناع الإسلام الرسمي"
- الإسلام الحقيقي أنتج:  
  - **أول نظام للوقف الخيري** في التاريخ (مستشفيات – جامعات – دور رعاية).  
  - **قواعد الحرب الأخلاقية** (حرم قتل الأطفال – حرم تدمير المزارع).  
- لكن ما نراه اليوم هو:  
  - **إسلام الطقوس**: حيث "الصلاة في المسجد" لا تمنع سرقة المال العام.  
  - **إسلام الفتاوى الشاذة**: الذي يهتم بـ"زواج الجن" وينسى قول النبي:  
    > *"خيركم خيركم لأهله"* (صحيح الترمذي).  

> السخرية من "الغباء" ليست حلاً... لكن الاعتراف بالأزمة ضرورة.  
> كما كتب المفكر الجزائري "مالك بن نبي":  
**"مشكلتنا ليست في عدم وجود مساجد، بل في تحول المسجد إلى مقبرة للأفكار"**.  
الحل يبدأ بإعادة ربط الدين بالحياة، والأخلاق بالعدالة، لا بالخرافات.

===============================================

 

يقول زميلي اللاأدري :

عندما يتزاوج الإسلام مع السياسة... تظهر ممالك الرمال البدوية الدموية ... لتطغوا على الحضارات الحقيقية .. حيث طاعة ولي الأمر أهم من طاعة الله المزعوم. عندما يتزاوج الإسلام و السياسة... تستباح مكة و المدينة على أيدي الأمويين ... و تغتصب النساء فيهما و يقتل الرجال و يتحول الحرم المكي إلى ... اسطبل.

 عندما يتزاوج الإسلام مع السياسة ... يوزع شيخ معتوه صكوك الغفران للجنة .. و يشتري دانتي كل صكوك النار.

 
يوسف بحر الرؤيا
 
طرحك فيه الكثير من التعميمات غير المنضبطة، والمغالطات التاريخية والفكرية. سأرد على كلامك بنوع من التفكيك العقلي والمنهجي دون إسفاف، وبأسلوب يحترم العقل، مع وضع النقاط على الحروف:
🔹 أولًا: هل الإسلام السياسي هو الإسلام؟

من الخطأ الخلط بين:

    الإسلام كنص وروح وتشريع إلهي.

    وتوظيف الإسلام في السياسة من قِبل بشر – نجحوا أو فشلوا، صلحوا أو فسدوا.

الخلط بين الاثنين يشبه أن تقول:

    "الفيزياء علم تافه لأن هتلر استخدمه لصنع الصواريخ."

بل في الواقع: الإسلام – كما في نصوصه – تميّز برفض القداسة المطلقة لأي حاكم، بل إن الخلافة الراشدة قامت على بيعة ومحاسبة علنية. قال عمر:

    "أصابت امرأة وأخطأ عمر."

فأين تقديس "ولي الأمر" في هذا؟!
🔹 ثانيًا: زعمه أن "طاعة ولي الأمر أهم من طاعة الله"

هذه مغالطة من ثلاثة أوجه:

    الطاعة في الإسلام مشروطة بطاعة الله:
    – قال النبي ﷺ:

        "لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق."
        – والطاعة السياسية عند أهل السنة مقيدة بالشرع، لا مطلقة.

    كثير من "ولاة الأمور" في التاريخ الإسلامي لم يُعتبروا أئمة هدى، بل فُسّاق وجبابرة – ولم يقل أحد أنهم أولياء شرعيون بمجرد القوة.

    القول إن "الناس قُهرت باسم الدين" ينطبق على كل حضارة، حتى المسيحية والبوذية والهندوسية، بل وحتى العلمانية ذاتها في عهد ستالين وماو وهتلر.
    إذًا، لا تسقط التجاوزات على الدين، بل على الإنسان إذا جعل الدين مطية لمصالحه.

🔹 ثالثًا: عن استباحة مكة والمدينة

نعم، وقعت جرائم تاريخية من الأمويين والعباسيين وغيرهم – كواقعة الحرة وغيرها، ولا ينكرها أحد. لكن:

    من ارتكب الجرائم ليس الإسلام، بل حكام ظلمة.

    والإسلام ذاته أنكر عليهم، وأحاديث النبي صريحة:

        "لا يُحلّ القتال في مكة."

فأنت إذن تحتج على الإسلام بالإسلام، لا ضده.

    أي دين يسمح لك بأن تنتقد حكامه عبر نصوصه ذاتها؟ هذا في ذاته دليل على صدقه لا على سقوطه.

🔹 رابعًا: السخرية من "صكوك الغفران" في الإسلام

كلامك فيه إسقاط خاطيء جدا:

    صكوك الغفران ليست من الإسلام أصلاً.

    الإسلام لم يعرف رجل دين يقول: "ادفع لتدخل الجنة."

    بل القرآن صريح: "من يعمل مثقال ذرة خيرا يره، ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره."

ولو كان يقصد التوسّع في فتاوى الجهاد أو المغفرة، فهي لا تشبه صكوك الغفران الأوروبية التي كانت تُباع بالنقود لمحو الخطايا.
🔹 خامسًا: ممالك الرمال و البدوية

    هذا استشراق عنصري مكرر، فيه نزعة ازدراء للثقافات.
    – هل كان كل العرب بدوا جهلة؟ وماذا عن الحضارة النبطية، وحِمْير، وحضرموت، وتدمر، ويثرب، وغيرها؟
    – وهل لم يُقم الغرب مذابح باسم المسيح في القدس؟ ألم يقل لويس التاسع: "كل من لا يحمل صليبا فهو كافر يُقتل"؟

    الإسلام جاء في بيئة صحراوية فحوّلها إلى حضارةٍ ملأت الأرض:
    – بغداد، قرطبة، دمشق، القاهرة، سامراء، نيسابور، سمرقند... هل هذه "رمال بدوية"؟

    الحضارة الإسلامية بنت على الفرس واليونان والهنود، وأعطت أوروبا مفاتيح النهضة.

إذًا الحديث عن "ممالك الرمال" فقط تبخيس واستشراق كسول.
✅ خلاصة الرد
انت تستعمل أسلوبًا هجوميًا فيه:

    تعميمات تاريخية فاسدة.

    مغالطات عقلية (مثل: المصادرة، والتعميم، والتسطيح).

    نظرة فوقية عنصرية للثقافة العربية والدين الإسلامي.

لكن إن أردت نقاشا عقليا وفلسفيا راقيا، يمكننا أن نبدأ معا خطوة بخطوة، في تساؤلاتك عن الإله، عن الشر، عن الجنة والنار، عن السياسة والدين، بعيدا عن السخرية العدوانية.
 

=============================================

 

يقول زميلي اللاأدري :

عندما يحرم الله الإسلامي الموسيقى والرقص والفن و متع الحياة.... فهو بطريقة غير مباشرة ينسب كل تلك الميزات الجميلة لعدوه المبين ابليس...!!! لو كان الحب والرقص من ابليس... والقتل والذبح والجلد وقطع الأطراف من الله.... فانتم تعبدون الكائن الشرير....

 

 
يوسف بحر الرؤيا
 
الإسلام لا يحرم "الميزات الجميلة" في الحياة وينسبها إلى إبليس، بل يضع حدودا للاستمتاع بها دون ضرر. الحب والجمال من الله، وليس من إبليس، والعقوبات ليست تعبيرا عن شر، بل عن حماية المجتمع. إذا كنت ترى أن هذا يُظهر الله كـ"كائن شرير"، فقد يكون ذلك بسبب النظر إلى الموضوع من زاوية ضيقة. الموسيقى و الفن و الرقص مباح بشرط الا يؤدي لحرام .

 

============================================

 

يقول زميلي اللاأدري :

قتل العشرة المبشرين بالجنة على أيدي بعضهم ... و قُتِلَ أحفادُ الرسول محمد على أيديهم. !!!!

 
يوسف بحر الرؤيا
بداية اعتقد ان حديث العشرة المبشرين بالجنة غير صحيح ثانيا لا اعتقد بعصمة الصحابة بل صدر منهم اخطاء تاريخية لابد من نقدها و التحذير منها .
هذه الأحداث تُعد من أكثر الفصول إيلامًا وإثارة للجدل في التاريخ الإسلامي، وهي تستحقّ فهماً دقيقاً للسياقات التاريخية والمعضلات الأخلاقية التي تطرحها. إليك تحليلاً متوازناً:

### ١. **العشرة المُبشَّرون بالجنة والفتنة الكبرى:**
- **المفهوم السني**: "العشرة المبشرون بالجنة" هم صحابة اختارهم النبي محمد (حسب روايات سنية) لفضلهم. لكن هذا لا يعني عصمتهم من الخطأ أو الصراعات الدنيوية. و هذا حديث مردود عندي .
- **السياق التاريخي**: بعد اغتيال عثمان بن عفان (الثالث من المبشرين) سنة ٣٥ هـ، دخل المسلمون في **حرب أهلية** (الفتنة الكبرى) بين علي بن أبي طالب (المبشر الرابع) ومعاوية بن أبي سفيان.
- **المفارقة**: قتل بعض الصحابة بعضاً في معارك مثل **الجمل** (٣٦ هـ) و**صفين** (٣٧ هـ)، ومن بينهم:
  - **الزبير بن العوام** (المبشر السادس) قُتل على يد تابعة لعلي في معركة الجمل.
  - **طلحة بن عبيد الله** (المبشر السابع) قُتل برمية سهم في الجمل (اتُّهم عليٌّ بالتحريض غير المباشر).
- **التفسير الديني**: أهل السنة يرون أن اجتهاد الصحابة في الفتنة **مغفور** لأنهم مجتهدون، بينما الشيعة يعتبرون عليّاً معصوماً وخُصومه خارجين عن الحق.

