راية المسيح الموعود
الاثنين، 31 أغسطس 2020
درس القرآن و شرح الوجه الرابع من الأعراف
درس القرآن و شرح الوجه الرابع من الأعراف .
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
أسماء إبراهيم :
شرح لنا سيدي و حبيبي يوسف بن المسيح ﷺ أثناء جلسة التلاوة المباركة من أحكام التلاوة ؛ المدود الخاصة , ثم قام بقراءة الوجه الرابع من أوجه سورة الأعراف و أجاب عن أسئلتنا بهذا الوجه ثم صحح لنا تلاوتنا و ثم صحح الإعراب , و انهى الجلسة بأحاديث من كتاب (الترغيب و الترهيب للشيخ المنذري -رحمه الله-) .
بدأ سيدنا يوسف بن المسيح ﷺ الجلسة بأحكام التلاوة :
المدود الخاصة و تمد بمقدار حركتين ، و هي :
- مد لين مثل بيت ، خوف .
- مد عوض مثل أبدا ، أحدا
- مد بدل مثل آدم ، آزر .
- مد الفرق مثل آلله ، آلذكرين .
__
و ثم تابع نبي الله يوسف الحبيب ﷺ الجلسة بشرح الوجه لنا فقال :
هذا الوجه هو وجه مميز جداً ففيه أدلة جديدة تنبثق للمؤمنين في هذا العصر على تجدد البعث إلى يوم القيامة .
قال الله سبحانه و تعالى :
{يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} :
يا بني آدم أي أتباع آدم الروحانيين ، (خذوا زينتكم عند كل مسجد) التفسير التقليدي يقول : لما تروح الجامع إلبس كويس و تعطر ، و هذا أمر جيد لكنه ليس التفسير و هذا ليس المعنى ! فكلمة المسجد في القرآن معناها ليس هكذا بل المسجد يعني الخضوع أي السجود و أخذناها من السجود لآدم أي الطاعة الكاملة ، فهذا المسجد و هذا السجود و هذه الطاعة هي أصل النور الذي يأتيك و يكون في وجهك فهذه هي الزينة فهذا الأمر الأول ، و الأمر الثاني أننا قلنا سابقاً بأن كلمة مسجد يعني بعثة ، فقال الله في الوجه السابق : (قل أمر ربي بالقسط و أقيموا وجوهكم عند كل مسجد) ، فالقرآن مترابط و القرآن يُفسر بعضه بعضاً و نحن نعلم بهذه القاعدة ، فربنا يقول (يا بني آدم) أي الذين يسيرون على سُنة آدم الروحية أي البعث لأن آدم هو رمز البعث فهو أول مبعوث في الأرض . (خذوا زينتكم) يعني كل واحد يأخذ زينته كأنها عطايا عند الله و مع الأنبياء و يقول لهم هلموا و ليأخذ كل واحد منكم نصيبه ، خذوا زينتكم أي نوركم و توحيدكم و يقينكم ، متى ؟ عند كل بعثة و عند كل سجود لك في صلاتك ، فهذا هو المعنى الحقيقي للآية .
و مرة أخرى (يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد) عند كل بعثة ، فتعال لتأخذ النور و لا تتكبر ، (و كلوا و شربوا و لا تسرفوا) أي عش حياتك دين و دنيا (إنه لا يُحب المسرفين) .
و يوجد دليل آخر في الآية التي قرأتها في صلاة الفجر و هي بدايات سورة البقرة : (ألم ¤ ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين ¤ الذين يؤمنون بالغيب و يقيمون الصلاة((أي الصلة)) و مما رزقناهم ينفقون ¤ و الذين يؤمنون بما أُنزل إليك و ما أنزل من قبلك و بالآخرة هم يوقنون ¤ أؤلئك على هدى من ربهم و أؤلئك هم المفلحون)) و بالآخرة هنا ليس معناها فقط البعث يوم القيامة ، بالآخرة يعني بالبعثات التالية لبعثة محمد ﷺ ، (و أؤلئك هم المفلحون) فهؤلاء هم المفلحون و هذا هو الفلاح الحقيقي .
(يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد) فكل واحد منكم فليأخذ النور الخاص به عند كل بعثة و عند كل خضوع لكل نبي و كذلك في سجودك في صلاتك ، فاخذ زينتك و نورك الذي تستحقه و الذي سيكون في وجهك و عندما يراك الناس يعلمون بأنك مؤمن و بأنك منعم بالزينة الإلهية الأبدية .
__
{قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِيَ أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِي لِلَّذِينَ آمَنُواْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} :
(قل من حرم زينة الله) من الذي حرم البعث ؟ أي المشركين . (التي أخرج لعباده و الطيبات من الرزق) لأن التوحيد و النور الإلهي طيبات و هو أعظم الرزق ، (قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة) أي من هو مؤمن فهو الذي سيأخذ هذه الزينة في الحياة الدنيا ، و هي خالصة لأنه مُخلَص و مُخلِص : مُخلَص أي مصطفى ، و مُخلِص أي دأب على الإخلاص .
(خالصة يوم القيامة) يعني يأخذون جزاءهم يوم القيامة و كذلك خالصة إلى يوم القيامة ، فالبعث مستمر إلى يوم القيامة ، فلها معنيان .
(كذلك نفصل الآيات لقوم يعلمون) يعلمون أي يتصلون بالله بالوحي لأننا علمنا بأن العلم معناه في القرآن هو الوحي .
__
و ثم يَرُد الله عز و جل على من يُنكر البعث :
{قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُواْ بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ} :
(قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها و ما بطن) ما بطن هنا دليل على أن الإنسان يُعاقب على الإثم الخفي القلبي ، (و أن تشركوا بالله ما لم يُنزل به سلطاناً) إذاً فالشرك هو عكس التوحيد و النور الذي يأتي مع كل بعثة و مع كل مسجد و مع كل نبي ، (و أن تقولوا على الله ما لا تعلمون) يعني تتقولوا على الله أقوال أي تنسبون إليه أشياء و أفعال لم يفعلها و لم يقل بها و لم يأمر بها مثل طقوسهم الوثنية في الآنعام و كذلك كأقوالهم عن الملائكة بأنهم بنات الله و هذا ليس بصحيح و هكذا أمور كثيرة ينسبونها لله زوراً و بهتاناً ، (و أن تقولوا على الله ما لا تعلمون) يعني تقولون على ربنا و تنسبون إليه بأشياء لم تعرفوها بالوحي أي ربنا لم يُوحي بها لأن كلمة تعلمون معناها أي تعرفونه بالوحي ، (ما لا تعلمون) أي لم تعرفوهم بوحي الله و لم يُوحي الله به .
__
{وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ} :
ماذا يعني (و لكل أمة أجل) ؟؟ هذا الكلام كتبته في المدونة سابقاً لكن سنسترجعه مع بعض مرة ثانية : لكل نبي أجل يعني كلما نبي يُبعث فبعثته و دعوته تستمر حتى يُبعث نبي آخر ، فهذه الفترة الزمنية أي وقت النبي و بعد وفاته حتى البعثة الثانية فهي زمن الأمة أو زمن أي أمة فلا ينقص منه و لا يزداد فيه فهو مزبوط ، شمعات فَيّصَلة و مُعَنّوَنَة يجب أن تحصل و ما بينها فهي اختيارات و احتمالات تحدث ما بين البشر و يُحركها قانون التدافع .
