نقاش مع زميلي اللاأدري - الجولة الخامسة .
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
الجزء الاول من الجولة الخامسة :
يقول زميلي اللاأدري :
ما هو سر رفض الفتاة فاختة للرسول محمد كزوج ؟ هل كان الرفض بسبب نظرة قريش له بدونية لأنه غير معروف الأب مثلا أم كان بسبب فقره ؟ ام كلاهما و اسباب أخرى ؟ وفق الرواية التالية : قال ابن سعد في "الطبقات" (8/ 120):
أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: خَطَبَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِلَى أَبِي طَالِبٍ ابْنَتَهُ أُمَّ هَانِيءٍ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَخَطَبَهَا هُبَيْرَةُ بْنُ أَبِي وهب بن عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم. فتزوجها هبيرة فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (يا عم زوجت هبيرة وتركتني؟) فقال: يا ابن أَخِي إِنَّا قَدْ صَاهَرْنَا إِلَيْهِمْ، وَالْكَرِيمُ يُكَافِيءُ الْكَرِيمَ.
ثُمَّ أَسْلَمَتْ فَفَرَّقَ الإِسْلامُ بَيْنَهَا وَبَيْنَ هُبَيْرَةَ، فَخَطَبَهَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِلَى نَفْسِهَا فَقَالَتْ: وَاللَّهِ إِنْ كُنْتُ لأُحِبُّكَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَكَيْفَ فِي الإِسْلامِ؟ وَلَكِنِّي امرأة مُصبية (أي: ذات صبية) وَأَكْرَهُ أَنْ يُؤْذُوكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: (خَيْرُ نِسَاءٍ رَكِبْنَ الْمَطَايَا نِسَاءُ قُرَيْشٍ. أَحْنَاهُ عَلَى وَلَدٍ فِي صِغَرِهِ وَأَرْعَاهُ عَلَى زَوْجٍ فِي ذَاتِ يَدِهِ).
وهكذا ذكره الحافظ في "الإصابة" (8/ 317) من طريق ابن الكلبي عن أبيه عن أبي صالح عن ابن عباس .
=========================================================
الرد على الجزء الأول من الجولة الخامسة من نقاش مع زميلي اللاادري :
يوسف بحر الرؤيا
- في الجاهلية:
- خطب النبي صلى الله عليه وسلم أم هانئ إلى أبي طالب، لكن هبيرة بن أبي وهب خطبها أيضًا.
- زوجها أبو طالب إلى هبيرة بدلاً من النبي.
- عندما سأل النبي: "يا عم زوجت هبيرة وتركتني؟"، أجاب أبو طالب: "يا ابن أخي إنا قد صاهرنا إليهم، والكريم يكافئ الكريم"، مما يشير إلى أن الزواج كان لاعتبارات مع عائلة هبيرة.
- بعد الإسلام:
- أسلمت أم هانئ، وانفصلت عن هبيرة لأنه لم يسلم.
- خطبها النبي مرة أخرى، لكنها رفضت وقالت: "والله إن كنت لأحبك في الجاهلية فكيف في الإسلام؟ ولكني امرأة مُصبية (ذات أطفال) وأكره أن يؤذوك".
- فأثنى النبي على نساء قريش قائلاً: "خير نساء ركبن المطايا نساء قريش، أحناه على ولد في صغره وأرعاه على زوج في ذات يده".
- من رفض الزواج؟
- الرفض لم يكن من أم هانئ نفسها، بل من أبي طالب، والدها، الذي اختار تزويجها إلى هبيرة.
- السبب المذكور:
- قال أبو طالب: "إنا قد صاهرنا إليهم، والكريم يكافئ الكريم".
- "صاهرنا إليهم" تعني أنهم أقاموا علاقة مصاهرة (زواج) مع عائلة هبيرة، وهبيرة كان من بني مخزوم، إحدى عشائر قريش القوية.
- "الكريم يكافئ الكريم" تشير إلى أن هبيرة كان من عائلة مرموقة، وأن هذا الزواج كان يعزز الروابط الاجتماعية أو السياسية لعائلة أبي طالب.
- هل كان بسبب نظرة دونية أو نسب غير معروف؟
- لا توجد أي إشارة في الرواية إلى أن الرفض كان بسبب نظرة دونية من قريش للنبي أو شك في نسبه.
- النبي كان من بني هاشم، عائلة محترمة في قريش، ونَسَبه معروف: محمد بن عبد الله بن عبد المطلب. لا يوجد أي دليل تاريخي على أنه كان "غير معروف الأب"، بل كان يُلقب بـ"الأمين" قبل البعثة.
- أبو طالب نفسه كان داعمًا للنبي وحاميًا له، مما ينفي فكرة النظرة الدونية.
- هل كان بسبب الفقر؟
- الرواية لا تذكر الفقر كسبب صريح. النبي في الجاهلية لم يكن ثريًا، لكنه كان شابًا محترمًا من بني هاشم. التركيز في إجابة أبي طالب كان على المصاهرة والمكانة الاجتماعية، وليس على الثروة.
- من رفض الزواج؟
- الرفض هنا كان من أم هانئ نفسها، وليس من أبي طالب.
- السبب المذكور:
- قالت: "ولكني امرأة مُصبية وأكره أن يؤذوك".
- "مُصبية" تعني أن لديها أطفال من زوجها السابق (هبيرة).
- "أكره أن يؤذوك" تعني أنها خشيت أن يسبب أطفالها إزعاجًا أو مشاكل للنبي.
- هذا يعكس حرصها على راحة النبي ورغبتها في عدم تحميله أعباء إضافية.
- هل كان بسبب نظرة دونية أو نسب غير معروف؟
- على العكس، أكدت أم هانئ محبتها للنبي فقالت: "إن كنت لأحبك في الجاهلية فكيف في الإسلام؟". هذا يدل على احترامها وتقديرها العميق له، مما ينفي أي نظرة دونية.
- النسب لم يكن محل شك أبدًا، كما ذكرنا سابقًا.
- هل كان بسبب الفقر؟
- الرواية لا تشير إلى الفقر كسبب. الرفض كان مرتبطًا بوجود أطفالها فقط، وليس بظروف النبي المادية.
- ما هو سر رفض فاختة للرسول محمد كزوج؟
- في الجاهلية: الرفض لم يكن من فاختة، بل من أبي طالب، وكان بسبب اعتبارات اجتماعية وسياسية تتعلق بالمصاهرة مع عائلة هبيرة.
- بعد الإسلام: الرفض كان من فاختة نفسها، وكان بسبب وجود أطفالها وخشيتها من أن يؤذوا النبي أو يكونوا عبئًا عليه.
- هل كان الرفض بسبب نظرة قريش الدونية لأنه غير معروف الأب؟
- لا، الرواية لا تشير إلى أي نظرة دونية من قريش. نسب النبي كان معروفًا وواضحًا، وكان محترمًا بينهم قبل البعثة. محبة أم هانئ له تؤكد ذلك.
- هل كان بسبب فقره؟
- في الجاهلية: الفقر لم يُذكر صراحة كسبب، بل كان السبب هو التحالفات القبلية. ربما لعب الفقر دورًا غير مباشر، لكن الرواية لا تؤكد ذلك.
- بعد الإسلام: الفقر لم يكن سببًا، بل كان السبب هو أطفالها.
- هل كان بسبب كليهما أو أسباب أخرى؟
- لم يكن الرفض بسبب نظرة دونية أو نسب مجهول أو فقر بشكل مباشر. الأسباب كانت:
- اجتماعية وسياسية (في الجاهلية: المصاهرة مع عائلة هبيرة).
- شخصية (بعد الإسلام: وجود الأطفال وحرصها على راحة النبي).
- في الجاهلية: رفض أبو طالب تزويج فاختة للنبي لأسباب تتعلق بالمصاهرة والتحالفات القبلية مع عائلة هبيرة، وليس بسبب نظرة دونية أو فقر واضح.
- بعد الإسلام: رفضت فاختة الزواج من النبي بسبب أطفالها وخوفها من إزعاجه، مع تأكيدها على محبتها له، مما ينفي أي نظرة دونية.
فقال زميلي اللاأدري :
لكن السؤال الأهم هو ؛ أبن من محمد ؟ من هو أبوه ؟ وهل لمحمد أخوة؟
إن القارئ المدقق للأحاديث والأحداث التي رويت عن هذه الفترة ؛ سيجد حقائق
أغفل عنها كل من تناول سيرة محمد ؛ وكلها تثبت أن محمد ليس أبن عبد الله!!
فيجد أن عبد الله وأبوه عبد المطلب تزوجا في يوم واحد ؛ تزوج عبد الله آمنة
وتزوج عبد المطلب هالة ؛ حملت آمنة بمحمد بعد الزواج مباشرة ومات أبوه
وأمه حامل به ؛ أنجب عبد المطلب حمزة وكان حمزة أكبر من محمد بأربع سنوات
مما يدل على أن الحمل بمحمد وولادته جاءت بعد الحمل بحمزة وولادته بأربع
سنوات ؛ عبد الله مات بعد الزواج بآمنة ولم يمكث معها إلا شهور قلائل ؛ إذا
المولود بعد سنوات من موت عبد الله لا يمكن أن يكون أبن عبد الله؛ إلا إذا
كان محمد مكث في بطن أمه أربع سنوات. آمنة تعترف أن الحمل بمحمد سبقه حمل
آخر مرة أو مرات ؛ هل لمحمد أخوه ؟ من هم وأين ذهبوا أو طمست سيرتهم؟*
عن محمد بن عمر بن واقد الأسلمي .. .. عن أبى جعفر محمد بن علىّ بن الحسين
قالا: كانت آمنة في حجر عمها وهيب بن عبد مناف بن زهرة فمشى إليه عبد
المطلب بن هاشم بابنه عبد الله أبى رسول الله فخطب ؛ عليه آمنة بنت وهب
فزوجها عبد الله ؛ وخطب إليه عبد المطلب في مجلسه ابنته هالة بنت وهيب على
نفسه ؛ فزوجه إياها فكان تزوج عبد المطلب وتزوج عبد الله في مجلس واحد ؛
فولدت هالة بنت وهيب لعبد المطلب حمزة بن عبد المطلب ؛ فكان حمزة عم رسول
الله في النسب وأخاه من الرضاعة. لما تزوج عبد الله بن عبد المطلب آمنة بنت
وهب أقام عندها ثلاثا وكانت تلك السنة عندهم إذا دخل الرجل على امرأته في
أهلها.
(*)الطبقات الكبرى لأبن سعد باب تزوج عبد الله بن عبد المطلب آمنة بنت وهب
أم رسول الله. السيرة الحلبية باب تزويج عبد الله أبي النبي صلعم آمنة أمه
صلعم وحفر زمزم.الاستيعاب في تمييز الأصحاب لأبن عبد البر باب محمد رسول
الله.
* قال أبن هشام عن أبن إسحق إن عبد المطلب لما فدى ابنه عبد الله أخذ بيده
وخرج به حتى أتى وهب بن عبد مناف وهو يومئذ سيد بني زهرة نسبا وشرفا فزوجه
ابنته آمنة وهى يومئذ أفضل امرأة في قريش نسبا وموضعا فزعموا أنه دخل عليها
حين أمتلكها مكانه فوقع عليها فحملت برسول الله.
(*) سيرة أبن هشام باب ذكر المرأة المتعرضة لنكاح عبد الله بن عبد المطلب.
نهاية الأرب في فنون الأدب للنويري باب ذكر زواج عبد الله بن عبد المطلب
آمنة بنت وهب أم النبي.
مما تقدم نجد أن أبو محمد عبد الله تزوج آمنة فولدت محمد ؛ وجده تزوج هالة
فولدت حمزة ؛ وكان زواجهما في يوم واحد. وبذلك يكون محمد وحمزة في عمر واحد
أو محمد أكبر من حمزة ؛ لان أبي محمد لم يمكث مع أمه إلا شهور قلائل على
أكثر الروايات ثم مات ؛ أما إذا كان حمزة أكبر من محمد بسنوات فسيكون في
الأمر أمر؟
* وذكر الزبير أن حمزة أسن من النبي بأربع سنين وحكى أبو عمر نحوه وقال
وهذا لا يصلح عندي لأن الحديث الثابت أن حمزة وعبد الله بن عبد الأسد
أرضعتهما ثويبة مع رسول الله إلا أن تكون أرضعتهما في زمانين قلت وأقرب من
هذا ما روينا عن ابن اسحق من طريق البكائي أنه كان أسن من رسول الله بسنتين
والله أعلم.