### ٢. **مقتل أحفاد النبي: المأساة الأكبر**
- **الحسن بن علي**: سلم الخلافة لمعاوية سنة ٤١ هـ (اتفاقٌ لتجنب الدماء)، وتوفي سنة ٥٠ هـ مسموماً (اتهم معاوية بالتورط).
- **الحسين بن علي**: المأساة الأشهر في **كربلاء** (٦١ هـ) حيث حوصر مع ٧٢ من أتباعه وعائلته وقُتلوا بأمر من والي يزيد بن معاوية (عبيد الله بن زياد).  
  - **الأبعاد المأساوية**:  
    - قتل حفيد النبي وأطفاله.  
    - انتهاك حرمة آل البيت.  
    - تحوُّل الحدث إلى رمز للظلم في الوعي الشيعي.  
  - **السياق السياسي**: كان تمرداً ضد شرعية يزيد، لكن التكتيك العسكري الأموي تجاوز كل الحدود الأخلاقية.

### ٣. **كيف نفهم هذا التناقض؟**
- **الفرق بين المثال الديني والواقع التاريخي**:  
  الإسلام دعا للسلام والعدل، لكن الصراع على السلطة بعد النبي كشف **تناقضاً بشرياً** بين المباديء والمصالح.  
- **التحول من "دعوة" إلى "دولة"**:  
  تحوّل الخلافة إلى مُلكٍ وراثي (الأمويون) أدى لاستخدام الدين غطاءً للسلطة.  
- **الذاكرة المتنازع عليها**:  
  - **الرواية السنية**: تركز على فضائل الصحابة وتعتبر الفتنة "ابتلاءً" دون تفصيل دموي.  
  - **الرواية الشيعية**: تجعل المأساة مركزاً للهوية وتُبرز "الظلم التاريخي".  

### ٤. **درسٌ للإنسانية: الدين في مواجهة الطموح البشري**
الأحداث لا تدين الإسلام كدين، بل تُظهر:  
- **خطر تسييس الدين**: حين تصبح الشعارات الدينية أداةً للصراع على السلطة.  
- **تعقيد البشر**: حتى من عاشوا مع النبي ارتكبوا أخطاءً فادحة تحت ضغط التنافس.  
- **أهمية النقد التاريخي**: فصل الأحداث عن العقيدة (الإيمان بالله والنبوة لا يعني تبرير كل أفعال المؤمنين).

> مأساة كربلاء خاصةً خلّفت كلمات الحسين الخالدة:  
*"إن كان دين محمد لم يستقم إلا بقتلي، فيا سيوف خذيني!"*.  
هذا الصوت - لا صوت القتلة - هو الذي بقي في الضمير الإنساني.  

الدرس الأعمق:  
**"حين يتحول الإيمان إلى ورقة سياسية، يُسفك الدم باسم من حرّم الدماء"**.  
هذا ليس عيب الإسلام، بل عيب البشرية في كل الأديان.

==========================================

 

يقول زميلي اللاأدري :

"كلما كانت الحياة خاوية، كلما كان الإله ممتلئاً وعينياً. إن إفقار العالم الحقيقي وإغناء الإله هو نفس الفعل. الإنسان الفقير وحده هو الذي يحوز على إله غني. الإله ينشأ من الشعور بالحرمان؛ كل ما يحتاجه الإنسان، سواء كان هذا الاحتياج واعياً أو غير واع، فهذا هو الإله" . - فيورباخ -

 
يوسف بحر الرؤيا
 

 زميلي العزيز، أتفهم وجهة نظرك التي استندت إلى أفكار فيورباخ حول الدين والإله، والتي تُظهر الإله كانعكاس لاحتياجات الإنسان وشعوره بالحرمان. دعني أرد على هذا التعليق بطريقة موضوعية، مع التركيز على النقاط التي أثرتها في اقتباسك من فيورباخ، وأقدم رؤية مختلفة قد تساعد في فهم الدين بشكل أعمق.
فكرة فيورباخ حول الإله
يقول فيورباخ إن "الإله ينشأ من الشعور بالحرمان"، ويربط بين فقر الإنسان في العالم الحقيقي وغنى الإله الذي يخلقه في خياله. بمعنى آخر، كلما كانت حياة الإنسان خاوية أو ناقصة، كلما صار الإله أكثر كمالا وقوة ليعوض هذا النقص. في رأيه، الإله ليس سوى إسقاط لاحتياجات الإنسان ورغباته، سواء كانت هذه الاحتياجات واعية أو غير واعية.
الرد على فكرة الإله كانعكاس للحرمان
أتفق مع فيورباخ أن الدين قد يُستخدم أحيانا كوسيلة للهروب من واقع مؤلم أو لتعويض النقص، خاصة في ظروف الفقر والحرمان. لكن هذا لا يعني بالضرورة أن الدين مجرد وهم أو أن الإله مجرد انعكاس لاحتياجات الإنسان. دعني أوضح بعض النقاط التي قد تُظهر حدود هذا التفسير:

    وجود الدين في المجتمعات الغنية
    إذا كان الإله ينشأ فقط من الحرمان، فلماذا نجد أشخاصا متدينين في المجتمعات الغنية والمتقدمة ماديا؟ الواقع يُظهر أن الدين موجود في كل أنواع المجتمعات، بغض النظر عن مستوى الرفاهية. هذا يشير إلى أن الدين ليس مجرد رد فعل على الفقر أو النقص المادي.
    الاحتياجات الروحية للإنسان
    الإنسان لديه أسئلة وجودية عميقة مثل "ما معنى الحياة؟" و"ماذا بعد الموت؟"، وهذه الأسئلة تظل قائمة حتى لو كان الإنسان غنيا أو مرتاحا ماديا. الدين يقدم إجابات لهذه التساؤلات، مما يعني أن دوره يتجاوز مجرد تعويض الحرمان المادي.
    التجربة الدينية الشخصية
    الكثير من الناس يجدون في الدين مصدرا للسلام الداخلي والقوة، حتى في غياب الفقر أو الحرمان. هذه التجارب لا يمكن اختزالها إلى مجرد "شعور بالنقص"، بل تُظهر أن الدين قد يكون تعبيرا عن حاجة إنسانية أعمق.

الإله في الإسلام: رؤية مختلفة
في الإسلام، الله ليس مجرد إسقاط لاحتياجات الإنسان أو انعكاس لشعوره بالحرمان. يُوصف الله في القرآن بأنه "لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ" (سورة الشورى)، أي أنه كائن متجاوز، لا يمكن اختزاله إلى خيال بشري أو احتياجات إنسانية. الإسلام يقدم الله كخالق مستقل عن الإنسان، وليس نتاجا لعقله أو شعوره.

    التفكر في الخلق
    يدعو القرآن إلى التأمل في الكون كدليل على وجود الله، كما في قوله: "إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ" (سورة آل عمران). هذا يعني أن الإيمان قد يكون نتيجة تأمل عقلي، وليس مجرد تعويض نفسي.
    الدين كمصدر قوة
    حتى لو لجأ الإنسان إلى الدين في أوقات الحرمان، فإن هذا لا يجعل الدين وهما. في الإسلام، يُشجع المؤمنون على الصبر والتوكل على الله في المحن، مما يمنحهم أملا وقوة لمواجهة الصعوبات بدلا من الاستسلام لها.

الخلاصة
فكرة فيورباخ قد تكون مقنعة في سياق نقد الدين كوسيلة للهروب من الواقع، لكنها لا تفسر الدين بشكل كامل. الإنسان لديه احتياجات روحية ووجودية لا تُشبع بالماديات وحدها، والدين يلبي هذه الاحتياجات بطرق تتجاوز فكرة الحرمان. في الإسلام، الله ليس انعكاسا لنقص الإنسان، بل هو الخالق المتعالي الذي يدعو إلى التفكر والتأمل. إذا أردت مناقشة المزيد، فأنا هنا للحوار!

========================================

 

يقول زميلي اللاأدري :

لو كان هناك سجائر وماريجوانا وحشيش أيام الرسول محمد.. كان وعدهم بجنة من أنهار من سجائر مارلبورو... وشيش مركوزة ... وماريجوانا مسبوكة ... وحشيش للمتقين...  !!!!!

 

 

 
يوسف بحر الرؤيا
 
أتفهم وجهة نظرك، ويبدو أنك تحاول التعبير عن نقد لفكرة الجنة في الإسلام بطريقة ساخرة، مقترحا أن وصف الجنة قد يكون مرتبطا برغبات أو متع عصرية مثل السجائر والماريجوانا والحشيش لو كانت موجودة في زمن النبي محمد صلى الله عليه وسلم. سأرد على هذا التعليق بطريقة موضوعية، مع توضيح المفهوم الإسلامي للجنة والرد على هذا النقد.
1. فهم وصف الجنة في الإسلام
في القرآن الكريم والأحاديث النبوية، تُوصف الجنة بأنها مكان النعيم الأبدي للمتقين، حيث يجد المؤمنون متعا تفوق خيالهم. يتحدث القرآن عن "أنهار من لبن وعسل وخمر لذة للشاربين" (سورة محمد)، وعن "فاكهة مما يتخيرون ولحم طير مما يشتهون" (سورة الواقعة)، إلى جانب الحديث عن القصور والحور العين. هذه الأوصاف ليست مادية بحتة، بل هي وسيلة لتقريب فكرة النعيم إلى عقول البشر.

