راية المسيح الموعود

راية المسيح الموعود

الأربعاء، 30 أبريل 2014

سكرة الخشوع


سكرة  الخشوع

10 \ 10 \ 2011     رأيت  و  كأنني  في  مواضع  السجود  و درجاتها  و  كأنّ  ملاكا  اسمه  هاشم  يشرف  على  تلك  المواضع  يقول  لي  أنت  طبيب  و  أنت  في  الدرجة  الأولى  الأمامية  لمواضع  السجود  ثم  يأتي  المدرس  و هو  مصطفى  ثابت  في  الدرجة  التالية  و أخبرته  في  الرؤيا  أنّ  تفسير  ابن  كثير  مليء  بالمغالطات  التي  تنافي الإسلام  .  و كان  الوقت  في  الرؤيا  و كأنه  العصر  و كان  هاشم  خاضعا  لله  و  متواضع  و رأيت  ضجة  في  عالم  الروح  و  السماوات .


9\10\2011   رأيت  أنني  أهدم  بيوت  العنكبوت  و  اتصل  بي  حسام  الأحمدي  و قال  لي  أنني  حصلت  على  أعلى  درجات  النجاح  ي  الدراسات  العليا  بالأزهر  رغم  صعوبتها  و أنّ  نتيجتي  كانت  مكتوبة  بشكل  واضح  جدا  و مُلفت  جدا  خلاف  الأقران .  و كنت  أحدث  الناس  عن  نتيجتي  و أنا  سعيد  جدا  .  و  قال  حسام  الأحمدي  أنّ  نتيجته  هو  لم  تظهر  بعد  و كان  المهندس  فتحي  عبد  السلام  من  ضمن  المهنئين  لي  .

مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (42) إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (43) وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ (44)

 ديسمبر 2010  تقريبا
رأيت  الأستاذ  مصطفى  ثابت  رحمه  الله  تعالى  و  كأنه  في  سكرة  الخشوع  في الحضرة  الأحديةو سألته  عن  أحوال  الأحمديين  في  مصر  فقال  لي  (  إبحث  عن   الدكتور  زياد  )  .    فعلمت  أنه  عليّ  أن  أستمر  في  الترقّ  الروحاني .



كنت  قد  رأيت  شيخ وهابي  مصري  و هو  خائف  مني  بشدة  ويحاول  مداهنتي  كي  لا  أذكر  حقيقة  ذي  السويقتين  الحبشي  لكنه  فشل  و انهزم   و كنت  قد  رأيت  شيخ  وهابي  مصري  آخر  أقطع  له  جيبه  الذي  في  الثوب  من  أعلى  على  نزعتين  و في  يوم  18 \ 11 \ 2011   رأيت  و كأنني  في  مجمع  و كأنه  كالقصور  القديمة  و في  جنباته  و سلالمه  الأفراد  متشرذمون  إلى  مجموعات  طبقا  للقبلية  و ليس  للدين  و كأنهم  منهمكون  في  الأكل  من  أشياء  موجودة  على  أوراق  على  الأرض  و كان  من  ضمنهم  شيخ  وهابي  مصري  ثالث  غير  السابقين  و لما  نزلت  على  سلالم  ذلك  المجمع  إذا  بي  على  رصيف  مترو  الأنفاق  و إذا  بي  أتلقى  اتصالا  من  ذلك  الوهابيّ  الذي  نزعت  جيب  ثوبه  و كأنه  يريد  أن  يتفاهم  معي  أو  يتفاوض معي  خشية  مني  و كان  معي  أعداد  من  مجلة  كنت  أضعها  على  كومودينو  بجوار  ذلك  السلم  و تكرر  المشهد  ثلاث  مرات  ,   و كنت آكل  بعدما  نزلت  إلى  رصيف  مترو  الأنفاق  خبزا  لم  أذقه  من  قبل  و كنت  قائما و لم  أكن  قاعدا  مثلهم  .



18\12\2011   رأيت  ملاكا  يجذبني  من  الخمول  إلى  المواجهة  و من  جوار  الجدار  إلى  الطريق  السريع   ثم  سمعت  صوتا  يسري  في  رأسي  و عقلي  و أذني  كأنها  نفخة  تنشيط  .
لطيفة :  في الأوقات التي أجلس فيها مع أبنائي الصغار و خصوصا مع إبني أحمد أكون محظوظا لأنها تكون من ضمن الأوقات التي ألامس فيها الفطرة . دكتور محمد ربيع , مصر .


17\12\2011     رأيت  البشرو كثير  منهم  من  المسلمين  غير  الأحمديين  يربون  شياطين  بشعة  المنظر  شكلها  ممسوخ  و مشوه  جدا  و مقرف  جدا  يربونها في  أقفاص  و  يحتفلون  بها  في  عيدين  الأول  يكون  ظهور  تلك  المخلوقات  الممسوخة  جزئي  و الآخر  يكون  خروجها  كاملا  بشكل  جماعيّ  لتفتك بمن  رباها  و  قدسها  و اعتنى  بها  و كان  الفتك  شديدا  و  بشعا  جدا  و كانت  تلك  المخلوقات  كأنها  القرود  الممسوخة  التي  تتعملق  في  قوتها  و ضراوتها  و رأيت  سيدة  ممرضة   تتعاطف  مع  نفسي لأجل  أنني  مسلم أحمدي اسمها  نبوية و رأيت  أوراق تسجيل الأحمدية  بمصر  سهلة  جدا  وبسيطة  جدا  رغم  اعتراض  المؤسسة  الدينية الرسمية  و رأيت  أنني  و أتباعي  الأحمديين  نحارب أولئك  البشر  الذي  يربون  تلك  الشياطين  .


في  شهر  نوفمبر  2011  تقريبا  رأيت  أحد  ملائكة  العذاب  يلبس  ملابس  عربية  و كان  أسود  اللون  عظيم  الجثة  و كان  مسترخيا  متكئا  و هو  على  تلك  الحالة  سألني  سؤالين  وكأنها  أسئلة  تقريرية  .  السؤال  الأول  قال  لي  ,  من  هم  العرب  الباقية  ؟  فقلت  له  :  هم  من  عبروا  البحر  .   فكأنه  يقر اجابتي   .  ثم  سألني  السؤال  الثاني  .  فقال  من  هم  العرب  البائدة ؟  فقلت  له  هم  قوم  صالح  و لخم و جذام  .  ثم  في  يوم  19\4\2012  كنت   بين النوم و اليقظة  على  سريري  و كأنّ   روحي  خرجت  من  جسدي  في  نفس  المكان و رأيت  ملاك  العذاب  الذي  رأيته  في  الرؤيا  السابقة  و كان  في  هذا  الكشف   مشدود  العضلات و في  حالة تأهب و استعداد و رأيته  في  عدة  ملابس  و تقدم  باتجاهي  فيما  بين  المرآة و السرير  فقمت  باتجاهه  و  تصافحنا  و قال  كلاما  لا  أذكره  و كان  على  سريري  ممرض  اسمه  أيمن  ثم   توجه  ثلاثتنا   في  طريق  حاتم  رشدي  باتجاه  مسجد الخلفاء  الراشدين  لنحضر  أنابيب  الغاز   التي  عليها  الطلاء  الأحمر . 




