درس القرآن و تفسير المدّثِّر .
::::::::::::::::::::::::::::::::
أسماء أمة البر الحسيب :
افتتح سيدي و حبيبي يوسف بن المسيح ﷺ هذه الجلسة المباركة ، و ثم قرأ أحد أبناءه الكرام من أحكام التلاوة ، و ثم قام نبي الله الحبيب بقراءة سورة الْمُدَّثِّر ، و استمع لأسئلتنا بهذا الوجه ، و ثم شرح لنا يوسف الثاني ﷺ هذه السورة المباركة .
بدأ نبي الله جلسة التلاوة المباركة بقوله :
الحمد لله ، الحمد لله وحده ، الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد و من تبعه من أنبياء عهده و بعد ، لدينا اليوم تفسير سورة الْمُدَّثِّر ، و نبدأ بأحكام التلاوة و أحمد :
- أحكام الميم الساكنة :
إدغام متماثلين صغير و هو إذا أتى بعد الميم الساكنة ميم أخرى فتدغم الميم الأولى في الثانية و تنطق ميماً واحدة .
و الإخفاء الشفوي و هو إذا أتى بعد الميم الساكنة حرف الباء و الحُكم يقع على الميم أي الاخفاء يكون على الميم .
و الإظهار الشفوي و هو إذا أتى بعد الميم الساكنة جميع الحروف إلا الميم و الباء ، و الإظهار طبعاً سكون على الميم نفسها يعني الحُكم يقع على الميم .
______
و ثم تابع نبي الله يوسف الثاني ﷺ الجلسة بشرح الوجه لنا فقال :
في هذه السورة العظيمة المباركة يُشجع الله سبحانه و تعالى نبيه محمد على القيام و الإنذار و التبليغ فيقول له مُخاطباً :
{بسم الله الرحمن الرحيم} و هي آية مُنزَلة .
____
{يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ} :
(يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ) يا أيها المُتَغَطّي بدثارك و بأغطيتك ، يا أيها النبي الْمُدَّثِّر الخائف المُنعزل .
_____
{قُمْ فَأَنذِرْ} :
(قُمْ فَأَنذِرْ) (قُمْ) أمر ، (فأنذر) فَبَلغ و ما أنت إلا نذير و بشير .
_____
{وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ} :
(وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ) أي عَظّم ربك الله ذي الأسماء الحُسنى و كَبِّره أي كَبِّر شأنه في قلوب العِباد .
_____
{وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ} :
(وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ) أي تَطهر طهارة معنوية و طهارة مادية في ثيابك و في جسدك و في قلبك .
_____
{وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ} :
(وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ) أي الأصنام و الأوثان فَاهْجُرْ أي اعتزلها ، و الفرق بين الرُّجْز و الرِّجز : الرُّجْز هي الأصنام و الأوثان و النجاسات ، أما الرِّجز فهي الآثام و العذاب النازل من السماء بشؤم المعاصي و العياذ بالله , و تأتي أيضا بصيغة الرجس .
_____
{وَلا تَمْنُن تَسْتَكْثِرُ} :
(وَلا تَمْنُن تَسْتَكْثِرُ) أي لا تُعطي و تُنفق مقابل أن يرجع لك ذلك الإنفاق في الدنيا ، (وَلا تَمْنُن) أي لا تَمْنُن على أحد بنفقة ، (تَسْتَكْثِرُ) أي تطلب الكثرة ، إنما أنفق لوجه الله تعالى و الله سوف يُعطيك الجزاء الحسن في الدنيا و الآخرة .
_____
{وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ} :
(وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ) أي لهذه الدعوة إصبر صبراً جميلاً لأنك تقوم بعمل بطولي عمل يُنَور العالم و يُخرجه من الشِركِ و من الظلمات إلى النور .
_____
{فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ} :
(فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ) أي إذا نُفِخَ في البوق و هو الصُور و هو ذلك القَرن الذي ينفخُ فيه إسرافيل -عليه السلام- ، (فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ) أي قامت القيامة الكبرى .
_____
{فَذَلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ} :
(فَذَلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ) و هو اليوم الآخر ، يوم الحساب و يوم تَجلّي القضاء على أكمل صورة .
_____
{عَلَى الْكَافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ} :
(فَذَلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ ¤ عَلَى الْكَافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ) على كل كافر ذلك اليوم هو صعبٌ جداً .
_____
{ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا} :
(ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا) هنا سبحانه و تعالى يبعث تهديد لكل كافرٍ كفر بنبي من أنبياء زمانٍ كان أو سيكون أو هو كائن ، (ذَرْنِي) أي اتركني ، (وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا) أي خلقته جنيناً وحيداً كذلك يُبعث وحيداً و يُحاسب وحيداً ، (ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا) هذه صيغة تهديد و وعيد لكل كافر .
_____
{وَجَعَلْتُ لَهُ مَالا مَّمْدُودًا} :
(ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا ¤ وَجَعَلْتُ لَهُ مَالا مَّمْدُودًا) أي أعطيته من أموال في الدنيا ، أموال و متاع مادي في الدنيا .
_____
{وَبَنِينَ شُهُودًا} :
(وَبَنِينَ شُهُودًا) أي بنين شاهدين على نِعَمِهِ و معاصيهِ .
_____
{وَمَهَّدتُّ لَهُ تَمْهِيدًا} :
(وَمَهَّدتُّ لَهُ تَمْهِيدًا) أي مَهَّدتُّ له في هذه الأرض و أعطيته من النِعَم و التمهيدات الكثير .
_____
{ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ} :
ثم بعد تكذيبه و عصيانه و إدباره و تَوَلِيه يقول : (ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ) يطمع في زيادة في الدنيا و الآخرة نتيجة كفره .
_____
{كَلاَّ إِنَّهُ كَانَ لِآيَاتِنَا عَنِيدًا} :
فيقول تعالى : (كَلاَّ) أي أبداً لن يحدث ، (إِنَّهُ كَانَ لِآيَاتِنَا عَنِيدًا) أنه كان مُعاند ضد آيات الله تعالى القائمة مع نبيه .
_____
{سَأُرْهِقُهُ صَعُودًا} :
(سَأُرْهِقُهُ صَعُودًا) أي سأُعطيه من الإرهاق المُتَصاعد و العذاب المُتَعالي المُتَوالي المتتالي الكثير و الكثير ، و المقصود هنا في زمن النبي محمد : رجلٌ يُسمى الوليد بن المُغِيرة ، فهذه الآيات و غيرها نَزلت فيه تبكيتاً و زجراً و محاولة بأن يعود إلى جادة الصواب لأنه كان قاب قوسين أو أدنى من أن يؤمن ، لكن الذي رَدَّهُ عن الإيمان صديق السوء أبو جهل .
_____
{إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ} :
يصفه سبحانه و تعالى ، يصف الوليد بن المُغِيرة فيقول و كذلك يصف كل مُكذب في كل زمان لكل نبي : (إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ) أي تَفَكَّرَ في آيات ذلك النبي ، (وَقَدَّرَ) أي قَدَّرَ فعلاً في صدره كي يُحدثه في الظاهر و العلن .
_____
{فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ} :
(فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ) قُتِلَ أي لُعن و بُعِد و طُعِنَ طعناً روحياً و ثم مادياً ، (كَيْفَ قَدَّرَ) كيف قَدَّر أي كيف فكر و دَبَّر الشر لدعوة النبي .
_____
{ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ} :
(ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ) تأكيد و إعادة من الله سبحانه و تعالى على لعن ذلك المُكذب الكافر و إستهجان مَكرِهِ لدعوة النبي .
_____
{ثُمَّ نَظَرَ} :
(ثُمَّ نَظَرَ) أي ذلك الكافر نظر إلى دعوة النبي .
_____
{ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ} :
(ثُمَّ عَبَسَ) أي نَظَرَ بكلوحٍ و عبوسٍ و إشمئزاز ، (وَبَسَرَ) أي تَعَجل ، (ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ) أي تعجل التكذيب .
_____
{ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ} :
(ثُمَّ أَدْبَرَ) أي تولى و أعرض عن دعوة النبي ، (وَاسْتَكْبَرَ) أي تَكَبَر و لم يتواضع و يخشع .
_____
{فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلاَّ سِحْرٌ يُؤْثَرُ} :
(فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلاَّ سِحْرٌ يُؤْثَرُ) قال عن دعوة النبي و آيات النبي أنه سحرٌ يُتَعَلَم و يُتَوارث ، (يُؤْثَرُ) أي يُتَعَلَم و يُتَوارث و هو موجود في أمم السابقين ، فكان ذلك تهمة شنعاء ضد دعوة النبي و كل نبي .
_____
{إِنْ هَذَا إِلاَّ قَوْلُ الْبَشَرِ} :
(فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلاَّ سِحْرٌ يُؤْثَرُ ¤ إِنْ هَذَا إِلاَّ قَوْلُ الْبَشَرِ) إتهم النبي بأن ما جاء به هو قول الناس و ليس بقول الله و العياذ بالله .
_____
{سَأُصْلِيهِ سَقَرَ} :
هنا سبحانه و تعالى مُباشرةً يُبشرهُ بالعذاب الأليم و يُهددهُ و يتوعده و يَتَوَعد أمثاله فيقول : (سَأُصْلِيهِ سَقَرَ) أي سأجعل سقر تَمَسه و تصل به و تتصل به و تُعذبه ، و (سقر) في اللغة أي ابتعد بُعداً شديداً ، و كذلك (سقر) أي آذتهُ حرارة الشمس فلذلك سُميت جهنم بسقر لأنها هاوية بعيدة جداً و كذلك فيها إيذاء من الحر الشديد فلذلك سُميت بِسقر .
_____
{وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ} :
(وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ) هنا يتسائل ربنا سبحانه و تعالى سؤال إستنكاري لكي يجعل النفوس و الأذهان و الأفهام تتفكر و تتدبر و تخشع من ذلك الموقف العظيم ، (وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ) يعني ما أدراك بذلك العذاب الذي سيَحلُ على المكذبين ، ما حالها؟؟ .
_____
{لا تُبْقِي وَلا تَذَرُ} :
ما حالها؟؟ : (لا تُبْقِي وَلا تَذَرُ) لا تُبْقِي جزءاً من ذلك الكافر ، (وَلا تَذَرُ) و لا تترك منه شيئاً إلا أذابته و آذَته ، ثم تنضج الجلود مرة أخرى ليزداد العذاب و يتكرر إلى أن يشاء الله سبحانه و تعالى .
_____
{لَوَّاحَةٌ لِّلْبَشَرِ} :
من صفات سقر أنها : (لَوَّاحَةٌ لِّلْبَشَرِ) أي تدعو البشر إليها ، كذلك (لَوَّاحَةٌ لِّلْبَشَرِ) أي تظهر للبشر الكافرين في الدنيا قبل الآخرة .
_____
{عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ} :
(عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ) أي خَزنة جهنم هم تسعةَ عشرَ ملاك ، رئيسهم هو مالك خازن النار .
_____
{وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلاَّ مَلائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلاَّ فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا وَلا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَن يَشَاء وَيَهْدِي مَن يَشَاء وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلاَّ هُوَ وَمَا هِيَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْبَشَرِ} :
(وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلاَّ مَلائِكَةً) أي خزنة جهنم هم ملائكة مُطِيعون أشداء غلاظ و هم الزبانية ، (وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلاَّ فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا) (عِدَّتَهُمْ) أي تسعةَ عشر فهكذا الذين كفروا إستهانوا بعدد تسعةَ عشر فقالوا هي عددٌ قليل ، فقال أُمية بن خَلف ذلك الكافر : أنا أتولى خمسة عشر و أنتم تتولون الأربعة الباقين ، هكذا قال ذلك إستهزاءً ، فقال تعالى عن ذلك الفعل و ذلك المَكر : (وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ) أي ذلك العدد القليل ، (إِلاَّ فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا) أي إختبار و إبتلاء للذين كفروا ، لماذا؟؟ لعلةٍ أخرى : (لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ) أي ليزداد الذين أُوتُوا الكتاب إيماناً ، و الذين أُوتُوا الكتاب هم من أُمة محمد لأن النبي هو من إيه؟ من أهل الكتاب من الطائفة الإبيونية الموحدة ، الطائفة اليهودية المسيحية الموحدة ، (لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا) يزداد المؤمنين ، يزداد المؤمنون إيماناً على إيمانهم ، كذلك : (وَلا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ) أي لا يشك الذين أُوتوا الكتاب و المؤمنون أي أُوتوا الرسالة و الإيمان ، (وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ) من المنافقين و الكفار ، (وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلا) يتسألون تساؤلاً إستنكارياً ماذا أراد الله بهذا المثل أن ذَكَرَ لنا سقر و قال أن خَزَنَتَها تسعةَ عشر ، (كَذَلِكَ) أي العلة ، (يُضِلُّ اللَّهُ مَن يَشَاء) بأعمالهم ، (وَيَهْدِي مَن يَشَاء) بأعمالهم ، (وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلاَّ هُوَ) لله جنود أخفياء و ظاهرون ، (وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلاَّ هُوَ وَمَا هِيَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْبَشَرِ) هذه الأمثال هي ذكرى و تذكير للبشر لعلهم يتَذكرون و يخشعون ، (وَمَا هِيَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْبَشَرِ) أي النبوة و البعث .
_____
{كَلاَّ وَالْقَمَرِ} :
(كَلاَّ وَالْقَمَرِ) هنا يُقسم سبحانه و تعالى بالقمر الذي هو رمزُ الإيمان و رمز الإيمان : الإمام المهدي -عليه السلام- .
_____
{وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ} :
(كَلاَّ وَالْقَمَرِ ¤ وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ) أقسم بالليل إذا ذهب .
_____
{وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ} :
(وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ) أقسم بالصبح إذا أَطَلَ وكشف عن وجهه ، و هذا معنى كلمة (أَسْفَر) .
_____
{إِنَّهَا لَإِحْدَى الْكُبَرِ} :
(إِنَّهَا لَإِحْدَى الْكُبَرِ) إنها لَإِحْدَى الْكُبَر ، هذه الحالة ، هذه الحالة البعثية أي البعث و هذا المسجد أي البعث ، و هذه الذكرى أي البعث ، و هذه التذكرة أي البعث ، و هذا الأمر أي البعث و الوحي ، و هذا العلم أي البعث و الوحي : (إِنَّهَا لَإِحْدَى الْكُبَرِ) إحدى الأمور الكونية الكبيرة التي لا تتعطل أبداً لأن صفات الله لا تتعطل ، فالبعث من الأمور الْكُبَر التي لا تتعطل ، ما شأنها؟؟ .
_____
{نَذِيرًا لِّلْبَشَرِ} :
ما شأنها؟؟ : (نَذِيرًا لِّلْبَشَرِ) فهذا هو الأمر الْكُبَر ، (نَذِيرًا لِّلْبَشَرِ) هكذا دائماً الله يُرسل المُنذرين و المُبَشرين للبشر .
_____
{لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ} :
و أكد سبحانه و تعالى على أن هذا الإنذار و هذا البعث يكون في السابقين و اللاحقين و المتأخرين و في كل حين ، فقال : (لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ) أي يَتَقَدَّمَ في التاريخ فبُعث إليه أنبياء ، أو يتأخر في الزمن و القرون و الزمن و التاريخ فيُبعث له و سيُبعث له أنبياء ، (لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَتَقَدَّمَ) في سلوك الروح و مدارج إيه؟ الصعود ، (أَوْ يَتَأَخَّرَ) في سلوك الروح ، فكلها من معانِ هذه الآية .
_____
{كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ} :
(كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ) كل نفس كسبت آثام فهي مرتهنة و مُقيدة بتلك الآثام و تلك الأغلال .
_____
{إِلاَّ أَصْحَابَ الْيَمِينِ} :
(إِلاَّ أَصْحَابَ الْيَمِينِ) أصحاب اليمين سوف يُكَفر سبحانه و تعالى عنهم سيئاتهم و يُبدل سيئاتهم حسنات ، (إِلاَّ أَصْحَابَ الْيَمِينِ) أصحاب السلوك الأيمن .
_____
{فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُونَ} :
(فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُونَ) جزاءهم أنهم في جنات متتاليات مُفتحةٌ لهم الأبواب يعبرون من جنةٍ إلى أخرى في أبدٍ لا ينتهي .
_____
{عَنِ الْمُجْرِمِينَ ¤ مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ} :
(فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُونَ) تساؤل المُتَفَكِهين المُتَدبرين المُستمتعين : (عَنِ الْمُجْرِمِينَ ¤ مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ) يسألون عن المجرمين الكافرين الذين دخلوا جهنم فيقولون : (مَا سَلَكَكُمْ) ما أدخلكم ، (فِي سَقَرَ) في جهنم .
_____
{قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ} :
(قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ) أي لم نَكُ من المتصلين بالنبيين و بدعوة الله رب العالمين و كذلك لم نَكُ من الذين يُقيمون الصلاة .
_____
{وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ} :
(وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ) لم نَكُ نعطف على الفقراء ، لم تكن في قلوبنا خشية و رحمة و حنان .
_____
{وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ} :
(وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ) هكذا نخوض مع الخائضين أي لا نَتَيَقن و هكذا إيه؟ نتداول الكذب دون أن نَتَيَقن و نسأل عن أصل الكلام و نتدبر ، فهذا هو سلوك أكثر الناس أنهم سُفهاء ، (وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ) .
_____
{وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ} :
(وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ) أي بيوم إيه؟ البعث و النشور فكانت تلك آفة من آفاتٍ سبّبت سلوكهم في سقر .
_____
{حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ} :
فكانوا على تلك الحال و العياذ بالله حتى أتاهم اليقين ، فقالوا : (حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ) أي الموت و كشف الغطاء .
_____
{فَمَا تَنفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ} :
(فَمَا تَنفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ) يوم القيامة من الملائكة و الصالحين و النبيين و الله رب العالمين لأن الله أيضاً هو من الشفعاء ، (فَمَا تَنفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ) .
_____
{فَمَا لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ} :
(فَمَا لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ) أي في الدنيا ، هذا سؤال إستنكاري من الله ليَحُثَّهم على الرجوع و على الخشوع و على التدبر في الذكرى و التذكرة و المسجد ، (فَمَا لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ) أي البعث ، (مُعْرِضِينَ) أي مُتَوَلين مُدبرين مُستكبرين .
_____
{كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُّسْتَنفِرَةٌ} :
حالهم إيه/ماذا لما أن كفروا و تَوَلَوا و أدبروا : (كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُّسْتَنفِرَةٌ) كأنهم مجموعة من الحمير ، (مُّسْتَنفِرَةٌ) أي هائجة غير عاقلة .
_____
{فَرَّتْ مِن قَسْوَرَةٍ} :
(فَرَّتْ) أي هربت ، (مِن قَسْوَرَةٍ) أي من أسد أو مجموعة أُسود ، و قسورة هو لفظ الأسد في اللغة الحبشية و عَرَّبَهُ القرآن تكريماً ، و كل كلمة من لغات أخرى عُرِّبَت في القرآن قد كَرَّمَها الله و أعطى كرامة للغتها الأصلية و شرفاً ، (فَرَّتْ مِن قَسْوَرَةٍ) كذلك قسورة أي الرباط و القيد ، فكلها معانٍ لتلك الكلمة ، فالحُمُر هو وصف للكفار المُدبرين و هو وصفٌ خاصٌ أيضاً للمشايخ و الأحبار الذين يحملون الكتب كالحُمُر لا يفقهون منها شيئاً : (مثل الذين حُمّلوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا) .
_____
{بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ أَن يُؤْتَى صُحُفًا مُّنَشَّرَةً} :
(كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُّسْتَنفِرَةٌ ¤ فَرَّتْ مِن قَسْوَرَةٍ ¤ بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ أَن يُؤْتَى صُحُفًا مُّنَشَّرَةً) كل كافر ملحد منهم يريد أن يُنزل عليه صُحف مطوية تُنشر كاللفائف ، قديماً كانت الصُحف تُلف حول عامود من الحديد أو الخشب ، ثم تُنشر بعد طَيٍ فَتُسمى صُحُف مُّنَشَّرَة أي تُنشر و تفتح للقراءة ، (بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ أَن يُؤْتَى صُحُفًا مُّنَشَّرَةً) كل واحد عاوز/يريد ينزله/ينزل له كتاب مخصوص من كثرة كِبره و تعاليه .
_____
{كَلاَّ بَل لا يَخَافُونَ الآخِرَةَ} :
(كَلاَّ) أبداً لن يحدث ، (بَل لا يَخَافُونَ الآخِرَةَ) لا يخافون البعث و النشور ، إن الله يصطفي من رسله من يشاء و متى شاء ، يتنزل بوحيه على قلوبٍ طاهرة صادقة متوجهة لله سبحانه و تعالى حق التوجه ، و تلك القلوب هي التي تستأهل و تستحق البعث و الوحي و الصُحف المُّنَشَّرَة من الرؤى و الأحلام المُطَهَرة ، (كَلاَّ بَل لا يَخَافُونَ الآخِرَةَ) فهذه علة كفرهم أنهم لا يخافون البعث و اليوم الآخر .
_____
{كَلاَّ إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ} :
(كَلاَّ إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ) هذا النبي هو تَذْكِرَة ، تَذْكِرَة بصفات الله و بتوحيده و باليوم الآخر و البعث و النشور و دار القضاء .
_____
{فَمَن شَاء ذَكَرَهُ} :
(فَمَن شَاء ذَكَرَهُ) من شاء تَذكَّر و من شاء ذَكَّرَ دعوة النبي و نشرها في العالمين و كان لها خادماً و جندياً مُطيعا .
_____
{وَمَا يَذْكُرُونَ إِلاَّ أَن يَشَاء اللَّهُ هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ} :
(وَمَا يَذْكُرُونَ) أي و ما يُطيعون ذلك النبي ، (إِلاَّ أَن يَشَاء اللَّهُ) إلا بمشيئة الله عندما يرى صدق توجههم و خشوعهم و خلوههم من النفاق و العياذ بالله ، (وَمَا يَذْكُرُونَ إِلاَّ أَن يَشَاء اللَّهُ) هذا الله ، هذا الإله : (هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى) أي المُستحق للتقوى لأن نَتَقِيه أي نَتَقي عذابه ، (وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ) هو أهل للغفران فاستغفروه يا أولي الأبصار ، حد عنده أي سؤال تاني؟؟ .
______
و اختتم نبي الله الجلسة المباركة بقوله المبارك :
هذا و صلِّ اللَّهم و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم ، سبحانك اللهم و بحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت ، أستغفرك و أتوب إليك .
_______
و الحمد لله رب العالمين . و صلِّ يا ربي و سلم على أنبياءك الكرام محمد و أحمد و يوسف بن المسيح صلوات تلو صلوات طيبات مباركات ، و على أنبياء عهد محمد الآتين في مستقبل قرون السنين أجمعين . آمين .🌿💙
"و خُتمت سورة الْمُدَّثِّر ، و فيها يعلو صوت الحق فيكون سوطٌ من الأنوار كالنيران على الكفر العقيم الواهن فلا يبقي له أثر ، يا أيها القلب الْمُدَّثِّر بنور الله المستنير كضياء القمر في الليالي الصماء فيهدي العابرين في الطريق ليكونوا معه سابحين مُسَبحين في سماوات الأكوان ناشدين ناثرين طوافين بالترانيم في بحر كلمات الله و أوصال حُبه الأبدي ، يا قلب كل يوسُفي إستنشق عبق الأزمان مع دعوات الأنبياء في كل زمان و مكان و ارتوي بصبرهم و صبر أتباعهم عبر القرون ، فيقول نبي زماننا يوسف بن المسيح و كلامه هو من وحي الله : "(وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ) أي لهذه الدعوة إصبر صبراً جميلاً لأنك تقوم بعمل بطولي عمل يُنَور العالم و يُخرجه من الشِركِ و من الظلمات إلى النور ." ، الله أكبر كبيرا و الحمد لله بُكرةً و أصيلا ."💙🍃
=======================
ترتيب مقاصد الشريعة:
8 نوفمبر 2019:
قرأ سيدنا يوسف بن المسيح_عليهما الصلاة و السلام_سورة الفاتحة:
بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ ﴿۱﴾
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴿٢﴾ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ ﴿٣﴾ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ﴿٤﴾ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴿٥﴾ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ﴿٦﴾ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ ﴿٧﴾
ثم قال: آمين،الحمد لله وحده،الحمدلله وحده و الصلاة و السلام على محمد و من تبعه من أنبياء عهده و بعد،كلنا طبعاً إيه؟بنسمع ما يقال،أو اللي احنا سمعناه كتير قبل كده،الضرورات الخمس،أو المقاصد الخمس،أو الكليات الخمس،أو مقاصد الشريعة،يعني إيه الكلام ده؟بنقول هما خمس مقاصد،و لكن الناس كانت دايماً بتقولهم بإيه؟ بترتيب مختلف أو ترتيب غير صحيح،أنا الآن سأقول المقاصد الخمس أو الكليات الخمس أو مقاصد الشريعة أو الضرورات الخمس بالترتيب التالي و الترتيب التالي هو ترتيب واجب و ليس ترتيب اختياري،لأن هذا الواجب هو واجب الشريعة.
أول حاجة يقلك إيه
1- حفظ النفس .
2- حفظ العقل .
3- حفظ العِرض .
4- حفظ المال .
5- حفظ الدين .
طيب،ماعلة هذا الترتيب،يعني إيه السبب في الترتيب ده؟هذا الترتيب ضروري و واجب،لماذا؟لأن كل شق أو كل قسم من هذه الأمور الخمس،يؤدي إلى القسم الذي يليه،يؤدي إلى القسم الذي يليه يعني حفظ النفس يؤدي إلى حفظ العقل،طب الانسان اللي نفسه مش موجودة،هيحفظ عقله؟مش هيكون عنده اساساً عقل،هيبقى خلاص ذهب من الدنيا،صح؟،إذن حفظ النفس يؤدي إلى حفظ العقل،حفظ النفس مع العقل يؤدي إلى حفظ العرض اللي هو الشرف،تمام؟طيب.
حفظ النفس مع العقل مع العرض يؤدي إلى حفظ المال،حفظ النفس و العقل و العرض و المال كلها مجتمعة تؤدي إلى حفظ الدين،تمام؟.
إذن حفظ النفس ثم حفظ العقل ثم حفظ العرض ثم حفظ المال ثم حفظ الدين،و كل واحداً يؤدي للذي يليه،مجموعاً مع سابقه لما يليه،و كل واحداً يؤدي للذي يليه،مجموعاً مع سابقه لما يليه،تمام؟
طبعاً إيه؟ الضرورات الخمس دي أو المقاصد الدينية أو الكليات الخمس أو الضرورات الخمس أو مقاصد الشريعة،الترتيب دوت/هذا ينبني عليه أحكام فقهية بعد كده،الترتيب دوت تنبني عليه أحكام فقهية بعد كده،تمام؟
ان شاء الله إيه؟في الإيام القادمة أو مقتبل الأيام و السنين إيه؟نبقى نحن فاهمين المقاصد الخمسة بالترتيب دي أو بالترتيب ده بتقيم لينا الفقه،يعني إذا تعارض أمران،نرجع لإيه؟للترتيب ده،في اي مقصد من مقاصد الشريعة،و في اي أمر من أمور الدنيا،حكمها الفقهي لازم يرجع للخمس خطوات دي/هذه،لو أمران تعارضا،أمران تعارضا،نرجع للترتيب ده،نشوف كل واحد أنهي/أين ترتيب فيهم،الأولاني/الأول مثلا كان ترتيبه رقم 2 مثلا،و التاني كان ترتيبه رقم 4،نقدم أن هي؟اتنين على اربعة،صح؟
طيب،أمران،واحد منهم ترتيبه واحد1،و التاني منهم ترتيبه خمسة5،نقدم مين؟اللي/الذي ترتيبه واحد1،و هكذا.
إذن الترتيب ده،بالتقسيمة دي،بالزبطت كده/هكذا بالضبط،واجبة،هو ده الترتيب الصحيح للضرورات الخمس،التي سوف ينبني عليها أحكام فقهية في مستقبل الأيام.
هذا و صل اللهم و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم.
شرح المواجيد الصحيحة:
18 أكتوبر 2019:
قال سيدنا يوسف ابن المسيح_عليهما الصلاة و السلام_:
الحمدلله،الحمدلله و الصلاة و السلام على محمد و من تبعه من أنبياء عهده و بعد،المسيح الموعود_عليه الصلاة و السلام_في هذه الخطبة ذكر بعض إيه؟ الكلمات،ذكر بعض الكلمات الجديرة،الجديرة بإيه؟بالتفسير و التفصيل ،تمام؟،طيب.
المسيح الموعود قال إيه بقى:(فمن استفاض منها)من الصفات دي يعني،الفاتحة دي،الفاتحة دي خالوا بالكم أن هي إيه؟ الديفورت،اللي هي إيه ؟الستندر،ستندر بتاع اي انسان صحيح الفطرة،يرجع يرجع/يعود و يستعيد الفطرة دي ازاي؟مقايس المصنع بالفاتحة،بس أهم حاجة لازم يحقق شروط إيه؟ دعاء الفاتحة،تمام؟
يبقى الفاتحة هي إيه؟تخلي الانسان يرجع صفاته للفطرة تاني،ندوس على سورة الفاتحة كده هي دي الدي فورت،الدي فورتس يعني إيه؟الحاجات أساسيات المصنع رجعت تاني لطبيعتها من غير اي إيه؟دخول للانسان أو دخول لأيادي البشر في صفات الانسان دي،عاوزين/نريد نرجع صفاتنا للفطرة تاني،ندوس/نضغط على دعاء الفاتحة،الفاتحة ترجع صفاتنا تاني للفطرة،للفطرة الصحيحة،المسيح الموعود بيقول إيه؟خلي بالك/ركز من الحتة دي(فمن استفاض منها)الصفات الأربعة دي في الفاتحة أو من الفاتحة بشكل عام يعني(فيُفتح عليه باب عظيم من معرفة الرب المحبوب،و تتجلى له عظمته، فتحصلُ الأمانة و التنفر من الذنوب)الذنب بيكون إيه بالنسبة للانسان إيه؟مقرف،حاجة مقرفة،مش حاجة محبوبة يعني،حاجة تقرف(و السكينة و الأخبات و الامتثال الحقيقي و الخشية و الأنس و الذوق)كل ده بيحصل نتيجة إيه؟الفاتحة،بمعانيها الحقيقة،هيحصل إيه بقى؟تنفر من الذنوب،و يحصل سكينة عند الانسان
و أخبات و أمتثال حقيقي و خشية و أنس و ذوق و شوق و إيه بقى؟خلي بالك أهم حتة الجاي دي/ركز في الجزيئة هذه فهي الأهم(و المواجيد الصحيحة)يعني إيه المواجيد الصحيحة؟يعني احنا ممكن نلاقي انسان فاسق أو فاجر كده مثلا،و إيه؟ يبكي مثلاً من شيء معين،شيء معين يُبكيه،أو ممكن يشوف مشهد في تمثيلية أو فيلم يعيط/يبكي،و هو المشهد ده اساساً إيه؟مشهد فجور أو فسق،أو ليس بمشهدٍ صحيح،فتلاقي عنده مواجيد،يعني يبقى ممكن يكون عنده احساس و مشاعر يعني،بس الاحساس و المشاعر اللي عنده دي مش مزبوطة،يعيط في مكان لا يجوز فيه،أو لا ينبغي فيه أن هو يعيط،أو يبكي،أو يشعر بالوجد أو الإيه؟الشوق،أنا أشعر بالوجد و الشوق في مكانه،في مكانه الطبيعي،يعني إيه؟على حسب الفطرة اللي ربنا خلقني عليها،مين اللي يزبط/يصححها المواجيد دي،مين اللي يزبط المشاعر ديت/هذه اللي عندي؟الفاتحة،دعاء الفاتحة هو اللي يزبطت المواجيد دي.
إذن المسيح الموعود بيقول إيه:(فمن استفاض منها،فيفتح عليه باب عظيم من معرفة الرب المحبوب،و تتجلى له عظمته، فتحصلُ الأمانة و التنفر من الذنوب)بيحصل إيه كمان( و السكينة و الأخبات و الامتثال الحقيقي و الخشية و الأنس)يبقى كده دائما مستأنس مش مستوحش يعني( و الذوق)يبقى الانسان عنده ذوق راقي يعني( و الشوق و المواجيد الصحيحة)و المواجيد الصحيحة(و المحبة الذاتية المُفنية المُحرقة بإذن الله مربي السالكين)خلاص فهمنا الحتة بتاعت المواجيد الصحيحة دي،طيب.
في حتة تانية بقى مهمة جداً،المسيح الموعود في الخطبة دي،كان وصف قبل كده صفة الرحمان أنه إيه؟القديم،صح كده؟،طيب
ذكر هنا في خطبة الجمعة دي صفة الرحيم إيضاً و وصفها و نعتها بالقديم،الرحيم إيه؟القديم،ليه بقى؟عشان/لأجل يقول لنا أن كل صفات الله إيه؟قديمة،و كل صفات الله أزلية أبدية،و كل صفات الله لا تتعطل،تمام؟
و رحيم هنا أزاي؟عشان يقول لنا هو رحيم من قبل آدم أيضاً،مع الملائكة،مع الجن المكلفين،إيضاً رحيم،صح؟صح و لا لاء؟
إذن صفة الرحيم هنا إيه؟ذكرها و وصفها إيه،و نعتها بالقديم،ليستبين لنا أن صفة الرحيم هي إيضاً من الصفات القديمة،لأن احنا عارفين أنه الرحيم إيه؟ هو فيض الله للذين إيه؟اهتدوا إلى الصراط،للذين إيه؟اهتدوا إلى الصراط المستقيم،يعني صفة مخصوصة أو فيض مخصوص للمؤمنين المُنعم عليهم،طبعاً قبل آدم كان في مؤمنين،مؤمنين من الجن،الملائكة هما مؤمنين بطبيعتهم،فربما بيفيض عليهم من صفة إيه؟الرحيم،على طول،تمام كده؟.
يبقى دي من الحاجات اللي احنا كنا إيه؟حابين نبينها،هذا وصل اللهم و سلم على نبينا محمد و عل آله و صحبه و سلم.
الرحمن القديم و إشارة حدثت:
11 أكتوبر 2019:
قال سيدنا يوسف بن المسيح_عليهما الصلاة و السلام_:نحمدك سبحانك أن بعثت فينا الأمام المهدي الحبيب حضرة الغلام،غلام أحمد_عليه الصلاة و السلام_و في نكتة عظيمة و لطيفة مهيبة من لطائف المسيح الموعود_عليه الصلاة و السلام _في كتاب كرامات الصادقين،فقرة قرأناها اليوم في خطبة الجمعة،و لها دلالة عظيمة.
يقول المسيح الموعود:(ثم قوله تعالى:( الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ ) رَدُّ لطيف على الدهريين والملحدين والطبيعيين الذين لا يؤمنون بصفات الله المجيد، ويقولون إنه كعلة موجبة وليس بالمدبر المريد، ولا يوجد فيه إرادة كالمنعمين والمعطين. فكأنه يقول كيف لا تؤمنون برب البرية وتكفرون بربوبيته الإرادية، وهو الذي يربي العالمين، ويغمر بنواله، ويحفظ السماوات والأرض بقدرته وجلاله، ويعرف من أطاعه ومن عصا، فيغفر المعاصي أو يؤدّب بالعصا، ومن جاءه مطيعا فله جنتان، وحفت به فرحتان فرحة تصيبه من اسم الرحيم،((خلي بالك)) وأخرى من الرحمن القديم ،فيُجزى جزاء أوفى من الله الأعلى، ويدخل في الفائزين)ربنا سبحانه و تعالى فرق بين الرحيم و الرحمان،أنه الرحمان قديم،فيض الرحمان إيه؟أقدم من إيه؟فيض الرحيم،ليه؟،حد يعرف يقول إيه؟لأن الرحيم هي لمين للمستقيمين،و اللي استقاموا مين؟من آدم و لغاية دلوقتي/الآن،لكن قبل آدم ماكنش في حد مستقيم،كان البشر كلهم غارقين في الشرك و السحر و الشعوذة و عبادة الجن،و لكن الله لم يكن إيه؟ ليجازيهم أو يحاسبهم،لأنه لم يكن قد إيه؟أوقع عليهم التكليف،لكنه مع ذلك كان قد أفاض عليهم بصفته إيه؟الرحمان،الرحمان فيضه أقدم من صفة إيه؟ الرحيم،تمام؟لذلك وصف المسيح الموعود_عليه الصلاة و السلام_هذا الوصف إيه؟الدقيق ،و ليتأكد لنا أن كلام المسيح الموعود معصوم بعصمة الوحي،حتى لو كان غيّرَ كلاماً في أخر حياته،فهو يكون إيه؟لدلالة معينة،و لهدف إلهي معين،تمام؟ و لخطة إلهية إيه؟ممنهجة و معينة و مقصودة ومعصومة بعصمة الوحي ،تمام؟و عرفنا إيه/ماهي فلسفة العصمة،أن العصمة بتنزل بالوحي بالأول في الأمور الدينية و فيضاً رويداً رويداً تفيض هذه العصمة على الأمور الإيه؟الدنيوية،تمام؟والجذبات الأرضية،تمام؟و تفيض هذه العصمة إيضا على إيه؟كل الأهواء النفسية فتطبعها، فتطبعها إيه؟لأرادة الله عز و جل،تمام؟إذن فقد قال المسيح الموعود(فرحة تصيبه من اسم الرحيم)المرتبطة بإيه؟استقامته،استقامة الانسان يعني(و أخرى من الرحمان القديم)اي أن فيض الرحمان أقدم من إيه؟من فيض الرحيم.
هناك نُكتة أخرى و حدثت إيه؟في الخطبة الماضية،كانت هناك إيه جملة ما كنتش عارف اقرأها من كلام المسيح الموعود،مش عارف استهاجيها/أهجيها،و لا عارف اقرأها،المعروف أن كلام المسيح الموعود جزل و قوي و أقوى مننا كلنا يعني،فأنا تجاوت هذه الإيه؟ الجملة،و الجملة كانت إيه؟(ما لِلْبَلْبالِ)يعني إيه؟ ليه البلبلة؟،فأنا ما كنتش فاهم الحتة دي،هو بيقول. (وما لِلْبَلْبالِ ورَبِّ ذي الجلال )و رب ذي الجلال أنه هو بيقسم يعني،يعني ليه البلبلة ورب العزة (و رب العالمين)( . وما لِلْبَلْبالِ ورَبِّ ذي الجلال، رب العالمين؟).
و في جزء تاني عديته ولم اقرأه(ثم الإنجيل يذكر الله تعالى باسم الأب، والقرآن يذكره باسم الرب، وبينهما بون بعيد، ويعلمه من هو زكي وسعيد، وإن لم يعلمه من كان من الجاهلين. فإن لفظ الأب لفظ قد كثر استعماله في المخلوقين، فنقله إلى الرب تعالى فعل فيه رائحة من الإشراك، وهو أقرب للإهلاك كما لا يخفى على المتدبرين.)فحدثت إيه؟لطيفة،إيه هي اللطيفة اللي حدثت،أن أنا لما تجاوزت،الجملة دي،و تجاوزت المقطع ده،تجاوز صوتي الصورة في الفيديو،في المرة اللي فاتت،الصوت تجاوز الصورة في الفيديو كله،فربنا سبحانه و تعالى جعل الصورت في الفيديو يسبق الصورة،للأشارة و الدلالة ،أنك لا تترك حرف من كلام المسيح الموعود،لا أترك حرف من كلام المسيح الموعود،و هو إيه؟لزيادة التقديس،و أشارة على أننا نقدس كلام المسيح الموعود_عليه الصلاة و السلام_تمام؟،تقديساً أكثر من تقديس الأحاديث،لماذا؟لأن هذا المتن متواتر و قطعي،قطعي،قطعي الثبوت،أما الأحاديث فظنية الثبوت،تمام؟ خلاص فهمتوا؟حد ليه عنده سؤال؟.
هذا و صل اللهم و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم.