    السياق الثقافي: الأوصاف المذكورة كانت تتناسب مع واقع العرب في القرن السابع الميلادي. العرب في الصحراء كانوا يعانون من ندرة الماء والطعام، لذا كانت فكرة الأنهار والفاكهة والظلال رمزا للرفاهية والراحة.
    المعنى الروحي: الجنة ليست مجرد متع مادية، بل هي أعلى من ذلك بكثير. أعظم نعيم في الجنة هو رؤية الله سبحانه وتعالى، كما يذكر النبي في الحديث: "إذا دخل أهل الجنة الجنة، يقول الله تبارك وتعالى: أتريدون شيئا أزيدكم؟ فيقولون: ألم تبيض وجوهنا؟ ألم تدخلنا الجنة وتنجنا من النار؟ فيكشف الحجاب فينظرون إليه، فوالله ما أعطاهم شيئا أحب إليهم من النظر إليه" (رواه مسلم).

2. هل كان وصف الجنة سيتغير لو وُجدت السجائر والماريجوانا؟
تعليق زميلك يفترض أن وصف الجنة كان سيُعدل ليشمل متعا مثل السجائر والماريجوانا والحشيش لو كانت موجودة في زمن النبي. هذا الافتراض يحتاج إلى توضيح:

    السجائر والمخدرات محرمة في الإسلام: الإسلام يحرم كل ما يضر بالعقل والجسد.
السجائر، الماريجوانا، والحشيش تُعتبر من المخدرات التي تُذهب العقل وتضر الصحة، وهي محرمة بناءً على قاعدة "لا ضرر ولا ضرار" (حديث رواه ابن ماجه). فكيف يمكن أن يُدرج شيء محرم في وصف الجنة؟
    الجنة مكان النعيم النقي: الجنة في الإسلام خالية من أي ضرر أو أذى. السجائر والمخدرات تسبب الأذى للإنسان في الدنيا (مثل الإدمان والأمراض)، فلا يمكن أن تكون جزءا من نعيم الجنة، حتى لو كانت موجودة في زمن النبي.
    الأوصاف رمزية: الأوصاف في القرآن ليست حرفية بالمعنى المادي، بل تهدف إلى تقريب الصورة للبشر. الجنة تحتوي على متع تفوق تصوراتنا، كما يقول النبي: "في الجنة ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر" (رواه البخاري ومسلم). لذا، لا يمكن اختزالها في متع مادية محدودة مثل المخدرات.

3. الرد على فكرة "المتع المادية"
إذا كان قصدك السخرية من فكرة أن الجنة تُوصف بمتع مادية، فهذا نقد شائع يطرحه بعض الملحدين أو اللاأدريين. لكن هذا النقد يغفل النقاط التالية:

    لغة الخطاب: القرآن خاطب البشر بلغة يفهمونها. لو وُجدت السجائر والمخدرات في ذلك الوقت، لما استُخدمت كجزء من وصف الجنة لأنها مضرة ومُحرمة، وليس لأنها "متعة" محببة.
    المتع في الجنة نقية: حتى المتع التي يُذكرها القرآن، مثل الخمر، تختلف عن خمر الدنيا. القرآن يوضح أن خمر الجنة لا يُسبب صداعا ولا يُذهب العقل: "لَا فِيهَا غَوْلٌ وَلَا هُمْ عَنْهَا يُنزَفُونَ" (الصافات). هذا يعني أن كل نعيم في الجنة نقي وخالٍ من الأضرار.

الخلاصة
وصف الجنة في الإسلام ليس مجرد استجابة لرغبات مادية أو متع زمنية، بل هو تعبير رمزي عن نعيم يفوق خيال البشر. السجائر والماريجوانا والحشيش محرمة في الإسلام لأنها مضرة، ولا يمكن أن تكون جزءا من الجنة، حتى لو كانت موجودة في زمن النبي. الهدف من وصف الجنة هو إلهام الإنسان للسعي نحو الأفضل، وليس إغراءه بمتع محرمة أو مضرة. أتمنى أن يكون هذا الرد قد أوضح المفهوم الإسلامي للجنة ودحض النقد المطروح. إذا كان لديك المزيد من التساؤلات، فأنا هنا!

 

 

===========================================

 

يقول زميلي اللاأدري :

من يعتقد ان الله أعطى شرارة الانفجار العظيم ... ثم جلس ينتظر 9 مليار سنة لينتج الكون تريليونات الكواكب ثم اختار أحدها ليزرع فيه خلية .. ثم انتظر 4.5 مليار سنة لتتطور الخلية وتنتج بشر ... لينزل عليهم كتابا يتبادل فيه الشتائم مع قريش... ألست تحتاج ايها المؤمن الى مصحة عقلية. ..؟!

 

 
يوسف بحر الرؤيا
 
سؤالك يلامس إحدى أعقد الإشكاليات الفلسفية في العصر الحديث: التناقض الظاهري بين ضخامة الكون المادي وطبيعة الوحي الديني. دعنا نفحص الحجة طبقةً طبقة:
١. تفكيك "سخرية الزمن" (٩ مليار سنة + ٤.٥ مليار سنة):

    الزمن كأداة إبداع: الانتظار ليس "سلبية إلهية"، بل هو مسار ضروري لتشكيل النجوم عبر الاندماج النووي، وتكوين العناصر الثقيلة (كالكربون والأكسجين) في قلوب المستعرات العظمى، والتي بدونها لا توجد حياة. الكون كان يُعدّ المختبر الكيميائي الضروري لخلقك أنت الآن.

    التطور كآلية إلهية؟: حتى اللاهوتيون (كالأب تييار دي شاردان) يرون التطور كـ"طريقة خلق" طويلة المدى. السؤال الجوهري: لماذا افترض أن الإله يعمل بالمعجزات الفورية فقط؟ قد يكون الصبر جزءاً من حكمته.

٢. إشكالية "الأرض التافهة" (Pale Blue Dot):

    مبدأ الأنثروبيا: لو لم تكن قوانين الفيزياء دقيقة (كثابت الجاذبية أو القوة النووية القوية)، لما وُجدت ذرات أو نجوم أو كواكب قابلة للحياة. وجودنا نفسه يشير إلى أن الكون مضبوط بدقة (Fine-tuned) تثير حيرة الفيزيائيين.

    فرضية الأكوان المتعددة: إن كانت هناك تريليونات الأكوان الموازية بخصائص عشوائية، فوجودنا في كون مناسب للحياة ليس غريباً. لكن هذا لا يحل اللغز: من أين جاءت قوانين الفيزياء الأساسية التي تسمح بتعدد الأكوان؟

٣. معضلة "الوحي المحلي":

    السياق التاريخي: النزول في بيئة بدوية جاهلية لا ينفي عالمية الرسالة. حتى الدستور الأمريكي (الذي يُعتبر نموذجاً حداثياً) بدأ باستعباد السود! السياق لا يلغي المبدأ.

    الشتائم المزعومة: معظم ما يُوصف بـ"الشتائم" في القرآن هو ردود على اضطهاد دموي (كتعذيب المسلمين في مكة). الخطاب ليس عدوانياً بل دفاعياً: "ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ" [فصلت].

    المفارقة الحقيقية: لماذا يهتم إله الكون بـ"خصومات قبائل"؟ هنا تختلف الإجابات:

        الرؤية الصوفية: (ابن عربي) الإله يتجلى في كل شيء، حتى الصغائر.

        الرؤية العقلانية: (المعتزلة) الوحي مُوجَّه للبشر، لذا يجب أن يفهموه بلغتهم وهمومهم.

        رؤية نقدية: بعض النصوص نتاج ثقافة القرن السابع، والإله الحقيقي يتجاوزها.

٤. هل الإيمان "جنون"؟.. تحليل نفسي:

    نظرية التكلفة/الفائدة: الإيمان يقدم منفعة وجودية (معنى، أخلاق، جماعة) حتى لو كان غير حقيقي. علماء النفس (كفيليب روتش) يوضحون أن هذا لا يعني "مرضاً"، بل هو آلية تكيفية.

    البارادوكس الإنساني: العقل البشري يبحث عن "قصة كبرى" (Big Story) لتفسير الوجود. الدين يلبي هذه الحاجة، والعلم (رغم دقته) لا يجيب عن أسئلة: "لماذا الوجود؟" أو "ما الغاية من الألم؟".

خاتمة: في العمق.. السؤال مُقدّس!

سخريك تعكس أزمة الإنسان الحديث:

    العلم يقول: أنت "غبار نجمي" في كون صامت.

    الدين يقول: أنت "مخلوق مُكرّم" في كون هادف.

الاختيار ليس بين "عقل" و"جنون"، بل بين رؤيتين للوجود:

    الرؤية المادية: الكون مادة عمياء، والعقل مجرد إفراز بيولوجي.

    الرؤية المتجاوزة: الكون يحكي عن عقل أعظم، وإرادة معنى.