__
و هنا دليل آخر على استمرار البعث :
{يَا بَنِي آدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي فَمَنِ اتَّقَى وَأَصْلَحَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ} :
يعني يا أبناء آدم الروحانيين لمَّا يأتيكم رسل منكم و كلما يأتيكم رسل منكم و يُبينون آيات الله و عظمة الله و كنز الله و أن الله كنز عظيم ، (فمن اتقى الله و أصلح) فالذي خاف و اتقى و سأل ربنا و أصلح نفسه ((أَصلح فتُصلح)) فلا خوف عليهم و لا يحزنون أي لن يمسهم خوف و لا حزن لا في الدنيا و لا في الآخرة لأنهم اتبعوا النور و اخذوا الزينة مع كل مسجد و مع كل بعث و مع كل نبي و قاموا بقهر الشرك الذي لم يُنزل الله به سلطان .
__
{وَالَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُواْ عَنْهَا أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} :
الذي كذب و استكبر و آمن ثم نافق (أؤلئك أصحاب النار هم فيها خالدون) نار في الدنيا قبل الآخرة ، نار في الدنيا و نار في الآخرة ، (هم فيها خالدون) أي أحقاب عظيمة مستمرة حتى يقضى الله أمراً كان مفعولاً .
__
{فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ أُوْلَئِكَ يَنَالُهُمْ نَصِيبُهُم مِّنَ الْكِتَابِ حَتَّى إِذَا جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا يَتَوَفَّوْنَهُمْ قَالُواْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ قَالُواْ ضَلُّواْ عَنَّا وَشَهِدُواْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُواْ كَافِرِينَ} :
(فمن أظلم ممن افترى الله كذباً أو كذب بآياته) هنا ربنا جمع في العقاب و المِثال طائفتين : الطائفة التي تُكذب النبي و الطائفة التي تدعي على الله بغير العلم أو بغير الحق أو بغير الوحي ، يعني الذي يكذب و يدعي بأن ربنا قال له و الله لم يقل له شيئاً فهو مثل الذي يُكذب النبي الصادق ، فهما في كفة واحدة ، (كذب بآياته) أي كذب بالنبي , (أؤلئك ينالهم نصيبهم من الكتاب) يعني هؤلاء سنُبقيهم في الدنيا كما كتبنا لهم أي الوقت الذي قمنا بتحديده لأعمارهم فممكن ربنا يُغير هذا الوقت فيزيده أو ينُقصه لأن الكتابة مستمرة أي كتابة الأقدار و القضاء مستمر ، (أؤلئك ينالهم نصيبهم من الكتاب) يعني سيعيشون العيشة التي قمنا بتحديدها لهم سواء حددناها في الماضي أو حددناها في الحاضر بالزيادة فيها أو النقصان على حسب إرادة ربنا و على حسب ما يرى ربنا من أعمالهم , (حتى إذا جاءتهم رسلنا يتوفونهم) أي ملائكة العذاب تأتي لقبض أرواحهم فينكشف عنهم الحجاب ، (قالوا أين ما كنتم تدعون من دون الله) فتقوم الملائكة بتبكيتهم : أين الآلهة الأخرى التي تعبدونها من دون الله ؟؟ فيكون رد الكفار المجرمين : (قالوا ضلوا عنا) أي تاهوا عنا فلا نجدهم و لا نعلم كيف نجدهم و لا نعلم كيف نستغيث بهم و نستعين بهم ، و يكون لسان حالهم (فشهدوا على أنفسهم أنهم كانوا كافرين) عرفوا أنهم كافرين و أقروا بأنهم كافرين .
___
و تابع نبي الله يوسف الصادق الآمين ﷺ الجلسة إذ طلب من مروان و رفيدة و أرسلان إعراب مقاطع قرآنية من هذا الوجه و قاموا بإعرابها :
إذ أعرب مروان المقطع القرآني التالي {وَشَهِدُواْ عَلَى أَنفُسِهِمْ} :
واو حرف عطف ، شهدوا : فعل ماضي مبني على السكون المقدر لدخول واو الجماعة أو مبني على الضم و الفاعل : ضمير مستتر تقديره هم ، على : حرف جر ، أنفسهم : اسم مجرور بحرف الجر على و علامة جره الكسرة و هو مضاف ، هم : ضمير متصل مبني في محل جر مضاف إليه .
و أعربت رفيدة {أَنَّهُمْ كَانُواْ كَافِرِينَ} :
أن : حرف ناسخ ، هم : ضمير متصل مبني في محل نصب إسم أن ، كانوا : كان : فعل ماضي ناسخ ، و الفاعل ضمير مستتر تقديره هم ، كافرين : خبر كانوا منصوب و علامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم ، و الجملة الفعلية(كانوا كافرين) في محل رفع خبر أن .
و أعرب أرسلان {هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} :
هم : ضمير منفصل مبني على السكون في محل رفع مبتدأ ، فيها : في : حرف جر ، و الهاء ضمير متصل مبني في محل جر اسم مجرور بحرف الجر في ، خالدون : خبر مرفوع و علامة رفعه الواو لانه جمع مذكر سالم .
___
و ثم أنهى قمر الأنبياء سيدنا يوسف بن المسيح ﷺ الجلسة بأحاديث من كتاب (الترغيب و الترهيب) للشيخ المنذري - رحمه الله تعالى - يقول : في فضل قول لا إلا إله إلا الله ، فقال ﷺ :
عن أبي هريرة قال : قلت : يا رسول الله ﷺ من أسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة ؟ قال رسول الله ﷺ : "لقد ظننتُ يا أبا هريرة أن لا يسألني عن هذا الحديث أحد أول منك لما رأيتُ من حرصك على الحديث : أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال : لا إله إلا الله خالصاً من قلبه أو نفسه" رواه البخاري .
و عن عبادة بن الصامت -رضي الله عنه- عن النبي ﷺ قال : "من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، و أن محمداً عبده و رسوله ، و أن عيسى عبد الله و رسوله و كلمته ألقاها إلى مريم ، و روح منه ، و الجنة حق ، و النار حق أدخله الله الجنة على ما كان من عمل" . زاد "من أبواب الجنة الثمانية أيها شاء" .
و في رواية لمسلم : سمعت رسول الله ﷺ يقول : " مش شهد أن لا إله إلا الله، و أن محمداً رسول الله حرم الله عليه النار" .
و عن أنس -رضي الله عنه- أن النبي ﷺ و معاذ ردفيه على الرَّحل ، قال : "يا معاذ بن جبل ، قال : لبيك يا رسول الله و سعديك ثلاثاً . قال : ما من أحد يشهد أن لا إله إلا الله ، و أن محمداً رسول الله صادقاً من قلبه إلا حرمه الله على النار . قال : يا رسول الله أفلا أُخبر به الناس فيستبشروا ؟ . قال : إذاً يتكلوا . و أخبر بها معاذ عند موته تأثماً". رواه البخاري و مسلم .
و روي عن زيد بن أرقم -رضي الله عنه- قال : قال رسول الله ﷺ : "من قال لا إله إلا الله مُخلصاً دخل الجنة . قيل : و ما إخلاصُها ؟ . قال : أن تَحجِزه عن محارم الله" و قال "أن تحجزه عما حرم الله عليه" . يعني ليس مجرد القول فقط بل القول و العمل أيضاً .
و عن رفاعة الجهني -رضي الله عنه- قال : أقبلنا مع رسول الله ﷺ حتى إذا كنا بالكَدِيد أو بقديد فحمد الله ، و قال خيراً و قال : أشهد عند الله لا يموت عبد يشهد أن لا إله إلا الله و أني رسول الله صدقاً من قلبه ، ثم يسدد إلا سلك في الجنة".
و عن أبي هريرة قال : قال رسول الله ﷺ : "ما قال عبد لا إله إلا الله قط مُخلصاً إلا فتحت له أبواب السماء حتى يُفضى إلى العرش ما اجتُنِبت الكبائر" يعني (لا إله إلا الله) لها شروط : اجتناب الكبائر ، التوحيد الخالص ، نبذ الشرك ، الأعمال الصالحة .
