درس القرآن و تفسير الوجه الثالث من هود .
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
أسماء إبراهيم :
شرح لنا سيدي و حبيبي يوسف بن المسيح ﷺ أثناء جلسة التلاوة المباركة من أحكام التلاوة ؛ أحكام الميم الساكنة , ثم قام بقراءة الوجه الثالث من أوجه سورة هود ، و أجاب على أسئلتنا بهذا الوجه ، ثم صحح لنا تلاوتنا ، و أنهى الجلسة بأن طلب نبي الله الحبيب منا إستخراج الأحكام من الوجه .
بدأ نبي الله جلسة التلاوة المباركة بقوله :
الحمد لله ، الحمد لله وحده ، الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد و من تبعه من أنبياء عهده و بعد ، لدينا اليوم الوجه الثالث من أوجه سورة هود ، و نبدأ بأحكام التلاوة و أحمد :
أحكام الميم الساكنة :
إدغام متماثلين صغير و هو إذا أتى بعد الميم الساكنة ميم أخرى فتدغم الميم الأولى في الثانية و تنطق ميماً واحدة .
و الإخفاء الشفوي و هو إذا أتى بعد الميم الساكنة حرف الباء و الحُكم يقع على الميم أي الاخفاء يكون على الميم .
و الإظهار الشفوي و هو إذا أتى بعد الميم الساكنة جميع الحروف إلا الميم و الباء ، و الإظهار طبعاً سكون على الميم نفسها يعني الحُكم يقع على الميم .
و بعد أحمد قال الأحكام مروان ثم رفيدة ثم أرسلان .
__
○ و ثم طلب سيدي يوسف بن المسيح ﷺ من أحمد قراءة آية الكرسي ، و صحح له قراءته .
__
و ثم تابع نبي الله يوسف الثاني ﷺ الجلسة بشرح الوجه لنا فقال :
الله سبحانه و تعالى هنا بياخذ و يعطي ، بيعمل نقاش ، بيعمل حوار ، ليه؟ لأن النقاش و الحوار و الأخذ و العطي في الأدلة و في تحليل و شرح نفسيات المؤمنين و الكافرين بيظهر الحقيقة ، بيظهر الحقيقة ، فالوجه ده عبارة عن نقاش إلهي ، نقاش إلهي متمثل في هذه الكلمات ، عشان نوصل للحقيقة ، إيه هي الحقيقة؟ هل في إله فعلاً و لا مفيش ، هل في أنبياء فعلاً و لا مفيش ، طب و الأديان اللي موجودة في العالم دي كلها ، هل كلها صحيحة و لا هو دين واحد بس اللي صح؟ طب هل كلها أصلها واحد؟ و لا ليها أصول مختلفة؟ هل ممكن تتابع الزمان و تقادم الزمان على الأديان ، يُحرف الأديان دي من خلال آراء علماءها أو مشايخها أو أحبارها و رهبانها و لا لا؟ هل كل اللي بيدّعوا النبوة صادقين و لا فيه كاذبين؟ طيب نعرف إزاي؟ نوصل للحقيقة إزاي؟ ، هو ربنا هنا بيعمل نقاش من خلال الكلمات دي ، من خلال الآيات دي ، حطها ورا بعض كده ، بيخلق عندك في وعيك و في عقلك و في وجدانك نقاش ، البُغية منه و الهدف منه إيه؟ الوصول للحقيقة ، لأنك لما تصل للحقيقة بيقين يكون عندك سلام نفسي ، إطمئنان .
{أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِعَشْرِ سُوَرٍ مِّثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُواْ مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} :
(أم يقولون افتراه) يعني هم الكافرين بيقولوا إنت افتريت القرآن ده ، أو افتريت دعوى النبوة بتاعتك ، أو افتريت الرسالة بتاعتك دي ، (أم يقولون افتراه) ، أول حاجة هنا إيه؟ (قل فأتوا بعشر سور مثله مفتريات) خلاص لو هو إفترى ، اعملوا زيه و هاتوا عشر سور مفتريات زي ما إنتو بتقولوا ، (و ادعوا من استطعتم من دون الله) هاتوا شركاءكم أو كل الحلفاء بتوعتكم يساعدوكم ، ده تحدي ، (إن كنتم صادقين) .