فيض مالك يوم الدين:
24 يناير 2020:
قال سيدنا يوسف بن المسيح_عليهما الصلاة و السلام_:الحمدلله وحده و الصلاة و السلام على محمد و من تبعه من أنبياء عهده و بعد،في تعليق كده عاوز كنت أقول عن كلام المسيح الموعود_عليه الصلاة و السلام_ لهذه الخطبة، كنت أنا بقول إيه؟،من فيوض صفة مالك يوم الدين هو التمكين،التمكين المادي و الحكم الدنيوي لأصحاب تلقي فيض الرحيم،يعني المؤمنين اللي هما مستحقين لفيض الله الرحيم،ممكن ربنا سبحانه و تعالى يكمل فيوضه للأخر معاهم،و يديهم/يعطيهم إيه؟فيض مالك يوم الدين،يعني إيه؟يخليهم مُمكنين في الأرض،يقيموا حكم مادي،دولة كاملة تبقى تحت قيادتهم،زاي/مثل ماحصل مع مين؟مع سيدنا محمد_عليه الصلاة و السلام_ و الأصحاب بعد ذلك،تمام؟
و عرفنا أن الصفات الأربعة الفيضية اللي هي ربنا تكلم عنها في الآية دي،اللي هي( الحمد لله رب العالمين *الرحمان الرحيم *مالك يوم الدين)دي الآية اللي احنا شغالين فيها دلوقتي ده الجزء التاني بتاعها،و باقي جزء تالت الخطبة الجاي أن شاء الله،عرفنا أن كل صفة من الصفات الفيضية الأربعة دول له إيه؟فيض في الدنيا و فيض في الآخرة،صح كده؟صح؟.
طيب،كذلك مالك يوم الدين ده ليه فيض هنا في الدنيا و فيض في الآخرة،فيض الدنيا إيه؟أنه يتم إيه؟الفيض الأقصى و الآخر في الدنيا بس/فقط من لله عز و جل لهم من خلال التمكين المادي،كذلك من معاني تمكين صفة مالك يوم الدين إيه؟بعث الأنبياء،هتقولي ازاي؟و أقولك أن مالك يوم الدين فيض إيه؟التمكين ،مش التمكين المادي بس،التمكين المادي و الروحي إيضاً،و التمكين المادي و الروحي،تمام؟، له إيه؟وجهان،وجه في الدنيا،و وجه في الآخرة،من وجوه فيض التمكين،فيض مالك يوم الدين،أن أنت إيه المؤمنين اللي هما وصلهم فيض الرحيم يبقى عندهم قدرة أنه هما يعملوا دولة،حكم مادي و قضاة و محاربين و عندهم جيوش و كل حاجة .
كذلك من فيض مالك يوم الدين في الدنيا بعث النبي،ليه؟لأن النبي بيبقى مالك يوم الدين،كأنه مالك يوم الدين،حاكم لأمور سماوية و بسلطنة روحية،تمام كده؟
إذن ده فيض مالك يوم الدين فين؟في الدنيا
طب فيض مالك يوم الدين في الآخرة إيه هو؟أن ربنا بقى بيحكم بين العباد،صح كده؟طيب.
ده الحكم المادي بقى،ده جنة و ده نار،ده حكم إيه؟مادي،طب فين فيض مالك يوم الدين الروحي السماوي في الآخرة،إيه هو،عارفين إيه هو؟إيه هو؟تمكين الخُلص من المؤمنيين و النبيين و الصديقين و الشهداء من عبور اللحظة الكونية الدقيقة،العبور إلى الكون التالي،و يكونوا رؤوساء ملائكة،هو ده الفيض الروحي لمالك يوم الدين في الآخرة،خلي بالك،كل ده من بين السطور،تقرأه و تفهمه،فهمتوا مالك يوم الدين؟فهمتوا يعني إيه مالك يوم الدين؟كنا بنقرأ كلمة مالك يوم الدين بس ماكناش فهمينها أوي/كثيراً،بدأنا نفهمها لما قرأنا كلام المسيح الموعود_عليه الصلاة و السلام_و بدأنا نفهمها اكتر لما أنا تكلمت عن الوصف ده/هذا،من بعد ما أداني/أعطاني الله عز و جل ألهام و التفسير،تمام؟ و لا أدعي أن هذا الأمر من عندي بل هو وحي من الله عز و جل،فهمنا يعني إيه مالك يوم الدين؟
هذا و صل اللهم و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم.
من أسماء الفاتحة:
13 ديسمبر 2019:
قال سيدنا يوسف بن المسيح_عليهما الصلاة و السلام_:الحمدلله وحده،الحمدلله وحده و الصلاة و السلام على سيدنا محمد و من تبعه من أنبياء عهده و بعد،ذكر المسيح الموعود عليه الصلاة و السلام في هذه الخطبة المباركة أسماء سورة الفاتحة،و قال من ضمن أسمائها إيه؟أو الاسم المعرف هنا،أنها "الفاتحة" و ذكر علة ذلك_عليه الصلاة و السلام_تمام؟
و قال أن من اسمائها إيضاً "السبع المثاني"و ذكر أنها سميت مثاني لأنها إيه؟فيها الثناء،و فيها إيه؟ثناء الله على نفسه و إيه؟و ثناء العبد على الله عز و جل،تمام؟،مثاني اي إيه؟ فيها تناظرات.
و كذلك المثاني أن فيها استثناءات،تمام؟
سُميت مثاني(ومن أسماء هذه السورة "السبع المثاني". وسبب التسمية أنها مُثنّى، نصفُها ثناءُ العبد للرب ونصفُها عطاء الرب للعبد الفاني.
وقيل إنها سُمّيت المثاني بما أنها مستثناة سائر الكتب الإلهية، ولا يوجد مثلها في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الصحف النبوية.
وقيل إنها سُمّيت مثاني لأنها سبع آيات من الله الكريم، وتعدِل قراءةُ كل آية منها قراءةَ سُبْعٍ من القرآن العظيم.
وقيل سُمّيت سبعًا إشارةً إلى الأبواب السبعة من النيران.) و مثاني اي أنها تستثني الانسان من هذه الأبواب،تبعده عن الأبواب دي/هذه.
( وقيل سُمّيت سبعًا إشارةً إلى الأبواب السبعة من النيران، ولكل منها جزءٌ مقسوم يدفَع شُواظَها بإذن الله الرحمن.)تمام؟ طيب.
و ذكر المسيح الموعود_عليه الصلاة و السلام_أن القرآن جمع علوم أربع في الهدايات،أربع علوم،علم المبدأ:بدايات التطور و بدايات الخلق،علم المعاد:الرجعة مرة أُخرى،تمام؟، و معاد النبوة إيضاً،عودة النبوات،تمام؟،و علم النبوة:كيف تكون النبوة ،ماهي أخلاق النبي،ما هي حيثيات تصرفات النبي،تمام؟،كيفية العصمة،ماهي العصمة كيف تحدث،علم توحيد الذات و الصفات:اللي هي أسماء الله تعالى،و اسم الله الأعظم،تمام؟
و إيه؟ أن منَّ الله به سبحانه و تعالى علينا أن لكل انسان اسمه الأعظم،اسم الله له الأعظم،تمام؟،الذي يعبر عن فيضان أخلاقه،أو يعبر عن صفة إيه؟يحتاجها من الله عز و جل،تمام؟طيب.
هذا و صل اللهم و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم.
الخدر و المخدرات:
7 ديسمبر 2019:
قال سيدنا يوسف بن المسيح_عليهما الصلاة و السلام_:الحمدلله وحده،الحمدلله وحده و الصلاة و السلام على سيدنا محمد و من تبعه من أنبياء عهده و بعد،لدينا اليوم بعض الإيه؟ الكلمات التي استخدمها المسيح الموعود_عليه الصلاة و السلام_في الجزء الأخير من مقدمته في كتاب إعجاز المسيح،طبعاً النهارده الحمدلله خلصنا/أنهينا الجزء الأخير من المقدمة،و إيه؟الخطبة القادمة بحول الله تعالى سنبدأ إيه؟في بداية التفسير الفعلي،تمام؟
من ضمن الكلمات اللي المسيح الموعود قالها،كلمة إيه؟(مُخدرات أو مُخدرة)طبعاً إيه؟المُخدرة هي التي تلبث في خدرها،خدرها المكان اللي تبقى قاعدة فيها،ماحدش يسمع لها صوت يعني،أو الحجاب بتاعها،مخدرة،طيب و ليه سُميت خدر،نرجع لأصوات الكلمات،القاعدة المعروفة،اللي ربنا منّ به علينا،الخاء=فخر،در=أدرار ،تدفق يعني،فيتدفق الفخر بإيه؟بحجاب المرأة،و إيه؟و مكوثها في بيتها،وفي إيه؟في مسكنها أو غرفتها،لا يسمع لها أحد صوت،لذلك احنا لم نجي/نأتي نعمل عمليات بنعمل تخدير،تخدير الأيد أو الرِجل/القدم،أو المنطقة اللي احنا عاوزين نشتغل فيها العملية،ليه؟عشان/لاجل ما نسمعش صوت للحتة دي/للمكان هذا،ما يتحركش،و لا إيه؟يقول أي/يتأوه ،تبقى ثابتة هادية نقدر نشتغل فيها إيه؟،لذلك سميت إيه؟تخدير،التخدير اللي هو إيه؟ تسكين،آه تبقى ساكنة و هادية محدش يسمع لها صوت،كلمة خَدر أو الخِدر الاتنين يعني،خ=فخر،و الدال و الراء مع بعض يبقى إيه؟ در=أدرار يعني،و ده تحليل جزئي للكلمة،اي تدفق الفخر من إيه؟ من خدر المرأة،أو من حجابها،أو من عفافها،تمام؟لذلك سميت في اللغة العربية(المخدرة)تمام؟و مجموع المخدرة إيه؟(مخدرات)،تمام؟.
هذا هو إيه؟ قول المسيح الموعود_عليه الصلاة و السلام_و لازم نفهم الكلام في سياق اللغة العربية،صح؟و ما يبقاش الناس عندها سوء ظن و العياذ بالله،تمام؟زاي إيه كده؟
كان في مقطع في كتاب حمامة البشرى، تقريباً في خطاب ارسله المسيح الموعود لأحد العرب،بيقول له إيه؟ معرفش إيه،و رسالة أتت لمعرفش مين،تاجر الحشيش،تاجر الحشيش ده يعني تاجر الأعشاب،اللي بيحش للبهائم و بيأكلهم،لكن أصحاب النوايا السيئة،بيقول لك،لا ،إيه ده؟أنت بتحلوا الخمر و الأفيون و الكلام ده ،فأصبحت شائعات على الإيه؟على المسيح الموعود_عليه الصلاة و السلام_و الأمام المهدي الحبيب تمام؟نتيجة سوء ظن،الذي هو داء الشيطان و سمّهُ الزعاف الذي يقتل الإيمان تمام؟يقول المسيح الموعو_عليه الصلاة و السلام_(ولا أدّعي أني انتهيت إلى فِناء منتهى الأدب، أو أكلتُ كلَّ باكورة من المعاني النُخَب، بل دعوتُ مُخدَّراتِه فوافتْني فتياتُه)مخدراته اللي هي المعلومات أو المعاني الجميلة المستورة المخفية و الساكتة/الساكنة اللي محتاجة حد يجيبها/يأتي بها من الخدر بتاعها/الخاص بها،ما بتطلعش لوحدها،لازم أنا اروح اجاهد عشان اجيبها(بل دعوتُ مُخدَّراتِه ) اللي هي مخفياته يعني (فوافتْني فتياتُه، فقبِلهن فتاه مفترّةً شفتاه )أنا بقى فتاه،هو يعني،المسيح الموعود(فقبِلهن فتاه)أنا فتى الله يعني( فقبِلهن فتاه مفترّةً شفتاه متهلّلاً مُحيّاه)مبسوط يعني،خلاص؟.
حد عنده اي سؤال؟
هذا و صل اللهم و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم.
===============================================
صلاة الجمعة 2 نوفمبر 2019
صلاة الجمعة لخليفة المسيح الموعود يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام يقول عليه السلام : السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ، أذان .
قام
بلال اليوسفيين مروان برفع الأذان :
الله اكبر الله اكبر
الله اكبر الله اكبر
اشهد ان لا اله الا الله
اشهد ان لا اله الا الله
اشهد ان محمدا رسول الله
اشهد ان محمدا رسول الله
حى على الصلاة
حى على الصلاة
حى على الفلاح
حى على الفلاح
الله اكبر الله اكبر
لا اله الا الله
ثم دعا نبي الله بالدعاء التالي : اللهم رب هذه الدعوة التامة ، والصلاة القائمة ، آت محمدا الوسيلة والفضيلة ، وابعثه اللهم مقاما محمودا الذي وعدته . ثم قام سيدنا يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام خطيبا فقال : الحمد لله - الحمد لله وحده - الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد ومن تبعه من أنبياء عهده وبعد ; لدينا اليوم في هذه الجمعة المباركة كلام من كلام المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام من كتاب كرامات الصادقين ، وهو اخر كلام نقرؤه من هذا الكتاب الذي تفرد في تفسير سورة الفاتحة ، بداية ثم اتبعه بعد ذلك بسنوات بكتاب آخر ، يشرح فيه تلك السورة ايضا ، نقول في هذه الخطبة جزأين من رسالتين لصحابيين جليلين من اصحاب المسيح الموعود، الصحابي الاول هو نور الدين ، والصحابي الثاني هو محمد سعيد الشامي ، يقول المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام اورد رسالة نور الدين فقال : بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحِيمِ ، الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين. والصلاة والسلام على سيد ولد آدم سيد الرسل والأنبياء، أصفى الأصفياء، محمد خاتم النبيين، وآله وأصحابه أجمعين. أما بعد.. فيقول العبد الضعيف المفتقر إلى الله القوي الأمين، نور الدين.. عصمه الله من الآفات، وأدخله في زمرة الآمنين، وجعله كاسمه: نور الدين.. إني قد كنتُ لهجتُ مُذ رأيت المفاسد من أهل الزمان، وشاهدت تغير الأديان، أن أرزق رؤية رجل يجدد هذا الدين، ويرجم الشياطين. وكنت أرجو هذه المنية لأن الله قد بشر المؤمنين في كتاب مبين، وقال وهو أصدق القائلين: ﴿وَعَدَ اللهُ الَّذين آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ إلى آخر ما قال رب العالمين. وكذا قال الذي ما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى وهو الصدوق الأمين صلى الله عليه وسلم : "إن الله يبعث في هذه الأمة على رأس كل مئة سنة من يجدد لها دينها"، "إن الله يبعث في هذه الأمة على رأس كل مئة سنة من يجدد لها دينها"، فكنتُ لرحمته من المنتظرين. فكنتُ لرحمته من المنتظرين. فقصدت لهذه البغية بيت الله مهبط أنوار الحق واليقين، فكنتُ أجوب البراري، وأقطع الصحاري، وأستقري عبدا من العباد الربانيين.
فتوسمت في البقعة المباركة المكرمة (( في مكة المكرمة يعني )) شيخي الشيخ السيد حسين المهاجر الورع الزاهد التقي، وشيخي الشيخ محمد الخزرجي الأنصاري، وفي طابة الطيبة (( اي المدينة المنورة )) تشرفت بلقاء شيخي وسيدي ومولائي الشيخ عبد الغني المجددي الأحمدي، وكلهم كانوا، كما أظن، من المتقين، جزاهم الله عني أحسن الجزاء، آمين يا رب العالمين. وهؤلاء الشيوخ رحمهم الله - كانوا على أعلى المراتب من التقوى والعلم، ولكن لم يكونوا على أعداء الدين من القائمين، ولا لشبهاتهم مستأصلين، بل في الزوايا متعبدين، وبمناجاة ربهم متخلين.
وما رأيت في العلماء من توجّه إلى دعوة النصارى، والآرية والبراهمة، والدهرية والفلاسفة والمعتزلة، وأمثالهم من الفرق المضلين. بل رأيتُ في الهند ما ينيف على تسع مئة ألف من الطلبة رفضوا العلوم الدينية، واختاروا عليها العلوم الإنكليزية، والألسنة الأوربية، واتخذوا بطانة من دون المؤمنين، وأزيد من ستين ألف ألف رسالة طبعت في مقابلة الإسلام والمسلمين. هذه المصيبة، وعليها نسمع المشائخ وأتباعهم أنهم يقولون إن الدعوة والمناظرات خلاف ديدن أهل الكمال وأصحاب اليقين وعلماؤنا.. إلا من شاء الله.. ما يعلمون ما يُفعل بالدين وأهل الدين،و المتكلمون منتهى تدقيقاتهم مسألة إمكان كذب البارئ - نعوذ بالله-وامتناعه لا لتبكيت الكافرين ورد مكائد المعاندين. ومع هذه الشكوى، فنشكر مساعي الشيخ الأجل وأستاذي الأكمل رحمة الله الهندي المكي، والدكتور وزیر خان، رحمهما الله تعالى والسيد الإمام أبي المنصور الدهلوي، والزكي الفطن السيد محمد على الكانفوري، والسيد اللبيب مصنف "تنزيه القرآن"، وأمثالهم سلمهم الله، فشكر الله سعيهم وهو خير الشاكرين. لكن جهادهم مع شعبة واحدة من مخالفي الإسلام، ثم ما كان بالآيات السماوية والبشارات الإلهية.
وكنت حريصاً على رؤية رَجُلٍ .. أي رجل واحد من أفراد الدهر قائم في المضمار لتأييد الدين وإفحام المخاصمين. وكنت حريصاً على رؤية رَجُلٍ .. أي رجل واحد من أفراد الدهر قائم في المضمار لتأييد الدين وإفحام المخاصمين. فرجعت إلى الوطن (( اي الهند يعني )) وأنا كالهائم الولهان أخبط ورق نهاري بعصا تسياري، ومن المتعطشين الطالبين.
فبينما أنتظر النداء من الصادقين.. إذ جاءتني بشارة من جناب السيد الأجل، والعالم الحبر الأبل، مجدد المئة، ومهدي الزمان، ومسيح الدوران، مؤلف "البراهين". (( اي البراهين الاحمدية وهو المسيح الموعود غلام أحمد عليه الصلاة والسلام )) فبينما أنتظر النداء من الصادقين.. إذ جاءتني بشارة من جناب السيد الأجل، والعالم الحبر الأبل، مجدد المئة، ومهدي الزمان، ومسيح الدوران، مؤلف "البراهين". فجئته لأنظر حقيقة الحال، فجئته لأنظر حقيقة الحال، فتفرست أنه هو الموعود الحكم العدل، فتفرست أنه هو الموعود الحكم العدل، وأنه الذي انتدبه الله لتجديد الدين، وأنه الذي انتدبه الله لتجديد الدين، فقال لبيك يا إله العالمين. (( اي المسيح الموعود قال : لبيك يا إله العالمين. )) فسجدت لله شكرا على هذه المنة العظيمة، فسجدت لله شكرا على هذه المنة العظيمة، لك الحمد والشكر والنعمة يا أرحم الراحمين.
يقول نور الدين : ثم اخترت محبته واستحسنت بيعته، ثم اخترت محبته واستحسنت بيعته، حتى غمرتني رأفته، وغشيتني مودته، وصرت في حبه من المشغوفين. فآثرته على طارفي وتالدي، بل على نفسي وأهلي ووالدي وأعزتي الأقربين. أصبى قلبي علمه وعرفانه، فشكرًا لمن أتاح لي لقيانه. ومن سعادة جدي الصادقين أني آثرته على العالمين، فشمّرت في خدمته تشمير من لا يألو في ميدان من الميادين، فالحمد لله فالحمد لله فالحمد لله الذي أحسن إلي وهو خير المحسنين.
الحمد لله - الحمد لله وحده - الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد و من تبعه من أنبياء عهده وبعد : يتابع المسيح الموعود عليه السلام فيُدرج رسالة من الصحابي محمد سعيد الشامي فيقول : بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله الذي أطلع شموس الهداية في قلوب أهل العرفان، وأطمع نفوس أهل الغواية في ورود منهل الغفران، وأنبع ينابيع المكارم ليرد على زلالها كل ظمآن، ورفع منابر التقديس والتحميد وخفض أعلام البهتان والصلاة والسلام على سيد ولد عدنان سيدنا ونبينا محمد الذي أتى بالبيان، وعلى آله وأصحابه وأزواجه في كل وقت وأوان.
أما بعد.. فيقول أسير ذنبه وفقير عفو ربه المنان، محمد الطرابلسي الشامي الشهير بحميدان إنني لما دخلت الهند وبلدة قاديان، واجتمعت بحبرها بل وحبر جميع البلدان، مولانا وسيدنا الشيخ ميرزا غلام أحمد صاحب الوقت ومسيح الزمان، واطلعت على هذا الكتاب..(( اي كتاب كرامات الصادقين )) فإذا كتاب إذا ما لمحته استملحته، فإذا كتاب إذا ما لمحته استملحته، وإني أراه قد انتضى الحجج، وإني أراه قد انتضى الحجج، لإزعاج المخالفين وإفحام المخاصمين ذوي العوج، أعطى كل ذي سهم سهمه، وما أخطأ سهمه. يدعو الضالين إلى الصلاح، وما يدع نكتة من لوازم الفلاح، وجب على المسلمين إطاعة أمره، وجب على المسلمين إطاعة أمره، وقد أشرب قلبي أنه من الصادقين، وقد أشرب قلبي أنه من الصادقين، والله حسيب، وهو يعلم سر الناس وجهرهم، ويعلم ما في السماوات والأرضين، وآخر دعوانا أن الحمد الله رب العالمين.
ثم يتابع المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام فيذكر رؤيا رأها محمد سعيد الشامي هذا في هذا الكتاب يقول المسيح الموعود ناقلا عن محمد سعيد الشامي فيقول : رؤيا غريبة .
يقول : اعلموا أني قمت في عجز الليل (( اي في اخر الليل )) على العادة لصلاة الفجر، اعلموا أني قمت في عجز الليل على العادة لصلاة الفجر، ثم بعد أدائها غلبتني عيني بالنوم، (( اي رأى تلك الرؤيا في الضحى )) فرأيتُ كأن مرشدنا – رحمه الله تعالى (( اي غلام أحمد عليه الصلاة والسلام )) قد صنع طعامًا كثيرا فاخرا، ودعا إليه جما غفيرا من الخلق، من بلاد مختلفة عربا وعجمًا، ثم بسط سُفَرًا وموائد عديدة، وجلس عليها أولئك القوم.. عشرة عشرة .. وأنا معهم في أخراهم، فأكلوا وقاموا وبقيت منفردا. فداخلني الخجل وقمت غير شبع. فنظرت عن يميني مكانا مملوءاً من المرق، فصرتُ أغُبُ منه حتى اكتفيت. ثم انتهيت مكانا مملوءا من المرق، فصرتُ أغب منه حتى اكتفيت. ثم انتهيت وانتهى الناس إلى مكان المذكور، (( اي غلام أحمد )) وقد فرش بأنواع الفرش النفيسة، فجلسوا بحسب مراتبهم، وفيهم العلماء والأمراء وغيرهم. فقام رجل منهم يعظ الناس على طريقة الفقهاء الحنفية، وكأنه نسب قولا إلى الأولياء.. فقال أحد أهل المحفل: "لعن الله آباء الأولياء إن كانوا يقولون بهذا". فقلت: لا.. بل أباك، لم تكذب أولياء الله. وجرى ذكر الإمام الجوهري فسبه رجل منهم، فغضبت عليه وقلت: أتشتم إمام الدنيا في اللغات العربية ولا تخاف من الله تعالى؟" ورأيت كأن المذكور - أيده الله تعالى - قد أخذ بيدي، (( اي ام المسيح الموعود اخذ بيد محمد سعيد الشامي )) ورأيت كأن المذكور - أيده الله تعالى - قد أخذ بيدي، وسلك بي منفردا طريقا مستقيما محفوفا بالأزهار والأشجار، وقال لي: إني قد أردت الإقامة إما في الشام أو في أمرتسر، فما رأيك في هذا؟ فقلت له: إن رأيي أن تقيم في الشام، فإنها أرض الله ومعقل المسلمين، وبها تتأهل وتبني لك بيتا، وتتخذ بستانًا وأرضا، وإن أقمت معي في مكاني حيث ذكرت لك فإنه أحسن، وأتكفّل لك بجميع ذلك. فقال لي: إن شاء الله أفعل ما أشرت به. فقال لي: إن شاء الله أفعل ما أشرت به. ورأيت كأن قد جيء برجل مديد القامة، أصهب الوجه واللحية، (( يعني رجل أوربي يعني )) في ثياب رثة وهيئة قبيحة كأنه يراد قتله. ثم هببت من رقدتي متعجبا من ذلك......
=========
ثم انتهى الفيديو وهذا المقتبس تتمة الرؤيا من الكتاب : " وأظنه خيرا وإقبالا للمذكور وأمنا له من نوائب الزمان. هذا ما رأيته وعبرته، والله أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب "
السيد محمد سعيد الشامي .
=========
د.محمدربيع طنطاوي-يقول
المؤمنون أنّ النبي لابد حتما أن تكون آيته من جنس فنّ قومه لكي يكون حجة
عليهم , فقالوا لقد كانت آية موسى العصى ليهزم سحر قومه و آية عيسى هي
الشفاء لأنّ قومه كانوا أطباء و آية محمد بلاغة القرآن لأنّ قومه شعراء ,
ثم توالت القرون و ازداد وعي الناس و اشتهروا بالعلم و التجربة العلمية
المعملية , فكان لابد للناس من آية تجريبية للدلالة على صدق الأنبياء و
الله باعثهم , و هذه التجربة هي تحقق النبوءات و استجابة الدعاء , كل واحد
يجرب أن يتوجه لله بدعاء أن يريه نبوءة في رؤياه و يدعو الله , فإن تحققت
النبوءة و استجيب الدعاء فتلك تجربة عملية دالة , و هناك كذلك مبعث المسيح
الموعود و الإمام المهدي وفق نبوءات الرسول و قد تحققت مع المهدي آيات و
نبوءات و تحققت نبوءات الرسول عن العصر الحديث . فكل ذلك تجربة عملية
للذاكرين , و مع كل ذلك استصحاب دليلَيّ حتمية بدء الخلق من العدم بسبب
المسبب الأول و الثواب و العقاب في الدنيا قبل الآخرة فهما دليلان مهمان مع
الدليلين الرئيسيين الأولين , تحقق النبوءات و استجابة الدعاء . الآن لن
يكون للملحدين حجة على الله بعد الرُّسُل .
==============================
إياك نعبد و إياك نستعين .
7 فبراير 2020
=====================
صلاة الجمعة لخليفة المسيح الموعود يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام يقول عليه السلام : السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ، أذان .
قام
بلال اليوسفيين مروان برفع الأذان :
الله اكبر الله اكبر
الله اكبر الله اكبر
اشهد ان لا اله الا الله
اشهد ان لا اله الا الله
اشهد ان محمدا رسول الله
اشهد ان محمدا رسول الله
حى على الصلاة
حى على الصلاة
حى على الفلاح
حى على الفلاح
الله اكبر الله اكبر
لا اله الا الله
ثم دعا نبي الله بالدعاء التالي : اللهم رب هذه الدعوة التامة ، والصلاة القائمة ، آت محمدا الوسيلة والفضيلة ، وابعثه اللهم مقاما محمودا الذي وعدته . ثم قام سيدنا يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام خطيبا فقال : الحمد لله - الحمد لله وحده - الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد ومن تبعه من أنبياء عهده وبعد ; لدينا اليوم في هذه الخطبة المباركة كلام المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام من كتاب إعجاز المسيح في تفسير سورة الفاتحة فيقول : الباب الخامس .
في تفسيرِ ( إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِين )
اعلمْ أن حقيقة العبادة التي يقبَلها المولى بامتنانه، هي التذلل التام برؤية عظمته وعلوّ شأنه، والثناءُ عليه بمشاهدة مِننه وأنواع إحسانه، وإيثارُه على كل شيء بمحبّة حضرته وتصوُّر محامده وجماله ولمعانه، وتطهيرُ الجنان من وساوس الجِنّة نظرًا إلى جِنانه. ومن أفضل العبادات أن يكون الإنسان محافِظًا على الصلوات الخمس في أوائل أوقاتها، وأن يَجْهَدَ للحضور والذوق والشوق وتحصيل بركاتها، مواظبًا على أداء مفروضاتها ومسنوناتها. فإن الصلاة مركَبٌ يوصل العبد إلى رب العباد، فيصل بها إلى مقام لا يصل إليه على صهوات الجِياد، وصيدُها لا يُصاد بالسهام، وسرُّها لا يظهر بالأقلام. ومن التزمَ هذه الطريقة، فقد بلغ الحق والحقيقة، وأَلْفَى الحِبَّ الذي هو في حُجب الغيب، ونجا من الشك والريب، فترى أيامَه غُرَرًا، وكلامَه دُرَرًا، ووجهَه بدرًا، ومقامَه صدرًا. ومَن ذلَّ للهِ في صلواته أذلّ الله له الملوكَ، ويجعل مالِكًا هذا المملوكَ.
ثم اعلم أنّ الله حمِد ذاتَه أوّلاً في قوله: (الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمينَ)، ثم حثّ الناس على العبادة بقوله: (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ)، ففي هذه إشارة إلى أن العابد في الحقيقة هو الذي يحمَده حقَّ المَحْمدة. فحاصل هذا الدعاء والمسألة أن يجعل اللهُ أحمدَ كلَّ مَن تصدّى للعبادة، وعلى هذا كان من الواجبات أن يكون أحمدُ في آخر هذه الأُمّة على قدم أحمدَ الأول الذي هو سيد الكائنات، ليفهم أن الدعاء استُجيبَ مِن حضرة مستجيبِ الدعوات، وليكون ظهوره للاستجابة كالعلامات. فهذا هو المسيح الذي كان وعدُ ظهوره في آخر الزمان مكتوبًا في الفاتحة وفي القرآن.
ثم في هذه الآية إشارة إلى أن العبد لا يمكنه الإتيان بالعبودية، إلا بتوفيق من الحضرة الأحدية.
ومِن فروع العبادة أن تحبّ من يعاديك، كما تحب نفسك وبنيك، وأن تكون مُقِيلاً للعثرات، متجاوزًا عن الهفوات، وتعيش تقيًّا نقيًّا سليمَ القلب طيّبَ الذات، ووفيًّا صفيًّا منـزَّهًا عن ذمائم العادات، وأن تكون وجودًا نافعًا لخَلْقِ الله بخاصية الفطرة كبعض النباتات، مِن غير التكلفات والتصنّعات، وأن لا تؤذي أُخَيَّك بكبرٍ منك ولا تجرحه بكلمة من الكلمات، بل عليك أن تجيب الأخَ المغضَب بتواضعٍ ولا تحقِّره في المخاطبات، وتموت قبل أن تموت، وتحسب نفسك من الأموات، وتعظِّم كلَّ من جاءك ولو جاءك في الأطمار لا في الحُلل والكسوات، وتسلِّم على من تعرفه وعلى من لا تعرفه، وتقوم متصدّيًا للمواساة.
الحمد لله - الحمد لله وحده - الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد و من تبعه من أنبياء عهده وبعد : نعيد الخطبة السابقة فنقول : يقول المسيح الموعود عليه السلام : الباب الخامس .
في تفسيرِ ( إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِين )
اعلمْ أن حقيقة العبادة التي يقبَلها المولى بامتنانه، هي التذلل التام برؤية عظمته وعلوّ شأنه، والثناءُ عليه بمشاهدة مِننه وأنواع إحسانه، وإيثارُه على كل شيء بمحبّة حضرته وتصوُّر محامده وجماله ولمعانه، وتطهيرُ الجنان من وساوس الجِنّة نظرًا إلى جِنانه. ومن أفضل العبادات أن يكون الإنسان محافِظًا على الصلوات الخمس في أوائل أوقاتها، وأن يَجْهَدَ للحضور والذوق والشوق وتحصيل بركاتها، مواظبًا على أداء مفروضاتها ومسنوناتها. فإن الصلاة مركَبٌ يوصل العبد إلى رب العباد، فيصل بها إلى مقام لا يصل إليه على صهوات الجِياد، وصيدُها لا يُصاد بالسهام، وسرُّها لا يظهر بالأقلام. ومن التزمَ هذه الطريقة، فقد بلغ الحق والحقيقة، وأَلْفَى الحِبَّ الذي هو في حُجب الغيب، ونجا من الشك والريب، فترى أيامَه غُرَرًا، وكلامَه دُرَرًا، ووجهَه بدرًا، ومقامَه صدرًا. ومَن ذلَّ للهِ في صلواته أذلّ الله له الملوكَ، ويجعل مالِكًا هذا المملوكَ.
ثم اعلم أنّ الله حمِد ذاتَه أوّلاً في قوله: (الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمينَ)، ثم حثّ الناس على العبادة بقوله: (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ)، ففي هذه إشارة إلى أن العابد في الحقيقة هو الذي يحمَده حقَّ المَحْمدة. فحاصل هذا الدعاء والمسألة أن يجعل اللهُ أحمدَ كلَّ مَن تصدّى للعبادة، وعلى هذا كان من الواجبات أن يكون أحمدُ في آخر هذه الأُمّة على قدم أحمدَ الأول الذي هو سيد الكائنات، ليفهم أن الدعاء استُجيبَ مِن حضرة مستجيبِ الدعوات، وليكون ظهوره للاستجابة كالعلامات. فهذا هو المسيح الذي كان وعدُ ظهوره في آخر الزمان مكتوبًا في الفاتحة وفي القرآن.
ثم في هذه الآية إشارة إلى أن العبد لا يمكنه الإتيان بالعبودية، إلا بتوفيق من الحضرة الأحدية.
ومِن فروع العبادة أن تحبّ من يعاديك، كما تحب نفسك وبنيك، وأن تكون مُقِيلاً للعثرات، متجاوزًا عن الهفوات، وتعيش تقيًّا نقيًّا سليمَ القلب طيّبَ الذات، ووفيًّا صفيًّا منـزَّهًا عن ذمائم العادات، وأن تكون وجودًا نافعًا لخَلْقِ الله بخاصية الفطرة كبعض النباتات، مِن غير التكلفات والتصنّعات، وأن لا تؤذي أُخَيَّك بكبرٍ منك ولا تجرحه بكلمة من الكلمات، بل عليك أن تجيب الأخَ المغضَب بتواضعٍ ولا تحقِّره في المخاطبات، وتموت قبل أن تموت، وتحسب نفسك من الأموات، وتعظِّم كلَّ من جاءك ولو جاءك في الأطمار لا في الحُلل والكسوات، وتسلِّم على من تعرفه وعلى من لا تعرفه، وتقوم متصدّيًا للمواساة.
وأقم الصلاة.
=========
ثم قرأ سيدنا يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام سورة من الأنبياء في الركعة الأولى ، وسورة الاخلاص في الركعة الثانية ، ثم جمع العصر .
=========
الجزء الأول من شرح الحمد لله رب العالمين .
17 يناير 2020
صلاة
الجمعة لخليفة المسيح الموعود يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام يقول عليه السلام : السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ، أذان .
قام بلال اليوسفيين مروان برفع الأذان :
الله اكبر الله اكبر
الله اكبر الله اكبر
اشهد ان لا اله الا الله
اشهد ان لا اله الا الله
اشهد ان م رسول الله
اشهد ان محمدا رسول الله
حى على الصلاة
حى على الصلاة
حى على الفلاح
حى على الفلاح
الله اكبر الله اكبر
لا اله الا الله
ثم دعا نبي الله بالدعاء التالي : اللهم رب هذه الدعوة التامة ، والصلاة القائمة ، آت محمدا الوسيلة والفضيلة ، وابعثه اللهم مقاما محمودا الذي وعدته . ثم قام سيدنا يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام خطيبا فقال : الحمد لله - الحمد لله وحده - الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد ومن تبعه من أنبياء عهده وبعد ; أكملنا في خطبة الجمعة الماضية الجزء الثالث من تفسير البسملة ، ونبدأ اليوم في كلام المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام في تفسير (الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمينَ * الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ) وسوف نذكرها بأمر الله تعالى على ثلاثة أجزاء أيضا يقول المسيح الموعود: الباب الرابع
في تفسير (الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمينَ * الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ.
اعلمْ أن الحمد ثناءٌ على الفعل الجميل لمن يستحق الثناء، ومدحٌ لمنعِمٍ أنعمَ من الإرادة وأحسنَ كيف شاء. ولا يتحقق حقيقةُ الحمد كما هو حقُّها إلا للذي هو مَبْدَءٌ لجميع الفيوض والأنوار، ومُحسِنٌ على وجه البصيرة، لا مِن غير الشعور ولا من الاضطرار، فلا يوجد هذا المعنى إلا في الله الخبير البصير، وإنه هو المحسن ومِنْه المِننُ كلها في الأول والأخير، وله الحمد في هذه الدار وتلك الدار، وإليه يرجع كلُّ حمد يُنسَب إلى الأغيار.
ثم إن لفظ الحمد مصدرٌ مبنيٌّ على المعلوم والمجهول، وللفاعل والمفعول من الله ذي الجلال، ومعناه أن الله هو محمَّدٌ وهو أحمدُ على وجه الكمال. والقرينة الدالة على هذا البيان، أنه تعالى ذكر بعد الحمد صفاتٍ تستلزم هذا المعنى عند أهل العرفان. واللهُ سبحانه أومأ في لفظ الحمد إلى صفات توجد في نوره القديم، ثم فسّر الحمدَ وجعَله مُخدَّرةً سفَرتْ عن وجهها عند ذكر الرحمن والرحيم. فإن الرحمن يدل على أن الحمد مبني على المعلوم، والرحيم يدل على المجهول كما لا يخفى على أهل العلوم.
وأشار الله سبحانه في قوله: (رَبِّ الْعَالَمِينَ) إلى أنه هو خالقُ كل شيء ومنه كلُّ ما في السماوات والأرضين. ومِن العالَمين ما يوجد في الأرض مِن زُمر المهتدين وطوائف الغاوين والضالين، فقد يزيد عالَمُ الضلال والكفر والفسق وتركِ الاعتدال، حتى يُملأ الأرضُ ظلمًا وجورًا ويترُك الناس طرقَ اللهِ ذا الجلال، لا يفهمون حقيقة العبودية، ولا يؤدّون حقّ الربوبية، فيصير الزمان كالليلة الليلاء، ويُداسُ الدين تحت هذه اللأواء. ثم يأتي الله بعالَمٍ آخر فتُبدَّل الأرضُ غيرَ الأرض وينْزل القضاء مُبدَّلاً من السماء، ثم يأتي الله بعالَمٍ آخر فتُبدَّل الأرضُ غيرَ الأرض وينْزل القضاء مُبدَّلاً من السماء، ويُعطَى للناس قلبٌ عارفٌ ولسانٌ ناطقٌ لشكر النعماء، فيجعلون نفوسهم كمَوْرٍ مُعبَّد لحضرة الكبرياء، ويأتونه خوفًا ورجاءً بطرفٍ مغضوض من الحياء، ووجهٍ مُقبِل نحو قبلة الاستجداء، وهمّةٍ في العبودية قارعةٍ ذُروةَ العلاء، ويشتدّ الحاجة إليهم إذا انتهى الأمر إلى كمال الضلالة، وصار الناس كسباعٍ أو نَعَمٍ من تغيُّرِ الحالة، فعند ذلك تقتضي الرحمة الإلهية والعناية الأزلية أن يُخلَق في السماء ما يدفع الظلام، فعند ذلك تقتضي الرحمة الإلهية والعناية الأزلية أن يُخلَق في السماء ما يدفع الظلام، ويهدم ما عمر إبليسُ وأقام، من الأبنية والخيام. فينْزل إمامٌ من الرحمن، ليذُبّ جنودَ الشيطان. ولم يزل هذه الجنود وتلك الجنود يتحاربان، ولا يراهم إلا من أُعطِيَ له عينان، حتى غُلَّ أعناقُ الأباطيل، وانعدمَ ما يُرى لها نوعُ سرابٍ من الدليل. فما زال الإمام ظاهرًا على العِدا، ناصرًا لمن اهتدى، مُعْلِيًا معالـمَ الهدى، مُحيِيًا مواسمَ التُّقَى، حتى يعلم الناس أنه أَسَرَ طواغيتَ الكفر وشدَّ وِثاقَها، وأخَذ سباع الأكاذيب وغلَّ أعناقَها، وهدَم عمارةَ البدعات وقوّض قِبابَها، وجمَع كلمةَ الإيمان ونظم أسبابها، وقوّى السلطنةَ السماوية وسدَّ الثغور، وأصلح شأنها وسدّد الأمور، وسكّن القلوب الراجفة، وبكّت الألسنة المرجفة، وأنار الخواطرَ المظلمة، وجدّد الدولة المُخْلِقة. وكذلك يفعل الله الفعّال، حتى يذهب الظلام والضلال، فهناك ينكص العدا على أعقابهم، وينكِّسون ما ضربوا من خيامهم، ويحلّون ما أرَّبوا من آرابهم.