__
و الحمد لله رب العالمين . و صلِّ يا ربي و سلم على أنبياءك الكرام محمد و أحمد و يوسف بن المسيح صلوات مباركات أبد الدهر و على أنبياء عهد محمد الآتين في مستقبل قرون السنين أجمعين . آمين . 🌿💙
=====================
Youssef Hala Mounir
عندما اجتمع جلال الدين الرومي بـ شمس الدين التبريزي ,
كان الرومي ماسكا بيده كتاباً
فأخذ التبريزي الكتاب من الرومي ومسكه بالمقلوب
واخذ يتطلع فيه ثم رماه في النهر ،!!!
فجنَ جنون الرومي وقال له :
- لماذا القيته في النهر ، انه علم... ولا توجد نسخة اخرى من الكتاب...
غير ان التبريزي لم يكترث لحديث الرومي
وقال له:
- اتريد الكتاب ؟
فقال الرومي : نعم ،
فمد التبريزي يده في الماء واخرج الكتاب سليما...
فتعجب الرومي!!!
وقال له التبريزي :
اطلب علماً لا يمحوه الماء...
علماً يثبت في القلب ،
فذهل الرومي وقال له :
- اتبعك على ان تعلمني ،
فقال التبريزي :
- انك لن تستطيع معي صبرا ،
فقال الرومي :
- بل اصبر .
فقال التبريزي :
- اريدك ان تاخذ جرة من الخمر وتطوف في المدينة لتبيعه ،
فقال الرومي :
- كيف اعمل هذا المحرم ؛؟!
فقال له :
- كما تشاء ...
فقال الرومي :
- اطلب مني شيئا اخر فقال له لا اريد غير هذا ...
ذهب الرومي ومكث الليل يفكر في الأمر ثم وافق...
فاخذ جرة الخمر بملابسه وعمامته وهو يجوب الشوارع يبيع الناس الخمر ،
فقال الناس جُنَ الرجل واناس اخرين قالوا لقد فضحه الله
وهذه حقيقته ،...
فعاد الى التبريزي وهو منكسر ذليل، وقال للتبريزي :
- لم يشترِ مني احد ،
فقال له :
- هذا يكفي القِ ثيابك واغسلها ، وتطهر ،
فقال الرومي :
- ثم ماذا ؟
فقال لا شيئ...أنت الان أنسان عادي كنبتةٍ صغيرة ،
لقد كان على رأسك صخرة كبيرة من غرور عمامتك ,
وها قد كسرتها .
انا اردت ان ازيل عنك هذا العجب والانا ،
لترجع الى حقيقتك بلا عنوان ولا القاب ...
ترجع كما انت وتنزع عن روحك كل ما يكدرها ،
وان تذهب هذه الهيبة المصطنعه لرجال الدين على انهم مقدسون في اعين الناس .
.......
لا تغتر بعلمك او عبادتك ولا تزكي نفسك على العباد .
رُبَ عاصٍ نادمٍ، خيرٌعند الله منك...
ولا تنسى : لا أحد منا سيدخل الجنة بعمله بل برحمة من الله ..
لا اله إلا أنت
'' سبحانك ''
إني كنت من الظالمين
د.محمدربيع طنطاوي-
نعم أحسنتِ يا آسيا فقد خصك الله بحسن الفهم و حسن الاستدلال و حسن الاقتباس
Youssef Hala Mounir
د.محمدربيع طنطاوي- الحمد لله رب العالمين هذا بفضل اتباعكم يا سيدي فإن شعاع الوحي الذي تنقله لنا من خلال الدروس التي ترسلها لنا انعكس علي ، ويا سيدي أذكرك تلميذتك كانت دايما شاطرة في تحليل المعادلات الرياضية والمسائل المعقدة 😉😉
٢
أعجبني
· رد · 21 س · تم التعديل
Youssef Hala Mounir
د.محمدربيع طنطاوي- هذا المقتبس ارسله لي جوهر فنقلته هنا .
٢
أعجبني
· رد · 20 س
د.محمدربيع طنطاوي-
الحمد لله رب العالمين يا هالة نور اليوسفيين
١
أعجبني
· رد · ١٦ د
كتابة رد...
Hazeem Ahmade
احسنتِ جميل
=============
حازم :
رأيت في الرؤيا أنني في جلسة تلاوة وسيدنا يوسف بن المسيح يشرح كلمة " يَعشُ " المذكورة في سورة الزخرف ورأيت أن هناك كتاب كبير مدون فيه كل جلسات التلاوة وكان أرسلان من كُتّاب الوحي لأنني رأيت توقيعه في ختام كل مقال وكتاب . والحمد لله رب العالمين
Hazeem Ahmade
5:11 م
Hazeem Ahmade
رايت في الرؤيا المقدسة انك تؤول رؤيا وفيما قلت في التأويل أن رفيدة اخذت موقعها من مملكة السماء وكذلك تكلمت عني ولكن نسيت الباقي .
د محمد ربيع :
في 29/9/1905م:
سأل شخص المسيح الموعود : هل سيأتي مجدد بعدك أيضا؟ فقال:
"ما الحرج في أن يأتي مجدد بعدي؟ لقد انتهت نبوة موسى عليه السلام لذا انقطعت سلسلة خلفائه على المسيح عليه السلام . أما سلسلة النبي صلى الله عليه وسلم فمستمرة إلى يوم القيامة، لذا سيأتي فيها المجددون إلى يوم القيامة. إن لم تُهْلِك القيامةُ العالَمَ فلا شك أن يأتي أحد آخر أيضا. لا ننكر أن الصلحاء والأبرار سيأتون باستمرار ثم تأتي القيامة بغتة". (الملفوظات في 29/9/1905)
-ويقول: "ليكن معلوما أيضا أن إتمام الحجة في كل زمان يكون بأسلوب مختلف، ويأتي مجدد العصر بقوى ومَلَكات وكمالات يعتمد عليها إصلاح مفاسد ذلك العصر. فهذا ما سيفعله الله دائما ما دام مقدّرا عنده أن تبقى آثار الرشد والصلاح باقية في الدنيا". (شهادة القرآن)
ثانيا: قوله: ثابتٌ من القرآن الكريم أن الله ظلّ يحافظ على دين النبي دائما وسيحافظ في المستقبل أيضا كما يقول: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ). إن عبارة: "إِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ" تدل بجلاء على أنه سيأتي على رأس كل قرن دائما رجال ليستعيدوا المتاع المفقود ويذكِّروا به الناس. (الفرق بين الأحمدي وغيره)
ثالثا: قوله: من الضروري أن يبعث على رأس كل قرن مَن يجدد الدين. (ملفوظات 5)
رابعا: قوله: "ومن سُنّة الله القديمة ومنذ أن خُلق بنو آدم أن المصلحين العظماء يُبعثون على رأس القرن وفي عين الضرورة كما بُعث رسولنا صلى الله عليه وسلم على رأس القرن السابع بعد المسيح عليه السلام". (الأربعين)
خامسا: قوله: "عندما نرتدي الملابس تكون بعد فترة بحاجة إلى تجديد، وعلى هذا المنوال تستمر سنة الله لتجديد الجيل الجديد، أن يأتي على رأس كل قرن من يجدد الدين". (الحكم مجلد 7 رقم 8 صفحة 3-6 في 28/2/1903)
الأحد، 30 أغسطس 2020
و لقد رزقني الله بآية .
و لقد رزقني الله بآية .
تبارك ربي و تسيدت صفاته . و لقد رزقني الله بحبيبتي آية . أصغر يوسفية بركات ربي تنزلت عليها . تهلل يوم عاشوراء بها . و لقد تمثلت تلك الآية تمثلا ماديا معبرة عن حقيقة روحانية سماوية . بارك ربي ابنتي آية بنت يوشع بن نون . يوسف بن المسيح , مصر .
