راية المسيح الموعود

راية المسيح الموعود

الأحد، 29 نوفمبر 2020

صلاة الجمعة27=11=2020

 
 
 
 يوشع بن نون :

صلاة الجمعة ٢٠٢٠/١١/٢٧
==================
صلاة الجمعة لخليفة المسيح الموعود السادس سيدنا يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام بتاريخ ٢٠٢٠/١١/٢٧
يقول سيدنا يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام : السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته . أذان .
قام بلال اليوسفيين برفع الأذان :
الله اكبر الله اكبر
الله اكبر الله اكبر
اشهد ان لا اله الا الله
اشهد ان لا اله الا الله
اشهد ان محمدا رسول الله
اشهد ان محمدا رسول الله
حى على الصلاة
حى على الصلاة
حى على الفلاح
حى على الفلاح
الله اكبر الله اكبر
لا اله الا الله
ثم قام سيدنا يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام خطيبا فقال : الحمد لله - الحمد لله وحده - الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد و من تبعه من أنبياء عهده و بعد : نكمل حديث المسيح الموعود عليه الصلاة و السلام من كتاب حمامة البشرى يقول المهدي الحبيب : " فاعلموا يا أولي الأبصار الرامقة والبصائر الرائقة، أنّا ما كتبنا في كتاب شيئا يُخالف النصوص القرآنية أو الحديثية، وما تفوَّهْنا به يوما من الدهر، وقد أعاذنا الله من مثل ذلك، ولكنهم يعترضون قبل أن يفهموا، ويحسبوننا ضالين قبل أن يكونوا مهتدين. واللهُ يعلم.. ونُشهد الثَّقَلينِ.. أنّا لا نعتقد أن أحدا من الشمس والقمر والنجوم فاعل مستقل في فعله ومؤثر بذاته، أو له اختيار في إفاضة التأثيرات أو له دخلٌ إراديّ في إيصال الأنوار وإنزال الأمطار وتربية الأبدان والأجسام والثمرات. ولا نعتقد أن أحدا من تلك الأجرام النورانية يستحق الحمدَ والشكر والعبادة على إفاضته، أو له مِنّة وإحسان على أهل الأرض مثقال ذرّة، أو هو يسمع دعاء الناس ويرضى عن الحامدين. ومن عزا إلينا أمرًا من هذه الأمور فقد ظلمَنا، والله يعلم أنه مفترٍ كذّاب، ومُجاهِرٌ بالقِحَة والفِرْية، ويتّبع سبل الخادعين.
بل نؤمن ونعتقد أن الله أحد صمد، لا شريك له في ذاته ولا في جميع صفاته، لا في السماوات ولا في الأرضين. ومن أشرك بالله شيئًا من أشياء السماء أو الأرض فهو كافر مرتد عندنا، ومُفارِقٌ لدين الإسلام، وداخل في المشركين.
ومع ذلك إنّا نعتقد أن خواص الأشياء حق، وفيها تأثيرات بإذن العليم الحكيم الذي ما خلق شيئا باطلا، ونرى أن في كل شيء خاصية وأثرًا أودعَه الله، حتى البعوضة والذباب والقمّل والدود وما دونها، فكيف نظن أن خلق الشمس والقمر والنجوم هي أدنى من هذه الأشياء وما في طبائعها من خاصة ونفع للناس، وإنما هي باطلة الحقيقة، وخلَقها الله كأشياء عبثٍ ورديٍّ ما أودعَها الله منفعةً عظيمة لعباده إلا القليل الذي يقوم مقامه كثير من الأشياء، كما أنت تزعم في خلق النجوم وتقول إنها علامات هادية للمسافرين. وأنت تعلم أن الناس قد صنعوا وعملوا لأنفسهم لأسفار برّهم وبحرهم طرقا أخرى أغنتْهم عن النجوم، بل ما بقي لهم حاجة إلى هذه العلامات أصلا. ثم إذا أنصفتَ فوجب عليك أن تقول إن الناس لا يحتاجون إلى النجوم كلها ليتخذوها علامات عند أسفارهم إلا إلى كواكب معدودة، وأمّا النجوم التي كثرت عدّتها في السماء حتى إنكم لا تستطيعون أن تعدّوها.. فأيّ حاجة للمسافرين إليها؟ بيِّنوا تُؤجَروا إن كنتم لدعواكم مبيّنين، وإن لم تبيّنوا.. ولن تبيّنوا.. فاتقوا الله الذي لا يُحب المبطلين.
وكيف تظن أن الله خلق النجوم باطلة الحقيقة وما خلق فيها تأثيرات عجيبة؟ وإنّا نرى خواصا وتأثيرات في أدنى مخلوقاته.. وكيف نعتقد أن الله الذي وشّح تلك الأجرام بالأنوار الظاهرة، وزيّنها بالصور المنيرة المشرقة المعجبة، لم يلتفت إلى أن يُودع بواطنها أنوارا أخرى.. أعني تأثيرات مما ينفع الناس؟ وقد سخّر الشمس والقمر والنجوم للناس، وأشار إلى أن كل منها خُلق لمصالح العباد، وإلى أن وجود تلك الأجرام من أعظم إحساناته وتفضلاته. وإنه لم يذكر تأثيرات بعض الأشياء في كتابه المحكم وأنها قد ثبتت عند أولي التجارب، فما لنا أن لا نقر بتأثيرات أشياء قد ذكرها الله تعالى في القرآن العظيم، بل فضّلها على أكثر النعماء وحث عباده على أن يُفكّروا في خلق السماوات والأرض وآياتها وقال: ( إِنَّ في خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْض وَاخْتلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لأُولِي الأَلْبَابِ ) . والحق أن تأثيرات الشمس والقمر والنجوم شيء يراه الخَلق في كل وقت وحين، ولا سبيل إلى إنكارها. مثلا اختلاف الفصول وطبائعها، وخصوصية كل فصل بأمراض مخصوصة ونباتات معروفة وحشرات مشهورة.. شيء تعرفه فلا حاجة إلى تفصيلها. وأنت تعلم أنه إذا طلعت الشمس وفاضت الأنوار فلا شك لهذا الوقت تأثير في النباتات والجمادات والحيوانات، ثم إذا هرم النهار وكاد جُرُفُ اليوم ينهار، ففي ذلك الوقت تاثيرات أخرى. والحاصل أن لبعد الشمس وقربها أثرا جليا وتأثيرات قوية في الأشجار والأثمار والأحجار وأمزجة بني آدم، ولا بد من أن نقرّ بها وإلا فأين نفرّ من علوم حسّيّة بديهة ثابتة عند كل قوم. وكم من خواص القمر يعلمها الدهاقين وأرباب الفلاحة، فيا حسرة على الذين يقولون إنَّا نحن العلماء ثم يتكلمون كأرذل الجاهلين.
وقد اتفق الحكماء على أن أعدل أصناف الناس سكّان خط الاستواء، وما هذا إلا لتأثير خاص يكون سببا لكمال صحتهم وزيادة فهمهم وحزمهم. ولا شك أن هذا من العلوم الحسّية البديهة المرئية، ولا يُعرِض عنه إلا الذي لا يحظى بسراج الحجة ويزيغ عن المحجّة، فتعسًا للمعرضين. وقد تقرر في ديننا أن بعض الأوقات مباركة تُجاب فيها الدعوات، وتُسمع فيها التضرّعات.. كليلة القدر وثُلث الأخير من الليل. وقال المحققون إن في الأوقات التي عُيّنتْ للصلاة بركات مخفية فلذلك خصّها الله للعبادات، فمن حافظ عليها وقضى كل صلاة بحضور القلب في وقتها فلا شك أنه يُعطى بركاتها ويُصيبه حظ منها، وينال سعادة مطلوبة ويُنجَّى مِن بئس القرين. فتأمَّلْ هذا الموضع حق التأمل فإنه موضع عظيم. ومَن جدّ في الطلب وجاهد فتقارنه العناية والتوفيق والاجتباء، ويعصمه الله من الخذلان، ويجعله من الموفَّقين.
وإذا عرفتَ هذا.. فإن كنت ذا قلب سليم فقد عرفتَ الحقيقة، وزالت عنك شكوك كثيرة وشبهات في هذا الباب، وانجابت غشاوة الاسترابة، وبانت أمارة الحق، وكُشف عنك الغُمّى، وهُديت إلى نور اليقين. وإن كنت لا يكفيك هذا، وتجد في نفسك طلب الزيادة في الإيضاح والإفصاح، فاعلم أن القرآن قد صرّح بهذا في غير موضع، كقوله تعالى : ( فَقَالَ لَهَا وَلِلأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ * فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ في يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى في كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا )، وكقوله: ( يَتَنَزَّلُ الأَمْرُ بَيْنَهُنَّ ) ، وكقوله: ( يُدَبِّرُ الأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ )، فهذه الآيات كلها تدل على أن الله الحكيم العليم الرحيم الكريم المتفضل خلَق السماوات والأرض كذَكَرٍ وأنثى، واقتضت حكمته أن يجمعهما من حيث الفعل والانفعال، ويجعل بعضهما مؤثرا في بعض، وهذا معنى قوله: ( فَقَالَ لَهَا وَلِلأَرْضِ ائْتِيَا ). ففكِّرْ في هذه الآية حق الفكر، ولا تفرّطْ في جنب الله، وقُمْ لكسب الحسنات وتلافي الهفوات قبل الوفاة، ولا تكن من الغافلين.
ثم انظر أنه تعالى قال في مقام آخر: ( قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا )، وقال: ( وأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَْ ) ( وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ الأَنْعَامِ )، ومعلوم أن هذه الأشياء لا تنـزل من السماء، فما عزاها الله إليها إلا إشارةً إلى أن العلّة الأولى من العلل التي قدّر الله تعالى لخلق تلك الأشياء وتولُّدها وتكوُّنها تأثيراتٌ فلكية وشمسية وقمرية ونجومية، وأشار في هذه الآيات إلى أن الأرض كامرأة والسماء كبعلها، ولا تتمُّ فعل إحداهما إلا بالأخرى، فزوّجَهما حكمةً من عنده وكان الله عليما حكيما.
فتدبَّرْ في هذه الآيات بنظر عميق وكرِّرِ النظر فيها، واعلم أن هذا الموضع من أجلّ المواضع لمن حقّقه وفهمه ونظره بدقة النظر. ويؤيد هذه الآياتِ قولُه تعالى: (فَلا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ). وأنت تفهم أن في هذا القول إشارةً إلى أن للنجوم ومواقعها دخل لِتحسُّسِ زمان النبوة ونزول الوحي، ولأجل ذلك قيل إن بعض النجوم لا يطلع إلا في وقت ظهور نبي من الأنبياء. فطوبى للذي يفهم إشارات الله ثم يقبلها كالتقاة، ولا يصول كالذي هو خليع الرسن ومديد الوسن ومن العصاة ومن المتكبرين.
وإن كنت ما سمعت من قبل بيانا واضحا كمثل بياننا هذا.. فلا تعجب من ذلك، فإن لكل موطن رجال، ولكل وقت مقال، وإن الله لا يُنـزل دقائق المعارف ولا يبسطها كل البسط إلا في وقت ضرورتها. وكم من لطائف ونِكات تخفى من أهل زمان ثم يأتي وقت إظهارها في زمان آخر، فيبعث الله مجددا في ذلك الوقت، وينطق محدَّثُ الوقت بتلك النكات، فيفصّل مجملاتٍ اقتضتْ حالةُ الزمان تفصيلَها، وتُلقَى على لسانه معارفُ كتابِ الله التي قد جاء وقتُ تبيُّنها، فيُبيّنُها للناس على وجه البصيرة بجأشٍ متين. فيقبَله الذي رَكَنَ من الدنيا إلى الله، ويُعرِض عنه الجاهل لغباوته وغلبة شقاوته، فاتق الله وكُنْ من الصالحين.
واعلم أن كثيرا من العلماء الراسخين ذهبوا إلى ما ذهبنا في تفسير هذه الآيات المتقدمة، وكانوا يعتقدون أن في الشمس والقمر والنجوم تأثيرات خلقها الله لمصالح عباده، كما قال الرازي في تفسيره الكبير وهو هذا:
"فإن الشمس سلطان النهار، والقمر سلطان الليل، ولولا الشمس لما حصلت الفصول الأربعة، ولولاها لاختلّت مصالح العالم بالكلية. وقد ذكرنا منافع الشمس والقمر بالاستقصاء في أول هذا الكتاب".
تمَّ كلامه، فتفكَّرْ فيه ولا تمرّ بها كالنائمين.
ثم جلس سيدنا يوسف بن المسيح قليلا ثم تابع الخطبة فقال : الحمد لله - الحمد لله وحده - الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد و من تبعه من أنبياء عهده و بعد : يقول المهدي الحبيب : " وقال صاحب "حُجّة الله البالغة":
"أما الأنواء والنجوم فلا يبعد أن يكون لهما حقيقة، فإن الشرع إنما أتى بالنهي عن الاشتغال به لا نفي الحقيقة البتّة. وإنما توارث من السلف الصالح ترك الاشتغال به وذمّ المشتغلين وعدمُ القبول بتلك التأثيرات لا القولُ بالعدم أصلا. ((( هذا يشبه أننا لا ننفي وجود الجن والسحر والتأثيرات الشيطانية _ عياذا بالله _ ولكن لاننشغل بتلك الأمور لاننشغل بطبيعة السحر وبطبيعة الجن والأكوان الأخرى فقط نثبتها ثم نفوض كيفها لله عز وجل وكذلك الإمام المهدي أثبت أن أي شيء نعرضه على القرآن أو نعرضه على المسلّمات العلمية ))) .
وقال صاحب "حُجّة الله البالغة":
"أما الأنواء والنجوم فلا يبعد أن يكون لهما حقيقة، فإن الشرع إنما أتى بالنهي عن الاشتغال به لا نفي الحقيقة البتّة. وإنما توارث من السلف الصالح ترك الاشتغال به وذمّ المشتغلين وعدمُ القبول بتلك التأثيرات لا القولُ بالعدم أصلا. وإن منها ما يلحق البديهاتِ الأوّليّة كاختلاف الفصول باختلاف أحوال الشمس والقمر ونحو ذلك، ومنها ما يدل عليه الحدس والتجربة والرصد.. كمثل ما تدل هذه على حرارة الزنجبيل وبرودة الكافور. ولا يبعد أن يكون تأثيرها على وجهين.. وجهٌ يُشبه الطبائع، فكما أن لكل نوعٍ طبائع مختصة به من الحر والبرد واليبوسة والرطوبة، بها يتمسك في دفع الأمراض.. فكذلك للأفلاك والكواكب طبائع وخواص كحر الشمس ورطوبة القمر، فإذا جاء ذلك الكوكب في محله ظهرت قوّته في الأرض. ألا تعلم أن المرارة إنما اختصّت بعادات النساء وأخلاقهن بشيء يرجع إلى طبيعتها.. وإن خَفِيَ إدراكها، والرجل إنما اختص بالجرأة والجهورية ونحوهما لمعنى في مزاجه، فلا تنكر أن يكون لحلول قوى الزهرة والمريخ بالأرض أثر كأثر هذه الطبائع الخفيّة. وثانيهما.. وجهٌ يُشبه قوةً روحانية مشتركة مع الطبيعة، وذلك مثل قوة نفسانية في الجنين من قِبَلِ أُمّه وأبيه. والمواليد بالنسبة إلى السماوات والأرضين كالجنين بالنسبة إلى أبيه وأمه، فتلك القوة تُهيّئ العالم لفيضانِ صورةٍ حيوانية ثم إنسانية. ولحلول تلك القوى بحسب الاتصالات الفلكية أنواع، ولكل نوع خواص، فأمعنَ قوم في هذا العلم فحصل لهم علم النجوم.. يتعرّفون به الوقائع الآتية. غير أن القضاء إذا انعقد على خلافه جعَل قوة الكواكب متصورةً بصورة أخرى قريبة من تلك الصورة، وأتم الله قضاءه من غير أن ينخرم نظام الكواكب في خواصها".
تمّ كلامه، رحمه الله.
فانظر أيها العزيز.. كان الله معك.. إن هذا القائل بتأثير النجوم عالم ربّاني من علماء الهند، وكان هو مجدد زمانه، وفضائله متبينة في هذه الديار، وهو إمام في أعين الكبار والصغار، ولا يختلف في علو شأنه أحد من المؤمنين. فويل للذين يطيلون لُسْنَهم لتكفير المسلمين كالوَقاح المتسلطة، ولا يتفكرون في كلماتِ أئمّتهم، ويريدون أن يزيدوا الكفار ويُقلّلوا أهل الإسلام، ويريدون أن يُلْقُوا الأُمّةَ في فتنة صمّاء يكفر بعضهم بعضا، ويبيعون الإيمان لفضالة المأكل وثمالة المنهل، ويسقطون كالذباب على قَيح ومُخاط وبُراز الناس، ويتركون وَردًا وريحانا ومسكا وعنبرا وأنهارَ ماءٍ مَعين.
ثم اعلم أن الفاضل الذي كتبنا قليلا من كلامه قال في "فيوض الحرمين" أزيد من هذا، فلنذكُرْ قليلا من عباراته التي فيها بيان تأثير النجوم والأفلاك، وهي هذه:
"ربما لم يكن الرجل شريفا في الأصل، ولكنه وُلِد في زمان تقضي الاتصالاتُ الفلكية يومئذ نباهةَ نسبه. وأرى أن ذلك بنوع امتزاج زُحل مع الشمس والمشتري، بحيث يكون الزحل مرآةً ونورُ الشمس والمشتري منعكسًا فيه، فحينئذ يكون.. والله أعلم.. براعة النسب والنباهة من أجله. ويكون ذلك الاتصال بحيث ينحفظ في صورته المُفاضة حُكْمُ هذا الاتصال كما ينحفظ في الأولاد أشكال الوالدين وتخاطيطهما، وهذا الرجل ليس له شرفٌ موروث."
ثم قال في مقام آخر من كتابه "الفيوض":
"هاكَ ما فهَّمني ربي.. أنه يجيء مِن مدد السماء الأولى نُقولٌ وتوسّطاتٌ وزيٌّ، ومن السماء الثانية قواعدُ منضبطة، فتُكتَب وتُسطَر وتُعلَّم وتُؤْثَر كابرا عن كابر، وتُوقَر بها الصدور وتُملَأ به الصحف، ومن السماء الثالثة لون طبعي، فتصير طبيعته وتميل إليه الطبائع وتهيج لها حميّةٌ منهم فيحمونها وينصرونها ويناضلون دونها، ويحبونها كحب الأموال والأولاد والأنفس. ومن السماء الرابعة غلبة وقوة وتسخير، فيكون مسخَّرًا لها أكابرُ الناس وأصاغرهم، علماؤهم وأمراؤهم، ومن السماء الخامسة نِكايةٌ وشدة، فلن ترى منكرا لها إلا وقد امتُحن بالمحن، وابتُلي بالبلايا ولُعن وعوقب كأن من الغيب ناصرا لها. ومن السماء السادسة هداية معظّمة، فيكون سببا لاهتدائهم ومثابةً للناس إلى كمالهم. ومن السابعة الشرفُ الدائم الذي كالندب في الحجر لا يزال حتى تُمزَّع أوصاله وتُقطَع أجزاؤه. فهذه أركانٌ سبعة نلتم في الملأ الأعلى، فيكون جسدًا مسوًّى فيهم، فيُنفَخ مِن التدلّي الأعظم جذبٌ فيها بمنـزلة الروح في الجسد، فمن تلبّسَ بتلك الأذكار والأفكار، وتزيّنَ بذلك الزيّ شملتْه الرحمة الإلهية، وأتاه الجذب من فوقه ومن تحته ويمينه وشماله ومن حيث لا يحتسب. ثم يربي هذا الطفل ساداتُ الملأ الأعلى، ويخدمه الملأ السافل، فلا يزال يتقرر أمره ويزداد شأنه، حتى يأتي أمر الله على ذلك. فهذه هي الطريقة، وقِسْ عليه المذهب في الفروع والأصول. فكل من ادّعى أن الله تعالى أعطى طريقة أو مذهبا ولم يكن الذي أُعطي كما وصفْنا فقد عجز عن معرفة الأمر على ما هو عليه. ثم ليس كل أحد يُقضى له بالطريقة، وليس عند الله جزاف ولا تخمين في شيء من الأشياء، بل إنما يعطي من جِبِلّ مباركا زكيا فيه إمداد الأفلاك السبعة والملأ الأعلى والسافل، وله رحمة خاصة من التدلي الأعظم. وكم من عارف عظيم المعرفة أو فانٍ باقٍ شديد الفناء سابغ البقاء ليس بمبارك وزكيّ فلا يُعطاها. وكذلك لا يتعاطى حفظها كل أحد، بل لكل أمر رجلٌ خُلق له ويُسِّرتْ جبلّةٌ لذلك. وأما صورةُ ظهورها فنشأة أخرى وراء النشأة المتعارفة حقيقتها بركة فائضة في الأعراض والأفعال."
تمّ كلامه رحمه الله. فإن كفّرتَ أحدًا بهذه العقائد فكفّرْه أوّلاً، فإن الفضل للمتقدمين.
وأقم الصلاة .
ثم قام بلال اليوسفيين بإقامة الصلاة وصلى نبي الله الجمعة ركعتين وقرء في الركعة الأولى سورة الفاتحة وسورة البينة .
بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ * ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَـٰلَمِینَ * ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ * مَـٰلِكِ یَوۡمِ ٱلدِّینِ * إِیَّاكَ نَعۡبُدُ وَإِیَّاكَ نَسۡتَعِینُ * ٱهۡدِنَا ٱلصِّرَ ٰ⁠طَ ٱلۡمُسۡتَقِیمَ * صِرَ ٰ⁠طَ ٱلَّذِینَ أَنۡعَمۡتَ عَلَیۡهِمۡ غَیۡرِ ٱلۡمَغۡضُوبِ عَلَیۡهِمۡ وَلَا ٱلضَّاۤلِّینَ .
(بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ لَمۡ یَكُنِ ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ مِنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَـٰبِ وَٱلۡمُشۡرِكِینَ مُنفَكِّینَ حَتَّىٰ تَأۡتِیَهُمُ ٱلۡبَیِّنَةُ ۝ رَسُولࣱ مِّنَ ٱللَّهِ یَتۡلُوا۟ صُحُفࣰا مُّطَهَّرَةࣰ ۝ فِیهَا كُتُبࣱ قَیِّمَةࣱ ۝ وَمَا تَفَرَّقَ ٱلَّذِینَ أُوتُوا۟ ٱلۡكِتَـٰبَ إِلَّا مِنۢ بَعۡدِ مَا جَاۤءَتۡهُمُ ٱلۡبَیِّنَةُ ۝ وَمَاۤ أُمِرُوۤا۟ إِلَّا لِیَعۡبُدُوا۟ ٱللَّهَ مُخۡلِصِینَ لَهُ ٱلدِّینَ حُنَفَاۤءَ وَیُقِیمُوا۟ ٱلصَّلَوٰةَ وَیُؤۡتُوا۟ ٱلزَّكَوٰةَۚ وَذَ ٰ⁠لِكَ دِینُ ٱلۡقَیِّمَةِ ۝ إِنَّ ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ مِنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَـٰبِ وَٱلۡمُشۡرِكِینَ فِی نَارِ جَهَنَّمَ خَـٰلِدِینَ فِیهَاۤۚ أُو۟لَـٰۤىِٕكَ هُمۡ شَرُّ ٱلۡبَرِیَّةِ ۝ إِنَّ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ وَعَمِلُوا۟ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ أُو۟لَـٰۤىِٕكَ هُمۡ خَیۡرُ ٱلۡبَرِیَّةِ ۝ جَزَاۤؤُهُمۡ عِندَ رَبِّهِمۡ جَنَّـٰتُ عَدۡنࣲ تَجۡرِی مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَـٰرُ خَـٰلِدِینَ فِیهَاۤ أَبَدࣰاۖ رَّضِیَ ٱللَّهُ عَنۡهُمۡ وَرَضُوا۟ عَنۡهُۚ ذَ ٰ⁠لِكَ لِمَنۡ خَشِیَ رَبَّهُۥ)
وقرء في الركعة الثانية سورة الفاتحة وسورة العاديات .
بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ * ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَـٰلَمِینَ * ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ * مَـٰلِكِ یَوۡمِ ٱلدِّینِ * إِیَّاكَ نَعۡبُدُ وَإِیَّاكَ نَسۡتَعِینُ * ٱهۡدِنَا ٱلصِّرَ ٰ⁠طَ ٱلۡمُسۡتَقِیمَ * صِرَ ٰ⁠طَ ٱلَّذِینَ أَنۡعَمۡتَ عَلَیۡهِمۡ غَیۡرِ ٱلۡمَغۡضُوبِ عَلَیۡهِمۡ وَلَا ٱلضَّاۤلِّینَ .
(بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ وَٱلۡعَـٰدِیَـٰتِ ضَبۡحࣰا ۝ فَٱلۡمُورِیَـٰتِ قَدۡحࣰا ۝ فَٱلۡمُغِیرَ ٰ⁠تِ صُبۡحࣰا ۝ فَأَثَرۡنَ بِهِۦ نَقۡعࣰا ۝ فَوَسَطۡنَ بِهِۦ جَمۡعًا ۝ إِنَّ ٱلۡإِنسَـٰنَ لِرَبِّهِۦ لَكَنُودࣱ ۝ وَإِنَّهُۥ عَلَىٰ ذَ ٰ⁠لِكَ لَشَهِیدࣱ ۝ وَإِنَّهُۥ لِحُبِّ ٱلۡخَیۡرِ لَشَدِیدٌ ۝ ۞ أَفَلَا یَعۡلَمُ إِذَا بُعۡثِرَ مَا فِی ٱلۡقُبُورِ ۝ وَحُصِّلَ مَا فِی ٱلصُّدُورِ ۝ إِنَّ رَبَّهُم بِهِمۡ یَوۡمَىِٕذࣲ لَّخَبِیرُۢ)
ثم جمعَ صلاة العصر .
==============
والحمد لله رب العالمين .