ومِن أشرف العالَمين وأعجب المخلوقين، وجودُ الأنبياء والمرسلين وعباد الله الصالحين الصدّيقين، فإنهم فاقوا غيرهم في بثّ المكارم وكشفِ المظالم، وتهذيبِ الأخلاق وإرادة الخير للأنفس والآفاق، ونشرِ الصلاح والخير، وإجاحةِ الطلاح والضير، وأمرِ المعروف والنهيِ عن الذمائم، وسوقِ الشهوات كالبهائم، والتوجّهِ إلى ربّ العبيد، وقطعِ التعلّق من الطريف والتليد، والقيامِ على طاعة الله بالقوة الجامعة والعُدّة الكاملة، والصولِ على ذراري الشيطان بالحشود المجموعة والجموع المحشودة، وتركِ الدنيا للحبيب، والتباعُدِ عن مغناها الخصيب، وتركِ مائها ومرعاها كالهجرة، وإلقاءِ الجِران في الحضرة. إنهم قومٌ لا يتمضمضُ مُقْلتُهم بالنوم، إلا في حبّ الله والدعاء للقوم. وإن الدنيا في أعين أهلها لطيفُ البِنْية مليحُ الحِلْية، وأمّا في أعينهم فهي أخبثُ من العَذِرة، وأنتنُ عن المَيتة. أقبلوا على الله كلَّ الإقبال، ومالوا إليه كلّ الميل بصدق البال. وكما أن قواعد البيت مقدَّمة على طاقٍ يُعقَّد، ورُواقٍ يُمهَّد، كذلك هؤلاء الكرام مقدَّمون في هذه الدار، على كل طبقة من طبقات الأخيار. وأُرِيتُ أن أكملَهم وأفضلهم وأعرفهم وأعلمهم نبيُّنا المصطفى، عليه التحية والصلاة والسلام في الأرض والسماوات العُلى، وإنّ أشقى الناس قومٌ أطالوا الألسنة وصالوا عليه بالهَمْز وتجسُّس العيب، غيرَ مطّلعين على سرّ الغيب. وكم من ملعونٍ في الأرض يحمده الله في السماء، وكم من معظَّمٍ في هذه الدار يُهان في يوم الجزاء.
الحمد لله - الحمد لله وحده - الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد و من تبعه من أنبياء عهده وبعد : يقول المسيح الموعود عليه السلام : ثم هو سبحانه أشار في قوله: (رَبِّ الْعَالَمِينَ) إلى أنه خالقُ كل شيء وأنه يُحمَد في السماء والأرضين، وأن الحامدين كانوا على حمده دائمين، وعلى ذكرهم عاكفين، وإنْ مِن شيء إلا يسبِّحه ويحمَده في كل حين. وإن العبد إذا انسلخ عن إراداته، وتجرّدَ عن جذباته، وفنى في الله وفي طرقه وعباداته، وعرف ربَّه الذي ربّاه بعناياته، حمِده في سائر أوقاته، وأحبَّه بجميع قلبه بل بجميع ذرّاته، فعند ذلك هو عالَمٌ من العالَمين، ولذلك سُمّي إبراهيم أُمّةً في كتابِ أعلَمِ العالِمين.
ومن العالَمين زمانٌ أُرسِلَ فيهم خاتم النبيين، وعالَمٌ آخر فيه يأتي الله بآخرين من المؤمنين في آخر الزمان رحمةً على الطالبين، وإليه أشار في قوله تعالى: (لَهُ الْحَمْدُ فِي الأُولَى وَالآخِرَة)، فأومأ فيه إلى أحمدَين وجعَلهما مِن نعمائه الكاثرة. فالأول منهما أحمدُ المصطفى ورسولنا المجتبى، والثاني أحمدُ آخرِ الزمان، الذي سُمّي مسيحًا ومهديًّا من الله المنّان. وقد استنبطتُ هذه النكتة من قوله: (الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)، فليتدبّرْ من كان من المتدبّرين.
وعرفتَ أن العالَمين عبارة عن كل موجود سوى الله خالقِ الأنام، سواء كان مِن عالم الأرواح أو من عالم الأجسام، وسواء كان من مخلوق الأرض أو كالشمس والقمر وغيرهما من الأجرام. فكلٌّ من العالَمين داخلٌ تحت ربوبية الحضرة.
ثم إن فيض الربوبية أعمُّ وأكملُ وأتمُّ من كل فيض يُتصَوَّر في الأفئدة، أو يجري ذكرُه على الألسنة. ثم بعده فيض عامّ وقد خُصَّ بالنفوس الحيوانية والإنسانية، وهو فيضُ صفة الرحمانية، وذكَره الله بقوله: (الرحمن) وخصَّه بذوي الروح من دون الأجسام الجمادية والنباتية.
=========
ثم قرأ سيدنا يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام من الصافات في الركعة الأولى ، وسورة الكوثر في الركعة الثانية ، ثم جمع العصر .
=========
أمس، الساعة 2:45 م
سبت 2:45 م
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
في ضحى يوم السبت 52/5/2024
رأيت أني ذهبت الى مسجد فدخلت وكان هناك أبو بلال وزوجته يصليان
وشاب يافع أيضآ يصلي فانتظرته لينهي صلاته ،فتذكرت سبب مجيئي وهو أني أبحث عن كلمة (تبرئة) في كتاب حقيقة الوحي،وكتاب حقيقة الوحي في مكتبة المسجد وهي مقفلة وهذا الشاب سيفتح لي المكتبة.
اليوم، الساعة 11:08 ص
11:08 ص
تبرئة من برأ أي أحيى من العدم و هكذا الله يحيي الرؤا و عالم الوحي , و سر ذلك في كتاب حقيقة الوحي للمسيح الموعود , من أراد لنفسه أن تبرأ فليقرأ , فليقرأ حقيقة الوحي و ليفهم مطهرات النفاق , براءة من الله و رسوله
عليك سلام الله و رحمته و بركاته يا حسام
مس، الساعة 3:26 م
سبت 3:26 م
Suzaan
Suzaan Altaweil
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف حالكم يانبي الله
بارك الله لنا بكم وبدعائكم لنا
ابنة جارتي عمرها ٢٠ سنة دائمآ متعبة عظامها توجعها نحيفة بشكل كبير والاهل عملو لها فحوصات وكلو بالسليم لايوجد بها شي
لكن الفتاة دائمآ ترى بالمنام افاعي سوداء تلحق بها او تحيط بها
احيانآ تستطيع التغلب عليها وقتلها
وكانت منذ فترة لاتستطيع النوم لوحدها تخاف وحتى احيانآ يصيبها متل تشنج عضلي في يدها ورجلها
بفترتها كانت تتراءى لها زوجة عمها تقف امام الباب فتخاف البنت
بين ملابسها دائمآ يظهر نمل احمر نااعم
بالرغم الخزانة مشتركة بينها وبين اختها
ملابس اختها لايوجد بها شي
فقط ملاابسها
اليوم جاءت امها صباحآ وهي تبكي على ابنتها
البنت بالمنام قد رأت النمل يأكل رأسها والفتاة صرلا يومين جسمها تعبان كتير وايدها توجعها.
نبي الله الأهل ناس بسطاء والفتاة ايضآ
Suzaan
ارجو منك الدعاء لها
واذا هناك شي تنصحني به لاقوله لامها
Suzaan
Suzaan Altaweil
بارك الله بهمتك وأعاناك الله
اليوم، الساعة 11:10 ص
11:10 ص
لقد أرسلت
شفاها الله و عافاها , ما اسمها ؟
لقد أرسلت
هل هي مسلمة ؟
لقد أرسلت
عليك سلام الله و رحمته و بركاته يا سوزان
Suzaan
Suzaan Altaweil
اسمها زكية بنت شفاء
نعم هي مسلمة
لقد أرسلت
تتزكى زكية لتكون بنت شفاء
Suzaan
حااضر يانبي الله
Suzaan
Suzaan Altaweil
بارك الله لنا بك
لقد أرسلت
آمين
Suzaan
Suzaan Altaweil
سلام الله عليكم وعلى أحبابكم
لقد أرسلت
و عليك السلام و رحمة الله و بركاته يا سوزان
6 مارس 2020:
قال سيدنا يوسف بن المسيح_عليهما الصلاة و السلام_:الحمدلله،الحمدلله وحده،الحمدلله وحده و الصلاة و السلام على محمد و من تبعه من أنبياء عهده و بعد،كان هناك بعض التعليقات على كلام المسيح الموعود_عليه الصلاة و السلام_في هذه الخطبة.
منها:يقول المسيح(رويدَ أعدائي بعض الدعاوي)يعني بالراحة،تأنْوا،أو تأنَوا،بالراحة ما تستعجلوش يعني(و لا تدعوا الشبع مع البطن الخاوي)الجملة دي ليها دلالة عظيمة جداً،إيه هي؟أن الدين دينٌ باطني،الدين أسرار،و تجليات خفية لطيفة لطف الله سبحانه و تعالى(و لا تدعوا الشبع مع البطن الخاوي)يعني البطن بتاعكم،داخلكم خاوي،و من المفترض العالم و العارف بالله عز و جل يكون بطنه مليان،بطنه مليان،جواه/داخله مليان،و هذا موافق لحديث النبي_صلى الله عليه و سلم_عندما قال:(القرآن سبعة أبطن)يعني إيه؟أسراره كثيرة،مش معنى سبعة أنه هو سبعة،سبعة رمز للكثرة،احنا عارفين أن كلمة سبعة أو رقم سبعة في القرآن هو رمز للكثرة،تمام؟فهذه قرينة من كلام المسيح الموعود الحكم العدل،تمام؟،على أن الدين،دين باطني،تمام؟،(و لا تدعوا الشبع مع البطن الخاوي،أتقومون للحرب برماح أُشرعتْ)يعني سالين رماحكم علي(و لا ترون إلى حُجُبكم،و إلى سلاسل ثُقلتْ)أنتوا في الحجب عن الله عز و جل،محجوبين عن الحقيقة،ليه؟لأن أنتوا مغلولين بسلاسل،اثقلتكم إلى الأرض و إلى جذباتها،تمام كده؟(ترون غمراتِ الندم ثم تقتحمونها)كل مرة السلوك اللي أنتوا بتسلكوه بجيب عليكم عقاب و عذاب و بلاء،أنتم في غنى عنه،كل مرة جربتوا ذلك،و معاداتي و معادة العارفين،تقعون في الذلة و الهوان،و العقاب،تمام؟و بعد كده بتكرروا الكرة تاني،كأنكم ما بتعلموش/لا تتعلموا،(ترون غمراتِ الندم ثم تقتحمونها،و تجدون غماء الذل ثم تزورونها) كل مرة ربنا بيذلكم و تعملوا نفس القصة تاني،بتعيدوها تاني،كأنكم ما بتعلموش،تمام؟يقول(و أني أعلم كعلم المحسوسات و البديهيات)يعني مُسلمة عندي كأني شايف الشمس كده،كأني شايف اللمبة دي،متأكد،متأكد من إيه بقى؟(،أني أرسلت من ربي بالهدايات و الآيات)(أني أرسلت من ربي بالهدايات و الآيات)هو الراجل جيه ما قالش كلام عبث و ماقالش اي حاجة ،جاء قال تزكية و قال تفسير و بيّن حقائق،تمام؟ليه كلام حلو يعني،ما بقولش أي عبث،يقول كلام يزكي و يقرب من الله،و هو مجرب،احنا جربناه،أنا جربته بصراحة،و بسمع كلامه أو بقرأه أو بتأمله أو أتقرب إلى الله بحب هذا الرجل، أجد وحي الله عز و جل يفيض، آه ،طب ما هو ده احنا أهو/ها نحن تجربة عملية، هو بيقول كلام حلو و الله الراجل ده،بيزكي،بيفسر القرآن،و جايب معاه آيات و أدلة و براهين،طب خلاص،المتقي يتوقف ثم ينظر،لكن ما يستعجلش كده،و يقولك لا،وحش،وكذاب،لا،ليه تقول كده؟،مافيش/لا يوجد واحد كذاب يعمل منهج تكاملي كده،و بيربي أتباعه،و يكون ليه دعوة في الآخرة،أبداً،ربنا ما بيسمحش بكده/لا يسمح بهذا، مافيش واحد كذاب و عابث يقول الكلام ده،دي آية من آيات صدق المسيح الموعود،صح و اللا لاء؟.
(و أني أعلم كعلم المحسوسات و البديهيات،أني أرسلت من ربي بالهدايات و الآيات).
هذا و صل اللهم و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم.
الأقزام لا يحملون أمانة المسيح الموعود:
21 فبراير 2020:
قال سيدنا يوسف بن المسيح_عليهما الصلاة و السلام_:الحمدلله و الصلاة و السلام على رسول الله محمد،الحمدلله وحده،الحمدلله وحده و الصلاة و السلام على محمد و من تبعه من أنبياء عهده و بعد،لدينا ثلاثة تعليقات على كلام المسيح الموعود_عليه الصلاة و السلام_في هذه الخطبة.
بداية قال المسيح الموعود_عليه الصلاة و السلام_:(فاتقوا الله و لا تتركوا الفرقان،أنه كتاب يسأل عنه إنس و جانّ)و هذا من شواهد كثيراً جداً في كلام المسيح الوعود على أثباته وجود الجن.
ثانياً يقول المسيح الموعود_عليه الصلاة و السلام_(أيقبل عقلكم أن يبشّر ربّنا في هذا الدعاء اي"صراط الذين أنعمت عليهم"بأنه يبعث الأئمة من هذه الأمة،لمن يريد طريق الإهتداء ،الذين يكونون كمثل أنبياء بني اسرائيل في الاجتباء و الاصطفاء،و يأمرنا أن ندعو أن نكون كأنبياء بني اسرائيل،و لا نكون كأشقياء بني اسرائيل،ثم بعد هذا يدُعُنا و يبقينا في وهاد الحرمان،و يرسل إلينا رسولاً من بني اسرائيل، و ينسى وعده كل النسيان؟و هل هذا إلا المكيدة التي لا ينسب إلى الله المنان)
يعني هنا هو يريد يقول إيه؟أن عدم أثبات بعث انبياء في سلسلة محمد_عليه الصلاة و السلام_هو شتم لله،نفي البعث في أمة محمد هو شتم لله،و نسبة العبث لله سبحانه و تعالى،أن لم نثبت وجود بعث في سلسلة محمد_صلى الله عليه و سلم_خلاص؟دي النقطة التانية.
النقطة التالتة بقى،يقول المسيح الموعود_عليه الصلاة و السلام_(أتنسى دعاءك أو تقرأ بالغفلة؟فإنك سألت عن ربك في هذا الدعاء و المسألة)،هنا المراجع اللي هو إيه؟مخرج الكتاب ده،المكتب العربي بيقول لك إيه؟يبدو أن" عن "زيدت هنا سهواً و الصحيح سألت ربك،و أنا أقول أن هذا عبث،أقول أن هذا عبث،ليه بقى؟المسيح الموعود يقول إيه(فإنك سألت عن ربك في هذا الدعاء)أي سألت عن سنة ربك في هذا الدعاء،اي أنه يبعث و هو الله الباعث،فالبعث هي من سنة الله عز و جل،و لكن أقول،أقول لأعضاء المكتب العربي،أيها الأقزام!.أيها الأقزام!يا أعضاء المكتب العربي! لستم أهل لحمل أمانة المسيح الموعود_عليه الصلاة و السلام_،أقولها مرة أخرى،أيها الأقزام !من أعضاء المكتب العربي، لستم أهل لحمل أمانة المسيح الموعود_عليه الصلاة و السلام_.
هذا و صل اللهم و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم.
5xVvrYgSYENQ8KSZ
إنجيل المسلمين:22 فبراير 2020:
قال سيدنا يوسف بن المسيح_عليهما الصلاة و السلام_:الحمدلله وحده و الصلاة و السلام على محمد و من تبعه من أنبياء عهده و بعد،كنت حابب أقول كلمة كده عن كتب المسيح الموعود_عليه الصلاة والسلام_و كلام المسيح الموعود_عليه الصلاة و السلام_خصوصاً التي كُتبت في اللغة العربية ثم ماكُتب في اللغات الأخرى،أقول أن كلام المسيح الموعود و كتبه التي نشرت في حياته هي في المسلمين و في الأسلام بمثابة أنجيل المسلمين،و أنا اقول أنها أنجيلُ المسلمين،تمام؟،و هي كلمات مقدسة تأتي في الرتبة بعد القرآن الكريم،إذن كلام المسيح الموعود في كتبه هو أنجيل المسلمين مقدس و يأتي في الرتبة بعد القرآن،و هو يسبق المرويات و الأحاديث سواء كانت عنه أو عن الرسول_صلى الله عليه و سلم_.
إذن المسلمون لديهم نص مقدس و هو القرآن ثم يليه كُتب المسيح الموعود_عليه الصلاة و السلام_تليه في الرتبة،ثم يأتي بعد ذلك المرويات سواء كانت عن المسيح الموعود أو عن الرسول_صلى الله عليه و سلم_و المرويات تعرض على القرآن الكريم ثم على كتب المسيح الموعود_عليه الصلاة و السلام_ثم على العقل و المُسلمات،تمام؟
إذن علمنا ما هو أنجيل المسلمين،أنجيل المسلمين هو كتب المسيح الموعود_عليه الصلاة و السلام_التي كُتبت في العربية أولاً و ابتداءً ثم ماكتب باللغات الأخرى،و هي كتب و كلمات مقدسة تأتي في الرتبة بعد القرآن الكريم،تمام؟.
هذا و صل اللهم و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم.
شرح حجة الله:25 أكتوبر 2019:
قال سيدنا يوسف بن المسيح_عليهما الصلاة و السلام_:الحمدلله وحده و الصلاة و السلام على رسول الله محمد و من تبعه من أنبياء عهده و بعد،ذكر المسيح الموعود_عليه الصلاة و السلام_ في هذه الخطبة المباركة،بعض الآيات لهلاك ثلاث إيه؟ رجال،ذكر منهم"عبد الله آتهم"و تفصيل هلاكه في كتاب اسمه إيه؟(الحرب المقدسة)،تمام؟،و كتابه إيه؟مترجم،و رجل أخر اسمه "ليكهرام"و تفصيل هلاكه في كتاب (نجم الهدى)،و ذكر أنه سيُزوج من امرأة اسمها"محمدي بيجم"و تفصيل زواجه،و تلك الآية تفصيلها عندي،لما؟لأن هذه الآية ليست على ظاهرها إنما هي آية مجازية،و قد أثارت كثيراً من اللغط قديماً و حديثا،و قد فصلتُ في تفسيرها في غير موضع في المدونة،و أعيد و أقول أن"محمدي بيغم"التي أُنبأ أنه سيُزوجها،أو سيتزوج منها،و أنه سيرزق منها بالابن الموعود هي الرسالة المحمدية،لأن "محمدي بيغم"تعني الرسالة المحمدية،و هكذا ،المسيح الموعود أؤلها على ظاهرها،أو فسرها على ظاهرها كما فسر هلاك عبد الله آتهم و هلاك ليكهرام،و غيره،و لكن الله سبحانه و تعالى أختص هذه الآية بابنه الموعود الذي يأتيه في عالم الغيب و يتسلم منه الراية في عالم الغيب،كما النبيين،تمام؟
"فمحمدي بيغم "هي الرسالة المحمدية،التي سيتزوجها المسيح الموعود بدعوته و كتبه و وحيه،تمام؟،فينتج عن ذلك،الإيه؟الابن الموعود ،تمام؟،هذا هو تفصيل تلك الآية العظيمة المباركة التي هي من أعظم آيات المسيح الموعود_عليه الصلاة السلام_.
هذا و صل اللهم و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم.
الصيحة المدممة:20 مارس2020:
قال سيدنا يوسف بن المسيح_عليهما الصلاة و السلام_:حمداً لك ياربي كما ينبغي لجلال وجهك و عظيم سلطانك،الحمدلله،الحمدلله وحده،الحمدلله وحده و الصلاة و السلام على محمد و من تبعه من أنبياء عهده و بعد،أردت أن أُنوه إلى أمر عظيم،و أمر جلل في نبوءة عظيمة،عظمى،و هي،لما أن ذكرت لكم منذ قرابة التسع سنوات،وقلت أن من لم يؤمن بالمسيح الموعود_ عليه الصلاة و السلام_و أن أصبحت الدنيا و أصرت على كفرها بالمسيح الموعود_عليه الصلاة و السلام_فإن هناك صيحة مدممة،سوف تصيب العالم أجمع،ستكون كطاعون عظيم،أعظم من الذي ظهر إيام المسيح الموعود،الطاعون الذي ظهر إيام المسيح الموعود،كان في الهند و جيرانها،أما اليوم فطاعون العصر،التي تسمى بالكورونا،هي طاعون أصاب العالم كله،تمام؟وهو أمر كنت قد أخبرت عنه منذ تسع سنوات،و قلت أن الله سيصيب هذه الأمم المتجبرة الظالمة الفاسقة الغافلة عن المسيح الموعود،سيصيبها بأمراض،و مرض في الجهاز التنفسي،يكون منه صيحة مدممة،اي التهاب رئوي،تمام؟، و أخبرت ذلك،و قلت ذلك في مقالة" تفسير سورة الشمس"تمام؟
و ذكرت لكم تلك الرؤيتين،الرؤيا الأولى التي رأيتها فيها ملاك العذاب في وضع الأسترخاء و سألني عن العرب الباقية و العرب العاربة،و كانت هناك تفاصيل كثير في الرؤيا،و ذكرت لكم الرؤيا الثانية عندما كان في وضع الاستعداد،تمام؟،و ذهبت معه لكي إيه؟نجلب أسطوانات الغاز التي عليها الطلاء الأحمر،و هذا هو الغاز،فيروس كورونا،تمام؟،
أقول و أقسم بالله الذي لا إله إلا هو،أنها هذه بداية و ليست نهاية،بداية العذاب لأمم كفرت بالمسيح الموعود_عليه الصلاة و السلام_
هذا و صل اللهم و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم.
خطبة الجمعة بداية و ختام إعجاز المسيح و جمع الصلاة:20 يونيو 2019:
قال سيّدنا يوسف ابن المسيح_عليهما الصلاة و السلام_:السلام عليكم ورحمة الله تعالى و بركاته ،آذان.
قام بلال اليوسفين برفع الآذان:
اللهُ أكبرُ اللهُ أكبر
اللهُ أكبرُ اللهُ أكبر
أشهدُ أن لا إله إلا الله
أشهدُ أن لا إله إلا الله
أشهدُ أنَّ محمَّداً رسولُ الله
أشهدُ أنَّ محمَّداً رسولُ الله
حيَّ على الصلاة
حيَّ على الصلاة
حيَّ على الفلاح
حيَّ على الفلاح
اللهُ أكبرُ اللهُ أكبر
لا إله إلا الله
ثم دعا نبي الله بالدعاء التالي : اللهم رب هذه الدعوة التامة ، والصلاة القائمة ، آت محمدا الوسيلة والفضيلة ، وابعثه اللهم مقاما محمودا الذي وعدته . ثم قام سيدنا يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام خطيبا فقال : الحمد لله - الحمد لله وحده - الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد ومن تبعه من أنبياء عهده وبعد،لدينا اليوم في هذه الجمعة المباركة بداية و نهاية كتاب إعجاز المسيح للأمام المهدي الحبيب،يقول المسيح الموعود_عليه الصلاة و السلام_في غُلاف الطبعة الأولى لهذا الكتاب:
من سره أن يقرأ الفاتحة من سره أن يقرأ الفاتحة مع معارفها المخفية وحقائقها الروحانية فليقرا تفسيرنا هذا بالتدبر وصحة النية ولا يحسر عن ساعده للمقابله فإنه كتاب ليس له جواب ومن قام للجواب وتنمر ، فسوف يرى انه تندم وتدمر فطوبى لمن همنا ما اصطفيناه وأخذ ما اعطيناه فطوبى لمن همنا ما اصطفيناه وأخذ ما اعطيناه وما كان كالذي لبس الصفقه وخلع الصداقه، وهذا رد على الذين يجهلوننا ويصبغون التلبيس ، ويقولون ليس عندهم من علم بل عصبه من مفاليس ، وانا اقررنا بان كتبنا كلها من حول الله ذي الجلال من حول الله ذي الجلال ، وما نحن الا كالجهال وان كتابي هذا بليغ وفصيح ومليح ، واني أسميته اعجاز المسيح.
هذا كان غُلاف الطبعة الأولى لكتاب إعجاز المسيح،ثم يقول المسيح الموعود في بداية هذا الكتاب و مقدمته،يقول:
_الإعلان_
نعلن للاطلاع العام أن الله تعالى قد وفّقني بفضله ورحمته لإتمام هذا الكتاب بتاريخ 20 شباط 1901م في سبعين يوما. والحق أن ذلك كله قد تمّ بفضله الخاص، إذ قد أُصبتُ خلالها بعدة أعراض وأمراض وكنت أخشى ألا أتمكَّن من إتمام هذا العمل إذ لم أعُدْ قادرا حتى على رفع القلم بسبب الضعف المتفاقم وهجوم الأمراض. وحتى لو كانت صحتي على ما يرام فأنا لا أملك أية قدرة ذاتية، إذ أعرف نفسي جيدا. وقد علمتُ لاحقًا السببَ وراء هذه الأمراض الجسدية، وهو أن لا يظن أحبّائي من الجماعة الموجودون هنا أنه نتاج قدراتي الفكرية. فقد أثبت الله تعالى بسبب هذه الأعراض والعراقيل أن هذا الكلام ليس من صنعِ قريحتي أو خاطري، بل الحق أن معارضيّ محقّون تماما في قولهم إن ذلك ليس من صُنْعه بل هناك مَن يساعده سرًّا. وإنني لأشهد أن هناك مَن يساعدني حقيقة، ولكنه ليس بَشرًا، بل هو ذلك القادر القدير الذي رؤوسُنا خاضعةٌ على عتباته. فإذا كان أحد آخر أيضا قادرا على المساعدة في مثل هذه الأمور ويملك قدرةً معجزةً فليتوقع القراء أن تُنشر - أو أن تكون قد نُشرت - خلال سبعين اليوم هذه مئات التفاسير لسورة الفاتحة، مماثلةً لتفسيري، وتكون وفق شروط وضعتُها، لأن هذه التفاسير قد اعتُبرت معيارا للحُكم بيننا. وإنني واثق بأن السيد "مهر علي شاه" يكون -بوجه خاص- قد بذل جهده حتمًا لكتابة التفسير في هذه المدة، وإلا فبأي وجه سيواجه أولئك الذين قال لهم بأنه حضر إلى "لاهور" بقصد كتابة التفسير فقط؟ ومن البديهي أنه إذا عجز عن كتابة التفسير في سبعين يوما فأَنَّى له أن يكتبه في سبع ساعات؟ فهذه آية عظيمة على التأييد الإلهي يشهدها المنصفون؛ لأني قد حددتُ مدة سبعين يوما ودعوت مئات المشايخ لمواجهتي، فكيف سيبرّرون عجزهم عن نشر مثل هذا التفسير؟ وإذا لم تكن هذه معجزة فما المعجزة إذن؟أيها الأحباب الذين تقرؤون "أُمَّ الكتاب"، تعالوا انظروا الآن إلى هذه الشمس بعينيّ
أمعِنوا النظر في دعاء "الفاتحة" بقراءتها مرارًا، فإنها تكشف لكم الحقيقة كلها
لقد علّمكم الله تعالى هذا الدعاء((اي الفاتحة)ك، وعلّمكموه حبيبه_صلى الله عليه و سلم_ أيضا
تقرؤونها في الصلوات الخمس كل يوم، ومن خلالها تصِلون إلى بلاط ذلك الصمد ((عز و جل أي إلى قصره،و إلى جنابه))
أُقسم بالله الذي أنزل هذه السورة على صاحب القلب الطاهر ذي الوجه الجميل
إنها شاهدة لي من ربي((اي الفاتحة))، وهي ختم إلهي على صدق دعوايَ((أي تأييد)
وهي دليل قاطع على أني أنا المسيح الموعود، وهي شاهدة لي من الرب الجليل
فمَن الذي تنتظرونه بعدي إذن؟ توبوا فلا ضمان للحياة.
الكاتب، العبد المتواضع ميرزا غلام أحمد القادياني
20 شباط/فبراير 1901م
الحمد لله - الحمد لله وحده - الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد و من تبعه من أنبياء عهده وبعد،نعرض الآن لخاتمة الكتاب،كتاب إعجاز المسيح،يقول:
لقد ظهرت معجزة عظيمة بفضل الله تعالى
ألفَ ألف شكر أشكر الله القادر الأحد، الذي أكرمني بفتح عظيم في هذا الميدان؛ فرغم أنني واجهت في هذه الأيام السبعين عراقيل عديدة، إذ مرضت أثناءها بضع مرات بمرض خطر، كما أصيب بعض الأقارب أيضا بالأمراض، إلا أن هذا التفسير قد اكتمل. ومَن تأمّلَ في أنني دعوتُ آلاف المعارضين للمبارزة ثم ألَّفت هذا التفسير مقابلهم لاستيْقَنَ أنه معجزة عظيمة حتما. وإني لأتساءل: إذا لم تكن هذه معجزة فمن الذي أعجزَ المشايخَ المعارضين عن كتابة التفسير حين دُعُوا لهذه المعركة بكلمات تثير غيرتهم؟ ومن الذي جعل شخصًا مصابًا بالأمراض والأعراض الجسدية - أي أنا العبد الضعيف الذي هو جاهل في نظر المشايخ المعارضين ولا يعرف حسب رأيهم كلمة واحدة صحيحةً من العربية- قادرا على كتابة هذا التفسير العديم النظير بالعربية الفصيحة والبليغة، والذي لن يستطيع المشايخ المعارضون أن يأتوا بمثله ولو أصيبوا بصدمة دماغية في محاولتهم للكتابة. لو كان هذا الأمر بوسع المشايخ المعارضين، أو لو كان نصر الله حليفهم في هذا المضمار، لكان من المفروض أن يُنشَر حتى الآن ألفُ تفسير على الأقل من قِبلهم بحذائي. فما هو جوابهم الآن يا ترى، فقد دعوتهم لكتابة التفسير معتبرًا إياه معيارا للحُكم بيننا وحددتُ لهم مدة سبعين يوما - وهي ليست بقصيرة - وكنت وحيدا وهم ألوف ويُسمَّون علماء العربية وبلغاءها، ومع ذلك فشلوا في كتابة التفسير؟ لو أنهم أعدّوا هذا التفسير وقدّموا الأدلّة ضدّي من سورة الفاتحة لجاءهم الناس أفواجًا. فأيّ قوة خفية كبَّلت أيدي هؤلاء الآلاف وكلَّلت أذهانهم ونزعت منهم العلم والفهم؟ ومن جانب آخر شهدتْ على صدقي بشهادة سورة الفاتحة، وختمتْ على قلوبهم فجعلتْها بليدة وعديمة الفهم، وفضحتْهم أمام ألوف الناس بكشف ثيابهم الوسخة وألبستْني خلعة بيضاء ناصعة نصوع الثلج، وأجلستني على كرسي العزّ والشرف، وخلعتْ عليّ لقب العزة من سورة الفاتحة. وما أدراك ما ذلك اللقب؟ إنما هو: (أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ).
وانظروا إلى فضل الله ورحمته، فقد اشتُرطَ على كِلا الفريقين أن يؤلف هذا التفسير في أربعة أجزاء في سبعين يوما، ولكن هؤلاء الألوف لم يستطيعوا تأليف جزء واحد، أما أنا فلم يوفّقني الله تعالى لتأليف التفسير في أربعة أجزاء فحسب، بل ألّفت اثني عشر جزءا منه.
هنا أسأل المشايخ المعارضين، أليست هذه معجزة؟ وما مبرر عدم اعتبارها معجزة؟ لا أحد في الدنيا يرضى بالذلة ما استطاع إلى ذلك سبيلا، فإذا كانت كتابة التفسير بمقدورهم فلماذا لم يقدروا على ذلك؟ ألا تحضُّ الكلمات التي نشرتُها في الإعلانات أن الفريق الذي لا يقدر على كتابة التفسير في سبعين يوما سيُعَدُّ كاذبا.. ألا تحضّ أيَّ غيور على أن يحرّم على نفسه أيَّ عمل آخر ليكمل العمل الذي يشكّل له تهديدا حتى لا يُعَدَّ من الكاذبين؟ ولكنْ أَنَّى لهم أن يواجهوا؟ وكيف يمكن أن يُرَدّ قول الله تعالى: (كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي)؟ لقد أراد الله سبحانه وتعالى أن يُتمّ عليهم الحجة للأبد بأنهم لا يستطيعون أن ينجزوا شيئا مقابل شخص واحد، وهم ألوف ويُدعَون علماء ومشايخ، ومع ذلك لا يرتدعون عن تكفيره. ألم يكن محتوما عليهم أن يكونوا كاملين علمًا قبل أن يتجاسروا على التكفير؟ لا جرم أن معارضة المبعوث الرباني - الذي يُري آية تلو آية - بالاعتماد على فتوى هؤلاء الألوف الذين آلت حالتهم إلى أنهم لم يقدروا مجتمعين على مواجهة شخص واحد إذ لم يستطيعوا تأليف التفسير في أربعة أجزاء، إنما هو فعل الأشقياء حقًا.
وأقول في الأخير إن من دواعي الشكر أيضا أنه قد تحققت بهذه المناسبة إحدى نبوءات النبي صلى الله عليه وسلم أيضا، وبيانها أنني اضطررتُ في الأيام السبعين هذه لجمع الصلوات - التي يجوز جمعها((اي الظهر و العصر،و المغرب و العشاء))- إما نتيجةً للأمراض التي لازمتني، أو تعويضًا عن انقطاعي أيامًا عديدة عن كتابة التفسير نتيجة الأمراض. وبذلك قد تحققت نبوءة النبي صلى الله عليه وسلم الواردة في "الدر المنثور"، و"فتح الباري"، و"تفسير القرآن العظيم لابن كثير"، حيث جاء فيها: "تُجمَع له الصلاةُ".. أي للمسيح الموعود((عليه الصلاة و السلام))
فليخبرْنا الآن المشايخ المعارضون، ألم تتحقق هذه العلامة الخاصة بالمسيح الموعود بتحقُّق هذه النبوءة النبوية؟ وإلا فليأتوا بنظير شخص ادّعى أنه هو المسيح الموعود ثم جمَع بين الصلوات شهرين، أو فليأتوا بنظير شخص كهذا وإن لم يقم بهذه الدعوى أيضا. والسلام على من اتبع الهدى.
المعلن ميرزا غلام أحمد القادياني
20 شباط/ فبراير 1901م
وأقم الصلاة.
=========
ثم قرأ سيدنا يوسف بن المسيح _عليهما الصلاة والسلام_سورة الضحى في الركعة الأولى ، و سورة الزلزلة في الركعة الثانية ، ثم جمع العصر .
========
الفاتحة بقول كلي
===============
6 مارس 2020:
قال سيّدنا يوسف ابن المسيح_عليهما الصلاة و السلام_:السلام عليكم ورحمة الله تعالى و بركاته ،آذان.
قام بلال اليوسفين برفع الآذان:
اللهُ أكبرُ اللهُ أكبر
اللهُ أكبرُ اللهُ أكبر
أشهدُ أن لا إله إلا الله
أشهدُ أن لا إله إلا الله
أشهدُ أنَّ محمَّداً رسولُ الله
أشهدُ أنَّ محمَّداً رسولُ الله
حيَّ على الصلاة
حيَّ على الصلاة
حيَّ على الفلاح
حيَّ على الفلاح
اللهُ أكبرُ اللهُ أكبر
لا إله إلا الله
ثم دعا نبي الله بالدعاء التالي : اللهم رب هذه الدعوة التامة ، والصلاة القائمة ، آت محمدا الوسيلة والفضيلة ، وابعثه اللهم مقاما محمودا الذي وعدته . ثم قام سيدنا يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام خطيبا فقال : الحمد لله - الحمد لله وحده - الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد ومن تبعه من أنبياء عهده وبعد،لدينا اليوم الخطبة قبل الأخيرة من كتاب إعجاز المسيح من كلام المسيح الموعود_عليه الصلاة و السلام_يقول المسيح الموعود:
الباب الثامن
في تفسير الفاتحة بقولٍ كُلّيّ
اعلمْ أن الله تعالى افتتح كتابه بالحمد لا بالشكر ولا بالثناء، لأن الحمد أتمُّ وأكملُ منهما وأحاطَهما بالاستيفاء. ثم ذلك رَدٌّ على عَبَدة المخلوقين والأوثان، فإنهم يحمَدون طواغيتَهم وينسبون إليها صفاتِ الرحمن.
وفي الحمد إشارة أخرى وهي أن الله تبارك وتعالى يقول أيها العباد اعرفوني بصفاتي، وآمِنوا بي لكمالاتي، وانظروا إلى السماوات والأرضين، هل تجدون كمثلي ربَّ العالمين، وأرحمَ الراحمين، ومالِكَ يوم الدين؟
ومع ذلك إشارة إلى أن إلهكم إلهٌ جمَع جميعَ أنواع الحمد في ذاته، وتفرّدَ في سائر محاسنه وصفاته. وإشارة إلى أنه تعالى منزَّهٌ شأنُه عن كل نقص وحُؤولِ حالةٍ ولحوقِ وصمةٍ كالمخلوقين، بل هو الكامل المحمود، ولا تحيطه الحدود. وله الحمد في الأولى والآخرة ومن الأزل إلى أبد الآبدين. ولذلك سمّى الله نبيَّه أحمدَ، وكذلك سمّى به المسيحَ الموعود ليشير إلى ما تعمّدَ.
وإن الله كتب الحمد على رأس الفاتحة، ثم أشار إلى الحمد في آخر هذه السورة، فإن آخرها لفظ (الضَّالِّينَ)، وهم النصارى الذين أعرضوا عن حمد الله وأعطَوا حقَّه لأحدٍ من المخلوقين. فإن حقيقة الضلالة هي تركُ المحمود الذي يستحقّ الحمد والثناء، كما فعل النصارى ونحتوا من عندهم محمودًا آخر وبالغوا في الإطراء، واتبّعوا الأهواء، وبعُدوا من عين الحياة، وهلكوا كما يهلك الضالّ في المَوماة. وإن اليهود هلكوا في أوّل أمرهم وباءوا بغضبٍ من الله القهّار، والنصارى سلكوا قليلا ثم ضلّوا وفقدوا الماء فماتوا في فلاة من الاضطرار.
فحاصل هذا البيان أن الله خلَق أحمدَين في صدر الإسلام وفي آخر الزمان، وأشار إليهما بتكرار لفظ الحمد في أول الفاتحة وفي آخرها لأهل العرفان. وفعل كذلك ليردّ على النصرانيين، وأنزل أحمدَيْن من السماء ليكونا كالجدارَيْن لحماية الأولين والآخرين.
وهذا آخر ما أردنا في هذا الباب، بتوفيق الله الراحم الوهاب. فالحمد لله على هذا التوفيق والرِفاء، وكان مِن فضله أنّ عَهْدَنا قُرِنَ بالوفاء، وما كان لنا أن نكتب حرفًا لولا عونُ حضرة الكبرياء. هو الذي أَرَى الآياتِ، وأنزل البيّناتِ، وعصم قلمي وكَلِمي من الخطأ، وحفِظ عِرضي من الأعداء. وإنه تبوّأ منْزلي، وتجلّى عليّ وحضر محفلي واجتباني لخلافته، وأبقى مَرعاي على صرافته. وزكّاني فأحسنَ تزكيتي، وربّاني فبالغَ في تربيتي. وأنبتَني نباتًا حسنًا، وتجلّى عليّ وشغَفني حُبًّا، حتى إنني فرغتُ من عداوة الناس ومحبّتهم، ومدحِ الخَلق ومذمّتهم، والآن سواء لي مَن عاد إليّ أو عادى، ورادَ مِن ضِياعي أو رادى. وصارت الدنيا في عيني كجاريةٍ بُدئتْ، واسودّ وجهها وصفوفُ الحسنِ تقوّضتْ، وشَمَمُ الأنفِ بالفُطْس تبدّلَ، ولَهَبُ الخدودِ إلى النَمْشِ انتقلَ، فنجوتُ بحول الله من سطوتها وسلطانها، وعُصِمتُ من صولة غُولها وشيطانها. وخرجتُ من قوم يتركون الأصل ويطلبون الفرع، ويضيعون الورع لهذه الدنيا ويُجبِئون الزرع. ويريدون أن يحتكئ قولُهم في قلوب الناس، مع أنهم ما خلصوا من الأدناس. وكيف يُترقّب الماء المَعين مِن قِرْبةٍ قضِئتْ، والخلوصُ والدينُ من قريحةٍ فسدتْ؟ وكيف يُعَدُّ الأسير كمُطلَقٍ من الإسار؟ وكيف يدخُل المُقرِف في الأحرار؟ وكيف يتداكأُ الناس عليه، وهو خبيث وخبيثٌ ما يخرج مِن شفتَيه؟ وإنّ قلمي بُرِّئَ من أدناس الهوى، وبُرِيَ لإرضاء المولى. وإنّ قلمي بُرِّئَ من أدناس الهوى، وبُرِيَ لإرضاء المولى.وإنّ قلمي بُرِّئَ من أدناس الهوى، وبُرِيَ لإرضاء المولى. وإن لِيَراعي أثر من الباقيات الصالحات، ولا كأثرِ سنابِكِ المسوَّمات. ونحن كُماةٌ لا نَزِلُّ عن صهوات المطايا، وإنّا مع ربّنا إلى حلول المنايا. وإن خيلنا تجُول على العدا كالبازي على العصفور، أو كالأجدَل على الفأر المذؤور.