الجمعة، 28 أغسطس 2020
صلاة الجمعة28 8 2020
الخميس، 27 أغسطس 2020
درس القرآن و تفسير الوجه الثالث من الأعراف .
درس القرآن و تفسير الوجه الثالث من الأعراف .
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
أسماء إبراهيم :
شرح لنا سيدي و حبيبي يوسف بن المسيح ﷺ أثناء جلسة التلاوة المباركة من أحكام التلاوة ؛ بعض من أحكام المد , ثم قام بقراءة الوجه الثالث من أوجه سورة الأعراف و أجاب عن أسئلتنا بهذا الوجه ثم صحح لنا تلاوتنا و ثم صحح الإعراب , و انهى الجلسة بأحاديث من كتاب (الترغيب و الترهيب للشيخ المنذري -رحمه الله-) .
بدأ سيدنا يوسف بن المسيح ﷺ الجلسة بأحكام التلاوة :
المد الفرعي بسبب السكون :
مد عارض للسكون و يكون غالباً في نهايات الآيات و يمد بمقدار ٤ إلى ٥ حركات , و مد لازم حرفي واجب أو كلمي مثقل واجب : الحرفي هو في أوائل السور , و الكلمي مثقل و يُمد بمقدار ٧ حركات مثل (و لا الضآلين) , و المد الحرفي له ثلاثة أنواع : حرف واحد يمد حركة واحدة و هو الألف في حروف المقطعات في بداية السور ، مجموعة من الحروف تمد بمقدار حركتين و هي مجموعة في جملة (حي طهر) , و حروف تمد بمقدار ٦ حركات و هي مجموعة في جملة (نقص عسلكم) .
___
و ثم تابع نبي الله الحبيب يوسف الثاني ﷺ الجلسة بشرح الوجه لنا فقال :
{قَالاَ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} :
آدم و نفسه أو آدم و زوجه ، قالا : يا رب نحن أشركنا ، (ربنا ظلمنا أنفسنا) يعني أشركنا ، (و إن لم تغفر لنا و ترحمنا لنكونن من الخاسرين) هنا محاولة للتوبة و الندم و طلب الرحمة و العفو من الله عز و جل .
___
فقال الله تعالى : {قَالَ اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ} :
يعني خلاص الدلع اللي كنتم فيه اترفع عنكم و بعد ذلك سيوجد ابتلاء و اختبار و حرب روحية ما بينكم و بين إبليس و ابناءه , ابتدأ الاختبار من هذه اللحظة . (و لكم في الأرض مستقر و متاع إلى حين) الأرض هو الكوكب الذي نعيش عليه ، و هم أصلاً كانوا في الأرض لكن ربنا هنا عندما قال (اهبطوا بعضكم لبعض عدو) يعني انزلوا من المكانة التي كنتم فيها عندي و من النعم الكثيرة التي كنتم تتنعمون فيها و من المقام الروحي و انزلوا للحرب و انزلوا للحَلبة .
___
{قَالَ فِيهَا تَحْيَوْنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ وَمِنْهَا تُخْرَجُونَ} :
أي أن الأرض فيها حياتكم و معاشكم و ستمتون فيها (حق عليكم الموت) فلا يوجد خلود في الأرض ، (و منها تخرجون) يعني تبعثون .
___
{يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ} :
اللباس هنا يمكن يكون حياكة الثياب التي تغطي جسد الإنسان و كذلك لباس التقوى يعني العلوم الروحية تعتبر ملابس يرتديها الإنسان , (ريشا) يعني انتشار لهذا الأمر فن حياكة الملابس و كذلك البعث المستمر ، ترونه منتشراً ، لماذا ؟ لأن ربنا في آخر الوجه يقول (و أقيموا وجوهكم عند كل مسجد و ادعوه مخلصين له الدين) يعني الدين سيتجدد مع كل مسجد أي مع كل بعثة ، و ثم قال (كما بدأكم تعودون) يعني سنُعيد الحكاية باستمرار فالتاريخ يُعيد نفسه و البعث مستمر و قصة آدم و إبليس ستتكرر في كل زمان و في كل مكان ستكون منتشرة و ترون انتشارها أي (ريشا) ، و كذلك (ريشا) أي انتشار الري على الملابس التي تواري سوآتكم ، (و لباس التقوى ذلك خير) ملابس التقوى و الروح هي الأفضل طبعاً ، إذاً ربنا هنا قام بتفهيمنا بأن المعاني قد تكون على الظاهر و قد تكون على الباطن ، قد تكون معاني مادية و قد تكون معاني روحية ، إذاً فربنا هنا أجاز المجاز أي أقر المجاز ، (ذلك من آيات الله لعلهم يَذَّكرون) ربنا هنا يقول (يَذَّكرون) أي يحتاجون للتَذَّكر كل حين لكي يجددوا إيمانهم لكي لا يبلى فيقعوا في النفاق و العياذ بالله .
__
{يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ} :
هنا نصيحة لكل ذرية آدم ، و معنى ذرية آدم هنا ليست الذرية المادية فقط لأنه ليس كل البشر من ذرية آدم ، فيقصد هنا الذرية الروحية أي الذين اتبعوا الوحي الذي تلقاه من الله عز و جل .
(يا بني آدم لا يفتننكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة ينزع عنهما لباسهما ليريهما سوآتهما) و هذه القصة في الوجه السابق ، بأن الشيطان عَرَفَ الثغرات التي من الممكن أن يدخل لهم منها و أول ثغرة هي ثغرة عدم الثقة في النفس ؛ فيكون الإنسان غير واثق بنفسه و يكون مهزوزاً ، و المظاهر تخدعه فيُريد أن يصل لهذه المظاهر و ثم يقع في الذنب , و المدخل الثاني طول الأمل إذ يجعل إبليس و الشياطين تدخل الإنسان من هذه الثغرة . إذاً هو يرى ثغراتكم أم لا ؟؟ (إنه يراكم هو و قبيله من حيث لا ترونهم) فهو يعلم ثغراتكم و انتم لا تعلمون ثغراتهم ، و الذي يريد أن يعرف ثغرات الشياطين و ينتصر عليها فيجب عليه أن يفهم القرآن و يفهم كلام الأنبياء ، (إنه يراكم هو و قبيله من حيث لا ترونهم) إذاً هو عارف بثغراتكم و عارف ثغراتكم التي يدخل منها لكم و لذلك (يراكم هو و قبيله) يعني يراكم هو و أبناءه و أتباعه من حيث لا ترونهم ، فهو يعرف ثغراتكم يعني يقوم بِشَّم قلبك ليعلم أنت مشرك ام لا ، و إن كنت مشركاً فسيُسيطر عليك فلذلك يجب عليك دائماً بان تكون موحداً .
و (قبيله) أي ذريته و الذين يسيرون على خطاه من الشياطين الجنية و كذلك (قبيله) يعني مُنَّاظره/نظيره أي نظراءه من أبالسة البشر و شياطين البشر فهم يعلمون ثغرات يدخلون منها للمؤمنين بغرض إسقاطهم في بئر الخيانة ، و كذلك (قبيله) أي قرين الإنسان من الجن الذي يكون معه و يحثه على المعصية و العياذ بالله .
(إنَّا جعلنا الشياطين أولياء للذين لا يؤمنون) فالذي يُنافق أو يُكذب النبي فإن ربنا يُسلط عليه الشياطين ، فتلعب الشياطين به و تقوم بتضييعه و تتويهه و تتسلط عليه و قد يُصاب بالمس و السحر عياذاً بالله .
