درس القرآن و تفسير الوجه الأخير من الأحزاب .
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
أسماء أمةُ البّرِّ الحسيب :
افتتح سيدي و حبيبي يوسف بن المسيح ﷺ هذه الجلسة المباركة ، و ثم قرأ أحد أبناءه الكرام من أحكام التلاوة ، و ثم قام نبي الله الحبيب بقراءة الوجه العاشر و الأخير من أوجه سورة الأحزاب ، و استمع لأسئلتنا بهذا الوجه ، و ثم شرح لنا يوسف الثاني ﷺ هذا الوجه المبارك ، و أنهى نبي الله الجلسة بأن صحح لنا تلاوتنا .
بدأ نبي الله جلسة التلاوة المباركة بقوله :
الحمد لله ، الحمد لله وحده ، الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد و من تبعه من أنبياء عهده و بعد ، لدينا اليوم الوجه العاشر و الأخير من أوجه سورة الأحزاب ، و نبدأ بأحكام التلاوة و رفيدة :
صفات الحروف :
القلقلة : حروفها مجموعة في (قطب جد) .
الهمس : حروفه مجموعة في (حثه شخص فسكت) .
التفخيم : حروفه مجموعة في (خص ضغط قظ) .
اللام : تفخم و ترقق : إذا كان ما قبلها مفتوح و مضموم تفخم , و إذا كان ما قبلها مكسور ترقق , و كذلك الراء تفخم و ترقرق و ممنوع التكرار .
التفشي : حرفه الشين .
الصفير : حروفه (الصاد , الزين , السين) .
النون و الميم المشدتين تمد بمقدار حركتين .
أنواع الهمزة : همزة وصل , همزة قطع , همزة المد .
الغنة : صوت يخرج من الأنف .
__
و ثم تابع نبي الله يوسف الثاني ﷺ الجلسة بشرح الوجه لنا فقال :
يقول تعالى في هذا الوجه العظيم :
{يَسْأَلُكَ النَّاسُ عَنِ السَّاعَةِ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ اللَّهِ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيبًا} :
(يسألك الناس عن الساعة) يعني يا أيها النبي و كل نبي الناس تسأل عن القيامة الكبرى يعني ، متى تكون؟ ، فيقول الله للنبي : (قل إنما علمها عند الله) أي فَوِّض أمرها و وقتها لله ، لأن الله اختص بعلمها و حجب وقتها إلى حينها ، (و ما يدريك لعل الساعة تكون قريباً) يعني هذا كلامٌ للنبي و للمؤمنين و للناس أجمعين ، (و ما يدريك لعل الساعة تكون قريباً) ربما تكون قريبة ، فهذا الكلام هو حثٌّ على العمل و حثٌّ على التقوى ، أي يستشرف كل الإنسان أن القيامة من الممكن أن تكون في أقرب وقت ، فلابد له من العمل ، هذا معنى حديث الله في هذه الآية (و ما يدريك لعل الساعة تكون قريباً) فهذا أسلوب إلهي للحث على العمل .
___
{إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيرًا} :
(إن الله لعن الكافرين و أعد لهم سعيراً) الله سبحانه و تعالى طرد الكافرين من رحمته و أعد لهم عذاباً أليماً و هو السعير ، التسعر في الجحيم ، السعير حيث سيرون العَيّ و الألم و يتسرب إليهم من كل إتجاه و هو السعير و العياذ بالله .
___
{خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لّا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلا نَصِيرًا} :
(خالدين فيها أبداً) أي ماكثين فيها إلى أبد يحدده الله سبحانه و تعالى ، أبدا أي مدة ، (لا يجدون ولياً و لا نصيراً) لا يجدون صديق و لا مساعد و لا رفيق و لا مُعَزِّي .
___
{يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولا} :
(يوم تقلب وجوههم في النار) في ذلك اليوم العظيم ، يوم القيامة ستُقلّب وجوههم في تلك الإيه؟ في تلك النار ، (يقولون يا ليتنا أطعنا الله و أطعنا الرسولا) يندمون في ذلك الوقت على عدم طاعتهم لله و طاعتهم لنبي ذلك الزمان .
___
{وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلا} :
(و قالوا ربنا إنَّا أطعنا سادتنا و كبراءنا فأضلونا السبيلا) يعني الناس الكبيرة ، المسؤولين الرؤساء اللي كانوا هم مسؤولين عن الأفعال و الأوامر هم اللي أضلوا الناس دي و جعلوهم في جهنم ، فهنا بيشتكوا من الكبراء و السادة دول/هؤلاء ، (و قالوا ربنا إنَّا أطعنا سادتنا و كبراءنا فأضلونا السبيلا) أي أبعدونا عن الطريق المستقيم .