الخميس، 26 نوفمبر 2020

درس القرآن و تفسير الوجه الثالث من سورة الأنفال

 


درس القرآن و تفسير الوجه الثالث من سورة الأنفال .


::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::


أسماء إبراهيم : 


شرح لنا سيدي و حبيبي يوسف بن المسيح ﷺ أثناء جلسة التلاوة المباركة من أحكام التلاوة ؛ من أحكام النون الساكنة و التنوين , ثم قام بقراءة الوجه الثالث من أوجه سورة الأنفال و أجاب على أسئلتنا بهذا الوجه ثم صحح لنا تلاوتنا و ثم صحح لنا استخراج الأحكام من الوجه , و انهى الجلسة بروايات من صور حياة الصحابة و النبي ﷺ  .


بدأ سيدنا يوسف بن المسيح ﷺ الجلسة بأحكام التلاوة ، إذ طلب من أحمد الصغير أن يقولها بدايةً ثم الأحباب الكبار :


الإدغام و حروفه مجموعة في كلمة (يرملون) أي أنه إذا أتى بعد النون الساكنة أو التنوين حرف من حروفها , و هو نوعان : إدغام بغنة و حروفه مجموعة في كلمة (ينمو) . و إدغام  بغير غنة و حروفه (ل ، ر) .


و الإخفاء الحقيقي حروفه في أوائل الكلمات من الجملة الآتية (صف ذا ثنا كم جاد شخص قد سما دُمْ طيباً زد في تقى ضع ظالماً) .

____


○ و ثم طلب سيدي يوسف الحبيب ﷺ من أحمد  قراءة سورة الناس ، و صحح له قراءته .


____


و ثم تابع نبي الله يوسف الثاني الحبيب ﷺ الجلسة بشرح الوجه لنا فقال :


ربنا سبحانه و تعالى يُحيل النصر  في معركة بدر و أي معركة و أي موقعة بين المؤمنين و بين الكافرين له سبحانه و تعالى ، فيقول :


{فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلاء حَسَنًا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} :


ربنا هنا خصص كلمة الرمي لأن القوة هي الرمي كما قال الرسول ﷺ ، (و ما رميت إذ رميت) يعني أنت و جنودك ، الذي رماه النبي ﷺ بالحربة أو بالسهم أو بضربة السيف هو رمي ، أنت و الصحابة ، (ليبلي المؤمنين منه بلاء حسنة) فهذا يعتبر بلاء للمؤمن و سينتهي بالنصر ، كلهم انتصروا و استشهد منهم ١٤ ، و قُتل الكافرين في بدر ٧٠ رجلاً و أُسِرَ ٧٠ رجلاً ، (إن الله سميع عليم) يسمع دعاءكم و هو عليم ما في الصدور و يعلم نياتكم و أفعالكم و أقوالكم .

____


{ذَلِكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ مُوهِنُ كَيْدِ الْكَافِرِينَ} :


يعني الكافرون يكيدون بكم و يريدون أن يأتوا لكم للمدينة و يقومون بحصاركم و أن ينتصروا عليكم ، لا بل بإنتصاركم في بدر جعلتُ كيد الكافرين ضعيف ، (موهن) أي مُضعف و مُذل يعني تشمل المعنيين في نفس الوقت ، (موهن) يعني مُذل الكافرين و مُضعف قوتهم .