___
{فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُواْ لَكُمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّمَا أُنزِلِ بِعِلْمِ اللَّهِ وَأَن لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ فَهَلْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ} :
(فإن لم يستجيبوا لكم فاعلموا أنما أنزل بعلم الله) إذا مقدرتوش يعملوا و مش هيقدروا يجيبوا كتاب محكم زي ده ، اللي هو كلماته بتتنزل على مشاهد الرؤى و الأمثال في الرؤى ، حد يقدر يعمل كده؟ محدش يقدر إلا الإله ، الله سبحانه و تعالى ، (فإن لم يستجيبوا لكم) يعني رفضوا أو حاولوا و معرفوش ، دي معنى عدم الإستجابة يعني ، (فاعلموا) هنا بيخاطب المؤمنين و المتشككين ، (فاعلموا أنما أنزل بعلم الله) نزل بوحي ربنا لأن العلم في القرآن هو الوحي ، و العلم هو الكرسي ، و الكرسي هو الحاجة أو الشيء اللي بيضع عليها الملك رجله و هو قاعد على العرش ، إذاً العرش كان صفات ربنا و الكرسي هو العلم ، صفة العلم ، هي الحاجة اللي بيحط عليها ربنا رجله ، ده في عالم المجاز يعني و المثال عشان نقرب الصورة بس ، (أنما أنزل بعلم الله) بوحي الله ، كأنه نازل من العرش ، من ربنا ، من تحت رجل ربنا ، من خلال الكرسي يعني لكم جميعاً ، للكون كله يعني ، كل دي صور مجازية مش على الواقع ، (و أن لا إله إلا هو) يعني إله واحد ، دايماً كده ربنا بيدعو للوحدة ، لأنه إله واحد ، مفيش غيره ، (فهل أنتم مسلمون) هتسلّموا بقى؟ هتسلّموا للنبي و لتزكيته و لدعوته و لأوامره و لنواهيه و لإنذاره و لبشارته؟ .
كنت قبل كده جمعتلكم أو جمعت للناس اللي بتّابع المدونة ، أربعة أدلة على وجود ربنا ، أربعة أدلة بخاطب بيها الملحدين اللي هم متشككين و بيقولوا هل في إله و لا لا ، أول دليل : تحقق النبوءات ، واحد كده ييجي يشوف رؤى أو يدعي إنه هو نبي أو إنه هو مبعوث من الله عز و جل ، أول حاجة يشوف رؤى و تتحقق ، ده أول دليل ، إن إيه؟ في إله ، يعني تحقق النبوءات و بعث الأنبياء ، ده أول دليل على وجود إله باعث ، ثاني دليل : إستجابة الدعاء ، لما تلاقي كده في العالم ، لما الإنسان يكون في حالة إضطرار و أزمة و توجه للإله الحي ، الإله الحق ، إله الكون بالدعاء ، فنجد إيه؟ إنه فعلاً بتحدث إستجابة لهذا الدعاء ، ده دليل أن في قوة غيبيّة تستجيب ، ده موجود أهو ، يبقى ده دليل على وجود الله ، الدليل الثالث : حاجة فيزيائية ، إن علماء الفيزيا اكتشفوا إن كل الحيوات و كل المخلوقات و كل الأشياء في الدنيا و الخلايا و مكونات الخلايا الصُغَيَّرة ، تفضل تتناهى ، كده تتناهى ، في اكتشافاتهم لها يعني ، في اكتشافهم للمكونات الصغيرة للخلايا و الجزيئات ، لغاية ما تصل للعناصر الأساسية للكون ، و العناصر دي لابد إنها تكون ظهرت من العدم ، لازم ، دي مُسَلَّمَة علمية إن لازم الجزيئات و العناصر الأولية اللي بتكون الخلايا و النباتات و الحيوانات و الجبال و المعادن ، كل دي ، العناصر الرئيسية دي الأولى ، و الذرات و الأنوية دي لازم تكون أتت من العدم ، مينفعش تكون ظهرت لوحدها ، لازم يكون ليها مُوجد ، ظهرت من العدم ، ملهاش قبل يعني ، لازم تكون في بداية صفرية ، مين اللي عمل البداية الصفرية دي؟؟ قوة غيبية ، الإله ، الله ، خلاص دي شاهد من ضمن شواهد على وجود إله ، وجود الله عز و جل ، كذلك من ضمن شواهد وجود الله عز و جل ، الدليل الرابع : وحدة الكون ، تلاقي دايماً الأجرام بتطوف عكس عقارب الساعة ، و الإلكترونات في المدارات بتاعتها حول الأنوية في الذارت بتطوف عكس عقارب الساعة ، نفس الطواف الكوني ، وحدة ، يبقى في بينهم عامل مشترك ، العامل المشترك ده بنسميه وحدة ، يعني توحد في الصفات أو في حاجة بتوحدهم في الصفات ، ده دليل على وحدة الخالق ، أن الصانع واحد ، الصانع واحد مش إثنين ، و من أدلة وجود الإله ، حاجة بسميها إيه ، حاجة قلتها من عندي ، مبتكرها يعني ، حاجة إسمها الثواب و العقاب في الدنيا قبل الآخرة ، بنلاقي دايماً لو تلاحظ ، أن الظالم ربنا بجزيه على ظلمه في الدنيا قبل الآخرة ، و المحسن ربنا بيعطيه ثواب إحسانه في الدنيا قبل الآخرة . بنلاحظ شؤم المعصية و بركة الطاعة . بنلاحظ الذنب يفني الرزق و الاستغفار و الصدقة تجلب الرزق . و بنلاحظ مثل مصري عبر الزمان و الايام يتحقق و هو في ذاكرة تجارب المجربين و خبرات الناظرين المتدبرين الخاشعين يحكونه كل حين و هو ( كله سلف و دين حتى المشي عالرجلين )، يعني من حفر حفرة لأخيه وقع فيها . اليس ذلك من الثواب و العقاب المباشر من قوة غيبية في الدنيا قبل الآخرة ؟ بنلاحظها إحنا كده ، حتى لو ملاحظتهاش كتير بس دايماً بتلاقيه ، بتلاقي دايماً الثواب و العقاب على الحسنة و السيئة ، ثواب على الحسنة و عقاب على السيئة ، في الدنيا قبل الآخرة ، في الدنيا ده دليل ، إن فعلاً في واحد ، إله فعلاً بيجازي بالإحسان على الإحسان ، وبيعاقب بالعقاب على الظلم و الإساءة ، ف ده بحد ذاته دليل ، نقدر نقول إنه دليل على وجود قوة إلهية غيبية خالقة لهذا الكون و مسيرة لهذا الكون .
طيب واحد هيقولي إيه ، طيب ماشي إحنا اتفقنا معاك ، إن الكون لازم فعلاً يكون له مُوجد ، و الأدلة بتاعتك حلوة كويسة ، اللي إحنا قلناها دي ، اللي هي إيه؟ تحقق النبوءات و بعث الانبياء ، و إستجابة الدعاء ، وحدة الكون ، و أن لازم العناصر تكون خُلقت من العدم دي مُسَلمة علمية ، فمين خلقها من العدم؟ لازم يكون في قوة غيبية ، و الثواب و العقاب في الدنيا قبل الآخرة ، طيب واحد يقولك : طيب ماشي ، كلامك جميل ، بس ساعات بنشوف حاجات في الكون بتنسب الظلم لله أو للإله ده ، إنه ده إله ظالم ، أو هو مختفي أو متجاهل للذي يحصل و يحدث في الكون ، زي إيه مثلاً : ناس ماشية كده في الصحرا و انقطعت بيها السبل و معدش معاهم ماء و لا بنزين ، و هم أطفال أبرياء و معاهم أبوهم و أمهم مثلاً ، و بدأت الحرارة تاكلهم لغاية ما ماتوا و محدش سأل فيهم ، و فضلوا يدعوا ربنا و مسألش فيهم ، هل ده إله عادل كده؟ في ظاهر الأمر بيقولك لا ، إزاي ربنا كان يسيبهم كده ، يبقى أكيد في الكون ده مفيش إله أو في إله بس ظالم ، أنا أقوله لا ، دي إحنا بنسميها المعاناة ، المعاناة دي من أحد أدلة إيه أو أحد حجج الملحدين في إلحادهم أو في تشككهم على أقل تقدير ، لأن قليل جداً اللي بيقولك إيه ، يكون ملحد صفر خالص ، بيقولك مفيش إله خالص ، مفيش مدبر خالص ، لا ، معظمهم يقولوا ، لا ، في رب خالق و لكن ميعترفوش بالبعث أو الجزاء و الحساب و الشرائع الإلهية ، أقول له كما قال الخليفة الرابع -رضي الله عنه- طاهر أحمد في كتاب المعرفة و الحق ، الوحي و العقلانية ، أقوله : سبحانه و تعالى يقول : (و لا يظلم ربك أحداً) و إحنا مؤمنين إنه هو فعلاً (و لا يظلم ربك أحداً) ، نقول إن ربنا سبحانه و تعالى بيعصم ، يعني إيه؟ أكيد في المعاناة اللي حصلت ظاهرياً قدامك دي ، جواها و وراها و في باطنها خير و رحمة ، أنا معرفهاش ، بس هي حكمة خفية ربنا أخفاها عنا ، كان لازم تحصل ، و ربنا كان كاتبها ، هتقول طب كان ممكن متحصلش؟ آه كان ممكن متحصلش ، إزاي؟ بالدعاء ، بإستجابة الدعاء ، ممكن و لكن في أمور إحنا منفهمهاش ، منفهمش الحكمة الظاهرة منها ، لكن بتبقى في خفاياها و في باطنها خير ، خير ، و أقول أنها مثل أحداث الخضر مع موسى . قتل الغلام و خرق السفينة و اقامة الجدار . كلها كانت احداث معاناة و ألم لكنها تخفي في طياتها الخير و هي ارادة الله الكونية الخالصة التي يعلم ما بعدها لا أحد سواه يعلم . النبي اللي بيدّعي إنه نبي صادق ، من ضمن أدلة صدقه إيه؟ إن الواحد لما ييجي يُحسن الظن فيه أو يؤمن به ، مباشرةً المؤمن ده أو حَسن الظن ده لما يستخير ربنا ، ربنا يبعتله أدلة و رؤى و أمثال على صدق هذا النبي ، و ده شيء مجرب ، معظم الناس مختاروش دينهم ، معظم الناس يا تولدوا على دينهم أو هم مالهومش دين ، و لكن معظم الناس مختاروش دينهم ، مين اللي اختار دينهم؟ إتنين ، اللي عاصر النبي و آمن به و شاف معجزاته و آياته و استخار ربنا في النبي ده ، و ربنا أعطاه علم و وحي إنه هو فعلاً صادق ، ده كده اختار الدين بتاعه ، زي الأحمديين و اليوسفيين كده ، اللي هم طوائف من طوائف المسلمين ، أو إنه قام بتغيير مذهبه ، يعني ترك مذهب و اختار مذهب آخر ، كده هو اختار دينه ، فلذلك إحنا بنقول إيه ، عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- كان بيقول دايماً : "ما ولِدَ مولود في الإسلام إلا حُلت عروة من عرى الإسلام" ، ليه؟ ليه قال كده؟ ما هو عمر حكيم لأنه صاحب النبي ﷺ ، هو بيقول إن إبتلاء الإيمان و الكفر اللي بيكون مع النبي ، ده مفيد للإيمان لأنه يُعطيك يقين ، غير لما تكون مولود في المذهب ده أو الدين ده ، لذلك المسلمين الأوائل ، الجماعة العظيمة ، الصحابة العظام اللي كانوا حول النبي ﷺ ، لا نقول بأنهم ملائكة ، لكن بنقول إنهم كانوا إيه ، فيهم صفات خيرة جداً و كثير منهم كان عنده يقين كبير جداً لأنه عاصر النبي و اختبر النبوة و اختبر تجربة الوحي و اختبر إبتلاء الإيمان و الكفر ، عملوا إيه؟؟؟ حضارة قوية جداً و أمة عظيمة جداً ، و لكن لما تقادم الزماان على الإسلام و بدأ المواليد في الإسلام يبقوا مسلمين بالولادة ، خلاص اللي بيتولد ده بيبقى واخذ الدين وراثة ، معندوش يقين مية في المية ، فبالتالي ممكن يبقى مهزوز أمام أي شبهة من شبهات الكافرين ، فلذلك من فوائد بعث النبي بأنه يجدد الإيمان في الأمة ، و بيخلي الناس في الأمة على درجة اختيار دينهم مش توارثهم ليه ، المسلمين دلوقتي ، مسلمين بالوراثة ، لكن لما ييجيوا يتعرضوا لفتنة الإيمان بالمسيح الموعود ﷺ و يخافوا و يبدأوا يشكوا و يبدأوا يسألوا إله الكون ده عن صدق المسيح الموعود ﷺ ، و يبدأو يقرأوا و يُحسنوا الظن و يتلقوا الوحي فعلاً على صدقه و آيات ، و بتحصل معهم آيات ، هنا بقى إيمانهم بيتجدد ، هنا ساعتها يبقى اختاروا دينهم فعلاً ، يبقى الإسلام عندهم بقى إختيار مش ورث ، مش ورث ، لم يصبح ورثاً ، توارثاً ، كذلك المسلمين اليوم في أبتلاء أمام دعوة يوسف بن المسيح ، و كذلك الأحمديين ، لأن يوسف بن المسيح هو من أعظم نبوءات المسيح الموعود ﷺ ، اللي هو قال إيه : في وقت أهوال الشام ، ربنا هيبعث ابني الموعود ده ، و هيكون سنة ظهوره هي إيه؟ عيسى عند المنارة دمشق ، سنة الإيمان لما يؤمن بي هيكون سنة ١٤٣١ ، محدش كان يعرف الكلام ده ، يوسف بن المسيح نفسه مكنش يعرف الكلام ده ، بس ربنا كان عارف و مخبي النبوءة دي في حجب الغيب ، لغاية ما أظهرها للعالم عشان الناس تؤمن ، و تبقى دعوته في حد ذاتها يقين و دليل على صدق الإسلام و دليل صدق المسيح الموعود ﷺ ، فالناس تطوووف حول الدعوة بتاعته لأنها لما تطوف حول دعوته عكس عقارب الساعة ، يبقى هي كده كأنها بتطوف حول الكعبة ، و لما تطوف حول الكعبة اللي هي الإسلام يعني التوحيد ، يبقى هي كده إيه ، بتتشبث بإله الكون ، فهمتوا؟ خلاص .
____
{مَن كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لاَ يُبْخَسُونَ} :
اللي عاوز الدنيا و مش عاوز الآخرة ، ممكن نديهاله بس ساعات دي بتبقى علامة شر مش علامة خير ، لأن ربنا هَيَكِلَك لنفسك و لدنياك ، و هيبعد عنك نعمة الإيمان و اليقين .
___
{أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إِلاَّ النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُواْ فِيهَا وَبَاطِلٌ مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} :
النار هي جزاءهم في الآخرة ، (حبط ما صنعوا) فين؟؟ في الدنيا ، حتى لو عملوا خير هو حابط لأنه مش موحد و مش مؤمن بالنبي المبعوث ، (و باطل ما كانوا يعملون) أي حاجة هم كانوا فاكرينها خير ، ربنا هيبطلها لأن أساسها مش سليم .
___
{أَفَمَن كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ وَمِن قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَامًا وَرَحْمَةً أُوْلَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَن يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ فَلاَ تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِّنْهُ إِنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يُؤْمِنُونَ} :
(أفمن كان على بينة من ربه) مين هو؟ النبي و كل نبي ، لكن المقصدود في الآية دي مين؟ سيدنا محمد ﷺ ، قرأتوا سورة البينة طبعاً؟ عارفين سورة البينة ، (لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب و المشركين منفكين حتى تأتيهم البينة ¤ رسول من الله يتلوا صحفاً مطهرة ¤ فيها كتب قيمة) ، (أفمن كان على بينة من ربه) محمد ﷺ ، عنده بينة من ربه ، اللي هو إيه؟ الوحي ، و إنه كان عارف أسفار الأنبياء و كان على الطائفة الموحدة الإبيونية ، طائفة الفقراء الإبيونيين ، كان موحد ، و السيدة خديجة كانت أيضاً إبيونة ، و ورقة بن نوفل و زيد بن عمرو بن نوفيل ، عثمان بن مظعون و كثيرين ، (و يتلوه شاهد منه) المسيح الموعود ﷺ ، يتلو النبي لأنه هو عيسى بن مريم ، (و يتلوه شاهد منه) يتلوه أي يأتي بعده ، أتى بعده ب ١٣٠٠ سنة ، (و يتلوه شاهد منه) ، و بعد كده ربنا بيعيد المناظرة و التناظر بين السلسلتين : المحمدية و الموسوية ، و يقول إيه :(و من قبله كتاب موسى إماماً و رحمة) موسى كان إمام لأنبياء جايين بعديه ، كذلك محمد إمام لأنبياء جايين بعديه ، عيسى بن مريم اللي هو المسيح الموعود بينه و بين سيدنا محمد ١٣٠٠ سنة ، كذلك عيسى بن مريم الناصري بينه و بين موسى ١٣٠٠ سنة ، و فكركم إن المسيح الموعود ده آخر واحد في سلسلة أنبياء عهد محمد؟؟؟؟ مش آخر واحد ، ده مفتاح لبعث في أمة محمد إلى قيام الساعة ، كلهم تحت ظل الشريعة المحمدية ، كلهم بيستقوا نورهم من سيدنا محمد ﷺ كرامة للنبي و دليل على صدق النبي و دليل على وجود ربنا ، لأن كل الأديان دلوقتي في العالم بما فيهم المسلمين بيعتقدوا إن الوحي إنقطع من السماء ، مفيش وصال ما بين الله و عباده ، و نحن نقول هذا بهتان عظيم ، الوحي موجود و لكن في سلسلة واحدة ، كانت مين؟ المسلمين المتصوفة الأطهار و منهم أصبح المسيح الموعود و الأحمديين ، و منهم بعد كده يوسف بن المسيح و أتباعه و هكذا ، الأنبياء الجايين هيكونوا في سلسلة يوسف بن المسيح و هكذا ، كلهم بيستمدوا نورهم من سيدنا محمد ﷺ ، عشان ربنا دايماً يبقى عامل شمعة في الكون ، شمعة كده مضيئة ، الناس تبصلها (تنظر إليها) و تُذهب ظلام الليل ، مينفعش ربنا يسيب الدنيا من غير شمعة مضيئة ، مين الشمعة المضيئة دي؟ الأنبياء ، آدم ، بعد كده كل سلسلته ، كل ما الشمعة تنور شوية ، يبدأ ييجي حولها الظلام و تنطفىء عبر الزمان ، اللي هي دعوة النبي ، يبدأ ربنا يِنور شمعة تانية ، نبي جديد ، شمعات فَيصلة على الطريق مُعنونة ، بعد كده لما الدنيا أظلمت بعد عيسى بن مريم ، ربنا بعث شمعة جميلة جداً ، أعظم شمعة في الوجود ، سيدنا محمد ﷺ ، بعد كده بعد ١٣ قرن بدأ الظلام يغشى هذه الشمعة بسبب تجارة المشايخ لدين ربنا و تحريفهم لتعاليم الإسلام ، فربنا بعث الشمعة العظيمة المسيح الموعود ﷺ ، كذلك الأحمديين حرفوا كلام المسيح الموعود و في منهم نفوا نبوته ، فربنا بعث شمعة تاتية يوسف بن المسيح ، و هكذا ستظل الشمعات المنورة على طريق قدر الله معنونة ، لا بد لها أن تأتي ، (أفمن كان على بينة من ربه) محمد ، (و يتلوه شاهد منه) ميرزا غلام أحمد ، (و من قبله كتاب موسى إماماً و رحمة) زيه زي محمد في المقارنة ، نبي تشريعي و موسى نبي تشريعي ، موسى بعديه أنبياء و كذلك محمد بعديه أنبياء ، (أؤلئك يؤمنون به) المؤمنين الحق هم اللي بيؤمنوا بتناظر السلسلتين ، (و من يكفر به من الأحزاب) المذاهب الكثيرة ، إذا كفرت بالأمر ده و البعث ده ، فالنار موعده ، ربنا هيجزيه نار جهنم في الدنيا قبل الآخرة ، (فلا تكن في مرية منه) بيكلم النبي و كل نبي ، لأن النبي بيجدد دينه كل حين و يراجع حساباته ، هل فعلاً في إله في الكون؟؟ يرجع يراجع حساباته ، يلاقي آه في إله في الكون ، هل فعلاً الأنبياء و البعث صحيح؟؟ يراجع حساباته بجد عشان يختار دينه مش يتوارثه بس ، فيلاقي فعلاً ، آه الأنبياء حقيقيين فعلاً ، لأنه هو جرب تجربة الوحي ، و جرب تجربة النبوة و التزكية ، و شاهد الأدلة ، (فلا تكن في مرية منه) بيطمن سيدنا محمد و أي نبي ، متخفش ، متشكش ، ليه الإيمان إيه؟ يُتعاهد ، يجب أن تتعاهد إيمانك حتى لا يبلى ، تتعاهده إزاي؟ باليقين ، و اليقين هيجي منين؟ إنك تراجع الأدلة تاني ، اللي إحنا قلناها دي ، بينك و بين نفسك ، (إنه الحق من ربك و لكن أكثر الناس لا يؤمنون) و عرفنا أن المعاناة إيه ، ظاهرها قسوة و ألم ، و لكن في باطنها إيه؟ رحمة ، ممكن الناس اللي ربنا خلاهم يموتوا في الصحرا ، كان لو بعد كده ، بأزمان و بسنين طلعوا ، كانوا يبقوا مثلاً ملحدين أو عصاة فساق ، أو كانوا هيعانوا في شيخوختهم ، أو ربنا هيرزقهم بذرية فاسدة ، فربنا حب يرحمهم من خلال المعاناة الظاهرية دي ، لأن ربنا له تدابير نحن لا نفقهها ، نعلم منها بعض من كل ، و لكن لا نعلم كليةً ، لأن إحنا مش آلهة ، تمام كده ، (إنه الحق من ربك و لكن أكثر الناس لا يؤمنون) دايماً ربنا بيأكد أن الكثرة مذمومة ، أكثر الناس فاسقين ، و لن تجد أكثر الناس و لو حرصت بمؤمنين .
