درس القرآن و تفسير الوجه الثاني عشر من هود .
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
أسماء إبراهيم :
شرح لنا سيدي و حبيبي يوسف بن المسيح ﷺ أثناء جلسة التلاوة المباركة من أحكام التلاوة ؛ أحكام النون الساكنة و التنوين , ثم قام بقراءة الوجه الثاني عشر من أوجه سورة هود ، و أجاب على أسئلتنا بهذا الوجه ، ثم صحح لنا تلاوتنا ، و أنهى الجلسة بأن طلب نبي الله الحبيب منا إستخراج الأحكام من الوجه .
بدأ نبي الله جلسة التلاوة المباركة بقوله :
الحمد لله ، الحمد لله وحده ، الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد و من تبعه من أنبياء عهده و بعد ، لدينا اليوم الوجه الثاني عشر من أوجه سورة هود ، و نبدأ بأحكام التلاوة و أحمد :
صفات الحروف :
القلقلة : حروفها مجموعة في (قطب جد) .
الهمس : حروفه مجموعة في (حثه شخص فسكت) .
التفخيم : حروفه مجموعة في (خص ضغط قظ) .
اللام : تفخم و ترقق : إذا كان ما قبلها مفتوح و مضموم تفخم , و إذا كان ما قبلها مكسور ترقق , و كذلك الراء تفخم و ترقرق و ممنوع التكرار .
التفشي : حرفه الشين .
الصفير : حروفه (الصاد , الزين , السين) .
النون و الميم المشدتين تمد بمقدار حركتين .
أنواع الهمزة : همزة وصل , همزة قطع , همزة المد .
الغنة : صوت يخرج من الأنف .
و بعد أحمد قال الأحكام مروان ثم رفيدة ثم أرسلان .
__
○ و ثم طلب سيدي يوسف بن المسيح ﷺ من أحمد قراءة سورة النصر ، و صحح له قراءته .
__
و ثم تابع نبي الله يوسف الثاني ﷺ الجلسة بشرح الوجه لنا فقال :
هنا شعيب الحبيب -عليه السلام- يُكمل قصته ، طبعاً شعيب هو نبي مدين أو نبي من أنبياءها ، و مدين دي قبيلة كانت في شمال غرب الجزيرة العربية و سيناء ، و شمال غرب الجزيرة العربية إحنا بنسميها دلوقتي الأردن ، مدين هؤلاء القوم اللي إلتجأ إليهم موسى -عليه السلام- و تزوج ابنة واحد طيب منهم إسمه يثرون أو إنه كان إسمه شعيب على إسم النبي شعيب ، لكن مكنش هو النبي شعيب اللي هو هنا في القصة بتاعتنا ، تزوج ابنته صفورة ، لما راح سقى لها و لأختها ، و بعد كده دعته إن والدها عاوزه يضيفه عندهم و بعد كده تزوجها .
شعيب النبي بقى ، شعيب النبي مش شعيب الصالح اللي هو يثرون ، شعيب النبي بيقول إيه؟
{وَيَا قَوْمِ لاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شِقَاقِي أَن يُصِيبَكُم مِّثْلُ مَا أَصَابَ قَوْمَ نُوحٍ أَوْ قَوْمَ هُودٍ أَوْ قَوْمَ صَالِحٍ وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِّنكُم بِبَعِيدٍ} :
هنا ، هنا شعيب قصته أتت بعد القصص دي ، القصص دي أتت بالترتيب نوح ، هود ، صالح ، لوط ، و بعد كده شعيب ، و بعد كده قصة موسى ، يبقى هو هنا بيضرب العِبرة لقومه ، بيضرب العِبرة لقومه ، بأنهم لا يسيروا على خطى الأمم السالفة أو الكفار السالفين لهم ، أو المكذبين للأنبياء الذين سبقوهم ، ميمشوش على نفس النهج لأنهم شافوا العاقبة المفروض يعني و التاريخ بيكتب و بيتداول الأحداث دي ، شفاهيةً على الأقل ، كل الأقوام اللي كذبوا الأنبياء هلكوا و أصابتهم لعنة في الدنيا قبل الآخرة ، (و يا قوم لا يجرمنكم شقاقي) يعني إيه؟ يجرمنكم هنا لها معنيين : (و يا قوم لا يجرمنكم شقاقي) يعني لا يستدرجنكم شقاقي ، يعني لا يستدرجنكم الخلاف معي و المجادلة معي و رفض دعوتي (أن يصيبكم مثل ما أصاب قوم نوح أو قوم هود أو قوم صالح و ما قوم لوط منكم ببعيد) يعني الشقاق اللي ما بيني و بينكم على التوحيد و على العدل و على الإنصاف في الموازين و عدم بخس الناس أشياءهم و على هذه الأمور التي أتيتُ لكم بها ، لا يستدرجنكم أن يكون مصيركم مثل مصير هؤلاء الأقوام المكذبة للأنبياء ، كذلك (و يا قوم لا يجرمنكم شقاقي) لا يجرمنكم يعني لا يَكبُر في صدوركم شقاقي و الإختلاف معي ، يعني الموضوع ميكبرش معكم لدرجة إن إنتو إيه ، تهلكوا في النهاية ، يعني بيحذرهم ، إسلوب بياني بلاغي في التحذير من نبيٍ من أنبياء الله عز و جل و من الرسل الذين بعثهم الله عز و جل إلى هذه الدنيا ، و بيكمل نصيحته إيه؟ (و ما قوم لوط منكم ببعيد) قوم لوط جنبيكم أهو ، في غور الأردن ، و إنتو أهو في الجنوب ، في سينا و شمال غرب الجزيرة العربية ، يعني قريبين من بعض ، أخباركم تتداول ما بينكم ، فخذوا العِبرة ، هو بيقولهم خذوا العِبرة .
___
{وَاسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ} :
إذاً أصل النجاة أو أصل السعادة إيه؟ الإستغفار ، يعني نطلب المغفرة من الله عز و جل ، إستغفار ، و ألف سين تاء : معناها فعل الفعل بجهد زي إستخراج ، إستغفار ، (و استغفروا ريكم ثم توبوا إليه) إذاً الإستغفار بدايةً و ثم التوبة ، يعني الإقلاع عن الذنب ، و التعهد و العزم على عدم العودة ، و الندم على ذلك الذنب ، (إن ربي رحيم ودود) بيفكرهم بصفات ربنا القُدُسِيَة ، و صفاته القُدسِيَة ، ربنا رحيم و ودود ، فيه ود ، حنيّن يعني .
___
{قَالُواْ يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيرًا مِّمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفًا وَلَوْلاَ رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ وَمَا أَنتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ} :
قالوا و ردوا عليه إيه بقى؟ ، طبعاً إحنا قلنا بإن هم كانوا دبلوماسيين في الأول ، لأنهم تجار فلسانهم حلو مع الزباين ، فإيه ، كانوا بيتكلموا معه في الأول بإحترام ، كانوا بيقولوا له إيه؟ (إنك لأنت الحليم الرشيد) في الأول ، صح كده؟ ، طيب ، و هنا أمرهم بالإستغفار و التوبة و فكرهم بصفات الرب القدسية إنه رحيم و ودود ، ليه بقى؟ لأن النبي اللي بييجي و قومه يتكبروا عليه أو يُهِينوه أو ميؤمنوش به أو ميحسنوش الظن به ، النبي ده بيبقى بالنسبة للمجموعة دي عبارة عن إيه؟ هلاك ، بيهلكهم ، بيخربها عليهم ، يبقى بالنسبة لهم عبارة عن عث ، زي العثة كده ، العثة اللي بتاكل الصوف ، صح كده؟ زي العتة ، العث ، تاكل الصوف و تهريه و تُهلكه ، هو النبي كده لما يتم تكذيبه ، بيدمر الجماعة اللي بُعِثَ لها ، تدمير خفي بفعل العسكر الروحاني ، حرب خفية روحية ، تمام؟ ، أهو (و يا قوم لا يجرمنكم شقاقي أن يصيبكم مثل ما أصاب قوم نوح) يعني معاداتي و عدم حسن الظن بي و تكذيبي ، بل و كمان الإعراض و التولي عني ، هو عبارة بمثابة إيه ، هلاك لكم مع الزمان ، النبي ده بيبقى عبارة عن إيه ، زي العتة ، يهلكهم دون أن يشعروا ، فالسبيل القويم لهم إيه؟ الإستغفار و التوبة ، (قالوا يا شعيب ما نفقه كثيراً مما تقول) يعني إحنا مش فاهمين كثير من ما تقوله ، يعني بيستهبلوا ، بيستعبطوا ، عاملين نفسهم مش فاهمين ، مش عاوزين يفهموا ، هو ده معنى الكلام ، معنى السياق هنا ، (و إنا لنراك فينا ضعيفاً) بيهددوه ، بيقولوا إنت ضعيف و إحنا أقويا ، بيهددوه يمكن يرجع أو يسكت على الأقل ، و بيهددوه تاني و بيقولوا له إيه؟ (و لولا رهطك لرجمناك) لولا العيلة بتاعتك بأنهم تجار برضو و زمايلنا ، لقتلناك ، رجمناك ، رجمناك بالحجارة أو (لرجمناك) أي سوأنا سمعتك في القبائل ، تحتمل المعنيين يعني ، (و ما أنت علينا بعزيز) إنت مش أحسن من غيرك يعني ، إنت مش أحسن من غيرك بالنسبة لنا ، إنت لو فضلت تزن علينا كده في شغلنا و في لقمة عيشنا مش هنسيبك ، زي ما كده سيدنا محمد ﷺ فِضل يزن على كفار قريش و يقول لهم إيه ، متعبدوش الأوثان عند الكعبة دي ، أزيلوا الأوثان اللي عند الكعبة دي ، أزيلوا الأصنام دي ، ففِضل يزن عليهم لأن دي لقمة عيشهم ساعتها ، كانت كل قبيلة وثنية تيجي تحج للصنم بتاعها عند الكعبة ، و بيبيعوا و بيشتروا و التجارة شغالة ، فبياكلوا لقمة عيش ، لقمة عيش حرام ، فدعوة الرسول ﷺ كانت مضادة لأهدافهم الدنيوية ، هم مكنوش يهمهم أوي يعبد إله واحد و لا يقرأ في الكتاب المقدس و لا يتبع الطريقة الإبيونية ، مش فارقة معهم ، أهم حاجة عندهم إيه ، لقمة العيش ، زي دلوقتي الناس أهم حاجة عندها إيه؟ الفلوس ، هو كده ، صح كده؟ ، فنفس القصة ، التاريخ بيعيد نفسه ، شعيب قال لهم إتقوا الله و أحسنوا و ما تُخسروش في الميزان ، و لا تبخسوا الناس أشياءهم و اعدلوا و أوفوا بالمكيال ، مش عاوزين يسمعوا الكلام ، طماعين ، خلاص ، في نهاية الشقاق ده ، حصلت المخاصمة دي ، أهو (قالوا يا شعيب ما نفقه كثيراً مما تقول و إنا لنراك فينا ضعيفاً و لولا رهطك لرجمناك و ما أنت علينا بعزيز) .
____
{قَالَ يَا قَوْمِ أَرَهْطِي أَعَزُّ عَلَيْكُم مِّنَ اللَّهِ وَاتَّخَذْتُمُوهُ وَرَاءكُمْ ظِهْرِيًّا إِنَّ رَبِّي بِمَا تَعْمَلُونَ مُحِيطٌ} :
(قال يا قوم أرهطي أعز عليكم من الله) يعني العيلة بتاعتي أحسن عندكم من ربي أو من الله الواحد؟!!! بيستنكر هنا شعيب سلوك هؤلاء الناس ، (و اتخذتموه وراءكم ظهريا) يعني هي هي زيها زي كفرتم بالله ، أو غطيتم رأسكم في التراب و ابتعدتم عن وحي الله ، (و اتخذتموه وراءكم ظهريا) يعني جعلتم وصايا الرب سبحانه و تعالى خلف ظهوركم فلم تلتفتوا إليها ، ده المعنى (و اتخذتموه وراءكم ظهريا) ، (إن ربي بما تعملون محيط) بيحذرهم هنا ، بيقول لهم ربي محيط بكل أعمالكم و بكل تدابيركم فبيحذرهم .
طبعاً قوم شعيب هؤلاء مجموعة من الجشعين الذين لا يوفون الناس حقوقهم بل يغشونهم ، لذلك سمى الله سبحانه و تعالى الرؤيا التي رأيتُها عن ثورة شعيب ، بثورة شعيب ، و هي ثورات الجياع و ثورات الناس المظلومة ، فسُميت بشعيب ، بسبب الجشع و الطمع ، سُميت بثورة شعيب ، و هي ثورة على جولات متتالية ، ثورات متتالية ، جولات متتالية .
