يومُ الجَبْرِ و
إقامةِ الحُجّة .
26\5\1908 كان يوم إكمال النّقص الروحي و تعديل الخلل .
كان يوم إقامة الحجة في حياة المسيح الموعود و في يوم وفاته كذلك . 26 \ 5\ 2015 كان تمثلا ماديا للجبر الثاني
المتكرر في حياة الروح و المادة . هذا التاريخ في هذا الزمان قد تم فيه اعتماد رقم الجلوس للجزء الثاني
. الجلوسُ على عرش الروح و رسالة الملكوت
. يومُ الجَبْرِ مليءٌ بآلام النفس العميقة جرّاء خضّاتِ موجات النفوس المتلاطمة
للمكلفين . يوم الجَبْرِ مليءٌ بآهات التطاحنِ و حبّ النفس و أنانية الرغبة . لذلك ختم الجالسُ على عرش الروح و رسالة
الملكوت بأنفاسه الأخيرة المقدسة في الزمان الأخير في يوم الجبر . ختم في هذا اليوم إكمالا للنقص و ضبطا للخلل .
إنها أنفاس المسيح الموعود أحمد . أتى بألم و رحل بألم ليعلمنا تحمّل الآلام في
عصر الدجال . تلك الآلام التي تجعل الوجدان في رهف و العقل في تيه و الروح في قفص
و الجسد في شلل . لكن فور عبور تلك الموجات الأليمة تنفتح الآفاق و تستنير سراديب
النسيان في جنّة الموتى . أولئك الذين ماتوا ليحيوا في الآباد غير غيرهم ممن سينطبع عليهم المنطق الإلهي في غيره , و هو
حتمية الفناء . إنها الغيرة الإلهية إلا في من كان من طينة الروح . لا يفنيهم أبدا و هم تحت إصبعه .
الرؤيا مدرسة . و
الطلاب فيها درجات . يتلقون و يرسلون , و يتعلمون أن الشرك الخفيّ ذنبٌ كبيرٌ في
السّن . يدخلون امتحانات آخر العام و ينتظرون كذلك نتائجهم , و يتعلمون أنّ
الأنبياء فور وفاتهم تتحول كلماتهم إلى
القدسية . و يسعدون بإشارة اللواء فائز .
الرؤيا وصال متدرج
الصعود زمنا بعد زمن و فترة بعد فترة . يحدث ذلك من خلال جبر بعد جبر و يظل الجبر
حتى التقاء الروح بالنقطة النفسية
السماوية و حينها يبدأ جبر آخر من نوع جديد. الرؤيا و مدرستها علم يستطيع الرائي
أن يعبر عنها بكلمات و ترجمات من البعد السامي إلى البعد الداني . و لكن رغم أنه
يستطيع التعبير عن بعض أسرارها بكلمات إلا أنه لا يستطيع أن يعلم غيره ممارستها .
لقد دُفِنَ جسد المسيح الموعود بعد العصر من يوم 26\5\1908 , لقد دُفِنَ
بعد أذان صلاة العصر بأربعين دقيقة و إن قيل أنّ ذلك حدث في اليوم التالي , فما
أقوله هو تمثلات البعد السامي . لقد دفنته الملائكة قبل أن يدفنه اصحابه . لقد دخل
الروضة في هذا التوقيت و خُتِمَتْ أسفار الزمان و المكان بترجماتٍ من البعد السامي
. و مع رفع الإقامة لصلاة فجر اليوم
التالي , زال العرق و التعب و حلّت الراحة الأبدية . و كل ذلك كان باتجاه القبلة
. د محمد ربيع , مصر 26\5\2015