الثلاثاء، 29 أبريل 2014

فيوض و خواطر من سورة الأعراف


فيوض و خواطر من  سورة  الأعراف

1 – { و من خفت  موازينه  فأولئك الذين  خسروا  أنفسهم  بما  كانوا  بآياتنا  يظلمون  }

أي  الذين  استخدموا  قول  الله  و  قول  رسول  الله  للصد عن  مراد  الله   و مراد  رسول  الله تدسية  و  تلبيسا  و تجارة  يشرون  بها  ثمنا  قليلا من  علماء  الضلالة وفقهاء  البلاط  ,   حيث  يظلمون بآيات  الله و ما  أشنعه  من  ظلم  .

2 -  يبين  الله  تعالى  قصة  بداية  الصراع  بين  الحق  و  الباطل  و  يبين  أنه  بسبب   تكبر  الأبالسة  على  مر  العصور  منذ  إبليس  الأول  و حتى  إبليس  الأخير  من  نوع  بني  الإنسان  و  ليس  بسبب  أحد  غيرهم  ممن  حملوا  الأمانة و دخلوا  الامتحان الذي  أشفقت  منه الجبال

3 – {  يا  بني  آدم  قد  أنزلنا  عليكم  لباسا  يواري  سوءاتكم و ريشا  و لباس  التقوى  ذلك  خير  }

أنزلنا  أي  أنعمنا  ,  و  ينزل  فيكم  أي  تحدث  به  نعمة  الله  فيكم  ,  و  جواز  المجاز  في  القرآن  حيث  شبه  التقوى  باللباس .

4 -  لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ (42) وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (43)
أي  نفحات  تمهيدية  من  جهنّم  و هم  لا  زالوا  في  الحياة  الدنيا  بسبب  حالهم  و هو  (  و من  فوقهم  غواشٍ  )  أي  غطوا  عقولهم  بالكبر  و التولي  و الاستهتار  فلم  يقبلوا مبعوث  السماء  .   و الدليل  و القرينة  التي  تؤكد  هذا المعنى  و رجوع  السياق  القرآني  للحديث  عن  حال  الناس  في   الدنيا  بعد  أن  ذكر  أهوال  جهنم  الآخرة  , أنّ  الآية  التالية  لآية  المهاد  تتحدث  عن  الذين  آمنوا  و عملوا  الصالحات  في  الدنيا  بأنه  لا  يكلفهم  الله  سبحانه  فوق  طاقتهم  بما  كانوا  مخلصين  مقبلين  غير  مدبرين .

5 – وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيمَاهُمْ وَنَادَوْا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ (47) وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاءَ أَصْحَابِ النَّارِ قَالُوا رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (48) وَنَادَى أَصْحَابُ الْأَعْرَافِ رِجَالًا يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيمَاهُمْ قَالُوا مَا أَغْنَى عَنْكُمْ جَمْعُكُمْ وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ (49) أَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لَا يَنَالُهُمُ اللَّهُ بِرَحْمَةٍ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ (50)
أصحاب  الأعراف  هم  الناس  المحايدون  العوام  الذين  ينظرون  لكلا  الفريقين  بموضوعية  و تامل  بدون  أية  عقبات  نفسية أو ضغوط  شيطانية إبليسية  ,  و  هؤلاء  المحايدون  عندهم  من  نقاء  الفطرة  ما  يجعلهم  يفرقون  كلا  بسيماهم  فينظرون  إلى  أصحاب  الجنة في  الدنيا  فيعرفونهم  و ينظرون  إلى  أصحاب  النار  في  الدنيا  فيعرفونهم .  الجدير  بالذكر  أنّ  أصحاب  النار  من  مكذبي  مبعوث  السماء  من  الفقهاء و المشايخ  يحتقرون  هؤلاء  العوام  أصحاب  الأعراف  لدرجة  قد  تصل  إلى  القسم  بأنّ  هؤلاء  العوام  إلى  جهنم  بالتأكيد  و  كافرين  بالمجيد  , فإذا  المفاجئة  الكبرى  أن  يدخل  الله  هؤلاء  العوام  إلى  الجنة  و يحكم  على  مكفريهم من  فقهاء  السوء  المجرمين  أعداء الرسل بالدخول  إلى  جهنم  كافرين  كما  حكموا  من  قبل  في  الدنيا  على  أصحاب  الأعراف  بدون  علم  أو  بصيرة  جزاءً  على  تكبرهم و عنادهم  لأنهم  شر  من تحت  أديم  السماء  يومئذٍ  في  الدنيا  .

6 -  هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ فَهَلْ لَنَا مِنْ شُفَعَاءَ فَيَشْفَعُوا لَنَا أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ قَدْ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ

آية  ترد  على  من  أنكر  المجاز  و  التأويل  من  علماء  السوء  الوهابيين و كذلك  ترد  على  من  كان  ينتظر  تأويل  بعض  الآيات  و النبوءات  فلما  أتى  التأويل  على  يد   المهدي  كفروا  به  ,  سيتذكرون  تلك  الفعلة  الشنيعة  يوم  القيامة  حيث  يبحثون  كالشحاذين عن  شفعاء  يشفعون  لهم  تلك  الجرائم  التي  ارتكبوها  في  الدنيا  من  قبل  و أثناء و من بعد  بعثة  رسول  السماء  المنتظر .

7 -  {  ثم  بدلنا  مكان  السيئة  الحسنة }  أي  {  و إن  تتولوا  يستبدل  قوما  غيركم  ثم  لا  يكونوا  أمثالكم  }

و هو ما يحدث فعلا  الآن  ,  حيث  استبدل  الله  هؤلاء  الأشرار  بجماعة  المؤمنين  ,  جماعة  الإمام  المهدي  . 

{  حتى  عفوا }  أي  استمرار  الاستبدال  حتى  انتهاء  أثر  و ذكر  المجرمين  المكذبين  .

8 -  {  أ فأمنوا  مكر  الله  }  إشارة  تخويف  و رعب  للمكذبين  المنكرين .

9 -  قَالُوا أُوذِينَا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنَا وَمِنْ بَعْدِ مَا جِئْتَنَا قَالَ عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ

هذا  هو  دأب  الكافرين  يريدون  المآل  و النعيم  الجاهز  من  دون  عمل  و  سعي  إلى  الله  تعالى  ,  و  يعتقدون  أنّ  مجرد  بعثة  الرسول  هي  كفيلة بإصلاح  حالهم  و لا  يعلمون  أنّ  المسألة تحتاج  إلى  جهاد  و بلاء  و جد  في  العمل  بتعاليم  مبعوث  السماء لكي  يتحقق  الوعد و النصر  و كذلك  كانوا  كافرين .

10 - وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتَوْا عَلَى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَهُمْ قَالُوا يَا مُوسَى اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آَلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ


 وهذا  مثيل  لما  قاله  مسلمة  الفتح  و بعض  كفار  قريش  لما  خرجوا  مع  رسول  الله  بعد  فتح  مكة  إلى  غزوة  حنين  فمروا  بذات  أنواط  فقالوا  (  اجعل  لنا  ذات  أنواط  كما  لهم  ذات  أنواط  )  إنّ  التاريخ  يعيد  نفسه   ,  فكما  أنه  جاء  على  عهد  رسول  الله  محمد  مثيل  عهد  موسى  فلا   بد  أن  يأتي  مثيل  عهد  عيسى  في  الأمة المحمدية (  إنه  هو  يبديء و يعيد  )

11 – {  قال  عذابي  أصيب  به  من أشاء  و رحمتي و سعت  كل  شيء  } 

دليل  على  أنّ  جهنم  ليست  بلا  نهاية  بل  إنّ  مصيرها  الخراب  و الترك إلى  الجنة .