    كما كتب الفيلسوف ألبير كامو:
    "السؤال الفلسفي الجدير هو  تقرير ما إذا كانت الحياة تستحق العيش أم لا".
    الإيمان – حتى لو كان وهمياً – يجيب بـ"نعم".
    هل هذه الإجابة تستحق السجن في مصحة عقلية؟ التاريخ يقول: إنها بنت حضارات.

 

 

========================================

 

يقول زميلي اللاأدري :

كلمة سماء ... ليس لها معنى موضوعي انها فكرة مجازية رمزية فماذا تعني كلمة سماء واقعيا ؟ لا يوجد الا فضاء واحد لا متناه وفيه ما فيه من غازات وكواكب ونجوم وسدم ..الخ والجهات أيضا رمزية نسبية شرق وغرب فوق وتحت الخ انها علاقة مع الحواس الفكر هو الذي أنشأها ومنحها الأسماء والصفات .

  لايوجد سماء ولاغطاء لكن الشمس ترسل أشعه متعدده فمنها من تستقبلها الأرض والغلاف الغازي ومنها من تعكسها فيصدر هذا اللون الذي نراه ونسميه لون السماء لكن الحقيقه لا سماء ولا ابواب ولا ملائكه ولا شياطين ، وكل ما ذكر في الكتب المكدسه مجرد هراء .

 

 
يوسف بحر الرؤيا
قولك فيه خلطٌ بين اللغة العلمية واللغة الوجودية/التجريبية من جهة، واللغة الدينية/المجازية/الإنسانية من جهة أخرى. والرد عليك يتم على ثلاثة مستويات:
أولًا: ما معنى "سماء" في اللغة القرآنية؟

القرآن يستخدم كلمة "سماء" بمعانٍ متعددة، كلها تدور حول:

    العلوّ النسبي: قال تعالى: "أأنتم أشد خلقا أم السماء بناها؟" (النازعات) أي هذا السقف العظيم فوقنا.

    جهة العلوّ عموماً: "تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم..." (القدر).

    ما فوق الأرض، أي الطبقات العلوية من الكون: "فسوّاهن سبع سماوات..." (البقرة).

إذن: "السماء" في الخطاب القرآني لا تعني "غطاء مادياً صلباً" كما في تصوّر البدائيين، بل تُستخدم لوصف ما هو فوقك من فضاء وخلق وغيب.

    ✔ اللغة الدينية لا تُطالبك بأن تصعد بمكوك فضائي لتطرق باب السماء، بل أن تفهم العلاقة بينك وبين الكون والعلو.

ثانيًا: خلطك بين "اللغة الفيزيائية" و"اللغة البشرية"

قولك: "لا يوجد سماء بل فضاء وغازات..." هذا قولٌ فيزيائي، لا يُنكر ما يسميه الناس "سماء"، بل يفسّره.

لكننا نحن البشر لا نتحدث بلغة الفيزياء طوال الوقت. وإلا فهل نقول انت لابنك:

    "انظر إلى انكسار الضوء الأزرق عبر طبقة الستراتوسفير!"
    أم يقول ببساطة:
    "ما أجمل لون السماء اليوم!"؟

نحن نستخدم المجاز لأننا بشر، لا آلات تحليل طيفي.

واللغة القرآنية – كأي نصّ إنساني عظيم – تستعمل لغة الحواس، والمجاز، لتفتح أفقا غيبيا وأخلاقيا، لا لتشرح آلية الانكسار الضوئي.
ثالثًا: أين الخطأ في اعتراضه؟
1. يظن أن ما لا يُرى فهو غير موجود

– لكن هذا منهج علميّ متهافت، لأن:
- الجاذبية لا تُرى.
- الزمن لا يُمسك.
- الوعي ذاته غير قابل للقياس المباشر.

فالقول بأن "الملائكة والشياطين غير موجودين لأنهم لا يُرون" مغالطة شائعة.
2. الفضاء لا ينفي "السماء" بل يفسرها

– ما نسمّيه "سماء" هو وصف إنساني للمشهد الذي فوقنا.
– القول بأن "السماء ليست حقيقية" يشبه أن تقول:
> "الأفق مجرد وهم لأن الأرض كروية."

– نعم، الأفق وهم هندسي، لكنه مُعايَن بالعين وفاعل في إحساسك بالوجود.
خلاصة الرد:

    "السماء" في القرآن ليست خرافة، بل تعبير عن علوّ الخلق وامتداد الكون وغيبٍ وراء الإدراك البشري.

    الخلط بين اللغة المجازية والملاحظة العلمية خطأ شائع، لا يُبطل المعنى، بل يُظهر محدودية النظرة المادية.

    الزعم بأن "الكتب المقدسة هراء" لأن فيها مفردات بشرية (سماء، أبواب، شياطين...) هو تجاهل لوظيفة اللغة أصلاً، فالكتب المقدسة ليست كتب فيزياء، بل كتب هداية وقيم.
 

========================================

 

يقول زميلي اللاأدري :

في المجتمعات الاسلاميه المنغلقة "المحافظة"... الدين ينتشر "بالتكاثر" الجنسي .. لا بالإقتناع العقلي ...  

 قانون "ازدراء الأديان "هو ضد ازدراء الإسلام فقط لأنه ديانة هشة ضعيفة تضطر إلى استخدام العنف مع من ينقضها لعجزها عن الرد بالحجة والمنطق والبرهان وهو نصر للغوغائية وآراء البشر من فتاوى قتل وإغتصاب وسبي وتحقير الأخر وخوفا من ماضيهم المبلل بالدماء ورائحة العدائية التي تفضحها تلك الكتب

,  لا احد منكم أختار دينه بملء إرادته وحريته ... حتى يقاتل ويقتل لأجله وباسمه..؟. جميعكم رضع دينه مع حليب أمه..! \

 

 أدياننا، وجنسياتنا مجرد صدف .. هنا وجب عليك معاودة التفكير بكل المسلمات في حياتك ... قف فكر ، تسائل ، أنظر من حولك لا تكن أمعه....

 
يوسف بحر الرؤيا
زميلي العزيز، أتفهم وجهة نظرك التي أثرتها حول انتشار الدين في المجتمعات الإسلامية المحافظة، وقانون "ازدراء الأديان"، ومسألة اختيار الدين. دعني أرد على كل نقطة بطريقة موضوعية ومفصلة، مع الأخذ في الاعتبار السياقات الاجتماعية والتاريخية.
1. انتشار الدين في المجتمعات المحافظة
تقول إن الدين في المجتمعات الإسلامية المحافظة ينتشر "بالتكاثر الجنسي" وليس بالإقناع العقلي. هذا الوصف قد يكون صحيحا إلى حد ما، ليس فقط في المجتمعات الإسلامية، بل في أي مجتمع محافظ، سواء كان إسلاميا، مسيحيا، أو يهوديا. في هذه المجتمعات، يُنقل الدين عبر الأجيال من خلال التربية والتنشئة الاجتماعية، حيث يتعلم الأطفال المعتقدات والطقوس من آبائهم ومجتمعهم. لكن هذا لا يعني أن الإقناع العقلي غائب تماما. هناك أفراد كثيرون يعيدون التفكير في معتقداتهم، سواء لتعزيز إيمانهم أو لتغييرها، وهذا يحدث حتى في المجتمعات المحافظة. الإنسان بطبيعته يميل إلى التساؤل وفهم العالم من حوله، وبعضهم يصل إلى قناعات جديدة عبر التفكير والتأمل.
2. قانون "ازدراء الأديان"
تذكر أن قانون "ازدراء الأديان" يُستخدم ضد من ينتقد الإسلام فقط، لأنه -حسب رأيك- ديانة "هشة وضعيفة" تعجز عن الرد بالحجة والمنطق، وتلجأ إلى العنف والقمع. أتفق معك أن هذا القانون يُستخدم في بعض الدول لقمع حرية التعبير والنقد العقلاني، وغالبا ما يُطبق بشكل انتقائي ضد منتقدي الإسلام. لكن هذا لا يعني بالضرورة أن الإسلام كديانة "هش" أو "ضعيف". الإسلام يحتوي على حجج وبراهين يستخدمها المؤمنون للدفاع عن معتقداتهم، مثل النصوص القرآنية التي تدعو إلى التفكر والحوار. على سبيل المثال، يقول القرآن: "ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ" (النحل). استخدام العنف أو القمع في بعض المجتمعات ليس من تعاليم الإسلام الحقيقية، بل هو انحراف عنها، وغالبا ما يكون نتيجة عوامل سياسية أو اجتماعية، وليس دليلا على ضعف الدين نفسه.
أما عن اتهاماتك بأن هذا القانون يحمي "فتاوى قتل واغتصاب وسبي" أو يخفي "ماضٍ مبلل بالدماء"، فهذه تعميمات تحتاج إلى دلائل تاريخية واضحة. التاريخ الإسلامي، مثل تاريخ أي حضارة، يحتوي على لحظات قوة وضعف، لكنه أيضا مليء بالإنجازات الفكرية والعلمية التي لا يمكن إنكارها. النقد مشروع، لكن يجب أن يكون مبنيا على الحقائق وليس المبالغات.
3. اختيار الدين وحرية الإرادة
تقول إن "لا أحد اختار دينه بملء إرادته وحريته"، وإن الجميع "رضع دينه مع حليب أمه". هذا صحيح بالنسبة للغالبية، فمعظم الناس يولدون في بيئة دينية معينة ويتبعون دين أهلهم دون تفكير عميق، وهذا أمر طبيعي في أي مجتمع. لكن هذا لا يعني أن الإنسان عاجز عن اختيار دينه بحرية. هناك أشخاص كثيرون يغيرون دياناتهم أو يتركون الدين تماما بعد التفكير والتأمل. في الإسلام نفسه، يُقر مبدأ حرية الاختيار: "لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ" (البقرة). لكن في بعض المجتمعات المحافظة، قد توجد ضغوط اجتماعية أو قوانين تمنع الإنسان من التعبير عن معتقداته بحرية أو تغيير دينه، وهذا يتعارض مع مبدأ الحرية الذي يدعو إليه الدين في الأصل.
أما قولك "حتى يقاتل ويقتل باسمه"، فهذا ينطبق على أقلية تستخدم الدين كذريعة للعنف، وهو سلوك لا يمثل جوهر الدين أو غالبية أتباعه. القتال من أجل الدين قد يكون نتيجة تفسيرات متطرفة أو ظروف سياسية، وليس بالضرورة انعكاسا لتعاليمه الأساسية.
4. دعوة إلى التفكير
أتفق معك تماما في خاتمة حديثك: "وجب عليك معاودة التفكير بكل المسلمات في حياتك... قف، فكر، تسائل، انظر من حولك، لا تكن أمعه". هذه دعوة نبيلة وحقيقية. الإنسان يجب أن يكون حرا في التفكير والتساؤل، وأن يختار معتقداته بناءً على قناعته الشخصية، وليس مجرد اتباع لما ورثه. الدين نفسه، في جوهره، يشجع على التفكر، كما في قوله: "أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ " (محمد). لذا، من الضروري أن يكون الإنسان حرا في اختيار ما يراه صحيحا ومناسبا لحياته، بعيدا عن الإكراه أو الضغوط.
الخلاصة
الدين قد ينتشر في المجتمعات المحافظة عبر التربية أكثر من الإقناع العقلي، لكن هذا لا ينفي وجود أفراد يفكرون ويختارون بوعي.