___
{وَيَا قَوْمِ اعْمَلُواْ عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ سَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَمَنْ هُوَ كَاذِبٌ وَارْتَقِبُواْ إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ} :
(و يا قوم اعملوا على مكانتكم إني عامل) هنا المفاصلة بقى ، الولاء و البراء و المفاصلة ، إنتو مركزين و ثابتين على الغش بتاعكم (اعملوا على مكانتكم إني عامل) يعني أنا هعمل برضو بالنصايح اللي بقولها لكم و مش أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه ، يعني مش هعمل زي ما إنتو بتعملوا ، أنا هأتمر بأوامر الرب الواحد ، بعدين بقى (سوف تعلمون من يأتيه عذاب يُخزيه) تحذير ، هتشوفوا بقى ، بيني و بينكم الزمن ، دي عقيدة إيه؟ التربص ، بيني و بينكم الزمن ، الزمن كفيل أن يُحكم ما بيننا ، (سوف تعلمون من يأتيه عذاب يُخزيه) هتشوفوا مين اللي هيجيله عذاب يُصيبه بالعار و الخزي ، (و من هو كاذب) و هتشوفوا مين الكذاب أنا و لا إنتو ، هتعرفوا صدقي يعني ، (و ارتقبوا إني معكم رقيب) أنا مرتقب زيكم ، تربصوا زي ما أنا هتربص ، يعني شوفوا الزمن و في النهاية مين اللي هيكسب ، ده المعنى .
____
{وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا شُعَيْبًا وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ} :
(و لما جاء أمرنا) في رؤيا كده ربنا أوحى لشُعيب ، في عذاب هيجلهم ، إيه هو العذاب بقى؟ زي عذاب ثمود ، اللي هو إيه؟ وباء ، صيحة ، وباء هيجي لمين؟ لقوم شُعيب ، و هيبقوا قاعدين في ديارهم جاثمين ، جاثمين كده مرتجفة مرتعشة من أثار الحُمى و الوباء ، و هيموتوا بالتدريج و هيفنوا (كأن لم يغنوا فيها) ، (و لما جاء أمرنا نجينا شعيباً و الذين آمنوا معه) نجيناهم ، إن هو إيه ، لم يصبهم الوباء أو هم اعتزلوا في مكان بعيد عن القرية اللي أصابها الوباء ، ده المعنى ، (وأخذت الذين ظلموا الصيحة فأصبحوا في ديارهم جاثمين) الصيحة هنا الوباء الشديد ، زي وباء الكورونا الموجود دلوقتي ، اللي هي الصيحة المدممة .
____
{كَأَن لَّمْ يَغْنَوْا فِيهَا أَلاَ بُعْدًا لِّمَدْيَنَ كَمَا بَعِدَتْ ثَمُودُ} :
(كأن لم يغنوا فيها) كأن عمرهم ما عمروا الأرض دي و لا تجولوا فيها ، (ألا بعداً لمدين) لعنة و بُعد لهم قوم شعيب ، (كما بعدت ثمود) زي قوم صالح ثمود أصابهم الوباء ، كذلك قوم شُعيب اللي هم مدين أصابهم الوباء و الصيحة .
طبعاً قوم شُعيب لهم سورة مخصوصة برضو ، المطففين صح؟ مش في سورة إسمها المطففين؟؟ هم هؤلاء ، سورة خاصة لهم ، (و أخذتهم الرجفة) الرجفة اللي هي وباء شديد و رعشة و حُمى شديدة) .
___
{وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُّبِينٍ} :
و بعد كده بقى بقرون أتى موسى بقى ، تمام ، حلو أوي ، (و لقد أرسلنا موسى بآياتنا و سلطان مبين) الآيات العشرة المعروفة أو التسع ، (و سلطان مبين) بينات و آيات ، لمين؟ (إلى فرعون و ملئه) .