12 -  {  فلما  أثقلت  دعوا  الله ربهما  لإن  آتيتنا  صالحا  لنكونن  من الشاكرين  *  فلما  آتاهما  صالحا  جعلا  له  شركاء  فيما  ءاتاهما  فتعالى  الله  عما  يشركون  }


إشارة  من  الله  تعالى   أنه  مرت  على  الإنسانية  في  اطوارها  السحيقة  ولادة  أجنة  بتشوهات  خلقية  و كان  الناس  يضرعون  إلى  الله  لكي  يأتيهم  أبناء  مكتملين  خِلقياً  ,  فلما  آتاهم   أشركوا  مخافة  أن  يموت  الولد  و ذلك  لنقص  إيمانهم  و  عقولهم  .   د  محمد  ربيع  25\1\2011  مصر    

تفسير بعض كلمات القرآن


تفسير  بعض  كلمات  القرآن 


آثار  الوثنية  قبل  آدم  عليه السلام  لم  تكن  سوى  صرخات  بشرية  و  محاولات   للتعرف  على  الإله  الحقيقي  ,   فلما  أن  نمت  تلك  الغريزة  و  استوت  إلى  حد  الجوع  الروحي  للإله ,   بعث  الله  أول  رسول  للبشر  و  هو  يعتبر  أول  منعطف  في  تاريخ  البشرية  في  مجال  وصال  التكليف  من  الله  الأحد  و  صاروا  بذلك  إنسا  يستحقون  الوحي  و يفهمونه  و  يتقيدون  به  على  مستوى  التكليف  ثم  الشرائع  .   علما  أنّ  وحي  الله  أزلي  قبل  آدم  و  كان  بصور كثيرة  لرعاية  البشر  من  دون  تكليف   .  فلما  أن  جاعوا  كلفهم  .

{  يا  أيها الناس اتقوا  ربكم  الذي  خلقكم  من  نفس  واحدة  و  خلق  منها  زوجها  و  بثّ  منهما  رجالا  كثيرا و نساءً  و اتقوا  الله  الذي  تسائلون  به  و الأرحام  إنّ  الله  كان  عليكم  رقيبا  }

الناس  :   خطاب  للإنس  و الجن  المكلفين   ,      نفس  واحدة   :   فطرة  واحدة
زوجها   :  مرآة  أعمال  و تفاعل  الجسد  مع  الروح  و مقارنتها  بالفطرة  الأولى  (  النفس  الواحدة  ) 
بثّ  :  كرر  هذا  الأمر  في  رجال  و نساء  كثيرين  خلقهم  ليمتحنهم  في  الدنيا 
منهما  :   من  النفس  الفطرية  و  النفس  المرآة  التي   هي  نتاج  تفاعل  الجسد  مع  الروح  .    و  الأولى  في  التشكل   هي  النفس  الفطرية  و  الثانية  و  هي  النفس  المرآة  تتكون  مع  الزمن  حتى  تأخذ  شكلها  النهائي  عند  الوفاة  لتذهب  الروح  إلى  تلك  النقطة  النفسية  لتلبس  إما  جسدا  نورانيا  أو  جسدا  ظلماتيا  بدرجاتهما  . و النفس  المرآة  تخرج  من  رحم هذه  الحياة  الدنيا  إما  مكتملة  تامة  جميلة  و  إما  أن  تخرج  مشوهة  كالطفل  الذي  يخرج  من  بطن  أمه  مشوها  يحتاج  إلى  جراحة   أطفال   ,  فالتمثلات  الروحية  تقابلها  تمثلات  مادية  تدلل  عليها  .  فتتدخل  جراحات  البرزخ  لإصلاح  التشوه  و  إن  لم  يكتمل  الإصلاح  الجراحي  تستكمل  جراحات  الإصلاح  في  جهنم  حتى  تخرج  تلك  النفس  المرآة  طفلا  تام  الخلقة  جميل  الهيئة  ليدخل  الجنة  و  يستحقها  . 

{  و  ضربنا  على  آذانهم  }  :   النوم  العميق   ,   {  أعثرنا  عليهم  }   :  جعلناكم  تستدلون  على  آثارهم 
{  فلا  تمار  فيهم إلا  مراءً  ظاهرا  و  لا  تستفت فيهم  منهم  أحدا  }   :   خذ   قصتهم  على  ظاهرها  لأنّ كلمات  القصة  تحوي  أعماقاً  و  أسراراً  تاريخية  ستتكشف  في  المشتقبل  ,   فهم  مجموعة  حقيقية و قصة  حقيقية  و كذلك  يعبرون  عن تاريخ  اضطهاد  المسيحية  الأولى  عبر 309  سنة  ,  فظاهر  القصة  و  باطنها  كلاهما  حقيقي  و  صحيح  .  فسراديب  الموتى  بروما  هي  باطنها  ,  و أولئك  النفر  المذكورون  هم  ظاهرها  ,  و العلم  الحديث  و  البيولوجيا  سجلت  مبدأ  السبات و الكمون  البيولوجي  في  الحيوانات و النباتات  و كذلك  طبيا  شاهدنا  حالات  تكون  لسنوات  في  حالة   غيبوبة  عميقة  ثم  تعود  للوعي  و الاستيقاظ ,  فالمبدأ  العلمي   موجود  و الله  هو  الذي  يتحكم  في  سنته  هذه  يصرفها  حيث  يشاء  .

{ و في  ءاذانهم  وَقْرأً }  :  وقراً    =  وقاية  من  الرؤية  الروحية  :   وَقْ  =   وَقَى   ,   رْ رْ رْ ا=  رؤيا  .

{ لن  يجدوا  من  دونه  موئلاً  }  :   موئلاً   =  واقياً  =  وائل  =  واقٍ  =  حامٍ  ,  وئل  =  وقى  ,   وا   =  الخوف  و الرهبة  (  صوت  )    ,  إل   =  لا  النافية   =   نفي  و  إبطال  الخوف  و الرهبة  =  الوقاية و الحماية  . 

أصوات الكلمات  تأتي  من  تداخل  أصوات  الطبيعة  مع  أصوات  البشر  فتخرج  الكلمات  و هي  مما  علمه  الله  لنا  .

{  و  جعلنا  بينهم  موبقا }  :  موبقا   =  عداوة   ,  وبق   :  وا  =  الخوف و الرهبة   ,  بقى  =  استمر و بقي    =  استمرار  و  بقاء  الخوف و الرهبة  التي  تؤدي  إلى  العداوة  بينهم  .

{  كهيعص }   :  دلالة  على  أنّ  أصوات  الكلمات  و  التراكيب  الصوتية  و  تحليلها  مهم  جدا  لفهم  كلمات  الكتاب  الحكيم  .
إنّ  نطق  الكلمات  المقطعة  في  القرآن  يوحي  لنا  بمعنى رائع  عن  كيفية  سماع  أصوات  كلمات   القرآن  الكريم   , و تأتي  تلك  الأصوات  بفك  تركيزات  تلك الكلمات    فيندهش  القاريء  و  يقشعر  وجدانه   فناءً  في  الله  ,   و  كأنه  يعيش  مع  كائنات   حية  تتكلم  و  تصدر  أصواتا  معبرة  عن  الحال  و  المعنى  و  الحيث و الكيف و الإرادة  .

لسان  ( عربي )   :    عرى   =  أثر   ,  بي  =  بالإنسان  الناطق  لها   =     و  هي  تلأثير  إلهام  الله  على  لغة  الإنسان  و هي  العربية  أول  اللغات  .