____
{وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أُوْلَئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَى رَبِّهِمْ وَيَقُولُ الأَشْهَادُ هَؤُلاء الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى رَبِّهِمْ أَلاَ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ} :
ربنا هنا بيعدل الكفة ، يقولك إيه ، مش كل اللي بيدعي النبوة صادق ، لكن يجب أن تحسن الظن و تسأل الإله عنه ، لغاية ما توصل للحقيقة ، و في ناس ، لا ، بيدعوا النبوة كذباً لمصالح شخصية ، (و من أظلم ممن افترى علة الله كذباً) اللي بيكذب في الرؤى ، و يقول مثلاً أنا شفت رؤيا كذا و لم يرى ، ده كاذب على الله ، في مقام النبي الكذاب أو المفتري على الله ، تمام كده؟ ، لذلك حذر النبي ﷺ من ذلك و قال : "من قال رأى رؤيا و هو لم يرى ، فليتبوأ مقعده من النار" أو كما قال رسول الله ﷺ ، الكذب في الرؤى أمر عظيم جداً ، كأن الإنسان بيدعي النبوة كذباً على الله ، عذابه عظيم ، عذابه مضاعف ، (أؤلئك يعرضون على ربهم و يقول الأشهاد هؤلاء الذين كذبوا على ربهم) الأشهاد اللي هم الأفعال ، أفعالهم هتتمثل و هتشد عليهم ، إذاً الأشهاد مين؟ الأفعال نفسها اللي شهدت الفعل ، ربنا هيخلقها بشكل تمثلي و هتشهد على الأنبياء الكذبة هؤلاء ، (ألا لعنة الله على الظالمين) اللعنة هنا تيجي من الملائكة و من المؤمنين و من الأفعال المتمثلة دي ، (على الظالمين) مين؟ المفترين .
___
{الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا وَهُم بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ} :
يصدوا عن سبيل ربنا يعني إيه؟ بيدعي كذباً ، إنه مبعوث من ربنا و هو ليس بمبعوث من الله ، و بالتالي أي كلمة هيقولها هتكون صد عن سبيل الله و صد عن الطريق المستقيم و صد عن طريق العلم اللي هو طريق الوحي الحقيقي ، (و يبغونها عوجاً) عاوزينها معوجة على أهواءهم ، الأنبياء الكذبة هؤلاء ، (و هم بالآخرة هم كافرون) و لو هو مؤمن بالآخرة و بالبعث ، مكنش هيكذب على الله ، و بالتالي ده دليل إنه كافر بالبعث ، لأنه لو على يقين إنه في حساب و جزاء يوم الدينونة ، مكنش كذب على الله عز و جل .
