درس القرآن و تفسير الوجه الثاني من الطلاق .
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
أسماء أمة البر الحسيب :
افتتح سيدي و حبيبي يوسف بن المسيح ﷺ هذه الجلسة المباركة ، و ثم قرأ أحد أبناءه الكرام من أحكام التلاوة ، و ثم قام نبي الله الحبيب بقراءة الوجه الثاني من أوجه سورة الطلاق ، و استمع لأسئلتنا بهذا الوجه ، و ثم شرح لنا يوسف الثاني ﷺ هذا الوجه المبارك .
بدأ نبي الله جلسة التلاوة المباركة بقوله :
الحمد لله ، الحمد لله وحده ، الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد و من تبعه من أنبياء عهده و بعد ، لدينا اليوم الوجه الثاني من أوجه سورة الطلاق ، و نبدأ بأحكام التلاوة و رفيدة :
- مد فرعي بسبب السكون :
مد عارض للسكون و يكون غالباً في نهايات الآيات و يمد بمقدار ٤ إلى ٥ حركات .
و مد لازم حرفي أو كلمي : الحرفي هو في أوائل السور , و الكلمي مثقل و يُمد بمقدار ٧ حركات مثل (و لا الضآلين) .
و المد الحرفي له ثلاثة أنواع : حرف واحد يمد حركة واحدة و هو الألف في حروف المقطعات في بداية السور ، مجموعة من الحروف تمد بمقدار حركتين و هي مجموعة في جملة (حي طهر) , و حرف تمد بمقدار ٦ حركات و هي مجموعة في جملة (نقص عسلكم) .
______
و ثم تابع نبي الله يوسف الثاني ﷺ الجلسة بشرح الوجه لنا فقال :
طبعاً نسينا نقول في الوجه اللي فات/السابق إن من شروط الطلاق الصحيح إن الزوج أثناء النطق بكلمة الطلاق ، أن يكون في كامل أهليته العقلية ، يكون عاقل و ليس في سَورة الغضب و لا ثورة الغضب ، يعني ليس في سَورة الغضب أو ثورة الغضب ، هكذا يكون عاقل و بعد أن يستمع إلى النُصح و أن يُحَكم شاهدين أو رجلين ، رجل من أهله و رجل من أهلها ، و أن يكون ذلك في طُهر لم يُجامع فيه ، هكذا شروط ، و بعد أن ينطق بكلمة الطلاق تبقى الزوجة في بيت زوجها فترة العِدة ، لا تخرج أبداً ، إذاً العقل و عدم الغضب هو شرط أساسي من شروط الطلاق الصحيح .
{أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنتُم مِّن وُجْدِكُمْ وَلا تُضَارُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ وَإِن كُنَّ أُولاتِ حَمْلٍ فَأَنفِقُوا عَلَيْهِنَّ حَتَّى يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَأْتَمِرُوا بَيْنَكُم بِمَعْرُوفٍ وَإِن تَعَاسَرْتُمْ فَسَتُرْضِعُ لَهُ أُخْرَى} :
(أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنتُم) ربنا هنا بيأمر الأزواج بإسكان الزوجات حيث سكن الأزواج ، (مِّن وُجْدِكُمْ) يعني كل واحد على أد/قَدَرِ ظروفه المالية ، كل واحد على أد/قد/قَدْر قدرته المالية ، (وَلا تُضَارُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ) يعني لا تتعمدوا المضايقة و الإضرار بأزواجكم ، لا تتعمدوا الإضرار بأزواجكم أبداً ، لأن هذا خلاف للمودة و الرحمة و السَكن ، (وَإِن كُنَّ أُولاتِ حَمْلٍ) لو هم/هن حوامل يعني ، (فَأَنفِقُوا عَلَيْهِنَّ حَتَّى يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ) واجب إنك إنت تنفق على الحامل حتى تضع الحَمل ، لأن هي في فترة العِدة إذا كنت إنت إيه؟ تلفظت بكلمة الطلاق يعني ، (فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ) يعني لو إنت أصريت/أصررت إن إنت تطلقها بعد ما تضع الطفل ، فأرضعت الطفل ، يجب إن إنت تعطيها أجر مادي على ذلك و مساعدة مالية ، (وَأْتَمِرُوا بَيْنَكُم بِمَعْرُوفٍ) يعني اجعلوا بينكم المعاملة بالإحسان و المعروف و لا تنسوا الفضل الذي كان بينكم ، طيب (وَإِن تَعَاسَرْتُمْ) لو حصل بقى إيه؟ مشادات ما بينكم و خلاف على إرضاع الطفل و الإهتمام به ، ربنا بيقول لهم بقى إيه؟ : (فَسَتُرْضِعُ لَهُ أُخْرَى) يعني إحنا/نحن هنتولى الأمر ده و نوكل الطفل ده لأُم أخرى تُرضعه و تتكفل به ، فهنا ربنا بيستثير مشاعر الأبوة و الأمومة من خلال كلمة : (فَسَتُرْضِعُ لَهُ أُخْرَى) يعني إنتو عاوزين/أنتم تريدون إبنكم يتشرد ما بين ناس تانية عشان/من أجل خلافات تافهة ما بينكم ، إرجعوا لبعض أحسن ، ده المعنى ، هو هنا ربنا بيستثير فيهم إيه؟ الوجدان و المشاعر الطيبة و النبيلة و الإحسان ، شوفتوا/رأيتم بقى ربنا أحسن الواعظين إزاي/كيف ، ربنا أول الواعظين و أحسن الناصحين ، (أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنتُم مِّن وُجْدِكُمْ) يعني (مِّن وُجْدِكُمْ) اللي إنتو/أنتم تقدروا إيه؟ توفروه من قدر طاقتكم يعني ، (وَلا تُضَارُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ) ربنا هنا حط/وضع مد كلمي لازم مثقل على (تُضَارُّوهُنَّ) ليه/لماذا؟ للتحذير من الإضرار بالأزواج ، (وَلا تُضَارُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ وَإِن كُنَّ أُولاتِ حَمْلٍ فَأَنفِقُوا عَلَيْهِنَّ حَتَّى يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ) دايماً هنا العلاقة هي ما تكون إيه؟ مشتملة بالرحمة و المودة و الإحسان ، (فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ) طبعاً أجورهن هنا إيه ، إذا كانت هي وقع عليها الطلاق يعني ، خلاص؟ يعني هي أَولَى برضاعة إبنها بس/لكن إيه ، ساعدها مالياً ، يجب أن تنفق عليها و تساعدها ، (وَأْتَمِرُوا بَيْنَكُم بِمَعْرُوفٍ) يعني خلي/اجعل العلاقة بالمعروف و الإحسان ، (وَإِن تَعَاسَرْتُمْ) يعني اختلفتم و لم تتفقوا ، (فَسَتُرْضِعُ لَهُ أُخْرَى) هنا بقى بيستثير ربنا مشاعر الأبوة و الأمومة عشان الأطفال ، فبيقول لهم إرجعوا لبعض ، ربنا هنا بيخاطب إيه؟ بالإشارة ، لأن الإشارة ، بالإشارة ، أو اللبيب بالإشارة يفهمُ ، صح كده؟ .
يقول تعالى : (أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنتُم مِّن وُجْدِكُمْ) يعني كل إنسان يُسكن زوجه على قَدَر طاقته و قدرته ، (وَلا تُضَارُّوهُنَّ) أي لا تفعلوا بهن الضرر و الإضرار ، (لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ) من أجل التضيق و النكاية ، (وَإِن كُنَّ أُولاتِ حَمْلٍ فَأَنفِقُوا عَلَيْهِنَّ حَتَّى يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ) حتى تضع الحمل يتم الإنفاق ، (فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ) يعني أُعطيهم أجرة الرضاعة ، هذا في حال المرأة التي طُلقت ، خلي بالك بقى/انتبه : (وَأْتَمِرُوا بَيْنَكُم بِمَعْرُوفٍ) أو (وَ أَتْمِرُوا بينكم بمعروف) ، (وَأْتَمِرُوا بَيْنَكُم بِمَعْرُوفٍ) يعني اجعلوا المعروف يأمركم و اجعلوا الإحسان يأمركم و اجلعوا الفضل الذي كان بينكم يأمركم إلى أحسن الصفات و الخُلَل ، (وَإِن تَعَاسَرْتُمْ) أي لم تستطيعوا أن تتوافقوا و تتفاهموا على ما بينكم من ذُرية ، (فَسَتُرْضِعُ لَهُ أُخْرَى) هنا طبعاً ربنا بيستحث لديهم بشكل غير مباشر وجدانهم ، إزاي/كيف تأتمنوا طفل عند إمرأة لا تعرفونها ، يعني بيقول لهم الأبناء دول/هؤلاء من أُسس و دعائم الأسرة فمن أجلهم إحرصوا على بيوتكم و حافظوا عليها ، و في القراءة التي قرأتُها و هي إلهام من الله يقول : (وَ أَتْمِرُوا بينكم بمعروف) (أَتْمِرُوا) أَتْمِر يعني اجعلوا ثمار التمر تنبت ، أَتْمِروا أي أَنضجوا التمر لذلك الله سبحانه و تعالى يُعبر عن الوليد و الجنين في الرؤيا بالتمرة التي في الصّرَّة أي في الصّرّة التي يحفظ فيها المال و الشيء النفيس ، في سُرّة الأموال باللهجة المصرية، التمرة التي في السّرة هي الجنين القادم ، فعندما يقول تعالى : (وَ أَتْمِرُوا بينكم بمعروف) يعني أنضجوا تلك التمرة التي بينكم و أنضجوا تلك التمرات التي بينكم بمعروف أي بإحسان و فضل ، و هذا من تمام إعجاز و إلهام الله تعالى في بطون القرآن السبع ، في بطون القرآن السبعة .