{   تؤزهم  أزّاً  }   :    زْ زْ زْ زْ زْ   =   صوت  بِلى  الإيمان  و  صوت  المعصية  و  تعلمت  ذلك  في  رؤيا  أرانيها  الله  سبحانه  و هي  موافقة  لكلمات  المعصية  في  القرآن  .

{   هل  تسمع  لهم  ركزا  }   :   اي  هل  تسمع  حالتيهم  اللتين  يُعبّرُ  عنهما  بحالة  من  الانفكاك  عن  الرؤية  (  رك  رك   رك  رك  )   ر :   رؤية   ,   ك   :  انفكاك  و فرار   ,      و حالة  مباشرة  المعصية  (   زْ زْ زْ زْ ا) 
د محمد ربيع ( نوفمبر 2011 ) مصر
و إليك  بعض  أصوات الكلمات

مواساة  :   موا  =  مواء و إعياء   ,   وا    صوت  الرهبة   ,   ساة   =   ساء  ما  يسوء .

همدردي  :   همد   =  خمد و ثبط   ,   ردي  =   سيّء  .

خنزير  :   خنز  =  سيّء  ,   ايررر  =  يرى  . 

رجل  :  ررا =  رأى  ,   جُلْ  =  كل  الأمور و الأبعاد .

امرأة  أو  مرأة  :   مَرْ   =   مُر  ,  رأة  =  رؤية  ,  ام  =  لذة و ألم  .

عَبْدْ  :  عا  =  لوعة و لعاعة  ,   بد  =  لا بد  و  بُدّ .

كافر  :  ك ك ك ا  =  فرار و انفكاك  ,   فِرْ  =  فرار  .

أَمَة  :  همسة   ,  أ  :  أعماق  ,  مْ مْ مْ  =  لذة و ألم  , 

عدو  :  عا  =  لوعة و لعاعة  ,  دُووووو=  دويّ و انتشار .

قوم  :  قا  =  قوة و فخامة  ,  أوووم  =  حنان و تربيت   .

قُربى  :  ق = قوة و فخامة ,  ررر = رؤية  ,  با  =  احتياج    =   رؤية القوة و الفخامة والاحتياج .

ملّ  :  م م م  =  لذة و ألم  ,  ل ل ل =  لا      =  لا  ألم  و لا  لذة  و هو  الملل  !!

ماما  :  عطف متكرر  للذة و ألم

بابا  :  عطف  متكرر  لاحتياج 

عين :  عا  =  لوعة ولعاعة ,  ييييين  =  نعومة و لين  .

إبليس  :  إب =أب  =  أبى = رفض  ,   لي  =  لي    ،  س س س س =  تسرب خفي 

ملاك  :  م م م  =  لذة و ألم  ,  ل ل ل ل =  لا   ,   ك ك ك =  انفكاك و فرار   ==  لا  لذة و لا ألم و بالتالي  لا  انفكاك من امر أو  فرار .

جبريل  :  جبر =  جبر   =  مساندة  ,   إيل  =  الله  ==  مساندة من  الله  .

صلاة  :  صل  =  يصل  =  اتصال = صلي النفس   ,  آة  = آت 

دعاء  : دووو = دويّ ينتشر  ,   عا  =  لوعة ولعاعة  ,  أ أ أ =   أعماق   ==  دوي  لوعة من الأعماق و هكذا  يجب  أن  يكون  الدعاء

قرآن  :  ق = فخامة و قوة  ,  رررر =  رؤية  ,  أأأ==أعماق  ,  ن ن ن =  لين ونعومة  ===  رؤية  الفخامة واللين  القوة والنعومة  من  الأعماق

نبأ  :  ن ن ن ==  لين و نعومة  ,  با با با =  احتياج  ,  أأا =  أعماق 

هدى :  هوو  =  أوبة و رجوع  ,  دىىى ==  دوي  رقيق

شمس  :  ش ش ش =  تفشي و انتشار  ,   مْسْ ==  ملامسة وتسرب  لطيف خفي

قمر :  ق ق ق =  فخامة  ,   م م م = لذة و ألم  , ر ر ر =  رؤية

سلسبيل  :  اسأل  عن  السبيل

زنى  زنيم  زقوم  تؤزهم أزا ===   ز ز ز ز ز ==  صوت  المعصية و بِلَى الإيمان

جسد :  جاء  سدٌّ

سمع  :  س س س س = تسرب  ،  م م م =لذة و ألم  ,  ع ع ع =  لوعة  ===   تسرب  اللوعة  و اللذة من خلال  السمع

رَوْحْ  :  ر ر ر =  رؤية  ,  ووو =  صوت الرهبة  ,  ح ح ح = راحة  === رؤية الرهبة والراحة 

طين  :  طييي =  طي خضوع و ركوع  ,    ن ن ن =  لين و أنين و ضعف

زنجبيل  : زنأ  =  صعد  ,  جبيل  =  جبل

كافور : كا كا كا =  انفكاك و فرارر,  فور  =  الفوران  و الضطراب  ===   ابتعاد  الاضطراب  و هو  الكافور

خَمْر :  خا  =  انتشاء و فخر,  م م م =  لذة و ألم  ,  ر ر ر = يرى  ==  يرى  انتشاء  اللذة و الألم

سجد :  س س س =  تسرب خفي  ,  جد = وجد  =   وجد من خلال  تسرب  خفي 

نار  :   ن ن ن =  ملاطفة و تليين  ,  ارررر=  ارتعاش  و برودة   ==== تليين  البرودة


حُبْ :  ح ح ح =  راحة  , ب ب ب =  احتياج  == احتياج  الراحة و هو الحب

الاثنين، 28 أبريل 2014

تفسير من سورة الإسراء

تفسير  من  سورة الإسراء

{  و لا  تقتلوا  أولادكم  خشية  إملاق  }  :    إملاق  =  إمْ  :    إِ   =   أعماق   ,  مْ مْ مْ   =   ألم    ,    لاق   :   مواجهة  و  لُقْيى   , =      مخافة  مواجهة  و  ملاقاة  ألم  من  الأعماق   (  ألم  شديد  نلاقيه  هو  الإملاق  ) 

{  تقْفُ }  :  قَفّ  =  اتبع  الأثر  و الآثار  (  ق :  قوة  )  (  ف  :  صوت  المفاعلة  )   =    مفاعلة  قوية  حثيثة  على  تتبع  الأثر  . 

{  تَمْشِ }  :  مْ مْ   =  صوت  الألم  و  صوت  اللذة  ،  ش  :  صوت  التفشّي  ,  =  فعل  يؤدي  إما  إلى  تفشّ  الألم  أو  تفشّ  النعمة و اللذة  .  (  تمشِ  في  الأرض  مرحا  )  عكس  (  يمشون مطمئنين  )  .  إنها  أصوات  الكلمات  . 

{  أكنّة  }    :   أ = أعماق  الجوف ,    كَنَّ   =  كا    :  انفكاك  و  ترك  و ابتعاد و فرار  ,  نَّ  :  رقة و نعومة  ,  =    فرار  رقة  الإحساس  و المشاعر  التي  تقدر  كلمات  الله  فراراً  من  الأعماق  (  فقست  قلوبهم  )  . 