(*) عيون الأثر في المغازي والسير لأبن سيد الناس باب تسميته محمد و أحمد.
وهنا يعترض أبن سيد الناس ويحول جاهدا التقريب ويأخذ بأقدم وأول من كتب
سيرة محمد والذي قال بأن حمزة أكبر من محمد بسنتين. لكن الوقائع تقول أن
الفارق أكثر من ذلك!!
<* جاء في الإصابة : ولد حمزة قبل النبي بسنتين وقيل بأربع.
(*) الإصابة في تمييز الصحابة لأبن حجر العسقلاني باب حمزة.
* أخبرنا محمد بن عمر .. .. عن أبيه قال كان حمزة معلما يوم بدر بريشة
نعامة .. .. وقتل يوم أحد وهو ابن تسع وخمسين سنة وكان أسن (اكبر) من رسول
الله بأربع سنين قتله وحشي بن حرب وشق بطنه .. ..
(*) الطبقات الكبرى لأبن سعد باب طبقات البدريين من المهاجرين ذكر الطبقة الأولى.
من هذا الحديث نرى أن حمزة اكبر من محمد بأربع سنوات ؛ ومن الحديث السابق
له أن حمزة أكبر بأربع سنين طبقا لحديث الزبير أو بسنتين طبقا للحديثين
التاليين ؛ رغم أن أم حمزة وأم محمد تزوجتا في وقت واحد. نعم غزوة أحد كانت
في السنة الثالثة من الهجرة فكان النبي يقارب الخامسة والخمسين ؛ ومن هنا
يصبح حمزة أكبر من محمد بأربع سنوات.* حدثنا أبو محمد عبد الملك ابن هشام
قال حدثنا زياد بن عبد الله البكائي محمد بن إسحاق قال ولد رسول الله يوم
الاثنين ، لاثنتي عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول ، عام الفيل.
(*) السيرة النبوية لأبن هشام باب ولادة رسول الله صلعم.* غزوة أحد كانت في شوال سنة ثلاث من الهجرة باتفاق الجمهور.
(*) السيرة الحلبية للإمام برهان الدين الحلبي باب غزوة أحد.
مات محمد في السنة الحادية عشر من الهجرة أي بعد ثمان سنوات من موت حمزة ؛
الذي مات سنة ثلاث للهجرة ؛ فبطرح ثمان سنوات من ثلاث وستون عمر النبي عند
موته ؛ يصبح عمره في غزوة أحد خمسة وخمسون وعمر حمزة تسع وخمسون.* أخبرنا
محمد بن عمر حدثني أبو معشر عن محمد بن قيس أن رسول الله اشتكى يوم
الأربعاء لإحدى عشرة ليلة بقيت من صفر سنة إحدى عشرة فاشتكى ثلاث عشر ليلة
وتوفي يوم الاثنين لليلتين مضتا من شهر ربيع الأول سنة إحدى عشرة.
(*) الطبقات الكبرى لأبن سعد باب ذكر كم مرض رسول الله صلعم واليوم الذي توفى فيه.
وأكثر العلماء يقولون على أن النبي مات وعمره ثلاث وستون سنة ومات بعد حمزة
بثمان سنوات ؛ فيكون عمره يوم موت حمزة خمس وخمسون سنة ؛ وحمزة مات في
السنة الثالثة للهجرة وعمره تسع وخمسون سنة أي أن حمزة أكبر من محمد بأربع
سنوات ؛ ولنبدء القصة من أولها.* حدثنا عمر بن محمد .. .. عن أم سلمة وعامر
بن سعد عن أبيه سعد قال أقبل عبد الله بن عبد المطلب أبو رسول الله وكان
في بناء له وعليه أثر الطين (الغبار ) فمر بامرأة من خثعم وقيل العدوية
وقيل أخت ورقة فلما رأته ورأت ما بين عينيه دعته إلى نفسها وقالت له إن
وقعت بي فلك مائة من الإبل فقال لها عبد الله حتى أغسل عني هذا الطين الذي
علي وأرجع إليك؛ فدخل عبد الله بن عبد المطلب على آمنة بنت وهب فوقع بها
فحملت برسول الله الطيب المبارك ثم رجع إلى الخثعمية أو العدوية فقال لها
هل لك فيما قلت؟ قالت لا يا عبد الله قال ولم؟ قالت لأنك مررت بي وبين
عينيك نور ثم رجعت إلى وقد انتزعته آمنة ..
(*) دلائل النبوة للحافظ أبي نعيم الأصبهاني الفصل العاشر في تزويج أمه
آمنة بنت وهب ؛ وكذلك في عيون الأثر في المغازي والسير لأبن سيد الناس باب
تزويج عبد الله آمنة بنت وهب ؛ و في كل كتب السيرة والسنة كسيرة أبن هشام
والسيرة الحلبية والطبقات الكبرى وغيرها.* قال ألواقدي هي قتيلة بنت نوفل
وعن أبن عباس قال أنها امرأة من بني أسد وهي أخت ورقة كانت تنظر وتعتاف
(عرّافة) فمر بها عبد الله فدعته لتستبضع منه ولزمت طرف ثوبه فأبي وقال حتى
آتيك وخرج مسرعا حتى دخل على آمنة فوقع عليها فحملت برسول الله ثم رجع إلى
المرأة وهى تنتظره فقال هل لك في الذي عرضتي عليّ؟ فقالت لا ...
(*) نهاية الأرب للنويري باب ذكر خبر المرأة التي عرضت نفسها على عبد الله بن عبد المطلب وما أبدته من سبب ذلك.
الواضح من تلك القصص أنه كان هناك امرأتان واحدة وقفت في طريق أبو محمد
وطلبت منه أن ينكحها أو تستبضع منه وتعطيه مائة من الإبل فقبل وقال حتى
اغتسل ؛ ثم دخل فوقع على آمنة زوجته ؛ وعاد إلى المرأة (الغريبة) لينكحها
فرفضت وقالت له لقد وقعت على آمنة. أي مجتمع ذلك المجتمع؟ أي أب ذلك الأب
الذي واعد الزانية رغم أنه متزوج بآمنة منذ أيام قلائل؟* كانت أم محمد تقول
ما رأيت من حمل هو أخف منه ولا أعظم بركة منه. وروى أبن حبان رحمه الله عن
حليمة رضي الله تعالى عنها عن آمنة أم النبي أنها قالت أن لأبني هذا شأنا
إني حملت به فلم أجد حملا قط كان أخف عليّ ولا أعظم بركة منه.
(*) السيرة الحلبية للإمام برهان الدين الحلبي باب ذكر حمل أم محمد وعلى
جميع الأنبياء والمرسلين.* قال أبن اسحق .. كانت حليمة بنت أبي ذؤيب
السعدية أم رسول الله التي أرضعته تحدث .... فلم يبلغ سنتيه (محمد) حتى كان
غلاما جعفرا(غليظ) فكلمنا أمه وقلت لها لو تركت بنيّ عندي حتى يغلظ ...
فردته معنا (ثم حدث له شق بطنه فأرجعته حليمة إلى أمه) قالت أمه(آمنة)
أفتخوفت عليه الشيطان قالت قلت نعم قالت كلا والله ما للشيطان عليه من سبيل
... فوالله ما رأيت من حمل قط كان أخف علىّ ولا أيسر منه ...
(*) السيرة النبوية لأبن هشام باب ولادة رسول الله ورضاعته.
* أخرج ابن اسحق وابن راهويه وأبو يعلي والطبراني والبيهقي وأبو نعيم وابن
عساكر عن طريق عبد الله بن جعفر بن أبي طالب قال: حديث حليمة بنت الحارث أم
رسول الله التي أرضعته قالت: ....نفس الحديث السابق ... قالت حليمة
فاحتملناه حتى قدمنا به إلى أمه(آمنة) ...قالت اخشيتما عليه من الشيطان؟
كلا والله ما للشيطان عليه سبيل وانه لكائن لابني هذا شأن إلا أخبركما
خبره؟ قلنا بلى قالت حملت به فما حملت قط أخف منه فأريت في النوم حين حملت
به أنه خرج مني نور....
(*) الخصائص الكبرى للسيوطي الجزء الأول ص 132؛133؛ 134؛ 135. من الواضح من
هذه الأحاديث أن آمنة تقارن حملها بمحمد بحمل آخر قبله مرة أو مرات. فهل
كانت متزوجة بأحد قبل أبو محمد؟ هل لمحمد اخوة؟ كم مكث معها أبو محمد قبل
أن يموت؟
وفي كل الأحاديث المتفق على صحتها أن عبد الله بن عبد المطلب أب و محمد مات
وعنده خمس وعشرون سنة وكانت أم محمد حامل به؛ قيل شهران وقيل أكثر أو
أقل..
(*)الطبقات الكبرى لأبن سعد باب ذكر وفاة عبد الله بن عبد المطلب والسيرة
الحلبية للإمام برهان الدين الحلبي وقد جاء في سيرة أبن هشام وهو من أقدم
كتب السيرة وأصحها قال : ثم لم يلبث عبد الله بن عبد المطلب أبو رسول الله
أن هلك وأم رسول الله حامل به.
من كل تلك الأحاديث التي ذكرت ؛ ترى أي مجتمع متسيب ومنفلت ذلك المجتمع
الصحراوي التي تعرض فيه المرأة على رجل أن يضاجعها وتعطيه مائة من الإبل؟
وأي رجل ذلك الذي يواعد تلك العاهرة ويعود إليها بعد أن أغتسل؟ أي شرف ينسب
لذلك الرجل المتزوج من أيام قلائل ثم يواعد عاهرة ويقول لها حتى أغتسل؟ هل
العفة مفروضة على النساء والتحلل منها وسام على صدور الرجال؟ كيف يكون
حمزة أكبر من محمد بأربع سنوات رغم أن أم محمد وأم حمزة تزوجتا في يوم
واحد؟ أبو محمد دخل على أمه في نفس اليوم وحملت بمحمد طبقا لحديث المرأة
التي عرضت نفسها على أبيه ؛ ولو فرض أن عبد المطلب دخل على أم حمزة في نفس
اليوم ؛ فكان لابد أن يكون حمزة ومحمد في عمر واحد ؛ أما إذا تأخر أبو حمزة
في الدخول على أمه فيجب أن يكون حمزة أصغر من محمد ؛ وهذا مخالف للحقيقة.
من كل ما تقدم يجب أن يكون الحمل بمحمد جاء بعد أربع سنوات من الحمل بحمزة
أي بعد موت أبو محمد بأعوام وسنوات !!! أو أن محمدا مكث في بطن أمه أربع
سنوات حسب بعض التقديرات أو سنتين حسب البعض الآخر!!
أم محمد تقول أنه أخف حمل عليّ وأكثرهم بركة !! هل لمحمد أخوة أو سبقه حمل
أو أحمال أخرى؟ ومن من؟ حيث أن أبو محمد لم يمكث معها إلا أشهر قلائل ومات؟
لكن ترى ماذا قال عنه العرب؟
بلغ النبي أن رجالاً من كندة يزعمون أنهم منه وأنه منهم، فقال إنما كان
يقول ذلك العباس وأبو سفيان ابن حرب إذا قدما المدينة فيأمنا بذلك، وإنا لن
ننتفي من آبائنا، نحن بنو النضر بن كنانة.
* قال الإمام أحمد حدثنا أبو نعيم، عن سفيان، عن يزيد بن أبي زياد، عن عبد
الله بن الحارث بن نوفل، عن المطلب بن أبي وداعة قال قال العباس بلغه محمد
بعض ما يقول الناس، فصعد المنبر فقال من أنا؟ قالوا أنت رسول الله قال أنا
محمد بن عبد الله بن عبد المطلب، إن الله خلق الخلق فجعلني في خير خلقه،
وجعلهم فرقتين فجعلني في خير فرقة، وخلق القبائل فجعلني في خير قبيلة،
وجعلهم بيوتاً فجعلني في خيرهم بيتاً، فأنا خيركم بيتاً، وخيركم نفساً.
* قال يعقوب بن سفيان حدثنا عبيد الله بن موسى، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن
يزيد بن أبي زياد، عن عبد الله بن الحارث بن نوفل، عن العباس بن عبد
المطلب قال قلت يا رسول الله إن قريشاً إذا التقوا لقي بعضهم بعضاً
بالبشاشة، وإذا لقونا لقونا بوجوه لا نعرفها، فغضب رسول الله عند ذلك غضباً
شديداً، ثم قال والذي نفس محمد بيده لا يدخل قلب رجل الإيمان حتى يحبكم
لله ولرسوله فقلت يا رسول الله إن قريشاً جلسوا فتذاكروا أحسابهم فجعلوا
مثلك كمثل نخلة في كبوة من الأرض فقال رسول الله إن الله عز وجل يوم خلق
الخلق جعلني في خيرهم، ثم لما فرقهم قبائل جعلني في خيرهم قبيلة، ثم حين
جعل البيوت جعلني في خير بيوتهم، فأنا خيرهم نفساً وخيرهم بيتاً.