رُوَيدَ أعدائي بعضَ الدعاوي، رُوَيدَ أعدائي بعضَ الدعاوي، ولا تدّعوا الشَبَعَ مع البطن الخاوي. رُوَيدَ أعدائي بعضَ الدعاوي، ولا تدّعوا الشَبَعَ مع البطن الخاوي. أتقومون للحرب برماح أُشرعتْ، ولا ترون إلى حُجُبِكم وإلى سلاسل ثُقّلتْ. رُوَيدَ أعدائي بعضَ الدعاوي، ولا تدّعوا الشَبَعَ مع البطن الخاوي. أتقومون للحرب برماح أُشرعتْ، ولا ترون إلى حُجُبِكم وإلى سلاسل ثُقّلتْ. ترون غمراتِ الندم ثم تقتحمونها، وتجِدون غَمّاءَ الذلّ ثم تزورونها. وإنّما مَثلكم كمثلِ عَنْزٍ تأكل تارة من حشيشٍ وتارة من كلاء، ولا يطيع الراعي من غير خلاء. وكل ما هو عندكم من العلم فليس هو إلا كالكدوس المَدُوس الذي لم يُذَرّ، وخالَطَه روثُ الفَدَادين وغيرها مما ضَرَّ. ثم تقولون إنّا لا نحتاج إلى حَكَمٍ من السماء، وما هي إلا شِقوة، ففكّروا يا أهل الآراء.
وإني أعلمُ كعلم المحسوسات والبديهيات، أني أُرسلتُ من ربي بالهدايات والآيات، وإني أعلمُ كعلم المحسوسات والبديهيات، أني أُرسلتُ من ربي بالهدايات والآيات، وقد أُوحيَ إليّ إلى مدّة هي مدّةُ وحيِ خاتمِ النبيين، وكُلّمتُ قبل أن أَزْنَأَ من الأربعين، إلى أن زَنَأْتُ للستين. وهل يجوز تكذيب رجلٍ ضاهتْ مدّتُه مدّةَ نبيّنا المصطفى؟ وإن الله قد جعل تلك المدّة دليلا على صدق رسوله المجتبى، وسمعتُ إنكاره من بعض الناس، وما قبلوا هذا الدليل بلمّة من الوسواس الخنّاس، فاكتَلأَتْ عيني طول ليلي، وجرت مِن عيني عينُ سيلي، فكلّمني ربي برحمته العظمى، وقال قُلْ: (إِنَّ هُدَى اللهِ هُوَ الْهُدَى). فله الحمد وهو المولى، وهو ربّي في هذه وفي يومٍ تُحشرُ كلُّ نفسٍ لتُجزَى.
الحمد لله - الحمد لله وحده - الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد و من تبعه من أنبياء عهده وبعد،يقول المسيح الموعود_عليه الصلاة و السلام_: رَبِّ انزِلْ على قلبي، رَبِّ انزِلْ على قلبي، رَبِّ انزِلْ على قلبي، واظهَرْ مِن جيبي بعد سلبي، واملأْ بنور العرفان فؤادي. ربّ أنت مُرادي فآتِني مرادي، ربّ أنت مُرادي فآتِني مرادي، ولا تُمِتْني موتَ الكلاب، بوجهك يا رب الأرباب. رب إني اخترتك فاختَرْني، وانظرْ إلى قلبي واحضُرْني، فإنك عليم الأسرار، وخبير بما يُكتَم من الأغيار. ربّ إنْ كنتَ تعلمُ أن أعدائي هم الصادقون المخلصون، فأهلِكْني كما تُهْلَكُ الكذّابون، وإنْ كنتَ تعلم أني منك ومن حضرتك، فقُمْ لنُصرتي فإني أحتاج إلى نصرتك، ولا تُفوِّضْ أمري إلى أعداء يمرّون عليّ مستهزئين، واحفظْني من المعادين والماكرين. إنك أنت راحي وراحتي، وجَنّتي وجُنّتي، فانصرْني في أمري واسمعْ بكائي ورُنّتي، وصَلِّ على محمدٍ خير المرسلين، وإمام المتّقين، وهَبْ له مراتبَ ما وهبتَ لغيره من النبيين. ربّ أَعْطِه ما أردتَ أن تُعطيني من النعماء، ثم اغفِرْ لي بوجهك وأنت أرحم الرحماء. والحمد لك على أن هذا الكتاب قد طُبع بفضلك في مدّةِ عِدّةِ العَين، في يوم الجمعة وفي شهرٍ مباركٍ بين العيدَين. ربّ اجعلْه مباركًا ونافعًا للطُلاّب، وهاديًا إلى طريق الصواب، بفضلك يا مُجيبَ الداعين. آمين ثم آمين. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
وأقم الصلاة.
=========
ثم قرأ سيدنا يوسف بن المسيح _عليهما الصلاة والسلام_ أواخر سورة يوسف في الركعة الأولى ، و سورة الإخلاص في الركعة الثانية ، ثم جمع العصر .
=========
الجزء الثاني من شرح البسملة:
3 يناير 2020:
قال سيّدنا يوسف ابن المسيح_عليهما الصلاة و السلام_:السلام عليكم ورحمة الله تعالى و بركاته ،آذان.
قام بلال اليوسفين برفع الآذان:
اللهُ أكبرُ اللهُ أكبر
اللهُ أكبرُ اللهُ أكبر
أشهدُ أن لا إله إلا الله
أشهدُ أن لا إله إلا الله
أشهدُ أنَّ محمَّداً رسولُ الله
أشهدُ أنَّ محمَّداً رسولُ الله
حيَّ على الصلاة
حيَّ على الصلاة
حيَّ على الفلاح
حيَّ على الفلاح
اللهُ أكبرُ اللهُ أكبر
لا إله إلا الله
ثم دعا نبي الله بالدعاء التالي : اللهم رب هذه الدعوة التامة ، والصلاة القائمة ، آت محمدا الوسيلة والفضيلة ، وابعثه اللهم مقاما محمودا الذي وعدته . ثم قام سيدنا يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام خطيبا فقال : الحمد لله - الحمد لله وحده - الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد ومن تبعه من أنبياء عهده وبعد،لدينا اليوم الجزء الثاني من ثلاثة اجزاء في تفسير البسملة،من كلام المسيح الموعود_عليه الصلاة و السلام_،يقول المسيح الموعود في كتابه إعجاز المسيح:
وقد عرفتَ أن هاتين الصفتين((اي الرحمن و الرحيم)) أكبر الصفات من صفات الحضرة الأحدية، بل هما لُبُّ اللُباب وحقيقة الحقائق لجميع أسمائه الصفاتية، وهما معيارُ كمالِ كلِّ مَن استكملَ وتخلَّقَ بالأخلاق الإلهية، وما أُعطيَ نصيبًا كاملاً منهما إلا نبيُّنا خاتم سلسلة النبوّة، فإنّه أُعطيَ اسمين كمثل هاتين الصفتين: أوّلهما محمد والثاني أحمد، من فضل رب الكونين. أما محمد فقد ارتدى رداء صفة الرحمن، وتجلّى في حُلل الجلال والمحبوبية، وحُمِّدَ لبِرٍّ منه والإحسان. وأما أحمد فتجلّى في حُلّة الرحيمية والمُحِبّية والجمالية، فضلاً من الله الذي يتولى المؤمنين بالعون والنصرة. فصار اسما نبيِّنا بحذاءِ صفتَي ربّنا المنّان، كصُورٍ منعكسةٍ تُظهِرها مِرآتان متقابلتان.
وتفصيل ذلك أن حقيقة صفة الرحمانية عند أهل العرفان هي إفاضة الخير لكل ذي روح من الإنسان وغير الإنسان، مِن غيرِ عملٍ سابق بل خالصًا على سبيل الامتنان. ولا شك ولا خلاف أن مثل هذه المنّة الخالصة، التي ليست جزاءَ عملِ عامل من البريّة، هي تجذب قلوب المؤمنين إلى الثناء والمدح والمحمدة، فيحمدون المحسنَ ويثنون عليه بخلوص القلوب وصحة النيّة، فيكون الرحمن محمَّدًا يقينًا مِن غير وهمٍ يجرّ إلى الريبة. فإن المنعِم الذي يحسن إلى الناس مِن غير حقّ بأنواع النعمة، يحمده كلُّ من أُنعمَ عليه، وهذا من خواص النشأة الإنسانية. ثم إذا كمُل الحمد بكمال الإنعام، جذَب ذلك إلى الحب التام، فيكون المحسِن محمَّدًا ومحبوبًا في أعين المحبِّين. فهذا مآلُ صفة الرحمن، ففكّرْ كالعاقلين. وقد ظهر من هذا المقام لكل من له عرفان، أن الرحمن محمَّد وأن محمَّدًا رحمن، ولا شك أن مآلهما واحدٌ، وقد جهِل الحقَّ مَن هو جاحدٌ.
وأما حقيقة صفة الرحيمية، وما أُخفيَ فيها من الكيفية الروحانية، فهي إفاضةُ إنعامٍ وخيرٍ،((الرحيمية))على عملٍ مِن أهل مسجدٍ لا مِن أهل دَيْرٍ، وتكميلُ عمل العاملين المخلصين، وجبرُ نقصانهم كالمتلافين والمعِينين والناصرين. ولا شك أن هذه الإفاضة في حُكم الحمد من الله الرحيم، فإنه لا يُنْزِل هذه الرحمة على عاملٍ إلا بعد ما حمده على نهجه القويم، ورضيَ به عملاً ورآه مستحِقًّا للفضل العميم. ألا ترى أنه لا يقبَل عَمَلَ الكافرين والمشركين والمرائين والمتكبّرين، بل يُحبِط أعمالهم ولا يهديهم إليه ولا ينصرهم، بل يتركهم كالمخذولين. فلا شك أنه لا يتوب إلى أحدٍ بالرحيمية ولا يكمِّل عمله بنصرة منه والإعانة، إلا بعد ما رضيَ به فعلاً وحمِده حمدًا يستلزم نزولَ الرحمة. ثم إذا كمُل الحمد من الله بكمال أعمال المخلصين، فيكون الله أحمَدَ والعبدُ محمَّدًا، فسبحان الله أوّلِ المحمَّدين والأحمدين. وعند ذلك يكون العبد المخلص في العمل محبوبًا في الحضرة، فإن الله يحمَده مِن عرشه، وهو لا يحمَد أحدًا إلا بعد المحبّة.
فحاصل الكلام، أن كمال الرحمانية يجعل الله محمَّدًا ومحبوبًا، ويجعل العبدَ أحمدَ ومُحِبًّا يستقري مطلوبًا، وكمال الرحيمية يجعل اللهَ أحمدَ ومُحِبًّا، ويجعل العبدَ محمَّدًا وحِبًّا. وستعرف من هذا المقام شأنَ نبيِّنا الإمام الهُمام، فإن الله سمّاه محمَّدًا وأحمدَ، وما سمّى بهما عيسى ولا كليمًا، وأشركَه في صفتيه الرحمن والرحيم بما كان فضله عليه عظيمًا. وما ذكر هاتين الصفتين في البسملة إلا ليعرف الناس أنهما لله كالاسم الأعظم وللنبي من حضرته كالخِلْعة، فسمّاه الله محمَّدًا إشارةً إلى ما فيه من صفة المحبوبية، وسمّاه أحمدَ إيماءً إلى ما فيه من صفة المُحِبّية. أمّا محمَّد فلأجل أن رجلاً لا يحمَده الحامدون حمدًا كثيرًا إلا بعد أن يكون ذلك الرجل محبوبا، وأمّا أحمدُ فلأجل أن حامدًا لا يحمَد أحدًا بحمدٍ كاثِرٍ إلا الذي يُحبّه ويجعله مطلوبًا. فلا شك أن اسم محمَّد يوجد فيه معنى المحبوبيّة بدلالة الالتزام، وكذلك يوجد في اسم أحمدَ معنى المُحِبّية من الله ذي الأفضال والإنعام. ولا ريب أن نبيّنا سُمّيَ محمَّدًا لِما أراد الله أن يجعله محبوبًا في أعينه وأعين الصالحين. وكذلك سمّاه أحمدَ لِما أراد سبحانه أن يجعله مُحِبَّ ذاتِه ومُحِبَّ المؤمنين المسلمين. فهو محمَّد بشأن وأحمدُ بشأن. واختصّ أحدُ هذين الاسمين بزمان والآخر بزمان، وقد أشار إليه سبحانه في قوله: (دَنَى فَتَدَلَّى)، وفي: (قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى).
ثم لمّا كان يُظَنُّ أن اختصاص هذا النبي المُطاع السَجّاد بهذه المحامد مِن رب العباد، يجُرّ إلى الشرك كما عُبِدَ عيسى لهذا الاعتقاد، أراد الله أن يُورِثهما الأُمّةَ المرحومة على الطريقة الظِلِّيّة، ليكونا للأُمّة كالبركات المتعدّية، وليزول وَهْمُ اشتراكِ عبدٍ خاصٍ في الصفات الإلهية. فجعَل الصحابةَ ومَن تبِعهم مَظْهَرَ اسمِ محمَّد بالشؤون الرحمانية الجلالية، وجعل لهم غلبةً ونصَرهم بالعنايات المتوالية. وجعل المسيح الموعود مظهرَ اسمِ أحمدَ وبعثه بالشؤون الرحيمية الجمالية، وكتب في قلبه الرحمة والتحنّن وهذّبه بالأخلاق الفاضلة العالية.
فذلك هو المهدي المعهود الذي فيه يختصمون، وقد رأوا الآيات ثم لا يهتدون، ويصرّون على الباطل وإلى الحق لا يرجعون. وذلك هو المسيح الموعود ولكنهم لا يعرفون، وينظرون إليه وهم لا يبصرون. فإن اسم عيسى واسم أحمدَ متّحدان في الهويّة، ومتوافقان في الطبيعة، ويدلاّن على الجمال وتركِ القتال مِن حيث الكيفية. وأمّا اسم محمد فهو اسم القهر والجلال، وكلاهما للرحمن والرحيم كالأظلال. ألا ترى أن اسم الرحمن الذي هو منبع للحقيقة المحمدية، يقتضي الجلالَ كما يقتضي شأنَ المحبوبية؟ ومِن رحمانيته تعالى أنه سخّر كلَّ حيوان للإنسان، من البقر والمعز والجِمال والبغال والضأن، وأنه أهرقَ دماءً كثيرة لحفظ نفس الإنسان، وما هو إلا أمرٌ جلالي ونتيجة رحمانية الرحمن. فثبت أن الرحمانية يقتضي القهرَ والجلال، ومع ذلك هو من المحبوب لطفٌ لمن أراد له النوال. وكم من دُود المياه والأهوية تُقتَل للإنسان، وكم من الأنعام تُذبَح للناس إنعامًا من الرحمن.
الحمدلله،الحمدلله وحده،الحمدلله وحده والصلاة و السلام على محمد و من تبعه من أنبياء عهده و بعد،يقول المسيح الموعود_عليه الصلاة و السلام_:
فخلاصة الكلام.. أن الصحابة كانوا مظاهرَ للحقيقة المحمّدية الجلالية، ولذلك قتلوا قومًا كانوا كالسباع ونَعَمِ البادية، ليخلّصوا قومًا آخرين من سجن الضلالة والغواية، ويجرّوهم إلى الصلاح والهداية. وقد عرفتَ أن الحقيقة المحمدية هو مظهر الحقيقة الرحمانية، ولا منافاةَ بين الجلال وهذه الصفة الإحسانية، بل الرحمانية مظهرٌ تامٌّ للجلال والسطوة الربّانية. وهل حقيقة الرحمانية إلا قتل الذي هو أدنى للذي هو أعلى؟ وكذلك جرت عادة الرحمن مُذْ خلق الإنسانَ وما وراءه من الوَرى. ألا ترى كيف تُقتَل دودُ جُرحِ الإبل لحفظِ نفوس الجِمال، وتُقتَل الجِمال لينتفع الناس من لحومها وجلودها، ويتّخذوا من أوبارها ثياب الزينة والجمال. وهذه كلها من الرحمانية لحفظِ سلسلة الإنسانية والحيوانية. فكما أن الرحمن محبوب كذلك هو مظهر الجلال، وكمثله اسمُ محمَّدٍ في هذا الكمال.
ثم لما ورِثَ الأصحاب اسمَ محمَّد من الله الوهّاب، وأظهروا جلال الله وقتلوا الظالمين كالأنعام والدوابّ، كذلك ورِث المسيح الموعود اسمَ أحمدَ الذي هو مظهر الرحيمية والجمال، واختار له اللهُ هذا الاسمَ ولمن تبِعه وصار له كالآل. فالمسيح الموعود مع جماعته مظهرٌ من الله لصفة الرحيمية والأحمدية، ليتمّ قولُه: (وَآخَرِينَ مِنْهُمْ)، ولا رَادَّ للإرادات الربانية، وليتمّ حقيقةُ المظاهر النبوية. وهذا هو وجهُ تخصيص صفة الرحمانية والرحيمية بالبسملة، ليدل على اسمَي محمَّدٍ وأحمدَ ومظاهرِهما الآتية، أعني الصحابة ومسيح الله الذي كان آتيًا في حُلل الرحيمية والأحمدية.
وأقم الصلاة.
استووا استقيموا
استووا استقيموا
=========
ثم قرأ سيدنا يوسف بن المسيح _عليهما الصلاة والسلام_ من سورة الكهف في الركعة الأولى ، وسورة الكوثر في الركعة الثانية ، ثم جمع العصر .
=========
أسماء الفاتحة و العلوم الأربعة:
13 ديسمبر 2019:
قال سيّدنا يوسف ابن المسيح_عليهما الصلاة و السلام_:السلام عليكم ورحمة الله تعالى و بركاته ،آذان.
قام بلال اليوسفين برفع الآذان:
اللهُ أكبرُ اللهُ أكبر
اللهُ أكبرُ اللهُ أكبر
أشهدُ أن لا إله إلا الله
أشهدُ أن لا إله إلا الله
أشهدُ أنَّ محمَّداً رسولُ الله
أشهدُ أنَّ محمَّداً رسولُ الله
حيَّ على الصلاة
حيَّ على الصلاة
حيَّ على الفلاح
حيَّ على الفلاح
اللهُ أكبرُ اللهُ أكبر
لا إله إلا الله
ثم دعا نبي الله بالدعاء التالي : اللهم رب هذه الدعوة التامة ، والصلاة القائمة ، آت محمداً الوسيلة والفضيلة ، وابعثه اللهم مقاماً محموداً الذي وعدته . ثم قام سيدنا يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام خطيباً فقال : الحمد لله - الحمد لله وحده - الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد ومن تبعه من أنبياء عهده وبعد،لدينا اليوم بداية شرح تفسير سورة الفاتحة من كلام المسيح الموعود_عليه الصلاة و السلام_في كتاب إعجاز المسيح،يقول المسيح الموعود:
والآن نشرع في التفسير بعون الله النصير القدير، ورتّبناه على أبواب لئلا يشقّ على طُلاّب. ومع ذلك سلَكْنا مسلكَ الوسط ليس بإيجازٍ مُخِلٍّ، ولا إطنابٍ مُمِلٍّ. وإنه له عن هذا العاجز كالعِجْزة، وأُخرِجَ مِن رَحِمِ القَدر برَحْمٍ من الله ذي العزّة، في أيام الصيام وليالي الرحمة. وسمّيتُه "إعجاز المسيح في نَمْق التفسير الفصيح". وإني أُرِيتُ مبشِّرةً في ليلة الثلاثاء، إذ دعوتُ الله أن يجعله معجزة للعلماء، ودعوتُ أن لا يقدر على مثله أحدٌ من الأدباء، ولا يُعطَى لهم قدرةٌ على الإنشاء، فأُجيبَ دعائي في تلك الليلة المباركة من حضرة الكبرياء، وبشّرني ربي وقال: "منَعه مانعٌ من السماء". ففهمتُ أنه يشير إلى أن العدا لا يقدرون عليه، ولا يأتون بمثله ولا كصِفَتَيْه. وكانت هذه البشارة من الله المنّان، في العشر الآخر من رمضان، الذي أُنزلَ فيه القرآن، ثم بعد ذلك كُتب فيه هذا التفسير، بعون الله القدير.
رَبِّ اجعَلْ أفئدةً من الناس تهوي إليه، واجعلْه كتابًا مباركًا وأنزِلْ بركاتٍ من لدنك عليه، فإنّا توكّلنا عليك، فانصرْنا مِن عندك وأيّدنا بيديك، وكفّلْ أمرنا كما كفّلتَ السابقين من الصالحين، واستجبْ هذه الدعواتِ كلَّها وإنّا جئناك متضرعين، فكُنْ لنا في الدنيا والدين. آمين.
الباب الأول
في ذكر أسماء هذه السورة وما يتعلق بها
اعلمْ أن هذه السورة لها أسماء كثيرة، فأوّلُها فاتحة الكتاب، وسُمّيتْ بذلك لأنه يُفتتح بها في المصحَف وفي الصلاة وفي مواضع الدعاء من ربّ الأرباب. وعندي أنها سُمّيتْ بها لِما جعَلها الله حَكَمًا للقرآن، ومُلِئَ فيها ما كان فيه من أخبار ومعارف من الله المنّان. وإنها جامعة لكل ما يحتاج الإنسان إليه في معرفة المبدأ والمعاد كمثل الاستدلال على وجود الصانع وضرورة النبوة والخلافة في العباد. ومِن أعظم الأخبار وأكبرها أنها تبشّر بزمان المسيح الموعود وأيام المهدي المعهود، وسنذكره في مقامه بتوفيق الله الودود. ومن أخبارها أنها تبشّر بعمر الدنيا الدنيّة، وسنكتبه بقوة من الحضرة الأحديّة.
وهذه هي الفاتحة التي أخبر بها نبي من الأنبياء، وقال إني رأيتُ ملَكًا قويًّا نازلاً من السماء، وفي يده "الفاتحة" على صورة الكتاب الصغير، فوقَع رجلُه اليمنى على البحر واليسرى على البر بحكم الرب القدير، وصرخ بصوت عظيم كما يزْأَر الضِرغام، وظهرت الرعود السبعة بصوته وكلٌّ منها وُجِد فيه الكلام، وقيل: اختِمْ على ما تكلّمتْ به الرعود، ولا تكتبْ، كذلك قال الرب الودود. والملَك النازل أقسمَ بالحيّ الذي أضاء نورُه وجهَ البحار والبلدان، أن لا يكون زمان بعد ذلك الزمان بهذا الشأن.
وقد اتفق المفسرون أن هذا الخبر يتعلق بزمان المسيح الموعود الربّاني، فقد جاء الزمان وظهرت الأصوات السبعة من السبع المثاني. وهذا الزمان للخير والرشد كآخر الأزمنة، ولا يأتي زمان بعده كمثله في الفضل والمرتبة. وإنّا إذا ودّعْنا الدنيا فلا مسيحَ بعدنا إلى يوم القيامة، ولا ينْزل أحدٌ من السماء ولا يخرج رأسٌ من المغارة، إلا ما سبق من ربي قولٌ في الذرّيّة•((اي من كان من سلسلة المسيح الموعود_عليه الصلاة و السلام_)) وإنّ هذا هو الحق، وقد نزل مَن كان نازلاً من الحضرة، وتشهد عليه السماء والأرض ولكنكم لا تطّلعون على هذه الشهادة، وستذكرونني بعد الوقت، والسعيدُ مَن أدرك الوقت وما أضاعه بالغفلة.
ثم نرجع إلى كَلِمِنا الأولى، فاسمعوا مني يا أولي النهى. إن للفاتحة أسماء أخرى، منها سورة الحمد، بما افتُتح بحمد ربنا الأعلى. ومنها أُمُّ القرآن بما جمعتْ مطالبَه كلها بأحسن البيان، وتأبّطتْ كصَدَفٍ دُرَرَ الفرقان، وصارت كعُشٍّ لطير العرفان. فإن القرآن جمع علوما أربعة في الهدايات: (1) علم المبدأ، (2) وعلم المعاد، (3) وعلم النبوّة، (4) وعلم توحيد الذات والصفات. ولا شك أن هذه الأربعة موجودة في الفاتحة، ومَوءودة في صدور أكثر علماء الأمّة، يقرأونها وهي لا تجاوز من الحناجر، لا يفجّرون أنهارها السبعة بل يعيشون كالفاجر.
ومن الممكن أن يكون تسمية هذه السورة بأُمّ الكتاب، نظرًا إلى غاية التعليم في هذا الباب، فإن سلوك السالكين لا يتمّ إلا بعد أن يستولي على قلوبهم عزّةُ الربوبية وذلّةُ العبودية، ولن تجد مرشدًا في هذا الأمر كهذه السورة من الحضرة الأحدية. ألا ترى كيف أظهرَ عزّةَ الله وعظمته بقوله: (الْحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ)، إلى (مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ)، ثم أظهر ذلّةَ العبد وهوانه وضعفه بقوله: (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِين).
ومن الممكن أن يكون تسميةُ هذه السورة به نظرًا إلى ضرورات الفطرة الإنسانية، وإشارةً إلى ما تقتضي الطبائع بالكسب أو الجواذب الإلهية، فإن الإنسان يحبّ لتكميل نفسه أن يحصل له علمُ ذات الله وصفاته وأفعاله، ويحبّ أن يحصل له علمُ مرضاته بوسيلة أحكامه التي تنكشف حقيقتها بأقواله. وكذلك تقتضي روحانيته أن تأخذ بيده العنايةُ الربانية، ويحصل بإعانته صفاءُ الباطن والأنوارُ والمكاشفات الإلهية. وهذه السورة الكريمة مشتملة على هذه المطالب، بل وقعتْ بحُسن بيانها وقوة تبيانها كالجالب.
ومن أسماء هذه السورة "السبع المثاني". وسبب التسمية أنها مُثنّى، نصفُها ثناءُ العبد للرب ونصفُها عطاء الرب للعبد الفاني.
وقيل إنها سُمّيت المثاني بما أنها مستثناة من سائر الكتب الإلهية، ولا يوجد مثلها في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الصحف النبوية.
وقيل إنها سُمّيت مثاني لأنها سبع آيات من الله الكريم، وتعدِل قراءةُ كل آية منها قراءةَ سُبْعٍ من القرآن العظيم.
وقيل سُمّيت سبعًا إشارةً إلى الأبواب السبعة من النيران، ولكل منها جزءٌ مقسوم يدفَع شُواظَها بإذن الله الرحمن. فمن أراد أن يمرّ سالمًا مِن سبع أبواب السعير، فعليه أن يدخل هذه السبعَ ويستأنس بها ويطلب الصبرَ عليها من الله القدير. وكل ما يُدخِل في جهنم من الأخلاق والأعمال والعقائد، فهي سبعُ موبقات من حيث الأصول، وهذه سبعٌ لدفع هذه الشدائد.
الحمدلله،الحمدلله وحده،الحمدلله وحده والصلاة و السلام على محمد و من تبعه من أنبياء عهده و بعد،يتابع المسيح الموعود_عليه الصلاة و السلام_فيقول:
ولها أسماء أخرى في الأخبار، وكفاك هذا فإنه خزينة الأسرار. ومع ذلك حصرُ هذا التعداد إشارةٌ إلى سنوات المبدأ والمعاد، أعني أن آياتِها السبعَ إيماءٌ إلى عمر الدنيا فإنها سبعة آلاف، ولكل منها دلالة على كيفيةِ إيلاف. والألف الأخير في الضلال كبير،والألف الأخير في الضلال كبير، وكان هذا المقام يقتضي هذا الإعلام كما كفلتِ الذِكرَ إلى معاد من ائْتِناف.
وحاصل الكلام أن الفاتحة حصنٌ حَصين، ونور مبين، ومعلِّم ومُعين. وإنها يحصن أحكامَ القرآن من الزيادة والنقصان كتحصين الثغور بإمرار الأمور. ومَثلها كمثل ناقة تحمل كل ما تحتاج إليه، وتوصل إلى ديار الحِبّ مَن ركب عليه، وقد حُمل عليها مِن كل نوعِ الأزواد والنفقات، والثياب والكسوات. أو مثلها كمثل بِركةٍ صغيرٍ، فيها ماء غزير، كأنها مجمعُ بحار، أو مجرى قَلَهْذَمٍ زخّارٍ. وإني أرى أن فوائد هذه السورة الكريمة ونفائسها لا تُعَدُّ ولا تُحصى، وليس في وُسع الإنسان أن يحصيها وإنْ أنفدَ عمرًا في هذا الهوى. وإن أهل الغيّ والشقاوة ما قدروها حق قدرها من الجهل والغباوة، وقرأوها فما رأوا طِلاوتها مع تكرار التلاوة. وإنها سورة قويُّ الصول على الكَفَرة، سريعُ الأثر على الأفئدة السليمة، ومَن تأمّلَها تأمُّلَ المنتقد، وداناها بفكر منير كالمصباح المتّقد، ألفاها نورَ الأبصار ومفتاح الأسرار. وإنه الحق بلا ريب، ولا رَجْمٌ بالغيب. وإن كنتَ في شكٍّ فقُمْ وجرّبْ واترك اللغوب والأيْن، ولا تسأل عن كيف وأينَ.
ومن عجائب هذه السورة أنها عَرَّفَ اللهَ بتعريف ليس في وُسْع بشرٍ أن يزيد عليه. فندعو الله أن يفتح بيننا وبين قومنا بالفاتحة، وإنّا توكلنا عليه. آمين يا رب العالمين.
وأقم الصلاة.
=========
ثم قرأ سيدنا يوسف بن المسيح _عليهما الصلاة والسلام_ من سورة المؤمنين في الركعة الأولى ، وسورة الكوثر في الركعة الثانية ، ثم جمع العصر .
=========
=========
============
الجزء الثالث من شرح البسملة:
10 يناير 2020:
قال سيّدنا يوسف ابن المسيح_عليهما الصلاة و السلام_:السلام عليكم ورحمة الله تعالى و بركاته ،آذان.
قام بلال اليوسفين برفع الآذان:
اللهُ أكبرُ اللهُ أكبر
اللهُ أكبرُ اللهُ أكبر
أشهدُ أن لا إله إلا الله
أشهدُ أن لا إله إلا الله
أشهدُ أنَّ محمَّداً رسولُ الله
أشهدُ أنَّ محمَّداً رسولُ الله
حيَّ على الصلاة
حيَّ على الصلاة
حيَّ على الفلاح
حيَّ على الفلاح
اللهُ أكبرُ اللهُ أكبر
لا إله إلا الله
ثم دعا نبي الله بالدعاء التالي : اللهم رب هذه الدعوة التامة ، والصلاة القائمة ، آت محمدا الوسيلة والفضيلة ، وابعثه اللهم مقاما محمودا الذي وعدته . ثم قام سيدنا يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام خطيبا فقال : الحمد لله - الحمد لله وحده - الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد ومن تبعه من أنبياء عهده وبعد،لدينا اليوم الجزء الثالث و الأخير من كلام المسيح الموعود_عليه الصلاة و السلام_في شرح البسملة من كتاب إعجاز المسيح،يقول المسيح الموعود:
ثم نكرّر خلاصة الكلام في تفسير (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ)، فاعلم أن اسم الله اسمٌ جامد لا يعلم معناه إلا الخبير العليم، وقد أخبر - عزّ اسمُه - بحقيقة هذا الاسم في هذه الآية، وأشار إلى أنه ذاتٌ متّصفة بالرحمانية والرحيمية، أي متصفة برحمةِ الامتنان ورحمةٍ مقيَّدةٍ بالحالة الإيمانية، وهاتان رحمتان كماءٍ أصفى وغذاءٍ أحلى من منبع الربوبية. وكل ما هو دونهما من صفات فهو كشُعَبٍ لهذه الصفات، والأصلُ رحمانية ورحيمية وهما مظهَرُ سِرِّ الذات. ثم أُعطِيَ منهما نصيبٌ كامل لنبيِّنا إمامِ النهج القويم، فجعل اسمه محمَّدًا ظِلَّ الرحمن، واسمه أحمدَ ظِلَّ الرحيم. والسرّ فيه أن الإنسان الكامل لا يكون كاملاً إلا بعد التخلّق بالأخلاق الإلهية وصفات الربوبية، وقد علِمتَ أن أمر الصفات كلها تؤول إلى الرحمتين اللتين سمّيناهما بالرحمانية والرحيمية. وعلِمتَ أن الرحمانية رحمةٌ مطلَقة على سبيل الامتنان، ويَرِدُ فيضانُها على كل مؤمن وكافر بل كل نوع الحيوان، وأمّا الرحيمية فهي رحمةٌ وجوبية من الله أحسنِ الخالقين، وجبتْ للمؤمنين خاصة من دون حيوانات أخرى والكافرين. فلزم أن يكون الإنسان الكامل.. أعني محمدًا.. مظهرَ هاتين الصفتين، فلذلك سُمّي محمَّدًا وأحمدَ من رب الكونَين، وقال الله في شأنه: (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ)، فأشار الله في قوله: (عَزِيزٌ) وفي قوله: (حَرِيصٌ) إلى أنه - عليه السلام - مظهرُ صفته الرحمن بفضله العظيم، لأنه رحمة للعالمين كلهم ولنوع الإنسان والحيوان وأهل الكفر والإيمان.
ثم قال: (بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ)، فجعله رحمانًا ورحيمًا كما لا يخفى على الفهيم، وحمِده وعزا إليه خُلُقًا عظيمًا من التفخيم والتكريم، كما جاء في القرآن الكريم. وإنْ سألتَ ما خُلقه العظيم فنقول إنه رحمن ورحيم، ومُنِحَ هو - عليه الصلاة - هذين النورَين وآدمُ بين الماء والطين، وكان هو نبيًّا وما كان لآدمَ أثرٌ من الوجود ولا من الأديم. وكان الله نورًا فقضى أن يخلق نورًا فخلق محمدًا الذي هو كدُرٍّ يتيم، وأشركَ اسمَيه في صفتَيه ففاق كلَّ مَن أتى اللهَ بقلب سليم، وإنهما يتلألآن في تعليم القرآن الحكيم. وإنّ نبيّنا مركَّبٌ مِن نورِ موسى ونورِ عيسى كما هو مركَّب من صفتَي ربنا الأعلى، فاقتضى التركيب أن يُعطى له هذا المقام الغريب، فلأجل ذلك سمّاه الله محمّدًا وأحمد، فإنه ورث نور الجلال والجمال وبه تفرّدَ، وإنه أُعطِيَ شأن المحبوبين وجَنان المحِبِّين، كما هو من صفتَي رب العالمين، فهو خير المحمودين وخير الحامدين. وأشركه الله في صفتيه، وأعطاه حظًّا كثيرًا من رحمتَيه، وسقاه من عينيه، وخلَقه بيديه، فصار كقارورة فيها راح، أو كمشكاة فيها مصباح. وكمِثل صفتَيه أنزلَ عليه الفرقان، وجمع فيه الجلال والجمال وركّب البيانَ، وجعله سلالةَ التوراة والإنجيل، ومرآةً لرؤية وجهه الجليل والجميل. ثم أعطى الأمّةَ نصيبًا من كأس هذا الكريم، وعلّمهم مِن أنفاس هذا المتعلّم من العليم، فشرِب بعضهم مِن عين اسمِ محمّد التي انفجرت من صفة الرحمانية، وبعضُهم اغترفوا مِن ينبوع اسمِ أحمدَ الذي اشتمل على الحقيقة الرحيمية. وكان قدرًا مقدّرًا من الابتداء ووعدًا موقوتًا جاريًا على ألسُن الأنبياء، أنّ اسم أحمد لا تتجلى بتجلٍّ تامٍّ في أحدٍ من الوارثين إلا في المسيح الموعود الذي يأتي الله به عند طلوع يوم الدين وحشر المؤمنين، ويرى الله المسلمين كالضعفاء، والإسلامَ كصبيٍّ نُبِذَ بالعراء، فيفعل لهم أفعالاً من لدنه وينْزل لهم من السماء، فهناك تكون له السلطنةُ في الأرض كما هي في الأفلاك، وتهلك الأباطيلُ مِن غير ضرب الأعناق وتنقطع الأسباب كلها وترجع الأمور إلى مالِك الأملاك. وعدٌ من الله حقٌّ كمثلِ وعدٍ تمَّ في آخرِ زمنِ بني إسرائيل، إذ بُعث فيهم عيسى بن مريم فأشاع الدين مِن غير أن يقتل مَن عصى الرب الجليل. وكان في قدر الله العليّ العليم، أن يجعل آخِرَ هذه السلسلة كآخر خلفاءِ الكليم، فلأجل ذلك جعَل خاتمةَ أمرها مستغنيةً مِن نصر الناصرين، ومظهرًا لحقيقة (مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ)، كما يأتي تفسيره بعد حين.
ومِن تَتَمّةِ هذا الكلام أن نبيَّنا خيرَ الأنام، لمّا كان خاتمَ الأنبياء وأصفى الأصفياء، وأحبَّ الناس إلى حضرة الكبرياء، أراد الله سبحانه أن يجمع فيه صفتَيه العظيمتين على الطريقة الظِلّيّة، فوهب له اسمَ محمدٍ وأحمدَ ليكونا كالظِّلَّين للرحمانية والرحيمية، ولذلك أشار في قوله: (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) إلى أن العابد الكامل يُعطَى له صفاتُ ربّ العالمين، بعد أن يكون من العابدين الفانين. وقد علمتَ أن كل كمال من كمالات الأخلاق الإلهية، منحصرٌ في كونه رحمانًا ورحيمًا ولذلك خَصَّهما الله بالبسملة. وعلمتَ أن اسم محمد وأحمد قد أُقيما مقامَ الرحمن والرحيم، وأودعهما كلَّ كمال كان مخفيّا في هاتين الصفتين من الله العليم الحكيم، فلا شك أن الله جعل هذين الاسمين ظلَّيْن لصفتيه، ومظهرين لسيرتيه، ليُرِيَ حقيقةَ الرحمانية والرحيمية في مرآة المحمدية والأحمدية. ثم لما كان كُمَّلُ أُمّتِه عليه السلام((يعني ناس يسعون إلى الكمال من أمة إيه؟الأسلام))من أجزائه الروحانية وكالجوارح للحقيقة النبوية، أراد الله لإبقاء آثار هذا النبي المعصوم، أن يوّرثهم هذين الاسمين كما جعلهم ورثاء العلوم((اي أن النبوة مستمرة))، فأدخل الصحابةَ تحت ظلّ اسمِ محمدٍ الذي هو مظهر الجلال، وأدخلَ المسيحَ الموعود تحت اسمِ أحمدَ الذي هو مظهر الجمال. وما وجد هؤلاء هذه الدولة إلا بالظِلّيّة((اي بانعكاس من محمد _عليه السلام_،من أنوار محمد،أنعكست تلك الأنوار على أتباعه،منهم من يصيب مقام النبوة)) وما وجد هؤلاء هذه الدولة إلا بالظِلّيّة، فإذنْ ما ثَمَّ شريكٌ على الحقيقة. وكان غرض الله مِن تقسيم هذين الاسمين، أن يفرّق بين الأمّة ويجعلهم فريقين، فجعل فريقًا منهم كمثل موسى مظهر الجلال، وهم صحابة النبي الذين تصدَّوا أنفسهم للقتال، وجعل فريقًا منهم كمثل عيسى مظهر الجمال، وجعل قلوبَهم ليّنةً وأودعَ السلمَ صدورَهم وأقامهم على أحسن الخصال، وهو المسيح الموعود والذين اتّبعوه من النساء والرجال،((اي أن مقام النبوة يصل إليه النساء و الرجال)) فتمّ ما قال موسى وما فاهَ بكلامٍ عيسى وتمّ وعدُ الربّ الفعّال.