__
{إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَاتَّبَعُواْ أَمْرَ فِرْعَوْنَ وَمَا أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ} :
(إلى فرعون و ملئه) ربنا بعته إلى فرعون و الحاشية بتاعته ، الحاشية النكدة ، لأن موسى مكنش لبني إسرائيل بس اللي في مصر ، لا ، ده كان كمان بيدعو المصريين و بيدعو فرعون و الحاشية ، مش إحنا عرفنا كده؟ و عرفنا إن في مصريين آمنوا و كانوا بيقعدوا في بيوت بني إسرائيل في خِفية و بيصلوا معاهم ، صح كده؟ في كثير كانوا مؤمنين في بيت فرعون و في غير بيت فرعون ، صح؟ أخذنا الكلام ده قبل كده ، (فأتبعوا أمر فرعون) معظمهم إتبع إيه؟ أمر المجرم فرعون ، (و ما أمر فرعون برشيد) يعني حال فرعون مش رشيد ، حاله ليس برشيد ، لأنه كل من رفض الإيمان و رفض النبي فهو ليس بحكيم و ليس برشيد .
___
{يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ} :
(يقدم قومه يوم القيامة) يجي كده يوم القيامة أمام قومه ، (فأوردهم النار) يعني أدخلهم النار ، (و بئس الورد المورود) بئس يعني شيء سيء جداً ، أسوأ شيء (الورد المورود) يعني المدخل اللي دخلهولهم ، (وِرد) يعني مدخل ، لما أدخلهم النار .
____
{وَأُتْبِعُواْ فِي هَذِهِ لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ بِئْسَ الرِّفْدُ الْمَرْفُودُ} :
و حصل إيه تاني؟ (و أتبعوا في هذه لعنة) حد بيقول ، بيترحم على فرعون و ملئه؟؟؟؟ لا أبداً ، إلا المجرمين اللي هم بينسبوا أنفسهم للوثنيين ، زي ما شفنا قبل كده ، (و أتبعوا في هذه لعنة و يوم القيامة) و يوم القيامة برضو ، إذاً هم ملعونيين في الدنيا و الآخرة ، (بئس الرفد المرفود) يعني الرفادة اللي هو إيه؟ الضيافة ، يعني بئس الضيافة في جهنم ، ضيافة إيه ؟ نكد ، (بئس الرفد المرفود) يعني ما أسوأ تلك الرفادة التي سوف يتلقونها في جهنم و العياذ بالله ، إذاً الرفد هي إيه ، الرفادة اللي هي إيه ، إستقبال الضيف و إكرام الضيف ، بس طبعاً هنا إيه ، صورة بلاغية ، (بئس الرفد المرفود) بئس الرفد اللي هيوصلهم في جهنم .
● و قال لنا نبي الله الحبيب يوسف الثاني ﷺ أثناء تصحيحه لتلاوتنا :
مين تاني اللي هلكوا بالوباء قريب خالص ، قبل ولادة او مع ولادة الرسول ﷺ؟ حد يعرف؟ ، و أُبيدوا بداء الجدري ، وباء يعني أهلكهم عذاباً لهم ، نتيجة طغيانهم ، مين؟ أصحاب الفيل ، اللي هم الأحباش اللي حاولوا يهدوا الكعبة ، اللي هو بيت الموحدين ، بيت الإبيونيين يعني ، و كانوا نصارى من طائفة أخرى يعني ، فراحوا يعتدوا على المسيحيين الموحدين أو اللي كان ده بيتهم في يوم من الأيام يعني ، بيت تعبدهم يعني لله عز و جل ، و كانت قبلتهم بيت المقدس ، كانت قبلتهم بيت المقدس ، الكعبة كانت بيت من بيوت الله ، و لكن مع الوقت أصبح بيت للشرك و تحلقت حوله إيه ، الأوثان و أحاطت به الأصنام مع الوقت يعني ، فأبرهة الحبشي المجرم و جنوده ، ربنا أصابهم بالوباء فأصبحوا كالعصف المأكول ، سورة الفيل (بسم الله الرحمن الرحيم ¤ ألم تر كيف فعل ربكم بأصحاب الفيل ¤ ألم يجعل كيدهم في تضليل ¤ و أرسل عليهم طيراً أبابيل ¤ ترميهم بحجارة من سجيل ¤ فجعلهم كعصف مأكول) طيراً أبابيل اللي هم إيه؟ بكتيريا و فيروسات ، (كعصف مأكول) كأنهم حيوانات مأكولة أو أجزاء منها متاكلة و ميتة ، و بعد كده الرسول ﷺ بيقول لنا إيه ساعة الهجرة ، بيتكلم عن الناقة اللي كان راكب عليها في المدينة ، و بيقول : "حبسها حابس الفيل" يعني لمَّا هي الناقة مكنتش راضية تقوم إلا تروح في مكان محدد ، كانت أرض الأيتام اللي هي ربنا إختارها لإقامة المسجد النبوي و بيوت النبي ﷺ ، يعني ربنا جعل الملائكة تقود خطاها ، زي ما في الملائكة قادت خطى الفيل و مكنش راضي يدخل بإتجاه الكعبة عشان يهدمها ، فربنا هنا بيتحكم بعسكر روحاني ، مش إحنا قلنا بأن الحرب العظيمة هي الحرب الروحية ، أعظم من الحرب المادية دي اللي هي بالأسلحة و السيوف ، الحرب الروحية دي حرب خطيرة جداً و مخيفة جداً و مرعبة جداً .