(*)البداية والنهاية لأبن كثير باب تزويج عبد المطلب أبنه عبد الله ج2ص
من الأحاديث السابقة نجد أن العباس وأبو سفيان ابن حرب قالا أن محمدا من
كندة وليس من بني هاشم وأعترف محمد بذلك وقالوا أيضا أن محمد لا أصل له.
* حدثنا عبيد الله بن الحارث .. .. عن العباس بن عبد المطلب قال قلت يا
رسول الله إن قريش جلسوا فتذكروا أحسابهم وأنسابهم فجعلوا مثلك مثل نخلة
نبتت في ربوة من الأرض قال فغضب رسول الله وقال إن الله عز وجل حين خلق
الخلق جعلني من خير خلقه ثم حين خلق القبائل جعلني من خير قبيلتهم وحين خلق
الأنفس جعلني من خير أنفسهم ثم حين خلق البيوت جعلني من خير بيوتهم فأنا
خيرهم أبا وخيرهم نفسا.
(*) كتاب دلائل النبوة للحافظ أبي نعيم الأصبهاني باب ذكر فضيلته بطيب مولده.
مما تقدم نجد أن قريش في حديثهم عن الأنساب قالوا أن محمدا نبت لا أصل له
وهذا أغضب محمد وحتى العباس عمه لم يدافع عن ذلك أمام قريش. أما كيفية قبول
عبد المطلب له إذا عرف أن محمدا أبن رجل آخر غير أبنه أو ربما أبن رجلا من
كندة ؟ نعم لقد كان العرب لا يهتم وان إلا بال ولد ؛ دون النظر إذا كان
الابن من عاهرة أو من زانية ؛ وهذا ما سنراه عندما تنازع أربعة وهم العاص
وأبو لهب وأمية بن خلف وأبوسفيان بن حرب على بنوة عمرو أبن العاص ؛ رغم
معرفتهم بأن أمه عاهرة وتناوبوا عليها الأربعة في وقت واحد.
* قال الإمام الحسين لعمرو بن العاص في الاحتجاج:أما أنت يا عمرو بن العاص
الشاني اللعين الأبتر؛ فإنما أنت كلب أول أمرك إن أمك بغية(قحبة) وإنك ولدت
على فراش مشترك ؛ فتحاكمت فيك رجال قريش منهم أبو سفيان بن حرب والوليد بن
المغيرة وعثمان بن الحرث والنضر بن الحرث بن كلدة والعاص بن وائل ؛ كلهم
يزعم أنك ابنه فغلبهم عليك من قريش ألأمهم حسبا واخبثهم منصبا وأعظمهم
بغية...
(*) الاحتجاج لأبي منصور أحمد بن علي بن أبي طالب الطبرسي باب إحتجاج الإمام الحسن في مجلس معاوية.
* فنكاح البغايا قسمان وحينئذ يحتمل أن تكون أم عمرو بن العاص رضي الله عنه
من القسم الثاني من نكاح البغايا فإنه يقال إنه وطئها أربعة وهم العاص
وأبو لهب وأمية بن خلف وأبو سفيان بن حرب وادعى كلهم عمرا فألحقته بالعاص
وقيل لها لم اخترت العاص قالت لأنه كان ينفق على بناتي ويحتمل أن يكون من
القسم الأول ويدل على ما قيل إنه ألحق بالعاص لغلبة شبهه عليه وكان عمرو
يعير بذلك عيره بذلك علي وعثمان والحسن وعمار بن يسار وغيرهم من الصحابة
رضي تعالى عنهم.
(*)السيرة الحلبية باب تزويج عبد الله أبي النبي محمد آمنة أمه وحفر زمزم وما يتعلق بذلك.
وهكذا نرى كيف يتصارع رجالات قريش وأشرافها على عمرو بن العاص ؛ كلا يريد
أن يأخذه ؛ رغم علمهم بأنهم اجتمعوا عليها كما تجتمع الكلاب على الرمة ؛
هذا هو المجتمع الذي عاش فيه والد المصطفى وجده وأمه وصحابته عليهم أزكى
السلام وصلى على الحبيب المصطفى.
كما أن مجتمعا فيه زواج الإستبضاع وهو أن يرسل الزوج زوجته إلى رجل يضاجعها
ولا ترجع لزوجها إلا بعد أن يتبين حملها من الرجل الآخر الغريب؛ ترى مجتمع
كهذا يكترث بمن هو أبو الطفل الذكر؟
أما كيفة قبول عبد المطلب بولادة حفيده محمد بعد أعوام من موت أبنه عبد
الله ؛ فأيضا كان ذلك مقبولا في جزيرة العرب لا في جهلهم بل في إسلامهم !!!
================
يوسف بحر الرؤيا
فقلت لزميلي اللاأدري : كل كلامك هذا سيسقط تماما إذا أخبرتك أنّ حمزة أصلا كان موجوداً مع عبد الله والد محمد قبل ان يتزوج عبد الله من آمنة ام الرسول محمد و ذلك في حادثة الذبيح عند الكعبة و بالتالي يتجلى لك وهم الملاحدة و وهم الرواة في اعتقاد ان عبد المطلب و عبد الله دخلا على هالة و آمنة في ليلة واحدة و ان الرسول ولد بعد حمزة باربع سنوات رغم وفاة والده قبل ولادته بعد زواجه من آمنة بشهرين أو ثلاثة !!!! سيتجلى لك الوهم و حينها تستطيع رد هذه الشبهة بكل سهولة , و الآن اليك الرويات التالية التي تثبت وجود حمزة قبل وفاة عبد الله اصلا و أنّ عبد المطلب دخل على هالة قبل دخول عبد الله على اختها آمنة بأربع سنوات :
الرواية التي تشير إلى أن حمزة بن عبد المطلب وعبد الله بن عبد المطلب (والد النبي ﷺ) كانا معا في حادثة نذر عبد المطلب بذبح أحد أبنائه، هي رواية مشهورة في كتب السيرة والتاريخ، ولكنها غالبا ما تُورَد بإجمال دون تخصيص كل الأسماء، إلا أن بعض المصادر تشير إلى أن حمزة كان أحد الأبناء الذين شملهم القرعة، مع أن هذا غير متفق عليه في كل الروايات.
🔹 الرواية الأساسية في سيرة ابن هشام (عن ابن إسحاق):
قال ابن إسحاق:
"كان عبد المطلب قد نذر لئن ولد له عشرة نفر ثم بلغوا معه حتى يمنعوه، لينحرنّ أحدهم لله عند الكعبة... ثم أُجريت القرعة بينهم، فوقعت على عبد الله، والد النبي ﷺ، فأراد ذبحه ثم فداه بمئة من الإبل."
📚 المصدر: سيرة ابن هشام، ج1، باب "نذر عبد المطلب".
🟡 ملاحظة: في هذا النص، لم يُذكر حمزة بالاسم، بل قيل "عشرة نفر"، وعبد الله من أصغرهم.
🔹 أما في بعض المصادر اللاحقة، مثل الطبري في "تاريخ الأمم والملوك"، ورد عن الواقدي:
قال الواقدي:
"كان عبد المطلب حين نذر إن بلغ بنوه عشرة لينحرن أحدهم، وكان له يومئذ عشرة، منهم: العباس، وحمزة، وعبد الله...".
📚 المصدر: تاريخ الطبري، ج2.
🟢 هذا يعني أن بعض الرواة عدّوا حمزة من جملة الأبناء الذين دخلوا القرعة.
✅ خلاصة:
-
أغلب الروايات لم تذكر أسماء أبناء عبد المطلب المشاركين في القرعة، بل ذكرت العدد (عشرة).
-
بعض الروايات (كالتي عن الواقدي في الطبري) تذكر حمزة بالاسم ضمن هؤلاء العشرة، مما يفيد أنه كان حاضرًا في سنٍّ صغيرة جدا.
-
عبد الله كان هو من وقعت عليه القرعة.
-
حمزة وعبد الله هما إخوة لأب (أبناء عبد المطلب)، لذا من المنطقي أن يكون حمزة حاضرا أو مشاركا إذا كان قد وُلد آنذاك لأنّ ابناء عبد المطلب الذكور كانوا عشرة و حمزة هو أحدهم .
====
=====================
=
الجزء الثاني من الجولة الخامسة :
يقول زميلي اللاادري :
تغيير اسم أبو الحكم إلى أبي جهل ليس مجرد سخرية بل هو دليل على أن التاريخ الإسلامي لم يُكتب ليحكي ما كان بل ليمحو ما لا يناسب الرواية
يوسف بحر الرؤيا
هذا غير صحيح فتسميته أبي جهل كانت من ضمن الحرب المعنوية و النفسية التي يخوضها كل نبي ضد الكفار دعما لأتباعه و زيادة لثقتهم بأنفسهم كما انه من جهل حكمة الله و وحيه و تحقق نبوءاته فهو بالفعل ابا للجهل . و هو من باب تسمية الشيء بحقيقته .
=====================================
الجزء الثالث من الجولة الخامسة :
يقول زميلي اللاادري :
فكما قال هيجل الحرية تبدأ عندما يُزال المقدّس من ساحة السياسة
يوسف بحر الرؤيا
كلام هيجل صحيح
=====================================
الجزء الرابع من الجولة الخامسة :
يقول زميلي اللاادري :
نولد مصادفة، ونعيش عبثًا، ونموت بلا سبب. كل ما بين البداية والنهاية مجرد محاولة فاشلة لترتيب الفوضى. حتى الذين أحببتهم، سيُنسَون كما يُنسى نباح كلب في ليل بعيد. — إميل سيوران
يوسف بحر الرؤيا
هذا الكلام ينمّ عن تشاؤم و اكتئاب و حريّ بالمتعلم و المثقف و الباحث عن الحق و الأدلة أن ينأى بنفسه عن هذه الدائرة الكئيبة التي لا مردود لها الا الحزن , فلتعمل لحياتك معنى خيرا و هدفا ساميا حتى و ولو كنت من الملحدين او اللاأدريين . ستشعر بسعادة اعظم مع هدف خيّر سامي .
=============================
الجزء الخامس من الجولة الخامسة :
يقول زميلي اللاادري :
الذي يُنقّب في قبور التاريخ ليثبت لنفسه أن له أصلا عريقًا، هو في الحقيقة يهرب من واقعه البائس ويخشى مواجهة المستقبل. بينما الأمم الحيّة تبني مختبراتها ومفاعلاتها وتستثمر في عقول أبنائها، هو يغرق في ماضي لم يعشه، ويفاخر بعظام لا تحرك حجرا. من يبحث عن مجده في صفحات الأمس، قد فقد أي أمل في أن يصنع مجده في الغد هذا هو الفرق بين من يصنع الزمن، ومن يتيه فيه فالتاريخ لا يصنع الأمم، بل الأمم هي التي تصنع التاريخ
يوسف بحر الرؤيا
لا مانع من استشراف المستقبل و احياء الحاضر بالخير و والتجارب و العلوم و نقد الماضي و تصحيح اخطائه و في نفس الوقت الافتخار بالاصالة و صحيح ماضينا , فلا تعارض بين كل ذلك يا زميلي اللاأدري .
========================
الجزء السادس من الجولة الخامسة :
يقول زميلي اللاادري :
يوسف بحر الرؤيا
لا بأس أن نعتقد أنّ تلك الرواية هي من الأقاصيص الشعبية التي لا أصل لها و وردت في الكتاب المقدس كمثيلاتها من الروايات التي نرفضها .