__
{وَإِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً قَالُواْ وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ} :
الشياطين الإنسية تقول ذلك و يبررون معصيتهم بأنها تعليمات إلهية لكنهم كذبوا ، و ربنا قال (قل إن الله لا يأمر بالفحشاء أتقولون على الله ما لا تعلمون) أتكذبون على ربنا ؟؟ فدائماً الكافر ممكن أن يرتدي ثوب العلم و الهداية و المشيخة و يكون شيخاً و هو أساساً نجس و كافر ، (و إذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها أباءنا و الله أمرنا بها) و كذلك يقولون بأن الله أمرهم بها أي بالفحشاء ؟! فهم يتكلمون باسم ربنا كذباً و عِدواناً .
(قل إن الله لا يأمر بالفحشاء أتقولون على الله ما لا تعلمون) قل يا محمد ﷺ و يا كل نبي ، و هنا تبكيت .
__
{قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُواْ وُجُوهَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ} :
(قل أمر بي بالقسط) ربنا دائماً يأمر بالعدل و الحاجة الكويسة ، (و أقيموا وجوهكم عند كل مسجد) يعني اخضعوا و اطيعوا الله و الرسول عند كل بعثة و ادعوا الله مخلصين له الدين أي أن يكون دينكم مُخلص مستسلم فتكونوا مستسلمين مسلمين ، (كما بدأكم تعودون) كما القصة بدأت بآدم و إبليس فهي ستتكرر باستمرار و هذا دليل على استمرار البعث حتى يوم الدينونة في هذا الكون .
__
{فَرِيقًا هَدَى وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلالَةُ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ} :
(فريقاً هدى) يعني مع بعثة النبي سيوجد فريق مهدي مثل اليوسفيين في العصر الحديث ، (و فريقاً حق عليهم الضلالة) أي الذين وصلتهم دعوة الإمام المهدي ﷺ أو دعوة ابنه يوسف بن المسيح ﷺ و كفروا بها فحقت عليهم الضلالة ، لماذا ؟؟ (إنهم اتخذوا الشياطين أولياء من دون الله) الشياطين هنا اسم عام لكل زيغ فممكن أن تكون شياطين جنية التي توسوس و تُزين المعصية أو شياطين إنسية أو هوى النفس او جذبات الأرضية و الشهوات المُحرمة و هكذا .
(و يحسبون أنهم مهتدون) فهم يحاولون تبرير كفرهم دائماً و باستمرار لكنهم خَسِئوا و لم يَعدوا قدرهم .
___
و تابع قمر الأنبياء يوسف الحبيب ﷺ الجلسة إذ طلب من مروان و أرسلان إعراب مقاطع قرآنية من هذا الوجه و قاموا بإعرابها :
إذ أعرب مروان المقطع القرآني التالي {وَأَقِيمُواْ وُجُوهَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ} :
واو حرف عطف ، أقيموا : فعل أمر مبني على السكون ، او حذف النون و الفاعل ضمير مستتر تقديره انتم ، وجوهكم : مفعول به منصوب و علامة نصبه الفتحة و هو مضاف ، و الكاف : ضمير متصل مبني في محل جر مضاف إليه ، عنده : ظرف مكان مبني و هو مضاف ، كل : مضاف إليه مجرور و علامة جره الكسرة ؛ هو مضاف ، مسجد : مضاف إليه مجرور و علامة جره الكسرة .
و أعرب أرسلان {قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ} :
قل : فعل أمر مجزوم مبني على السكون ، و الفاعل ضمير مستتر تقديره انت ، أمر : فعل ماضي مبني على الفتح ، رب : فاعل مرفوع و علامة رفعه الضمة المقدرة لدخول ياء المتكلم ، بالقسط : باء حرف الجر ، القسط : اسم مجرور بحرف الجر الباء و علامة جره الكسرة .
___
و ثم أنهى سيدنا يوسف بن المسيح ﷺ الجلسة بأحاديث من كتاب (الترغيب و الترهيب) للشيخ المنذري - رحمه الله تعالى - يقول : في الترهيب من أن يجلس الإنسان مجلساً لا يذكر الله فيه و لا يُصَّلي على نبيه محمد ﷺ ، فقال ﷺ :
عن أبي هريرة عن النبي ﷺ قال : "ما جلس قوم مجلساً لم يذكروا الله فيه و لم يصلوا على نبيهم إلا كان عليهم تِرَة ، فإن شاء عذبهم و إن شاء غفر لهم" .
و قال ﷺ : "من قعد مقعداً لم يذكر الله فيه ، كان عليه من الله تِرَة ، و من اضطجع مضجعاً لا يذكر الله فيه كانت عليه من الله تِرَة ، و ما مشى أحد ممشى لا يذكر الله فيه إلا كان عليه من الله تِرَة" .
طبعاً أنتم تلاميدة يوسف بن المسيح و تعلمون أصوات الكلمات و هذا الأمر لم يكن معروفاً قديماً و الآن أصبح معروفاً بالوحي من الله عز و جل , و معنى تِرَة من أصوات الكلمات : قطع الرؤية يعني تنقطع عنه الرؤية يعني رؤية البصيرة و رؤية العين الحقيقية و الرؤى لأن الذي لا يذكر الله فهو ميت فكيف لميت أن يستقبل وحي ربنا ، فيكون على عيونهم تِرَة تغشاهم إذاً تِرَة قطع الرؤية فهي مقطوعة عنهم ((مقطوع مية و نور يعني)) ت قطع رة رؤية .
كما كلمة وقر (في آذانهم وقر) ، أرأيتم اللغة العربية ؟؟
و قلنا بأن صوت الزاي هو صوت الذنب في الرؤيا و صوت الذال هو صوت التشتت و التبعثر .
و عنه قال : قال رسول الله ﷺ : "ما قعد قوم مقعداً لم يذكروا الله عز و جل فيه ، و يصلون على النبي إلا كان عليهم حسرة يوم القيامة ، و إن دخلوا الجنة للثواب" .
و عنه قال : قال رسول الله ﷺ : "ما من قوم يقومون من مجلس لا يذكرون الله فيه إلا قاموا عن مثل جيفة حمار((أرأيتم التشبيه ؟)) ، و كان عليهم حسرة يوم القيامة".
و عن عبد الله -رضي الله عنه- قال : قال رسول الله ﷺ : "ما من قوم اجتمعوا في مجلس و تفرقوا و لم يذكروا الله ، إلا كان ذلك المجلس حسرة عليهم يوم القيامة".
و كذلك سنأخذ الباب التالي و المتصل به : الترغيب في كلمات يُكَفِرنَّ لغط المجلس ((و التي هي كفارة المجلس : سبحانك اللَّهم و بحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت ، أستغفرك و أتوب إليك)) و التي ممكن تكون مقام ذكر الله في المجلس ، فلو لم يوجد ذكر لله في المجلس نقول على الأقل كفارة المجلس :
عن أبي هريرة أن رسول الله ﷺ قال : "من جلس مجلساً كثُر فيه لغطه((أي كلام اللغو الكثير الفاضي) ، فقال قبل أن يقوم من مجلسه ذلك : سبحانك اللَّهم و بحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك و أتوب إليك ، إلا غُفِرَ له ما كان في مجلسه ذلك".
و عن أبي برزة الأسلمي -رضي الله عنه- قال : كان رسول الله ﷺ إذا جلس مجلساً يقول بآخره إذا أراد أن يقوم من المجلس : سبحانك اللَّهم و بحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك و أتوب إليك . فقال رجل : يا رسول الله إنك لتقول قولاً ما كنت تقوله فيما مضى ، فقال : كفارة لما يكون في المجلس".
و عن عائشة -رضي الله عنها- قالت : إن رسول الله ﷺ كان إذا جلس مجلساً أو صلى تكلم بكلمات ، فسألته عائشة عن الكلمات ، فقال : إن تكلم بخير كان طابعاً عليهن يوم القيامة ، و إن تكلم بِشَرٍّ كان كفارة له : سبحانك اللَّهم و بحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك و أتوب إليك".