الحمدلله،الحمدلله وحده،الحمدلله وحده والصلاة و السلام على محمد و من تبعه من أنبياء عهده و بعد،يتابع المسيح الموعود_عليه الصلاة و السلام_فيقول:
فإن موسى أخبرَ عن صحبٍ كانوا مظهرَ اسمِ محمدٍ نبيِّنا المختار((اي في النبوءة التي تلاقها موسى_عليه السلام في التوراة[أخرج لهم من بين أخوتهم مثيل لك،و اجعل كلامي في فمه]هذه نبوءة سيدنا محمد_عليه الصلاة و السلام في التوراة))فإن موسى أخبرَ عن صحبٍ كانوا مظهرَ اسمِ محمدٍ نبيِّنا المختار، وصوّرَ جلالَ الله القهّار بقوله:
(أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ)، وإن عيسى أخبر عن (آخَرِيْنَ مِنْهُمْ)وعن إمام تلك الأبرار((اي المسيح الموعود))، أعني المسيحَ الذي هو مظهرُ أحمدَ الراحمِ الستّار، ومنبعُ جمال الله الرحيم الغفّار، بقوله: (كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ) الذي هو مُعجِبُ الكُفّار. وكل منهما أخبر بصفاتٍ تُناسب صفاتِه الذاتية((من موسى و عيسى يعني))، واختار جماعةً تُشابهُ أخلاقُهم أخلاقَه المرضية، فأشار موسى بقوله: (أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ) إلى صحابةٍ أدركوا صحبةَ نبيّنا المختار، وأَرَوا شدّةً وغلظةً في المضمار، وأظهروا جلال الله بالسيف البتّار، وصاروا ظِلَّ اسمِ محمد رسول الله القهّار، عليه صلوات الله وأهل السماء وأهل الأرض من الأبرار والأخيار. وأشار عيسى بقوله: (كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ)إلى قومٍ (آخَرِيْنَ مِنْهُمْ) وإمامِهم المسيح، بل ذكَر اسمَه أحمدَ بالتصريح، وأشار بهذا المثل الذي جاء في القرآن المجيد إلى أن المسيح الموعود لا يظهر إلا كنباتٍ ليّنٍ لا كالشيء الغليظ الشديد.
ثم من عجائب القرآن الكريم أنه ذكر اسمَ أحمد حكايةً عن عيسى، وذكَر اسمَ محمد حكايةً عن موسى، ليعلم القارئ أن النبي الجلالي.. أعني موسى.. اختار اسمًا يشابهُ شأنَه، أعني محمدًا الذي هو اسم الجلال، وكذلك اختار عيسى اسمَ أحمد الذي هو اسم الجمال بما كان نبيًّا جماليًّا، وما أُعطِيَ له شيء من القهر والقتال. فحاصل الكلام أن كُلاًّ منهما أشار إلى مثيله التامّ((أي أن محمد مثيل موسى بالتمام،و أن غلام احمد هو مثيل عيسى بالتمام،كذلك هناك أمثال لمحمد و أحمد بإيه؟بأقل من التمام،إذن كلاً منهما أشار إلى إيه؟مثيله الكامل،و كذلك هناك أشارات إلى أمثال لهم،لكن ليسوا بكُمل كمال إيه؟ محمد_عليه الصلاة و السلام،هذا إيه؟هذه قراءة من بين السطور))،فحاصل الكلام أن كُلاًّ منهما أشار إلى مثيله التامّ، فاحفَظْ هذه النكتة فإنها تنجيك من الأوهام، وتكشف عن ساقَي الجلالِ والجمال، وتُرِي الحقيقة بعد رفع الفِدام. وإذا قبِلتَ هذا فدخلتَ في حفظ الله وكِلائه مِن كل دجّال، ونجوتَ من كل ضلال.
وأقم الصلاة.
استووا استقيموا
تماسوا تراحموا
=========
ثم قرأ سيدنا يوسف بن المسيح _عليهما الصلاة والسلام_ بداية سورة الفرقان في الركعة الأولى ، وسورة الكوثر في الركعة الثانية ، ثم جمع العصر .
=========
ختام إعجاز المسيح:
20 مارس 2020:
قال سيّدنا يوسف ابن المسيح_عليهما الصلاة و السلام_:السلام عليكم ورحمة الله تعالى و بركاته ،آذان.
قام بلال اليوسفين برفع الآذان:
اللهُ أكبرُ اللهُ أكبر
اللهُ أكبرُ اللهُ أكبر
أشهدُ أن لا إله إلا الله
أشهدُ أن لا إله إلا الله
أشهدُ أنَّ محمَّداً رسولُ الله
أشهدُ أنَّ محمَّداً رسولُ الله
حيَّ على الصلاة
حيَّ على الصلاة
حيَّ على الفلاح
حيَّ على الفلاح
اللهُ أكبرُ اللهُ أكبر
لا إله إلا الله
ثم دعا نبي الله بالدعاء التالي : اللهم رب هذه الدعوة التامة ، والصلاة القائمة ، آت محمدا الوسيلة والفضيلة ، وابعثه اللهم مقاما محمودا الذي وعدته . ثم قام سيدنا يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام خطيبا فقال : الحمد لله - الحمد لله وحده - الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد ومن تبعه من أنبياء عهده وبعد،لدينا اليوم الخطبة الأخيرة من كتاب إعجاز المسيح من كلام المسيح الموعود_عليه الصلاة و السلام_يقول:
لقد ظهرت معجزة عظيمة
بفضل الله تعالى
ألفَ ألف شكر أشكر الله القادر الأحد، الذي أكرمني بفتح عظيم في هذا الميدان؛ فرغم أنني واجهت في هذه الأيام السبعين عراقيل عديدة، إذ مرضت أثناءها بضع مرات بمرض خطر، كما أصيب بعض الأقارب أيضا بالأمراض، إلا أن هذا التفسير قد اكتمل. ومَن تأمّلَ في أنني دعوتُ آلاف المعارضين للمبارزة ثم ألَّفت هذا التفسير مقابلهم لاستيْقَنَ أنه معجزة عظيمة حتما. وإني لأتساءل: إذا لم تكن هذه معجزة فمن الذي أعجزَ المشايخَ المعارضين عن كتابة التفسير حين دُعُوا لهذه المعركة بكلمات تثير غيرتهم؟ ومن الذي جعل شخصًا مصابًا بالأمراض والأعراض الجسدية - أي أنا العبد الضعيف الذي هو جاهل في نظر المشايخ المعارضين ولا يعرف حسب رأيهم كلمة واحدة صحيحةً من العربية- قادرا على كتابة هذا التفسير العديم النظير بالعربية الفصيحة والبليغة، والذي لن يستطيع المشايخ المعارضون أن يأتوا بمثله ولو أصيبوا بصدمة دماغية في محاولتهم للكتابة. لو كان هذا الأمر بوسع المشايخ المعارضين، أو لو كان نصر الله حليفهم في هذا المضمار، لكان من المفروض أن يُنشَر حتى الآن ألفُ تفسير على الأقل من قِبلهم بحذائي. فما هو جوابهم الآن يا ترى، فقد دعوتهم لكتابة التفسير معتبرًا إياه معيارا للحُكم بيننا وحددتُ لهم مدة سبعين يوما - وهي ليست بقصيرة - وكنت وحيدا وهم ألوف ويُسمَّون علماء العربية وبلغاءها، ومع ذلك فشلوا في كتابة التفسير؟ لو أنهم أعدّوا هذا التفسير وقدّموا الأدلّة ضدّي من سورة الفاتحة لجاءهم الناس أفواجًا. فأيّ قوة خفية كبَّلت أيدي هؤلاء الآلاف وكلَّلت أذهانهم ونزعت منهم العلم والفهم؟ ومن جانب آخر شهدتْ على صدقي بشهادة سورة الفاتحة، وختمتْ على قلوبهم فجعلتْها بليدة وعديمة الفهم، وفضحتْهم أمام ألوف الناس بكشف ثيابهم الوسخة وألبستْني خلعة بيضاء ناصعة نصوع الثلج، وأجلستني على كرسي العزّ والشرف، وخلعتْ عليّ لقب العزة من سورة الفاتحة. وما أدراك ما ذلك اللقب؟ إنما هو: (أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ).
وانظروا إلى فضل الله ورحمته، فقد اشتُرطَ على كِلا الفريقين أن يؤلف هذا التفسير في أربعة أجزاء في سبعين يوما، ولكن هؤلاء الألوف لم يستطيعوا تأليف جزء واحد، أما أنا فلم يوفّقني الله تعالى لتأليف التفسير في أربعة أجزاء فحسب، بل ألّفت اثني عشر جزءا منه.
هنا أسأل المشايخ المعارضين، أليست هذه معجزة؟ وما مبرر عدم اعتبارها معجزة؟ لا أحد في الدنيا يرضى بالذلة ما استطاع إلى ذلك سبيلا، فإذا كانت كتابة التفسير بمقدورهم فلماذا لم يقدروا على ذلك؟ ألا تحضُّ الكلمات التي نشرتُها في الإعلانات أن الفريق الذي لا يقدر على كتابة التفسير في سبعين يوما سيُعَدُّ كاذبا.. ألا تحضّ أيَّ غيور على أن يحرّم على نفسه أيَّ عمل آخر ليكمل العمل الذي يشكّل له تهديدا حتى لا يُعَدَّ من الكاذبين؟ ولكنْ أَنَّى لهم أن يواجهوا؟ وكيف يمكن أن يُرَدّ قول الله تعالى: (كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي)؟ لقد أراد الله سبحانه وتعالى أن يُتمّ عليهم الحجة للأبد بأنهم لا يستطيعون أن ينجزوا شيئا مقابل شخص واحد، وهم ألوف ويُدعَون علماء ومشايخ، ومع ذلك لا يرتدعون عن تكفيره. ألم يكن محتوما عليهم أن يكونوا كاملين علمًا قبل أن يتجاسروا على التكفير؟ لا جرم أن معارضة المبعوث الرباني - الذي يُري آية تلو آية - بالاعتماد على فتوى هؤلاء الألوف الذين آلت حالتهم إلى أنهم لم يقدروا مجتمعين على مواجهة شخص واحد إذ لم يستطيعوا تأليف التفسير في أربعة أجزاء، إنما هو فعل الأشقياء حقًا.
وأقول في الأخير إن من دواعي الشكر أيضا أنه قد تحققت بهذه المناسبة إحدى نبوءات النبي صلى الله عليه وسلم أيضا، وبيانها أنني اضطررتُ في الأيام السبعين هذه لجمع الصلوات - التي يجوز جمعها- إما نتيجةً للأمراض التي لازمتني، أو تعويضًا عن انقطاعي أيامًا عديدة عن كتابة التفسير نتيجة الأمراض. وبذلك قد تحققت نبوءة النبي_صلى الله عليه و سلم_ الواردة في "الدر المنثور"، و"فتح الباري"، و"تفسير القرآن العظيم لابن كثير"، حيث جاء فيها: "تُجمَع له الصلاةُ".. أي للمسيح الموعود.
فليخبرْنا الآن المشايخ المعارضون، ألم تتحقق هذه العلامة الخاصة بالمسيح الموعود بتحقُّق هذه النبوءة النبوية؟ وإلا فليأتوا بنظير شخص ادّعى أنه هو المسيح الموعود ثم جمَع بين الصلوات شهرين، أو فليأتوا بنظير شخص كهذا وإن لم يقم بهذه الدعوى أيضا. والسلام على من اتبع الهدى.
المعلن ميرزا غلام أحمد القادياني
20 شباط/ فبراير 1901
الحمدلله،الحمدلله وحده،الحمدلله وحده و الصلاة و السلام على محمد و من تبعه من أنبياء عهده و بعد،يقول المسيح الموعود_عليه الصلاة و السلام_:
وإني أعلمُ كعلم المحسوسات والبديهيات، أني أُرسلتُ من ربي بالهدايات والآيات، وقد أُوحيَ إليّ إلى مدّة هي مدّةُ وحيِ خاتمِ النبيين، وكُلّمتُ قبل أن أَزْنَأَ من الأربعين، إلى أن زَنَأْتُ للستين. وهل يجوز تكذيب رجلٍ ضاهتْ مدّتُه مدّةَ نبيّنا المصطفى؟ وإن الله قد جعل تلك المدّة دليلا على صدق رسوله المجتبى، وسمعتُ إنكاره من بعض الناس، وما قبلوا هذا الدليل بلمّة من الوسواس الخنّاس، فاكتَلأَتْ عيني طول ليلي، وجرت مِن عيني عينُ سيلي، فكلّمني ربي برحمته العظمى، وقال قُلْ: (إِنَّ هُدَى اللهِ هُوَ الْهُدَى). فله الحمد وهو المولى، وهو ربّي في هذه وفي يومٍ تُحشرُ كلُّ نفسٍ لتُجزَى.
رَبِّ انزِلْ على قلبي، واظهَرْ مِن جيبي بعد سلبي، واملأْ بنور العرفان فؤادي. ربّ أنت مُرادي فآتِني مرادي، ولا تُمِتْني موتَ الكلاب، بوجهك يا رب الأرباب. رب إني اخترتك فاختَرْني، وانظرْ إلى قلبي واحضُرْني، فإنك عليم الأسرار، وخبير بما يُكتَم من الأغيار. ربّ إنْ كنتَ تعلمُ أن أعدائي هم الصادقون المخلصون، فأهلِكْني كما تُهْلَكُ الكذّابون، وإنْ كنتَ تعلم أني منك ومن حضرتك، فقُمْ لنُصرتي فإني أحتاج إلى نصرتك، ولا تُفوِّضْ أمري إلى أعداء يمرّون عليّ مستهزئين، واحفظْني من المعادين والماكرين. إنك أنت راحي وراحتي، وجَنّتي وجُنّتي، فانصرْني في أمري واسمعْ بكائي ورُنّتي، وصَلِّ على محمدٍ خير المرسلين، وإمام المتّقين، وهَبْ له مراتبَ ما وهبتَ لغيره من النبيين. ربّ أَعْطِه ما أردتَ أن تُعطيني من النعماء، ثم اغفِرْ لي بوجهك وأنت أرحم الرحماء. والحمد لك على أن هذا الكتاب قد طُبع بفضلك في مدّةِ عِدّةِ العَين، في يوم الجمعة وفي شهرٍ مباركٍ بين العيدَين. ربّ اجعلْه مباركًا ونافعًا للطُلاّب، وهاديًا إلى طريق الصواب، بفضلك يا مُجيبَ الداعين. آمين ثم آمين.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
=========
ثم قرأ سيدنا يوسف بن المسيح _عليهما الصلاة والسلام_من سورة هود، ثم جمع العصر .
=========
=================
د.محمدربيع طنطاوي-عاوز
أقول للناس و خصوصا المسلمين ما تخافوش من الملحدين و لا حتى تخافوا انهم
يدعوا لالحادهم , ليه بقى؟ لأنّ الملحد ده هو عبارة عن الألم و الهزة
العنيفة التي ستحرك ايمانك أيها المسلم الغافل و تجعلك تضطرب و تصرخ باحثا
عن العلاج , و بما أنّ الدليل و الرد و
العلاج عندنا
نحن اليوسفيين أتباع المسيح الموعود فاطمئنوا لأنّ ذلك سيؤدي بكم حتما
لدعوتنا لكي تعطيكم الأمان و الاطمئنان بعد رجف الملحدين بكم , و هذه
العملية هي نوع من التدافع المقدس الذي يحرك الماء الراكد و يغربل القطيع و
يوقظ الغافل و النائم و يصفي الصف فتعود و تستشعر قيمة دينك و ايمانك الذي
كاد الملحد ان يسلبه منك بقوة حركة المسيح الدجال التي أنبأ عنها الرسول ,
كمثل مصلّح اطارات َأَحَبُّ ما يتمنى هو ان تسير السيارات في طريق به كثير
من المسامير فتنخرق اطاراتها فتضطر للذهاب للمصلّح و نحن لسنا أي مصلّح ,
نحن مصلحون إلاهِيّون معنا الدليل و النبوة و التاريخ و الحاضر و استشراف
المستقبل , تألموا من كلام الملحدين فنحن المنقذون الراسخون . يوسف بن
المسيح , مصر .
==============================
خطبة الجمعة قتل ليكرام :
9 اغسطس 2019:
صلاة
الجمعة لخليفة المسيح الموعود يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام يقول عليه السلام : السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ، أذان .
قام بلال اليوسفيين مروان برفع الأذان :
الله اكبر الله اكبر
الله اكبر الله اكبر
اشهد ان لا اله الا الله
اشهد ان لا اله الا الله
اشهد ان محمدا رسول الله
اشهد ان محمدا رسول الله
حى على الصلاة
حى على الصلاة
حى على الفلاح
حى على الفلاح
الله اكبر الله اكبر
لا اله الا الله
ثم دعا نبي الله بالدعاء التالي : اللهم رب هذه الدعوة التامة ، والصلاة القائمة ، آت محمدا الوسيلة والفضيلة ، وابعثه اللهم مقاما محمودا الذي وعدته . ثم قام سيدنا يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام خطيبا فقال : الحمد لله - الحمد لله وحده - الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد ومن تبعه من أنبياء عهده وبعد ; لدينا اليوم في يوم التروية من الايام المباركة في هذه الخطبة المباركة كلام من كلام الامام المهدي الحبيب عليه الصلاة والسلام يشرح فيه آية عظمى من آيات صدقه وهي موت ليكرام الهندوسي ، يقول المسيح الموعود من كتاب نجم الهدى : وتفصيل هذه القصة أنه لما فصَل من هذه البُقعة، جعل يصرّ على تطلُّبِ آيِ الرحمن، مع السبّ والشتم وكثير من الهذيان. فخررتُ أمام الحضرة، وتبصبصتُ لله ذي العزّة، ودعوت الله في آناء الليل بالتضرّع والابتهال، وأقبلت على ربّي بذوبان المُهْجة وتكسُّر البال. فألهمني ربّي أنه سيُقَتل بعذاب شديد، بحَرْبة في ستّ سنةٍ في يومٍ قرب يوم العيد، بإذن الله الوحيد. فأخبرتُه عن هذا الإلهام، فما خاف بل زاد في السبّ وتوهين الإسلام، وكتب إليّ أني أُلهمتُ أنك تموت بالهَيضة إلى ثلاث سنةٍ، وطبَع هذا النبأ وشهّره وأشاعه في أقوام مختلفة، وأرسل إليّ أوراقه التي كانت كأضحوكة، وكتَبه في بعض كُتُبه وذكَره في محافل غير مرّة. فكتبتُ إليه أن الأمر في أيدي الرحمن، فإن كنتَ صادقا فيُري صدقَك أهلَ الزمان. وإن كان الصدق في قولي فسيُظهِره بالفضل والإحسان. إنه مع الذين اتقوا
والذين صدقوا في القول والبيان، إنه لا ينصر الكاذبين.
فمضى زمان على نَبَئِه الكاذب بخير وعافية، وما تغيّرَ منا جزء من شعرة واحدة. ولما قرُب ميقات ربي في أمر حِمامه، وأتتْ عليه السنة الخامسة من أيامه، وكان يضحك ويقيس إلهامي على زُور كلامه، اتفق أنه دخل عليه رجل من السافرين، وأظهر أنه كان من قومه الآريين، (( اي الهندوس )) ثم أدخلَه في الإسلام بعضُ الخادعين، والآن جاء متندّمًا كالطالبين الخائفين، ويريد أن يرجع إلى دين آبائه ويترك المسلمين. ومدَحه وقال أنت كذا وكذا وللقوم كالرأس، وأيقظتَ كثيرا من النعاس، وقد انتشر ذكرك وسُمع كمالك في الردّ على الإسلام، فجئتك من أقصى البلاد لأستفيض من فيضك التام. والناس منعوني فما استقلتُ من الإرادة، ووصلتُ حضرتك للاستفادة,بيد أني أسير في بعض الشبهات,وأرجو أن تُقيل لي عِثاري وتكشِف عُقَدَ المعضلات، ثم أدخُل في دين آبائي وأترك الإسلام، فهذا هو الغرض وما أطوّل الكلام.
فأمعنَ" لَيكرام" نظره في توسّمه، وسرّح الطرفَ في ميسمه، فلبّس عليه أمرَه قدرُ الرحمن، وظن أنه من الصادقين ومن الإخوان. فتلقّاه مرحّبًا وقال رجعتَ إلى دار الفلاح، وامتزجَ به كالماء والراح. وانزله في كنف الاهتمام، وتصدّى له بالإعزاز والإكرام. ثم جعل يخبر قومَه كالفرحين المبشّرين، وينادي أنه ارتدّ من دين المسلمين. وأكل معه وتغذّى، وما درى أنه سيتردّى. وكان هو يُخفي مولده ومنبعه، لكي يجهل مربعه، وكان يسير في المِصْر موارياً عن الخَلْق عيانه،ومُخفيًا مَقَرَّه ومكانه. حتى انتهى الأمر إلى يوم موعود، فدخل عليه على غرارته كمحب وودود، وأمهلَه ريثما يصفو الوقت من الحُضّار، ويذهب مَن جاء من الزُوّار. ثم سطا عليه كرجل فاتك كميشِ الهيجاء، وجنّبه بسكينِ بلغ إلى الأحشاء، وأشرعَه إلى الأمعاء، حتى قطعها وتركها في سيل الدم كالغثاء. وكان هذا يومٌ بعدَ يوم العيد كما قُرّر من الله في المواعيد. وإذا ظن القاتل أنه أخرج نفْسَه الخسيسة، (( عندما تأكد يعني )) فهرب وترك داره الخبيثة، ثم غاب عن أعين الناس كالملائكة، وما رآه أحد إلى هذه المدة، فما أعلمُ أصَعِدَ إلى السماء، أو ستره الله بالرداء.
وأما المقتول فدُقَّ بجروح، ولكن كانت فيه بقيّةُ روح، وقال احملوني إلى دار الشفاء، فحملوه وما وجدوا فيه أحدًا من الأطباء، فقال يا أسفي على قسمتي، قد غاب الأطباء مِن شِقوتي. ثم جاءه
الطبيب بعد تمادي الأوقات وما بقي فيه إلا رمق الحياة، فعمِل أعمالاً، وما زاد إلا نكالا، وقال الموت شِمِّير والبرء عسير، وانقطع الرجاء وزاد البُرَحاء. حتى إذا جثَم ليلةُ هذه الواقعة، فجعَل الحليلةَ ثيّبًا، وشرِب كأس المَنيّة، ووقع في أحواضِ غُثَيمٍ، ورأى جزاء ظلمٍ وضَيمٍ، وكذلك يجزي الله الظالمين.
فارتفعت الأصوات من البكاء، وبلغ الصراخ إلى السماء. وسمعتُ أن عيناه استعبرتْ في آخر حينه،بما رأى آية الحق بعين يقينه. وأصبح قومه قد طارت حواسّهم، وضلّ قياسهم، بما أباد الله نَجِيَّهم، واسترى الموتُ سَرِيَّهم، وكانوا يتيهون في الأرض مُقْتَرين مستَقْرين، لعلهم يجدوا أثرا مِن قاتلٍ أو يلاقوا بعض المُخبِرين. ولمااستيأسوا فقال بعضهم إن هذا إلا سِرّ ربّ العالمين. ولم يزلْ أسفُهم يتزايد، والأمر عليهم يتكاءَد، وصاروا كالمجانين. وكانوا لا يفرّقون بين الدجى والضحى، وزال تدلُّلُهم من الشَجى، بما تّمت الحجّة عليهم وفدَحهم ديونُ المسلمين، وحسبوا موته نكبة عظيمة، ونائبة عميمة. وأُرجفَ المسلمون وقيل إن "الآرية "سيقتلون أحدًا من سراة الإسلام، ليأخذوا ثأرهم ويشْفوا صدورهم بالانتقام. فأمّن الله المسلمين مما كانوا يُحَذَّرون، وألقى عليهم الرعب (( اي القى على الهندوس ))وألقى عليهم الرعب فكَفُّوا الألسنَ وهم يخافون، وجعَل قلوبهم شتّى فطفقوا تتخاصمون، والله غالب على أمره ولو كانوا لا يعلمون.
ولم تستقمْ لهم ما سوّلوا من المكائد، ثم استأنفوا مكيدة أخرى كالصائد، وأغرَوا الحكّام ليدخلوا داري مفتّشين، ويطلبوا أثرا من القاتلين ٠ فخذل الله أولياء الطاغوت، وردَّ عليهم ما أحكموا من الكيد المنحوت، فرجعوا خائبين كالمجنون المبهوت ٠ ولما لم تضطرم نيرانهم، ولم تنصرهم أوثانهم، استطلعوا أكابرَهم ما عندهم من الآراء، وشاوروهم في أمر الصلح أو المِراء، فقالوا لم تبق قوة وما يُترقّب مِن جهةٍ نصرةٌ. وقال خيارهم: إلى متى هذه التنازعات وقد اختلّ المعاملات؟ ومع ذلك خوَّفهم هولُ الطاعونِ وفُجاءةُ المَنون، فاختاروا السِّلم في هذه الأيام. فالحاصل أن هذه الآية آية عظِيمة من الله العلاّم ٠ هو الله الذي يجيب المضطرَّ إذا دعاه، ولا يخيّب مَن رجاه، ولا يضيّع من استرعاه، له الحمد والجلال والعظمة. ولقد ملكتْنا في آيِه الحيرةُ واغرورقت العين بالدموع، فهل من رشيد ينتفع بهذا المسموع؟ وما هذا إلا إعجازُ خاتم الأنبياء، وشهادةٌ طريّة على صدق نبوّته من حضرة الكبرياء. فتدبّروها يا معشرالسعداء،رحمكم الله في هذه وفي يوم الجزاء.
ولي آيات أخرى قد تركتُها اجتنابا من الطويل,وكفاك هذه إن كنت خائفا من الرب الجليل. واعلم أن الأصول المحكم في معرفة
صدق المأمورين أن تنطر إلى طرقٍ تثبُت بها نبوّة النبيين. وما كان نبي إلا مكَر في أمره المكّارون، وسخِر من آيه المستنكرون، وحقّروا شأنها بل كانوا ما يستهزئون، وقالوا فليأْتِ بآية كما أُرسلَ الأولون، مع أنهم رأوا آياتٍ، وشاهدوا تأييدات. فمن الواجب على الأبرار أن يجتنبوا طرق هذه الكُفّار، ويستقروا سبل المؤمنين, وإن أعرضتم فلن تضرّوا الله شيئا، والله غني عن العالمين.
الحمد لله - الحمد لله وحده - الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد و من تبعه من أنبياء عهده وبعد : يقول المسيح الموعود في خاتمة هذا الكتاب المبين : خاتمة الكتاب اعلموا أن الروايات في المهدي والمسيح كثيرة، وجميعها متخالفة ومتعارضة، وما اطّلعنا على مسانيدِ أكثرِ تلك الآثار، وما علِمنا طرقَ توثيقِ كثير من الأخبار. والقَدَرُ المشترَك. أعني ظهور المسيح الحَكَم المهديّ ثابت بدلائل قطعية، وليس فيه من كملات مشكّكة، وأما غيره من الروايات، ففيها اختلافات وتناقضات حيّرت عقول المحدثين، وأظلمتْ دراية المتقين، وجَنَّ ليلُ الاستهامة على العالِمين. وجمعوا تناقضاتٍ في أقوالهم، وما نقّحوا قولا باستدلالهم، ووقعوا في دُولولٍ كالهائمين. فقيل إن المهدي من بني العباس، وقيل هو من بني الفاطمة التي هي من أزكى الناس. وقيل هو رجل من بني الحسين، وقيل هو من آل رسول الثَقَلَين، وقيل هو رجل من أمة سيد الكونَين. وقيل لا مهديَّ إلا عيسى، وكذلك اختلف في نزول عيسى، فالقرآن يشهد أنه مات ولحِق الموتى، وقيل إنه ينزل من السماوات العُلى، وأنه حيٌّ وما مات وما فنى. وقال قوم إنه مات كما بيّن الفرقان الحميد، ولا يخالفه إلا العنيد، وقال هؤلاء إنه لا
ينزل إلا على طَور البروز، وذهب إليه كثير من المعتزلة وكرام
الصوفية من أهل الرموز. والذين اعتقدوا بنزوله من السماء، فهم اختلفوا في محل النزول وتفرّقوا في الآراء. فقيل إنه ينزل بدمشق عند منارة، ويوافي أهلَه على غَرارة. وقيل ينزل ببعض معسكر الإسلام، وقيل بأرض وطِئها الدجّال وعاثَ في العوام. وقيل إنه ينزل بمكة أم القرى، وقيل ينزل بالمسجد الأقصى، وكذلك قيل أقوال أخرى. وزادت الاختلافات بزيادة الأقوال، حتى صار الوصول إلى الحق كالأمر المحال. وقد ورد في أخبار خير الكائنات عليه أفضل الصلاة والتحيات، أن المسيح يرفع الاختلافات، ويجعله الله حَكَمًا فيحكم فيما شجَر بين الأمّة من اختلاف الآراء والاعتقادات. فالذين يحكّمونه في تنازعاتهم (ثم لا يَجِدوا في أنفسِهِم حَرَجًا) مما قضى لرفعِ اختلافاتهم، بل يقبلونه لصفاء نيّاتهم، فأولئك هم المؤمنون حقّا وأولئك من المفلحين.
ويقول الذين أعرضوا حَسْبُنا ما وجدْنا عليه آباءنا، ولو كان آباؤهم من الخاطئين. وعجبوا أن جاءهم مأمور من ربهم وقالوا إنْ هذا إلا من المفترين؛ وقد كانوا من قبل على رأس المائة من المنتظرين،وإنه جاءهم لإعزازهم، وجهّزهم بجِهازهم، وآتاهم ما
يفحم قومًا مفسدين. أما عرفوا وقته أو جاء عندهم في غير حين؟ وإن أيام الله قد أتتْ، وقرُب يوم الفصل، فبُشرى للذين يقبلونه شاكرين. يريدون أن يطأوا ما أراد الله أن يُعليه، ويجادلون بغير علم وبرهان مبين. وكتب الله أن يجعل عباده المرسلين غالبين، فليحاربوا الله إن كانوا قادرين. وما كان الأمر مشتبها، ولكن قست قلوبم فصاروا كالعمين.
أيها الناس.. لِمَ تكفُرون بآيات الله وقد رأيتموها بأعينكم؟ أليس فيكم رشيد أمين؟ وإنكم سخِرتم من عبد الله المأمور، وكِدْتم تقتلونه بالسيف المشهور، ولكن الله ألقى عليكم رُعْبَ السلطنة، ولولا هذه لسطوتم على عباد الله المرسلين. وقد تبيّنَ الحق، فسوّلت لكم أنفسكم معاذير وما أمعنتم كالخاشعين، فنفوّض أمرنا إلى الله وهو أحكم الحاكمين.
راقم: ميرزا غلام أحمد القادياني، ضلع كورداسبور بنجاب — ٢۰ نوفمبر سنة ١٨٩٨م
وأقم الصلاة.
=========
ثم قرأ سيدنا يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام من غافر في الركعتين ، ثم جمع العصر .
=========
الأزلام:8 يناير 2020:
قال سيدنا يوسف بن المسيح_عليهما الصلاة و السلام_:عاوزين/تريدون تعرفوا معنى كلمة الأزلام،قولي كده الآية رفيدة[رفيدة:﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾]أحسنت،قول كده بالراحة/على مهل كل كلمة.[رفيدة:﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ
فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾]طيب،الخمر:هو كل ما أذهب العقل،تمام؟هو المحرم في إيه؟في لغة الأسلام،إيه تاني؟ الميسر:اللي هو القمار،اللعب على فلوس ده مُحرم،لأنه بيورث البغضاء،تمام؟،و الأنصاب:دي عادة جاهلية، الوثنيين كانوا بيعملوها زمان،إيه؟بيعملوا مكان بيحطوا/يضعون مثلا عليه علامة معينة كده،مبنى معين كده،و بيدبحوا عنده لغير الله عز و جل،تمام؟يسمى الأنصاب،تمام؟و هذا لا يجوز،تمام؟الأزلام بقى إيه؟كلمة الأزلام دي/هذه كلمة عظيمة جداً،ومهمة جداً،في معناها و في أصوات كلماتها و حروفها،خلاص؟،دلوقتي إيه؟بيقلك،كان في كلام دارج دلوقتي بيقلك إيه؟هذا العدو و أزلامه،أو أزلامُه،الأزلام:اللي هما إيه؟ الناس الهمج، اللي هما الأتباع اللي ملهومش/ليس لهم أي قيمة،و لا ليهم اي رأي،و لا وزن،تمام؟أو اللي هما إيه؟بيفذوا الأعمال القذرة لهذا الإيه؟الرجل،أو هذا الإيه؟ الخبيث،تمام؟،طيب كلمة أزلام أصلاً في إيه؟في الجاهلية،عبارة عن إيه؟الأدوات اللي كان السحرة أو الكهنة بيتسخدموها لمحاولة معرفة إيه؟مصير الانسان أو مستقبله أو الإيه؟الغيب،لكنهم إيه؟طبعاً كاذبين ،بنص القرآن الكريم،طيب،زاي مثلاً إيه؟ الأقداح،رمي القداح،و الحصى أو كده،كل دي يسمى الأزلام،تمام؟،اصل الكلمة دي في أصوات الحروف إيه بقى؟ من الزلل و اللوم،الزلل و إيه؟اللوم،لأن الانسان لما أن يزلل فلا يلومن إلا نفسه،من الذي يجعله يزلل؟الشيطان،و عُباد الشيطان،و أتباع الشيطان،و أولياء الشيطان،من الكهنة و السحرة و المجرمين،فهؤلاء يستخدمون أدوات خبيثة،لكي يجعلوا الانسان يزلل،ثم لما أن يزلل،يلوم نفسه،يندم،لذلك الشيطان يجعل الانسان يقع في الذنب ثم يجعله يندم،و يزيده إيه؟كآبة و ألم و ضيق،تمام؟
إذن الأزلام كل ما جعل الانسان يزلل و إيه؟ثم يندم،يلوم نفسه،تمام؟.
و الزين ،صوت الزاي هو صوت الإيه؟الذنب في الرؤيا،تمام؟الزلل،الزلل هو الذنب،تمام؟
و صوت الزين=الأزيز تمام؟ المتكرر ككرة زجاجية،على سطح أملس في تردد سريع،هذا الصوت في الرؤيا بمعنى إيه؟الذنب.تمام؟،إذن الأزلام هو الزلل و الندم.
هذا و صل اللهم و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم.
الجزء الثاني من تفسير آية الفيوض الأربعة:
24 يناير 2020:
=====================
صلاة الجمعة لخليفة المسيح الموعود يوسف بن المسيح _عليهما الصلاة والسلام _يقول عليه السلام : السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ، أذان .
قام
بلال اليوسفيين مروان برفع الأذان :
الله اكبر الله اكبر
الله اكبر الله اكبر
اشهد ان لا اله الا الله
اشهد ان لا اله الا الله
اشهد ان محمدا رسول الله
اشهد ان محمدا رسول الله
حى على الصلاة
حى على الصلاة
حى على الفلاح
حى على الفلاح
الله اكبر الله اكبر
لا اله الا الله
ثم دعا نبي الله بالدعاء التالي : اللهم رب هذه الدعوة التامة ، والصلاة القائمة ، آت محمدا الوسيلة والفضيلة ، وابعثه اللهم مقاما محمودا الذي وعدته . ثم قام سيدنا يوسف بن المسيح _عليهما الصلاة والسلام _خطيبا فقال : الحمد لله - الحمد لله وحده - الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد ومن تبعه من أنبياء عهده وبعد ; تحدثنا في الخطبة السابقة عن وحي الله و فيض الله سبحانه و تعالى من خلال صفتي"الرب و الرحمن"و نكمل اليوم كلام المسيح الموعود _عليه الصلاة و السلام _في صفتي "الرحيم و مالك يوم الدين" يقول المسيح الموعود _عليه الصلاة و السلام_: ثم بعد ذلك فيضٌ خاصٌّ وهو فيضُ صفة الرحيمية، ولا ينْزل هذا الفيض إلا على النفس التي سعَى سعيَها لكسب الفيوض المترقَّبة، ولذلك يختص بالذين آمنوا وأطاعوا ربًّا كريمًا، كما صُرّح في قوله تعالى: (وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا) فثبت بنصّ القرآن أن الرحيمية مخصوصة بأهل الإيمان، وأما الرحمانية فقد وسعتْ كلَّ حيوان من الحيوانات، حتى إن الشيطان نال نصيبًا منها بأمر حضرة رب الكائنات. وحاصل الكلام أن الرحيمية تتعلق بفيوضٍ تترتب على الأعمال، ويختص بالمؤمنين من دون الكافرين وأهل الضلال.
ثم بعد الرحيمية فيضٌ آخر وهو فيض الجزاء الأَتمّ والمكافاة، وإيصال الصالحين إلى نتيجة الصالحات والحسنات، وإليه أشار عزّ اسمه بقوله: (مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ). وإنه آخر الفيوض من رب العالمين، وما ذُكر فيضٌ بعده في كتاب الله أعلم العالِمين. والفرق في هذا الفيض وفيض الرحيمية، أن الرحيمية تبلِّغ السالك إلى مقام هو وسيلة النعمة، وأمّا فيض المالكية بالمجازاة، فهو يبلِّغ السالك إلى نفس النعمة وإلى منتهى الثمرات وغاية المرادات وأقصى المقصودات. فلا خفاء أن هذا الفيض هو آخر الفيوض من الحضرة الأحدية، وللنشأة الإنسانية كالعلّة الغائية، وعليه يتمّ النعم كلها وتستكمل به دائرة المعرفة ودائرة السلسلة. ألا ترى أن سلسلة خلفاء موسى انتهت إلى نُكتةِ (مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ)، فظهر عيسى في آخرها وبُدِّلَ الجور والظلم بالعدل والإحسان مِن غير حرب ومحاربين، كما يُفهَم من لفظ الدِّين، فإنه جاء بمعنى الحلم والرفق في لغة العرب وعند أدبائهم أجمعين. فاقتضت مماثلةُ نبيّنا بموسى الكليم، ومشابهةُ خلفاء موسى بخلفاء نبيِّنا الكريم، أن يظهَر في آخر هذه السلسلة رجلٌ يشابهُ المسيحَ، ويدعو إلى الله بالحلم ويضع الحربَ ويُقرِبُ السيفَ المُجِيحَ، فيحشُر الناسَ بالآيات من الرحمن، لا بالسيف والسنان، فيشابهُ زمانُه زمانَ القيامة ويومَ الدين والنشور، ويملأ الأرضَ نورًا كما مُلئت بالجور والزور. وقد كتب الله أنه يُرِي نموذجَ يوم الدين قبل يوم الدين، ويحشر الناس بعد موت التقوى، وذلك وقت المسيح الموعود وهو زمان هذا المسكين، وإليه أشار في آية (يَوْمِ الدِّيْن)، فليتدبّرْ من كان من المتدبّرين.
وحاصل الكلام أن في هذه الصفات التي خُصّت بالله ذي الفضل والإحسان، حقيقةً مخفيّةً ونبَأً مكتومًا من الله المنّان، وهو أنه تعالى أراد بذكرها أن يُنبِئَ رسولَه بحقيقة هذه الصفات، فأرَى حقيقتَها بأنواع التأييدات، فربّى نبيَّه وصحابتَه فأثبت بها أنه رب العالمين. ثم أتمّ عليهم نعماءه برحمانيته مِن غير عمل العاملين، فأثبتَ بها أنه أرحم الراحمين. ثم أراهم عند عَملهم برحمةٍ منه أياديَ حمايته، وأيّدهم بروح منه بعنايته، ووهب لهم نفوسا مطمئنة، وأنزلَ عليهم سكينة دائمة. ثم أراد أن يُرِيَهم نموذجَ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ، فوهب لهم المُلك والخلافة وأَلحقَ أعداءهم بالهالكين، وأهلكَ الكافرين وأزعجَهم إزعاجًا، ثم أرى نموذج النشور فأخرج من القبور إخراجًا، فدخلوا في دين الله أفواجًا، وبدَروا إليه فُرادى وأزواجًا. فرأى الصحابةُ أمواتًا يُلْفُون حياةً، ورأوا بعد المَحْل ماءً ثجّاجًا. وسُمِّيَ ذلك الزمان يومَ الدين، لأن الحق حصحص فيه ودخل في الدين أفواج من الكافرين.
ثم أراد أن يُري نموذجَ هذه الصفات في آخَرين من الأُمّة، ليكون آخِرُ المِلّة كمثل أوّلِها في الكيفية، وليتمّ أمرُ المشابهة بالأمم السابقة، كما أُشير إليه في هذه السورة، أعني قوله: (صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ)، فتدبّرْ ألفاظَ هذه الآية.