===========================
الجزء السابع من الجولة الخامسة :
يقول زميلي اللاادري :
تعرف لحد الآن رغم كل الحفريات ورغم كل ما توصلت إليه أدوات علم الآثار من دقة وبحث لم يُعثر على أي أثر واحد يدل على وجود الأنبياء في مصر لا موسى ولا يوسف لا نقش ولا تمثال لا وثيقة ولا اسم لا سطر واحد يربطهم بتاريخ تلك البلاد وفي المقابل وُجدت أشياء تافهة تتعلق بخدم وفلاحين وأدوات طبخ وسجلات ضرائب حتى أشياء لا قيمة لها ذُكرت ووُثّقت فهل يُعقل أن يمر من تصفهم الكتب بأنهم قلبوا أنظمة وقادوا شعوبا دون أن يتركوا ظلا؟ النتيجة الوحيدة أن هؤلاء الأنبياء مجرد حكايات لا أصل لها في الأرض ولا في التاريخ بل سُردت لتؤمن بها لا لتتحقق
يوسف بحر الرؤيا
✅ أولاً: نعم، لا يوجد دليل أثري مباشر على وجود موسى أو يوسف في مصر حتى الآن
لا يوجد نقش أو بردية أو تمثال أو وثيقة مصرية قديمة تحمل اسم "موسى" أو "يوسف" بالشكل الذي نعرفه في النصوص الدينية. وهذا يفتح بابًا للتساؤل.
لكن هل هذه النتيجة وحدها كافية لنفي الوجود التاريخي لهؤلاء؟ دعنا نتابع.
🧩 ثانيًا: غياب الأدلة ≠ دليل على الغياب
هذا مبدأ معروف في البحث العلمي والتاريخي:
"Absence of evidence is not evidence of absence."
تاريخ مصر القديمة (والشرق عموما) يحتوي على فجوات ضخمة في التسجيل. من 3% فقط من الوثائق والنقوش المصرية نجا من التلف عبر آلاف السنين. وسياق الأنبياء في النصوص الدينية يشير إلى أنهم لم يكونوا ملوكا أو فراعنة بل غالبا "غرباء" أو "مهمشين" أو معارضين سياسيًا.
ولذلك من المتوقع أن يتم التعتيم على ذكرهم أو تجاهلهم تمامًا في السجلات الرسمية.
📌 ثالثًا: شخصية يوسف مثلا
قصة يوسف الواردة في القرآن والتوراة تتطابق بشكل مثير مع فترة تاريخية غامضة في مصر تُعرف بـ عصر الهكسوس، وهي فترة حكم فيها أجانب (ساميّون غالبا) شمال مصر.
وقد اقترح بعض الباحثين أن وجود يوسف كوزير قد يتوافق مع منصب "حاكم مخازن الغلال" الذي كان معروفًا في ذلك العصر، لكن أسماء الأشخاص في تلك الفترة لم تُحفظ جميعها.
🔍 رابعًا: النصوص الرسمية في مصر القديمة كانت بروباغندا
الفراعنة لم يسجلوا الهزائم، ولا الأزمات، ولا تحديات النظام. على العكس، كانت النقوش غالبًا ما تصفهم كآلهة، وتخفي أي حدث يظهرهم في موقع ضعف.
لو افترضنا أن موسى واجه فرعون وأحرجه أمام قومه، فإن وجود أي سجل بهذا المعنى في المعابد أو المقابر أمر شبه مستحيل.
🧠 خامسا: هل كل ما لم نجد له أثرًا يُعتبر "خرافة"؟
لو طبّقنا هذا المعيار، لشككنا في كثير من الشخصيات قبل القرن الأول الميلادي. مثلاً:
-
سقراط لم يكتب حرفا واحدا، ومعظم ما نعرفه عنه من تلميذه أفلاطون فقط.
-
يسوع الناصري (المسيح) أيضا لا توجد له آثار مادية، ومع ذلك يدرسه المؤرخون كشخصية حقيقية بناء على مصادر من القرن الأول الميلادي.
🤔 الخلاصة:
-
غياب الأدلة الأثرية لا يعني أن الأنبياء شخصيات وهمية.
-
هناك أسباب تاريخية، سياسية، وسياقية تفسر هذا الغياب.
-
يمكن التعامل مع هذه الشخصيات كـ رموز دينية مهمة لها تأثير واقعي ضخم، سواء وُجدت كأفراد أم كمرويات تشكلت لاحقا.
============================
الجزء الثامن من الجولة الخامسة :
يقول زميلي اللاادري :
يوسف بحر الرؤيا
الأديان الصينية التقليدية، مثل الطاوية والكونفوشية، لا تعبد إلهًا واحدًا محددًا بهذا الشكل. في الطاوية، على سبيل المثال، يوجد مفهوم الطاو (الطريق)، وهو قوة كونية غير شخصية تهدف إلى تحقيق الانسجام مع الطبيعة. لذا، فكرة "الله" كقرد لا تتماشى مع هذه التقاليد.
- البقرة ترمز إلى الحياة والأمومة والعطاء، وهي مرتبطة بآلهة مثل كامادينو (البقرة السماوية).
- تاريخيا، كانت البقر تلعب دورا حيويا في المجتمع الزراعي الهندي القديم كمصدر للحليب والسماد والعمل في الحقول، مما عزز مكانتها الرمزية.
هذا التكريم ليس مجرد "عبادة" بالمعنى السطحي، بل تعبير عن قيم ثقافية وروحية عميقة لملايين الهنود.
من الواضح أن الأديان تتطور مع الزمن:
- البوذية انتقلت من الهند إلى شرق آسيا وتكيفت مع ثقافات مختلفة.
- المسيحية شهدت تغيرات وانقسامات عبر التاريخ.
لكن هل تطور الدين يعني بالضرورة أنه خالٍ من "حقيقة روحية"؟ هذا سؤال مفتوح. البعض يرى الدين كوسيلة لفهم الكون والوجود، بينما يعتبره آخرون مجرد بناء اجتماعي. لا يوجد إجماع حول هذا الأمر، وربما يعتمد الجواب على وجهة نظر كل شخص.
=============================
الجزء التاسع من الجولة الخامسة :
يقول زميلي اللاادري :
وما ينبغي للرحمن أن يتخذ ولدا !
هذه الآية لا يمكن أن يتحدث بها الله،
لأن الله ليس لديه قواعد مجبر بإلتزامها.
يوسف بحر الرؤيا
فقال لي زميلي اللاأدري :
- الأنبياء كقدوة بشرية: الله قادر على التواصل مع البشر مباشرة، لكنه اختار الأنبياء لأنهم بشر مثلنا. يعيشون بين الناس، يواجهون التحديات نفسها، ويقدمون نموذجًا حيًا يمكن للبشر فهمه واتباعه. هذا يجعل الرسالة الإلهية ليست مجرد كلمات أو أوامر بعيدة، بل تجربة عملية يمكن تطبيقها في الحياة اليومية. فالله هنا يخلق القدوة .
- دور الملائكة: الملائكة لهم وظيفة في تنفيذ إرادة الله، مثل إيصال الوحي للأنبياء أو تنظيم شؤون الكون. لكنهم ليسوا ضروريين لله، بل هم جزء من نظام أوسع يعكس حكمته في خلق الكون وتدبيره. و هو تشريف لهم عبر الأكوان و الأزمان .
==========================
الجزء العاشر من الجولة الخامسة :
يقول زميلي اللاادري :
محمد شق القمر لأهل مكة، لكن في سورة الإسراء التي نزلت بعد سورة القمر ب4 سنوات قال وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون!
يوسف بحر الرؤيا
انشقاق القمر لم تكن معجزة مادية بل كانت كشف في اليقظة فقط . كما أنه كان نبوءة عن انشقاق ملك قريش و هزيمتهم امام الرسول محمد .
============================
الجزء الحادي عشر من الجولة الخامسة :
يقول زميلي اللاادري :
القرآن الذي بين أيديكم ليس كلام الله بل محض اجتهاد بشري انتقاه رجال بعد موت نبيكم المزعوم واختلفوا فيه كما يختلف أهل الرأي في سوق الخضار بل أعظم ألم يكن ابن مسعود الذي حضر العرضة الأخيرة بشهادة كبار الصحابة يرفض مصحف عثمان؟ ألم يكن يُنكر سورة الفاتحة والمعوذتين ويقسم أنهنّ ليست من القرآن؟ كيف يكون الله قد أنزل كتابا محفوظ ثم تختلف فيه الأمة التي عاصرته وتُجبر لاحقا على نسخة موحّدة حرقوا من أجلها المصاحف الأخرى؟
يوسف بحر الرؤيا
- الرد: القرآن في العقيدة الإسلامية هو كلام الله المنزل على النبي محمد صلى الله عليه وسلم بواسطة جبريل عليه السلام. ليس اجتهادًا بشريا، بل وحي إلهي، كما يؤكد القرآن نفسه: "إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ" (الحجر).
- النبي كان يتلقى الوحي ويمليه على كتبة الوحي، وكان الصحابة يحفظونه ويكتبونه في عهده. هذا التواتر الجماعي من جيل إلى جيل يجعل فكرة "الاجتهاد البشري" غير متسقة مع السياق التاريخي.
- السياق التاريخي: بعد وفاة النبي، جمع القرآن في عهد أبي بكر على شكل صحف موحدة خوفًا من ضياعه بوفاة الحفاظ. في عهد عثمان، مع اتساع الدولة الإسلامية، ظهرت اختلافات في قراءات القرآن بسبب تنوع اللهجات بين القبائل. عثمان قام بتوحيد المصحف في نسخة واحدة بناءً على القراءة القرشية (التي نزل بها القرآن) وأمر بحرق النسخ الأخرى التي تحتوي على قراءات مختلفة أو أخطاء.
- ابن مسعود وموقفه: عبد الله بن مسعود كان من كبار الصحابة وحفاظ القرآن، وهو بالفعل أبدى تحفظا على مشروع عثمان في البداية. لكنه لم يرفض القرآن نفسه، بل كان يفضل قراءته الخاصة التي تعلمها من النبي مباشرة. هذا الخلاف لم يكن حول أصل النص، بل حول طريقة عرضه وتوحيده.
- الحفاظ على القرآن: الاختلافات كانت في القراءات (أي طرق النطق والتلاوة)، وليست في المضمون. القرآن نفسه محفوظ بالتواتر، أي نقله جيل بعد جيل بصورة جماعية، مما يجعل التغيير أو التحريف مستحيلا تاريخيا.
- الرد: هذا الادعاء غير دقيق. هناك روايات ضعيفة أو مشكوك في صحتها تُنسب إلى ابن مسعود أنه استثنى سورة الفاتحة والمعوذتين (الفلق والناس) من مصحفه الشخصي، لكنه لم يقل إنهن ليست من القرآن. الروايات الصحيحة تثبت أن ابن مسعود كان يعتبر الفاتحة جزءا من القرآن، لكنه ربما لم يكتبها في مصحفه الشخصي لأنه كان يراها مقدمة للقرآن وليست سورة مستقلة في سياق التدوين. أما المعوذتان، فهناك رواية ضعيفة جدا عن إنكاره لهما، لكنها مرفوضة لأن الإجماع التاريخي بين الصحابة يثبت أن المعوذتين جزء من القرآن.
- التواتر: سورة الفاتحة والمعوذتان متواترات، أي نُقلتا بصورة جماعية منذ زمن النبي، وهذا ينفي أي شك في أصالتهما.
- طبيعة الاختلاف: الاختلاف لم يكن في النص الأصلي، بل في القراءات المختلفة التي كان النبي قد أجازها (القرآن نزل بسبعة أحرف، أي بسبع لهجات لتسهيل التلاوة على القبائل). مع توسع الإسلام، أدت هذه الاختلافات إلى نزاعات بين الناس في الأمصار، فقرر عثمان توحيد النص على لهجة قريش (لهجة النبي) مع الإبقاء على القراءات المختلفة ضمن النطاق المتواتر.
- حرق المصاحف الأخرى: حرق النسخ الأخرى كان لضمان عدم الخلط بين النص الموحد والنسخ التي قد تحتوي على أخطاء أو قراءات غير موحدة. هذا لم يكن تحريفا، بل عملية توحيد لحماية النص الأصلي.
القرآن مرّ بمراحل حفظ شفهي وكتابة منظمة، بإشراف مباشر من النبي ﷺ ثم كبار الصحابة.
ما ذُكر من خلافات أو حرق مصاحف لا ينال من أصل النص، بل من وسائل حفظه.
الفاتحة والمعوذتان ثابتتان قطعًا بالقرآن والسنة.
ادعاء أن القرآن "اجتهاد بشري" تجاهل لأدلة التواتر والإجماع والنقل الثابت.
===========================
الجزء الثاني عشر من الجولة الخامسة :
يقول زميلي اللاادري :
إن من أسوأ ما في المتديّنين أنهم يتسامحون مع الفاسدين ولا يتسامحون مع المفكرين , إن صفات آلهة الإنسان، موجودة في ذات الإنسان.. لا في ذات الآلهة . عبد الله القصيمي .