___
{رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا} :
(ربنا آتهم ضعفين من العذاب و العنهم لعناً كبيراً) هنا بيدعوا الله عز و جل إن هو ينتقم من السادة و الكبراء دول/هؤلاء اللي أضلوا الناس بأن يكون لهم ضعفين من العذاب ، و لعناً كبيراً أي طرداً كبيراً من رحمة الله .
___
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِندَ اللَّهِ وَجِيهًا} :
(يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين آذوا موسى فبرأه الله مما قالوا) كل نبي بيؤذى مش من الكافرين و المنافقين بس/فقط ، ممكن كمان/أيضاً من أصحابه ، إزاي/كيف؟؟ إن هم/إنهم بيعترضوا على أوامره ، بيعترضوا على أوامره أو لا ينفذوا أوامره ، هذا إيذاء للنبي من حيث لا يشعرون ، فمثلاً : كان بعض إيه؟ الصحابة ، كانوا مش راضيين بقسمة النبي ﷺ بعد غزوة حُنين ، تقسيم الغنائم يعني ، و النبي ﷺ و كل نبي يعلم كيف يُقسم و كيف يُعطي , لأنه يتحدث و يفعل بالإلهام ، فما تراه ظاهراً غير ما يكون باطناً ، و لذلك وجب التسليم لأوامر النّبيّ ، فهذا كان من ضمن إيه؟ ما أُوذي النبي ﷺ ، فربنا هنا بيُسلي النبي و يُعزي النبي و يُسري عن النبي ﷺ و عن كل نبي ، فيقول له : (يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين آذوا موسى فبرأه الله مما قالوا) يعني مثلاً قالوله يعني لم تعدل مثلاً في القسمة ، كذلك قالوا لموسى من قبل ، (فبرأه الله مما قالوا) جعله مبرأً من هذا الإتهام عنده و عند المخلصين من المؤمنين ، (و كان عند الله وجيهاً) أي كان عند الله حكيماً له وجهة نظر صائبة يؤيدها الله سبحانه و تعالى ، فوجهة نظر النبي و إن كانت في ظاهر الأمر لا توافقك أو لا توافق عقلك ، و لكن استسلم لها فهو توجيهٌ إلهيّ بالإلهام ، فهذا معنى (و كان عند الله وجيهاً) .
___
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلا سَدِيدًا} :
(يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله و قولوا قولاً سديداً) يا أيها المؤمنين اجعلوا بينكم و بين عذاب الله وقاية ، و إلتزموا بالإحسان و المراقبة ، (و قولوا قولاً سديداً) قولوا قولاً حكيماً ، فيه تقوى و لا تؤذوا النّبيّ ، فهذا معنى (و قولوا قولاً سديداً) أي مُسدّداً إلى الخير .
___
{يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} :
(يصلح لكم أعمالكم) الأعمال التي فيها نقص ، يُصلحها لكم و يقبلها ، (و يغفر لكم ذنوبكم) أي الذنوب يغفرها لكم نتيجة تسليمكم و رضاكم ، (و من يطع الله و رسوله فقد فاز فوزاً عظيماً) من قدم طاعة الله و طاعة الرسول على أي شيء في الدنيا فهذا هو الفوز العظيم ، فهنا حثٌّ من الله سبحانه و تعالى على الإستسلام التام لله و للرسول .
___
{إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولا} :
(إنَّا عرضنا الأمانة على السماوات و الأرض و الجبال فأبين أن يحملنها و أشفقن منها و حملها الإنسان إنه كان ظلوماً جهولاً) الأمانة أي الإستخلاف في الأرض ، أي حمل رسالة الله عز و جل من خلال الأنبياء و جماعات المؤمنين ، (إنَّا عرضنا الأمانة على السماوات و الأرض و الجبال) يعني على الكائنات الحية العاقلة في السماوات و الأرض و الجبال هي أكوان لا نعلمها ، الله يعلمها ، (فأبين أن يحملنها) يعني ماقدروش/لم يقدروا يحملوا هذه الأمانة في عالم الغيب ، (و أشفقن منها) خافوا من هذه الأمانة العظيمة ، (و حملها الإنسان) اللي هو من نسل آدم -عليه السلام- أي ليس من نسله المادي فقط ، إنما كان إيه؟ من سلالة آدم ، يعني من نفس طور و تخليق آدم ، أي من بعد آدم -عليه السلام- ، و الله سبحانه و تعالى يصطفي منذ آدم إلى الآن و إلى قيام الساعة ، (و حملها الإنسان إنه كان ظلوماً جهولاً) يعني هناك صفات في الإنسان أنه ظلوم يميل إلى الظلم ، و جهول أي يميل إلى الغضب و العياذ بالله ، فهذا تحذير من الله سبحانه و تعالى من الغضب و من إيه؟ الظلم ، لكي لا نقع في الغضب و لا نقع في الظلم .