و بعد ذلك خطاب للكافرين :


{إِن تَسْتَفْتِحُواْ فَقَدْ جَاءَكُمُ الْفَتْحُ وَإِن تَنتَهُواْ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَإِن تَعُودُواْ نَعُدْ وَلَن تُغْنِيَ عَنكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئًا وَلَوْ كَثُرَتْ وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ} :


يعني يا كفار قريش الآن إذا أنتم تريدون أن تطلبوا النصر على المسلمين فقد جاءكم الفتح أي فتح المسلمين عليكم و نصر المسلمين عليكم ، (إن تستفتحوا) يعني أتيتم و تريدون أن تفتحوا المدينة أو تنتصروا على المسلمين في المدينة (فقد جاءكم الفتح) يعني أنا الذي أتيتُ بالنصر عليكم ، (فقد جاءكم الفتح) يعني هو الفتح أتى و داس عليكم ، فتح المسلمين داس عليكم ، (و إن تنتهوا) لو خلاص سكتوا و لم تهاجموا المسلمين مرة أخرى (فهو خير لكم) هنا ربنا يهدد الكفار لأن ربنا يعلم بأن هذه الآيات تنتشر بين الكافرين أيضاً فضلاً عن المؤمنين ، فهم يعرفون الكلام الذي ينزل فهذا يُعتبر من باب الحرب النفسية فربنا يُحاربهم حرب إعلامية و حرب نفسية ، فربنا هنا يهدد بعد انتصار المسلمين ، (إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح) جايين تعملوا انفسكم أبطال في المدينة! أهو الفتح أتى و داس عليكم ، فتح المسلمين ، (و إن تعودوا نعد) هترجعوا تاني و تهاجموا المسلمين ، نعد و ننصر المسلمين ، (و لن تغني عنكم فئتكم شيئاً و لو كثرت) قبيلتكم التي ستحشد لكم و الأحزاب التي ستتحزب لكم فلن تنفعكم و لو كثرت ، لو كانت كثيرة جداً ، (و أن الله مع المؤمنين) .

____


{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنتُمْ تَسْمَعُونَ} :


هنا ربنا يعظ المسلمين و يوصيهم (أطيعوا الله و رسوله) يُذكرهم دائماً بالطاعة و التي هي الشفاء ، الطاعة هي الشفاء و هي العسل ، الشفاء الذي يأتي بالطاعة ، و الطاعة التي تأتي بالشفاء ، و طبعاً معنى الطاعة و الشفاء و العسل فهو في رؤيا رأتها أم المؤمنين اليوم و كتبتها و إن شاء الله سننزلها في المدونة اليوم أو غداً ، (و لا تولوا عنه و أنتم تسمعون) لا تتولوا عن النبي و عن كلام النبي الذي هو كلام ربنا فلا تعرضوا عنه و لا تغفلوا و لا تتكبروا عليه و لا تضعوا هواكم بينكم و بين كلام النبي و كلام ربنا ، (و لا تولوا عنه و أنتم تسمعون) ربنا مُعطيكم صفة السمع يعني الإتصال بالله عز و جل لأنه دائماً السمع و الأذن هي رمز تلقي الوحي في القرآن لأحسن ربنا ينزع منكم النعمة دي ، فربنا هنا ينصح المؤمنين .

____


{وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لاَ يَسْمَعُونَ} :


و لا تكونوا كالذين من قبلكم قالوا سمعنا الكلام ، و في نفس الوقت أعمالهم تقول : لا لم يسمعوا الكلام ، إذاً أقوالهم غير أفعالهم و هم بني إسرائيل الذين أتعبوا الأنبياء معهم .

____


{إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ} :


شر البشر هم كالدواب ، كالأنعام ، كالبهايم ليه؟؟؟ لأنهم صُم لا يسمعون وحي و لا يتصلون بالله عز و جل و بالتالي لا يخرج من فمهم إلا كل سوء فبالتالي هم كالبكم لا فائدة لكلامهم ، (الذين لا يعقلون) الذين لا يتفكرون و لا يتدبرون و لا يخشون الله ، (إن شر الدواب) نحن دائماً نقول بأن المد اللازم الكلمي المثقل ربنا يأتي به لهدف حتى يُشير أنظارنا و يلفت أسماعنا و انتباهنا إلى المعنى المراد في الآية ، ربنا يُحذر بأن الإنسان يتسفل و يكون كالدواب و كالأنعام و كالبهائم عياذاً بالله أو أقل لفقده نعمة السمع و التي هي الوحي و بالتالي لن يعرف بأن يتكلم بالخير فيكون كالأبكم غير متدبر فهم الذين لا يعقلون .

____


{وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَّأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَّهُم مُّعْرِضُونَ} :


(و لو علم الله فيهم خيراً لأسمعهم) لأن الله رأى منهم الشر و رأى منهم التمرد فلم يعلم منهم خيراً بل علم منهم الشر و رأى منهم الشر فبالتالي لم يُسمعهم وحيه و كلماته ، (و لو أسمعهم) على لسان النبي أو من خلال رؤيا عارضة (لتولوا و هم معرضون) .

____


{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ} :


هذه دعوة ثانية للمؤمنين بأن يستجيبوا أيضاً لله فيزيدوا في الطاعة ، الطاعة و بعدها الإستجابة ، (استجيبوا) الحروف ا س ت : عندما تأتي قبل أي الفعل دلالة أن الفعل يُفعل بالجهد ، (استجيبوا) يعني أجيبوا الله بقوة و بمجاهدة ، (استجيبوا لله و للرسول) أي أجيبوا الله و الرسول بجهد و بمجاهدة ، (إذا دعاكم لما يُحييكم) أي دعوة من الله و من الرسول فهي تحيي النفوس فتنعش الأرواح ، (و اعلموا أن الله يحول بين المرء و قلبه) فربنا لو يعلم بأن فيك شر و العياذ بالله أو رأى منك معصية و تمرد فربنا سيحول بينك و بين قلبك عطوول فقلبك يفضل يتنكت فيه نُكت سوداء أي نقط سوداء لغاية أن تكثر عليك الذنوب و يصبح القلب أسود مرباد كالكوز مجخيا يعني زي الكوباية المقلوبة على وجهها فلا هي عارف تملاها مية و لا أنت عارف تشرب منها ، و ثم يُذكرهم الله بالميعاد (و أنه إليه تحشرون) يهددهم و يُخوفهم فيمكن يرجعوا .

____


{وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} :


يعني اتقوا فتنة يا مؤمنين لأحسن تُصيبكم ، (لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة) يعني علشان الفتنة دي ما تصيبش الظالمين بالخصوص ، هنا الأسلوب ده معناه التحذير ، ربنا يُحذر الظالمين خصوصاً لأن ربنا يُلقي عليهم الفتنة ، فتن كثيرة جداً : يمكن أنفسهم تكون فتنة ، أولادهم عياذاً بالله يكونون فتنة ، أزواجهم عياذاً بالله يكونون فتنة ، أموالهم عياذاً بالله تكون فتنة ، أصدقاء السوء بالنسبة لهم فتنة ، آباءهم يكونون فتنة ، إخوانهم يكونون فتنة ، أي شيء ربنا يجعله فتنة ، مصدر عقاب و مصدر عثرة و ألم في الدنيا قبل الآخرة فهذه هي الفتنة ، فتنة : فَتَ ن أي فتُ للنعمة يعني كسرٌ للنعمة ، فت يعني قطع و كسر ، فَت عضد الإنسان يعني أوهن قوته و أضعفه ، إذاً فتنة أي فت عضد النعمة أي فتت النعمة فهذا معنى الفتنة ، (و اتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة) اتقوا الله ، و ليس معنى الكلام اتقوا فتنة التي لا تصيب الظالمين منكم خاصة ، لا فالأصل : و اتقوا فتنة لا تصيبن الظالمين منكم خاصة يعني لأحسن تصيبكم أو لأحسن تُصيب الذين ظلموا منكم خاصة ، يعني مثلاً لما تقول لواحد إلتزم بالإجراءات الوقائية لا تُصيبنَّك الكورونا  ، مثلاً ، فهذا هو المعنى ، (و اعلموا أن الله شديد العقاب) يهدد رينا مرة أخرى لأن التهديد يورث الخوف ، و الخوف يورث الوجل ، و الوجل يورث الطاعة ، و يوجد ما هو أفضل من الوجل الذي يورث الطاعة : الحب ، المحبة فعندما تُحب الله عز و جل و تعرف صفاته و تتلذذ بمعرفة فيوض الله عز و جل فتكون عبادتك له أرقى ، أرقى من عبادة الخائف ، عبادة المُحب هي أرقى من عبادة الخائف .

____


و تابع قمر الأنبياء يوسف الثاني ﷺ الجلسة إذ طلب من مروان و رفيدة و أرسلان باستخراج أمثلة على أحكام طلبها منهم من هذا الوجه :


طلب من مروان مثال على مد كلمي مثقل لازم ، فقال :

{الدَّوَآبِّ}.


و طلب من رفيدة مثال على مد متصل واجب ، فقالت :

{بَلاء}.


و طلب من أرسلان مثال على قلقة ، فقال :

{شَدِيدُ الْعِقَابِ}.

___


و ثم أنهى سيدنا و مزكينا يوسف بن المسيح ﷺ الجلسة ببعض الروايات من صور حياة الصحابة و النبي ﷺ  ، فقال ﷺ :



أخرج ابن سعد و المحاملي و غيرهما عن عروة قال : "لما ولي أبو بكر الصديق خطب الناس فحمد الله و أثنى عليه ، و ثم قال : أما بعد أيها الناس قد وليتُ أمركم و لستُ بخيركم ، و لكن نزل القرآن و سن النبي ﷺ السنن ، فعلمنا أن أكيس الكيس التقى((يعني أذكى الذكاء هو التقى ، الإنسان يكون تقي)) ، و أن أحمق الحمق الفجور((يعني العصيان)) ، و أن أقواكم عندي ضعيف حتى آخذ له بحقه ، و أن أضعفكم عندي القوي حتى آخذ منه الحق ، أيها الناس إنما أنا متبع((أي متبع لسنة النبي ﷺ)) و لستُ بمبتدع ، فإن أحسنت فأعينوني ، و إن زغت فقوموني ، أقول قولي هذا و أستغفر الله لي و لكم"

شفت الخليفة الأول ، خليفة الرسول ﷺ بيقول إيه؟؟ لو أحسنت أعيونوني في الإحسان و إن أخطأت قوموني ، الكلام واضح يعني .


"لما بويع أبو بكر صعد المنبر ، فنزل مرقاة من مقعد النبي ﷺ فحمد الله و أثنى عليه((يعني الرسول ﷺ كان يصعد المنبر ثلاث درجات ، و المنبر هو عبارة عن ثلاثة سلالم/درجات خشبية و ثم كرسي فمن شدة تواضع أبو بكر أنه لم يكن يرضى بأن يقف على الدرجة الثالثة بل ينزل تحت ، فهذا من تواضعه بأنه لا يُساوي نفسه بالرسول ﷺ)) ، ثم قال : اعلموا أيها الناس أن أكيس الكيس التقى ... و حاسبوا أنفسكم قبل ان تحاسبوا ، و لا يدع قوم الجهاد في سبيل الله إلا ضربهم الله بالفقر ، و لا ظهرت الفاحشة في قوم إلا عمهم الله بالبلاء ، فأطيعوني ما أطاعت الله((طول ما أنا طائع لله أطيعوني)) ، فإذا عصيت الله و رسوله فلا طاعة لي عليكم ، أقول قولي هذا و أستغفر الله لي و لكم" .


و قال أبو بكر : "أحمق الحمق الفجور ، ألا و إن الصدق عندي الأمانة و الكذب الخيانة ، و قال : لست بخيركم ، و لوددت أنه كفاني هذا الأمر أحدكم((يعني أنا لم أكن راغب في الإمارة ، أكون أنا الحاكم))" .

___



هذا و صلِّ اللَّهم و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم .

___


و الحمد لله رب العالمين . و صلِّ يا ربي و سلم على أنبياءك الكرام محمد و أحمد و يوسف بن المسيح صلوات تلو صلوات طيبات مباركات ، و على أنبياء عهد محمد الآتين في مستقبل قرون السنين أجمعين . آمين .🌿💙

الثلاثاء، 24 نوفمبر 2020

درس القرآن الوجه الثاني من الأنفال .

 

 

 درس القرآن الوجه الثاني من الأنفال .

::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::


أسماء إبراهيم : 


شرح لنا سيدي و حبيبي يوسف بن المسيح ﷺ أثناء جلسة التلاوة المباركة من أحكام التلاوة ؛ من أحكام النون الساكنة و التنوين , ثم قام بقراءة الوجه الثاني من أوجه سورة الأنفال و أجاب على أسئلتنا بهذا الوجه ثم صحح لنا تلاوتنا و ثم صحح لنا استخراج الأحكام , و انهى الجلسة بروايات من صور حياة الصحابة و النبي ﷺ .

بدأ سيدنا يوسف بن المسيح ﷺ الجلسة بأحكام التلاوة ، إذ طلب من أحمد الصغير أن يقولها بدايةً ثم الأحباب الكبار :

الإظهار : أي أنه إذا أتى بعد النون الساكنة أو التنوين الحروف من أوائل الكلمات (إن غاب عني حبيبي همّني خبره) , و حروف الإظهار تجعل النون الساكنة أو التنوين تُظهر كما هي .

الإقلاب : إذا أتى بعد النون الساكنة أو التنوين حرف الباء يُقلب التنوين أو النون ميماً . ثم يكون إخفائا شفويا . مثال : من بعد .

__

○ و ثم طلب سيدي يوسف الحبيب ﷺ من أحمد  قراءة سورة النصر ، و صحح له قراءته .
__

و ثم تابع نبي الله يوسف الثاني الحبيب ﷺ الجلسة بشرح الوجه لنا فقال :

هذا الوجه يتكلم عن بداية تفاصيل اللقاء المجيد الذي حصل في موقعة بدر و هي أول معركة حربية فاصلة بين المسلمين و الكافرين ، ربنا يبدأ شرح بعض النفسيات و بعض التفاصيل النفسية و بعض الدقائق حتى نتعلم منها و نفهم منها .

{إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ} :

(إذ تستغيثون) بدأ الوجه بالدعاء ، يرى استغاثة ، دعاء طلب من المؤمنين ، (فاستجاب لكم) مباشرةً الفاء تفيد لسرعة الإجابة ، و هذا قبل المعركة ، (أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين) (ألف من الملائكة) هنا نصر من الله و مدد خفي لا نراه و لكن نجد أثره في المعركة ، المسلمون في معركة بدر وجدوا أثر المدد الملائكي في المعركة ، و المدد الملائكي الذي يبعثه الله يكون مليء بالأسرار ، يعني النصر يحدث فأنت تأخذ بالأسباب  و لكن النصر يكون يسير و مُيَّسر لأنك مدعوم من الله عز و جل ، معك دعم يعني ، (مردفين) يعني واحد ورا التاني ورا بعض ينزلون كالمطر .
___

{وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلاَّ بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} :

ربنا يُبشرهم و يُطمئن قلوبهم ، و ربنا هنا يُبين العامل النفسي في أي سجال... أو منافسة أو أي معركة هو أهم عامل ، ربنا هنا بيشتغل على العامل النفسي الذي بدأه بإيضاح عظمة الدعاء و الإستغاثة و أنه أجاب سريعاً هذا الدعاء و بعد ذلك أنزل الملائكة على أي صورة نحن لا ندري و لكن نحن نؤمن على العموم و نفوض الكيفية إلى الله عز و جل ، ربنا دائماً يرجئ النصر له ، دائماً ينسب النصر له (و ما نصر إلا من عند الله إن الله عزيز حكيم) لأن النصر عزة و في نفس الوقت حكمة ، هتنتصر و ربنا هيمدك بصفته العزيز و بنفس الوقت هيمدك بصفته الحكيم لأن النصر يحتاح حكمة .
___

خلي بالك بالحتة الجاية دي ، ربنا يطمئنهم نفسياً و بعد ذلك يُعطيهم أمر يجعلهم هادئين :

{إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِّنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّن السَّمَاء مَاء لِّيُطَهِّرَكُم بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الأَقْدَامَ} :

(النعاس) أي النعاس العادي ، ربنا انزل عليهم قبل المعركة إحساس النعاس الذي يكون الإنسان بين النوم و اليقظة ، هذا الإحساس يُهدئ القشرة المخية و يُهدئ الإشارات التي فيها ، و يجعل الإنسان كأنه لسى صاحي من النوم نعسان أو ما بين النوم و اليقظة نعسان فهذا يعتبر تخدير وقتي للقشرة المُخية يجعل الخوف في قلوبهم يتشتت و يذهب بعيداً فيكونوا راسخين ثابتين مثلما يكون الإنسان بعد الأذكار المطولة أو الدعاء المطول يشعر بحالة من النعاس أو بحالة من التخدير ، الخشوع سكرة الخشوع ، فهذه الحالة يكون الإنسان فيها هادئ جداً ، هادئ نفسياً جداً و مستقر جداً و روحه سعيدة و مستقرة و ليست متأذية ، فهذا الأمر كان له أثر عظيم جداً في انتصار المسلمين ، إذاً ربنا طمئنهم نفسياً في البداية من خلال الوحي للنبي ﷺ و المدد الملائكي و طمئنهم من خلال الحالة النفسية فأنزل عليهم النعاس لفترة فهدأ أعصابهم ، (إذ يغشيكم النعاس أمنة منه) حتى يشعروا بالآمان ، أمنة يعني أمان ، (و ينزل عليكم من السماء ماء ليطهركم به) و الماء هو الوحي و اتصال ، ربنا أوحى لهم ، فأنزل عليهم النعاس و بين النوم و اليقظة اعطاهم كشوف و رؤى ، (ليطهركم به) لأن الرؤى الصادقة من الله تطهر القلوب و (و يذهب عنكم رجز الشيطان) آثار الشيطان و المعاصي و الذنوب ربنا يمسحها بإجابات الدعاء و الوحي الصادق ، و كذلك يقوم ب (و ليربط على قلوبكم و يثبت به الأقدام) يثبتكم بالمعركة و يربط على قلوبكم حتى تكونوا مؤمنين حق الإيمان في حالة إيمانية عظيمة و أعصابكم هادئة و متوكلين على الله وحده و متخلصين من رجز الشيطان ، خلاص كده أخذتوا المقومات دي؟ ابتدوا على بركة الله ، هتبدوا مع الملائكة .
___

{إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُواْ الرُّعْبَ فَاضْرِبُواْ فَوْقَ الأَعْنَاقِ وَاضْرِبُواْ مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ} :

(إذ يوحي ربك إلى ملائكة أني معكم) ربنا يُثبت الملائكة أيضاً ، ( فثبتوا الذين آمنوا) إذاً ربنا ثبت الملائكة حتى يُثبتوا المؤمنين ، (سأُلقي في قلوب الذين كفروا الرعب) ربنا بيعمل مع الكفار عكس اللي عمله مع المؤمنين ، ألقى في قلوبهم الرعب و هنعرف ده إزاي في وجه الرابع تقريباً سنتكلم عن مبدأ تكلمتُ عنه في المدونة سابقاً اسمه مبدأ "يريكهم" ، ربنا بيشتغل على النفسيات يُريح المؤمنين و يشتت الكافرين نفسياً ، فسنعرف كيف يُريح المؤمنين و كيف يشتت الكافرين من خلال مبدأ "يريكهم" فهذا مبدأ عظيم جداً فمن خلاله سنفهم أمور كثيرة تحدث في حياتنا اليومية ، ربنا عمل مع الكفار عكس الذي قام به مع المؤمنين (سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب) لأن الرسول ﷺ قال : "نصرتُ بالرعب مسيرة شهر" فالرعب من جنود الله عز و جل يُعطيه للأنبياء ، (فاضربوا فوق الأعناق و اضربوا منهم كل بنان) الضرب هنا هيشتغل و المعركة هتشتغل ، الملائكة و المؤمنون هيشتغلوا مع بعض و هيثبتوا بعض ، (فاضربوا فوق الأعناق) لها أكثر من معنى : المعنى الأول هو العنق العادي الذي نعرفه ، اضرب يعني اعمل عملية ديكابيتيشن يعني اقتل القائد مباشرة فتنتصر و هذا ما حصل ، فقيادات الكفار بداية قُتلوا سريعاً و كانوا سبعين رجلاً ، فالإنتصار كان سريع في بدر ، و المعنى الثاني للأعناق أي المفاصل : الورك نسمية عنق ، و الحتة ورا الركبة نسميها عنق الركبة و كذلك الكوع ، فالأعناق هي المفاصل أيضاً فهذا معنى دقيق عميق بأن تضرب في مفاصل العدو حتى تخلخل جيشه .
(و اضربوا منهم كل بنان) لها أيضاً معنيان ؛ الأول : (كل بنان) أي الأصابع بأن يقطعوها لأنهم كانوا يستخدمونها في إمساك السيف أو رمي السهم أو الضرب بالرمح ، فربنا هنا يقول لهم اضربوا الأصابع فهي أداة الحرب لأن هدف المعركة هو تجريد العدو من سلاحه ، فكيف تجرده من سلاحه؟؟ اقطع البنان ، و اللي هو إيه؟؟ اللي بيرموا بيه لأن الرسول ﷺ قال : "إنما القوة الرمي" القوة في الرمي أي التصويب يعني بالرمح او بالسهم فهي أقوى من السيف لأنك تضمن بأنه لن يؤذيك أحد ، لأنك تقنص العدو بأصابعك ، و البنان هي أطراف الأصابع فربنا يقول في سورة القيامة (أيحسب الإنسان ألن نجمع عظامه بلا قادرين على أن نسوي بنانه) يعني بعدما يتحلل الإنسان سنُقيمه مرة أخرى و سنُقيم العظام إلى درجة بأننا سنرجع أطراف الأصابع إلى حالتها و مثلما كانت لأن أول شيء يبرد في جسم الإنسان بعدما يموت هي أطراف الأصابع و أول شيء يتعفن في الثلج و بعد موت الإنسان هي الأصابع ، فالأعضاء الأولى التي لا يصل لها الدم بعد الوفاة هي الأطراف و هي أول ما يتحلل و هي البنان ، فربنا قال سأُرجع الإنسان لغاية البنان نفسه و سأُسويه مرة أخرى ، فكان هذا وصف عظيم جداً ، (و اضربوا منهم كل بنان) يعني اقطعوا الأصابع فهنا أيضاً معنى رمزي بأن يُجرد العدو من قوته و سلاحه لأن الرسول ﷺ قال : "إنما القوة الرمي" فهذا أيضاً معنى ثانٍ .
___

{ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّواْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَن يُشَاقِقِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} :

(شاقوا) يعني تخانقوا مع ربنا و الرسول ﷺ ، من الشقاق ، وضعوا أنفسهم في مشقة بسبب هذا العراك الذي افتعلوه بعصيانهم لله و للرسول ، شاقوا أي جعلوا بينهم و بين الله و رسوله شِقاق ، (فإن الله شديد العقاب) ربنا هنا يُهدد و هذا الذي حصل في معركة بدر .
___

{ذَلِكُمْ فَذُوقُوهُ وَأَنَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابَ النَّارِ} :

ربنا هنا يُحقق النتيجة : يا كفار ذوقوا الذي حصل لكم و ليس هذا فقط و أيضاً يوم القيامة الصغرى و الكبرى ، فور وفاتكم ستدخلون النار ، و يوم القيامة أيضاً ستدخلون النار .
___

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُواْ زَحْفاً فَلاَ تُوَلُّوهُمُ الأَدْبَارَ} :

ربنا هنا يُحذر من موبقة من الموبقات و هو التولي يوم الزحف يعني عندما يكون الجيش جاهز و أمير الجيش انطلق للقاء العدو فإنه حرام و كبيرة من الكبائر أن يرجع أحد و يهرب يوم الزحف أي يوم الإلتقاء بالعدو ، و يوجد حديث عن السبع الموبقات و سنقوله إن شاء الله فيما بعد ، فمن الموبقات السبع : التولي يوم الزحف ، و الزحف هو الحشد بأنك تحشد القوة و ذاهب لتقاتل العدو في ساحة المعركة .
___

{وَمَن يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلاَّ مُتَحَرِّفاً لِّقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاء بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} :

(و من يولهم يومئذ دبره) يعني الذي يهرب يكون ضمن شرطين فقط : إما (متحرفاً لقتال أو متحيزاً إلى فئة) ، الحرب كر و فر : إما تكر على العدو و إما ترجع تفر حتى تعيد ترتيب نفسك و تتهيأ و تعود لتهجم على العدو مرة أخرى من حتة تانية فهذا معنى (متحرفاً لقتال) يعني بتتحرفن يعني حرفتك القتال مثلما فعل خالد بن الوليد في غزوة أحد لما المسلمين كروا على الكافرين و انتصروا في بداية المعركة فرجع خالد بالجيش فظن المسلمون بأن الكفار هزموا فنزل رماة المسلمين من على الجبل فقام خالد -رضي الله عنه- بالالتفاف من وراء الجبل و هو بذلك تحرف لقتال و أتى للمسلمين من ورائهم و أعمل فيهم مقتلة عظيمة يوم أحد و كذلك فعل في يوم مؤتة لما جيش المسلمين ذهب لمحاربة جيش الروم أو البيزنطيين ، و قواد المسلمين الثلاثة ماتوا زيد بن حارثة و جعفر بن أبي طالب و عبد الله بن أبي رواحة و ثم الذي تولى القيادة خالد بن الوليد فأخذ المسلمين و رجع بهم إلى الجبل و دخل في ممر جبلي و قام بتغيير قيادات الجيش يعني الميمنة جعلها في مكان الميسرة و جعل القلب أمام و الأمام وضعه في الخلف و ثم قام بتغيير الرايات ، و في اليوم الثاني عاد و كر على الروم و عندما رأى الروم بأن الوجوه اختلفت اعتقدوا بأنه أتى للمسلمين مدد من المدينة ففر الروم و خافوا بعد أن أعمل فيهم المسلمون بقيادة خالد مقتلة عظيمة أيضاً ، فكان هذا من ذكاء و حنكة خالد بن الوليد -رضي الله عنه- فهذا ما يسمى التحرف لقتال ، (متحرفاً لقتال) يعني تُخطط لهم ، فأنت بتجري منهم عشان تخطط فتعمل لهم كمين فتدخل مثلاً في الجبل و يدخل العدو وراءك و تضع لهم رماة على الجبل فتحصرهم في ممر الجبل ما بين جبلين يعني ، (أو متحيزاً إلى فئة) أي أنت لوحدك كده و هجم عليك العدو فترجع و تعود لجماعتك في منطقة أخرى حتى تهجم معهم في مكان آخر ، هذين السببين فقط بأن تولي دبرك للكافرين و مش بأنك تجري و تروح بيتك .  ممنوع .  ، (فقد باء بغضب من الله و مأواه جهنم و بئس المصير) إذاً فهذه موبقة من الموبقات تُورث العذاب في الدنيا و العذاب في الآخرة إن لم يتب صاحبها توبة نصوحة و توبة عظيمة ، و يكون هذا مصير بائس ، (بئس المصير) أي أنه مصير بائس في الدنيا قبل الآخرة .

و قال نبي الله الحبيب يوسف ﷺ :

حد فيكم فكر {إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ} النعاسَ هنا إيه؟؟ مش المفروض أنه فاعل؟؟ طب ليه منصوب و علامة نصبه الفتحة؟؟؟ حد فكر في دي؟؟ مش النعاس هو اللي هينزل عليهم ، طب ليه هو هنا منصوب؟؟؟ أصل الكلمة (إذ يغشيكم الله النعاسَ) يبقى هنا يُغشي فعل نصب مفعولين و الفاعل هو الله : ضمير مستتر ، و المفعول به : أنتم و النعاسَ ، تفاعلتم مع بعض .
___

و تابع قمر الأنبياء يوسف الحبيب الآمين ﷺ الجلسة إذ طلب من مروان و رفيدة و أرسلان باستخراج أمثلة على أحكام طلبها منهم من هذا الوجه :

طلب من مروان مثال على مد لازم كلمي مثقل ، فقال :
{شَاقُّواْ} و يمد بمقدار سبع حركات و هو أطول مد في القرآن .

و طلب من رفيدة مثال على مد صلة كبرى ، فقالت :
{دُبُرَهُ إِلاَّ} .

مد صلة كبرى هو مد بمقدار ٤ إلى ه حركات جوازاً لكن يمد حركتين وجوباً .