{  قل  لإن  اجتمعت  الإنس  و الجنّ  على  أن  يأتوا  بمثل  هذا  القرءان  لا  يأتون  بمثله و لو  كان  بعضهم  لبعضٍ  ظهيرا  } 

دليل  على  أنّ  كلمة  الجنّ  هنا  أتت  بمعنى  قوم  مكلفين  غير  مرئيين    تابعين  للإنس  في   الوحي  التشريعي  لأنّ  الآية  قدمت  كلمة  الإنس  في  التحدِّي  , فلو كان  الجن  هنا  بمعنى  علية  القوم  و  الأذكياء  لكان  تقديمهم  أولى  كما  في  قصة  سليمان  و  خصوصا  أنّ  السياق  هو  سيلق  تحدٍّ  يناسب  علية  القوم و الأذكياء  ,  إذن  السياق  هنا  يحدد  معنى  كلمة  الجن  هنا  .   و هم  المذكورين  يقينا  في  سورة  الجن  (  راجع  مقالة  الجن  )    .

{  مثبورا }  :  ثْ ثْ ثْ     صوت  خروج  الحسرة  و  الهذيان  نتيجة  البوار  الروحي  كنوع  من التنفيس   عن  الألم  النفسي  الداخلي  و  محاولة  للاستراحة  و لكن  ليس   في  محلها  .   بور   :  بوار  .    مْ مْ مْ   :  ألم  .

{  استفزز }  فْ فْ فْ  :  صوت  المفاعلة و المواطئة  ,   زْ زْ زْ   :   صوت  بِلَى  الإيمان  بالعصيان  ,   استفزز    =   استحثاث  مفاعلة  العصيان  .

{  مُكْثْ }  :  مُكْ  =   مْ مْ مْ    لذة    ,  كْ كْ كْ    فرار و انفكاك   . =   فرار  اللذة  أي  القحالة  .    ثْ ثْ ثْ    :  تنفيس  القحالة  ببطء  .  إذن  مُكْثْ     هو   الوقت  الطويل  المقيم  المستمرالمتزن  الهادف  لتفيد  صوت  كلمته و حروفها  و هو  إزالة  القحط  الروحي   بالتدريج  و  الهدوء  .

{  و جعلنا  جهنم  للكافرين  حصيرا  }     :  جهنّم   =   جاء   ,  (  هنّات  ،  مْ مْ مْ ) جاء هنّات  الألم (  جهنّم  )  .            حصيرا   :  حصر  من  الجمع  ,   جامعة  خاصة  بهم  ،   حا  =  راحة  ,   صير  =  صيرورة و كينونة   :   راحة  تصير   إليها  الروح  بالتطهير  الذي  يقع  الجسد  فتخرج  من  هذا  التفاعل   نفسٌ  مطمئنّة  تكون  أهلا  للجنّة. 


الموت  في  القرآن  يأتي  بمعنى  النوم  أو  الموت الروحي  أو  الموت  المادي   ,  و البعث  يأتي  كفعل  عكسي  للأسماء  و  المعاتِ  السابقة  و  كذلك  الإرسال  و  الإحياء  و من  هنا  جاءت  كلمة  مبعوث   ,  مُرسَل  ,  مُحيي  , و هي  من  صفات  الأنبياء  على  المعنى  الروحي  فقط  .   د  محمد  ربيع  (  29\10\2011)  مصر  .

تفسير من سورة النحل

 تفسير من  سورة  النحل 

{  ينزل  الملائكة بالروح من  أمره  على  من  يشاء  من  عباده  أن  أنذروا  أنه  لا  إله  إلا  أنا  فاتقون  }   :   دليل  على  استمرار  النبوة  التابعة  في  أمة  محمد  عليه  الصلاة  و السلام  .

{  و لكم  فيها  جمال  حين  تريحون  و حين  تسرحون  }  :  جمال   =    جاء  مال    =   أي  منفعة  مالية  منها  وقت  الاستقرار  و وقت  التسيار  .

{  و يخلق  ما لا  تعلمون  }  :  يعني  حمار  الدجال  متعدد  الأشكال و الإمكانات .

{  هو  الذي  أنزل  من  السماء  ماءً  لكم منه شراب  و منه  شجرٌ  فيه  تُسِيمون }

ماء   =    ماء  الوحي   ,       شراب   =  تلقي  الوحي  ,   شجر  =   جنة  روحية  و كنوز  حِكَمِيّة  .    ,  تُسيمون  =  تتباحثون و تجتهدون  و تبلغون  ما  شاء  الله  من  أبطن  القرآن  .

{  و أقسموا  بالله   جهد  أيمانهم  لا  يبعث  الله  من  يموت   بلى  وعدا  عليه  و لكنّ أكثر  الناس  لا  يعلمون  *  ليبين  لهم  الذي  يختلفون  فيه  و  ليعلم  الذين  كفروا  أنهم  كانوا  كاذبين }   :  من  خلال  مبدأ  التعلم  العكسي  نستنتج  استحالة  بعث  الأموات  في  الدنيا  بعثا  ماديا  و استحالة  رجوعهم  في الدنيا  (  الأولى )  بدليل  أنها  تخالف  سنة  الله  في  الأولى  و  التي  لن  تجد  لها  بديلا  و بدليل  قسم  الكافرين  على  استحالة  ذلك   لأنهم  لم  يسمعوا  بذلك  يحدث  في  التاريخ  قط  .   فشبهوا  الأولى  بدار  لا  تعقبها  دار  .  و وعد  الله  الحق  هذا  هو  البعث  في  الآخرة  و لو كان  قد  وعد  سبحانه  بتحقق  هذه  السّنّة  في  الأولى  لبين  و وضح .  فبناءً  عليه  من  مات  ماديا  في  الدنيا  لا  يعود  فيها  على  الإطلاق  بل  يعود  في  الآخرة  .  الكون  الجديد  .

{  داخرون }    :   داخلون   خارّون   =   خارّون   :   انتشاء  في  الرون  و  الطلب  المتواضع  .

{  و  الله  أنزل  من  السماء  ماءً  فأحيا  به  الأرض  بعد  موتها  إنّ  في  ذلك  لآية  لقوم  يسمعون  } 

الماء   هو   الوحي    ,    السمع   هو  وسيلة  تلق  الوحي   {  قل  أُذُنُ  خير  }  {  و أنّا  كنا  نقعد  مقاعد  للسمع  }  :  مقام  النبوة  .

{  لبنا  خالصا  سائغا  للشاربين  }  اللبن  هو  الفطرة  الربانية  الخالصة  السائغة لكل  متلقٍّ  لوصال  الله  .

{  شراب  مختلف  ألوانه  فيه  شفاء للناس  }  :  {  إنّ  في  ذلك  لآية  لقوم  يتفكرون  } 

العسل    :   الهدايات  الشافية  للإنس  و الجن  (  الناس  )  و  أصل  الهداية  يكون  من  التفكر  و  التدبر  .

{  و  الله  جعل  لكم  من  انفسكم  أزواجا  }     :   من  رأى  امرأته  في  الرؤيا  فغالبا  هو  يرى  حال  نفسه  فهي  في  الؤيا  تمثل  النفس  التي  هي  ناتج  تفاعل  الجسد  مع  الروح  . 

{  ما  يمسكهنّ  إلا الله  }   :   الله هو  الذي  يعطيهنّ  القدرة  على  الطيران  .  فيظللن  كالممسوكات  في  الهواء

{  و  ألقوا  إلى  الله  يومئذٍ  السَّلَمْ }    :   هو  الاستسلام  لله  في اليوم  الآخر  .