و عن جبير بن مُطْعم -رضي الله عنه- قال : قال رسول الله ﷺ : "من قال سبحان الله و بحمده ، سبحانك اللَّهم و بحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك و أتوب إليك . فقالها في مجلس ذكر كان كالطابع يطبع عليه و من قالها في مجلس لغو كان كفارة له" . و الطابع يعني تأكيد على ذكر الله و على الحسنات التي اخذوها ، ختم الجودة يعني , و كفارة أي تكفير لعدم ذكرهم لله عز و جل في ذلك المجلس .
و عن رافع بن خَديج -رضي الله عنه- كان رسول الله ﷺ إذا نهض من المجلس قال : سبحانك اللَّهم و بحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك و أتوب إليك ، عَملتُ سوءاً و ظلمتُ نفسي فاغفر لي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت . قال : قلنا : يا رسول الله إن هذه كلمات أَحْدَثْتَهُنَّ ؟ قال : أجل ، جاءني جبرائيل ، فقال : يا محمد هُنَّ كفارات المجلس".
و عن عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- أنه قال كلمات لا يتكلم بهن أحد في مجلس حق أو مجلس باطل عند قيامه ثلاثث مرات إلا كَفَّرَ بهن عنه ، و لا يقولهن في مجلس خير و مجلس ذكر إلا ختم الله له بهن كما يُختم بالخاتم على الصحيفة : سبحانك اللَّهم و بحمدك ، لا إله إلا أنت أستغفرك و أتوب إليك".
__
و الحمد لله رب العالمين . و صلِّ و سلم و بارك يا ربي البر الحسيب على أنبياءك الكرام محمد و أحمد و يوسف بن المسيح صلوات تلو صلوات ، مباركات طيبات أبد الدهر و على أنبياء عهد محمد الآتين في مستقبل قرون السنين أجمعين . آمين . 🌿💙
الاثنين، 24 أغسطس 2020
درس القرآن و شرح الوجه الثاني من الأعراف .
درس القرآن و شرح الوجه الثاني من الأعراف .
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
أسماء إبراهيم :
شرح لنا سيدي و حبيبي يوسف بن المسيح ﷺ أثناء جلسة التلاوة المباركة من أحكام التلاوة ؛ من أحكام المد : مد أصلي و مد فرعي , ثم قام بقراءة الوجه الثاني من أوجه سورة الأعراف و أجاب عن أسئلتنا بهذا الوجه ثم صحح لنا تلاوتنا و ثم صحح الإعراب , و انهى الجلسة بأحاديث من كتاب (الترغيب و الترهيب للشيخ المنذري -رحمه الله-) .
بدأ سيدنا يوسف بن المسيح ﷺ الجلسة بأحكام التلاوة , فقال :
أحكام المد و نوعيه :
مد أصلي طبيعي و مد فرعي , المد الأصلي يُمد بمقدار حركتين و حروفه (الألف , الواو , الياء) , و المد الفرعي يكون بسبب الهمزة أو السكون .
أما الذي بسبب الهمزة فهو مد متصل واجب و مقداره ٤ إلى ٥ حركات , و مد منفصل جائز مقداره ٤ إلى ه حركات , و مد صلة كبرى مقداره ٤ إلى ٥ حركات جوازاً , و مد صلة صغرى مقداره حركتان وجوباً .
___
و ثم تابع قمر الانبياء يوسف الثاني ﷺ الجلسة بشرح الوجه لنا فقال :
هنا بداية قصة الصراع الأبدي الذي قدره الله سبحانه و تعالى منذ الأزل و هو الصراع الذي ينتج عنه البلاء و الابتلاء و الاختبار للمكلفين من الإنس و الجن .
قال تعالى :
{قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ} :
ربنا هنا يُخاطب إبليس , إبليس الكائن الجني في عالم الروح و كذلك كل إبليس في كل زمان و في كل مكان و مع كل بعث , فيقول الله سبحانه و تعالى : لماذا لا تطيع مبعوث السماء و تخضع له خضوعاً تاماً لما أمرتك بالخضوع مع بعثته ؟؟ فيرد إبليس في كل مكان و في كل زمان و أيضاً في عالم الروح : (قال أنا خير منه خلقتني من نار و خلقته من طين) , دائما الحُجة هي (الأنا) فآنا إبليس عظيمة و رأسه كبيرة فهو متكبر ، يغار و يحسد آدم على ما اصطفاه الله سبحانه و تعالى
(خلقتني من نار و خلقته من طين) فيظن المسكين أن النار خيرٌ من الطين و لا يعلم بأن الطين هو خيرٌ من النار و ذلك لأن الطين يتقولب في القوالب التي يوضع بها فيكون طائعاً مطوعاً مطيعاً ، و الطين طائع مطوع مطيع أما النار فهي طائشة هوجاء لا وزن لها و لا كتلة و لا قيمة لها .
___
{قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ} :
ربنا عالج إبليس بداءه ، كيف ؟؟ هو يتكبر إذاً فأنت صاغر , أنت تتكبر فأنت صاغر على طول فربنا بجيب من النهاية و يحب البداية من النهاية و بِيلَخص و صراطه هو الصراط المستقيم .
(قال فاهبط منها) يعني إنزل من الدرجة التي أعطيتك إياها بأنك تكون إمام الملائكة و أنت من الجن , (فما يكون لك أن تتكبر فيها) أي في عالم الروح , (فاخرج إنك من الصاغرين) يعني عكس ما ادعيت يا إبليس , و ربنا هنا عندما نزع عنه إمامة الملائكة تبين ذلك من أين ؟؟ من (قال فاخرج منها مذؤوما) مذؤوم أي اهتزأت و اهتزت إمامته من الأعماق كما قلنا سابقاً معنى كلمة نذير أي اهتزت النعمة ، أرى تهديد و اهتزاز النعمة ، فمذؤوم أي اهتزت و زالت إمامته .
و أي شخص متكبر في عالم الروح فإن الله يطرده و يلعنه و تُصيبه اللعنة في مقامه و منامه .
___
{قَالَ أَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ¤ قَالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ ¤ قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ ¤ ثُمَّ لآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَائِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ} :
هنا دليل هلى استمرار البعث ، لماذا ؟؟ (قال انظرني إلى يوم يبعثون) هو إبليس هيقعد كده و خلاص ؟؟ لا ، فربنا سيُكرر هذه القصة باستمرار دائم مستمر إلى يوم القيامة الكبرى .
(قال فبما أغويتني) شوف إبليس قليل أدب يتهم ربنا بأنه هو من أغواه ، إبليس مجرم لا يتهم نفسه ، و المنافق يتهم النبي و لا يتهم نفسه فالمنافق انعكاس لإبليس .
(لأقعدن لهم صراطك المستقيم) هنا وَصفْ لربنا بأنه صاحب الصراط المستقيم الواضح البَين المُبين و إبليس سيقعد لهم في هذا الطريق و لن يجعلهم يمشون فيه و سيجعلهم يتبعون السُبل فتفرق بهم عن سبيل الله .
{ثُمَّ لآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَائِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ} :
يعني من كل جهة ، (و عن أيمانهم) يعني يلبس لهم لباس أو ثوب الخير ، (و عن شمائلهم) يعني يلبس لهم لباس او ثوب الشر الشهوات المحرمة ، (و لا تجد أكثرهم شاكرين) فلا يجعلهم راضين فعدم الرضا و عدم الشكر هو باب عظيم من أبواب إبليس اللعين .
(من بين أيديهم) أي بوضوح ، (و من خلفهم) على حين غِرة و غفلة و طعنة .