الحمد لله - الحمد لله وحده - الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد و من تبعه من أنبياء عهده وبعد : يقول المسيح الموعود:
وسُمّيَ زمان المسيح الموعود يومَ الدين، لأنه زمان يحيا فيه الدين، وتُحشَر الناسُ ليقبَلوا باليقين. ولا شك ولا خلاف أنه رَبَّى زماننا هذا بأنواع التربية((ولا شك ولا خلاف أنه رَبَّى زماننا هذا بأنواع التربية)) وأرانا كثيرًا من فيوض الرحمانية والرحيمية، كما أرى السابقين من الأنبياء والرسل وأرباب الولاية والخُلّة، وبقِيت الصفة الرابعة من هذه الصفات، أعني التجلّي الذي يظهَر في حُلّة مَلِكٍ أو مالِكٍ في يوم الدين للمجازاة، فجعَله للمسيح الموعود كالمعجزات، وجعله حَكَمًا ومَظهَرًا للحكومة السماوية بتأييد من الغيب والآيات. وستعلم عند تفسيرِ (أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ)هذه الحقيقةَ، وما قلتُ مِن عند نفسي بل أُعطيتُ من لدن ربي هذه النكاتِ الدقيقة، ومَن تدبّرَها حق التدبر وفكّر في هذه الآيات، علِم أن الله أخبر فيها عن المسيح ومن زمنه الذي هو زمن البركات.
ثم اعلم أن هذه الآيات قد وقعتْ كحَدٍّ مُعرِّفٍ للهِ خالقِ الكائنات، وإنْ كان الله تَعالَى ذاتُه عن التحديدات. ومن هذا التعليم والإفادة يتضح معنى كلمةِ الشهادة((ومن هذا التعليم والإفادة يتضح معنى كلمةِ الشهادة)) التي هي مناط الإيمان والسعادة. وبهذه الصفات استحقّ اللهُ الطاعةَ وخُصَّ بالعبادة، فإنه يُنزِل هذه الفيوض بالإرادة((وبهذه الصفات استحقّ اللهُ الطاعةَ وخُصَّ بالعبادة، فإنه يُنزِل هذه الفيوض بالإرادة))فإنك إذا قلتَ "لا إله إلا الله"، فمعناه عند ذوي الحصاة، أن العبادة لا يجوز لأحدٍ من المعبودين أو المعبودات، إلا لذاتٍ غيرِ مُدرَكة مستجمِعةٍ لهذه الصفات، أعني الرحمانية والرحيمية اللتين هما أوّلُ شرطٍ لموجودٍ مستحِقّ للعبادات.
ثم اعلم أن الله اسمٌ جامد لا تُدرَك حقيقتُه لأنه اسم الذات، والذاتُ ليست من المُدرَكات، وكلُّ ما يقال في معناه فهو من قبيل الأباطيل والخزعبيلات، فإن كُنْهَ البارئ أرفعُ من الخيالات، وأبعدُ من القياسات. وإذا قلتَ "محمدٌ رسول الله"، فمعناه أن محمّدًا مَظهَرُ صفات هذه الذات وخليفتُها في الكمالات، ومُتمِّم دائرة الظلّية وخاتمُ الرسالات.
فحاصلُ ما أُبصِرُ وأَرى أن نبيَّنا خيرَ الورَى، قد ورث صفتَي ربِّنا الأعلى. ثم ورث الصحابة الحقيقةَ المحمدية الجلالية كما عرفتَ فيما مضى، وقد سُلِّمَ سيفُهم في قطعِ دابر المشركين، ولهم ذكرٌ لا يُنسى عند عَبَدة المخلوقين. وإنهم أدّوا حقَّ صفة المحمّدية، وأذاقوا كثيرا من الأيدي الحربية. وبقيتْ بعد ذلك صفة الأحمدية، التي مصبَّغة بالألوان الجمالية، مُحرِقةٌ بالنيران المُحِبّية، فورِثها المسيح الذي بُعث في زمن انقطاع الأسباب وتكسُّرِ المِلّة من الأنياب، وفقدانِ الأنصار والأحباب، وغلبةِ الأعداء وصولِ الأحزاب، ليُرِيَ اللهُ نموذجَ (مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ)بعد ليالي الظلام، وبعد انهدام قوّة الإسلام وسطوة السلاطين، وبعد كون المِلّة كالمستضعفين. فاليوم صار ديننا كالغرباء، وما بقيتْ له سلطنة إلا في السماء((فاليوم صار ديننا كالغرباء، وما بقيتْ له سلطنة إلا في السماء)) وما عرفه أهل الأرض فقاموا عليه كالأعداء. فأُرسلَ عند هذا الضعف وذهاب الشوكة عبدٌ من العباد، ليتعهّد زمانًا ماحِلاً تعهُّدَ العِهاد. وذلك هو المسيح الموعود الذي جاء عند ضعف الإسلام، لِيُرِيَ اللهُ نموذجَ الحشر والبعث والقيام ونموذجَ يوم الدين، إنعامًا منه بعد موت الناس كالأنعام. فاعلم أن هذا اليوم يوم الدين، وستعرف صدقَنا ولو بعد حين.
=========
ثم قرأ سيدنا يوسف بن المسيح _عليهما الصلاة والسلام _من سورة الحديد في الركعتين، ثم جمع العصر .
=========
المواجيد الصحيحة :
18 اكتوبر 2019:
صلاة الجمعة لخليفة المسيح الموعود يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام يقول عليه السلام : السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ، أذان .
قام بلال اليوسفيين مروان برفع الأذان :
الله اكبر الله اكبر
الله اكبر الله اكبر
اشهد ان لا اله الا الله
اشهد ان لا اله الا الله
اشهد ان محمدا رسول الله
اشهد ان محمدا رسول الله
حى على الصلاة
حى على الصلاة
حى على الفلاح
حى على الفلاح
الله اكبر الله اكبر
لا اله الا الله
ثم دعا نبي الله بالدعاء التالي : اللهم رب هذه الدعوة التامة ، والصلاة القائمة ، آت محمدا الوسيلة والفضيلة ، وابعثه اللهم مقاما محمودا الذي وعدته . ثم قام سيدنا يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام خطيبا فقال : الحمد لله - الحمد لله وحده - الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد ومن تبعه من أنبياء عهده وبعد ; لدينا اليوم في هذه الخطبة المباركة من الجمعة المباركة،إكمال لكلام المسيح الموعود _عليه الصلاة و السلام_من كتاب كرامات الصادقين الذي ألفه في تفسير سورة الفاتحة، يقول المسيح الموعود : وانظر إلى كمال ترتيب الفاتحة من الله ذي الجلال والعزة، كيف قدم ذكر اسم الله في العبارة، وجعله سرا مجملا لتفاصيل الصفات الأربعة، وزين العبارة بكمال لطائف البلاغة، ثم أردفه صفة الربوبية العامة، فإن الله كان ككنز مخفي ((فإن الله كان ككنز مخفي))من أعين أهل المعرفة، فأول ما عرفه كانت ربوبيته بكمال الحكمة والقدرة. ثم ذكر الله في الفاتحة رحمانية وبعدها رحيمية وقفاها مالكية، فوضعها طباقًا، وطبقها إشراقا، وجعل بعضها فوق بعض وضعًا، كما كان مدارجها طبعا، وفيه آيات للمتدبرين. وعلم الله عباده أن يقدموا هذه المحامد بين يديه، ويسألوا الهداية والاستقامة بعد الثناء عليه، لتكون هذه الصفات وتصورها سببًا لفور عيون الروحانية، ووسيلة للحضور والذوق والمواجيد التعبدية، وليستجاب الدعاء بهذا الحضور، ويكون موجبا لأنواع السرور والنور والبعد عن المعاصي والفجور، لأن العبد إذا عرف أنه يعبد ربا أحاط ذاته جميع أنواع المحامد، وهو قادر على أن يستجيب جميع أدعية المحامد، وعرف أنه رب عظيم يوجد فيه جميع أنواع الربوبية، ورحمن كريم يوجد فيه جميع أقسام الرحمانية، ورحيم قديم يوجد فيه كل أصناف الرحيمية، ومالك مجازاة يقدر على أن يجزي كل ذي مرتبة في الإخلاص على حسب المرتبة، فيجد ذاته عظيم الشأن في القدرة، ويجد عظمة صفاته خارجة من الإحاطة، فيسعى إلى بابه، ويبادر إلى جنابه، قائلا: إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ، فيجمع في هذا الكلام انكسار العبد وجلال رب العالمين. فهذا الاجتماع المبارك يقطع عرق الاسترابة، ويكون سببا قريبا للاستجابة، فيكون الداعي من المقبولين، بل ممن لا يشقى بهم جليس، ولا يقربهم غُولٌ ولا تلبيس، ولا يخيب فيهم مظنون، وترفع حجبهم فلا يُطوى دونهم مكنون، فيطلع على ما حك في صدور الناس، وعلى أمور سماوية متعالية عن طور العقل والقياس، ويدخل في أهل السرّ والقرب والمكلمين.((ويدخل في أهل السرّ والقرب والمكلمين)) ويكون له الرب
الكريم كالخل الودود، والخدن المودود، بل أقرب من كل قريب، وأحب من كل حبيب، ويكون كلامه أحلى من كل شربة، وإلهامه ألذ من كل لذة، ويدخل الله في القلب ويشغفه حبا، وينظر إلى المحب فيجعله لبا، ويصبغه بصبغ المتبتلين. ويأتيه منه البرهان، والنور واللمعان والعلم والعرفان، فلا يسعه الكتمان(( ويأتيه منه البرهان، والنور واللمعان والعلم والعرفان، فلا يسعه الكتمان)) ولو اختفى في مغارة الأرضين، فسبحان ربنا رب الأولين والآخرين. واعلموا أيها الناظرون والعلماء المستبصرون أن عيسى العليا((عليه السلام)) علم تمهيدًا قبل الدعاء، والقرآن علم تمهيدا قبل الدعاء، والفرق بينهما ظاهر على أهل الدهاء، فإن تمهيد القرآن يُحرك الروح((فإن تمهيد القرآن يُحرك الروح ))إلى عبادة الرحمن، ويحرك العباد إلى أن ينتجعوا حضرته بإمحاض النية وإخلاص الجنان، ويظهر عليهم أنه عين كل رحمة وينبوع جميع أنواع الحنان، ومخصوص باسم الرب والرحمن والرحيم والديان فالذين يطلعون على هذه الصفات فلا يزايلون أهلها ولو سقطوا في فلوات الممات، بل يسعون إليه ويوطنون لديه بصدق القلب وصحة النيات، ويتراكضون إليه خيلهم ويسعون كالمشوق، ويضطرم فيهم هوى المعشوق، فلا يناقش أهواء أخرى عند غلبة هوى رب العالمين. فثبت أن في تمهيد هذا الدعاء تحريكا عظيما للعابدين، فإن العبد إذا تدبر في صفات جعلها الله مقدمة لدعاء الفاتحة، وعلم أنها مشتملة على صفات كماله ونعوت جلاله باستيفاء الإحاطة، ومحركة لأنواع الشوق والمحبة، وعلم أن ربه مبدأ الجميع الفيوض، ومنبع لجميع الخيرات، ودافع لجميع الآفات، ومالك لكل أنواع المجازاة، منه يبدأ الخلق وإليه يرجع كل المخلوقات، وهو منزه عن العيوب والنقائص والسيئات، ومستجمع لسائر صفات الكمال وأنواع الحسنات، فلا شك أنه يحسبه منجح جميع الحاجات، ومنجيا من سائر الموبقات، فيكابد في ابتغاء مرضاته كل المصائب، ولو قتل بالسم الصائب، ولا يُعجزه الكروب، ولا يدري ما اللغوب، ويجذبه المحبوب، ويعلم أنه هو المطلوب، وييسر له استقراء المسالك لتطلب مرضاة المالك، فيجاهد في سبله ولو صار كالهالك، ولا يخشى هول بلاء، وينبري لكل ابتلاء، ولا يبقى له من دون حبه الأذكار، ولا تستهويه الأفكار، وينزل من مطية الأهواء، ليمتطي أفراس الرضاء، ويضفر أزمة الابتغاء، ليقطع المسافة النائية لحضرة الكبرياء، ويظل أبدا له مدانيا، ولا يجعل له ثانيا من الأحباء، ولا يعتور قلبه بين الشركاء، ويقول يا رب تسلم قلبي(( ويقول يا رب تسلم قلبي،يا رب تسلم قلبي))وتكفيني لجذبي وجلبي، ولن يُصبيني حسن الآخرين. هذه نتائج تمهيد دعاء الفاتحة، وأما تمهيد دعاء عيسى اللي فقد عرفت حقيقته، وما فيه من الآفة، فلا حاجة إلى الإعادة، فتفكر في
إيماضي، وتندم من زمان ماضي، وكُن من التائبين.
ثم بعد ذلك ننظر إلى دعاء علمه عيسى، وإلى دعاء علمه ربنا الأعلى، ليتبين ما هو الفرق بينهما لذي النهى، ولينتفع به من كان من الصالحين.
فاعلم أن عيسى الله((عليه السلام)) علم دعاء يتزرى عليه إنصافنا، أعني: "خبزنا كفافنا"، وأما القرآن فعافَ ذَكْر الخبز والماء في الدعاء، وعلمنا طريق الرشد والاهتداء، وحث على أن نقول: اهدنا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقيم ، ونطلب منه الدين القويم، ونعوذ به من طرق المغضوب عليهم والضالين، وأشار إلى أن راحة الدنيا والآخرة تابعة لطلب الصراط وإخلاص الطاعة، فانظر إلى دعاء الإنجيل ودعاء القرآن من الرب الجليل، وكن من المنصفين.
وأما ما جاء في دعاء عيسى ترغيب في الاستغفار، فهو تأكيد لدعاء طلب الخبز كأهل الاضطرار، لعل الله يرحم ويعطي خبزا كثيرا عند هذا الإقرار، فالاستغفار تضرع لطلب الرغفان، وأصل الأمر هو طلب الخبز من الله المنان. ويثبت من هذا الدعاء أن أكثر
أمم عيسى كانوا عشاق الذهب واللجين، وهاجري الحق للحجرين، وبائعي الدين ببخس من الدراهم، ومختبني خلاصة النض وتاركي ذيل الرب الراحم، والعاثين عاصين. وحُبب إليهم أن يتخذوا الطمع شرعة، وحُبَّ الدنيا نجعة. فاستشرف الأناجيل ليظهر عليك صدق ما قيل، واتق الرب الجليل، ودع الأقاويل، ولا تحسب الحق الصريح كالمعضلات، واستوضح مني المشكلات، لأخبرك عن أنباء العصاة والمنجيات والمهلكات ففتش الحق قبل حموم الحمام، وهجوم الآلام، ونزع الروح وحصر الكلام، واعلم أن الخير كله في الإسلام،((واعلم أن الخير كله في الإسلام))فطوبى للذي ضرب الخيام في هذا المقام، وقوّى يقينه بالإلهام ووحي الله العلام، وردّاه الله رداء الإكرام. إن المسلمين قوم سجاياهم إعلاء كلمة التوحيد((إن المسلمين قوم سجاياهم إعلاء كلمة التوحيد))، وبذل النفس ابتغاء مرضاة الله الوحيد، وصلحاؤهم يتأففون من الدنيا بل من الإمرة(( وصلحاؤهم يتأففون من الدنيا بل من الإمرة))، ولا يتخيرون لأنفسهم إلا وجه رب ذي العزة، ولا يُشجيهم إلا أن غفلة من ذكر الحضرة، يتوكلون عليه ويطلبون منه هداه، ولايركنون إلى الخلق بل يبتغون حباه ويمشون في الأرض هونا، ولا يبطشون جبارين وشأنهم إطالة الفكرة، وتحقيق الحق وتنقيح الحكمة. يراعون في الرياسة تهذب السياسة، وفي أوان الخصاصة والافتقار آداب التبصر والاصطبار((يراعون في الرياسة تهذب السياسة، وفي أوان الخصاصة والافتقار آداب التبصر والاصطبار)) ولا تفاضل فيهم إلا بتفاضل التقوى والتقاة، ولا رب لهم إلا رب الكائنات. وكل ذلك أنوار حاصلة من الفاتحة كما لا يخفى على أهل الفطرة الصحيحة والتجربة. فالحق أن الفاتحة أحاطت كل علم ومعرفة، واشتملت على كل دقيقة حق وحكمة، وهي تجيب كل سائل، وتذيب كل عدو صائل، ويطعم كل نزيل إلى التضيف مائل، ويسقي الواردين والصادرين. ولا شك أنها تزيل كل شك خيب، وتجيح كل هم شيب، وتعيد كلّ هُدُو تَغَيَّبَ، وتُخجل كل خصيم نيب، ويبشر الطالبين. ولا معالج كمثله لسمّ الذنوب وزيغ القلوب((الفاتحة)) وهو الموصل إلى الحق واليقين.
وأما الهداية التي قد أمرنا لطلبها في الفاتحة فهو اقتداء محامد ذات الله وصفاته الأربعة، وإلى هذا يشير اللام الذي موجود في: اهدنا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ، ويعرفه من أعطاه الله الفهم السليم. ولا شك أن هذه الصفات أمهات الصفات، وهي كافية لتطهير الناس من الهنات وأنواع السيئات، فلا يؤمن بها عبد إلا بعد أن يأخذ من كل صفة حظه ويتخلق بأخلاق رب الكائنات((ويتخلق بأخلاق رب الكائنات)). فمن استفاض منها فيفتح عليه باب عظيم من معرفة الرب المحبوب، وتتجلى له عظمته، فتحصل الأمانة والتنفُرُ من الذنوب((فتحصل الأمانة والتنفُرُ من الذنوب))، والسكينة والإخبات والامتثال الحقيقي والخشية والأنس والذوق والشوق والمواجيد الصحيحة ((والمواجيد الصحيحة))والمحبة الذاتية المفنية المحرقة بإذن الله مُربي السالكين.
وهذه كلها ثمرات التدبر في مضامين الفاتحة، فإنها شجرة طيبة تؤتي كل حين أكلاً من المعرفة، ويروي من كأس الحق والحكمة، فمن فتح باب قلبه لقبول نورها، فيدخل فيه نورها، ويطلع على مستورها، ومن غلق الباب فدعا ظلمته إليه بفعله، ورأى التباب
ولحق بالهالكين. ثم اعلم أن قوله تعالى : إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ يدل على أن السعادة كلها في اقتداء صفات رب العالمين. وحقيقة العبادة الانصباغ بصبغ المعبود، وهو عند أهل الحق كمال السعود((وهو عند أهل الحق كمال السعود)) فإن العبد لا يكون عبدا في الحقيقة عند ذوي العرفان، إلا بعد أن تصير صفاته أظلال صفات الرحمن، فمن أمارات العبودية أن تتولد فيه ربوبية كربوبية حضرة العزة، وكذلك الرحمانية والرحيمية وصفة المجازاة، أظلالاً لصفات الحضرة الأحدية. وهذا الصراط المستقيم الذي أمرنا لنطلبه، والشرعة التي أوصينا لنرقبها من كريم ذي الفضل المبين((ذي الفضل المبين)).
الحمد لله - الحمد لله وحده - الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد و من تبعه من أنبياء عهده وبعد ،يتابع المسيح الموعود_ عليه الصلاة و السلام،فيقول : ثم لما كان المانع من تحصيل تلك الدرجات((ثم لما كان المانع من تحصيل تلك الدرجات))الرياء الذي يأكل الحسنات، والكبر الذي هو رأس السيئات والضلال الذي يبعد عن طرق السعادات، أشار إلى دواء هذه العلل المهلكات، رحمة منه على الضعفاء المستعدين للخطيات وترحما على السالكين، فأمر أن يقول الناس : إِيَّاكَ نَعْبُدُ ليُستخلصوا من مرض الرياء((فأمر أن يقول الناس : إِيَّاكَ نَعْبُدُ ليُستخلصوا من مرض الرياء))، وأمر أن يقولوا: إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ليُستخلصوا من مرض الكبر والخيلاء، وأمر أن يقولوا: اهدنا ليستخلصوا من الضلالات والأهواء. فقوله: إِيَّاكَ نَعْبُدُ حث على تحصيل الخلوص والعبودية التامة،((فقوله: إِيَّاكَ نَعْبُدُ حث على تحصيل الخلوص والعبودية التامة،و هي عكس الرياء)) وقوله: إِيَّاكَ نستعين إشارة إلى طلب القوة والثبات والاستقامة((وهي عكس الكبر و الخيلاء))، وقوله: اهدنا الصِّرَاطَ إشارة إلى طلب علم من عنده وهداية من لدنه لطفا منه على وجه الكرامة((لطفا منه على وجه الكرامة،و هي عكس الضلالات و الاهواء)).
فحاصل الآيات أن أمر السلوك لا يتمم أبدًا ولا يكون وسيلة للنجاة إلا بعد كمال الإخلاص وكمال الجهد وكمال فهم الهدايات بل كلُّ خادم لا يكون صالحا للخدمات إلا بعد تحقق هذه الصفات. مثلا .. إن كان خادم مخلصا وموصوفا بأوصاف الأمانة والخلوص والعفة، ولكن كان من الكسالى والوانين القاعدين وكالضبعة النومة، لا من أهل السعي والجهد والجد والقوة، فلا شك أنه كلِّ على مولاه، ولا يستطيع أن يتبع هداه ويكون من المطاوعين. وخادم آخر مخلص أمين، ومع ذلك مجاهد وليس بقاعد كالآخرين، ولكنه جهول لا يفهم هدايات مخدومه، ويُخطئ ذات مرار كالضالين؛ فمن جهله ربما يجترئ على الممنوعات، ويوقع نفسه في المخاطرات والمحظورات، ويبعد عن مرضاة المولى من جهل جاذب من الجهلات، وربما يضيع نفائس المولى ودرره وجواهره، من كمال جهله وحمقه وسوء فهمه ويضع الأشياء في غير محلها من زيغ وهمه، فهذا الخادم أيضا لا يستطيع أن يستحصل مرضاة المخدوم، ويُسقطه جهله كل مرة عن أعين مولاه فيبكي كالموقوم، وكذلك يعيش دائما كالملعون الملوم، ولا يكون من الممدوحين. بل يراه المولى كالمنحوس، الذي لا يأتي بخير في سير، ويخرب بقعته ورحاله وأمواله في كل حين. وأما الخادم المبارك والعبد المتبرك الذي يُرضي مولاه، ولا يترك نكتة من هداه، ويسمع مرحباه، فهو الذي يجمع في نفسه هذه الثلاث سويا، ولا يؤذي مولاه بخيانة وحدل، ولا يُطحطحه بكسل أو جهل، فيصير عبدا مرضيا. فهذه هي الأشراط الثلاثة للذين يسلكون سبل ربهم مسترشدين. وفي إِيَّاكَ نَعْبُدُ إشارة إلى الشرط الأول، وإلى الشرط الثاني في إياكَ نستعين، وإلى الثالث في اهْدِنَا الصِّرَاط. فطوبى للذين جمعوا هذه الثلاث ورجعوا إلى ربهم كاملين وتأدبوا مع ربهم بكل الأدب، وسلكوا بكل شريطة غير قاصرين فأولئك الذين رضي الله عنهم ورضوا عنه، ودخلوا حظيرة القدس آمنين. ولما كانت هذه الشرائط أهم الأمور للذي قصد سبل النور، جعلها الله الحكيم من أجزاء الدعاء، ليتدبر السالك كالعقلاء، وليستبين سبيل الخائنين.
وهذا آخر ما أردنا في هذا الكتاب بفضل رب الأرباب، والحمد الله رب العالمين. والسلام على سيدنا ورسولنا محمد خاتم النبيين. رَبِّ أَمْطر مطر السوء على مكذبيه((رَبِّ أَمْطر مطر السوء على مكذبيه)) واجعلنا من المنصورين. آمين.((آمين)).
=========
ثم قرأ سيدنا يوسف بن المسيح_ عليهما الصلاة والسلام _ من سورة يوسف في الركعة الأولى ، وسورة النصر في الركعة الثانية ، ثم جمع العصر .
========
==============================
حجة الله:
25 اكتوبر 2019:
=====================
صلاة الجمعة لخليفة المسيح الموعود يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام يقول عليه السلام : السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ، أذان .
قام
بلال اليوسفيين مروان برفع الأذان :
الله اكبر الله اكبر
الله اكبر الله اكبر
اشهد ان لا اله الا الله
اشهد ان لا اله الا الله
اشهد ان محمدا رسول الله
اشهد ان محمدا رسول الله
حى على الصلاة
حى على الصلاة
حى على الفلاح
حى على الفلاح
الله اكبر الله اكبر
لا اله الا الله
ثم دعا نبي الله بالدعاء التالي : اللهم رب هذه الدعوة التامة ، والصلاة القائمة ، آت محمدا الوسيلة والفضيلة ، وابعثه اللهم مقاما محمودا الذي وعدته . ثم قام سيدنا يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام خطيبا فقال : الحمد لله - الحمد لله وحده - الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد ومن تبعه من أنبياء عهده وبعد ; نتابع اليوم حديث المسيح الموعود عليه الصلاة و السلام من كتاب كرامات الصادقين فيقول : إتمام الحجة على المكفرين من العلماء والمشايخ كلهم أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد.. فإني قد سمعت أنكم أيها الإخوان كفرتموني وكذبتموني وحسبتموني مفتريا، وناضلتموني حتى تثلت الكنائن، وتبين الحق وظهر الأمر الكائن، ولكن ما ركدت زعازعكم، وما أخذتكم هيبة الحق، بل جُزْتم عن القصد جدا، وحسبتم الحق شيئا إدا، وكنتم على قولكم من المصرين.
فلما ارتبتم في أمري وصرتم قرين الخناس، ونجي الوسواس، توجست ما هجس في أفكاركم، وفطنت لما بطن من استنكاركم، فصنفت كتبا قد حسن ترتيبها، وصفف فوج تعاجيبها، وجمعت على التحقيق صفاء الدرّ، وسَكَرَ الرحيق، وقنوء العقيق، وكان فيها إزعاج أوهام المتوهمين وعلاج نزغات الشياطين، وإصلاح نزوات المفسدين وبيان إعنات الباغين ومعاناة الطاغين، ومعاداة العادين وحيل المحتالين، وسطوة الجائرين، وكيد الكائدين، مع كثير من الدلائل والبراهين. وكانت أسماؤها : (١)"فتح الإسلام"،(٢) و "توضيح المرام"، (۳) و"إزالة الأوهام"، (4) و "مرآة كمالات الإسلام".
ولكنكم ما رأيتم وتعاميتم وكفرتم داعي الله وعصيتم، وكنتم قوما عادين وأصررتم على إنكاركم حتى انتهى أمركم إلى تكفير المسلمين ولعن المؤمنين، وكذبتم أسرارًا لم تحيطوا بها،(( وكذبتم أسرارًا لم تحيطوا بها، وكذبتم أسرارًا لم تحيطوا بها))وعنفتموني على ما لم تعلموا حقيقته وكنتم تضحكون علي مرتاحين. وكم من دلو أدليتها إلى أنهاركم، لعلي أجد قطرة من علمكم وأخباركم، ولكنها لم ترجع بلة، ولم تحتلب نَقْعَ غُلة، وما زادني سولي منكم غير يأس وقنوط ودُرَحْمين. فاسترجعت على انقراض العلم ودروسه، وأفول أقماره وشموسه وذرفت عيناي على حال قوم فيه تلك العلماء الذين هم معروق العظم والمبعدون من أسرار الدين. ومع ذلك وجدت كل واحد منكم سادرًا في غلوائه، وسادلاً ثوب خيلائه، ومفارقًا من أرجاء حيائه، ومن أكابر المفسدين. فلما انسرت جلباب خَفْركم، وأماطت جذبات النفس خضراء قفركم، وتواترت ريحُ دَفْرِكم، فهمتُ أن النصح لا يأخذ فيكم، ولا ينفعكم قول ناصح كما لا ينفع المتمردين. فتأوّهت آهة الثكلان، وعيناي تهملان، ودعوت الله أيامًا، سُجَّدًا وقيامًا، وخررت أمام حضرته واستطرحت بين يديه، مبتغيا إليه أذيال وسيلته، ورفعت صرخي كعقيرة المتألمين. فرأى الله برحائي، واعتداء أعدائي، وقلة أخلائي، وبشرني بفتوحات وآيات وكرامات،(( فرأى الله برحائي، واعتداء أعدائي، وقلة أخلائي، وبشرني بفتوحات وآيات وكرامات)) ومَنَّ عليَّ بتأييده المبين. فمنها ما وعدني ربي في عشيرتي الأقربين أنهم كانوا يكذبون بآيات الله وكانوا بها يستهزئون، ويكفرون بالله ورسوله، وقالوا لا حاجة لنا إلى الله ولا إلى كتابه ولا إلى رسوله خاتم النبيين. وقالوا لا نتقبل آية حتى يرينا الله آية في أنفسنا، وإنا لا نؤمن بالفرقان، ولا نعلم ما الرسالة وما الإيمان، وإنا من الكافرين فدعوت ربي بالتضرع والابتهال، ومددت إليه أيدي السؤال، فألهمني ربي وقال سأريهم آية من أنفسهم، وأخبرني وقال إنني سأجعل بنتا من بناتهم آية لهم، فسماها وقال إنها ستجعل تيبةً، ويموت بعلها وأبوها إلى ثلاث سنة من يوم النكاح، ثم نردها إليك بعد موتهما، ولا يكون أحدهما من العاصمين. وقال إنا رادوها إليك، لا تبديل لكلمات الله، إن ربك فعال لما يريد. فقد ظهر أحد وعديه، ومات أبوها في وقت موعود فكونوا لوعده الآخر من المنتظرين فتأملوا في هذا تأمل المنتقد، وانظروا بالمصباح المتقد، هل هو فعل الله تعالى أو كيد المفترين؟
وانظروا بالمصباح المتقد، هل هو فعل الله تعالى أو كيد المفترين؟ وهل يجوز أن يستجيب الله دعاء ملحد كافر كما يستجيب دعاء المقبولين؟ وكيف يخفى أمر رجل يُميتُ الله لأجل إعزازه وإجلاله رجلين، ويجعله في أنبائه الغيبية من الصادقين؟ إن الله لا يُظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول الذي أرسله لإصلاح الخلق في زي الأنبياء والمحدثين.
الحمدلله_الحمدلله وحده_الحمدلله وحده و الصلاة و السلام على محمد و من تبعه من انبياء عهده و بعد،يتابع المسيح الموعود عليه الصلاة و السلام،فيقول: ومنها ما وعدني ربي واستجاب دعائي في رجل مفسد عدو الله ورسوله المسمى ليكهرام الفشاوري، وأخبرني أنه من الهالكين. إنه كان يسب نبي الله ويتكلم في شأنه بكلمات خبيثة، فدعوت عليه، فبشرني ربي بموته في ست سنة، إن في ذلك لآية للطالبين.
ط
ومنها ما وعدني ربي إذ جادلني رجل من المتنصرين الذي اسمه عبد الله أتهم العنبرسري، إنه كان أراد أن يشد جبائر الحيل على دين النصارى، ويواري سَوْءَتَه، فصال على الإسلام وكان من المتشددين. وباحثني في حلقة مختصة بالأنام، مختصة بالزحام، وزخرف مكائده لإرضاء الكافرين فثنيتُ إليه عناني، وأبثثته من معارف بياني، وجعلته من المفحمين. فما وجم من : قلة الحياء، وكان يجمع في جهلاته ويسدر في الغلواء وامتدت المباحثة إلى نصف الشهر، وكنا نغدو إليه بعد صلاة الفجر، ونرجع في وقت الهجير عند اشتداد حرّ الظهيرة، وتركنا الاستراحة كالمجاهدين. فبينما أنا في فكر لأجل ظفر الإسلام وإفحام اللئام، فإذا بشرني ربي بعد دعوتي بموته إلى خمسة عشر أشهر من يوم خاتمة البحث، فاستيقظت وكنت من المطمئنين ثم جئناه واجتمعت الحلقة، وحضر الخاص والعام، وأحضرت الدواة والأقلام، فما لبثت أن قعدت وأنبأتُ من كل ما أخبرت من رب الأرباب وأمليته في الكتاب، ثم ارتحلت من دار غربتي، وحسبت ذلك البحث أفضل قُربتي، وحسبت ذلك النبأ نعمة من نعماء رب العالمين. فتفكروا عافاكم الله ولا تعجلوا في تكفيري، ولا تسبوا ولا تقذفوا، وإن كنتم في شك فانتظروا هذه الأنباء المذكورة، فإنها معيار لصدقي وكذبي. وإن لم تنتهوا فقد تمت عليكم حجة الله وحجتي، ولن تضروني شيئا،((ولن تضروني شيئا،ولن تضروني شيئا)) وستسألون عند مالك يوم الدين. وإن تتوبوا
وتتقوا فالله لا يضيع أجر المحسنين.
وأقم الصلاة.
=========
ثم قرأ سيدنا يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام سورة الفتح في الركعة الأولى ، وسورة النصر في الركعة الثانية ، ثم جمع العصر .
=========
خطبة الجمعة الصراط المستقيم .
27 سبتمبر 2019:
=====================
صلاة الجمعة لخليفة المسيح الموعود يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام يقول عليه السلام : السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ، أذان .
قام بلال اليوسفيين مروان برفع الأذان :
الله اكبر الله اكبر
الله اكبر الله اكبر
اشهد ان لا اله الا الله
اشهد ان لا اله الا الله
اشهد ان محمدا رسول الله
اشهد ان محمدا رسول الله
حى على الصلاة
حى على الصلاة
حى على الفلاح
حى على الفلاح
الله اكبر الله اكبر
لا اله الا الله
ثم دعا نبي الله بالدعاء التالي : اللهم رب هذه الدعوة التامة ، والصلاة القائمة ، آت محمدا الوسيلة والفضيلة ، وابعثه اللهم مقاما محمودا الذي وعدته . ثم قام سيدنا يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام خطيبا فقال : الحمد لله - الحمد لله وحده - الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد ومن تبعه من أنبياء عهده وبعد ; نكمل اليوم حديث المسيح الموعود عليه الصلاة و السلام من كتاب كرامات الصادقين في تفسيره لسورة الفاتحة،يقول المسيح الموعود عليه الصلاة و السلام:
[ وتدل آية اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ] أن تُراث السابقين من المرسلين والصديقين حق واجب غير مجذوذ ومفروض للاحقين من المؤمنين الصالحين إلى يوم الدين.(( حق واجب غير مجذوذ ومفروض للاحقين من المؤمنين الصالحين إلى يوم الدين))وهم يرثون الأنبياء ويجدون ما وجدوا من إنعامات الله. وهذا هو الحق فلا تكن من الممترين.
وأما سر ذلك التوارث ولمية المورث والوارث، فتنكشف من تلك الآية التي تعلم التوحيد، وتعظم الرب الوحيد، فإن الله المعين وأرحم الراحمين، إذا علم دقائق التوحيد وبالغ في التلقين، وقال: إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ، فأراد عند هذا التعليم والتفهيم أن يقطع عروق الشرك كلها فضلاً من لدنه ورحمةً منه على أُمة خاتم النبيين، لينجي هذه الأُمّة من آفات وَرَدَت على المتقدمين. فعلمنا
دعاء مبرَّةً وعطاءً وجعلنا منه من المستخلصين. فنحن ندعو بتعليمه،
ونطلب منه بتفهيمه فرحين برفده، مفصحين بحمده، قائلين:
اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّين . ونحن نسأل الله لنا في هذا الدعاء
كل ما أعطى للأنبياء من النعماء،(( ونحن نسأل الله لنا في هذا الدعاء
كل ما أعطى للأنبياء من النعماء))،ونسأله أن نثبت كالأنبياء على الصراط(( ونسأله أن نثبت كالأنبياء على الصراط))ونتجافى عن الاشتطاط، وندخل معهم في مربع حظيرة
القدس، متطهرين من كل أنواع الرجس ومبادرين إلى ذرى رب العالمين. فلا يخفى أن الله جعلنا في هذا الدعاء كأظلال الأنبياء،
وأورثنا وأعطانا المعلوم والمكتوم، والمعكوم والمختوم، ومن كل الآلاء والنعماء، فاحتملنا منها وقرنا، ورجعنا بما يسد فقرنا، وسالت
أودية بقدرها، فأحللنا محل الفائزين. وهذا هو سرّ إرسال الأنبياء وبعث المرسلين والأصفياء، لتصبغ بصبغ الكرام، وننتظم في سلك الالتئام، ونرث الأولين من المقربين المنعمين. ومع ذلك قد جرت سنة الله أنه إذا أعطى عبدا كمالاً، وطفق الجهال يعبدونه ضلالاً، ويُشركونه بالرب الكريم عزة وجلالاً، بل يحسبونه ربا فعّالاً، فيخلق الله مثله، ويُسميه بتسميته، ويضع كمالاته في فطرته، وكذلك يجعل لغيرته ليبطل ما خطر في قلوب المشركين. يفعل ما يشاء ولا يُسأل عما يفعل وهم من المسؤولين. يجعل من يشاء كالدرّ السائغ للاغتذاء، أو كالدرة البيضاء في اللمعان والصفاء، ويسوق إليه شربا من التسنيم، ويضمخه بالطيب العميم،
حتى يسفر عن مرأى وسيم، وأرج نسيم للناظرين. فالحاصل أنه تعالى أشار في هذا الدعاء لطلاب الرشاد إلى رحمته العامة والوداد، فكأنه قال إنني رحيم.. وسعت رحمتي كل شيء.. أجعل بعض العباد وارثا لبعض من التفضل والعطاء، لأسد باب الشرك الذي يشيع من تخصيص الكمالات ببعض أفراد من الأصفياء. فهذا هو سر هذا الدعاء، كأنه يبشر الناس بفيض عام، وعطاء شامل لأنام، ويقول إني فياض ورب العالمين، ولست كبخيل وضنين. فاذكروا بيت فيضي وما ثَمَّ، فإن فيضى قد عم وتم، وإن صراطي صراط قد سُوِّي ومُدَّ، لكل من نهض وأعتد واستعد، وطلب كالمجاهدين. وهذه نكتة عظيمة في آية: اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ، وهي إزالة الشرك وسد أبوابه، فالسلام على قوم استخلصوا من هذا الشرك وعلى من لديهم، وعلى كل من تبعهم من الطالبين الصادقين. وفي الآية إشارة أخرى، وهي أن الصراط المستقيم هو النعمة
العظمى، ورأس كل نعمة وباب كل ما يُعطى، وينتاب العبد نعم الله من أعطي له هذه الدولة الكبرى وملك لا يبلى. ومن تأهب لهذه النعمة ووفق للثبات عليها، فقد دُعِيَ إلى كل أنواع الهدى، ورأى العيش النضير والنور المنير بعد ليالي الدجي نجاه الله من كل الهفوات قبل الفوات، وأدخله في زمر التقاة بعد مقاناة العصاة، وأراه سبل الذين أنعم عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين. وأما حقيقة الصراط المستقيم، التي أريدت في الدين القويم، فهي أن العبد إذا أحب ربه المنّان، وكان راضيا بمرضاته وفوض إليه الروح والجنان وأسلم وجهه الله الذي خلق الإنسان، وما دعا إلا إياه، وصافاه وناجاه، وسأله الرحمة والحنان، وتنبه من غشيه، واستقام في مشيه وخشي الرحمن وشغفه الله حُبًّا وأعان، وقوى اليقين والإيمان، فمال العبد إلى ربه بكل قلبه، وإربه وعقله، وجوارحه وأرضه وحقله، وأعرض عما سواه، وما بقي له إلا ربه وما تبع إلا هواه، وجاءه بقلب فارغ عن غيره، وما قصد إلا الله في سبل سيره، وتاب من كل إدلال واغترار بمال وذي مال، وحضر حضرة الرب كالمساكين، ووَذَرَ العاجلة وألغاها، وأحب الآخرة وابتغاها، وتوكل على الله، وكان لله، وفني في الله، وسعى إلى الله كالعاشقين.. فهذا هو الصراط المستقيم الذي هو منتهى سير السالكين، ومقصد الطالبين العابدين. وهذا هو النور الذي لا يحل الرحمة إلا بعد حلوله، ولا يحصل الفلاح إلا بعد حصوله، وهذا هو المفتاح الذي يناجي السالك منه بذات الصدور، وتفتح عليه أبواب الفراسة، ويجعل محدثًا من الله الغفور.