{  يمكرون  }    :  مكر   =   مك     ,   ارْرْرْ 
مكَّ  = مكة  = مْ مْ مْ =  لذة  و نعمة    ,   كا =  ابتعاد و فرار   =  فرار و ابتعاد  اللذة  و  النعمة   =  الأرض  القاحلة  و  القحط  . 
مك  رْ رْ رْ     =   يُري  القحط  و  القحالة  و فرار  اللذة  و  النعمة  و هو  المكر  و هو  الخبث  . 

{  ماء  }   :   لذة  الجوف  العميق    :  مْ مْ مْ    =  لذة  أو  ألم   (  صوت  معبر  عن  اللذة  أو  الالم  )    ,   آأ   =  أعماق  الجوف  .

د محمد  ربيع  ( فبراير  2011 )  مصر  . 

تفسير سورة التكوير

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1) إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ (2) وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ (3) وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ (4) وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ (5) وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ (6) وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ (7) وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ (8) وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ (9) بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ (10) وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ (11) وَإِذَا السَّمَاءُ كُشِطَتْ (12) وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ (13) وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ (14) عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا أَحْضَرَتْ (15) فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ (16) الْجَوَارِ الْكُنَّسِ (17) وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ (18) وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ (19) إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (20) ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ (21) مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ (22) وَمَا صَاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ (23) وَلَقَدْ رَآَهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ (24) وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ (25) وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ (26) فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ (27) إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ (28) لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ (29) وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (30)
( إذا  الشمس  كورت )   يقسم  الله بالزمان  الذي  تُكشف  فيه  كروية  الشمس و دوران الأرض  حولها .
(  و إذا  النجوم انكدرت  )  يقسم  الله  بالزمان  الذي  يكتشف  فيه  أن  من  النجوم  من  نرى  ضوءه و هو ليس موجوداً  .
( و إذا  الجبال  سيرت  )    يقسم  الله  بالزمان  الذي  تُدكّ  فيه  الجبال  بالديناميت  و البارود .
( و إذا  العشار  عطلت  )    يقسم  الله  بالزمان  الذي  تعطل  فيه  الإبل  =  لتُتْركنّ  القلاص  فلا  يسعى  عليها =
( و إذا  الوحوش  حشرت  )  يقسم  الله  بالزمان  الذي  يصنع  فيه  الإنسان  حدائق  للحيوانات  المفترسة  لكي  نستمتع  برؤيتها  أو  في  الوقت  الذي   يكثر  فيه  المساجين  الجنائيين  و  الإرهابيين  الوحوش  .
( و إذا  البحار  سجرت  )  إذا  تم  اكتشاف نار  تحت  قاع  البحار  تخرج  كبراكين  من  قعر  المحيط و البحر و إذا  تم  استخراج  الغاز و البترول  من  قعر  البحر .
( و إذا  النفوس  زُوّجت  ) إذا تم  تم  اكتشاف وسائل  بريد  و مواصلات  سريعة  تقرب البشر  كأنهم  في  بيت  واحد
( وإذا  الموؤودة  سؤلت )  في  الوقت  الذي  تثار  فيه  حقوق  المرأة  المغصوبة زورا  و بهتانا  باسم  الدين  و الدين  منها  براء  ,  كالمنع  من  قيادة  السيارة  و استخراج  البطاقات  و حق  الانتخاب  و ابداء  الرأي  و غيرها .
( بأيّ  ذنب  قتلت  )  بأي  ذنب  قيدت  حريتها  و سُرقت  حقوقها  باسم  الدين و الإله .
( و إذا  الصحف  نشرت )  وقت  انتشار  الجرائد  و الأخبار  و تداول  المعلومات  و العولمة .
( و إذا  السماء  كُشِطت )  أي  رُوقبت  و دُرست  بالتليسكوبات الفضائية و المسبار و الصاروخ  .
( و إذا  الجحيم  سُعّرت  و إذا  الجنة أزلفت  علمت  نفس  ما  أحضرت  ) و إذا  اقترب  يوم  الدينونة  و نهاية  العالم  و ذاق  كل  فريق  من  جنته  أو  جحيمه  في  الدنيا  قبل  الآخرة  ,  الضنك  الروحي  من  الجحيم  ,  و السعادة  الروحية من الجنة .
( فلا أقسم  بالخنس  الجوار  الكنس )  قسم  بالثقوب  السوداء  و هي  نجوم  شديدة  الكثافة   تجذب  إليها  الكواكب  السيارة  فتبتلعها  حتى  أنها  تبتلع  ضوئها  المنبعث  فلا ينبعث  و لا  نراه  حتى  .  فيها  خُنّس  كُنّس  .
( و الليل  إذا  عسعس  و الصبح  إذا  تنفس  )  أقسم  بعصور  الظلام  و التخلف  و تحريف  تفسير  القرآن  و أقسم  بعصر  المهدي و النور  الذي  جاء  به  ليتنفسه العطشى  للهواء  النقي  بعد  عصور  الحياد  عن  فهم  الرسول  الأعظم  .
( إنّه  لقول  رسول  كريم  ذي  قوة  عند ذي  العرش  مكين  مطاع  ثم  أمين  و ما  صاحبكم  بمجنون  و لقد  رآه  بالأفق  المبين )  هذا  و صف  لعصر  الدجال  و هو  إنما  هو  قول  محمد  ذلك  الرسول  الأمين  صاحب  المكانة  عند  الله  و الذي  بطاعته  يحصل  المهدي  الأمين  على  درجته  ليكون  من  آل  محمد  ذلك  النبي  غير  المجنون  حيث  أنه  رأى  تفاصيل  ذلك  الزمان  و حدثكم  بها  و كأنما  يراه  في  الأفق  .
( و ما هو على  الغيب  بضنين ) أي  أنه  لو  علم  أكثر  من  ذلك  من  أحداث  الغيب  و المستقبل  لحدثكم  بها  على  الفور .
( و ما هو بقول  شيطان  رجيم  )  و ما  هي  بأضغاث  أحلام  أو  نفثات  شيطان  إنما  هو  وحيٌ واضحٌ  مخيف  .
( فأين  تذهبون )  أي  مِنْ  هذه  التفسيرات  للعصر  الحديث  عصر  الدجال  و حدوث  التكوير  المادي و الروحي  الذي  وصفه  (  ثمَّ  أمين  )  أي  المهدي  الأمين  المتبع  (  على  الشريعة  المحمدية  )  كاسر  الصليب  المنقرع  . 
( إن  هو  إلا  ذكر  للعالمين  لمن  شاء  منكم  أن  يستقيم  و ما  تشاؤون  إلا  أن  يشاء  الله  رب  العالمين  )
و ( ثمّ  أمين  )  ثمّ  أمين  هو  المهديّ كامل  الاتباع  و الطاعة  لذلك  النبي الخاتم ,  و هو  من  أسرار  و معارف القرآن  :  أي  هذا  الاسم  و هو  على  نسق  ويتلوه  (  شاهد منه )  أي  من  تربية  محمد  فيصير  شاهدا  منه  و له  فيأتي  تاليا  له  في  الزمان  ليتلو  علينا  أسرار  نبوءاته  العظمى  .
           تحليل  أصوات  =    بعض  الكلمات 
كُوّرت – انكدرت – سيرت – حشرت – عطلت – زوجت – سؤلت – نشرت  -  قتلت – كشطت  - سعرت – أزلفت – أحضرت
كلمات تصف  حالة  الأتِّ  في  الزمان  الحثيث  المتقارب  السريع  . ذلك  الأتِّ  الآتِ  في  الأفق في  تفاصيل  زمان  الدجال  .  إنّه  الأتُّ  الحثيث  .
كُنّس – عسعس – تنفس – خنس                  
ذلك  الصوت  المسموع  (  أسْ )  يشعرني  بالخفاء  و الدقة و التسرب  و العبور   عبر  الزمان و الأحقاب .
مكين – أمين – مجنون – ضنين – عالمين – كريم -  يستقيم
هذه  المقاطع  الصوتية  المسموعة  (  إِيْنْ -  أُوْن ْ -  إِيْمْ  )  تبعث  على  الوضوح  و  القدرة  و الله  أعلم  و أحكم .