يوسف بحر الرؤيا
نقد سلوك المتدينين: بأنهم يميلون للتسامح مع الفساد الأخلاقي (كالرشوة، السرقة) إذا صدر من "واحد منهم"، بينما يُسارعون إلى الشجب والرفض إن تعلق الأمر بـ"مفكر" أو ناقد ديني.
-
نقد فكرة الإله: بأن الآلهة في الأديان مجرد إسقاط لصفات الإنسان نفسه، وخاصة صفات القوة والغضب والتمييز، لا أنها كائن مستقل عن الذهن البشري.
الرد على الشق الأول: "المتدينون يتسامحون مع الفاسدين دون المفكرين"
هذا نقد سلوكي، وليس نقدا للإيمان نفسه. وهنا نوضح:
-
نعم، بعض المتدينين قد يقعون في هذا التناقض، وهذا لا يُدين الدين، بل يُدين الأشخاص الذين لا يطبقونه بعدل.
-
الإسلام نفسه لا يقر بهذا التمييز، بل قال النبي ﷺ:
"إنما أهلك من كان قبلكم أنهم إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد" – صحيح البخاري.
-
بل الإسلام يعتبر أن الناقد والمفكر إذا كان صادقًا وباحثًا عن الحق له مكانة كبيرة، حتى وإن خالف، لقوله:
"إنما الأعمال بالنيات".
فالسلوك الخاطيء لبعض المتدينين لا يمكن أن يُستعمل كبرهان ضد الدين نفسه، وإلا لوجب اتهام كل الأفكار البشرية (الديمقراطية، الحرية، العدالة) بالفشل لأنها فشلت في التطبيق النزيه.
الرد على الشق الثاني: "صفات الإله إسقاط من الإنسان"
هذه فكرة فلسفية قديمة، طرحها الإغريق أولاً ثم كررها بعض الفلاسفة المعاصرين، وأصلها أن الإنسان يصنع فكرة "الإله" كمرآة له، لا ككائن مستقل.
لكن الرد عليها يكون من عدة وجوه:
-
ليس كل تصور بشري خاطئًا لمجرد أنه بشري:
-
البشر تصوروا وجود الذرات قبل أن تُرى بالمجهر.
-
البشر آمنوا بالسببية قبل أن يبرهنها نيوتن.
-
فكون "الإله" تصوّرًا بشريًا لا يعني أنه باطل إلا إذا أثبتنا أن الدليل عليه زائف أو متناقض.
-
-
في الإسلام صفات الإله ليست شبيهة بالبشر:
-
قال تعالى: "ليس كمثله شيء وهو السميع البصير" – [الشورى]
-
الله ليس كالبشر
-
بل الإسلام رفض تجسيد الإله أو تحديده بصور بشرية.
-
-
فكرة الله ليست مجرد رد فعل على الخوف أو الجهل:
-
هناك مؤمنون درسوا الفلسفة، والفيزياء، والتاريخ، ومع ذلك آمنوا.
-
ومنهم كبار علماء العصر: إسحاق نيوتن، بل وحتى المعاصرون كـ فرانك تيبلر وجون لينكس (فيزياء رياضية) يؤمنون بإله.
-
خلاصة مركزة:
-
المتدينون، كغيرهم، قد يخطئون، لكن خطأ المتدين لا يعني سقوط الدين.
-
الإسلام دين يحارب النفاق والفساد بشدة، ولو فعّله المسلمون حقا، لكانوا أول من يُحاسب الفاسد والمُقصّر مهما علا شأنه.
-
فكرة أن "الله إسقاط نفسي" هي ادعاء فلسفي غير مُبرهن، تُجابَه بأدلة فلسفية وعقلية مضادة تؤكد استقلالية فكرة الإله وضرورتها العقلية.
. الفرق بين الإله القرآني والإله الفلسفي، ولماذا لا يمكن أن يكون الله مجرد "إسقاط نفسي"؟
أولا: الفرق بين الإله الفلسفي والإله القرآني
الإله الفلسفي الإله القرآني مجرد من الصفات إلا ما يثبته العقل النظري (مثل: واجب الوجود، بسيط، لا متغير) يتحدث عن نفسه بصفات فاعلة وذاتية (عليم، حكيم، سميع، مجيب...) لا يتدخل في العالم بعد خلقه (في بعض تصوّراته) يتدخل ويهدي ويضل ويبعث الأنبياء ويجازي... نُستدل عليه بعقولنا وحدها يُعرف بالعقل، ويُؤمن به بالنقل (الوحي) أيضاً موجود كفكرة عقلية مجردة موجود شخصانيٌّ متعالٍ، له مشيئة وعلم وخطاب للإنسان → الإله الفلسفي هو صورة عقلية مجرّدة تُبنى على مفاهيم منطقية باردة لا علاقة لها بالوجدان، بينما الإله القرآني يتكلم ويتفاعل ويوجّه ويحاسب ويُربِّي الإنسان في تاريخه وشخصه. فالدين لا يكتفي بإثبات "وجود" الله بل يعرّفك على "من هو الله؟" و"ماذا يريد؟".
ثانيا: هل الله مجرّد "إسقاط نفسي"؟
هذه شبهة قديمة، طوّرها لودفيغ فويرباخ (Ludwig Feuerbach) في القرن الـ 19، ثم تبنّاها بعض المعاصرين مثل ريتشارد دوكينز. ملخصها:
الإنسان اخترع فكرة الإله لأنه خائف من الموت، ضعيف أمام الطبيعة، فيُسقط حاجاته العاطفية على السماء ويخلق إلهاً على صورته.
الرد:
-
الإسقاط لا يُلغي الحقيقة:
-
حتى لو كانت بعض دوافع الاعتقاد في الله عاطفية، فهذا لا يعني أن الله غير موجود. هذه مغالطة "السببية النفسية" أو genetic fallacy: أي رفض الفكرة بسبب ظروف نشأتها النفسية لا بسبب نقد موضوعي لمحتواها.
-
-
الإله في الإسلام ليس صورة مثالية للإنسان:
-
الإنسان يكره الألم والموت، لكن الإله في الإسلام يخلق الشر والألم لحِكم عليا، ويبتلي، ويعذّب. هذا لا يشبه "الإسقاط"، بل يناقضه!
-
الإنسان يحبّ السيطرة، بينما يُطالَب بالخضوع لله وتفويض الأمر له.
-
تصور الإله في الإسلام ليس أمنية بل تحدٍّ أخلاقي وعقلي دائم.
-
-
الدافع لا يُلغي الدليل:
-
وجود أسباب نفسية للاعتقاد بالله لا يلغي الأدلة الفلسفية والعلمية والنصية التي تؤيده (مثل: مبدأ السببية، النظام، الاستدلال بالخلق، التجربة الدينية، النبوات...).
-
-
حتى الإلحاد فيه "إسقاط نفسي":
-
كثير من الملاحدة يريدون "إلهًا ألطف"، أو لا يريدون أن يُحاسَبوا، فيرفضون فكرة الإله. إذن، الرفض نفسه قد يكون إسقاطًا أيضاً، فالمعيار يجب أن يكون موضوعياً.
-
الخلاصة:
-
الإله القرآني ليس "إله الفلاسفة" الميتافيزيقي البارد، بل كائن شخصانيّ، عاقل، متكلّم، يُخاطب ويدعو ويهدي ويحاسب.
-
والقول بأنه "إسقاط نفسي" هو اختزال سطحي لا يصمد أمام التفصيل، ويقع في مغالطات منطقية.
. الرد على عبد الله القصيمي: هل الله إسقاط نفسي؟ وهل الدين قناع للسيطرة؟
عبد الله القصيمي (1907–1996) كان في بداية حياته من علماء السلفية، ثم تحوّل إلى الإلحاد، وكتب في آخر عمره ما يشبه المانيفستو الإلحادي العربي بعنوان "العرب ظاهرة صوتية"، ثم "أيها العقل من رآك؟" وغيرها، وقد اختزل فيها الدين في فكرة واحدة: أن الله مجرد "إسقاط" لضعف الإنسان، وأن الدين خدعة نفسية وسلطة اجتماعية.
أولاً: الادعاء بأن "الله إسقاط نفسي":
القصيمي يتبنّى هنا مقولة فرويد وفويرباخ:
"الإنسان خلق الله لأنه ضعيف وخائف... فصاغ إلهاً قوياً يعوّض نقصه".
الرد:
-
هذا تحليل سيكولوجي لا نقد منطقي:
-
ما علاقة منشأ الفكرة بصحتها؟ هذه مغالطة منشأ (Genetic Fallacy). هل لو وُجد طفل يؤمن بأن أباه طيب لأنه يحتاج حنانًا، يصبح وجود الأب أو طيبته "باطلاً"؟ لا.
-
-
إله الإسلام لا يشبه رغبات البشر:
-
إن كنتَ تبحث عن "إله إسقاطي"، فلن تختار إلها يأمرك بالصلاة خمس مرات يوميا، وبالصيام شهراً، وبالجهاد، وبالزهد، ويعاقبك إن قصّرت.
-
الإنسان يُسقط ما يحب. لكن الإله في الإسلام يعارض الشهوات، ويأمرك بتجاوز نفسك. هذا ليس "إسقاطاً" بل "تحدياً".
-
-
هل الإلحاد أيضاً إسقاط نفسي؟
-
أليس من الممكن أن يكون الإلحاد إسقاطاً لرغبة في التحرر الجنسي أو الهروب من الشعور بالذنب؟
-
ما ينطبق على الإيمان يمكن أن ينطبق على الإلحاد، إذا دخلنا ميدان التحليل النفسي.
-
ثانياً: الادعاء بأن "الدين قناع للسيطرة":
القصيمي يقول: الدين صُنع ليُخيف الإنسان ويجعله يطيع السلطة، ويستسلم، ويخضع. "الدين أفيون" (اقتباس ماركسي أيضا).
الرد:
-
هذا الادعاء لا يفسر "الدين النبوي الثوري":
-
كل الأنبياء صادموا السلطات، ولم يكونوا أدوات للأنظمة، بل قُتلوا ونُفوا وسُجنوا.
-
النبي محمد لم يكن امتداداً لسلطة قائمة، بل جاء يُدمّرها.
-
لو كان الدين مجرد أداة للخضوع، فلماذا رفض الأنبياء سلطة الكهنة والسادة و واجهوهم؟
-
-
الدين يوقظ الضمير لا يخدره:
-
الإسلام يُعلِّم الإنسان أن لا يخضع إلا لله، ويرفض عبادة البشر والمال والشهوات.
-
ليس في الدين استسلام، بل جهاد دائم ضد النفس والظلم. الدين الذي يبني الحضارات ويحرّر العبيد ليس "أفيونا".
-
-
الدين قاوم السلطة لا خدمها:
-
في التاريخ الإسلامي كثير من الحركات الدينية كانت ضد الحكّام (مثل: الحسين، ابن الأشعث، ابن تومرت...).
-
حتى التصوّف الروحي قاوم الاستبداد والفساد بالزهد والاحتجاج الأخلاقي.
-
ثالثاً: عن "الدين خدعة" والقصيمي مفكر حر:
القصيمي نفسه انتهى إلى "الفراغ"، والعبث. لم يقدّم "نظاما" بديلا، بل مرثية طويلة للتشاؤم والضياع. وهذا يعكس النتيجة الطبيعية لرفض الغائية والمعنى: فلسفة البؤس والعدم.
الخلاصة:
-
القصيمي لم ينقُد الدين بمنطق معرفي، بل هاجمه من زاوية نفسية وعاطفية ووجودية.
-
رده ليس فلسفة، بل نوع من الغضب الوجودي الذي لا يقدّم بديلاً سوى العدمية.
-
الإسلام، على العكس، يقدّم خطاباً يوقظ العقل والضمير ويضع الإنسان في مواجهة الحقيقة.
. هل وجود الله وهم نفسي؟ وهل الإنسان مجرد حيوان يبحث عن الأمن؟
هذا الاعتراض يخلط بين التحليل النفسي والاستدلال العقلي. يُطرَح عادة بصيغة:
"الإنسان اخترع الله ليشعر بالأمان، لأن الوجود مخيف، والموت مجهول، فصاغ إلهاً يتكئ عليه ويعطيه وهم المعنى".
هذا الطرح نجده عند فرويد، وأحيانًا سارتر، ونيتشه بلهجة أكثر احتقارًا: "لقد قتلنا الله... نحن الآن أيتام الحقيقة".
أولاً: مغالطة الخلط بين الدافع النفسي والحقيقة المنطقية
-
هل وجود دافع نفسي للإيمان يبطل وجود الله؟
-
لا. لأن الدوافع النفسية قد تكون موجَّهة نحو الحقيقة أو نحو الخداع، ولا سبيل لتمييز ذلك إلا بالحجة العقلية، لا بتحليل النيّة.