__
○ و أثناء تصحيح نبي الله الحبيب لنا قراءتنا قال لنا :
طيب ، في حجة من حجج الملحدين ، بيقولك : النبي ده إيمانه حجة عليه هو بس ، يعني الوحي ده حجة عليه بس ، لأنه الوحيد اللي اختبر الإيمان و ربنا أوحى له ، و ربنا أظهر له نفسه ، و أراه الآيات ، فالنبي ده إيمانه لنفسه ، و الوحي اللى جاله حجة له هو مش لنا نحن ، لأن الوحي ده لم يأتي لنا بل أتى للنبي ده ، فلما ييجي يقول لنا تعالوا آمنوا ، لا ، دي مش حجة ، لأنه هو اللي شاف و إحنا مشوفناش ، هل دي حجة صحيحة؟؟ لا ، حجة باطلة ، حجة باطلة و تبرير من الملحدين الأنجاس ، ليه؟ لأن ربنا سبحانه و تعالى أولاً عزيز ، يعني إيه؟ هو يبعث للطاهر ده ، اللي شافه يستحق نوره ، و بعد كده الطاهر ده يدعوكم إنتو ، دي حاجة ، حاجة تانية : الحجة دي اتقالت زمان ، ربنا قالها في القرآن ، كل واحد منكم عاوز ملاك ينزله مخصوص ، أو كل واحد منكم عاوز قرطاس يُكتب له مخصوص من ربنا له هو؟؟؟؟ إنت مين!!!!!! إنت مين!!!!! إنت و لا حاجة ، إنت تسمع الكلام ، لأنك عبد ، قبلت أم أبيت ، إنت مخلوق عبد ، يعني مُسيطر عليك من الله عز و جل ، مصيرك في إيده ، فلما هو يبعتلك نبي يزكيك من خلاله ، يبقى هو كده بيعمل فيك معروف ، بيطهرك من أفعالك الدنية الردية ، باعتلك نبي زكي ، مش زكي معناها فهيم ، لا زكي يعني مُطَهر ، قلبه صافي ، فهو استحق الأنوار تنزل على قلبه لأنه هو أطهر واحد فيكو إنتوا كلكو ، فربنا اصطفاه ، اختاره ، و من خلاله بيكلمكم ، يعني من خلال النبي ده ، ربنا بيكلمهم ، فميجيش كل واحد فيكم و يعمل نفسه متكبر و يقولك لا ، ده ربنا يكلمني بنفسه ، أو ينزل عليَّ كتاب بنفسه عشان أنا أؤمن ، دي حجة باطلة ، و حجة الكافرين زمان ، ربنا فندها و قالها في القرآن الكريم ، يبقى لما واحد ملحد يقولك : النبي ، الوحي ده حجة عليه بس ، مش علينا! ، قل له : كذبت ، كذبت ، النبي حجة عليك ، هو في حد ذاته النبي ده ، بأفعاله و بكلامه المقدس حجة عليك إنت يا ملحد أو يا كافر ، فما بالك بربنا بقى سبحانه و تعالى و وحيه؟؟ ، إنت عاوز تعرف ، أحسن الظن في النبي و خليك مؤدب معه و اسأل الإله اللي بعث النبي ده ، إسأله بخشوع كده في صلاة ، في دعاء ، هتلاقي الإله ده تكرم عليك و أعطاك نفحة من نفحات العلم ، و أعطاك وحي على هذا الصدق ، فيبقى إيه ، يبعثلك جزء من اللي بُعِثَ للنبي ، لكن إنت من الأول كده تقول لا ، ده النبي و اللي شاف ، إحنا مشفناش ، هو حجة عليه بس؟! لا ، مش صحيح . خلاص؟
___
و أَنهى الجلسة بأن طلب قمر الأنبياء يوسف الثاني ﷺ من مروان و رفيدة و أرسلان بإستخراج أمثلة على أحكام طلبها منهم من هذا الوجه :
طلب من مروان مثال على إظهار شفوي ، فقال :
{لَّمْ يَسْتَجِيبُواْ} ، {أَمْ يَقُولُونَ} .
و طلب من رفيدة مثال على إدغام متماثلين صغير ، قالت :
{أَنتُم مُّسْلِمُونَ} .
و طلب من أرسلان مثال على إخفاء شفوي ، فقال :
{وَهُم بِالآخِرَةِ} .
___
و اختتم نبي الله الجلسة المباركة بقوله المبارك :
هذا و صلِّ اللَّهم و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم ، سبحانك اللهم و بحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت ، أستغفرك و أتوب إليك .
___
و الحمد لله رب العالمين . و صلِّ يا ربي و سلم على أنبياءك الكرام محمد و أحمد و يوسف بن المسيح صلوات تلو صلوات طيبات مباركات ، و على أنبياء عهد محمد الآتين في مستقبل قرون السنين أجمعين . آمين .🌿💙
======================