__
{قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْؤُومًا مَّدْحُورًا لَّمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكُمْ أَجْمَعِينَ} :
ربنا يقول له اخرج اخرج من الدرجة التي أعطيتك إياها و من ملكوتي ، منزوع عنك إمامتك و مدحوراً مطروداً كأنه سقط من فوق جبل متدحرج ، و المتدحرج من فوق الجبل يكون عامل زي إيه ؟ زي الكرة أو البيضة ، مدحوراً : دح من الدِحيَة أو الدحي و معناها البيضة ، مدحوراً أي تُرى بأنك تتكور كالبيضة و تسقط من فوق الجبل ، هل رأيت وصف الكلمات ؟؟
(لمن تبعك منهم) يعني من الإنس و الجن , (لأملأن جهنم منكم أجمعين) يعني سأدخلكم جميعكم جهنم في الدنيا و الآخرة .
___
و ثم صرف ربنا سبحانه و تعالى الكلام لآدم و كل آدم في كل مكان و زمان :
{وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلاَ مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ} :
(اسكن أنت و زوجك الجنة) و هذا الكلام له ظاهر و باطن : آدم و زوجته و كذلك آدم و نفسه ، فالزوج في الرؤيا هي النفس نفس الإنسان ، فربنا يقول له اسكن الجنة التي أعطيتك إياها و هي جنة النعيم نعيم الوصال بالله عز و جل و كذلك نعيم الدنيا .
و الجنة هي أرض عظيمة فيها بساتين كثيرة و أدم كان يعيش عليها و كانت في الأرض و ليست جنة عدن لأن الجنة السماوية أي عدن من يدخلها لا يخرج منها أبداً إلا في اللحظة الكونية الدقيقة إذا اختار الله أن يُفني من أراد من المكلفين أو أن يعبر بمخلصيهم الى الكون التالي .
(اسكن أنت و زوجك الجنة فكلا من حيث شئتما) يعني تنعما بما أعطيتكما ، (و لا تقربا هذه الشجرة) فحدد الله لهما اختبار ، شيء معين لا يقتربون منه ، و الشجرة هنا هي الشرك لأن الله قال (فتكونا من الظالمين) و نحن نعلم بأن الظلم هو الشرك بتعبير القرآن .
و كذلك من معاني الشجرة : الشجار و الاختلاف ، و كذلك في بداية الوجه أو أول جملة فيه {قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ} هنا اسلوب استعجاب (ألا تسجد إذ أمرتك) .
___
{فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْآتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلاَّ أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ} :
(فوسوس لهما الشيطان) و الشيطان هنا هو إبليس في هذه الحالة و كذلك كل شيء يصرف عن وجه الله عز و جل فهو شيطان ، وسوس : واو دوي دائري منتظم ، السين تسرب خفي ، فوسوس هنا أي بشكل متكرر زي الذبان كل ما يجي نهشه و لما نهشه نضربه بمضرب الذبان و نموته و هكذا لا ينتهي إلا بالدخول إلى الجنة ، فوسوس : تسرب خفي لدوي دائري منتظم ، و هذا هو صوت إبليس أو صوت شيطان يأتي يوسوس يتسرب بشكل خفي و يُزين المعصية و يُحيطك بالتسرب الخفي .
(ليبدي لهما ما ووري عنهما من سوآتهما) الإنسان عندما يقع في الشرك و المعصية تظهر عيوبه و يظهر بشع و خبيث ، و الشيطان لما يوقعه في الشرك و المعصية يظهر الإنسان بشع و خبيث الشكل فتظهر السوءة أي سوأته يعني , و كذلك ظهور العورة في غير محلها هي نوع من السوءة .
(و قال ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلا أن تكونا ملكين) هنا وسوسة إبليس يقولها لآدم و نفسه أي آدم و زوجه ، (إلا أن تكونا ملكين) من خطط إبليس و مداخله بأن لا يجعل في الإنسان ثقة في نفسه فيقول له بأنه سيصبح و يكون من الملائكة ! لكن الانسان أفضل و أحسن من الملائكة لأنه مكلف و طائع و مستخلف في الأرض بأمر الله عز و جل ، (إلا أن تكونا ملكين) يعني يشككك في نفسك و يقلل من ثقتك في نفسك و هذا مدخل من مداخل إبليس فلا تعد تثق في الاقدام على استخارة الله وحدك , (أو تكونا من الخالدين) يعني يعلقهم بالحبال الذايبة(الذائبة) و الأمل ، تكونوا خالدين فلا تموتوا أبداً و هذه حبال ذايبة في عالم الغيب لا نعرف عنها شيء ، فهكذا هو الشيطان دائماً يجعلك تتعلق بالحبال الذايبة و الأمل و كذلك يُفقدك الثقة في نفسك .
و هنا قال ربنا (سوآتهما) و ليس سوءة ، ليست عورة واحدة بل عورات ، و ليست سيئة واحدة بل سيئات ، و ليس عيب واحد بل عيوب ، و هذا دليل بأن لها أكثر من معنى .
___
{وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ} :
(قاسمهما) هنا لها معنيين : بأنه أقسم لهم و أكد لهم على النصيحة التي ينصحها لهم كذبا و زورا , و كذلك قاسمهما أي شاركهما في أنفسهم و في حياتهم ، و أصبح جزء من حياتهم و التي هي المعصية و الشرك , و معنى كلمة نصح من أصوات الكلمات : نون نعمة ، صاد اتصال ، راء راحة أي اتصال النعمة و الراحة و هذا هو النصح ، فعندما أنصحك فأنا عاوزلك الاتصال بالنعمة و الراحة .
___
{فَدَلاَّهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُّبِينٌ} :
(فدلاهما بغرور) قال لهما عن طريق الشرك و المعصية بغرور و كِبر ، و معنى كلمة غرور من أصوات الكلمات : غين غبش و ضباب ، رور إراءة أي أراهما طريق الضباب و الغبش و هو طريق الشرك و الذي هو السُبل البعيد عن الطريق المستقيم الواضح الظاهر الذي ليس فيه غبش ، و دلاهما إلى طريق الضياع و عدم وضوح الرؤية ، و كذلك بغرور أي بكِبر , (فدلاهما) هل رأيتم اللفظ ؟ فدلاهما و ليس فدلهما ، فدلااااهما أي باستكبار كأن إبليس واقف و يشاور لهم من فوق بأن يذهبوا إلى هذا الطريق و مناخيره مرفوعة لفوق ، فهو إبليس اللعين , أرأيتم تعابير القرآن ؟؟؟
و كذلك (فدلاهما) أي انزلهما من التدلية أي انزل درجتهم و افسد بهم الأرض و اهانهم و اوقعهم ، و هذا من معاني فعل فدلاهما . ليسقطوا في بئر الخيانة .
(فلما ذاقا الشجرة) أي شجرة الشرك و المعصية ، (بدت لهما سوآتهما) أي ظهرت بشاعة تصرفهم و ظهر آثار المعصية على وجوههم و تصرفاتهم و ظهرت عورتهم , (و طفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة) لما ظهرت أثار المعصية عليهم و ظهرت عورتهم و سيئتهم فماذا فعلوا ؟ طافوا بقوة لكي يغطوا تلك السوءة فهم خجلين/مكسوفين من ربنا ، و طفقا أي طافا بقوة و تحركا بقوة ، (يخصفان عليهما من ورق الجنة) يحاولون تغطية سوءتهم التي ظهرت أمام الله عز و جل و الملائكة . خصف اي فعل ذلك بشكل همجي في خوف و خجل و سرقة .
(و نادهما ربهما ألم أنهكما عن تلكما الشجرة) قال الله سبحانه و تعالى لهما : ألم احذركم من طريق إبليس ؟؟ (و أقل لكما إن الشيطان لكم عدو مبين) ؟؟؟ قلتُ لكم ذلك لكن هل أنتم استمعتم ؟؟؟؟ فهذا عتاب المحبين .