و طلب من أرسلان مثال على مد منفصل جائز ، فقال :
{يَا أَيُّهَا} .
___

و ثم أنهى سيدنا و مزكينا و مُنجينا يوسف بن المسيح ﷺ الجلسة ببعض الروايات من صور حياة الصحابة و النبي ﷺ  ، فقال ﷺ :

ورد عن النبي ﷺ في إحدى خطبه قال : "الحمد لله أحمده و أستعينه و أستغفره و أستهديه ، و أؤمن به و لا أكفره و أعادي من يكفره ، و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أن محمداً عبده و رسوله ، أرسله بالهدى و النور و الموعظة على فترة من الرسل ، و قلة من العلم ، و ضلالة من الناس ، و انقطاع من الزمان ، و دنو من الساعة و قرب من الأجل ، من يطع الله و رسوله فقد رشد ، و من يعصهما فقد غوى و فرط ، و ضل ضلالاً بعيداً ، و أوصيكم بتقوى الله فإنه خير ما أوصى به المسلم المسلم أن يحضه على الآخرة و أن يأمره بتقوى الله ، فاحذروا ما حذركم الله من نفسه و لا أفضل من ذلك نصيحة ، و لا أفضل من ذلك ذكراً ، و إن تقوى الله لمن عمل به على وجل و مخافةً من ربه عون صدق على ما تبغون من أمر الآخرة ، و من يصلح الذي بينه و بين الله من أمره في السر و العلانية ، لا ينوي بذلك إلا وجه الله ، يكن به ذكراً في عاجل أمره ، و ذخراً فيما بعد الموت حين يفتقر المرء إلى ما قدم ، و ما كان من سوى ذلك يود لو أن بينه و بينه أمداً بعيداً ، و يحذركم الله نفسه ، و الله رؤوف بالعباد ، و الذي صدق قوله و أنجز وعده لا خلف لذلك فإنه يقول عز وجل {ما يبدل القول لدي و ما أنا بظلام للعبيد} فاتقوا الله في عاجل أمركم و آجله في السر و العلانية فإنه من يتق الله يكفر عنه سيئاته و يعظم له أجراً ، و من يتقي الله فقد فاز فوزاً عظيماً ، و إن تقوى الله يوقي مقته و يوقي عقوبته ، و يوقي سخطه ، و إن تقوى الله يبيض الوجوه ، و يرضي الرب ، و يرفع الدرجة ، خذوا بحظكم ، و لا تفرطوا في جنب الله قد علمكم الله كتابه و نهج لكم سبيله ، ليعلم الذين صدقوا و يعلم الكاذبين((دليل هنا بأن الإنسان مُخير و بإختياره يكون فيما يليه مُسير)) ، فأحسنوا كما أحسن الله إليكم ، و عادوا أعداءه ، و جاهدوا في الله حق جهاده ، هو اجتباكم و سماكم المسلمين ، ليهلك من هلك عن بينة ، و يحيا من حي عن بينة ، و لا قوة إلا بالله ، فاكثروا ذكر الله و اعلموا لما بعد اليوم فإنه من يصلح ما بينه و بين الله يكفه الله ما بينه و بين الناس ، ذلك بأن الله يقضي على الناس و لا يقضون عليه ، و يملك من الناس و لا يملكون منه ، الله أكبر و لا قوة إلا بالله العظيم" .

___

هذا و صلِّ اللَّهم و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم .
___

و الحمد لله رب العالمين . و صلِّ يا ربي و سلم على أنبياءك الكرام محمد و أحمد و يوسف بن المسيح صلوات تلو صلوات طيبات مباركات ، و على أنبياء عهد محمد الآتين في مستقبل قرون السنين أجمعين . آمين .🌿💙

الطاعة تؤدي للشفاء و الشفاء يؤدي للطاعة و مترجم القرآن .


 

 

الطاعة تؤدي للشفاء و الشفاء يؤدي للطاعة و مترجم القرآن .

::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::





آسيا :

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته يا نبي الله وجدت هذه الرؤيا واسعدتني جدا فنقلتها هنا 👈 نصركم ربي يا يوسف بن المسيح
رأيت اني رجعت الى مصر بعدما رأيت أن امريكا ضعفت وافتقرت وبعدها رأيت مصر شأنها واقتصادها يرتفع وكان فوقها نور وسمعت صوت من مكبر صوتي طالع من مسجد كأنه يقرأ سورة يوسف أو ينادي على يوسف لا أتذكر الايات
كانت الرؤيا في 21/يوليو / 2020
1:00 ص
 
د محمد ربيع :
من الرائي؟ عليك سلام الله

9:54 ص
آسيا :
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته وجدتها على قناة اليوتوب وانا اطلع على رؤى آخر الزمان ، لم يذكر اسم الرائي .

=============



حازم :

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته , كيف لكم يا حبيبي , ما معنى " فخراج ربك " .
9:56 ص
يعني تفسير الاية كلها
3:41 م
 
د محمد ربيع :
أم تسألهم خرجا أو خراجا في قراءة أخرى أي سؤال استنكاري للكفار هل يسالكم محمد على دعوته و هدايته لكم خراج زروعكم و تجارتكم و كنوزكم ؟ لا بل خير الله و نعمه في الدارين لك خير مما يجمعون عليكم السلام و رحمة الله و بركاته يا حبيب اليوسفيين

==============

حازم :

سوف تكون هناك أرض جديدة وسماء جديدة. لقد اقتربت الأيام حين تطلع شمس الصدق من الغرب، وستعرف أوروبا الإله الحق.(المسيح الموعود عليه السلام)
يقول المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام في كتابه نور الحق:

إنا لسنا طالبي ملكوت الأرض، ولا نريد إمارة هذه الدنيا وزينتها الفانية، إن نريد إلا ملكوت السماء التي لا تنفد ولا تفنى ولا تنقضي بالموت.
ولا نطلب قهر الناس بالحكومة والسياسة والقضاء، بل نطلب عزيمةً قاهرة الأهواء في رضاء المولى الذي هو أحكم الحاكمين.
وليس أصولنا إشاعة الفساد والطلاح والتبار، بل ندعو إلى الصلح والصلاح وطريق الأبرار، ونريد أن يتوب الخلق توبة الأخيار، وأعظم مدّعائنا أن يطلب الناس حقيقةَ الإيمان، ويرغبوا إلى فهم دقائق العرفان، ويكثر التراحم والتحنن فيهم، وينتهوا من السيئات وأنواع الهنات، فنجتهد لتحصيل هذا المقصد بالمواعظ الحسنة، والدعاء والنظر والهمة. هذه أصولنا، فمن عزا إلينا خلاف ذلك فقد افترى علينا.
وما أقامنا على هذا إلا الرب الذي يرسل نوره عند غلبة الظلام .
5:29 م
د محمد ربيع :
نعم يا يوشع بن نون

=======================

جوهر :

السلام عليكم ورحمة الله
يارب تكونوا بخير وصحة وعافية انتم وكل الاهل والاحبة
لدي سؤال حول هذه الايات
----------
فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى

وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى

فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى

وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَاسْتَغْنَى

وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى

فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى
-------------
ما شرحها وتاويلها ..
 
د محمد ربيع :
الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد و من تبعه من أنبياء عهده و بعد : يا جوهر لقد سألت عن سر من اسرار الوجود , هو سر من اسرار الله , هو سر من أسرار الجزاء من جنس العمل , أعطى أي تزكى و تصدق من حين لآخر و صدّق بالإحسان للفقراء فسييسر الله له حاله و مآله و أما من بخل و لم يعط الفقراء من وقت لغيره و استغنى عن شفاعة الله في التيسير فكذب بقوة تأثير ذلك الإحسان  فسيؤول حاله للعسر عياذا بالله . الحمد لله ربي و رب آبائي الأولين . يوسف بن المسيح , مصر
❤1
جوهر :
جميل شكرا
امر اخر لطالما تدبرت فيه
هو * التقوى*
ماهي حقيقتها
هل من الاتقاء
ام من التقوي اي طلب القوة من الله ..
ام جامعة للاثنين؟
ام لها ابعاد عدة
 
د محمد ربيع :
الشكر لله , هي من الوقاية أي اتخاذ الوقاء الحامي من قوة اقوى منه , فيتقوى من عذاب الله بقوة الله , و يتقي من عذاب الله بوقاية الله . و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته

جوهر :
جميل
الحمد لله
الله يرزقنا سلوك سبل تقواه
ادعوا لي بالمغفرة واليسر
 
د محمد ربيع :
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته آمين يا جوهر
غفر الله لك و يسّر

=====================

عبد الرزاق الأحمدي اليوسفي : 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سيدي الطبيب الحبيب
ماذا تقصد بيوم القيامة الصغرى والكبرى؟
وهل هذا الامر يخص كفار قريش حصرآ؟
هل يوجد عذاب في القبر وما دليله في القرآن الكريم؟
بارك الله لكم وبكم

5:50 م
د محمد ربيع :
-وَحَاقَ بِآَلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ * النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آَلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ

.
-وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ * ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ -

وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ آَيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ

-وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ *فَرِحِينَ بِمَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ  -

وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ
عليكم السلام و رحمة الله و بركاته آمين

هذه الآيات تدل على عذاب البرزخ و كذلك نعيم البرزخ قبل القيامة الكبرى

عبد الرزاق الأحمدي اليوسفي : 

نعم هل يحاسب الانسان مباشرة بعد الموت او يبقى حسابه ليوم الحساب
معنى الايات يدل أيضآ، أن كل إنسان سيعرف أنه من أهل الجنه أو أهل النار مسبقآ أليس كذلك؟
 
د محمد ربيع :
ممكن أن نقول يتم افتتاح السؤال بسؤال الملكين منكر و نكير ما دينك من ربك من نبيك ؟ لكن يوم العرض و الميزان و الصراط و الكتاب يكون الحساب بشكل تفصيلي .
نعم و ممكن تتدخل الشفاعة يوم القيامة الكبرى فتقلب الموازين

عبد الرزاق الأحمدي اليوسفي :
نعم
بارك الله لكم وبكم
أرجو دعائكم
صلوات ربي وسلامه عليكم
 
د محمد ربيع :
آمين رزقك الله من خيري الدنيا و الآخرة
 
عبد الرزاق الأحمدي اليوسفي :
جميعآ
آمين

=================================================

حازم : 

سؤال حسام جميل , هل ممكن ان نفهم بشكل تقريبي تمثيلي أن القبر أشبه بقاعة إنتظار حتى يوم القيامة الكبرى وفي قاعة الإنتظار هذه  تنال النفس الصالحة فيها من ريح الجنة وريحانها هكذا حتى يأتي يوم الحساب الأكبر . وكذلك النفس الطالحة فإنها تنال من نفح الحجيم .
وفي هذا القبر وفي ساحة الإنتظار البرزخية هذه ممكن ان تزيد من النعيم او العذاب الأليم .
مثلا ما يزيد النعم ولد صالح يدعو لأبيه أو الأعمال الصالحة التي تأتي بخير للناس ويستفيد منها الخلق فيدعون لذلك الرجل فيزداد راحة ونعيم . والعكس كذلك فإن كل ظالم مجرم يدعو الناس عليه بسبب ظلمه  وسوء ما خلفه فإنها ستزيد في عذابه  .

يعني الدعاء حسب ما افهم أنه يؤثر في الميت فإما يزيد نعيمه أو يزيد عذابه في القبر في تلك الساحة البرزخية .

هذا كتبت مما فهمت من قبل فإن أخطأت فنسألكم التقويم وإن أحسنت فنرجوا دعائكم بالتوفيق .
والله ورسوله أعلم .

Hazeem Ahmade



وقد ورد ذكر عذاب القبر في الأحاديث منها : 

ما ورد في الصحيحين: أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم مر بقبرين فقال: إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير، أما أحدهما: فكان لا يستبرئ من البول، وأما الآخر: فكان يمشي بالنميمة.

ومنها ما ورد في صحيح مسلم: إن هذه الأمة تبتلى في قبورها، فلولا أن لا تدافنوا لدعوت الله أن يسمعكم من عذاب القبر الذي أسمع منه.

وفي صحيح مسلم أيضا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا فرغ أحدكم من التشهد الأخير فليتعوذ بالله من أربع: من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن شر فتنة المسيح الدجال.

ما ورد في الصحيحان عن أم المؤمنين عائشة أنها قالت: سألت النبي محمد  عن عذاب القبر، قال: نعم عذاب القبر حق.

َعَنْ أَنَسِ ابْنِ مَالِكٍ ، قَالَ : إِنَّ نَبِيَّ اللَّهِ محمد صلى الله عليه وسلم ، دَخَلَ نَخْلا لِبَنِي النَّجَّارِ ، فَسَمِعَ صَوْتًا فَفَزِعَ ، فَقَالَ : مَنْ أَصْحَابُ هَذِهِ الْقُبُورِ ، قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ : نَاسٌ مَاتُوا فِي الْجَاهِلِيَّةِ ، فَقَالَ : تَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنْ عَذَابِ النَّارِ ، وَمِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ، قَالُوا : وَمِمَّ ذَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ محمد صلى الله عليه وسلم، قَالَ : إِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا وُضِعَ فِي قَبْرِهِ، أَتَاهُ مَلَكٌ فَيَقُولُ لَهُ : مَا كُنْتَ تَعْبُدُ ، فَإِنِ اللَّهُ هَدَاهُ ، قَالَ : كُنْتُ أَعْبُدُ اللَّهَ ، فَيُقَالُ لَهُ : مَا كُنْتَ تَقُولُ فِي هَذَا الرَّجُلِ ، فَيَقُولُ : هُوَ عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ ، فَمَا يُسْأَلُ عَنْ شَيْءٍ غَيْرِهَا ، فَيُنْطَلَقُ بِهِ إِلَى بَيْتٍ كَانَ لَهُ فِي النَّارِ ، فَيُقَالُ لَهُ : هَذَا بَيْتُكَ كَانَ لَكَ فِي النَّارِ ، وَلَكِنَّ اللَّهَ عَصَمَكَ وَرَحِمَكَ ، فَأَبْدَلَكَ بِهِ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ ، فَيَقُولُ : دَعُونِي حَتَّى أَذْهَبَ فَأُبَشِّرَ أَهْلِي ، فَيُقَالُ لَهُ : اسْكُنْ ، وَإِنَّ الْكَافِرَ إِذَا وُضِعَ فِي قَبْرِهِ، أَتَاهُ مَلَكٌ فَيَنْتَهِرُهُ، فَيَقُولُ لَهُ مَا كُنْتَ تَعْبُدُ ، فَيَقُولُ : لا أَدْرِي فَيُقَالُ لَهُ : لا دَرَيْتَ وَلا تَلَيْتَ، فَيُقَالُ لَهُ : فَمَا كُنْتَ تَقُولُ فِي هَذَا الرَّجُلِ، فَيَقُولُ : كُنْتُ أَقُولُ مَا يَقُولُ النَّاسُ، فَيَضْرِبُهُ بِمِطْرَاقٍ مِنْ حَدِيدٍ بَيْنَ أُذُنَيْهِ، فَيَصِيحُ صَيْحَةً، يَسْمَعُهَا الْخَلْقُ غَيْرُ الثَّقَلَيْنِ