الحمدلله_الحمدلله وحده_الحمدلله وحده و الصلاة و السلام على محمد و من تبعه من أنبياء عهده و بعد،يتابع المسيح الموعود عليه الصلاة و السلام،فيقول:
ومن ناجي ربه ذات بكرة بهذا الدعاء بالإخلاص وإمحاض النية، ورعاية شرائط الاتقاء والوفاء، فلا شك أنه يحل محل الأصفياء والأحباء والمقربين. ومن تأوّه آهة الثكلان في حضرة الرب المنان وطلب استجابة هذا الدعاء من الله الرحمن خاشعا مبتهلا وعيناه تذرفان، فيستجاب دعاؤه ويُكرم مثواه، ويُعطى له هداه، وتقوى له عقيدته بالدلائل المنيرة كالياقوت، ويُقوَّى له قلبه الذي كان أوهن من بيت العنكبوت، ويُوفّق لتوسعة الذرع ودقائق الورع، فيدعى إلى قرى الروحانيين ومطائب الربانيين ويكون في كل حال غالبا على هوى مغلوب، ويقوده برعاية الشرع حيث يشاء كأشجع راكب على أطوع مركوب، ولا يبغي الدنيا ولا يتعنى لأجلها، ولا يسجد لعجلها، ويتولاه الله وهو يتولى الصالحين. وتكون نفسه مطمئنة ولا تبقى كالمبيد المضل، ولا تُحملقُ حملقة الباز المطل، ویری مقاصد سلوكه كالكرام ولا تكون سحبه كالجهام، بل يشرب كل حين من ماء معين.
وحث الله عباده على أن يسألوه إدامة ذلك المقام، والتثبت عليه والوصول إلى هذا المرام، لأنه مقام رفيع، ومرام منيع، لا يحصل لأحد إلا بفضل ربه، لا يجهد نفسه فلا بد من أن يضطر العبد لتحصيل هذه النعمة إلى حضرة العزة، ويسأله إنجاح هذه المنية بالقيام والركوع والسجدة والتمرغ على ترب المذلة، باسطا ذيل الراحة ومتعرضا للاستماحة، كالسائلين المضطرين.
وجملةُ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ إشارة إلى رعاية حسن الآداب، والتأدب مع رب الأرباب، فإن للدعاء آدابًا، ولا يعرفها إلا من كان توابا، ومن لا يبالي الآداب، فيغضب الله عليه إذا أصر على الغفلة وما تاب، فلا يرى من دعائه إلا العقوبة والعذاب، فلأجل ذلك قل الفائزون في الدعاء، وكثر الهالكون لحجب العُجب والغفلة والرياء. وإن أكثر الناس لا يدعون إلا وهم مشركون، وإلى غير الله متوجهون، بل إلى زيد وبكر ينظرون فالله لا يقبل دعاء المشركين، ويتركهم في بيدائهم تائهين، وإن حبوة الله قريب من المنكسرين.
وليس الداعي الذي ينظر إلى أطراف وأنحاء، ويختلب بكل برق وضياء، ويريد أن يُترع كُمَّه ولو بوسائل الأصنام، ويعلو كل ربوة راغبا في حبوة، ويبغي معشوق المرام ولو بتوسل اللئام، والفاسقين. بل الداعي الصادق هو الذي يتبتل إلى الله تبتيلا، ولا يسأل غيره فتيلا، ويجيء الله كالمنقطعين المستسلمين، ويكون إلى الله سيره، ولا يعبأ بمن هو غيره، ولو كان من الملوك والسلاطين. والذي يكب على غيره، ولا يقصد الحق في سيره، فهو ليس من الداعين الموحدين، بل كزاملة الشياطين فلا ينظر الله إلى طلاوة كلماته، وينظر إلى خبثة نياته، وإنما هو عند الله، مع حلاوة لسانه وحسن بیانه، كمثل روث مفضض أو كنيف مبيض، قد آمنت شفتاه وقلبه من الكافرين فأولئك الذين غضب الله عليهم وهم المرادون من قوله: الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ . إنهم دُعُوا إلى سُبل الحق فتركوها بعد رؤيتها، وتخيروا المفاسد بعد التنبه على خبثتها، وانطلقوا ذات الشمال وما انطلقوا ذات اليمين، وإنهم ركنوا إلى المين وما بقي إلا قيد رمحين، وعدموا الحق بعد ما كانوا عارفين.
وأما الضالون الذين أُشير إليهم في قوله : الضَّالِّينَ فهم الذين وجدوا طريقا طامسا في ليل دامس فزاغوا عن المحجة قبل ظهور الحجة، وقاموا على الباطل غافلين. وما كان مصباح يؤمنهم العثار، أو يبين لهم الآثار، فسقطوا في هوة الضلال غير متعمدين. ولو كانوا من الداعين بدعاء: اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ، لحفظهم ربهم ولأراهم الدين القويم، ولنجاهم من سبل الضلالة، ولهداهم إلى طرق الحق والحكمة والعدالة، ليجدوا الصراط غير ملومين. ولكنهم بادروا إلى الأهواء((ولكنهم بادروا إلى الأهواء)) ، وما دعوا ربهم للاهتداء، وما كانوا خائفين، بل لووا رؤوسهم مستكبرين. وسرَتْ حُمَيا العُجب فيهم، فرفضوا الحق لهفوات خرجت من فيهم، ولفظتهم تعصباتهم إلى بوادي الهالكين.
=========
ثم قرأ سيدنا يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام من سورة الأنفال في الركعة الأولى ، وسورة الكوثر في الركعة الثانية ، ثم جمع العصر .
=========
============================
صلاة و خطبتي عيد الأضحى:
11 أغسطس 2019: =====================
أقام سيدنا يوسف بن المسيح عليه الصلاة و السلام صلاة العيد،قرأ في الركعة الأولى بداية سورة البقرة،و في الركعة الثانية قرأ سورة الضحى.
ثم قام عليه الصلاة و السلام خطيباً،و قال:
الله أكبر،الله أكبر،الله أكبر،الله أكبر،الله أكبر،لا إله إلا الله،الله أكبر،الله أكبر،و الله الحمد،الله أكبر كبيرا،و الحمدلله كثيرا،و سبحان الله بكرة و أصيلا،لدينا في هذه الخطبة المباركة من خطتبتي صلاة العيد،صلاة عيد الأضحى المبارك،كلام من كلام
المهدي الحبيب و هو جزء من الخطبة الإلهامية التي أُلهمها عليه الصلاة و السلام،يقول:
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ نَحْمَدُهُ وَنُصَلِّي عَلَى رَسُولِهِ الْكَرِيمِ
يَا عِبَادَ اللهِ.. فَكِّرُوا في يَوْمِكُمْ هذا يَوْمِ الأَضْحَى، فَإِنَّهُ أُودِعَ أَسْرَارًا لأُولِي النُّهَى. وَتَعْلَمُونَ أَنَّ في هذا الْيَوْمِ يُضَحَّى بِكَثِيرٍ مِنَ الْعَجْمَاوَاتِ، وَتُنْحَرُ آبَالٌ مِنَ الْجِمَالِ وَخَنَاطِيلُ مِنَ الْبَقَرَاتِ، وَتُذْبَحُ أَقَاطِيعُ مِنَ الْغَنَمِ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ رَبِّ الْكَائِنَاتِ، وَكَذَلِكَ يُفْعَلُ مِن ابْتِدَاءِ زَمَانِ الإِسْلامِ، إِلَى هذِهِ الأَيَّامِ، وَظَنِّي أَنَّ الأَضَاحِي في شَرِيعَتِنَا الْغَرَّاءِ، قَدْ خَرَجَتْ مِنْ حَدِّ الإِحْصِاءِ، وَفَاقَتْ ضَحَايَا الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ مِنْ أُمَمِ الأَنْبِيَاءِ، وَبَلَغَتْ كَثْرَةُ الذَّبَائِحِ إِلَى حَدٍّ غُطِّيَ بِهِ وَجْهُ الأَرْضِ مِنَ الدِّمَاءِ، حَتَّى لَوْ جُمِعَتْ دِمَاؤُهَا وَأُرِيدَ إِجْرَاؤُها، لَجَرَتْ مِنْهَا الأَنْهَارُ، وَسَالَتِ الْبِحَارُ، وَفَاضَتِ الْغُدْرُ وَالأَوْدِيَةُ الْكِبَارُ.
وَقَدْ عُدَّ هذا الْعَمَلُ في مِلَّتِنَا مِمَّا يُقَرِّبُ إِلَى اللهِ سُبْحَانَه، وَحُسِبَ كَمَطِيئَةٍ تُحَاكِي الْبَرْقَ في السَّيْرِ وَلُمْعَانَه؛ فَلأَجْلِ ذَلِكَ سُمِّيَ الضَّحَايَا قُرْبَانًا، بِمَا وَرَدَ أَنَّهَا تَزِيدُ قُرْبًا وَلُقْيَانًا، كُلَّ مَنْ قَرَّبَ إِخْلاَصًا وَتَعَبُّدًا وَإِيمَانًا. وَإِنَّهَا مِنْ أَعْظَمِ نُسُكِ الشَّرِيعَةِ، وَلِذَلِكَ سُمِّيَتْ بِالنَّسِيكَةِ. وَالنُّسُكُ الطَّاعَةُ وَالْعِبَادَةُ في اللِّسَانِ الْعَرَبِيَّةِ، وَكَذَلِكَ جَاءَ لَفْظُ النُّسُكِ بِمَعْنَى ذَبْحِ الذَّبِيحَةِ. فَهذا الاشْتِرَاكُ يَدُلُّ قَطْعًا عَلَى أَنَّ الْعَابِدَ في الْحَقِيقَةِ، هُوَ الَّذِي ذَبَحَ نَفْسَهُ وَقُوَاهُ وَكُلَّ مَنْ أَصْبَاهُ لِرِضَى رَبِّ الْخَلِيقَةِ، وَذَبَّ الْهَوَى حَتَّى تَهَافَتَ وَانْمَحَى، وَذَابَ وَغَابَ وَاخْتَفَى، وَهَبَّتْ عَلَيْهِ عَوَاصِفُ الْفَنَاءِ، وَسَفَتْ ذَرَّاتِهِ شَدَائِدُ هذِهِ الْهَوْجَاءِ. وَمَنْ فَكَّرَ في هَذَيْنِ الْمَفْهُومَيْنِ الْمُشْتَرَكَيْنِ، وَتَدَبَّرَ الْمَقَامَ بِتَيَقُّظِ الْقَلْبِ وَفَتْحِ الْعَيْنَيْنِ، فَلا يَبْقَى لَهُ خِفَاءٌ وَلا مِرَاءٌ، في أَنَّ هذا إِيمَاءٌ إِلَى أَنَّ الْعِبَادَةَ الْمُنْجِيَةَ مِنَ الْخَسَارَةِ، هِيَ ذَبْحُ النَّفْسِ الأَمَّارَةِ، وَنَحْرُهَا بِمُدَى الانْقِطَاعِ إِلَى اللهِ ذِي الآلاءِ وَالأَمْرِ وَالإِمَارَةِ، مَعَ تَحَمُّلِ أَنْوَاعِ الْمَرَارَةِ، لِتَنْجُوَ النَّفْسُ مِنْ مَوْتِ الْغَرَارَةِ. وَهذا هُوَ مَعْنَى الإِسْلامِ، وَحَقِيقَةُ الانْقِيَادِ التَّامِّ. وَالْمُسْلِمُ مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَلَهُ نَحَرَ نَاقَةَ نَفْسِهِ وَتَلَّهَا لِلْجَبِينِ، وَمَا نَسِيَ الْحَيْنَ في حِينٍ.
فَحَاصِلُ الْكَلامِ.. أَنَّ النُّسُكَ وَالضَّحَايَا في الإِسْلامِ، هِيَ تَذْكِرَةٌ لِهذا الْمَرَامِ، وَحَثٌّ عَلَى تَحْصِيلِ هذا المَقَامِ، وَإِرْهَاصٌ لِحَقِيقَةٍ تَحْصُلُ بَعْدَ السُّلُوكِ التَّامِّ. فَوَجَبَ عَلَى كُلِّ مُؤْمِنٍ وَّمُؤْمِنَةٍ كَانَ يَبْتَغِي رِضَاءَ اللهِ الْوَدُودِ، أَنْ يَفْهَمَ هذِهِ الْحَقِيقَةَ وَيَجْعَلَهَا عَيْنَ الْمَقْصُودِ، وَيُدْخِلَهَا في نَفْسِهِ حَتَّى تَسْرِيَ في كُلِّ ذَرَّةِ الْوُجُودِ، وَلا يَهْدَأ وَلا يَسْكُن قَبْلَ أَدَاءِ هذِهِ الضَّحِيَّةِ لِلرَّبِّ الْمَعْبُودِ، وَلا يَقْنَع بِنَمُوذَجٍ وَقِشْرٍ كَالْجُهَلاءِ وَالْعُمْيَانِ، بَلْ يُؤَدِّي حَقِيقَةَ أَضْحَاتِهِ، وَيَقْضِي بِجَمِيعِ حَصَاتِهِ وَرُوحِ تُقَاتِهِ، رُوحَ الْقُرْبَانِ. هذا هُوَ مُنْتَهَى سُلُوكِ السَّالِكِينَ، وَغايَةُ مَقْصِدِ الْعَارِفِينَ، وَعَلَيْهِ يَخْتَتِمُ جَمِيعُ مَدَارِجِ الأَتْقِيَاءِ، وَبِهِ يَكْمُلُ سَائِرُ مَرَاحِلِ الصِّدِّيقِينَ وَالأَصْفِيَاءِ، وَإِلَيْهِ يَنْتَهِي سَيْرُ الأَوْلِيَاءِ.
وَإِذَا بَلَغْتَ إِلَى هذا فَقَدْ بَلَّغْتَ جُهْدَكَ إِلَى الانْتِهَاءِ، وَفُزْتَ بِمَرْتَبَةِ الْفَنَاءِ، فَحِينَئِذٍ تَصِلُ شَجَرَةُ سُلُوكِكَ إِلَى أَتَمِّ النَّمَاءِ، وَتَصِلُ عُنُقُ رُوحِكَ إِلَى لُعَاعِ رَوْضَةِ الْقُدْسِ وَالْكِبْرِيَاءِ، كَالنَّاقَةِ الْعَنْقَاءِ، إِذَا أَوْصَلَتْ عُنُقَهَا إِلَى الشَجَرَةِ الْخَضْرَاءِ. وَبَعْدَ ذَلِكَ جَذَبَاتٌ وَنَفَحَاتٌ وَتَجَلِّيَاتٌ مِنَ الْحَضْرَةِ الأَحَدِيَّةِ، لِيَقْطَعَ بَعْضَ بَقَايَا عُرُوقِ الْبَشَرِيَّةِ. وَبَعْدَ ذَلِكَ إِحْيَاءٌ، وَإِبْقَاءٌ وَإِدْنَاءٌ، لِلنَّفْسِ الْمُطْمَئِنَّةِ الرَّاضِيَةِ الْمَرْضِيَّةِ الْفَانِيَةِ،
الله أكبر،الله أكبر،الله أكبر،لا إله إلا الله،الله أكبر،الله أكبر،و الله الحمد،يتابع المسيح الموعود_عليه الصلاة و السلام فيقول:
لِيَسْتَعِدَّ الْعَبْدُ لِقَبُولِ الْفَيْضِ بَعْدَ الْحَيَاةِ الثَّانِيَةِ.
وَبَعْدَ ذَلِكَ يُكْسَى الإِنْسَانُ الْكَامِلُ حُلَّةَ الْخِلافَةِ مِنَ الْحَضْرَةِ، وَيُصَبَّغُ بِصِبْغِ صِفَاتِ الأُلُوهِيِّةِ، عَلَى وَجْهِ الظِّلِّيَّةِ، تَحْقِيقًا لِمَقَامِ الْخِلافَةِ. وَبَعْدَ ذَلِكَ((يعني بعد أن يذبح نفسه الأمارة)) وَبَعْدَ ذَلِكَ يَنْزِلُ إِلَى الْخَلْقِ لِيَجْذِبَهُمْ إِلَى الرُّوحَانِيَّةِ، وَيُخْرِجَهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ الأَرْضِيَّةِ إِلَى الأَنْوَارِ السَّمَاوِيَّةِ، وَيُجْعَلُ وَارِثًا لِكُلِّ مَنْ مَضَى مِنْ قَبْلِهِ مِنَ النَّبِيّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَأَهْلِ الْعِلْمِ وَالدِّرَايَةِ، وَشُمُوسِ الْقُرْبِ وَالْوَلايَةِ، وَيُعْطَى لَهُ عِلْمُ الأَوَّلِينَ وَمَعَارِفُ السَّابِقِينَ مِنْ أُولِي الأَبْصارِ وَحُكَماءِ الْمِلَّةِ، تَحْقِيقًا لِمَقَامِ الْورَاثَةِ.
ثُمَّ يَمْكُثُ هذا الْعَبْدُ في الأَرْضِ إِلَى مُدَّةٍ شَاءَ رَبُّهُ رَبُّ الْعِزَّةِ، لِيُنِيرَ الْخَلْقَ بِنُورِ الْهِدَايَةِ. وَإِذَا أَنَارَ النَّاسَ بِنُورِ رَبِّهِ أَوْ بَلَّغَ الأَمْرَ بِقَدرِ الْكِفَايَةِ، فَحِينَئِذٍ يَتِمُّ اسْمُهُ وَيَدْعُوهُ رَبُّهُ وَيُرْفَعُ رُوحُهُ إِلَى نُقْطَتِهِ النَّفْسِيَّةِِِ. وَهذا هُوَ مَعْنَى الرَّفْعِ عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ وَالْمَعْرِفَةِ. وَالْمَرْفُوعُ مَنْ يُسْقَى كَأْسَ الْوِصَالِ، مِنْ أَيْدِي الْمَحْبُوبِ الَّذِي هُوَ لُجَّةُ الْجَمَالِ، وَيُدْخَلُ تَحْتَ رِدَاءِ الرُّبُوبِيَّةِ مَعَ الْعُبُودِيَّةِ الأَبَدِيَّةِ. وَهذا آخِرُ مَقَامٍ يَبْلُغُهُ طَالِبُ الْحَقِّ في النَّشْأَةِ الإِنْسِانِيَّةِ.
فَلا تَغْفَلُوا عَنْ هذا الْمَقَامِ يَا كَافَّةَ الْبَرَايَا، وَلا عَنِ السِّرِّ الَّذِي يُوجَدُ في الضَّحَايَا، وَاجْعَلُوا الضَّحَايَا لِرُؤْيَةِ تِلْكَ الْحَقِيقَةِ كَالْمَرَايَا، وَلا تَذْهَلُوا عَنْ هذِهِ الْوَصَايَا، وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا رَبَّهُمْ وَالْمَنَايَا.
وَقَدْ أُشِيرَ إِلَى هذا السِّرِّ الْمَكْتُومِ، في كَلامِ رَبِّنَا الْقَيُّومِ، فَقَالَ وَهُوَ أَصْدَقُ الصَّادِقينَ (قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) . فَانْظُرْ كَيْفَ فَسَّرَ النُّسُكَ بِلَفْظِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ، وَأَشَارَ بِهِ إِلَى حَقِيقَةِ الأَضْحَاةِ، فَفَكِّرُوا فِيهِ يَا ذَوِي الْحَصَاةِ. وَمَنْ ضَحَّى مَعَ عِلْمِ حَقِيقَةِ ضَحِيَّتِهِ، وَصِدْقِ طَوِيَّتِهِ، وَخُلُوصِ نِيَّتِهِ، فَقَدْ ضَحَّى بِنَفْسِهِ وَمُهْجَتِهِ، وَأَبْنَائِهِ وَحَفَدَتِهِ، وله أجرٌ عظيم، كأجرِ إبراهيم عند ربه الكريم. وإليه أشار سيّدُنا المصطفى، ورسولنا المجتبى، وإمام المتقين، وخاتم النبيين، وقال وهو بعد الله أصدقُ الصادقين: إن الضحايا هي المطايا، تُوصِل إلى ربِّ البرايا، وتمحو الخطايا، وتدفع البلايا. هذا ما بلغَنا مِن خير البريّة، عليه صلوات الله والبركات السنيّة، وإنه أومأَ فيه إلى حِكَمِ الضحيّةِ، بكلمات كالدرر البهيّة.
الله أكبر،الله أكبر،الله أكبر،لا إله إلا الله،الله أكبر ،الله أكبر،و لله الحمد،الله أكبر،الله أكبر،الله أكبر،لا إله إلا الله،الله أكبر ،الله أكبر،و لله الحمد،و صل اللهم و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم.
ثم قال عليه السلام للحاضرين:كل عام أنتم بخير.و صافحهم و احتضنهم جميع_عليه الصلاة و السلام_
=======
حال المسلمين المؤلم:
15 نوفمبر 2019:
قال سيّدنا يوسف ابن المسيح_عليهما الصلاة و السلام_:السلام عليكم ورحمة الله تعالى و بركاته ،آذان.
قام بلال اليوسفين برفع الآذان:
اللهُ أكبرُ اللهُ أكبر
أشهدُ أن لا إله إلا الله
أشهدُ أن لا إله إلا الله
أشهدُ أنَّ محمَّداً رسولُ الله
أشهدُ أنَّ محمَّداً رسولُ الله
حيَّ على الصلاة
حيَّ على الصلاة
حيَّ على الفلاح
حيَّ على الفلاح
اللهُ أكبرُ اللهُ أكبر
لا إله إلا الله
ثم دعا نبي الله بالدعاء التالي : اللهم رب هذه الدعوة التامة ، والصلاة القائمة ، آت محمدا الوسيلة والفضيلة ، وابعثه اللهم مقاما محمودا الذي وعدته . ثم قام سيدنا يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام خطيبا فقال : الحمد لله - الحمد لله وحده - الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد ومن تبعه من أنبياء عهده وبعد،لدينا اليوم إكمال لبداية ما بدأناه من كتاب إعجاز المسيح للإمام المهدي الحبيب في تفسير سورة الفاتحة،يقول المسيح الموعود_عليه الصلاة و السلام:
أما بعد.. فاعلموا أيها الطالبون المنصفون، والعاقلون المتدبّرون، أني عبد من عباد الرحمن، الذين يجيئون من الحضرة، وينزلون بأمر ربّ العزّة، عند اشتداد الحاجة، وعند شيوع الجهلات والبدعات وقلّة التقوى والمعرفة، ليجدِّدوا ما أخْلَقَ، ويجمعوا ما تَفرّقَ، ويتفقّدوا ما افتُقِدَ، ويُنجِزوا ويُوفوا ما وُعِدَ من رب العالمين، وكذلك جئتُ وأنا أوّل المؤمنين.
وإني بُعثت على رأس هذه المائة المباركة الربّانية، لأجمع شَمْلَ المِلّة الإسلامية، وأدفع ما صِيلَ على كتاب الله وخيرِ البريّة، وأكسر عصا مَن عصى وأقيم جدران الشريعة. ((وأكسر عصا مَن عصى وأقيم جدران الشريعة،وأكسر عصا مَن عصى وأقيم جدران الشريعة.)) وقد بيّنتُ مرارًا وأظهرتُ للناس إظهارًا، أني أنا المسيح الموعود والمهدي المعهود، وكذلك أُمرتُ وما كان لي أن أعصي أمر ربي وألحَقَ بالمجرمين((وكذلك أُمرتُ وما كان لي أن أعصي أمر ربي وألحَقَ بالمجرمين)). فلا تعجَلوا عليّ وتَدبّروا أمري حق التدبّر إن كنتم متّقين، وعسى أن تكذّبوا امرَأً وهو من عند الله، وعسى أن تفسّقوا رجلاً وهو من الصالحين. وإن الله أرسلني لأصلح مفاسد هذا الزمن، وأفرّق بين روض القدس وخَضْراءِ الدِّمَن، وأُرِيَ سبيل الحق قومًا ضالين. وما كان دعواي في غير زمانه، بل جئتُ كالربيع الذي يمطر في إبّانه، وعندي شهادات من ربي لقوم مستَقْرين، وآياتٌ بيّنات للمبصرين، ووجهٌ كوجه الصادقين للمتفرّسين. وقد جاءت أيام الله وفُتحتْ أبواب الرحمة للطالبين، فلا تكونوا أوّل كافرٍ بها وقد كنتم منتظرين.
أين الخفاء؟ فافتحوا العين أيها العقلاء، شهدتْ لي الأرض والسماء، وأتاني العلماء الأمناء، وعرَفني قلوب العارفين، وجرى اليقين في عروق قلوبهم كأقْرِيةٍ تجري في البساتين. بيد أن بعض علماء هذه الديار ما قبلوني من البخل والاستكبار، فما ظلمونا ولكن ظلموا أنفسهم حسدًا واستعلاءً، ورضُوا بظلمات الجهل وتركوا علمًا وضياءً. فتراكمَ الظلام في قولهم وفعلهم وأعيانهم، حتى اتخذ الخفافيش وَكْرًا لجنانهم، وما قعد قارِيةٌ على أغصانهم. وكانوا من قبل يتوقعون المسيح على رأس هذه المائة، ويترقّبونه كترقُّب أهلّةِ الأعياد أو أطايبِ المأدبة، فلما حُمَّ ما تَوقَّعوه، وأُعطيَ ما طلبوه، حسبوا كلام الله افتراء الإنسان، وقالوا: مفتري يُضلّ الناسَ كالشيطان، وطفِقوا يشكّون في شأنه بل في إيمانه، وكذّبوه وفسّقوه وكفّروه مع مُريديه وأعوانه. وأنزل الله كثيرا من الآيِ فما قبلوا، وأرى التأييدَ في المَبادئ والغايِ فما توجّهوا، وقالوا كاذب وما تَفكّروا في مآل الكاذبين، وقالوا مختلِق وما تَذكّروا مَن دَرَجَ من المختلقين.
والأسف كل الأسف أنهم يقولون ولا يسمعون، ويعترضون ولا يُصغُون، ويلمِزون ولا يحقّقون، وحصحص الحق فلا يبصرون، وإذا رموا البريءَ بأَفِيكةٍ فضحكوا وما يبكون. ما لهم لا يخافون، أم لهم براءة في الزُبُر فهم لا يُسألون؟ وما أرى خوفَ الله في قلوبهم بل هم يؤذون الصادقين ولا يبالون. ما أرى فِناءَ صدورهم رَحْبًا، وكمثلهم اختاروا صَحْبًا، ويهمِزون ويغتابون وهم يعلمون. ولا يتكلمون إلا كطائر يخذُق، أو كمسلول يبصُق، لا يبطُنون أمرنا، ولا يعرفون سرَّنا، ثم يكفرون ويسبّون ويهذِرون مِن غير فهم الكتاب، ولا كهريرِ الكلاب. وما بقي فيهم فهمٌ يهديهم إلى صراطٍ مستقيم، ولا خوف يجذبهم إلى سُبل مرضاة الله الرحيم. ومنهم مقتصدون، يكذّبون ولا يعلمون، وبعضهم يكفّون الألسنة ولا يسبّون، وتجد أكثرهم مفحِشين علينا ومكفّرين سابّين غيرَ خائفين.
فليَبْكِ الباكون على مصيبة الإسلام(( فليَبْكِ الباكون على مصيبة الإسلام))، وعلى فتن هذه الأيام. وأيّ فتنة أكبر من فتن هذه العلماء، فإنهم تركوا الدين غريبا كشهداء الكربلاء. وإنها نار أذابت قلوبنا، وجنّبتْ جنوبَنا، وثقّلتْ علينا خطوبنا، ورمتْ كتاب الله بأحجار((ورمتْ كتاب الله بأحجار )) من جهلات الجاهلين. وترى كثيرا منهم يُخفون الحق ولا يجتنبون الزُور كالصلحاء، وتكذب ألسنتهم عند الإفتاء. غشّوا طبائعهم بغواشي الظلمات، وقدّموا حَبَّ الصِلات على حُبّ الصَلاة. نبذوا القرآن وراء ظهورهم للدنيا الدنيّة، وأمالوا طبائعهم إلى المقنيّات الماديّة. واشتدّ حرصُهم ونهمتُهم وشغفُهم باللذّات الفانية، وجاوز الحدَّ شحُّهم في الأماني النفسانية. ما بقي فيهم علمُ كتاب الله الفرقان، ولا تقوى القلوب وحلاوة الإيمان. وتَباعدوا من أعمال البر وأفعال الرشد والصلاح، وانتقلوا من سُبل الفلاح إلى طرق الطلاح. وعاد جَمْرُهم رمادًا، وصلاحهم فسادًا. بعُدوا من الخير والخيرُ بعُد منهم كالأضداد، وصاروا لإبليس كالمقرَّنين في الأصفاد، وانجذبوا إلى الباطل كأنهم يُقادون في الأقياد. يخونون في فتاواهم ولا يتقون، ويكذّبون ولا يبالون، ويقرُبون حرماتِ الله ولا يبعُدون، ولا يسمعون قول الحق بل يريدون أن يسفكوا قائله ويغتالون. ولما جاءهم إمام بما لا تهوى أنفسهم أرادوا أن يقتلوه وهم يعلمون. وما كان لبشر أن يموت إلا بإذن الله فكيف المرسَلون؟ إنه يعصم عباده من عنده ولو مكر الماكرون. يقولون نحن خدام الإسلام وقد صاروا أعوانًا للنصارى في أكثر عقائدهم، وجعلوا أنفسهم كحِبالةٍ لصائدهم. يقولون سمعنا الأحاديث بالأسانيد، ولا يعلمون شيئا من معنى التوحيد.((يقولون سمعنا الأحاديث بالأسانيد، ولا يعلمون شيئا من معنى التوحيد.)) ويقولون نحن أعلمُ بالأحكام الشرعية، وما وطئتْ أقدامهم سِكَكَ الأدلّة الدينية. يطيرون في الهوى كالحَمام، ولا يفكّرون في ساعة الحِمام. يسعون لحطامٍ بأنواعِ قلقٍ، ويُخرِجون كأهل النفاق رؤوسَهم مِن كلّ نفقٍ. يقعون من الشحّ على كل غضارة، ولو كان فيه لحم فأرة. إلا الذين عصمهم الله بأيدي الفضل والكرامة، فأولئك مبرَّأون مما قيل وليس عليهم شيء من الغرامة، وإنهم من المغفورين.
الحمدلله_الحمدلله وحده_الحمدلله وحده و الصلاة و السلام على محمد و من تبعه من أنبياء عهده و بعد،يقول المسيح الموعود_عليه الصلاة و السلام_:
ومن الفتن العظمى والآفات الكبرى صولُ القسوس بقِسِيِّ الهَمْزِ واللَمْزِ كالعَسوس. وكلّ ما صنعوا لجرحِ ديننا من النِّبال والقِياس، بنَوه على المكائد كالصائد لا على العقل والقياس. نبذوا الحقّ ظِهْرِيًّا، وما كتبوا فيما دوّنوه إلا أمرًا فَرِيًّا. وقد اجتمعتْ هممُهم على إعدام الإسلام، واتفقت آراؤهم لمحو آثار سيدنا خيرِ الأنام. يدعون الناسَ إلى اللظى والدَّرْك، ناصبين شَرَكَ الشِرْك. وما وجدوا كيدًا إلا استعملوه، وما نالوا جهدًا إلا بذلوه. استحرّتْ حربُهم، وكثر طعنهم وضربهم، ونعَرتْ كُوساتُهم، وصاحت مِن كل طرف بُوقاتُهم، وجالت خيولهم، وسالت سيولهم، وسعوا كل السعي حتى جمعوا عساكر الإلحاد، ورفعوا راياتِ الفساد. وصُبّتْ على المسلمين مصائبُ وخُرّبتْ تلك الربوع، وأُهْديتْ لسُقياها الدموع، وكثُر البدعة، وما بقِي السُنّة ولا الجماعة، ورُفع القرآن وضاقت عن صَونه الاستطاعة.
فحاصل الكلام أن الإسلام مُلِئَ من الآلام، وأحاطت به دائرة الظلام، وأَرَى الزمانُ عجائب في نقضِ أسواره، وأسال الدهرُ سيولا لتعفية آثاره، وأكمل القدر أمره لإطفاء أنواره. ولما كان هذا مِن المَشِيّة الربانية، مَبْنيًّا على المصالح الخفيّة، فما تطرّقَ إلى عزم العِدا خللٌ، ولا إلى أيديهم شللٌ، ولا إلى ألسنتهم فللٌ. وكان من نتائجه أن المِلّة ضعفتْ، والشريعة اضمحلّتْ، وجرَفتْها المجارف، حتى أنكرها العارف، وكثر اللغو وذهب المعارف. باخت أضواؤها، وناءت أنواؤها، ودِيسَ المِلّةُ وطالت لَأْواؤُها. وكان هذا جزاءَ قلوبٍ مقفَّلة، وأثامَ صدورٍ مغلَّقة. فإن أكثر المسلمين فقدوا تقواهم،((فإن أكثر المسلمين فقدوا تقواهم)) وأغضبوا مولاهم، وترى كثيرا منهم شغَفهم حبُّ الأموال والعَقار والعِقيان، ومَلَكَ فؤادَهم هوى الأملاك والنسوان، وقلَّب قلوبَهم لوعةُ إِمْرتِها فشُغلوا بها عن الرحمن. وترى أكثرهم اعتضدوا قِرْبةَ الملحدين، وانقادوا كقَؤُودٍ لسيرِ الكافرين. وحسبوا أن الوصلة إلى الدولة طرقُ الاحتيال أو القتال، وزعموا أن النَبالة لا يحصل إلا بالنِبال، فليس عندهم تدبيرُ تأييدِ الملّة مِن غير سفك الدماء بالمرهَفات والأسنّة، ويستَقْرون في كل وقت مواضعَ الجهاد، وإنْ لم يتحقق شروطه ولم يأمر به كتابُ ربّ العباد. ومن المعلوم أن هذا الوقت ليس وقتَ ضرب الأعناق لإشاعة الدين، ولكل وقتٍ حُكم آخر في الكتاب المبين، بل يقتضي حكمةُ الله في هذه الأوقات، أن يؤيَّد الدينُ بالحجج والآيات، وتُنقَد أمورُ المِلّة بعين المعقول، ويُمعَن النظرُ في الفروع والأصول، ثم يُختار مسلكٌ يهدي إليه نورُ الإلهام ويضعه العقلُ في موضع القبول، وأن يُعَدَّ عُدّةٌ كمثل ما أعدَّ الأعداء، ويُفَلَّ السيفُ ويُحَدَّ الدهاءُ، ويُسلَك مسلَكُ التحقيق والتدقيق، وتُشرَب الكأسُ الدِهاقُ من هذا الرحيق. فإن أعداءنا لا يسُلّون النواحلَ للنِحْلة، ولا يُشيعون عقائدهم بالسيوف والأسنّة، بل يستعملون ما لطُف ودقَّ من أنواع المكائد، ويأتون في صور مختلفة كالصائد. وكذلك أراد الله لنا في هذا الزمان، أن نكسر عصا الباطل بالبرهان لا بالسِنان((وكذلك أراد الله لنا في هذا الزمان، أن نكسر عصا الباطل بالبرهان لا بالسِنان))، فأرسلني بالآيات لا بالمرهَفات، وجعل قلمي وكلِمي منبعَ المعارف والنكات، وما أعطاني سيفًا وسنانًا، وأقام مقامهما برهانًا وبيانًا، ليجمع على يدي الكلِمَ المتفرّقة(( ليجمع على يدي الكلِمَ المتفرّقة))، وينظم بي الأمور المتبدّدة، ويسكِّن القلوب الراجفة، ويبكِّت الألسنة المرجِفة، وينير الخواطر المظلمة، ويجدّد الأدلة المُخْلِقة، حتى لا يبقى أمر غير مستقيم، ولا نهج غير قويم.
وأقم الصلاة.
استووا استقيموا
استووا استقيموا
=========
ثم قرأ سيدنا يوسف بن المسيح _عليهما الصلاة والسلام_ من سورة النحل في الركعة الأولى ، وسورة النصر في الركعة الثانية ، ثم جمع العصر .
=========
تحدي المسيح لبير علي:
23 نوفمبر 2019:
قال سيّدنا يوسف ابن المسيح_عليهما الصلاة و السلام_:السلام عليكم ورحمة الله تعالى و بركاته ،آذان.
قام بلال اليوسفين برفع الآذان:
اللهُ أكبرُ اللهُ أكبر
اللهُ أكبرُ اللهُ أكبر
أشهدُ أن لا إله إلا الله
أشهدُ أن لا إله إلا الله
أشهدُ أنَّ محمَّداً رسولُ الله
أشهدُ أنَّ محمَّداً رسولُ الله
حيَّ على الصلاة
حيَّ على الصلاة
حيَّ على الفلاح
حيَّ على الفلاح
اللهُ أكبرُ اللهُ أكبر
لا إله إلا الله
ثم دعا نبي الله بالدعاء التالي : اللهم رب هذه الدعوة التامة ، والصلاة القائمة ، آت محمدا الوسيلة والفضيلة ، وابعثه اللهم مقاما محمودا الذي وعدته . ثم قام سيدنا يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام خطيبا فقال : الحمد لله - الحمد لله وحده - الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد ومن تبعه من أنبياء عهده وبعد،لدينا اليوم إكمال لحديث المسيح الموعود_عليه الصلاة و السلام_من كتاب إعجاز المسيح الذي صنفه في تفسير سورة الفاتحة،يقول المسيح الموعود_عليه الصلاة و السلام_:
فحاصل القول.. إن البيان والمعارف من معجزاتي، وإن مرهفاتي آياتي وكلماتي. وكنت دعوت بعض أعدائي لإراءة هذه المعجزة، لعل الله يشرح صدورهم أو يجعل لهم نصيبًا من نور المعرفة، فقلت إن كنتم تنكرون بإعجازي، وتصولون عليّ كالغازي، وتظنون أنكم أُعطيتم علم القرآن وبلاغةَ سحبان، فتعالوا ندعُ شهداءنا وشهداءكم، وعلماءنا وعلماءكم، ثم نقعد مقابلين، ونكتب تفسير سورةٍ مرتجلِين، منفردين غير مستعينين. فما كان أحدٌ منهم أن يقبل الشرط المعروض، ويتّبع الأمر المفروض، ويقعد بحذائي، ويُملي التفسير كإملائي، بل جعلوا يكيدون ليطفئوا النور، ويكذّبوا المأمور. وكان أحدٌ منهم يقال له "مهر عليّ"، وكان يزعم أصحابُه أنه الشيخ الكامل والوليّ الجليّ، فلما دعوته بهذه الدعوة، بعد ما ادّعى أنه يعلم القرآن وأنه من أهل المعرفة، أبى مِن أن يكتب تفسيرا بحذاء تفسيري، وكان غبيًّا ولو كان كالهمذاني أو الحريري، فما كان في وسعه أن يكتب كمثل تحريري. ومع ذلك كان يخاف الناسَ، وكان يعلم أنه إنْ تخلّفَ فلا غلبة ولا جِحاسَ، فكاد كيدًا وقال إني سوف أكتب التفسير كما أُشيرَ، ولكن بشرط أن تباحثني قبله بنصوص الأحاديث والقرآن، ويُحكَّم مَن كان لك عدوًّا وأشدَّ بُغضًا من علماء الزمان((و هو محمد حسين البطالوي))، فإنْ صدّقني وكذّبك بعد سماع البيان، فعليك أن تبايعني بصدق الجنان، ثم نكتب التفسير ولا نعتذر ونترك الأقاويل، وإنّا قبلنا شرطك وما زدنا إلا القليل. هذا ما كتب إليّ وطبعه وأشاع بين الأقوام((اللي هو ميهر علي))، واشتهر أنه قبِل الشرائطَ وما كان هذا إلا كيدًا لإغلاط العوام. ولما جاءني مكتوبه المطبوع وكيده المصنوع، قلت إنّا لله ولعنتُ ما أشاع، وتأسّفتُ على وقتٍ ضاع. ثم إنه استعمل كيدًا آخر، ورحل من مكانه وسافر، ووصل لاهورَ، وأثار النقع كالثور، وأرجفت الألسنةُ أنه ما جاء إلا ليكتب التفسير في الفور. فلمّا رأيت أنهم حسبوا الدودةَ ثعبانا، والشوكة بستانا، قلتُ في نفسي أن نذهب إلى لاهور فأيّ حرجٍ فيه، لعل الله يفتح بيننا ويسمع الناس ما يخرج من فينا وفيه. فشاورتُ صَحْبتي في الأمر، وكشفتُ عندهم هذا السر، واستطلعتُ ما عندهم من الرأي، وسردتُ لهم القصة من المَبادئ إلى الغاي، فقالوا لا نرى أن تذهب إلى لاهور، وإنْ هو إلا محلّ الفتن والجور، وقد تبيّن أنه ما قبِل الشروط، وأرى الضمورَ والمُقُوطَ، وتَشَحَّطَ بدمه وما رأى سبيل الخلاص إلا الشُّحوطَ، وهَمَطَ وغَمَطَ، وما ذبح كَبْشَ نفسه وما سَمَطَ وما قَمَطَ، وإنا سمعنا أنه ما جاء بصحة النيّة، وليس فيه رائحة من صدق الطويّة، هذا ما رأينا والأمر إليك، والحق ما أراك الله وما رأيت بعينيك. وكذلك كانت جماعتي يمنعونني ويردَعونني، ويُصرّون عليّ ويكُفّونني، حتى تلوّيتُ عما نويتُ، وحُبّب إليّ رأيهم فقبِلتُ وما أبيتُ، وتركتُ ما أردتُ، وطويتُ الكشح عما قصدتُ. ثم طفق المخالفون يمدحونه على فتح الميدان، ويطيّرونه مِن غير جناح العرفان، وكانوا يكذبون ولا يستحيون، ويتصلّفون ولا يتّقون، ويفترون ولا ينتهون، وينسبون إليه بحارَ محامدَ ما استحقَّها، وأبكارَ معارفَ ما استرقَّها. وكانوا يسبّونني كما هي عادة السفهاء، ويذكرونني بأقبح الذكر وبالاستهزاء. ويقولون إن هذا الرجل هاب شيخَنا وخافَ، وأكله الرعب فما حضر المصافَّ، وما تخلّفَ إلا لخطبٍ خشَّى وخوفٍ غَشَّى، ولو بارزَ لكلَّمه الشيخُ بأبلغ الكلمات، وشَجَّ رأسه بكلام هو كالصَفاة في الصِفات. وكذلك كانوا يهذِرون، ويستهزئون بي ويسبّون.