__
و أَنهى الجلسة بأن طلب قمر الأنبياء يوسف الثاني ﷺ من مروان و رفيدة و أرسلان بإستخراج أمثلة على أحكام طلبها منهم من هذا الوجه :
طلب من مروان مثال على التفشي ، فقال :
{شُعَيْبُ} .
و طلب من رفيدة مثال على الصفير ، فقالت :
{صَالِحٍ} .
و طلب من أرسلان مثال على القلقلة ، فقال :
{رَقِيبٌ} .
___
و اختتم نبي الله الجلسة المباركة بقوله المبارك :
هذا و صلِّ اللَّهم و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم ، سبحانك اللهم و بحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت ، أستغفرك و أتوب إليك .
___
و الحمد لله رب العالمين . و صلِّ يا ربي و سلم على أنبياءك الكرام محمد و أحمد و يوسف بن المسيح صلوات تلو صلوات طيبات مباركات ، و على أنبياء عهد محمد الآتين في مستقبل قرون السنين أجمعين . آمين .🌿💙
___
" أيا رباه .. بفتوح نصرك العظيمة التي بها نصرت أنبياءك في كل الأزمان ، و أيدتهم بفيوض وحيك و جندك الروحاني ، و كسرت شوكة أعداء الوحي و التوحيد و شتتتهم في خوف و ضلال أليم ، يا رباه .. بفتوحك العظيمة ، انصر نبيك يوسف بن المسيح ﷺ و اليوسفيين على الكافرين ، و انشر كلمة توحيدك بهم في الآفاق و زعزع أركان المنافقين أجمعين .. نصر الله لليوسفيين .. آمين يا ربي البر الحسيب" 🌿
========================
لطيفة الخطابي :
===================================================
الكاتب / د:علاء الاسوانى
وفى العالم كله , ما إن تحاول أي حكومة تزوير الإنتخابات حتى ينزل ملايين
المتظاهرين فى الشوارع , ولا تهدأ ثورتهم حتى يتم إلغاء الإنتخابات وتقديم
المزورين للمحاكمة .. بالمقابل , فإن ما يحدث فى مصر يعتبر فريدا من نوعه .
فالإنتخابات تزور بإنتظام , والضحايا يتساقطون يوميا من جراء تعذيب الشرطة , ونصف المصريين على الأقل يعيشون تحت خط الفقر , بل أن ضحايا الفساد والإهمال من شهداء العبارات الغارقة والقطارات المحترقة , والمبيدات المسرطنة , قد فاق عددهم شهداء مصر فى كل الحروب التى خاضتها .