عَنْ أَنَسٍ ، قَالَ : بَيْنَمَا نَبِيُّ اللَّهِ محمد صلى الله عليه وسلم فِي نَخْلٍ لَنَا لأبِي طَلْحَةَ يَتَبَرَّزُ لِحَاجَتِهِ ، قَالَ وَبِلالٌ يَمْشِي وَرَاءَهُ يُكَرِّمُ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَنْ يَمْشِيَ إِلَى جَنْبِهِ ، فَمَرَّ نَبِيُّ اللَّهِ محمد بِقَبْرٍ فَقَامَ حَتَّى لَمَّ إِلَيْهِ بِلالٌ ، فَقَالَ : وَيْحَكَ يَا بِلالُ ، هَلْ تَسْمَعُ مَا أَسْمَعُ ، قَالَ : مَا أَسْمَعُ شَيْئًا ، قَالَ صَاحِبُ الْقَبْرِ يُعَذَّبُ ، قَالَ : فَسُئِلَ عَنْهُ فَوُجِدَ يَهُودِيًّا

عَنْ مُحَمَّدٍ يَعْنِي ابْنَ الْمُنْكَدِرِ ، قَالَ : كَانَتْ أَسْمَاءُ تُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ محمد صلى الله عليه وسلم ، قَالَتْ : قَالَ : إِذَا دَخَلَ الإنْسَانُ قَبْرَهُ، فَإِنْ كَانَ مُؤْمِنًا أَحَفَّ بِهِ عَمَلُهُ، الصَّلاةُ وَالصِّيَامُ ، قَالَ : فَيَأْتِيهِ الْمَلَكُ مِنْ نَحْوِ الصَّلاةِ فَتَرُدُّهُ، وَمِنْ نَحْوِ الصِّيَامِ فَيَرُدُّهُ ، قَالَ : فَيُنَادِيهِ اجْلِسْ ، قَالَ : فَيَجْلِسُ ، فَيَقُولُ لَهُ : مَاذَا تَقُولُ فِي هَذَا الرَّجُلِ - يَعْنِي النَّبِيَّ محمد صلى الله عليه وسلم – قَالَ : مَنْ قَالَ محمد صلى الله عليه وسلم ، قَالَ : أَنَا أَشْهَدُ أَنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ محمد صلى الله عليه وسلم، قَالَ : يَقُولُ : وَمَا يُدْرِيكَ أَدْرَكْتَهُ أَشْهَدُ أَنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ، قَالَ يَقُولُ :عَلَى ذَلِكَ عِشْتَ ، وَعَلَيْهِ مِتَّ ، وَعَلَيْهِ تُبْعَثُ ، قَالَ : وَإِنْ كَانَ فَاجِرًا أَوْ كَافِرًا ، قَالَ: جَاءَ الْمَلَكُ وَلَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ شَيْءٌ يَرُدُّهُ ، قَالَ : فَأَجْلَسَهُ ، قَالَ : يَقُولُ : اجْلِسْ مَاذَا تَقُولُ فِي هَذَا الرَّجُلِ ، قَالَ : أَيُّ رَجُلٍ ؟ قَالَ : مُحَمَّدٌ ، قَالَ : يَقُولُ : وَاللَّهِ مَا أَدْرِي، سَمِعْتُ النَّاسَ يَقُولُونَ : شَيْئًا فَقُلْتُهُ، قَالَ : فَيَقُولُ لَهُ : الْمَلَكُ عَلَى ذَلِكَ عِشْتَ، وَعَلَيْهِ مِتَّ، وَعَلَيْهِ تُبْعَثُ، قَالَ : وَتُسَلَّطُ عَلَيْهِ دَابَّةٌ فِي قَبْرِهِ ، مَعَهَا سَوْطٌ ، تَمْرَتُهُ جَمْرَةٌ، مِثْلُ غَرْبِ الْبَعِيرِ ، تَضْرِبُهُ مَا شَاءَ اللَّهُ ، صَمَّاءُ لا تَسْمَعُ صَوْتَهُ فَتَرْحَمَهُ

عَنْ عَائِشَةَ ، قَالَتْ : دَخَلَتْ عَلَيَّ عَجُوزَانِ مِنْ عُجُزِ يَهُودِ الْمَدِينَةِ، فَقَالَتَا :إِنَّ أَهْلَ الْقُبُورِ يُعَذَّبُونَ فِي قُبُورِهِمْ، قَالَتْ : فَكَذَّبْتُهُمَا وَلَمْ أُنْعِمْ أَنْ أُصَدِّقَهُمَا، فَخَرَجَتَا، وَدَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ محمد صلى الله عليه وسلم ، فَقُلْتُ لَهُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ محمد صلى الله عليه وسلم ، إِنَّ عَجُوزَيْنِ مِنْ عُجُزِ يَهُودِ الْمَدِينَةِ دَخَلَتَا عَلَيَّ ، فَزَعَمَتَا أَنَّ أَهْلَ الْقُبُورِ يُعَذَّبُونَ فِي قُبُورِهِمْ ، فَقَالَ :"صَدَقَتَا إِنَّهُمْ يُعَذَّبُونَ عَذَابًا تَسْمَعُهُ الْبَهَائِمُ"، قَالَتْ : فَمَا رَأَيْتُهُ بَعْدُ فِي صَلاةٍ إِلا يَتَعَوَّذُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ.أخرجه البخاري في كتاب الدعوات

إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ محمد صلى الله عليه وسلم قَامَ عَلَى الْقَلِيبِ، وَفِيهِ قَتْلَى بَدْرٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ، فَقَالَ لَهُمْ مَا قَالَ: "إِنَّهُمْ لَيَسْمَعُونَ مَا أَقُولُ" ، إِنَّمَا قَالَ : "إِنَّهُمُ الآنَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّ مَا كُنْتُ أَقُولُ لَهُمْ حَقٌّ". أخرجه البخاري في كتاب الجنائز

Hazeem Ahmade



عَنْ عَائِشَة ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ محمد صلى الله عليه وسلم، قَالَ:"يُرْسَلُ عَلَى الْكَافِرِ حَيَّتَانِ، وَاحِدَةٌ مِنْ قِبَلِ رَأْسِهِ، وَأُخْرَى مِنْ قِبَلِ رِجْلَيْهِ تَقْرِضَانِهِ قَرْضًا، كُلَّمَا فَرَغَتَا عَادَتَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ" 

عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ رَضِي اللَّه عَنْهم يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ محمد صلى الله عليه وسلم : إِذَا وُضِعَتِ الْجِنَازَةُ فَاحْتَمَلَهَا الرِّجَالُ عَلَى أَعْنَاقِهِمْ، فَإِنْ كَانَتْ صَالِحَةً، قَالَتْ : قَدِّمُونِي قَدِّمُونِي ، وَإِنْ كَانَتْ غَيْرَ صَالِحَةٍ قَالَتْ : يَا وَيْلَهَا أَيْنَ يَذْهَبُونَ بِهَا، يَسْمَعُ صَوْتَهَا كُلُّ شَيْءٍ إِلا الإنْسَانَ، وَلَوْ سَمِعَهَا الإنْسَانُ لَصَعِقَ 

قَالَ : رَسُولُ اللَّهِ محمد  : يُسَلَّطُ عَلَى الْكَافِرِ فِي قَبْرِهِ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ تِنِّينًا، تَنْهَشُهُ وَتَلْدَغُهُ، حَتَّى تَقُومَ السَّاعَة ، وَلَوْ أَنَّ تِنِّيناً مِنْهَا نَفَخَ فِي الأرْضِ، مَا نَبَتَتْ خَضْرَاءُ 

عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ عَنْ أَبِي أَيُّوبَ رَضِي الله عَنْهمْ قَالَ خَرَجَ النَّبِيُّ محمد صلى الله عليه وسلم وَقَدْ وَجَبَتِ الشَّمْسُ فَسَمِعَ صَوْتًا فَقَالَ : يَهُودُ تُعَذَّبُ فِي قُبُورِهَا خرجه البخاري

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ امْرَأَةً سَوْدَاءَ كَانَتْ تَقُمُّ الْمَسْجِدَ أَوْ شَابًّا فَفَقَدَهَا رَسُولُ اللَّهِ محمد صلى الله عليه وسلم  فَسَأَلَ عَنْهَا أَوْ عَنْهُ فَقَالُوا مَاتَ قَالَ : أَفَلا كُنْتُمْ آذَنْتُمُونِي، قَالَ فَكَأَنَّهُمْ صَغَّرُوا أَمْرَهَا أَوْ أَمْرَهُ فَقَالَ : دُلُّونِي عَلَى قَبْرِهِ، فَدَلُّوهُ فَصَلَّى عَلَيْهَا ثُمَّ قَالَ : إِنَّ هَذِهِ الْقُبُورَ مَمْلُوءَةٌ ظُلْمَةً عَلَى أَهْلِهَا وَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُنَوِّرُهَا لَهُمْ بِصَلاتِي عَلَيْهِمْ 

مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى قَبْرٍ ، فَقَالَ : ائْتُونِي بِجَرِيدَتَيْنِ ، فَجَعَلَ إِحْدَاهُمَا عِنْدَ رَأْسِهِ، وَالأخْرَى عِنْدَ رِجْلَيْهِ، فَقِيلَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ محمد صلى الله عليه وسلم أَيَنْفَعُهُ ذَلِكَ ، قَالَ : "لَنْ يَزَالَ أَنْ يُخَفَّفَ عَنْهُ بَعْضُ عَذَابِ الْقَبْرِ مَا كَانَ فِيهِمَا نُدُوٌّ" 

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ قَالَتْ أُمُّ حَبِيبَةَ ابْنَةُ أَبِي سُفْيَانَ، اللَّهُمَّ أَمْتِعْنِي بِزَوْجِي رَسُولِ اللَّهِ محمد صلى الله عليه وسلم، وَبِأَبِي أَبِي سُفْيَانَ، وَبِأَخِي مُعَاوِيَةَ، قَال: فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ محمد صلى الله عليه وسلم : إِنَّكِ سَأَلْتِ اللَّهَ لآجَالٍ مَضْرُوبَةٍ ، وَأَيَّامٍ مَعْدُودَةٍ ، وَأَرْزَاقٍ مَقْسُومَةٍ ، لَنْ يُعَجَّلَ شَيْءٌ قَبْلَ حِلِّهِ ، أَوْ يُؤَخَّرَ شَيْءٌ عَنْ حِلِّهِ ، وَلَوْ كُنْتِ سَأَلْتِ اللَّهَ أَنْ يُعِيذَكِ مِنْ عَذَابٍ فِي النَّارِ ، وَعَذَابٍ فِي الْقَبْرِ ، كَانَ أَخْيَرَ ، أَوْ أَفْضَلَ 

عن جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ قال: دَخَلَ النَّبِيُّ محمد صلى الله عليه وسلم يَوْمًا نَخْلا لِبَنِي النَّجَّارِ، فَسَمِعَ أَصْوَاتَ رِجَالٍ مِنْ بَنِي النَّجَّارِ، مَاتُوا فِي الْجَاهِلِيَّةِ يُعَذَّبُونَ فِي قُبُورِهِمْ، فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ محمد صلى الله عليه وسلم فَزِعًا، فَأَمَرَ أَصْحَابَهُ أَنْ تَعَوَّذُوا مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ 


عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : ضَرَبَ بَعْضُ أَصْحَابِ النَّبِيِّ محمد صلى الله عليه وسلم خِبَاءَهُ عَلَى قَبْرٍ ، وَهُوَ لا يَحْسِبُ أَنَّهُ قَبْرٌ ، فَإِذَا فِيهِ إِنْسَانٌ يَقْرَأُ سُورَةَ تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ حَتَّى خَتَمَهَا ، فَأَتَى النَّبِيَّ محمد صلى الله عليه وسلم ، فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ : إِنِّي ضَرَبْتُ خِبَائِي عَلَى قَبْرٍ ، وَأَنَا لا أَحْسِبُ أَنَّهُ قَبْرٌ ، فَإِذَا فِيهِ إِنْسَانٌ يَقْرَأُ سُورَةَ تَبَارَكَ الْمُلْكِ حَتَّى خَتَمَهَا ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ محمد صلى الله عليه وسلم : هِيَ الْمَانِعَةُ، هِيَ الْمُنْجِيَةُ ، تُنْجِيهِ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ  أخرجه الترمذي

 عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَتْ : قَالَ : "إِذَا دَخَلَ الإنْسَانُ قَبْرَهُ ، فَإِنْ كَانَ مُؤْمِنًا أَحَفَّ بِهِ عَمَلُهُ ، الصَّلاةُ وَالصِّيَامُ"

قالَ رَسُولُ اللَّهِ محمد صلى الله عليه وسلم  : مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَمُوتُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ أَوْ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ إِلا وَقَاهُ اللَّهُ فِتْنَةَ الْقَبْرِ

وقد تواتر تعوذ النبي صلى الله عليه وسلم من عذاب القبر .

Hazeem Ahmade




ويقول المسيح الموعود في فلسفة تعاليم الإسلام : ربما يقول الذين لا يعلمون بأنه ما دام ثالثُ العوالمِ.. أي عالَم البعثِ.. سوف يأتي بعد زمن طويل.. إذنْ فعالَم البرزخ أصبح بمنـزلة سجنٍ يُعتقل فيه الصالح والفاسق طول تلك المدة.. الأمر الذي يبدو محض عبث. 
والجواب أن مثل هذه الفكرة خطأٌ تماما، ومنشؤها الجهل المطلق! ذلك أن كتاب الله يذكر مقامين لجزاء البارّ والفاجر، أحدهما عالَم البرزخ الذي يلاقي فيه كل إنسان جزاءه لقاءً مخفيا.. فالأشرار يدخلون الجحيم بعد الموت فورًا، والأخيار كذلك سينالون الراحة في الجنة بعد الموت مباشرة. وفي القرآن المجيد آيات كثيرة تبين أن كل إنسان يرى بعد الموت مباشرةً جزاءَ أعماله. فمثلا يخبرنا الله عن رجل من أهل الجنة بقوله: ( قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ) (يس: 27)، ويحكي سبحانه عن رجل آخر من أصحاب النار بقوله: (فَرَآهُ فِي سَوَاءِ الْجَحِيمِ) (الصافات: 56).. أي أنه كان لرجل من أصحاب الجنة زميل، فلما ماتا افتقد صاحب الجنة زميله، فكشف الله له عنه فوجده في قعر جهنم. 
إذن فعملية الجزاء والعقاب تبدأ بعد الموت فورًا، ويدخل أصحاب النارِ النارَ.. وأصحاب الجنةِ الجنةَ. ولكن هنالك بعده يومٌ آخر اقتضت حكمةُ الله البالغةُ أن يظهر سبحانه وتعالى فيه بتجلٍّ أعظم. إن الله تعالى خلق الناس ليعرِفوه بخالقيته، ثم إنه سوف يهلكهم أجمعين ليعرفوه بقهّاريته، ثم يحييهم حياة كاملة ويحشرهم في ميدان واحد ليعرفوه بقدرته الكاملة. هذه هي المعرفة الأولى من المعارف الثلاث المشار إليها سابقا.