هنا انتهى الوجه ، و في الوجه التالي يوجد دليل أيضاً على استمرار البعث و هو {قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُواْ وُجُوهَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ} كل مسجد أي كل أمر بالسجود لمبعوث السماء و هو مستمر إلى قيام الساعة و هذا دليل على استمرار البعث .
و قال لنا سيدي يوسف الحبيب ﷺ أثناء تصحيحه لتلاوتنا : انطق طبيعة الفعل الذي فعله ، فربنا من خلال هذه الكلمة و من خلال تصريف الحركات حول الكلمة و أصواتها يُبين الصورة التي عمل بها الفعل ، فهذه هي أصوات كلمات اللغة العربية و خصوصاً القرآن الكريم كما في (فدلاهما) كأن إبليس يشاور لهم بسبابته و يدلهم على الطريق الغواية بكل غرور و تكبر من علو و تعالي و أنعرة ، متأنعر يعني .
___
و تابع سيدنا يوسف الصادق الآمين ﷺ الجلسة إذ طلب من مروان و رفيدة و أرسلان إعراب مقاطع قرآنية من هذا الوجه و قاموا بإعرابها :
إذ أعرب مروان المقطع القرآني التالي {فَدَلاَّهُمَا بِغُرُورٍ} :
فدلاهما : الفاء حرف عطف ، دلا : فعل ماضي مبني على الفتح المقدر لاعتلال آخره ، و الفاعل ضمير مستتر تقديره هو ، دلاهما : هما : ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به . بغرور : باء حرف جر ، غرور : اسم مجرور بحرف الجر باء و علامة جره الكسرة ، و شبه الجملة (بغرور) في محل حال التدلية التي قام بها إبليس بغرور .
و أعربت رفيدة {وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ} :
واو حرف عطف ، طفق : فعل ماضي مبني على الفتح ، و الفاعل ضمير مستتر تقديره هما ، يخصفان : فعل مضارع مرفوع و علامة رفعه الألف لأنه مثنى ، و الفاعل ضمير مستتر تقديره هما ، عليهما : على حرف جر ، هما : ضمير متصل مبني في مجل جر اسم مجرور بحرف الجر على ،
من : حرف جر ، ورق : اسم مجرور بحرف الجر (من) و علامة جره الكسرة و هو مضاف ، الجنة : مضاف إليه مجرور و علامة جره الكسرة .
و أعرب أرسلان {إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُّبِينٌ} :
إن : حرف ناسخ ناقص، الشيطان : اسم إن منصوب و علامة نصبه الفتحة ، لكما : اللام حرف جر ، كما : ضمير متصل مبني في جر اسم مجرور بحرف الجر اللام ، عدو : خبر إن مرفوع و علامة رفعه الضمة ، مبين : نعت مرفوع و علامة رفعه الضمة .
و ثم أنهى نبينا و مزكينا يوسف بن المسيح ﷺ الجلسة بأحاديث من كتاب (الترغيب و الترهيب) للشيخ المنذري - رحمه الله تعالى - يقول : في فضل حضور مجالس الذكر و الاجتماع على ذكر الله تعالى ، فقال ﷺ :
عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- عن رسول الله ﷺ قال : "ما من قوم اجتمعوا يذكرون الله عز و جل لا يريدون بذلك إلا وجهه إلا ناداهم مناد من السماء قوموا مغفورا لكم قد بدلت سيئاتكم حسنات"
و عنه عن النبي ﷺ قال : "إن لله سيارة من الملائكة يطلبون حِلق الذكر ، فإذا أتوا عليهم حفوا بهم ، ثم يقفون و أيديهم إلى السماء إلى رب العزة تبارك و تعالى ، فيقولون : ربنا أتينا على عباد من عبادك يعظمون آلاءك ، و يتلون كتابك ، و يصلون على نبيك محمد ﷺ ، و يسألونك لآخرتهم و دنياهم ، فيقول الله تبارك و تعالى : غشوهم رحمتي ، فهم الجلساء لا يشقى بهم جليسهم".
و روي عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال : مر النبي ﷺ بعبد الله بن رواحة و هو يُذكر أصحابه ، فقال رسول الله ﷺ : أما إنكم الملأ الذين أمرني الله أن أصبر نفسي معكم ، ثم تلا هذه الآية {و اصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة و العشي} إلى قوله {و كان أمره فرطا} . أما إنه ما جلس عُدَّتُكُم إلا جلس معهم عُدَّتُهُم من الملائكة إن سبحوا الله تعالى سبحوه ، و إن حمدوا الله حمدوه ، و إن كبروا الله كبروه ، ثم يصعدون إلى الرب جل ثناؤه و هو أعلم بهم ، فيقولون : يا ربنا عبادك سبحوك فسبحنا ، و كبروك فكبرنا ، و حمدوك فحمدنا ، فيقول ربنا جل جلاله : يا ملائكتي أشهدكم أني قد غفرت لهم ، فيقولون : فيهم فلان و فلان : الخطاء ، فيقول : هم القوم لا يشقى بهم جليسهم" .
هنا تأكيد بأن الحسنة تعم و السيئة تخص .
و عن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما- قال : قلت : يا رسول الله ما غنيمة مجالس الذكر ؟ قال : غنيمة مجالس الذكر الجنة" رواه أحمد .
و عن جابر -رضي الله عنه- قال : خرج علينا رسول الله ﷺ فقال : "يا أيها الناس إن لله سرايا من الملائكة تحل و تقف على مجالس الذكر في الأرض فارتعوا في رياض الجنة . قالوا : و أين رياض الجنة ؟ قال : مجالس الذكر فاغدوا ، أو روحوا في ذكر الله ، و ذَكِّروه أنفسكم ، من كان يحب أن يعلم منزلته عند الله فلينظر كيف منزلة الله عنده ، فإن الله يُنزل العبد منه حيث أنزله من نفسه".
و عن عمرو بن عبسة -رضي الله عنه- قال : سمعت رسول الله ﷺ يقول : "عن يمين الرحمن ، و كلتا يديه يمين : رجال ليسوا بأنبياء و لا شهداء يغشى بياض وجوههم نظر الناظرين ، يغبطهم النبيون و الشهداء بمقعدهم و قربهم من الله عز و جل . قيل : يا رسول الله من هم ؟ قال : هم جُماع من نوازع القبائل((جُماع يعني مجمعون من قبائل شتى)) يجتمعون على ذكر الله فينتقون أطايب الكلام كما ينتقي آكل التمر آطايبه".
و عن أبي الدرداء -رضي الله عنه- قال : قال رسول الله ﷺ : ليبعثن الله أقوماً يوم القيامة في وجوهم النور على منابر اللؤلؤ يغبطهم الناس ليسوا بانبياء و لا شهداء . قال : فجثا أعرابي على ركبتيه فقال : يا رسول الله حِلَّهُم لنا نعرفهم ؟ قال : هم المتحابون في الله من قبائل شتى ، و بلاد شتى يجتمعون على ذكر الله يذكرونه" .
و عن أبي هريرة و أبي سعيد أنهما شهدا على رسول الله ﷺ أنه قال : "لا يقعد قوم يذكرون الله إلا حفتهم الملائكة و غشيتهم الرحمة ، و نزلت عليهم السكينة ، و ذكرهم الله فِيمَن عنده".
و عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أن رسول الله ﷺ قال : "إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا . قالوا : و ما رياض الجنة ؟ . قال : حِلَقُ الذكر" .
___
و الحمد لله رب العالمين . و صلَّ الله و سلم على أحبابه محمد و أحمد و يوسف بن المسيح و على آلهم و صحبهم و ذريتهم أجمعين و على أنبياء عهد محمد الآتين الأكرمين في مستقبل قرون السنين آجمعين , صلوات تلو صلوات يخشع لها كل الأكوان بنبضاته و خفقاته و سكناته و همساته و رقصات عشقه و ذِكره الأبدي . 💙🌿
==========