هذه المظالم تكفى لإندلاع عشر ثورات , لكنها فى مصر لم تؤد حتى الأن إلى تمرد شعبى حقيقى . صحيح أن حركات الإعتراض و الإعتصامات والمظاهرات تتزايد كل يوم , إلا أنها مع ذلك تظل أقل بكثير من جحم معاناة المصريين , مما يدفعنا إلى التساؤل : هل المصريون بطبيعتهم قابلون للإستبداد , وأكثر إستعدادا للإذعان والخضوع من الشعوب الأخرى ؟
الإجابة نجدها فى التاريخ .. فقد خاض المصريون نضالا طويلا مريرا ضد الإحتلال البريطانى , ودفعوا ثمنا باهظا وقدموا آلاف الشهداء حتى أرغموا بريطانيا , أكبر قوة إستعمارية على وجه الأرض آنذاك , على أن ترحل عن مصر .. وهذا واحد من عشرات الأمثلة التاريخية , يدل على أن الإذعان للظلم ليس عيبا خلقيا فى طبيعة المصريين , وإنما هو حالة طارئة مستحدثة جعلت المصريين يبدون الآن وكأنهم شعب خاضع مذعن , قدرته على تحمل الظلم بلا حدود .. وظاهرة إذعان المصريين ترجع فى رأيى إلى سببين :
أولا : بالرغم من الإحتلال البريطاني وإستبداد القصر , فإن القمع الذى مورس على المصريين قبل ثورة 1952 أقل بكثير من ذلك الذى مارسته عليهم حكوماتهم الوطنية .. وقد كان والدى , الكاتب الراحل عباس الأسوانى , من الناشطين فى حركة مصر الفتاة , مما أدى إلى إعتقاله بشكل منتظم خلال الأربعينيات , فلم يتعرض للتعذيب مرة واحدة أثناء إعتقاله , بل أنه فى يناير 1952 قبض عليه بتهمة التحريض على حريق القاهرة ( وكانت عقوبتها الإعدام آنذاك ) فتم إحتجازه فى سجن الأجانب , حيث تلقى مع بقية المتهمين معاملة إنسانية كريمة , وكانت أسرته تبعث له بالغداء يوميا من أفخم مطاعم القاهرة , وتمده بالسجائر الأجنبية من النوع الذى يفضله .. ولايمكن مقارنة ذلك , إطلاقا , بالتعذيب البشع الذى تعرض له المعتقلون السياسيون على أيدى حكوماتهم الوطنية بدءا مع عهد عبد الناصر وحتى الآن ..
بل أن حادثة دنشواى التى درسناها فى المرحلة الإبتدائية كدليل دامغ على جرائم الإحتلال البريطانى , تعتبر فعلة هينة إذا قورنت بالجرائم التى يرتكبها اليوم ضابط واحد من زبانية أمن الدولة فى حق أبناء وطنه .. وهنا يتضح أن القمع المروع غير المسبوق الذى تعرض له الإنسان المصرى منذ الثورة حتى الأن , قد أدى للأسف إلى كسر روح المبادرة فى نفوس المصريين . لقد إستبعدت الدولة البوليسية الإنسان المصري تماما من المشاركة الحقيقية فى أحداث بلاده .. وقد تربت أجيال متعاقبة من المصريين على الإنسحاب الكامل من العمل العام , وإنتشرت روح اليأس من التغيير , وإستقر فى يقين المصريين أنه لاجدوى من الإعتراض على الحاكم , لأنه سوف يفعل مايريده شئنا أم أبينا , بل إن قطاعا عريضا من المصريين يعتبر العمل بالسياسة دليلا على السذاجة أو الحماقة التى لن تجر على صاحبها إلا المصائب... وأنا لا أعتبر عزوف المصريين عن العمل العام دليلا على جبنهم أو تخاذلهم .. ففى أى بلد فى العالم , عندما يعلم المواطن أن إشتراكه فى مظاهرة سيؤدى حتما إلى إعتقاله وضربه وتعذيبه , وقد يؤدى إلى هتك عرض زوجته أو إبنته أمام عينيه أو إعتقاله لسنوات .. من الطبيعى عندئذ أن يفكر ألف مرة قبل أن يشارك فى العمل السياسى .
ثانيا : منذ السبعينات , إنتشر فى مصر التفسير السلفى الوهابي للدين , وساعد على ذلك عوامل عديدة .. إستعمال أنور السادات للدعاية الدينية من أجل تدعيم نظام الحكم, وإرتفاع أسعار البترول بعد حرب أكتوبر مما منح السعودية قوة تأثير غير مسبوقة , ثم قيام الثورة الإيرانية التى أعتبرها النظام السعودى خطرا محدقا , فأنفق مليارات الدولارات لنشر الفكر الوهابى الذى يعتبر المعادل الدينى , وصمام الأمن لحكم آل سعود .. أضف إلى ذلك أن ملايين المصريين قد أرغمهم الفقر على العمل فى السعودية والخليج لسنوات .
عادوا بعدها وقد تشبعوا بالأفكار السلفية .. ومن عيوب الفكر السلفى أنه يحجب عن الناس الرؤية الموضوعية للواقع , فمهما تكن المعاناة والمظالم الذى يتعرض لها المسلم , لن تخرج فى المفهوم السلفى عن إحتمالين : إما أن تكون عقابا من الله على ذنوب إرتكبها أو إختبارا من الله لمدى إيمانه وصبرة على المكاره ,.