لطيفة الخطابي : 

الله اكبر الله اكبر ولله الحمد اللهم امين اللهم امين ياعيون امك ياسيدي يارسول الله يارحمة ونور للعالمين

صلوات الله وسلامه على النبي الإمام صلوات الله وسلامه على بدر الزمان صلوات الله وسلامه على النبي الأعظم

امابعد أيها العرب والمسلمين في كل أنحاء العالم جاء يوسف ابن المسيح جاء يوسف ابن المسيح الذي بشر به ابي الحبيب المسيح المحمدي عليم الصلاة والسلام جميعا أنبياء عهد محمد (ص)

الأرض تتهيأ لقدوم أمر جلل أفيقوا من غفلتكم يااهلنا في مصر العروبة أرض الميعاد فأنتم اولا ان

 تستيقظوا فامام اصطفاه الله من بينكم صلوات الله وسلامه عليه

أما بعد سيدي رسول الله صلوات ربي وسلامه عليكم رايتكم كشفا في عين ذالك الطفل ذو العينان الزرقاوين تجوبون الجبال مع مجموعة كبيرة من الفرسان ووقع في قلبي ان الفرس وفارسه الذي يشع نورا هو أمام الأولياء يوسف ابن المسيح  (ص)وبعدها وكأنكم تدخلون إلى أرض صحراء واسعة ليس لها نهاية والله أعلى واعلم ورسوله المصطفى

وكما رايتكم سيدي (ص) في سقف بيتي بالعين المجردة في عين ذالك الطفل ذو العينان الزرقاوين ممتطيا فرسكم وكان سقف بيتي جبل عال وانتم ياخير خلق الله تطوون الجبل طويا ممتطيا فرسكم المبارك يانور الله وأكثر من نور والله أعلى واعلم ورسوله صلى الله عليه وسلم وتكرر معي الكشف عدة مرات

انتظاروا قدوم يوسف ابن المسيح انه قريب جدا جدا جدا جدا جدا (ص)

الله الواحد الأحد يهيأ الأرض لأجل نبيه المصطفى  (ص) معجزة الأنبياء

إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواج فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا

وسلام عليكم ورحمته وبركاته يايوشع ابن نون وجزاكم الله عنا خير الجزاء ارسلي رسائلي يابنتي الطيبة بارككم الرب على الدوام

اللهم كما صليت على محمد واحمد فصل على يوسف ابن المسيح وعلى جميع أنبياء عهد محمد


============
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أمي لطيفة , أحسن الله لكم دوما , وأفاض عليكم كما أفضتم من كلماتك المباركة ومسحاتك الطيبة على هذه الجماعة , إن شاء الله سوف أرسل كلامكم المبارك إلى سيدنا يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام في الحال .

يوشع بن نون.



د محمد ربيع : 
الحمد لله وحدهو الصلاة و السلام على محمد و من تبعه من أنبياء عهده و بعد : سلام الله عليكِ يا أمي يا لطيفة يا  أمة البديع , أحبك ربي و أفاض عليك ببركاته و أيام نعيمه بما أحببتني و أحببتِ ربي الباعث , و الله ناصرنا . يوسف بن المسيح , مصر


د محمد ربيع : 
من الله عليك يا يوشع بن نون بالحنان و الرحمة و أحسنت في وصفك الذي وصفت و تعقيبك الذي عقّبت على شرح مآلات البرزخ أحسن الله لك آمين

حازم : 

آميين يا حبيبي يا رسول الله يا سيدي ومعلمي الحبيب , ما أجمل الحياة في صحبتك تحت ظلك تحت لوائك . الحمد لله رب العالمين.


 
د.محمدربيع

الحمد لله رب العالمين




الجمعة، 20 نوفمبر 2020

صلاة الجمعة 20=11=2020

 
يوشع بن نون :