قانون "ازدراء الأديان" قد يُستخدم لقمع النقد، لكن هذا لا يعني أن الإسلام ضعيف، بل إن القمع غالبا نتيجة عوامل سياسية وليس دينية.

معظم الناس يتبعون دين أهلهم، لكن الإنسان قادر على اختيار معتقداته بحرية إذا أُتيحت له الفرصة.

التفكير والتساؤل هما أساس الحياة الواعية، وأتفق معك أن على الإنسان ألا يكون تابعا أعمى.

أتمنى أن تكون هذه الإجابة قد أوضحت وجهة نظري وأضافت شيئا مفيدا لنقاشك. إذا أردت مناقشة المزيد، فأنا هنا!

 
 

 

=====================================

 

يقول زميلي اللاأدري :

 

عندما اقرأ و اشاهد ما انجزته الحضارة الفرعونيه وما تركته من ارث عظيم اسأل نفسي هل بلغ بالمصريين  تصديق ان البدو هم من اخرجهم من الظلمات الى النور؟ اذا لم تكن هذه الحضارة هي النور فما هو النور.؟ هل هي القارعة والحطمة وامرأة مؤمنة وهبت نفسها للنبي والجزية والقتل.؟ إنه الجهل المقدَّس !!!!!!

( الاسلام هو لاهوت سخيف صنعه بدوي بلا اخلاق ... وهو جثة متعفنة تسمم حياتنا..)
. مصطفى كمال اتاتورك

 
يوسف بحر الرؤيا
 
سؤالك يعكس تأملاً عميقاً في التاريخ والهُويّة، وهو يستحقّ نقاشاً هادئاً يتجاوز الثنائيات. لنحاول تفكيك الأفكار معاً:
أولاً: الحضارة الفرعونية - نورٌ لا يُنكر

    أنت محق تماماً في إعجابك بإرث مصر القديمة: الأهرامات تشهد على هندسة متقدّمة، ونصوص "كتاب الموتى" تكشف فلسفةً روحيّةً معقدة، ورسوم المعابد تعكس رؤية جمالية فريدة. هذا الإبداع جزء أصيل من نور الحضارة الإنسانية، ومصدر فخر لكل إنسان.

ثانياً: الإشكالية التاريخية: "البدو" و"النور"

    الفكرة القائلة بأن "الإسلام أخرج المصريين من الظلمات" ليست حقيقة تاريخية، بل هي خطاب ديني يهدف لترسيخ الشرعية. التاريخ يخبرنا أن:

        مصر قبل الإسلام كانت جزءاً من الإمبراطورية الرومانية (بيزنطة)، تعاني من استغلال اقتصادي وصراعات طائفية.

        الفتح العربي (القرن 7م) كان حدثاً سياسياً وعسكرياً، لم يمحُ الحضارة المصرية، بل اندمج معها. اللغة القبطية استمرت قروناً، والعمارة الإسلامية في مصر تبنّت عناصر فرعونية.

        "النور" الحقيقي هو استمرارية التراث المصري تحت مظاهر متعددة، من فرعونية إلى قبطية إلى إسلامية.

ثالثاً: الإشكالية الأخلاقية: كيف نقرأ النصوص الدينية؟

    النصوص التي ذكرتها (كالجزية أو سرديات الحرب) ليست جوهر الإسلام، بل انعكاس لسياق تاريخي عنيف:

        الجزية: ضريبة كانت تُفرض على غير المسلمين مقابل حمايتهم وإعفائهم من الخدمة العسكرية و يعتبر مخالفا لروح الشريعة لان الجزية لا تؤخذ الا من الحكومات لا الافراد . في سياق الإمبراطوريات القديمة (الفرس، الروم)، كان هذا نموذجاً "متسامحاً" نسبياً مقارنة باضطهاد المغلوبين.

    
    المشكلة ليست في "الإسلام" كجوهر، بل في قراءة حرفية للنصوص تُهمِش السياق وتُقدَّس على حساب العقل.

رابعاً: مصطفى أتاتورك... ورؤية مختلفة

    أتاتورك لم يرفض الإسلام جملةً، بل قاوم توظيف الدين للسلطة (كإلغاء الخلافة). مشروعه كان "علمنة الدولة" لا إلغاء الإيمان الشخصي. لكن تصريحه القاسي ("جثة متعفنة") يعكس ردة فعل عنيفة ضد استغلال الدين سياسياً في عصره.

رأيي الشخصي:

الحضارة الفرعونية كانت نوراً، لكن النور لا يتجزأ:

    نور العقل الفرعوني (في الطب والهندسة).

    نور المسيحية المصرية (في الفلسفة والرهبنة).

    نور العقلانية الإسلامية (كابن الهيثم وابن سينا).

    نور الثورة العلمانية (كمشروع طه حسين).

الخطيئة الكبرى هي اختزال "النور" في سردية واحدة، سواءً كانت فرعونية أو إسلامية أو غيرها. مصر العظيمة هي التي تحتضن كل أضواء تاريخها دون أن تخون أيّاً منها.

    "لا تحرقوا كتب الماضي.. لكن لا تقدسوها حتى تمنعوا نور المستقبل".
    — مُلهم من كتابات فرنسيس فانون

 

======================================

 

يقول زميلي اللاأدري :

 

 "ما تقدر على البدوان... أولاد الحرام... إلا بواحد من ثلاثة :- الذهب أو السيف... أو جنة الخلد التي تجري من تحتها الأنهار." - عبد الرحمن منيف

 

 
يوسف بحر الرؤيا
عبد الرحمن منيف – الروائي السعودي المعروف – يرسم في هذه العبارة صورة قاتمة للسلطة ووسائل الإكراه في المجتمعات، وتحديدا بين البدو والفئات المهمشة:

    "ما تقدر على البدوان... أولاد الحرام... إلا بواحد من ثلاثة :- الذهب أو السيف... أو جنة الخلد التي تجري من تحتها الأنهار."

دعنا نفكّكها:
1. الذهب (المال):

– الشراء والاستزلام.
– شراء الولاء وشراء الصمت وشراء الدعم.
– نعترف أن المال وحده يحرّك ولاءات كثيرة، ويُسكت معارضين، ويشيع الفساد.
2. السيف (القوّة):

– الإرهاب والبطش.
– فرض السلطة بالعنف المباشر والخوف.
– التاريخ ملآن بأمثلة تقول إنّ “الفتح بالسيف” أسهلُ ما يكون، لكن بناء الاستقرار أعجبُ ما يكون إذا وُجد حكمٌ عادل.
3. جنة الخلد (الوعد بالأيديولوجيا):

– التسلط بالإيمان أو الأيديولوجيا.
– يَعِدُ القائدُ الناس بـ “غدٍ مزهر” أو “جنةٍ أبدية” كي يغمُرهم بالأمل ويتبعوه طواعية.
– كثيرا ما استُغل الدين والأيديولوجيا لفرض سلطاتٍ قمعية باسم “حبّ الله” أو “بناء المجتمع المثالي”.
الردّ من وجهة نظر أخلاقية أو إسلامية

    الإسلام لا يؤسّس حكمه على الذهب وحده، ولا السيف وحده، ولا الوعود الأيدولوجية وحدها.
    – الإسلام يجمع بين الحكمة والموعظة الحسنة     – والعدل والقسط (منع الجور بالقوة إن لزم)
    – والإيمان بالغيب كحافز للالتزام الأخلاقي، لا وسيلة لابتزاز الضعفاء.