ومن الطبيعى أن يؤدى هذا الفهم للدين إلى تخدير عقول الناس وإضعاف إرادتهم مما يجعلهم أكثر إستعدادا لقبول الظلم والخضوع للإستبداد ....
ولا يجب أن ننسى هنا الحصانة الكاملة التى يمنحها الفكر السلفى للحاكم .. فالرأي الغالب عن السلفيين وجوب الطاعة المطلقة للحاكم مادام يؤدى شعائر الإسلام , حتى وإن ظلم الرعية وقمعهم ونهب أموالهم .. وهذا الفهم أبعد مايكون عن الإسلام الحقيقي , لكنه إرث فكرى متخلف إنتقل إلينا من فقهاء السلطان الذين استعملوا الدين لتدعيم الطغاة فى عصور الإنحطاط ..
على أن إنتشار هذه المفاهيم قد ساعد بالتأكيد على تعطيل إرادة المصريين السياسية , ولعل ذلك يفسر لماذا يغضب السلفيون فى مصر من مشهد عار فى فيلم سينمائى أو أغنية مصورة فيعلنون الحرب ويقيمون الدنيا ولايقعدوها .. بينما يتفرجون , فى نفس الوقت على تزوير الإنتخابات ومحاولات التوريث وإعتقال الأبرياء وتعذيبهم , فلا يحركون ساكنا وكأن الأمر لايعنيهم . والسبب فى ذلك أن الفصل الخاص بالحقوق السياسية محذوف أساسا من كتاب الفكر السلفى ..
وقد أدى هذا الفهم المغلوط للدين إلى إتساع الفارق بين المظهر والجوهر فى حياتنا اليومية بشكل غير مسبوق ....
فإنتشرت فى مصر ظاهرة التدين البديل , حيث تم إختصار الإسلام العظيم فى العبادات والمظاهر فقط .. وبدلا من الجهاد لتحقيق المبادئ التى نزل الإسلام من أجلها : الحق والعدل والحرية .. إقتصر مفهوم التدين البديل على أداء الصلوات ولبس الحجاب والنقاب وتلاوة الأدعية وتحريم الدبلة الذهبية وما شابه ذلك , والحق أننى أتأمل يوم الجمعة آلاف المصريين الذين يزحفون إلى المساجد لأداء الصلاة وأتعجب : فهؤلاء المتدينون الخاشعون بصدق , يعتبرون أن ترك الصلاة أو شرب الخمر أو تبرج النساء ذنوبا عظمى لايمكن السكوت عليها أبدا .. لكنهم فى نفس الوقت يعيشون أذلاء تحت حكم إستبدادى يزور إرادتهم ويقمعهم و يستهين بحقوقهم الإنسانية والسياسية ... ومع ذلك لا يجدون فى ذلك الخنوع مايجرح عقيدتهم الدينية ..
الخلاصة : إن الإنسان المصري ليس مذعنا ذليلا بطبيعته , لكن المجتمع مثل الإنسان يصح ويمرض .. والمجتمع المصرى الآن مصاب بمرض الإذعان للظلم , نتيجة لقمع الدولة البوليسية والقراءة المتخلفة للدين ..
واجبنا الأهم أن نتخلص من ذلك الإذعان المشين .. عندئذ سوف نستعيد قدرتنا على صنع ما يحدث فى بلادنا , عندئذ سوف نواجه الظلم ونسقطه وننتزع المستقبل الذى تستحقه مصر ..
إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم .
=================================
د محمد ربيع :
بالطبع نحب استعراض بعض مقالات الكاتب النبيل الشريف د علاء الأسواني لكننا قد نختلف مع حضرته في أمور منها مثلا قوله ان الاحتلال الانجليزي جلى عن مصر بسبب الجهاد المسلح و المظاهرات و أنا أقول مما لا شك فيه ان بريطانيا تاذت قليلا من ذلك و لكن السبب الرئيسي هو الحرب العالمية الثانية و تسلطن امريكا على عرش العالم , ضعف اقتصادي بريطاني و طموح امريكي بوراثة مستعمرات بريطانيا من خلال رجال لها في تلك البلاد يملكون زمام الامور , هذه هي القصة باختصار و كذلك حدث لفرنسا في الجزائر . أحسن الله لك
===============================================