صلاة الجمعة ٢٠٢٠/١١/٢٠
==================
صلاة الجمعة لخليفة المسيح الموعود السادس سيدنا يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام بتاريخ ٢٠٢٠/١١/٢٠
يقول سيدنا يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام : السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته . أذان .
قام بلال اليوسفيين برفع الأذان :
الله اكبر الله اكبر
الله اكبر الله اكبر
اشهد ان لا اله الا الله
اشهد ان لا اله الا الله
اشهد ان محمدا رسول الله
اشهد ان محمدا رسول الله
حى على الصلاة
حى على الصلاة
حى على الفلاح
حى على الفلاح
الله اكبر الله اكبر
لا اله الا الله
ثم قام سيدنا يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام خطيبا فقال : الحمد لله - الحمد لله وحده - الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد و من تبعه من أنبياء عهده و بعد : لدينا اليوم إكمال لحديث المسيح الموعود من كتاب حمامة البشرى يقول الإمام المهدي الحبيب : " ولنرجعْ إلى كلامنا الأول فنقول إن الله تبارك وتعالى قال في كتابه المحكم: (إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَّمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ)، فلما كانت الملائكة حافظين لنفوس النجوم والشمس والقمر والأفلاك والعرش وكل ما في الأرض، لزم أن لا يفارقوا ما يحفظونه طرفة عين، فانظر كيف ظهر من هذا الأمرُ الحقُّ، وبطل ما زعم الزاعمون من نزولهم وصعودهم بأجسامهم الأصلية. "
(((الإمام المهدي لما قال فلما كانت الملائكة حافظين لنفوس النجوم والشمس والقمر والأفلاك والعرش . العرش نحن نعرف أنه صفات الله عزوجل فيقصد الإمام المهدي أن الملائكة تدبر فيضان صفات الله عزوجل المتعددة إلى عباد الله وإلى كافة المخلوقات فهذا حفظ الملائكة لنفس العرش ))) .
" فلما كانت الملائكة حافظين لنفوس النجوم والشمس والقمر والأفلاك والعرش "((( النجوم هم الأولياء والصلحاء والمحدَّثين والشمس هو الرسول والقمر هو المهدي والأفلاك هو اسم عام لطينة الروح والتدابير الدنيوية والسماوية بأمر الله عزوجل )))
" فلما كانت الملائكة حافظين لنفوس النجوم والشمس والقمر والأفلاك والعرش وكل ما في الأرض، لزم أن لا يفارقوا ما يحفظونه طرفة عين، فانظر كيف ظهر من هذا الأمرُ الحقُّ، وبطل ما زعم الزاعمون من نزولهم وصعودهم بأجسامهم الأصلية. " ((( وما قلته هو معنى واحد من معانٍ كثيرة لحفظ الملائكة لتلك النفوس ))) .
يقول الإمام المهدي : " فلا مفر إلى سبيل من قبولِ دقيقةِ المعرفةِ التي كتبناها.. أعني أن الملائكة لا ينـزلون بنـزول حقيقي، ولا يرون وعثاء السفر، بل إذا أراد الله إراءتهم في الناسوت فيخلق لهم وجودا تمثليا في الأرض ((( الناسوت اي على صفة البشر اي الناس ))) .
بل إذا أراد الله إراءتهم في الناسوت فيخلق لهم وجودا تمثليا في الأرض، فتراهم العين التي تسرح في روضات الكشف. ولو لم يكن كذلك للزم أن يرى الملائكةَ الناسُ كلهم عند نزولهم إلى الأرض لقبضِ الأرواح وغيرها من المهمات، وللزم أن يرى مَلَكَ الموت مثلاً كلُّ من تُوُفِّيَ أحدٌ من أقاربه وممن يؤاخيه ومن عشيرته وعقبه وقومه وأصدقائه أمام عينه، فإن جسم الملائكة جسم كأجسام أخرى، فلا وَجْهَ لعدم رؤيتهم مع نزولهم بأجسامهم الأصلية. وأنت تعلم أن خَلقًا كثيرا يموتون أمام أعيننا فلا نرى عند نزعهم وغمـرةِ موتهم الملائكةَ التي تَوفَّتْهم، وما نسمع ما يسألون الموتى وما يكلّمونهم. فالحق أن هذا الأمر وأمثاله من عالم المثال الذي ما أراد الله كَشْفَ كُنْهِه على العقول والأعين. وأما نظائر عالم المثال فكثيرة ومنها نزول الملائكة، ومنها ما جاء في الأحاديث أن قبر المؤمن روضة من روضات الجنة أو حفرة من حفر النار، ومنها ما جاء في بعض الأحاديث أن الله يكشف لمؤمن غرفة إلى الجنة في قبره، ويكشف لكافر غرفة إلى جهنم، ولكنا ربما نزور القبور أو نحفر أرضها فلا نرى غرفة إلى الجنة أو إلى جهنم، ولا نرى فيها شجرة واحدة فضلا عن الروضات، ولا جمرة من النار فضلا عن النيران الموقدة المحرقة، ولا نرى هناك ميتًا قاعدا عائشا بعد الموت، كما أخبر عن قعود الموتى وحياتهم عند السؤال والجواب، بل نرى ميتًا مُكفَّنًا قد أكلت الأرض لحمه وكفنه. وقد جاء في الأحاديث أن الشهداء يُرزَقون من ثمرة الجنات وألبانها وشرابها الطهور، ولكنا لا نرى في قبورهم.. التي هي روضة من روضات الجنة.. من ثمرة أو ريحان أو من قدح لبن أو كأس خمر. وربما لا ندفن الموتى إلى أيام فلا نرى مجيء الملائكة عندهم ولا ذهابهم. وقد أخبر الله تعالى في كتابه أن الملائكة يضربون وجوه الكفار، ولكنا لا نرى ملِكًا ضاربًا ولا أثر الضرب، ولا نسمع صراخ المضروبين. وقد جاء في بعض الأحاديث أن الطفل الرضيع إذا مات قبل تكميل أيام الرضاعة فتتم أيامها في القبر، ولكنا لا نرى مُرضِعًا قاعدة في القبر، ولا طفلا يمصّ لبنها. وقد جاء في بعض الآثار أن قبر المؤمن يُوسَّع عليه بمقدار كذا وكذا، ولكنا لا نرى أثرا من ذلك التوسيع، بل نراه كقبرِ كافر مِن غير تفاوُت سعة وضيق، فكيف ندعي الحقيقة ولا نرى آثارها؟ وكذلك قيل إن الشهداء أحياء يأكلون ويشربون ولكنا لا نرى أنهم لاقوا الناس كالأحياء ووثبوا من قبورهم ورجعوا إلى دورهم. فلو كانت هذه الأمور - أعني نزول الملائكة، وتوسيع قبور المؤمنين ووجود الجنات فيها، وقعود الموتى في القبور أحياءً، وغيرها التي يوجد ذكرها في القرآن والأحاديث - من الأمور الحقيقية الحسيّة التي هي من هذا العالم لا من عالم المثال.. لرأيناه كما نرى أشياء أخرى التي توجد في هذه الدنيا. وأنت تعلم أن أحدا منّا لا يرى هذه الواقعات بعين يرى بها أشياء هذا العالم، فإنّا نرى أشجار هذا العالم وبساتينها عن بعيد، ونرى ثمراتها معلقة بأغصانها، ولكنا إذا كشفنا قبر شهيد من الشهداء فلا نجد فيها أثرا منها، وقد آمنّا بأن قبورهم أُودِعَت لفائف النعيم، وضُمِّخت بالطيّب العميم، وسيقَ إليها شربٌ من تسنيم، وأريج نسيم، وفيها روضة من روضات الجنة، وكأس من كأس اللبن والخمر، ولكنّا ما شاهدنا شيئا منها بأعيننا، ولا تحسسناه بحاسّة أخرى، فلم نجد بُدًّا من تأويل، فقلنا إن هذه الأمور كلها.. أعنى نزول الملائكة ونزول الجنة وغيرها.. متشابهة يشابه بعضها بعضا، ولا شك أن لها حقيقة واحدة من غير اختلاف وتفاوت، ولا شك أن هذه الواقعات كلها منسلكة في سلك واحد. فتبصَّرْ تسترحْ من سهام المعترضين، ولا تركنْ إلى الذين ظلموا واكتسَوا ثوب الذل والخطأ بعدما تبين الرشد من الغي، واتبعْ قولا قد انكشف كل الانكشاف ومزِّقْ رقعةَ تقليد الجهلاء شَذَرَ مَذَرَ، ولا تبالِ أعَذَلَ أحدٌ أو عَذَرَ، وكنْ من الذين يقومون لله قانتين.
ولا بد لك أن تؤمن وتعتقد أن نزول الملائكة، وحياة الموتى في قبورهم، وقعودهم في أجداثهم، ووجود الجنة والسعير فيها، ليس من واقعات هذا العالم ولا من مدركات هذه الحواس، بل هي من عالم آخر، ولا ينبغي لأحد أن يحملها على واقعات هذا العالم، أو يقيس عليه حقائقَ ذلك العالم، بل هي أمور متعالية عن طور هذا العالم ومُدرَكاته، ولا يعلم كُنْهَها إلا الله. فلا تضربْ لها الأمثال ولا تكن من المعتدين.
وأنت تعلم أن الله تعالى ما قال في كتابه إن الملائكة يشابهون الناس في صعودهم ونزولهم، بل أشار في كثير من مقامات كتابه المحكم إلى أن نزول الملائكة وصعودهم كنـزوله تعالى وصعوده. ولا يخفى عليك أن الله تعالى ينـزل في الثلث الأخير من الليل إلى السماء الدنيا، فلا يقال إن العرش يبقى خاليًا عند نزوله. وكذلك أشار الله في كتابه إلى نزوله في ظُلل من الغمام مع الملائكة المقربين، فإذا حل الله الأرض مع جميع ملائكته.. فإن كان هذا النـزول كنـزول الأجسام فلا بد لك أن تعتقد أن العرش والسماوات تبقى خالية يومئذ.. ليس فيها الرحمن ولا ملائكته. فَادَّكِرْ إن كنت من المدّكِرين، وأحسِنِ النظر إلى ما قلنا، واستعِدّ لقبول المعارف إن كنت من الطالبين.
أفتظن أن السماء لا تبقى على حالة واحدة.. فقد تكون مملوّةً من الملائكة.. مكتظّة بحفلهم، وقد تكون كمواضع خالية ليس أحد فيها؟ فإن كنت تصدّق هذه العقيدة الباطلة وتصرّ على نزول الملائكة بأجسامهم، فعليك أن تُثبِتها من النصوص القرآنية أو الحديثية كما ادعيتَها أو تتوب كرجال متقين.
وقد جاء في بعض الأحاديث أن جبرائيل عليه السلام مكث على الأرض مع عيسى عليه السلام إلى ثلاثين سنة ما فارقَه في وقت، وجاء في أحاديث أخرى أنه لا يَلقَى الوحيَ إلا حالَ كونه في السماء، ويَلقَى الوحي مِن لدن ربّه ثم يُطلِع عليه آخرين. فهذه مصيبة أخرى عليك، ولن تقدر على تطبيق هذه الأحاديث وتوفيقها.
وربما يختلج في قلبك وهمٌ وتقول إني لست قائلا بخلوّ السماوات بعد نزول الملائكة. فيُقال لك إنك تنسى عقيدتك؛ ألستَ تعتقد أن الملائكة ينـزلون بنـزول حقيقي؟ فلزمك من هذا أن تقول إنهم ينـزلون بأجسامهم الأصلية، وأنت تعلم أن نزولهم بأجسامهم الأصلية يستلزم خُلوَّ السماوات بعد النـزول. وإن كنت تعتقد أن الملائكة لا ينـزلون بأجسامهم الأصلية بل يخلق الله لهم في الأرض أجساما أخرى التي لا تُدرَك ولا تُرى، فهذا هو مذهبنا. ولكنك إذا أصررت على نزولهم بأجسامهم الأصلية فهذا قول يُخالف القرآن العظيم، لأن القرآن يُدخِل وجودَ الملائكة في الإيمانيات، ويجعل لهم مقامات معلومة في السماء.. أعني المقامات التي أقامهم الله عليها، ولا يذكر أنهم يتركون مقاماتهم في حين من الأحيان. وأمّا ذكر نزولهم فهو كذكر نزول الله، لا تفاوُتَ بينهما، فمنهم الصافُّون، ومنهم المسبِّحون، ومنهم الراكِعون ومنهم الساجدون، ومنهم القائمون كما أشار إليه القرآن، وليس أحد منهم قاعدا كالفارغين. فإذا نزل أحد منهم بجسمه العنصري.. فلزم أن يترك مقامه خاليًا ويخرُج مِن صفّه، ويبعد عن مقام تسبيحه أو ركوعه أو سجدته الذي أقامه الله عليه، وينـزل إلى الأرض كالمسافرين، وما نرى في القرآن أثرًا من هذا التعليم، بل جعل الله نزول الملائكة كنـزول نفسه، وجعَل مجيئهم كمجيء ذاته. ألا تنظر إلى هذه الآية.. أعني قوله تعالى: (وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صفًّا)، وقوله : (هَلْ يَنْظُرُونَ إلا أَن يَأْتِيهُمُ اللهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلائِكَةُ وَقُضِيَ الأَمْرُ وَإِلَى اللهِ تُرْجَعُ الأُمُورِ). وههنا نكتة أخرى.. وهي أن الله إذا نزل إلى الأرض مع ملائكته فلا بد من أن ينـزل الملائكة كلهم، فإن الملائكة جند الله فلا يجوز أن يتخلف أحد منهم عند نزول رب العرش إلى الأرض، فإذا تقرر هذا فيلزم منه أن تبقى كل سماء من العرش إلى السماء الدنيا خالية عند نزول الله تعالى على الأرض، ليس فيها رب رحيم رب العرش ولا ملَكٌ من الملائكة، واللازم باطل فالملزوم مثله كما لا يخفى على المتفكرين.
ثم جلس سيدنا يوسف بن المسيح قليلا ثم تابع الخطبة فقال : الحمد لله - الحمد لله وحده - الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد و من تبعه من أنبياء عهده و بعد : ((( أقول في كلمة أشرح فيها بعض كلام الإمام المهدي. هناك مقال أو مقالات في المدونة تسمى الأكوان المتتالية والأكوان المتوازية إذا قرءناها فهمنا بعضا من مقصد المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام وأقول إن السماوات ليست التي نراها التي فيها السحب فإن الأرض هي جزء من تلك السماء التي نتخيلها فالسماوات ليست هذه السماوات إنما هي بُعدٌ لا نراه بعد سامي نراه بعين الكشف لا بعين الواقع هو أمر حقيقي ولكنا نراه بعين الكشف أي بالعين الروحية وليس بالعين الواقعية المخلوقة الأرضية التي نرها فالسماوات هي البُعد السامي .)))
يقول الإمام المهدي : " ثم إذا فرضنا أن في الأرض مثلا مئة ألف من الأنبياء، بعضهم في المشرق وبعضهم في المغرب، وبعضهم في نواحي الجنوب وبعضهم في أقصى بلاد الشمال، وأمَر الله تعالى لجبرائيل أن يُوحي إليهم كلهم في آن واحد لا يتأخر منه أحد ولا يتقدم؛ أو إذا فرضنا أن الله أمَر مَلَكَ الموت أن يتوفى مئة ألف من الرجال الذين بعضهم في المشرق وبعضهم في المغرب في طرفة عين، لا يقدم ولا يؤخر، فما ظنك أن جبرائيل أو ملك الموت يعجز عن ذلك أو يقدر على إتمام أمر المغرب مع كونه في المشرق، فإن كان قادرا، فكذلك يقدر أن لا ينـزل من السماء ويفعل كل ما يشاء كالنازلين.
ومثل آخر نستفسرك جوابه.. وهو أن ملك الموت حلَّ بلدة عظيمة من البلاد المشرقية في أيام الوباء ليقبض أرواح سكان تلك البلدة، فاشتدت الضرورة لقيامه فيها إلى الشهرين بما كثرت فيها واقعات الموت مسلسلة متواترة، وما فرغ مِن قبض نفس إلا وجاء وقت قبض نفس أخرى، فحبَسه هذه السلسلة المتواليه المتتابعة فيها، وما كان أن يتحاماها قبل أن يتوفى أهلَها، فمكث فيها إلى أن تمادى المُقام وامتدت الأيام إلى شهرين، فما بال قوم قد جاء أجلهم في تلك الأيام في البلاد المغربية، وما قدر ملَكُ الموت على أن يصلهم على وقتهم، أهُمْ يموتون مِن غير أن يحضرهم قابض الأرواح أو تطيش سهام مناياهم؟ بَيِّنوا إن كنتم صادقين.
لا يُقال إن ملك الموت قادر على أن يقبض نفوس المغربيين مع كونه مقيما في المشرق.. لأنّا نقول إنه لو كان قادرا على مثل تلك الأفعال لما اضطر إلى النـزول من السماء وما كان محتاجا إلى سير الأرضين.
وإذا قبلتم وسلمتم أن ملكا من الملائكة يتصرف على كل وجه الأرض مع كونه في بلدة من البلاد، ولا يشغله شأن عن شأن، ويتوفى المشرقي في المشرق مع كونه في المغرب، فأي حرج في ذلك أن تقول إن الملائكة مع كونهم في السماء يتصرفون في الأرض بإذن الله تعالى. فأي ضرورة اشتدت لنـزولهم مع كونهم قادرين على أن يتصرفوا في سكان مكان مع كونهم في مكان آخر من الأرضين؟
وإن كنت تطلب منّا من مثلٍ ينكشف به عليك مذهبنا فاعلم أنه أمرٌ أرفعُ وأبعدُ عن ضرب الأمثال، وقد يقال تقريبا لا تحقيقا. إن مَثل نزول الملائكة إلى الأرض كمثل نجوم السماء.. تنطبع أشكالها في البحار والأنهار والحياض والمرايا التي قابلتْها، والحق أن أمر النـزول أمرٌ متعالٍ عن طور العقل وضرب الأمثال، وإن هو إلا خلق جديد من القادر الذي هو بكل خلقٍ عليمٌ، ولا تدرك الأبصار كُنْهَ حِكمه وكوائف أسراره. فتشبيه نزول الملائكة بنـزول الناس حمقٌ وضلالة، والإنكار منه إلحادٌ وزندقة، وقبول معنى يليق بشأن الملائكة الذين هم كجوارح الله معرفةٌ تامة وصراط مستقيم، رزَقها اللهُ لنا ولجميع عباده الصالحين.
وهذا من أحسن العبارات عن معنى النـزول الذي تشابهَ على أكثر الناس، فخُذْها مني شاكرا، فإنها من علوم نفثها الله في روعي وشرح بها صدري، وإنها هي السكينة التي تنطق على لسان المحدَّثين حين يحتاج الخَلق إلى إزالة أوهامهم، فتفكَّرْ ولا تَحِدْ منه إن كنت تطلب سبل اليقين. وقد جعلني الله إمامًا لحل تلك الغوامض، وإن كانت طبيعتي تأبى الإمامةَ وتأنف منها، ولكنه فعَل كذلك فضلا من لدنه ليُحسِن إلى مَن كُذِّبَ ولُعِنَ وكُفِّرَ، ويُحسِن إلى خَلقه، وليُرِي الأعداء أنهم كانوا كاذبين مخدوعين، وليرزقَ أبناءَ الزمان علوما اقتضت طبائعهم كَشْفَها، والله يفعل ما يشاء، ما كان للناس أن يسألوه عما فعل وهم من المسؤولين.
ووالذي نفسي بيده.. إنه نظَر إليَّ فقبِلني، وأحسن إليَّ وربّاني، وأعطاني من لدنه فهما سليما وعقلا مستقيما. وكم من نور قذف في قلبي، فعرفتُ من القرآن ما لم يعرف غيري، ودركت منه ما لا يُدرك مخالفي، ووصلتُ في فهمه إلى مرتبة تتقاصر عنها أفهامُ أكثر الناس، وإنْ هذا إلا إحسانه وهو خير المحسنين.
ومن اعتراضاتهم أنهم إذا قرأوا كتابي "التوضيح"، ووجدوا فيه مكتوبا أن للشمس والقمر والنجوم تأثيرات يُربّي الله بها كل ما يوجد في الأرضين.. فاعترضوا عليّ وقالوا إن هذه العقيدة عقيدة فاسدة تخالف ما جاء في الأحاديث. فيا حسرة عليهم! إنهم ما فهموا معنى الأحاديث، وما فهموا معنى قولي، وقاموا مستعجلين ظانّين ظن السوء، وما استفسروا معنى كلماتي مني كدأب أهل الصلاح، بل امتلأوا غضبًا وغيظا، وردّوا عليّ وكفّروني وأطالوا الألسنة، وقلّلوا الإنظار وأرَوا خبثهم وهِتارهم، وما هتكوا إلا أستارهم، وما كانوا على جهلهم متنبهين ."
ونكمل في الجمعة القادمة بأمر الله تعالى وأقم الصلاة .
ثم قام بلال اليوسفيين بإقامة الصلاة وصلى نبي الله الجمعة ركعتين وقرء في الركعة الأولى سورة الفاتحة وسورة التين وسورة القدر .
(بِّسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ وَٱلتِّینِ وَٱلزَّیۡتُونِ ۝ وَطُورِ سِینِینَ ۝ وَهَـٰذَا ٱلۡبَلَدِ ٱلۡأَمِینِ ۝ لَقَدۡ خَلَقۡنَا ٱلۡإِنسَـٰنَ فِیۤ أَحۡسَنِ تَقۡوِیمࣲ ۝ ثُمَّ رَدَدۡنَـٰهُ أَسۡفَلَ سَـٰفِلِینَ ۝ إِلَّا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ وَعَمِلُوا۟ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ فَلَهُمۡ أَجۡرٌ غَیۡرُ مَمۡنُونࣲ ۝ فَمَا یُكَذِّبُكَ بَعۡدُ بِٱلدِّینِ ۝ أَلَیۡسَ ٱللَّهُ بِأَحۡكَمِ ٱلۡحَـٰكِمِینَ)
(بِّسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ إِنَّاۤ أَنزَلۡنَـٰهُ فِی لَیۡلَةِ ٱلۡقَدۡرِ ۝ وَمَاۤ أَدۡرَىٰكَ مَا لَیۡلَةُ ٱلۡقَدۡرِ ۝ لَیۡلَةُ ٱلۡقَدۡرِ خَیۡرࣱ مِّنۡ أَلۡفِ شَهۡرࣲ ۝ تَنَزَّلُ ٱلۡمَلَـٰۤىِٕكَةُ وَٱلرُّوحُ فِیهَا بِإِذۡنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمۡرࣲ ۝ سَلَـٰمٌ هِیَ حَتَّىٰ مَطۡلَعِ ٱلۡفَجۡرِ)
وقرء في الركعة الثانية سورة الفاتحة وسورة العلق .
بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ * ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَـٰلَمِینَ * ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ * مَـٰلِكِ یَوۡمِ ٱلدِّینِ * إِیَّاكَ نَعۡبُدُ وَإِیَّاكَ نَسۡتَعِینُ * ٱهۡدِنَا ٱلصِّرَ ٰ⁠طَ ٱلۡمُسۡتَقِیمَ * صِرَ ٰ⁠طَ ٱلَّذِینَ أَنۡعَمۡتَ عَلَیۡهِمۡ غَیۡرِ ٱلۡمَغۡضُوبِ عَلَیۡهِمۡ وَلَا ٱلضَّاۤلِّینَ .
(بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ ٱقۡرَأۡ بِٱسۡمِ رَبِّكَ ٱلَّذِی خَلَقَ ۝ خَلَقَ ٱلۡإِنسَـٰنَ مِنۡ عَلَقٍ ۝ ٱقۡرَأۡ وَرَبُّكَ ٱلۡأَكۡرَمُ ۝ ٱلَّذِی عَلَّمَ بِٱلۡقَلَمِ ۝ عَلَّمَ ٱلۡإِنسَـٰنَ مَا لَمۡ یَعۡلَمۡ ۝ كَلَّاۤ إِنَّ ٱلۡإِنسَـٰنَ لَیَطۡغَىٰۤ ۝ أَن رَّءَاهُ ٱسۡتَغۡنَىٰۤ ۝ إِنَّ إِلَىٰ رَبِّكَ ٱلرُّجۡعَىٰۤ ۝ أَرَءَیۡتَ ٱلَّذِی یَنۡهَىٰ ۝ عَبۡدًا إِذَا صَلَّىٰۤ ۝ أَرَءَیۡتَ إِن كَانَ عَلَى ٱلۡهُدَىٰۤ ۝ أَوۡ أَمَرَ بِٱلتَّقۡوَىٰۤ ۝ أَرَءَیۡتَ إِن كَذَّبَ وَتَوَلَّىٰۤ ۝ أَلَمۡ یَعۡلَم بِأَنَّ ٱللَّهَ یَرَىٰ ۝ كَلَّا لَىِٕن لَّمۡ یَنتَهِ لَنَسۡفَعَۢا بِٱلنَّاصِیَةِ ۝ نَاصِیَةࣲ كَـٰذِبَةٍ خَاطِئَةࣲ ۝ فَلۡیَدۡعُ نَادِیَهُۥ ۝ سَنَدۡعُ ٱلزَّبَانِیَةَ ۝ كَلَّا لَا تُطِعۡهُ وَٱسۡجُدۡ وَٱقۡتَرِب ۩)
ثم جمعَ صلاة العصر .
=================
والحمد لله رب العالمين .