    التوازن كمدخلٍ حضاري
    – الحكم الصالح يوزع الثروة (صدقة، زكاة، رعاية مواطنين)،
    – ويضمن الأمن (قضاءٌ عادل، ضبط جرائم)،
    – ويزرع الأمل (التربية والتعليم، حديث عن ثواب الآخرة كداعمٍ للخير لا كترهيبٍ بحت).

    المثال العملي
    – مجتمع يوزع مواردَه بعدلٍ (المال).
    – يردع المعتدي بقانونٍ راسمٍ للحدود (القوة).
    – يرغم النفوس الانحرافية لا بالخوف المحتدم، بل برجاء مغفرةٍ وتحفيزٍ للعمل الصالح (الوعد بالغيب).

خلاصة

    صحيحٌ أن المال والسيف والأيديولوجيا – كلٌ بمفرده – أمرٌ جذابٌ للبعض لإخضاع الآخرين.

    ولكن الحضارة المزدهرة – بما فيها النموذج الإسلامي النبوي – تُعزّز التوازن بين هذه الأدوات الثلاث وتحوّلها من وسائل قمعٍ إلى آليات للتكافل والرحمة:

        المال يُنفق في رفاه الضعفاء.

        القوة تُستخدم لضبط الظلم وحماية المظلومين.

        الأمل بالغيب يثمر سلوكا أخلاقيا قائما على الإخلاص والعطاء لا على الابتزاز.

بهذا التوازن تتجاوز الأمم صورة “الذهب أو السيف أو الوعود” إلى نموذجٍ أكثر إنسانيةً واستقرارا.

 

=====================================

 

يقول زميلي اللاأدري :

 
من فوائد ترك الأديان , هو أن ترتاح من هم التفكير في حياة ما بعد الموت و من كوابيس جهنم المزعومة و تربح الوقت و المال الذي تخسره في الطقوس الدينية و تزول منك أغلب الكراهية تجاه الناس فعندما تكون متديناً فإنك بشكل عام تكره كل من لا يؤمن بدينك و معتقداتك , لكن تركه يريحك من الكراهية.
 
يوسف بحر الرؤيا
زميلي العزيز، أتفهم وجهة نظرك حول الفوائد التي تراها في ترك الأديان، مثل الراحة من التفكير في الحياة ما بعد الموت، والتخلص من كوابيس جهنم، واستعادة الوقت والمال الذي يُنفق في الطقوس الدينية، وكذلك زوال الكراهية تجاه الآخرين. لكن دعني أشاركك رؤية مختلفة قد تساعدك في النظر إلى الأمر من زاوية أخرى.
1. الراحة من التفكير في الحياة الآخرة وكوابيس جهنم
أتفهم أن القلق بشأن الحياة ما بعد الموت أو الخوف من جهنم قد يكون مرهقًا. لكن الأديان، وخاصة الإسلام، تقدم إطارًا لفهم الحياة والموت يمكن أن يكون مصدر أمل ومعنى بدلاً من الخوف. في الإسلام، مثلاً، يُعلمنا القرآن أن الله "غفور رحيم"، وأن رحمته تسبق غضبه. بدلاً من التركيز على الخوف من جهنم، يمكن النظر إلى الدين كمصدر للتوجيه الأخلاقي والروحي الذي يساعدنا على عيش حياة متوازنة، مما قد يخفف القلق إذا تم فهمه بشكل صحيح.
2. الوقت والمال في الطقوس الدينية
بالنسبة للوقت والمال الذي يُنفق في العبادات، قد يبدو للوهلة الأولى أنه خسارة، لكن هذه الطقوس يمكن أن تحمل فوائد كبيرة. على سبيل المثال، في الإسلام، الصلاة ليست مجرد فريضة، بل هي لحظة تأمل وسكينة يجد فيها الكثيرون راحة نفسية. أما الزكاة، فهي ليست مجرد إنفاق مالي، بل وسيلة لدعم المحتاجين وتعزيز التضامن الاجتماعي. هذه الممارسات قد تتحول من "خسارة" إلى استثمار في السلام الداخلي والعلاقات الإنسانية.
3. الكراهية تجاه الآخرين
أما عن فكرة أن التدين يولد كراهية تجاه من لا يشاركونك المعتقدات، فهذا قد يحدث أحيانًا بسبب سوء فهم أو تطبيق خاطئ للدين، لكن الدين الحقيقي يدعو إلى عكس ذلك تمامًا. في الإسلام، يقول القرآن: "لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ" (سورة البقرة)، مما يعني أن الإيمان اختيار شخصي، ويُحث المسلمون على احترام الآخرين بغض النظر عن معتقداتهم. الدين، في جوهره، يدعو إلى التسامح والمحبة، وليس الكراهية. فإذا وُجدت كراهية، فهي ناتجة عن البشر وليست من تعاليم الدين نفسه.
الخلاصة
في النهاية، بدلاً من ترك الدين بالكامل، ربما يكون من الأفضل إعادة النظر في كيفية فهمه وتطبيقه. الدين يمكن أن يكون مصدرًا للراحة النفسية والسلام الداخلي إذا تم التعامل معه بطريقة متوازنة ومعتدلة، بعيدًا عن التطرف أو سوء الفهم. أتمنى أن تكون هذه الأفكار قد أضافت شيئًا مفيدًا لرؤيتك، وأنا هنا إذا أردت مناقشة المزيد!

 
 
 
 
 


=====================================
 
يقول زميلي اللاأدري :

اذا كنت تستطيع التأثير في إلهك وتغيير حالته، بمعنى انك تستطيع ان تجعله #يفرح او #يغضب او #يحزن او #يتحسر، #يحب و #يكره فاعلم انك انت من خَلَقَه وليس العكس

يوسف بحر الرؤيا
 
هذا القول يعكس رؤية فلسفية مثيرة للتفكير، لكنه يتعارض مع المفاهيم الدينية التقليدية للألوهية. إليك تحليلًا متوازنا للفكرة:
١. وجهة نظر اللاأدري (منطق القول):

    يفترض أن "الإله" الذي تخضع مشاعره وتصرفاته لتأثير البشر هو نتاج فكري بشري.

    يشبّه الإله هنا بـ"الصورة الذهنية" التي يصنعها الإنسان وفق رغباته (إله يفرح بطاعته، يغضب من معصيته... إلخ).

    هذا المنطق قريب من أفكار بعض الفلاسفة (مثل فيورباخ) الذين رأوا أن "الإله هو إسقاط للطموح البشري".

٢. الرد الديني التقليدي (الإبراهيمي خاصة):

    عدم التشبيه: الأديان توضح أن صفات الإله (مثل الرضا أو الغضب) لا تشبه مشاعر البشر، بل هي تليق بجلاله دون تكييف. كما في القرآن:

        "لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ" (الشورى).

    الاختيار الإلهي: استجابة الإله ليست "تأثرًا" بمعنى الضعف، بل هي حكمة وعدل وفق مشيئته. غضبه على الظالم عدل، ورضاه عن الطائع حكمة.

    الفطرة: الإيمان بوجود خالق مستقل عن البشر هو جزء من الفطرة الإنسانية، كما في الحديث: "كل مولود يولد على الفطرة" (صحيح مسلم).

٣. نقطة محورية: الفرق بين "التأثير" و"الاستجابة"

    ما يصفه صاحبك "تأثيرا" هو في المنظور الديني استجابة إلهية اختيارية لحكمة يعلمها الله، وليست تفاعلًا اضطراريًا.

    مثال: دعاء المؤمن يستجيب له الله بفضله وحكمته، لا لأن الإنسان "أجبر" الإله على الاستجابة!

٤. مفارقة منطقية في القول:

إذا كان البشر هم من خلقوا فكرة الإله، فكيف نفسر:

    الاستقلالية في تشريعات الأديان التي غالبًا ما تُعارض أهواء البشر (مثل تحريم الظلم - فرض الصبر على المصائب).

    الاتفاق الكوني عبر الحضارات على وجود قوة عليا (حتى في الديانات غير المؤسسية).

٥. خاتمة: احترام الاختلاف

رأيك  يستحق التقدير كرؤية فلسفية، لكنه لا يلغي المنظور الديني القائم على:

    الوحي (نقلا عن مصدر يعتبره المؤمنون إلهيا).

    التجربة الروحية التي يعيشها المؤمنون كعلاقة مع "كائن مستقل".

    البراهين العقلية على وجود خالق غير مادي (كحاجة الكون إلى علة أولى).

    الحكمة تكمن في فهم أن السؤال عن "طبيعة الإله" يتجاوز قدرة العقل البشري المحض، وهذا نفسه قد يكون دليلًا على وجود ما يتعالى عن إدراكنا. كما قال الإمام علي:
    "كلما ميّزتموه بأوهامكم في أدق معانيه، فهو مخلوق مصنوع مثلكم".