-
تمامًا كما أن حاجة الإنسان إلى الطعام لا تعني أن الجوع وهم، بل تدل على وجود غذاء خارجي يناسبه. فـ"الفراغ" الوجودي يشير غالبًا إلى وجود "المعنى"، لا وهمه.
-
-
هل يمكننا عكس السؤال؟
-
نعم. لماذا نرفض الله؟ لأننا نريد التحرّر من الضوابط الأخلاقية، نكره فكرة المحاسبة، نخشى السلطة المطلقة.
-
إذن: الإلحاد أيضًا يمكن أن يكون هروبًا نفسيًا، لا بحثًا عن الحقيقة.
-
الحقيقة لا تتحدد بالدوافع، بل بالأدلة.
ثانيًا: الإنسان لا يبحث فقط عن الأمان… بل عن المعنى
-
من يقتل نفسه في سبيل وطن، أو مبدأ، أو فكرة، لا يفعل ذلك حبًّا في الأمان.
-
حتى الملاحدة الكبار (كامو، نيتشه، سيوران) صرخوا بألم لغياب المعنى، لا لغياب الأمان.
-
مشكلة الإنسان ليست فقط أنه خائف، بل أنه يتساءل: لماذا أنا هنا؟ ماذا بعد الموت؟ ما قيمة الخير؟ ما أصل الوجود؟
وهذه أسئلة لا يجيب عنها "الأمان"… بل الميتافيزيقا.
ثالثًا: إذا كان الله وهماً… فالعدمية هي الحقيقة الوحيدة
-
إذا لم يكن هناك إله، ولا معنى أعلى، فالكون بلا غاية.
-
وحينها، كما يقول سارتر: "الإنسان مشروع فاشل، خلق نفسه من لا شيء، وسيموت إلى لا شيء".
-
فهل يقبل العقل أن كل النظام، والجمال، والقوانين، والمعنى، والمشاعر، والضمير، والرياضيات، والأخلاق… نتاج صُدفة عمياء؟!
العقل السليم يرفض ذلك، كما يرفض أن يكون "عطش الروح إلى الله" مجرّد خداع تطوّري.
وأخيرًا:
-
المؤمن يرى أن وجود الله ليس وهمًا ناتجًا عن الحاجة، بل الحاجة دليلٌ على وجود الله.
-
الله ليس إسقاطًا، بل هو الأصل، ونحن الانعكاس.
-
الإيمان بالله ليس راحة نفسية فقط، بل ضرورة عقلية وأخلاقية ووجودية.
. هل الإله الفلسفي أرقى من الإله القرآني؟ ولماذا لا نكتفي بتعريفات أرسطو وسبينوزا وديكارت؟
هذا السؤال يفترض أن إله الإسلام "مُشخصن" وناقص، بينما الإله الفلسفي "مطلق، لا يُوصَف، لا يفعل"، وبالتالي أكثر عقلانية. فهل هذا صحيح؟
أولاً: ما هو "الإله الفلسفي"؟
-
عند أرسطو: "المحرّك الأول" الذي لا يتحرك، لا يعلم إلا ذاته، لا يعرف البشر، ولا يهتم بالعالم.
-
عند أفلوطين: "الواحد" الذي يفاض عنـه الوجود، لكنه لا يتكلم ولا يتدخل.
-
عند ديكارت أو ليبنتز: عقل كلي، هندسي، لكنه لا يُحب.
-
عند سبينوزا: الإله هو "الطبيعة نفسها" (pantheism)، ليس كائنًا بل قانونًا شاملاً.
🔻 هؤلاء الفلاسفة لم يصلوا إلى إله يُخاطِب أو يُستجاب له، بل إلى "مبدأ تجريدي" بارد، لا حياة فيه.
ثانيًا: الإله القرآني ليس أقل، بل أشمل
الإله في القرآن:
-
كامل الكمالات: خالق، عالم، سميع، بصير، حكيم، قوي، عادل، غني، قدوس.
-
فوق الزمان والمكان، لكنه يتكلم، يحب، يغفر، ويحاسب.
-
لا يتغير بذاته، لكنه يُحدث ما يشاء في خلقه.
إنه الواحد المطلق، والرب المربّي، والإله المعبود، والحقّ الظاهر، والذات الحيّة، لا تجريد ميتافزيقي جامد.
فمن يُقصي الله عن الإرادة والرحمة والكلام والعدل، باسم "التنزيه الفلسفي"، فهو يعبد فكرة ناقصة لا إلهاً.
ثالثًا: هل "إله أرسطو" أنقى لأنه "لا يتدخل"؟
هذه نظرة مغلوطة:
-
الإله الذي لا يعلم غير ذاته لا يستحق أن يُعبَد.
-
الإله الذي لا يهتم بنا، ليس رحيمًا.
-
الإله الذي لا يُوصي بالخير، ليس حكيمًا.
-
الإله الذي لا يُخاطَب، لا قيمة دينية له.
بل إن هذا "الإله الفلسفي" أقرب إلى صنم عقلي نُحت في مخيلة الفلاسفة.
رابعًا: الكمال القرآني لا يُناقض التنزيه العقلي
الإله القرآني:
-
ليس جسماً ولا مكانياً، ومع ذلك يتكلم، ويعلم، ويُحب.
-
لا يتغير بذاته، ومع ذلك يُحدث في خلقه ما يشاء.
-
لا يُدرك بالحواس، لكن آياته بادية في الخلق والقرآن.
-
ليس كمثله شيء، ومع ذلك هو السميع البصير.
وهذه ليست تناقضات، بل جمعٌ بين التنزيه والتعظيم والتواصل.
خامسًا: أرسطو وسبينوزا لا يكفيان
إذا سألت:
-
من خلق العالم؟ قالوا: المحرك الأول.
-
من وضع القوانين؟ قالوا: المبدأ العقلي.
-
من يبعث الموتى؟ من يعفو عن الظالم؟ من يعطيك معنى؟ من يسمع دعاءك؟ … لا جواب.
🟥 هذا الإله الفلسفي الناقص لا يُغني العقل، ولا يُشبع الروح، ولا يصلح أن يكون إلهًا حقيقيًا.
الخلاصة:
-
إله الإسلام هو الكمال الحق، يجمع بين التنزيه والعناية، وبين الجلال والجمال، وبين الخلق والبعث والحساب.
-
أما إله الفلاسفة التجريديين، فهو فكرة عقلية مبتورة، لا علاقة لها بالدين، ولا بالحياة، ولا بالرحمة.
ما الفرق بين الله والـ"يونيكورن الخفي" أو "تنين غير مرئي"؟ أليست كلها كائنات لا تُرى؟
هذا الاعتراض شائع جدًا في الخطاب اللاأدري، ويقول أصحابه: "إذا كنت لا تؤمن بيونيكورن غير مرئي لأنك لم تره، فلماذا تؤمن بإله غير مرئي؟ أليس كليهما ادعاء بلا دليل؟"
🔍 يبدو الكلام عقلانيًا لأول وهلة، لكنّه سطحي، ويتجاهل الفرق الجوهري بين الادّعاء العبثي والوجود الضروري.
أولاً: ليس كل "ما لا يُرى" سواء
دعونا نفرق بين نوعين من الكيانات:
الكيان | هل هو ممكن عقلاً؟ | هل هو ضروري للوجود؟ | هل له آثار عقلية قابلة للفهم؟ |
---|---|---|---|
تنين خفي طائر | نعم | لا | لا |
يونيكورن خفي | نعم | لا | لا |
الله (الخالق) | نعم | نعم | نعم |
🔻 إذن، هناك فرق بين:
-
ادّعاء عبثي: كائن غير مرئي نُسب إليه شيء بلا حاجة ولا أثر.
-
وادّعاء فلسفي عميق: وجود واجب يُفسر الكون، والنظام، والعقل، والأخلاق.
ثانيًا: وجود الله ضرورة عقلية لا كائن خرافي
وجود الله يُستدل عليه من:
-
حدوث الكون: كل حادث له محدث. والكون حادث.
-
ضبط القوانين: من ضبط الكون بدقة أعلى من أي آلة؟ الصدفة؟
-
الوعي والحرية والأخلاق: منبعها لا يمكن أن يكون مادة عمياء.
-
العلّية: لا شيء يفسر نفسه، لا بد من واجب الوجود.
بينما:
لا أحد يقول: "لا يمكن تفسير وجود الأخلاق إلا إن كان هناك تنين خفي يطلق لهبًا من السماء"، أو "لولا اليونيكورن لما وجدنا الوعي"!
ثالثًا: العبثية مقابل التفسير
-
التنين أو اليونيكورن لا يُفسّران شيئًا، بل هما حشو في العالم بلا لزوم.
-
أما الله، فوجوده يُنهي السلسلة التفسيرية ويُعطي معنى للوجود، لأنه واجب الوجود لا يتوقف على غيره.
إنكار الله مع الإبقاء على "الكون والعقل والنظام والأخلاق" دون تفسير، مثل الإعجاب بمسرحية وإنكار المؤلف!
رابعًا: القانون المنطقي هنا هو "شفرة أوكام"
شفرة أوكام (Occam’s Razor) تقول:
"لا تضف كائنات أو فروضاً زائدة بلا داعٍ."
لكن:
-
الإيمان بـ"الله" ليس فرضًا زائدًا، بل هو فرض ضروري لتفسير نشأة الكون والعقل والنظام.
-
أما اليونيكورن والتنين فهي فرضيات بلا ضرورة، لا تفسر شيئًا.
🔴 إذن: مقارنة الله بيونيكورن أو تنين خفي سقوط في مغالطة المعادل الكاذب.
خامسًا: لو قلنا بوجود الله، نتوقع أشياء كثيرة…
-
نظام كوني محكم: ✔
-
قابلية العقل لفهم قوانين الكون: ✔
-
أخلاق مغروزة في الوجدان: ✔
-
بحث الإنسان عن الغاية والمعنى: ✔
-
توق الإنسان للتعبد والارتباط بالمطلق: ✔
لكن إن قلنا بوجود تنين خفي:
-
ماذا نتوقع؟ لا شيء.
-
هل نرى أثره؟ لا.
-
هل يُفسر شيئًا؟ لا.
الخلاصة:
مقارنة الله بكائنات أسطورية كاليونيكورن أو التنين مغالطة ساذجة، لأن:
-
الله ليس افتراضًا اعتباطيًا، بل مبدأ تفسير ضروري للوجود والعقل والقيم.
-
أما الكائنات الخرافية فهي زيادات عبثية بلا وظيفة عقلية.
هل الله مجرّد إسقاط نفسي من الإنسان؟ (فرويد – فيورباخ – نيتشه)
كثير من الملاحدة والمفكرين النفسيين قالوا:
"الإنسان خلق الله على صورته، لا العكس."
"الله مجردُ انعكاس لاحتياجاتنا النفسية: للعدالة، للأمان، للخلود."
لكن، هل هذا التحليل النفسي يُسقط وجود الله؟ وهل مجرد كون فكرة الله مريحة أو مشتهاة يجعلها خاطئة؟ لنفصّل.
أولا: التحليل النفسي ليس حُجة منطقية
دعونا نفترض أن فكرة الله مريحة نفسيًا…
هل هذا دليل على أن الله غير موجود؟
🔴 الجواب: لا.
لأن الدافع النفسي لاعتقادٍ ما لا يُبطل صحته.
لو أن طفلا آمن بوجود أمه لأنه يريد الحب، فهل هذا دليل أن أمه وهمية؟
لو أن مريضًا يصدق بوجود طبيب لأنه يحتاج العلاج، فهل الطبيب اختراع نفسي؟
وجود حاجة لا ينفي وجود الحقيقة التي تشبعها.
ثانيا: السهم يمكن أن يُقلب ضد الملحد نفسه
نقلب السؤال:
"هل يمكن أن تكون رغبة الإنسان في رفض الله، هي أيضًا إسقاطا نفسيا؟"
نعم.
-
الرفض قد يكون محاولة للتحرر من الشعور بالذنب.
-
أو للتهرب من المسؤولية الأخلاقية.
-
أو للتمرّد على فكرة السلطة.
🔄 إذن، كما يمكن للمؤمن أن يُسقِط إلها، يمكن للملحد أن يُسقِط "اللا-إله".
فهل هذا يُبطل الإلحاد؟ بالطبع لا.
إذن: كلا الموقفين قد يكون له دافع نفسي،
لكن الحق لا يُحسم بتحليل الدوافع، بل بالأدلة العقلية.