إنه  التذوق  الوجدانيّ  المنبعث  من  الإنفعال الروحانيّ و صدق  المهديّ  عندما  علمنا  أنّ  لغة  القرآن  هي  لغة  إلهامية أصلية  د محمد ربيع ( 26\4\2011 ) مصر . 

تفسير سورة البروج

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1) وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ (2) وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ (3) وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ (4) قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ (5) النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ (6) إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ (7) وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ (8) وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (9) الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (10) إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ (11) إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ (12) إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ (13) إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ (14) وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ (15) ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ (16) فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ (17) هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْجُنُودِ (18) فِرْعَوْنَ وَثَمُودَ (19) بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي تَكْذِيبٍ (20) وَاللَّهُ مِنْ وَرَائِهِمْ مُحِيطٌ (21) بَلْ هُوَ قُرْآَنٌ مَجِيدٌ (22) فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ (23) .
لقد ألقى  الله  في  قلبي  هذا  التفسير  فانتشيت  به  انتشاءً   فائقاً  هائلاً  رقيقاً  .
الله  هو جنتنا و  فردوسنا و كلماته  تصنع  فيّ  جمالاتٍ  شتى  ,   حتى  إنّ  كل  حرف  و  سكنة    ,   كل  همس  و رنّة  ,  كل  روح  و خشعة  ,  كل  فصل  و وصل  ,  كل  شدٍّ  و جذب  من  جذباته  و وصلاته  و همساته  و رناته  و سكناته  و حروف  آياته  تورث  فيّ  الخشوع  و الروح  بشدة و قوة تجعلني  أشهق و أضطرب  بالدموع  و اللذة  و  الهيام  و  الفناء  في  ذلك  الإله  القديم  و كلماته   ,  فأنظر  إليه  و  تتحقق  لي  رؤيته  في  كل  مرة  إما  بالوحي  المباشر  أو  بمجرد  النظر  في  كلمات  كتابه  المسطور  و  كذا  المنظور  .
و من خلال سورة  البروج العظيمة  رزقني  الله  رزقا  حسنا  فألهمني  و قذف  في  قلبي  تفسيرا  لها  و لحالها  و مآلاتها  و مقاصدها و أسرارها  و مواقعها  و كنهها  و دلالات بياناتها  و بَيِّنَاتِهَا  الدالة و المُدَلِّلَلة  .
 لقد  بدأ  الإله  بحرف  الواو  إشارة  إلى  اتصال و وصلة  بينه و بين  متأملي  هذه  السورة  ,  فاستخدم  الواو  للقسم  الجليل  و أقسم  بالسماء  ,  و  لفظ    السَّ     يورث  في   القلب  معنى  الاتصال  و  القشعريرة  و وجوب  وجود   آلة  الاتصال  بين  السماء  و زوجها  الأرض  ,    فصرف  سبحانه  معنى  السماء  إلى  معنيين  ,  الأول  منظور  مُشاهد  مادّيّ  و هو   السَّ    المادية  التي   تتصل  بزوجها   بالماء  المادّيّ  الذي  تحيى  به   الأنفس   و  الزروع  و الثمار  حياةً  مادية  ,   و  الثاني  منظور  مشاهد   روحيٌّ  سامٍ  و هو   السَّ   الروحية   التي  تتصل  بزوجها  الماء  الروحي   هو  ماء  الوحي   الربانيُّ  الذي  تحيى  به  الأنفس  و  الزروع  و  الثمار  الروحية  جنة  الناس  في  الأولى  و  سبب  جنتهم  في  الاخرى  , 
ذات  البروج  :  أي   هذا  الاتصال  المادّيّ  أو  الروحيّ  له  منازل  و مفاصل  و أزمنة  و أمكنة  كل  على  صعيده  و  منزلته  .   فالاتصال  المادّيّ  من  البعل  و هي  أبراج  و منازل  النجوم  المادية  إلى   زوجها  و هي  الأرض    يورث  تصاريف  حياتية  و  شؤونية  جسمانية  ,    و الاتصال  الروحي  من  الأب   إلى  أبنائه  الذين  خلقهم  على  صورته  ليتخلقوا  بأخلاقه  و  يصطبغوا  بصبغته  يكون  بالروح  القدس  آئل  الجميل  المطيع  ,  لتكون  روحٌ  أبدية  تسكن  فيهم  ثم  تتعاظم  في  بَعْدٍ  عند  انتقالهم  إلى  البُعْدِ  السامي  الروحاني  الإلهي  فيصيرون  أقرب  إلى  إلههم  فردوسهم  .    و هذا  البَعْدُ  و هذا  البُعْدُ  هو  السماء  السامية  الحقيقية  التي  خُلِقْنا  لندخلها  و هي  مُستقرنا  الأبدي  .   و  تتجلى  البروج  كذلك  في  اتصالين  آخرين  أحدهما  مادّيٌّ  و الآخرُ  روحيّ  .  أما  الماديّ  فهو  معرفة  البشر  و تنبؤهم  الظاهريّ  عن  أحوال  الطقس  و المآلات  الظاهرة  ,  أما  الماديّ  فهو  معرفة  البشر  و تنبؤهم  الظّاهريّ  عن  أحوال  الطقس  و المآلات  الظاهرة  ,  أما  الروحيّ  فهو  قدر  الله و سره  في  الكون  ,   ذلك  القدر  الذي  يخالف  في  كثير  من  حالاته  منازل  البروج  المادية  و ما ذلك  إلا  بدعاء  عباده  فتتحقق  القاعدة الإلهية   (  يمحو الله  ما  يشاء  و  يُثبت و عنده أُمّ الكتاب ) فتنصرف  الأبراج  المادية  بتصاريف  مشابهة  فيجعلها  الله  تخطيء  ذلك  الإنسان  لا  تصيبه  فيندهش  كل  خلقه  لهذا التصريف  العجيب  الأريب  و تتجلى عظمته  سبحانه  و يعلوا  نتاجا  لذلك  قدْرُ  الإنسان  عند  الله  في  نظر  المخلوقات  الأخرى  (  راجع حمامة  البشرى وتوضيح مرام لتتأكد من صحة ما أقول )  مسبحة  مقدسة  و تعجب  لحال  خليفة  الله  في  الأرض  في  بُعْدِهِ الدّاني  كيف  أنّه  من  خلال  عبوديته  و مقام  ولايته و مقام نبوته  غيّر  قَدَرَ  الله  و أبراج  مآلات  فعله  بدعاء  .