 

=====================================

يقول زميلي اللاأدري :
كل جمعة  بالمساجد ترددون نفس الهراء اللهم قنا فتنة المحيا والممات وفتنة الدجال وعذاب القبر وهون زلزلة الساعة وثبتنا على الصراط هل هذا إله يُحبك حتى يضع أمامك كل هذه البلاوي ؟ فشل في إقناعك بأي شيء فجعلك منشغلاً بالنجاة من كل شيء فشل أن يجعلك عاقلاً فأجبرك على طاعته خوفاً
 
يوسف بحر الرؤيا
 
هذا النقد يختزل الدين إلى “خوفٍ ورعب” ويغضُّ النظر عن جانبه الآخر: الرحمة، والرجاء، والعدل، والتوجيه الأخلاقي المنهجي. لنرى كيف يمكن الموازنة والرد:
1. الهدف من دعاء الثبات والمعوذات

    في خطبة الجمعة نُذكّر بكل الفتن: القبر، الدجّال، الزلزلة… كوسائل إنذارٍ تربوية تساعدنا على اليقظة، لا وسيلة ترهيب دائم.

    موازيا لهذا، ندعو الله:

        بشفاء الداء: “اللهم اشف مرضانا…”

        برحمة من خوفٍ و وجل: “ربنا لا تزغ قلوبنا…”

        بحسن عاقبة: “اللهم اجعلنا من الفائزين…”

    الإسلام يوازن بين:

        الخوف (مخافة العقاب)

        الرجاء (رجاء الرحمة)

        الحب (حب الرحمة والعناية)

        العقل (التسبيح والتدبّر)

2. لماذا نذكر “فتن الحياة والممات”؟

    لأنّ الحياة مليئةٌ بالاختبارات: الفقر والغنى، الصحة والمرض، الجاهل والعالم…

    الذكر يضعنا في إطارٍ يوقظ ضميرنا ويضبط سلوكنا، كما يعلّمنا أن:

        لا نركن إلى الدعة المزيفة.

        لا نستسلم لليأس إذا ابتُلينا.

        نستعد لمرحلةٍ قادمةٍ فيها موازين عدلٍ لا يعلمها إلّا الله.

3. هل هذا “إله يخافك” أم “إله يحبّك”؟

    الحب الحقيقي في الإسلام لا يعني تلافي العقاب، بل أن يحذّرك من الأخطاء التي تؤذيك.

    المعلم الصادق لا يكتفي بالثناء على الطالب، بل يُنبِّهه إلى “محاذيره” كي لا يتعثّر.

    الله في القرآن يقول:

        ﴿رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا…﴾ (آل عمران: )
        دعاءٌ يحمل بين طيّاته ثقتنا في هدايته ورحمته، مع خوفٍ على القلب من الزلل.

4. الإيمانُ ليس “عقلا محضا” ولا “خوفا محضا”

    الإيمان في الإسلام عقلٌ وقلبٌ:

        العقل يتفكّر في آيات الله في الكون والنفس.

        القلب يخشى التعطيل عما خلق من أجله (العبادة الخالصة).

    تركيز الجمعة على الدعاء لأمور الفتن لا يعني إلغاء الدعاء للخير:

        في نهاية الخطبة يدعو الإمام بالعطف على اليتيم، والمرضى، وفكّ الأسير…

5. ثمرة هذا الذكر في المجتمعات

    يجمع الأحبة حول قضية مشتركة: أمان مستمدّ من ربٍّ واحد، لا تشتت في الدنيا.

    يقوّي الروابط الأخوية: نسألُ بعضنا عن الحال، نحرص على عون بعضنا، ونسعى جميعا إلى “خير الدنيا والآخرة”.

    الهدف: بناء “أمة التوازن” بين تنمية العقل، وضبط النفس، ومحبة الخير.

في الختام

تكرار الدعاء بالثبات والنجاة من الفتن ليس مُعطّلا للعقل، بل تنبيهٌ بهدوء إلى ما يحيط بنا من تحديات وجودية.
وإذا حاولت أن تنظر إليه كـ“خوفٍ محضّ”، فإنك بذلك تفقد جانبه الجميل من الرجاء والطمأنينة في رحمة ورحمةٍ تتجاوز كل اختبار.
أفضل جواب للفشل في الإقناع هو:

    أن تثبت من خلال أخلاقك وأفعالك أنّ هذا الدين ليس قائما على الترهيب وحده، بل على تربية الإنسان، وتنشئته على قيم كريمة تجمع بين العقل والقلب.
 
==================================================

يقول زميلي اللاأدري :

 عندي أربعة اسئلة . 1- يقول القرآن ( فكسونا العظام لحما ) في وصفه لتطور الجنين في رحم الأم , و ثبت علميا ان اللحم يسبق العظام أي أنّ العظم تبرز من داخل اللحم و ليس العكس . 2- كيف تزوج الرسول محمد من صفية اليهودية بعد ان قتل اهلها ( زوجها و اباها و اخاها ) و كيف تزوجها قبل انقضاء عدة الأرملة ؟ اريد تحليل نفسي لمحمد و لصفية .3- كان سعد بن عبادة رجلاً غيوراً جدا لدرجة أنه لا يتزوج إلا البكر فقط و إذا طلق امرأة فلا يدعها تتزوج فينفق عليها من أجل ذلك , فهذا ظلم بيّن , لماذا لم ينهه الرسول محمد عن ظلمه ؟ و لماذا لم يأمره بالمعروف و ينهه عن المنكر ؟ 4- يقول القرآن ( كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين و منذرين ) و هذا خطأ علمي حيث ان الناس لم يكونوا أبداً أمة واحدة بل وفق نظرية التطور كانوا أمم في كافة أسقاع الأرض تطورت في وقت واحد .

 

يوسف بحر الرؤيا

 

 سأجيب على أسئلتك اللاأدرية الأربعة بشكل مفصل وواضح، مع مراعاة السياقات التاريخية والدينية والعلمية، لتقديم رؤية متوازنة وشاملة.
السؤال الأول: تطور الجنين في القرآن
السؤال: يقول القرآن "فكسونا العظام لحما" في وصفه لتطور الجنين، بينما ثبت علميا أن اللحم يسبق العظام، أي أن العظم يبرز من داخل اللحم وليس العكس. كيف يمكن تفسير هذا؟
الإجابة:
الآية المقصودة موجودة في سورة المؤمنون : "ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْما". هذه الآية تصف مراحل تطور الجنين بشكل عام، لكنها أثارت نقاشا بسبب التسلسل الذي يبدو أن العظام تُخلق أولا ثم تُكسى باللحم.
من الناحية العلمية، تطور الجنين الحديث يُظهر أن تكوين العظام والعضلات (اللحم) يحدثان بشكل متزامن تقريبا. في الأسابيع الأولى، تبدأ الخلايا الجنينية في التخصص لتصبح أنسجة عظمية وعضلية في وقت واحد، لكن العظام تحتاج إلى وقت أطول لتتصلب لاحقا. الآية لا تُحدد تسلسلا زمنيا دقيقا بالمعنى العلمي الحديث، بل تُقدم وصفا مبسطا يمكن فهمه من الناس في القرن السابع الميلادي.
القرآن ليس كتابا علميا، بل يهدف إلى توجيه الناس روحيا وأخلاقيا، ويستخدم لغة مجازية أو وصفية تتناسب مع فهم البشر في ذلك الوقت. لذلك، لا يوجد تعارض حقيقي بين الآية والعلم، لأنها لا تدعي تقديم تفاصيل بيولوجية دقيقة، بل تُبرز قدرة الله في الخلق بأسلوب يُقرب الفكرة إلى المتلقي.
السؤال الثاني: زواج النبي محمد من صفية
السؤال: كيف تزوج الرسول محمد من صفية اليهودية بعد أن قتل أهلها (زوجها وأباها وأخاها)، وكيف تزوجها قبل انقضاء عدة الأرملة؟ أريد تحليلا نفسيا لمحمد وصفية.
الإجابة:
السياق التاريخي:
صفية بنت حيي كانت زوجة كنانة بن الربيع، أحد قادة يهود خيبر. في معركة خيبر عام 628م، انتصر المسلمون، وقُتل زوجها وعدد من أقاربها، وأُسرت صفية كجزء من غنائم الحرب. النبي محمد صلى الله عليه وسلم عرض عليها العتق أو الإسلام، فاختارت الإسلام ثم تزوجها.

مسألة العدة:
في الإسلام، العدة للأرملة عادةً هي أربعة أشهر وعشرة أيام (سورة البقرة )، لكن هناك استثناء للنساء اللواتي يُسبين في الحروب. في هذه الحالة، يُسمح بالزواج منهن بعد فترة قصيرة (حيضة واحدة) للتأكد من عدم الحمل، وهذا ما حدث مع صفية. هذا الحكم كان جزءا من السياق الاجتماعي والحربي في ذلك العصر.

التحليل النفسي:
النبي محمد: كان معروفا بالرحمة والعدل. زواجه من صفية لم يكن بدافع الشهوة أو القسوة، بل كان له أبعاد إنسانية وسياسية. فقد أراد حمايتها وتكريمها بعد أن أصبحت أسيرة بلا عائلة، كما أن الزواج كان وسيلة لتوطيد العلاقات بين المسلمين وبعض القبائل اليهودية. تصرفاته تُظهر شخصية تسعى للإصلاح والاستقرار.

صفية: اختيارها للإسلام والزواج من النبي يُشير إلى أنها ربما رأت فيه الأمان والاحترام بعد خسارة كل شيء. التاريخ يذكر أنها أحبت النبي ودافع عنه في مواقف لاحقة، مما يدل على قبولها لهذا الواقع و شعورها بالانتماء الجديد. و كانت رأت رؤيا ان القمر يحل في حجرها و تأويلها انها ستتزوج ملك العرب اي الرسول محمد و قد حدث .