ثالثا: ليس كل ما نتمناه باطلا
فكرة أن "كل ما يُريح نفسيا فهو خاطئ" سخيفة.
-
نحب العدل... فهل هذا يعني أنه وهم؟
-
نحب الخلود... فهل هذا يعني أنه غير موجود؟
-
نحب المعنى... فهل هذا دليل أنه مجرد خدعة؟
الاحتياج لا يُبطل الحقيقة، بل ربما يدل على وجودها:
الجوع يشير إلى وجود الطعام
العطش يشير إلى وجود الماء
الحاجة إلى الله قد تشير إلى وجوده
كما قال لويس:
"الإنسان كائن يملك احتياجات لا يمكن أن يشبعها أي شيء في هذا العالم... لذلك من المنطقي أن يكون هناك شيء خارجه يُشبعها."
رابعا: الإله في الأديان ليس كما يتمناه الإنسان
لو كان الإنسان اخترع الله من نفسه، لكان الله:
-
لا يُعاقب،
-
لا يطلب تضحيات،
-
يبرر كل أفعال الإنسان!
لكن الله في الإسلام مثلاً:
-
يطلب منك أن تصوم،
-
أن تكبح شهوتك،
-
أن تصدق في الخفاء،
-
أن تضحي بنفسك من أجل الحق.
فهل هذا "إله من اختراع إنسان كسول أناني"؟!
بل بالعكس، يبدو هذا الإله أكثر صرامة مما قد يبتكره إنسان مدلل.
خامسا: من خلق مَن؟ الله أم الإنسان؟
هنا نعود لمسألة أصلية:
هل الله هو نتيجة لعقل الإنسان؟ أم أن الإنسان نتيجة لخالق عاقل؟
إذا كان الإنسان نفسه:
-
حادثا،
-
محدودا،
-
هشا أمام الموت والعدم…
فكيف يكون هو من "اخترع المطلق"؟
سادسا: هل كل المؤمنين متدينون فقط لأنهم يحتاجون إلها؟
لا.
-
كثير من المؤمنين تألموا بسبب الدين، لكنهم ظلوا موقنين.
-
بعضهم دخل الإسلام بعد بحث منطقي عميق، رغم كونه يعيش راحة دنيوية.
-
الإيمان بالله لا يُشبع فقط "رغبة"، بل يُنتج التزامات وتكاليف.
الإيمان الحقيقي غالبا لا يأتي من "الراحة النفسية"، بل من الصدق العقلي.
🧠 الخلاصة:
القول بأن "الله إسقاط نفسي" مغالطة سطحية:
-
لأنها تخلط بين "السبب النفسي" و"السبب المنطقي".
-
لأنها تتجاهل أن الإلحاد أيضا قد يكون له دوافع نفسية.
-
لأنها تفسر الإيمان دون أن تنفي صدق المعتقد.
لا يمكنك أن تُسقط الله بتحليل الرغبة فيه، كما لا تسقط حب الأم أو الحق أو الجمال، لمجرد أنك بحاجة إليها.
إذا كان الله موجودًا ورحيمًا.. فلماذا يوجد الشر في العالم؟
هذا من أقوى الأسئلة وأكثرها شيوعًا:
إن كان الله كليّ القدرة وكليّ الرحمة، فلماذا يسمح بالحروب والظلم والمرض؟
هل هذا ضعف؟ أم قسوة؟
هل الشرّ في العالم ينفي وجود إلهٍ رحيم؟
لنُفصّل بهدوء.
🧠 أولًا: ما هو "الشر" أصلا؟ ومن أين جاءت فكرتك عنه؟
السؤال يفترض أن الشرّ شيء سييء و مرفوض بذاته.
لكن لحظة… لو لم يكن هناك إله مطلق الخير،
فمن أين جاءت فكرتك عن "الشر"؟
-
في العالم المادي: كل شيء يحدث بلا معنى ولا قيمة.
-
في عالم الإلحاد: لا يوجد خير أو شر موضوعي، فقط أذواق ورغبات بشرية.
كما قال الملحد الشهير ريتشارد دوكينز:
"الكون ليس فيه خير ولا شر، فقط قسوة عمياء لا مبالية."
إذن، في غياب الإله، لا يوجد شيء اسمه "شر" حقيقي، بل مجرد أحداث ميكانيكية.
🔁 المفارقة أن السؤال يفترض وجود إله (قياسي للخير) لكي يُنكر وجود الإله!
🧭 ثانيًا: وجود الشر لا ينفي وجود الإله، بل قد يكون دليلاً عليه!
الشرّ لا يكون شرا إلا إذا كان ينتهك معيارا موضوعيا للخير.
ومن أين يأتي هذا المعيار؟ من "الضمير الجمعي"؟ من "القانون"؟ من "البيئة"؟
كلها متغيرة، متناقضة، نسبية.
فقط وجود إله خير مطلق يمكن أن يثبت وجود "شر مطلق".
ولهذا قال الفيلسوف المسيحي الملحد سابقًا سي إس لويس:
"كنت أقول إن العالم مليء بالظلم، لكن كيف عرفت أنه ظالم؟
بماذا قارنته لأقول إنه ظلم؟ لا معنى للظل إن لم أعرف النور."
🔥 ثالثًا: لماذا لا يمنع الله الشر دائما؟ أليس هذا أرحم؟
السؤال هذا قد يبدو قويا، لكن دعنا نُجرب أن نعيش في عالم يُمنع فيه كل شر فورا.
-
شخص يهمّ بالكذب… فيُخرس لسانه!
-
لص ينوي السرقة… تتجمد يده!
-
ظالم ينوي القتل… تسقط عليه صاعقة!
هل هذا "رحمة"؟ أم جحيم سُمي "الجنة" ظلما؟
في عالم كهذا:
-
لا حرية.
-
لا مسؤولية.
-
لا أخلاق (لأن لا خيار).
✨ الله منحك حرية حقيقية، ومعها تأتي إمكانية الخطأ.
لكن الخطأ لا يعني أن الله غائب، بل يعني أن الله يحترم حريتك حتى في الخطأ.
🎯 رابعا: هل يمكن للخير أن يُوجد من غير الشرّ؟
هل نعرف الشجاعة بلا خوف؟
هل نُدرك العدل بلا ظلم؟
هل نُقدّر الصحة بلا مرض؟
هل نُحب الرحمة إن لم نر القسوة؟
الشر ليس له وجود ذاتي، بل هو نقص أو انحراف عن الخير، كما أن الظلّ ليس شيئا، بل غياب النور.
وكما قال أوغسطين:
"الشر ليس كيانا مستقلا، بل فساد في الخير، كما أن الصدأ ليس مادة مستقلة بل فساد في الحديد."
💔 خامسا: ما لا تفهمه الآن… قد يظهر حكمته لاحقا
كم مرة كرهت شيئًا ثم تبين لك أنه كان خيرا؟
{وعسى أن تكرهوا شيئًا وهو خيرٌ لكم}
{إنك لا تَعلم - وهم لا يعلمون - والله يعلم}
وجود معاناة في العالم لا يعني أن الله ظالم،
بل يعني أن رؤيتك محدودة، وحكمتك قاصرة.
الله يرى اللوحة كاملة، وأنت ترى البكسل.
🌱 سادسا: الألم يُنتج الإنسان
بدون ألم:
-
لا تتطور،
-
لا تصبر،
-
لا تنضج.
-
من دون المرض، لن تفهم قيمة الصحة.
-
من دون الابتلاء، لن تظهر أخلاقك أو صدقك.
-
من دون الظلم، لن تتذوق حلاوة العدل.
ليس الشر هو نهاية القصة، بل هو جزء من حبكة قصة فيها انتصار، تطهير، عدل لاحق.
⚖️ سابعا: ماذا عن الذين يموتون مظلومين؟ أين العدل؟
هنا يأتي وعد الله بالآخرة.
إنكار الآخرة هو الذي يجعل الشر غير مفهوم.
أما مع الإيمان بالآخرة:
-
يُحاسب الظالم،
-
يُكافأ المظلوم،
-
يُعوض كل ألم بالخير المضاعف.
وعد الله:
أُدخلوا الجنة بغير حساب."
"ولا تحسبنّ الله غافلًا عما يعمل الظالمون… إنما يؤخرهم."
🧠 الخلاصة:
-
الشرّ لا ينفي وجود الله، بل يفترض وجوده.
-
الله أعطاك حرية، ولن ينزعها ليمنع كل خطأ.
-
الشرّ قد يحمل في داخله خيرا لا تراه الآن.
-
العدالة الكاملة ليست في الدنيا… بل في يوم الحساب.
✊ وجود الشرّ يجعلنا نشتاق للخير، ويعطينا سببا لنطلب الله لا أن نرفضه.
هل الجنة والنار مجرد فكرة بدويّة بدائيّة للترهيب والترغيب؟
هذه الشبهة تقول: “إن الجنة والنار في كتب الوحي لم تكن إلا أدوات ابتدعها القادة الدينيون القدماء لتحفيز الناس على الطاعة والخوف من العقاب.” فلنفندها على مراحل:
أ. الأبعاد الفلسفية والوجودية للجنة والنار
-
مسألة الجزاء العادل
-
دون حقيقة الجنة والنار، لا معنى للعدل: كيف يُجازى الظالم والمنصف؟
-
لو لم يكن ثمة عقاب أخروي منصف، لكانت المعادلة مجرّد صراع قوة: القوي ينهب الضعيف دون حساب.
-
-
الجمع بين الحرية والمسؤولية
-
حرية الإنسان تقتضي أن تكون هناك مسؤولية أخلاقية تتجاوز الحياة الدنيوية المحدودة.
-
الجنة والنار تمثلان امتدادا أخلاقيا لخياراتنا، لا مجرد أسلوب تخويف.
-
ب. المقارنة مع التصوّرات الإنسانية الأخرى
فكرة الجزاء البشري | حدوده | الجزاء الأخروي | غايته |
---|---|---|---|
القانون المدني | يختلف بين البلدان، ويزول بموت المحكوم عليه | لا يبطل بالموت | تحقيق عدالة فورية |
السمعة الاجتماعية | تزول مع مرور الزمن | لا يغيب عن الوعي | توفير رادع دائم |
الجنة والنار | عالمٌ آخر لا يخضع لقوانيننا المادية | لفترة محدودة يقررها الله | ردم الثغرة الأخلاقية بين الحرية والعدل |
ج. لماذا لم تختفِ فكرة الجزاء بالرغم من التقدّم الحضاري؟
-
سعت الأنظمة الأرضية في التاريخ إلى “تنعيم” فكرة العقاب (السجون الحديثة، الإصلاح لا العقاب)، ومع ذلك لم تنجح في إلغاء الحاجة إليه كليا.
-
الجنة والنار تلبي حاجة الإنسان الأعمق:
-
للأمن المطلق بعد الفناء
-
للإشباع الكامل للعدل الذي لم يتحقق بالكامل في الدنيا
-
للمعنى الوجودي الذي يتجاوز حدود الزمن والمكان
-
د. النصوص القرآنية لا تصوّر الجنة نارًا بدوية بحتة
-
الجنة موصوفة بـ: “مقامٌ محمود” ( الأحقاف)
-
ليس مجرد قصور وخمر، بل “رضوانٌ من الله أكبر” (التوبة).
-
ثمراتٌ وأنهارٌ تسبيحٌ وذكرٌ: “ تجري من تحتهم الأنهار” ( البقرة).
-
-
النار عقوبة لا تعجل ولا تظلم
-
“وما ربك بظلام للعبيد” (فاطر).
-
هي جزاء اختياري لمن رفض دلائل الرحمة، لا “فزّاعة” سياسية.
-
هـ. البُعد الأخلاقي والتربوي
-
الترغيب والترهيب في مخيلة البسطاء قد يبدأ كوسيلة، لكن النصوص تتجاوز ذلك لتغرس في النفس:
-
خشية الله التي توقد الهمّة (“وماء الحياة”: القلب الحيّ).
-
رجاء رحمته التي ترضي النفس
-
-
حين تهذّب النفس بين خوفٍ ورجاءٍ، تُصبح أعماق القلب مسرحا للنمو الأخلاقي، لا مجرد “آلة طاعة”.
و. أمثلة مقارنة من حضارات أخرى
-
الهندوسية والبوذية: فكرة الكارما وتناسخ الأرواح تُعدّان بمثابة “جزاء روحي” تتعدّد فيه الحيوات.
-
المسيحية: الإيمان بالبعث والقيامة والعذاب والأجر الخالد.