_____
{لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِّن سَعَتِهِ وَمَن قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلاَّ مَا آتَاهَا سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا} :
(لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِّن سَعَتِهِ) كل واحد على قَدر إستطاعته يُنفق يعني ، ده المعنى ، (وَمَن قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ) اللي رزقه قليل ، رزقه المادي قليل ، (فَلْيُنفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ) يُنفق على قَدر ما إيه؟ ما يستطيع ، (لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلاَّ مَا آتَاهَا) ربنا بإيه؟ لا يُكلف النفس إلا ما آتاها يعني ربنا مابيكلفش/لا يُكلف نفس فوق طاقتها يعني ، لا يُكلف النفس فوق طاقتها ، (سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا) دايماً ده قانون إلهي : كل عُسر يأتي بعده يُسر ، أكيد ، و ده/هذا قانون سورة إيه؟؟ (ألم نشرح لك صدرك) ، (ألم نشرح لك صدرك ¤ و وضعنا عنك وزرك ¤ الذي أنقض ظهرك ¤ و رفعنا لك ذكرك ¤ فإن مع العُسر يُسرا ¤ إن مع العُسر يُسرا) صح كده؟ ، قانون سورة الشرح ، (سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا) ده أكيد قانون قرآني ، كل عُسر يأتي بعده يُسر .
_____
{وَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهَا وَرُسُلِهِ فَحَاسَبْنَاهَا حِسَابًا شَدِيدًا وَعَذَّبْنَاهَا عَذَابًا نُّكْرًا} :
بعد كده ربنا بيُذَكر ، بيُذَكر التذكير الأبدي ، اللي هو من أجله أرسل الرسل ، و سمى الرسل : الذِكر (قد أنزل الله إليكم ذِكرا) الذِكر هو الرسول ، و ذِكر الله لا ينفد من الدنيا ، فبالتالي الرسل لا تنفد من الدنيا إلى قيام الساعة ، و بالتالي يوجد رسل بعد محمد -عليه الصلاة و السلام- ، هم أنبياء عهد محمد السائرين على منهاج محمد و السائرين على شريعة القرآن ، (وَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهَا وَرُسُلِهِ) أي قرية بقى تُحارب الله و الرسول و تتجاوز حدود الله و تَعتُ ، تُصبح من الإيه؟ العُتاة أو العُتُلّين أي الطغاة ، الطواغيت الذين يطغون على حدود الله ، (وَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهَا وَرُسُلِهِ فَحَاسَبْنَاهَا حِسَابًا شَدِيدًا) ربنا بيحاسبها حساب شديد في الدنيا قبل الآخرة ، (وَعَذَّبْنَاهَا عَذَابًا نُّكْرًا) في الدنيا قبل الآخرة ، هكذا أي قرية تكفر بنعمة الله ، ربنا بيُعذبها .
_____
{فَذَاقَتْ وَبَالَ أَمْرِهَا وَكَانَ عَاقِبَةُ أَمْرِهَا خُسْرًا} :
(فَذَاقَتْ وَبَالَ أَمْرِهَا) ذاقت وبال أي وباء أعمالها و جريرة أعمالها و جريرة كُفرها ، (فَذَاقَتْ وَبَالَ أَمْرِهَا وَكَانَ عَاقِبَةُ أَمْرِهَا خُسْرًا) مصيرها الخُسران في الدنيا و الآخرة .