السؤال الثالث: سعد بن عبادة وظلمه
السؤال: كان سعد بن عبادة غيورا جدا لدرجة أنه لا يتزوج إلا البكر، وإذا طلق امرأة فلا يدعها تتزوج وينفق عليها من أجل ذلك. هذا ظلم بيّن، فلماذا لم ينهه الرسول محمد عن ظلمه ويأمره بالمعروف وينهه عن المنكر؟
الإجابة:
سعد بن عبادة كان من كبار الصحابة وقائد قبيلة الخزرج في المدينة، وكان معروفا بغيرته الشديدة، لكن الروايات التاريخية الموثوقة لا تُثبت بشكل قاطع أنه كان يمنع زوجاته المطلقات من الزواج بشكل ظالم أو يفرض عليهن ذلك بالقوة. ما يُذكر عنه أحيانا قد يكون مبالغا فيه أو ناتجا عن سوء فهم.الرواية تقول إن الرجال لم يجرؤوا على الزواج من مطلقاته "من شدة غيرته"، لكن لا يوجد دليل صريح على أنه منعهن بالقوة، بل كان ذلك نتيجة احترام الآخرين لغيرته.

الإسلام يُحرم الظلم ويأمر بالعدل والإحسان، والنبي محمد صلى الله عليه وسلم كان ينهى عن أي تصرف يُخالف هذه المباديء. لو كان سعد يظلم زوجاته فعلاً بهذا الشكل، لما سكت النبي عن ذلك، لأن دوره كان إقامة العدل. لكن، قد تكون هناك ظروف خاصة مثل اتفاقات شخصية بين سعد وزوجاته، أو أن هذا السلوك كان جزءا من عادات اجتماعية في ذلك الوقت لم تُعتبر ظلما صريحا. بدون دليل تاريخي قوي، لا يمكن الجزم بأن النبي تجاهل ظلما واضحا.
السؤال الرابع: "كان الناس أمة واحدة"
السؤال: يقول القرآن "كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين"، وهذا خطأ علمي حيث إن الناس لم يكونوا أبدا أمة واحدة، بل وفق نظرية التطور كانوا أمما في كافة أنحاء الأرض تطورت في وقت واحد.
الإجابة:
الآية المقصودة موجودة في سورة البقرة : "كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ". هذه الآية لا تتحدث عن التطور البيولوجي أو الجغرافي للبشر، بل عن حالة روحية أو أخلاقية.  "أمة واحدة" تعني أن البشر كانوا في الأصل على فطرة واحدة (التوحيد) أو دين واحد قبل أن يختلفوا بسبب الشرك والانحراف.
نظرية التطور تتحدث عن تشتت البشر وتطورهم في مناطق مختلفة، وهذا لا يتعارض مع الآية لأن القرآن لا يناقش هذه الجوانب العلمية. الهدف من الآية هو توضيح أن الله أرسل الأنبياء لهداية الناس بعد أن افترقوا في معتقداتهم، وليس لتقديم وصف تاريخي أو علمي دقيق عن أصول البشرية. القرآن كتاب توجيهي، وليس كتابا في الأنثروبولوجيا أو البيولوجيا.
الخلاصة
السؤال الأول: الآية تصف تطور الجنين بشكل مبسط ومجازي، ولا تتعارض مع العلم لأنها لا تدعي الدقة العلمية.

السؤال الثاني: زواج النبي من صفية كان في سياق تاريخي وحربي، مع استثناء شرعي للعدة، ويُظهر رحمته واختيارها له.

السؤال الثالث: لا دليل قاطع على ظلم سعد بن عبادة، والنبي لم يكن ليقر الظلم لو حدث.

السؤال الرابع: "أمة واحدة" تعني وحدة روحية، لا بيولوجية، فلا تعارض مع التطور.
 


============================================



السؤال 1: (فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْما) – هل يسبق العظم اللحم؟

الآية جزء من سياق تطور الجنين في سورة المؤمنون     "فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَاما فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْما"

الإشكال: يبدو أن القرآن يقول إن العظام تتكوّن أولاً، ثم تُكسى باللحم، بينما الأبحاث العلمية (خصوصا منذ القرن العشرين) أظهرت أن نمو العضلات (النسيج العضلي) والعظام يحدث بشكل متزامن نسبيا، بل تبدأ الخلايا العضلية بالتكوّن في بعض المناطق قبل تعظمها.

الردّ المحتمل:

    الآية لا تذكر تسلسلاً زمنياً تفصيلياً علميا، بل تستخدم أسلوبا بلاغيا للتعبير عن تطور الخلق.

    عبارة "فكسونا العظام لحماً" لا تعني بالضرورة أن العظام تكونت مكتملة قبل اللحم، بل أن الهيكل العظمي يُغطى بالعضلات والجلد لاحقا، وهو ما نراه في الشكل العام للجنين.

    في بعض التخصصات، مثل علم الأنسجة الجنينية، يُقال إن الغضاريف تتكون أولاً، ثم تتعظم، وتبدأ الألياف العضلية بالظهور تقريبا في نفس الفترة.

➤ خلاصة: ليست هناك "مخالفة علمية صريحة"، بل يمكن اعتبار الآية وصفا تقريبيا من منظور المشاهد العام (لا المجهر الجيني)، وقد فسّرها علماء كـالرازي والقرطبي بالاستعانة بما تيسّر من معرفة في عصرهم.
السؤال 2: زواج النبي من صفية بعد قتل أهلها – وتحليل نفسي للطرفين

    الحدث: وقعت صفية بنت حيي في السبي بعد غزوة خيبر، وكان والدها وأخوها وزوجها من قتلى المعركة. اختارها النبي من بين السبايا وتزوّجها بعد أن أعتقها.

    عدة المرأة الأسيرة: يُحتج عادة بحديث فيه أن عدة الأمة إذا أُسرت حيضة واحدة، وهو مروي عن ابن عباس. وورد أن صفية اغتسلت من الحيض قبل الدخول بها.

تحليل نفسي مقترح:

    صفية: كانت في موقف اللا خيار بعد انهيار قومها. الزواج بالنبي كان وضعا يُحوّلها من "أمة" إلى "أم المؤمنين" – وهذا رفعٌ لمكانتها لا مهانة لها. بمرور الوقت، يبدو من السيرة أنها شعرت بمكانتها الجديدة وتفاعلت معها إيجابا، وربما بحذر، بدليل بعض الغَيرة من عائشة.

    النبي: التعامل مع صفية فيه بُعد سياسي وإنساني. تزوجها كما تزوج نساء من قبائل أخرى بهدف تحقيق مصالحة واحتواء. ومن جانب آخر، تعامل معها بلطف (كما ورد في حديث: "إنك ابنة نبيّ، وعمك نبي، وتحت نبي").

➤ خلاصة: هذا الزواج لا يمكن قراءته بمعايير العلاقات العاطفية الحديثة فقط، بل هو مزيج من السياسة، الشريعة، والبُعد الإنساني في سياق زمني مختلف.
السؤال 3: سعد بن عبادة وغَيرته

سعد بن عبادة، زعيم الخزرج، اشتهر بشدة الغَيرة، وورد أن النبي قال عنه:

    "أتعجبون من غيرة سعد؟ لأنا أغير منه، والله أغير مني".

الإشكال: لماذا لم يُنهَه النبي عن ممارسات قد تُعد ظلما للمرأة؟

التوضيح:

    لم يثبت أن سعد "منع نساءه من الزواج بعده"، بل ما ورد هو أنه كان شديد الغيرة ولا يتزوج إلا الأبكار.الرواية تقول إن الرجال لم يجرؤوا على الزواج من مطلقاته "من شدة غيرته"، لكن لا يوجد دليل صريح على أنه منعهن بالقوة، بل كان ذلك نتيجة احترام الآخرين لغيرته.


    النبي كان يتعامل باللين والإقناع التدريجي، خصوصا في مجتمع قبلي حساس.

    الإسلام أصلا حرّم منع النساء من الزواج (الآية: "فلا تعضلوهن").

➤ خلاصة: ما نُسب إلى سعد ليس حكما شرعيا، والنبي لم يوافق على أي ظلم، وإنما ترك بعض الطباع في مجالها الشخصي طالما لم تُعارض الشرع صراحة.
السؤال 4: (كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً) – هل تتعارض مع نظرية التطور؟

الآية في سورة البقرة  وفي مواضع أخرى.

    "كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ"

الإشكال: نظرية التطور تقول بتطور جماعات بشرية متفرقة، لا وحدة واحدة.

الردّ المحتمل:

    "أمة واحدة" بأنها متفقة على التوحيد بعد آدم، ثم اختلفوا بسبب الشهوات والهوى، لا أنها جماعة واحدة جغرافياً.

    لا تعني الآية أن الناس كانوا في منطقة واحدة أو طور واحد بيولوجياً، بل في عقيدة أو شريعة واحدة.

    حتى نظرية التطور تسمح بوجود سلف مشترك قبل تفرّع الشعوب.

➤ خلاصة: لا تعارض صريح بين الآية ونظرية التطور إذا فُهمت الأمة الواحدة بمعناها العقائدي أو الرمزي.