-
الزرادشتية: نظام مزدوج للخير والشر يعقبه انتصار الخير في نهاية الأزمنة.
جميع هذه التصوّرات تبرز حاجة الإنسان العالمية لشيء يتجاوز الحياة المادية، لا فكرة بدوية فريدة.
ز. الخلاصة
-
فكرة الجنة والنار ليست بدوية بالمعنى السلبي، بل استجابة عالمية لضرورة جزاء أخروي.
-
هي حلقة مفقودة تربط بين حرية الاختيار وبين محاسبة عادلة لا تنتهي بالموت.
-
تفصيلاتها في القرآن: أكثر عمقا من “قصورٍ وخمرٍ” أو “عذابٍ مؤلمٍ” فقط؛ هي علاقة إنسان بالخالق تقوم على الرهبة والودّ معا.
الأساطير المشتركة بين الأديان: هل الإسلام «سرقة» للتراث السامي؟
هذه الشبهة تقول: “الإسلام استعار كل شيء من اليهودية والمسيحية والديانات السامية القديمة: قصص الأنبياء، الطوفان، نبي الله آدم، إبراهيم…” فهل هذا سرقة أم استمرارية؟
أ. الاستمرارية والتصحيح لا السرقة
-
التوراة والإنجيل والإسلام: سلسلة تأريخية
-
الإسلام يرى نفسه خاتما للرسالات الإبراهيمية، لا دينا مستقلا عن التقليد التاريخي.
-
أخذ بعض القصص لا يعني “سرقة”، بل انتماءً إلى نفس الأسرة الروحية:
-
اليهودية فرع عن إبراهيم.
-
المسيحية انفصال عنها.
-
الإسلام يأتي ليؤكد التوحيد الخالص ويصحِّح ما انحرف.
-
-
-
التصحيح والنقد الداخلي
-
القرآن ينتقد ويحسن كثيرا من التفاصيل التي قد تكون تعرضت للتحريف:
-
قصة الطوفان: لم يتم تحويرها بالكامل، ولكنه يضيف الدروس ومقاصد التوحيد.
-
قصة إبراهيم: يوضح رفضه للأصنام جهاديا، ويحررها من الأساطير الوثنية.
-
-
ب. قصص الأنبياء عبر الثقافات: ظاهرة إنسانيّة عالمية
النبي/الحدث | في التوراة/الإنجيل | في القرآن | في ثقافات أخرى |
---|---|---|---|
آدم وحواء | تكوين، عصيان، طرد من الجنة | خلق، عصيان، تعليم للطهارة | أساطير الخلق في بابل والهند |
نوح والطوفان | طوفان عظيم، سفينة | طوفان، سفينة، نجاة المؤمنين | ملحمة جلجامش (بطلميثيان) |
إبراهيم وكسر الأصنام | تحدي الأصنام، نمرود | تحدي الأصنام، النار، التوحيد | أساطير البطل المصلح |
معجزة شق البحر | خروج بني إسرائيل عبر البحر الأحمر | شق البحر/اليابسة، نجاة المؤمنين | لا مثال مباشر |
→ المشترك هو نهج إلهيّ يحرر الإنسان ويؤكد التوحيد. والاختلاف يكمن في التفاصيل والمقاصد.
ج. المنهج العلمي في دراسة الأديان المقارنة
-
التاريخ المقارن
-
يدرس الأديان كسياقات اجتماعية وثقافية مشتركة، لكن لا يعني ذلك سرقة، بل تطور أفكار إنسانية.
-
-
علم النصوص
-
يتتبع الألفاظ والمفاهيم عبر اللغات: عبرية، آرامية، سريانية، عربية.
-
يثبت أن القرآن نزل بالعربية المبسطة، مع إضافة إعجاز بلاغي لا نظير له في النصوص السابقة.
-
-
المقاصد والمسارات اللاهوتية
-
اليهودية: تركيز على شريعة موسى.
-
المسيحية: تركيز على المحبة
-
الإسلام: خالص التوحيد، “لا شريك”، والرسالة للعالمين.
-
د. لماذا تختفي بعض القصص أو تتغير تفاصيلها؟
-
الحفظ الشفهي وأوجه التحريف البشري عبر القرون.
-
الاختلاف في الهدف الرسالي: ما يهم القرآن هو التوحيد والعدل والرحمة، لا سرد كل تفاصيل الحياة الفردية للأنبياء.
هـ. الخلاصة
-
الإسلام يستكمل تراث الرسالات السابقة لا “ينهبها.
-
الاختلاف الأساسي: الإسلام يركّز على التوحيد الخالص والرسالة الكونية،
-
القصص المشتركة تدل على وحدة البحث الإنساني عن الحقيقة، لا على حكر أو سرقة.
==========================
=
يوسف بحر الرؤيا
و الآن سوف أسرد لكم بشكل متتالي أقوال لزميلي اللاأدري و أطلب من القاريء الكريم أن يرد بنفسه عليها و ذلك في ضوء الردود السابقة و اعتبار ذلك تمرينا عقليا مفيدا :
يقول زميلي اللاأدري :
إن الدين الذي آمنوا به وتعلموه يقول لهم إن الله يملي للفاسدين والضالين خداعاً ومكرا لكي يزدادوا ضلالاً و فساداً ولكي يستمروا في مسيرتهم إلى أعماق الفساد والضلال. إذن كيف يلامون إذا فعلوا بالإله نفس ما يفعل بهم . عبد الله القصيمي .
===========================
يقول زميلي اللاأدري :
لو كانت روايات الجماهير المتواترة تعني شيئا لكان وجود الأشباح والأرواح والجان المالئين للهواء والفضاء ولكل مكان، هو أقوى وأصدق وجود في هذا العالم , إن الرواية في وعي الجماهير ليست شيئا غير الرأي إذا كان الموضوع موضوعا دينيا , إن لكل أهل دين ومذهب وأمة متواترات لا يعرفها الآخرون بل ينكرونها. ولو صدقت كل هذه المتواترات لكان من المفروض علينا أن نؤمن بالشيء وبما ينفيه . عبد الله القصيمي .
==========================
يقول زميلي اللاأدري :
إن الناس لا يعبدون آلهة ولا أديانا، ولا مذاهب ولا حقائق أو أوهاما، مهما بدا أنهم يفعلون ذلك..إنهم إنما يعبدون أناسا مثلهم كانوا قبلهم , إن من آمنوا بالآلهة، أو بالمذاهب أو بالإديان التي جاء بها القدماء، فإنما يؤمنون بأولئك القدماء , إن إلهك العنيف المتوتر هو إرادتك العنيفة المتوترة، وإن إلهك المتسامح هو إرادتك المتسامحة . عبد الله القصيمي .
===========================
يقول زميلي اللاأدري :
إن القواعد التي وضعها المحدثون لمعرفة الحديث الصحيح من الضعيف، قواعد لا يمكن أن تستحق أي إعجاب . عبد الله القصيمي .
===========================
يقول زميلي اللاأدري :
إن كانت حجتك هي أنك وجدت مجتمعك كله يرى رأيك ويعتقد اعتقادك، فاعلم أن كل المجتمعات كذلك, إن الناس يخشون على أديانهم وعقائدهم من تعريضها للمنطق , الأديان لا تنتصر إلا في المعارك التي تتجنبها . عبد الله القصيمي .
==========================
يقول زميلي اللاأدري :
يا شعوبا ضللها البحث عن الإيمان.. حاولي أن تفقدي إيمانك.. فقد تجدين حينئذ مزايا الإيمان الذي تبحثين عنه.. عبد الله القصيمي .
=========================
يقول زميلي اللاأدري :
كل الشعوب تلد أجيالا جديدة، إلا نحن نلد آبائنا وأجدادنا، وذلك بغرس طبائع آبائنا وأجدادنا بهم وحثهم و مطالبتهم بالتمسك بها والحفاظ عليها. ولذلك فشعوب العالم تتطور ونحن نتخلف. - عبد الله القصيمي
=========================
يقول زميلي اللاأدري :
ما أصغر وأكذب تاريخنا مصنوعا ومكتوبا ومقروءا
. عبد الله القصيمي .
===========================
يقول زميلي اللاأدري :
من كتاب سيجموند فرويد (مقدمة في التحليل النفسي) "إن الكبت والقهر هو العملية التي تمنع الدوافع أو الأفكار غير المرغوب فيها من الوصول إلى الوعي، وهو أساس العديد من الاضطرابات العصبية." - - - - - - - - - - المجتمع والاسرة التي تحيط ابناءها في الصغر بأسوار قهر حديدية، تظنها تقاليد قيمية وعادات وافكار الأولين وتراث الأجداد من اهل الكهوف التي من الخيانة تطويرها والتنازل عن التمسك بها، تنشيء اجيال و تخرج حشود من المرضي النفسيين ذوي الخلل في التفكير والتحليل والسلوك، حيث يعيشون الحاضر بعقول وثقافات الماضي السحيق… ويال سوء الحظ اذا امتزجت وتغلفت بغلاف ديني مقدس فجعلت من العادات والاساطير التراثيه علوم شرعيه… وفي أشد كوابيسك ذعراً يأتيك أحد هؤلاء المرضي ليتولي سلطة الحكم واتخاذ القرار…فتصير الامة كلها مصيرها معلق برؤية شخص معقد نفسياً يعاني هلاوس و اضطرابات شخصية يعلن الزعامة بقوة القهر والسلاح، كما نشأ وتربي.. بؤس مزري، وجهل مدقع، ومصير ليس أقل من مُدمَر… تلك فرصة ذهبية للهزيمة والحصار التي يسعي اليها خصومك، قدمتها لهم بكل سذاجة… ولهذا تندثر حضارات وأمم وتنحط بلا ذكر ويطوي التاريخ أجيالً من الغثاء بلا أثر.
==========================
يقول زميلي اللاأدري :
إن افظع ما فيك يا إلهي أن تفعل كل هذه الفظائع بالديمومة ثم تجرؤ على إنزال الكتب المقدسة لتتحدث بكل الصوت عن رحمتك و رأفتك و شهامتك وحبك! . عبد الله القصيمي .
=====================
يقول زميلي اللاأدري :
تخيل الرحمن الرحيم سيدخل رجال لجهنم فقط لأنّ ثوبه طويل
وسيدخل نساء لجهنم فقط لانهم نتفوا شعرات من حاجبهم.
======================
يقول زميلي اللاأدري :
حسب الإسلام فإن:
المجتهد إذا أصاب له أجران
وإذا أخطأ له أجر واحد
وأنا اجتهدت وقلت بأنه لا يوجد إله
فإذا أخطأت لي أجر واحد
وإذا أصبت لي أجران.
=======================
يقول زميلي اللاأدري :
جميع البشر يتمنون وجود كيان غامض ذو قوة غامضة عادل حكيم يعاقب الظالم وينصر الضعيف ويساعد المسكين. ولكن للأسف تلك مجرد أمنية. والأماني لا تتحقق إلا في أفلام الكرتون.
لماذا أعبد الله الذي بلا أي فائدة؟
==========================
يقول زميلي اللاأدري :
أحد عُباد البقر كان لديه اختبار في مادة فيزياء وبقي طوال الليل يدعو البقرة أن تنجحه في الاختبار. وقد نجح. فهل البقرة هي التي أنجحته؟
===========================
يقول زميلي اللاأدري :
عندما قال محمد عن زيد: ( اشهدوا أنه حر وإنه ابني يرثني وأرثه) هل كان يكذب؟
==========================
يقول زميلي اللاأدري :
يقال أن المسلمين نشروا الإسلام عبر اخلاقهم. لو فرضنا صحة الكلام: فسؤالي للمسلمين: هل إذا رأيت جماعة من عباد البقر أخلاقهم جميلة وحسنة ستعبد البقرة معهم؟
===========================
يقول زميلي اللاأدري :
عبيد البقرة هم أكثر ذكاءً من عبيد الله. لأنهم على الأقل يعبدون شيء موجود ويفيد ويضر. بعكس الله الغير موجود والذي لا يفيد ولا يضر.
=============================
يقول زميلي اللاأدري :
الخالق (إذا كان موجود) احتاج إلى أكثر من ١٣ مليار سنة ليخلق الذبابة والسفهاء يريدون أن نخلقها بلحظات.
===========================
يقول زميلي اللاأدري :
مشكلة الملحدين ليس في (وجود خالق)
وإنما مشكلتهم في (استحقاق الخالق للعبادة).
ولهذا محاولة إثبات وجود خالق غير كافية لإثبات أن الإلحاد خاطيء.
===========