و اليوم الموعود  :  لقد  أقسم  الإله  سبحانه  بالسماء  و أقسم  بالمقدر و المقدور  الخارج  عن  تلك  السماء  سواء  أكان  روحيا  من  سماء  الروح  أم  كان  ماديا  من  سماء  المادة  و  كلاهما   تحت  سيطرته  سبحانه , و  للعلم بأنّ  التمثلات  الروحية  تقابلها  تمثلات مادية  تدلل  عليها  . 
و شاهد و مشهود  :   بعد أن أقسم ربنا  بالسماء  و بالقدر  فإنه  تعالى  يقسم  بآثار  ذلك  النتاج  من  شَاهِدٍ  مُشاهَدٍ  لحدوث  و تحقق القدر  المُقَدّر  و أقسم  بحقيقة  تحقق  القدر  نفسه  نفسه  روحيا  كان  أم  مادّيّاً  ,  ثم  بعد  بيان  الجلال  و التعظيم  الإلهي  تلتفت  الجمل  القرآنية  إلى  هلاك  الظالمين  و لا  بد    ,   حتى  و لو  كانوا  هم  المُعَذِّبِين  القاهرين  في  البُعد  الدّاني  ظاهرين  (  قُتِلَ  أصحاب  الأخدود  )  ثم  يصف  سبحانه  ظلمهم  على  الفئة  المؤمنة  من  أتباع  المسيح  الناصري  (  النار  ذات الوقود  )  و يبين  أنهم  مباشرين  للتعذيب  و لكن  في  حقيقة الأمر  هم  من  سيكون  مآلهم  القعود  على  النار  في  البعد  السامي  بعد  أن  أخذوا  جزءً  منها  في  البُعد  الداني  و هي  الحياة  الدنيا .   ظاهر  الأمر  أنهم  قاعدون  على النار  المحرقة  المادية  مباشرين  لتعذيب  المؤمنين  بها  إلا  أنهم  سيصطلون  بها   في  المادة و في  الروح  .  وتكتمل  قصة  التدافع   بين  الحق  و الباطل  بإظهار  علة  نقمة  الكافرين  على  المؤمنين  وهو إيمان  الفرقة  الناجية  بالإله  له  العز و له الحمد .  ذلك  الإله  المسيطر  ذا  ملك  السماوات والأرض  المادية والروحية  و الذي  من  الطبيعي  أن  يكون  إليه  الملتجأ  بناءً  على  تلك  الصفات  التي  تلامسها  الفطر  المؤمنة  السليمة  .
و هنا  يمتليء  الكافرون  رعبا  و قلقا  و يفقدون  سلامهم  الداخليّ  و اطمئناهم  النفسيّ  عندما  يرون الفرقة  الناجية  تفضل  الموت  الظاهري  على  الحياة  الظاهرية  فيفهم  الكفرة  أنّ  هناك إله  يراقب  الأحداث  و يلامس  أفئدة  المؤمنين  ,  فيمتليء  الجبابرة  جبنا  و قلقا  و هزيمة و توهانا  .   ثم  يؤكد  إلهنا  (  إنّ  الذين  فتنوا  المؤمنين  ......)  بأنّ  لهم  عذاب  جهنّم  و حريقها  ذاتها  في  عالم  الروح  و نفحات  لهم  منها  في  عالم المادة   و  ذلك  إن  لم  يتراجعوا  بآيات  الله  المخوفة  في  الدنيا  قبل  الآخرة  . 
و على  الجهة  المقابلة  وعد  جميل  من  رب  جميل  للمؤمنين  بنعائم  و جناتٍ و تدفقاتٍ نهرية تزيد  تلك  الجنات  نضارة  و جمالا  فيزدادون  ترقيا  دهرا بعد  دهر  و لحظة بعد لحظة  و زمانا  بعد آخر  في  ما لا  نهاية  أبدية  غير  مجذوذة مع  اعتبار  معنى  النشأة .
ثم  يؤكد الإله  على  شدة  بطشه  و تحذيره  للكفرة  الظالمين  الكاذبين  و يشير  إلى  أنّ  التاريخ  يعيد  نفسه  و أنّ  أتباع  المهدي  المسيح  المحمدي  ستكون  قصتهم  مشابهة  مع  كثير  من الرحمات و النفحات  الروحية ( إنه  هو  يبديء و يعيد ) ستكون  قصتهم  مشابهة  لأهل  الكهف  الأولين  كما  قال  ترجمان  القرآن ابن  عباس  في  الدر  المنثور  = أصحاب  الكهف  هم  أتباع  المهديّ =    ستكون  قصتهم  مشابهة  و لكن  مع  كثير  من  العزة و المغفرة  منه  تعالى  لهم  و ذلك  بسبب  تعرفهم  على  العرش  الحقيقي  للرب  العليّ  الذي  يتشكل  في  قلوبهم  فيستوي  سبحانه  عليه  فيهم  فيتخلقون  بأخلاقه  و يصطبغون  بصبغته  و يوجه  سبحانه  خطابه  للمستغربين  المستعجبين  من هذا  الكرم  الدفاق  لكل  عبد  مشتاق  و يقول  ( فعال  لما  يريد  ) و يشير  سبحانه  إلى  أصحاب  الأخدود  الجدد  في  المرة  الثانية  و هم  أحفاد  فرعون  في  مصر  و كذا  أحفاد  ثمود  في  جزيرة  العرب   .  و مع ذلك  يرسل  سبحانه  إشارات  رعب  لهؤلاء  الكفرة  و يقول سبحانه (  بل  الذين  كفروا في  تكذيب  و الله  من ورائهم  محيط  )  و يؤكد  على  أنّ  هذه  القصة  المجيدة و التي  تتكرر  الآن  في  القرآن  المجيد  ستظهر  أسرارها  تباعا  .
           تحليل  أصوات  =  بعض  الكلمات 
السماء   :   السَّ      من الملامسة  أو  أثر  الالتصاق   ,   ماء        مادّيّ و روحيّ  .
بروج     :  من  التبرج  أي  الزينة  -  جمال  الوحي  و لذته  المتدفقة  و  جمال  السماء  المادية  بالنجوم  ,  و من  الرّجّ  العظيم  الذي  ينتج  عنه  تغيير  و اختلاف  في  الواقع  المشهود  .    و من التدرج   الصاعد  و هو  عكس  التدرج  النازل  .
عذاب      :   العين   (  عا  )   لوعة و لعاعة  و لعنة  ,   (  ذاب  )  يذوب  الكافر  بمادة  عذاب  .
فتن         :   فَتَّ    من  الفتِّ  و الرضخ  و الفتق   ,  (  أنَّ )  من الأنين  الناتج  عن  الفتِّ  .
جنَّة         :     رنّة      رنّة  الوحي  و لذته و قد  تجلت  تلك الرنات  بأعلى  وضوح  على  هيئة  صلصلة  الجرس  لخاتم  النبيين   ,  جَنَّ   :   خفيّ  غير  مرئيّ  لكن  ملاحظ  غير  مطويّ .
جهنّم        :     (  جا )  جاء   ,    (  هَنَّ  )    هنّات  العذاب  و  ليس  رنات  الوحي  و الجنة و النعيم  المقيم   َ  ,      (  مْ مْ مْ مْ  )    أنين  أليم  بحرف  الميم  صادرٌ  بصوتٍ  عظيم  .
مؤمن         :    (  مُؤْ )   فتح  القلب  بالنور   ,  (  مِنْ )     من  الله  .
كافر           :     (  كا  )   قعقعة   النعل  الخشبيّ  (  كا كا كا كا  )   ،   فِرْ    :  يفر  من  الحق  و نور  الله  كتلك  القعقعة  .
إنّ  اللغة  العربية  لغة  إلهية  إلهمية  د  محمد  ربيع  (  16 \ 1\ 2011 )  مصر