_____
{أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُولِي الأَلْبَابِ الَّذِينَ آمَنُوا قَدْ أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْرًا} :
(أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا) ربنا أَعَد لهؤلاء الكفار عذاب شديد في الدنيا قبل الآخرة ، (فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُولِي الأَلْبَابِ) هنا بقى ربنا بيخاطب إيه؟ أولي الألباب ، أصحاب البصائر ، كذلك لما خاطبهم هنا إيه؟ بمشاعر الأبوة و الأمومة لما قال : (فسترضع له أخرى) ، ربنا هنا كان بيخاطب مين/من؟ أصحاب الألباب ، يُخاطبهم بالإشارات كي يستثير عندهم الرحمة و المودة ، (فَذَاقَتْ وَبَالَ أَمْرِهَا وَكَانَ عَاقِبَةُ أَمْرِهَا خُسْرًا ¤ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُولِي الأَلْبَابِ الَّذِينَ آمَنُوا) أصحاب الألباب هم أصحاب الإيمان ، (قَدْ أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْرًا) (ذِكرا) يعني رسول ، ربنا أنزل لكم رسول .
_____
{رَّسُولا يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِ اللَّهِ مُبَيِّنَاتٍ لِّيُخْرِجَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا قَدْ أَحْسَنَ اللَّهُ لَهُ رِزْقًا} :
(قَدْ أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْرًا ¤ رَّسُولا يَتْلُو عَلَيْكُمْ) أهو الذِكر هو الرسول ، و ذِكر الله لا يخلو من الدنيا و لا ينفد من الدنيا فبالتالي الرسل مستمرون ، الرسل مستمرون ، و لابد لكل إنسان من نذير ، الإنسان يأتيه نذير في الدنيا سواء أكان رسول بقى أو إشارة أو هكذا ، إلهام أو وحي ، (قَدْ أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْرًا ¤ رَّسُولا يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِ اللَّهِ مُبَيِّنَاتٍ) أي مُفَصِلَات مُوَضِحَات ، (لِّيُخْرِجَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ) بُغية الرسول و بُغية الذِكر و الإرسال و الوحي أن يُخرج المؤمنين اللي هم عندهم قابلية للإيمان يعني : من الظُلمة إلى النور ، (مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ) ، (وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا) يعني الإيمان يتبعه العمل ، (يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا) مقره الجنة ، هكذا كل مؤمن يؤمن و يعمل صالحاً مقره الجنة خالداً فيها ، (قَدْ أَحْسَنَ اللَّهُ لَهُ رِزْقًا) (أحسن الله) أَعَدَّ الله له رزقاً حسناً في جنة عدن ، جنةً مُعَدَّة .
_____
{اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا} :
(اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الأَرْضِ مِثْلَهُنَّ) ربنا خلق سبع سماوات يعني سماوات كثيرة ، و سبع سماوات يعني سماوات الروح ، تدرجات الروح ، (وَمِنَ الأَرْضِ مِثْلَهُنَّ) يعني إيه؟ الأكوان الدانية أو الأرضية كثيرة ، (يَتَنَزَّلُ الأَمْرُ بَيْنَهُنَّ) أي في إلتقاء بين السماء و الدنيا ، بين البُعد السامي و البُعد الداني ، هذا هو معنى (يَتَنَزَّلُ الأَمْرُ بَيْنَهُنَّ) ، يعني في تلامس بين السماء و الأرض بالوحي ، فهذا معنى (يَتَنَزَّلُ الأَمْرُ بَيْنَهُنَّ) ، (لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) يعني دايماً/دائماً كده الذِكر و الإرسال و البعث دلالة على قدرة الله ، (لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا) ربنا أحاط بكل شيء علماً أي وحياً ، لأن (العلم) هو الوحي ، و كذلك (الأمر) في القرآن هو الوحي ، أُولي الأمر أي أصحاب الوحي ، حد عنده سؤال تاني؟؟ .
______
و اختتم نبي الله الجلسة المباركة بقوله المبارك :
هذا و صلِّ اللَّهم و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم ، سبحانك اللهم و بحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت ، أستغفرك و أتوب إليك .
_______
و الحمد لله رب العالمين . و صلِّ يا ربي و سلم على أنبياءك الكرام محمد و أحمد و يوسف بن المسيح صلوات تلو صلوات طيبات مباركات ، و على أنبياء عهد محمد الآتين في مستقبل قرون السنين أجمعين . آمين .🌿💙
"و خُتمت سورة الطلاق ، و نسأل الله رب العالمين أن يُزيدنا به سبحانه و بأحبابه و أحبابنا الذين يُحبونه و يُحبُهم وصالاً بالمودة و الرحمة و السكينة و الروح ، آمين .''
===============================