___
{لِيُعَذِّبَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ وَيَتُوبَ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا} :
(لبعذب الله المنافقين و المنافقات و المشركين و المشركات) نتيجة هذا الإبتلاء و هذا البعث و هذا الإختبار في الدنيا ، سيظهر منافقين و سيظهر مشركين ، فيُعذبهم الله سبحانه و تعالى جزاء أعمالهم ، (و يتوب الله على المؤمنين و المؤمنات) من آمن و سَلَّمَ و رضي يتوب الله عليه و يغفر له ذنوبه ، (و كان الله غفوراً رحيماً) الله سبحانه و تعالى هو أصل الغفران و هو أصل الرحمة ، حد عنده سؤال تاني؟ .
__
و اختتم نبي الله الجلسة المباركة بقوله المبارك :
هذا و صلِّ اللَّهم و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم ، سبحانك اللهم و بحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت ، أستغفرك و أتوب إليك .
___
و الحمد لله رب العالمين . و صلِّ يا ربي و سلم على أنبياءك الكرام محمد و أحمد و يوسف بن المسيح صلوات تلو صلوات طيبات مباركات ، و على أنبياء عهد محمد الآتين في مستقبل قرون السنين أجمعين . آمين .🌿💙
- سؤال يا نبي الله الحبيب ، ما الفرق بين الفوز و النصر في القرآن من أصوات الكلمات ، يعني الفوز تُذكر بفوز المؤمن بالجنة ، و النصر يكون للمؤمنين في معركة مثلاً ..؟
- الفوز : أي تكون بينك و بين بواعث الإثم تأفف تلقائيّ , (ف) صوت التأفف , (و) دويّ دائري منتظم , (ز) صوت الذنب في الرؤيا .
- النصر : هو رؤية الوصال بالنعمة التامة , (ن) صوت النعمة , (ص) صوت الوصل و الاتصال , (ر) صوت الرؤية .
"و خُتمت سورة الأحزاب ، و علت بها نفوس المؤمنين كقمم الجبال راسخة بعزة الله و قوته ، و بطاعة الله و نبيه و الإمتثال لهما ، فجنود الله هم عباده المخلصون ، تعلو هممهم أمام قيعان الظلم و الحسرة و النفوس الخاسرة ، و رأينا بيت آل النبي و ما فيه من محبة و أدب و خير و قدوة ، و تعلمنا و عُلمنا و ارتوينا كزهيرات صغيرة في بستان الهدى . الحمد لله"🌺💙
========================
حازم عبد الله الفتاح :
اليوم، الساعة 10:47 م
لقد أرسلت
خادم يوسف
Youssef
أمس، الساعة 10:57 م
Youssef
Youssef
Youssef
اليوم، الساعة 8:34 ص
Youssef
Youssef
اليوم، الساعة 5:44 م
لقد أرسلت
28 يناير الساعة 7:41 م
Youssef
تم الرد عليك بواسطة Youssef
28 يناير الساعة 10:33 م
Youssef
اليوم، الساعة 9:56 م
لقد أرسلت
Besma
لقد قمت بالرد على Besma
خادم يوسف
28 يناير الساعة 7:06 م
اليوم، الساعة 9:58 م
لقد أرسلت
خادم يوسف
لقد أرسلت
لقد أرسلت
خادم يوسف
لقد أرسلت
=====================================
أمس، الساعة 9:29 م
عبد الرزاق
اليوم، الساعة 10:01 م
لقد أرسلت
عبد الرزاق
اليوم، الساعة 5:37 م
لقد أرسلت
=================================
=====================================================
محمود
27 يناير الساعة 10:51 م
لقد أرسلت
لقد أرسلت
محمود
أمس، الساعة 5:13 م
تم الرد عليك بواسطة محمود
اليوم، الساعة 10:05 م
لقد أرسلت
خادم يوسف