ووالله لا أحسب نفسي إلا كمَيْتٍ تُرِّبَ، أو كبيتٍ خُرِّبَ، والناس يحسبونني شيئًا ولستُ بشيء، وما أنا إلا لربّي كفَيْءٍ، وما كان لي أن أبارز وأدعو العِدا، ولكنّ الله أخرجني لهذا الوَغى، وما رميتُ إذ رميتُ ولكن الله رمى. ولي حِبٌّ قدير وإعانتُه تكفيني، ومِتُّ فظهر الحِبُّ بعد تجهيزي وتكفيني، ووهب لي بعد موتي كلامًا كالرِياض، وقولاً أصفى من ماء يسيح في الرَضْراض، وحجّةً بالغة تلدَغ الباطل كالنَضْناض، وكلُّها من ربي وما أنا إلا خاوِي الوِفاضِ، وأُمرتُ أن أنفق هذه الأموال على الأوفاض، وأنْ أرُمَّ جدران الإسلام قبل الانقضاض. ومَن بارزني فقد بارز اللهَ رب العالمين، وما جئتُ إلا بزيِّ المساكين، وما أجِيْزُ حَزْنًا مِن حَولي، ولا بَطْنًا من جَولي، بل معي قادرٌ يواري عِيانَه، ويُري برهانَه، فلأجل ذلك تحامت العِدا عن طريقي، وقُطّعت النحورُ والأعناق من مِنْجَنِيقي، وما لأحد بمقاومتي يَدانِ، ويدي هذه تعمل تحت يد الله الرحمن. نزلتْ عليّ بركات هي حِرْزٌ للصالحين، فجمعتُ بها لنفسي التحصينَ والتحسين.
ومن نوادر ما أُعْطِيَ لي من الكرامات، أن كلامي هذا قد جُعل مِن المعجزات. فلو جهّز سلطانٌ عسكرًا من العلماء، ليبارزوني في تفسير القرآن ومُلَحِ الإنشاء، فواللهِ إني أرجو من حضرة الكبرياء أن يكون لي غلبةٌ وفتحٌ مبينٌ على الأعداء. ولذلك بثثتُ الكتبَ وأشعتُ الصحف النُخَبَ في الأقطار، وحثثتُ على هذا المصارعة كلَّ مَن يزعم نفسه من أبطال هذه المضمار، وما كان لأحد من علماء هذه الديار أن يبارزني فيما دعوتُهم بإذن الله القهّار.
فما أنت وما شأنك أيها المسكين الجولرويّ؟ أتتغاوى عليّ بأخلاط الزمر وأوباش الناس أيها الغويّ؟ أيها الغافل.. اعلم أن السماء أهدتْك إليّ لتكون نموذجَ عبرةٍ في الأرضين، وقادَك إليّ القدرُ ليُرِي الناسَ ربي قدرَ المقبولين. وإنّا إذا نزلنا بساحةِ قوم فساءَ صباحُ المنذَرين. أيها المسكين.. لا تقُلْ غيرَ الصدق، ولا تشهد لغير الحقّ، واتّق الله ولا تكُنْ من المجترئين. أأنت تجد في نفسك قدرة على تفسير القرآن، برعايةِ مُلَحِ الأدب ولطائف البيان؟ سبحان ربي! إنْ هذا إلا كذب مبين. وأنت تعلَم مبلَغَ علمك وتعلَم مَن معك ومن تبعك، ثم تدّعي الفضل كالماكرين. ويعلم العلماء أنك لست رجلَ هذا الميدان، ولكنهم يكتُمون عُوارَك كما يُكتَم الداء الدخيل ويُسعَى للكتمان. فحاصل الكلام.. أنك لست أهل هذا المقام، وما علّمك الله العلمَ والأدب مِن لدنه موهبةً، وما اقتنيتَ المعارف مكتسَبةً، ومع ذلك لما حللتَ لاهورَ، ادّعيتَ كأنك تكتب التفسير في الفور، تعاميتَ أو ما رأيتَ عند غلوائك، وفعلتَ ما فعلت وسدرتَ في خيلائك، وخدعتَ الناس بأغلوطاتك، ولوّنتهم بألوانِ خزعبيلاتك، وخدعتَ كلّ الخدع حتى أجاح القومَ جَهَلاتُك، وأهلك الناسَ حَيَواتُك. ثم ما تركتَ دقيقة من الإغلاظ والازدراء، وتفرّدتَ في كمال الزراية والسب والهذر والاستهزاء. وما قصدتَ لاهور إلا لطمعٍ في محامد العامّة، ولتُعَدَّ في أعينهم مِن حُماة المِلّة، ومِن مُواسِي الدينِ ومُعالِجِي هذه الغُمّةِ ببذل المال والهمّة، ولعلك تأمَنُ بهذا القدر حصائدَ الألسنة، ولا تُرهَق بالتَبِعة والمَعْتَبة، وليحسب الناسُ كأنك منزَّه عن مَعرّة اللَكَن، ولستَ كعِنِّينٍ في رجال اللَسَنِ، وليظنَّ العامةُ الذين هم كالأنعام، أنك رُزقتَ مِن كلّ علم وأُنعمتَ من أنواع الإنعام، وأُعطِيتَ بصيرةً تُدرِك منتهى العرفان، وإصابةً تُكمّل دائرةَ البيان، وفهمًا كفهمٍ ذَوّادٍ عن الزيغ والطغيان، وعقلاً كبازي يصيد طير البرهان، ونطقًا مؤيَّدًا بالحجج القاطعة المنيرة، ونفسًا متحلّيةً بأنواع المعارف وحسن السريرة، وتوفيقًا قائدًا إلى الرشد والسَّداد، وإلهامًا مُغْنِيًا عن غيرِ ربّ العباد. ثم ما بقي منك مِن تحميدك، كمَّله صَحْبُك في تأييدك، وأُنشِدَ الأشعار في ثنائك، وما تُرِكَ دقيقةٌ في إطرائك، ثم سبّوني وحقّروني بعد رفعك وإعلائك، وكانوا لا يلاقون أحدًا ولا يوافون رجلاً إلا ويذكرونني عندهم استخفافا، وأكلوا لحمي بالغِيبة فما أكلوا إلا سُمًّا زُعافًا.
الحمدلله_الحمدلله وحده_الحمدلله وحده و الصلاة و السلام على محمد و من تبعه من أنبياء عهده و بعد،يتابع المسيح الموعود_عليه الصلاة و السلام_ فيقول:
فلمّا بلغتْ إهانتهم منتهاها، وكَلَّمَني كَلِمُهم بمُداها، ووصل الأمر إلى مَداها، ورأيتُ أنهم جاروا كل الجَور، وأثاروا كالثور، وتركوا طريق الإنصاف، وسلكوا مسلك الاعتساف، وكثُر الهذَر والهذَيان، ومُلِئتْ بكلمات السبّ القلوبُ والآذان، وتاهت الخيالات وكُذّبت المعارف وصُدّقت الجهلات، أُلقِيَ في رُوعي أن أنجّي العامّةَ من أغلوطاتهم، وأُطفئ بقولٍ فَيْصلٍ ما سعّروا بتُرّهاتهم، وأكتب التفسيرَ وأُرِيَ الصغيرَ والكبير أنهم كانوا كاذبين. وما حملني على ذلك إلا قصدُ إفشاءِ كذبِ هذا المكّار، فإنه مكَر مكرًا كُبَّارًا، وأظهر كأنه من العلماء الكبار، وادّعى أنه يعلم القرآن وفاق الأقران، وحان أن يغلِبَ ويُعانَ.
والغرض من تفسيري هذا تفريق الظلام والضياء، وإراءةُ تضوُّعِ المسكِ بحذاءِ جيفة البَيداء، وإظهارُ خَدْعِ الخادعِ ومواساةُ الرجال والنساء، والاشفاقُ على العُمْي ومُتّبعي الأهواء، وقضاءُ خَطْبٍ كان كحقٍّ واجبٍ ودَينٍ لازمٍ لا يسقط بدون الأداء. فهذا هو الأمر الداعي إلى هذه الدعوة، مع قلّة الفرصة، ليكون تفسيرُ الفرقان فرقانًا بين أهل الهدى وأهل الضلالة. ولولا التصلّف وتطاوُلُ اللسان وإظهارُ شجاعة الجنان من هذا الجبان، لمررتُ بلَغْوِه مرور الكرام، وما جعلتُه غرضَ السهام، ولكنه هتَك سِتْرَه بيديه، فكان منه ما ورد عليه. وإنه كذب كذبًا فاحشا وما خافَ، بل خدع وزوَّر وأغرى عليّ الأجلافَ، وزعم نفسه كأنه صاحبُ الخوارق والكرامات، وعالِمُ القرآن وشارِبُ عينِ العرفان ومالِكُ الدقائق والنكات. فوجب علينا أن نُرِيَ الناس حقيقةَ ما ادّعاه، ونُظهِرَ ما أخفاه، ولولا الامتحان، لصعب التفريق بين الجماد والحيوان. وكنتُ أقدِر أن أُرِيَ ظالِعَه كالضليع وحُمُرَه كالأفراس، ولكن هذا مقام العَماس لا وقتَ عفوِ عِثار الناس. والمتكبّر ليس بحَرِيٍّ أن يقال عِثارُه وستر عُواره. وكذلك لا يليق به أن يُعرِض عن ذلك الخصام ويستقيل من هذا المقام، مع دعاوي العلم وكونِه من العلماء الكرام، بل ينبغي أن يُسبَر عقلُه، ويُعرَف حقله، وقد ادّعى أنه صبّغ نفسَه بألوان البلاغة كجُلودٍ تُحلَّى بالدِباغة، فإن كان هذا هو الحق ومن الأمور الصحيحة الواقعة، فأيُّ خوف عليه عند هذه المقابلة، بل هو مَحَلُّ الإبشار والفرحة، لا وقت الفزَع والرِعْدة، فإن كمالاتِه المخفيّةَ تظهَر عند هذا الامتحان والتجربة، ويرى الناسُ كلهم ما كان له مستورًا من الشأن والرتبة. ومن المعلوم أن قيمة المرء الكامل يزيد عند ظهور كماله، كما أن البئر يُحَبُّ ويُؤْثَر عند شربِ زُلاله. ولا يخفى أن القادر على تفسير القرآن، يفرح كلَّ الفرح عند السؤال عن بعض معارف الفرقان(( ولا يخفى أن القادر على تفسير القرآن، يفرح كلَّ الفرح عند السؤال عن بعض معارف الفرقان))، فإنه يعلم أن وقت إشراقِ كوكبه جاء، وحان أن يُعرَف ويُخزَى الأعداء، فلا يحزن ولا يغتمّ إذا دُعِيَ لمقابلة ونُوديَ لمناضلة، بل يزيد مسرّةً ويحسبها لنفسه كبشارة، أو كتفاؤُلٍ لإمارة، فإن العالم الفاضل لا يُقدَر حق قدره، إلا بعد رؤية أنوار بدره، ولا يخضَع له الأعناقُ بالكلّية إلا بعد ظهور جواهره المخفيّة.
وأقم الصلاة.
استووا استقيموا
=========
ثم قرأ سيدنا يوسف بن المسيح _عليهما الصلاة والسلام_ أواخر سورة الكهف في الركعة الأولى ، وسورة النصر في الركعة الثانية ، ثم جمع العصر .
=========
الغرض من تفسيري هذا:
30 نوفمبر 2019:
قال سيّدنا يوسف ابن المسيح_عليهما الصلاة و السلام_:السلام عليكم ورحمة الله تعالى و بركاته ،آذان.
قام بلال اليوسفين برفع الآذان:
اللهُ أكبرُ اللهُ أكبر
اللهُ أكبرُ اللهُ أكبر
أشهدُ أن لا إله إلا الله
أشهدُ أن لا إله إلا الله
أشهدُ أنَّ محمَّداً رسولُ الله
أشهدُ أنَّ محمَّداً رسولُ الله
حيَّ على الصلاة
حيَّ على الصلاة
حيَّ على الفلاح
حيَّ على الفلاح
اللهُ أكبرُ اللهُ أكبر
لا إله إلا الله
ثم دعا نبي الله بالدعاء التالي : اللهم رب هذه الدعوة التامة ، والصلاة القائمة ، آت محمدا الوسيلة والفضيلة ، وابعثه اللهم مقاما محمودا الذي وعدته . ثم قام سيدنا يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام خطيبا فقال : الحمد لله - الحمد لله وحده - الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد ومن تبعه من أنبياء عهده وبعد،لدينا اليوم إكمال لحديث الموعود من كتاب إعجاز المسيح الذي ألفهُ في تفسير سورة الفاتحة،يقول المسيح الموعود_عليه الصلاة و السلام_:
والغرض من تفسيري هذا تفريق الظلام والضياء، وإراءةُ تضوُّعِ المسكِ بحذاءِ جيفة البَيداء، وإظهارُ خَدْعِ الخادعِ ومواساةُ الرجال والنساء، والاشفاقُ على العُمْي ومُتّبعي الأهواء، وقضاءُ خَطْبٍ كان كحقٍّ واجبٍ ودَينٍ لازمٍ لا يسقط بدون الأداء. فهذا هو الأمر الداعي إلى هذه الدعوة، مع قلّة الفرصة، ليكون تفسيرُ الفرقان فرقانًا بين أهل الهدى وأهل الضلالة. ولولا التصلّف وتطاوُلُ اللسان وإظهارُ شجاعة الجنان من هذا الجبان، لمررتُ بلَغْوِه مرور الكرام، وما جعلتُه غرضَ السهام، ولكنه هتَك سِتْرَه بيديه، فكان منه ما ورد عليه. وإنه كذب كذبًا فاحشا وما خافَ، بل خدع وزوَّر وأغرى عليّ الأجلافَ، وزعم نفسه كأنه صاحبُ الخوارق والكرامات، وعالِمُ القرآن وشارِبُ عينِ العرفان ومالِكُ الدقائق والنكات. فوجب علينا أن نُرِيَ الناس حقيقةَ ما ادّعاه، ونُظهِرَ ما أخفاه، ولولا الامتحان، لصعب التفريق بين الجماد والحيوان. وكنتُ أقدِر أن أُرِيَ ظالِعَه كالضليع وحُمُرَه كالأفراس، ولكن هذا مقام العَماس لا وقتَ عفوِ عِثار الناس. والمتكبّر ليس بحَرِيٍّ أن يقال عِثارُه وستر عُواره. وكذلك لا يليق به أن يُعرِض عن ذلك الخصام ويستقيل من هذا المقام، مع دعاوي العلم وكونِه من العلماء الكرام، بل ينبغي أن يُسبَر عقلُه، ويُعرَف حقله، وقد ادّعى أنه صبّغ نفسَه بألوان البلاغة كجُلودٍ تُحلَّى بالدِباغة، فإن كان هذا هو الحق ومن الأمور الصحيحة الواقعة، فأيُّ خوف عليه عند هذه المقابلة، بل هو مَحَلُّ الإبشار والفرحة، لا وقت الفزَع والرِعْدة، فإن كمالاتِه المخفيّةَ تظهَر عند هذا الامتحان والتجربة، ويرى الناسُ كلهم ما كان له مستورًا من الشأن والرتبة. ومن المعلوم أن قيمة المرء الكامل يزيد عند ظهور كماله، كما أن البئر يُحَبُّ ويُؤْثَر عند شربِ زُلاله. ولا يخفى أن القادر على تفسير القرآن، يفرح كلَّ الفرح عند السؤال عن بعض معارف الفرقان، ولا يخفى أن القادر على تفسير القرآن، يفرح كلَّ الفرح عند السؤال عن بعض معارف الفرقان،فإنه يعلم أن وقت إشراقِ كوكبه جاء، وحان أن يُعرَف ويُخزَى الأعداء، فلا يحزن ولا يغتمّ إذا دُعِيَ لمقابلة ونُوديَ لمناضلة، بل يزيد مسرّةً ويحسبها لنفسه كبشارة، أو كتفاؤُلٍ لإمارة، فإن العالم الفاضل لا يُقدَر حق قدره، إلا بعد رؤية أنوار بدره، فإن العالم الفاضل لا يُقدَر حق قدره، إلا بعد رؤية أنوار بدره،ولا يخضَع له الأعناقُ بالكلّية إلا بعد ظهور جواهره المخفيّة.
وإنّا اخترنا الفاتحة لهذا الامتحان، فإنها أُمُّ الكتاب ومفتاح الفرقان((القرآن))، ومنبعُ اللؤلؤ والمرجان، وكوُكْنةٍ لطير العرفان. وليكتبْ كلٌّ منّا تفسيرها بعبارة تكون من البلاغة في أقصاها، وتنير القلبَ وتضاهي الشمسَ في بعض معناها، ليرى الناسُ مَن اقتعدَ منّا غارِبَ الفصاحة، وامتطى مطايا الملاحة، وليُعرَفَ أريبٌ حداه العقلُ إلى هذا الأَرَب، ويُعلَم أديبٌ ساقه الفهم إلى رياض العرب، وليُضمِّرَ كلٌّ منّا لهذا المراد كلَّ ما عنده من الجِياد، ويفري كلَّ طريق من الوِهاد والنِجاد، بزاد اليَراعِ والمِداد، ليشاهد الناسُ مَن تُداركه العناية الإلهية، وأخَذ بيده اليدُ الصمديّة،ليشاهد الناسُ مَن تُداركه العناية الإلهية، وأخَذ بيده اليدُ الصمديّة.
ومَن كان يزعم نفسه أنه هو العالم الربّاني، فليس عليه بعزيز أن يكتب تفسير السبع المثاني، مع رعايةِ مُلَحِ الأدب وشواردِ المعاني.
ثم إني أرخيتُ له الزمام كل الإرخاء، ووسّعتُ له الكلامَ لتسهيل الإنشاء، وكتبتُ من قبلُ في صحيفةٍ أشعتُها، ونميقةٍ إليه دفعتُها، أن ذلك الرجل الغُمْر إنْ لم يستطع أن يتولى بنفسه هذا الأمرَ، فله أن يُشرِك به من العلماء الزُّمَرَ، أو يدعو من العرب طائفةَ الأدباء، أو يطلب من صلحاء قومه همّةً ودعاءً لهذه اللأواء. وما قلتُ هذا القول إلا ليعلم الناس أنهم كلهم جاهلون، ولا يستطيع أحدٌ منهم أن يكتب كمثل هذا ولا يقدرون.
وليس من الصواب أن يقال إن هذا الرجل المدعوّ كان عالمًا في سابق الزمان، وأمّا في هذا الوقت فقد انعدم علمُه كثلج ينعدم بالذوبان، ونسَج عليه عناكبُ النسيان، فإن العلم الذي ادّعاه وحفظه ووعاه، وقرأه وتلاه، لا بدّ أن يكون له هذا العلمُ كدَرٍّ ربّاه، أو كسراجٍ أضاء بيتَه وجلاّه، فكيف يزول هذا العلم بهذه السرعة، ويخلو كظرفٍ منثلمٍ وِعاءُ الحافظةِ، وتنزل آفةٌ مُنسِيةٌ على المَدارك والجَنان، حتى لا يبقى حرف على لوحها إلى هذا القدر القليل من الزمان؟ وكيف تهبّ صراصر الذهول على علوم كُسبت بشِقّ النفس والقحول؟ ولو فرضنا أن آفة النسيان أجاحَ شجرةَ علمه من البنيان، وسقطتْ على زهر دِرايته صواعقُ الحرمان، فكيف نفرض أن هذا البلاء ورد على ألوف من العلماء الذين جُعلوا له كالشركاء، وأُشرِكوا في وِزْرِه كالوزراء؟ بل أُذِنَ له أن يطلب كلَّ ما استيسرَ له من الأدباء، لعلّه يكتب قولاً بليغًا ولا يتيهُ كالناقة العشواء.
ثم من المسلَّم أن الله يربّي عقول الصالحين، ((ثم من المسلَّم أن الله يربّي عقول الصالحين))، ويُسعِدهم بالهداية إلى طرق الروحانيين، ويذكِّرهم إذا ما ذهلوا معارفَ كلام الله القدّوس، ويُنْزِلُ السكينة عند الزلزال على النفوس، ويؤيّدهم بروحٍ منه، ويعضُد بالإعانة على الإبانة، ويتولى أمورهم ويميّزهم بالحصاة والرزانة، ويصرِفهم من السفاهة، ويعصِمهم من الغواية ويحفظهم في الرواية والدراية؛ فلا يقِفون موقفَ مندمة، ولا يرون يومَ تندُّمٍ ومنقصة، ولا تغرُبُ أنوارهم، ولا تخرُب دارهم. منابعهم لا تغور، وصنائعهم لا تبور. ويؤيَّدون في كل موطن ويُنصَرون، ويُرزَقون مِن كل معرفة ومِن كل جهل يُبعَدون. ولا يموتون حتى تُكمَّل نفوسهم فإذا كُمّلتْ فإلى ربهم يُرجَعون. فإن الله نور فيميل إلى النور، وعادتُه البدور إلى البُدور. ولما كانت هذه عادة الله بأوليائه، وسُنّته بعباده المنقطعين وأصفيائه، لزِم أن لا يرى عبدُه المقبول وجهَ ذلّةٍ، ولا يُنسَب إلى ضعف وعلّة، عند مقابلةٍ مِن أهل ملّة، ويفوقَ الكلَّ عند تفسير القرآن بأنواع علم ومعرفة. وقد قيل إن الوليّ يخرج من القرآن، والقرآن يخرج من الوليّ،(( وقد قيل إن الوليّ يخرج من القرآن، والقرآن يخرج من الوليّ، وقد قيل إن الوليّ يخرج من القرآن، والقرآن يخرج من الوليّ))،وإن خفايا القرآن لا يظهر إلا على الذي ظهر مِن يَدَيِ العليمِ العليّ. فإن كان رجلٌ مَلَكَ وحدَه هذا الفهمَ الممتاز، فمَثله كمثل رجل أخرجَ الرُكازَ، وما بذل الجهدَ وما رأى الارتمازَ، فهو وليُّ الله وشأنُه أعظمُ وذيله أرفعُ مِن همزِ الهَمّاز ولمزِ اللَمّاز. وما أُعطِيَ هذا الوليّ الفاني من معارف القرآن كالجَهاز، فهو معجزة بل هو أكبر من كل نوع الإعجاز. وأيّ معجزة أعظم من إعجازٍ قد وقَع ظِلَّ القرآنِ، وشابهَ كلامَ الله في كونه أبعدَ من طاقة الإنسان؟ وليس هذا الموطن إلا للمتّقين، ((وليس هذا الموطن إلا للمتّقين))،ولا تُفتَح هذه الأبواب إلا على الصالحين، ولا يمسّه إلا الذي كان من المطهَّرين. وإن الله لا يهدي كيد الخائنين الذين يجعلون المكائد منتجَعًا، والأكاذيب كهفًا ومرجَعًا، ولهم قلوبٌ كلَيْلٍ أردفَ أذنابَه، وظلامٍ مَدَّ إلى مدى الأبصار أطنابَه. لا يعلمون ما القرآن، وما العلم والعرفان؟ ومن لم يعلم القرآن، وما أُوتيَ البيان فهو شيطان أو يضاهي الشيطانَ، وما عرف الرحمنَ. وما كان لفاسق أن يبلُغ هذه المُنْية العَلِيّة، ولو شحَذ إليها النفسَ الدنيّة، بل هو يختار طريق الفرار، خوفًا من هتك الأستار، وظهور العِثار. وكذلك فعَل هذا الرجل الكائد، والمزوِّر الصائد، فانظروا كيف زوَّر، وأرى التهوّرَ، وقال لبّيتُ الدعوةَ وما لبّى، وقال عبّيتُ العسكر للخصام وما عبّى، وما بارزَ بل خدع وخَبَّ، وإلى جُحْرهِ أَبَّ. وتراءى نحيفًا ضعيفا وكان يُرِي نفسَه رجلاً بَبّا. وأخلدَ إلى الأرض وشابهَ الضبَّ. وما صعِد وما ثَبَّ، وجمَع الأوباش وما دعا الربَّ. وحقّرني وشتم وسبَّ، وتبِع الحيلَ وما صافى اللهَ وما أحبَّ، وما قطَع له العُلَقَ وما جَبَّ. وقال إني عالم والآن نجمُ علمِه أَزَبَّ، وكلُّ ما دبّر تَبَّ. وإنْ كان عالمًا فأيّ حرج على عالم أن يفسّر سورة من سور القرآن، ويكتب تفسيره في لسان الفرقان، بل يُحمَد لهذا ويُثنى عليه بصدق الجنان، ويُعلَم أنه من رجال الفضل والعلم والبيان، ويُشكَر بما ينفع الناسَ من معارفَ عُلِّمَ من الرحمن. فلذلك أقول إنه مَن كان يدّعي ذَرى المكانِ المنيع، فليبذُلْ الآن جُهْدَ المستطيع، ويُثبِت نفسَه كالضليع. ولا شكّ أن إظهار الكمال من سيرة الرجال وعادة الأبطال، لينتفع به الناس وليُخرَجَ به مسكينٌ من سجن الضلال. ولا يرضى الكاملُ بأن يعيش كمجهول لا يُعرَف، ونَكِرةٍ لا تُعرَّف. وإن الفضل لا تتبيّن إلا بالبيان، ولا يُعرَف الشمس إلا بالطلوع على البلدان.
الحمدلله_الحمدلله وحده_الحمدلله وحده و الصلاة و السلام على محمد و من تبعه من أنبياء عهده و بعد،يقول المسيح الموعود_عليه الصلاة و السلام_:
وإني ألزمتُ نفسي أن أكتب تفسيري هذا في إثباتِ ما أُرسلتُ به من الحضرة، وأن أفتحَ هذه الأبواب بمفاتيح "الفاتحة"، مع لطائف البيان ورعايةِ المُلَح الأدبية، والتزام الفصاحة العربية. ومن المعلوم أن نَمْقَ الدقائق الدينيّة، والرموز العلميّة، والإيماضات والإشارات، مع توشيح العبارات وترصيع الاستعارات، والتزامِ محاسن الكنايات، وحسن البيان ولطائف الإيماءات، أمرٌ قد عُدَّ من المعضلات، وخَطْبٌ حُسِبَ من المشكلات، وما جمَع هذين الضِدَّين إلا كتاب الله مظهر الآيات البيّنات، وماحِي الأباطيلِ والجهلات. وإن الشعراء لا يملكون أَعِنّةَ هذه الجِياد، فتنتشر كلماتهم انتشارَ الجَراد، ولكني سألتُ الله فأعطاني، وجئته عطشانَ فأرْواني((وجئته عطشانَ فأرْواني)) فنحن الموفَّقون، ونحن المؤيَّدون. تُواتينا الأقلام، كأنها السِهام والحُسام(( تُواتينا الأقلام، كأنها السِهام والحُسام))، ولنا من ربّنا كلامٌ تامّ وظلٌّ ظليل، فكلُّ رداء نرتديه جميل. ولنا جِبِلّةٌ لا تبلُغها الجبال، وقوّةٌ لا تُعجِزها الأثقال، وحالٌ لا تغيّرها الأحوال، وربٌّ لا تُرَدُّ مِن حضرته الآمال.
وأقم الصلاة.
استووا استقيموا
استووا استقيموا
=========
ثم قرأ سيدنا يوسف بن المسيح _عليهما الصلاة والسلام_ من سورة البقرة في الركعة الأولى ، وسورة الكوثر في الركعة الثانية ، ثم جمع العصر .
=========
=============================
إكمال شرح الفاتحة :
6 سبتمبر 2019:
صلاة
الجمعة لخليفة المسيح الموعود يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام يقول عليه السلام : السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ، أذان .
قام بلال اليوسفيين مروان برفع الأذان :
الله اكبر الله اكبر
الله اكبر الله اكبر
اشهد ان لا اله الا الله
اشهد ان لا اله الا الله
اشهد ان محمدا رسول الله
اشهد ان محمدا رسول الله
حى على الصلاة
حى على الصلاة
حى على الفلاح
حى على الفلاح
الله اكبر الله اكبر
لا اله الا الله
ثم دعا نبي الله بالدعاء التالي : اللهم رب هذه الدعوة التامة ، والصلاة القائمة ، آت محمدا الوسيلة والفضيلة ، وابعثه اللهم مقاما محمودا الذي وعدته . ثم قام سيدنا يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام خطيبا فقال : الحمد لله - الحمد لله وحده - الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد ومن تبعه من أنبياء عهده وبعد ; لدينا اليوم في هذه الجمعة المباركة كلام من كلام المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام في إتمام شرح سورة الفاتحة ، يقول المسيح الموعود في شرح "إياك نعبد و إياك نستعين"،يقول : قدم الله ((عز و جل)) قوله : إِيَّاكَ نَعْبُدُ على قوله: ﴿إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ إشارة إلى تفضلاته الرحمانية من قبل الاستعانة، فكأن العبد يشكر ربه ويقول يا رب إني أشكرك على نعمائك التي أعطيتني من قبل دعائي ومسألتي وعملي وجهدي واستعانتي بالربوبية والرحمانية التي سبقت سُؤل السائلين، ثم أطلب منك قوة وصلاحًا وفلاحا وفوزا ومقاصد التي لا تُعطى إلا بعد الطلب والاستعانة والدعاء وأنت خير المعطين.
وفي هذه الآيات حث على شكر ما تعطى، والدعاء بالصبر فيما تتمنى، وفرط اللهج إلى ما هو أتم وأعلى، لتكون من الشاكرين الصابرين. وفيها حث على نفي الحول والقوة، والاستطراح بين يدي سبحانه مترقبا منتظرًا مديمًا للسؤال والدعاء والتضرع والثناء، والافتقار مع الخوف والرجاء، كالطفل الرضيع في يد الظئر، والموت عن الخلق وعن كل ما هو في الأرضين. وفيها حث على إقرار واعتراف بأننا الضعفاء، لا نعبدك إلا بك، ولا نتحسس منك إلا بعونك، بك نعمل وبك نتحرك، وإليك نسعى كالثواكل متحرقين وكالعشاق متلظين. وفيها حث على الخروج من الاختيال والزهو، والاعتصام بقوة الله تعالى وحوله عند اعتياص الأمور وهجوم المشكلات، والدخول في المنكسرين((والدخول في المنكسرين))كأنه - تعالى شأنه - يقول يا عباد احسبوا أنفسكم كالميتين وبالله اعتضدوا كل حين. فلا يَزْدَه الشاب منكم بقوته، ولا يتخصر الشيخ بهراوته، ولا يفرح الكيس بدهائه، ولا يثق الفقيه بصحة علمه وجودة فهمه وذكائه، ولا يتكئ الملهم على إلهامه وكشفه وخلوص دعائه ((ولا يتكئ الملهم على إلهامه وكشفه وخلوص دعائه)) فإن الله يفعل ما يشاء، ويطرد من يشاء، ويُدخل من يشاء في المخصوصين. وفي جملة إِيَّاكَ نَسْتَعينُ إشارة إلى عظمة شر النفس الأمارة التي تسعى كالعشارة، فكأنها أفعى شرها قد طم، فجعل كل سليم كعظم إذا رَمَّ، وتراها تنفث السم، أو هي ضرغام ما ينكل إن هم، ولا حول ولا قوة ولا كسب ولا لَمَّ، إلا بالله الذي هو يرجم الشياطين. وفي تقديم نَعْبُدُ على نَسْتَعِينُ نكات أخرى، فنكتب للذين هم مشغوفون بآيات المثاني لا برنات المثاني، ويسعون إليها شائقين. وهي أن الله عز و جل يعلم عباده دعاء فيه سعادتهم، فيقول يا عباد سلوني بالانكسار والعبودية، وقولوا: ربنا إياك نعبد ولكن بالمعاناة والتكلف والتجشم وتفرقة الخاطر وتمويهات الخناس وبالروية الناضبة والأوهام الناصبة والخيالات المظلمة، كماء مكدر الصادقين من سيل أو كحاطب ليل، وإن نتبع إلا ظنا وما نحن بمستيقنين. وإياك نستعين يعني: نستعينك للذوق والشوق والحضور والإيمان الموفور، والتلبية الروحانية والسرور والنور، ولتوشيح القلب بحلي المعارف وحلل الحبور، لنكون بفضلك من سباقين في عرصات اليقين، وإلى منتهى المآرب واصلين وفي بحار الحقائق متوردين.
وفي قوله تعالى : إِيَّاكَ نَعْبُدُ تنبيه آخر، وهو أنه يرغب فيه عباده إلى أن يبذلوا في مطاوعته جُهد المستطيع، ويقوموا ملبين في كل حين تلبية المطيع. فكأن العباد يقولون: ربنا إنا لا نألو في المجاهدات، وفي امتثالك وابتغاء المرضاة، ولكن نستعينك ونستكفي بك الافتنان بالعُجب والرياء، ونستوهب منك توفيقاً قائدا إلى الرشد والرضاء، وإنا ثابتون على طاعتك وعبادتك، فاكتبنا في المطاوعين.
وهنا إشارة أخرى وهي أن العبد يقول يا رب إنا خصصناك بمعبوديتك، وآثرناك على كل ما سواك، فلا نعبد شيئا إلا وجهك، وإنا من الموحدين. واختار عز و جل لفظ المتكلم مع الغير إشارة إلى أن الدعاء الجميع الإخوان لا لنفس الداعي، وحث فيه على مسالمة المسلمين واتحادهم وودادهم، وعلى أن يعنو الداعي نفسه لنصح أخيه كما يعنو لنصح ذاته، ويهتم ويقلق لحاجاته كما يهتم ويقلق لنفسه، ولا يفرق بينه وبين أخيه، ويكون له بكل القلب من الناصحين. فكأنه تعالى يوصي ويقول يا عباد تهادوا بالدعاء تهادي الإخوان والمحبين((يا عباد تهادوا بالدعاء تهادي الإخوان والمحبين.)) وتناثثوا دعواتكم وتباثثوا نياتكم، وكونوا في المحبة كالإخوان والآباء والبنين.
الحمد لله - الحمد لله وحده - الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد و من تبعه من أنبياء عهده وبعد ،يقول المسيح الموعود عليه الصلاة و السلام في شرح :
[اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ]((يقول)) هذا الدعاء رد على قول الذين يقولون إن القلم قد جف بما هو كائن، فلا فائدة في الدعاء، فالله تبارك وتعالى يبشر عباده بقبول الدعاء، فكأنه يقول يا عباد ادعوني أستجب لكم. وإن في الدعاء تأثيرات وتبديلات والدعاء المقبول يُدخل الداعي في المنعمين. وفي الآية إشارة إلى علامات تُعرف بها قبولية الدعاء على طريق الاصطفاء، وإيماء إلى آثار المقبلين لأن الإنسان إذا أحب الرحمن وقوى الإيمان، فذلك الإنسان وإن كان على حسن اعتقاد في أمر استجابة دعواته، ولكن الاعتقاد ليس كعين اليقين، وليس الخبر كالمعاينة، ولا يستوي حال أولي الأبصار والعمين، بل من يُدرب باستجابة الدعاء حق التدرّب، وكان معه أثر من المشاهدات، فلا يبقى له شك ولا ريب في قبولية الأدعية. والذين يشكون فيها فسببه حرمانهم من ذلك الحظ، ثم قلة التفاتهم إلى ربهم، وابتلاؤهم بسلسلة أسباب توجد في واقعات الفطرة وظهورات القدرة، فما ترقت أعينهم فوق الأسباب المادية الموجودة أمام الأعين، فاستبعدوا ما لم تحط بها آراؤهم وما كانوا مهتدين. وفي هذه السورة نكات شتى نريد أن نكتب بعضها، ومنها أن الفاتحة سبع آيات أولها : الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العالمين، وآخرها : غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ . وفي الآية الأولى بيان بدء الخلق، وفي الأخرى إشارة إلى قوم تقوم القيامة عليهم وعلى أمثالهم من
اليهود والمتنصرين. وفي تعيين "سبع آية إشارة إلى أن عمر الدنيا سبعة كما أن أيام أسبوعنا سبعة. وما ندري حقيقة السبعة((وما ندري حقيقة السبعة)) على وجه التحقيق أهي آلاف كآلافنا أو غير ذلك، ولكنا نعلم أنه ما بقي من السبعة إلا واحدًا، وقد أراد الله تصرفات جديدة بعد انقضائها، فيُهلك القرون الأولى عند اختتامها ويخلق الآخرين.(( وقد أراد الله تصرفات جديدة بعد انقضائها، فيُهلك القرون الأولى عند اختتامها ويخلق الآخرين. ، وقد أراد الله تصرفات جديدة بعد انقضائها، فيُهلك القرون الأولى عند اختتامها ويخلق الآخرين. )) وفي الآية السادسة .. يعني صرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ نكتة أخرى، وهي أن آدم قد خلق في يوم السادس، وأنعم عليه ونفخ فيه روح الحياة في الجمعة بعد العصر، وكذلك يُخلق رجل في الألف السادس وهو آدم قوم أضاعوا إيمانهم((وهو آدم قوم أضاعوا إيمانهم)) ، فيجيء ويُحيي قلوبهم، ويهب لهم عرفانا غضًا طريا، ويجعلهم بعد نومهم من المستيقظين. وفي آية: اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ إشارة وحث على دعاء صحة المعرفة، كأنه يُعلّمنا ويقول ادعوا الله أن يُريكم صفاته كما هي ويجعلكم من الشاكرين لأن الأمم الأولى ما ضلوا إلا بعد كونهم عميا في معرفة صفات الله تعالى وإنعاماته ومرضاته، فكانوا يفانون الأيام فيما يزيد الآثام((فكانوا يفانون الأيام فيما يزيد الآثام)) ، فحل غضب الله عليهم، فضربت عليهم الذلة وكانوا من الهالكين. وإليه أشار الله تعالى في قوله: غير الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ ، وسياق كلامه يُعلم أن غضب الله لا يتوجه إلا إلى قوم أنعم الله عليهم من قبل الغضب، فالمراد من الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ في الآية قوم عصوا في نعماء وآلاء رزقهم الله خاصة واتبعوا الشهوات، ونسوا المنعم وحقه وكانوا من الكافرين. وأما الضالون فهم قوم أرادوا أن يسلكوا مسلك الصواب، ولكن لم يكن معهم من العلوم الصادقة والمعارف المنيرة الحقة، والأدعية العاصمة الموفقة، بل غلبت عليهم خيالات وهمية فركنوا إليها وجهلوا طريقهم، وأخطأوا مشربهم من الحق فضلوا، وما سرحوا أفكارهم في مراعي الحق المبين. والعجب من أفكارهم وعقولهم وأنظارهم((والعجب من أفكارهم وعقولهم وأنظارهم)) أنهم جوزوا على الله وعلى خلقه ما يأبى منه الفطرة الصحيحة والإشراقات القلبية، ولم يعلموا أن الشرائع تخدم الطبائع((ولم يعلموا أن الشرائع تخدم الطبائع))، والطبيب معين للطبيعة لا منازع لها((والطبيب معين للطبيعة لا منازع لها))، فيا حسرةً عليهم.. ما ألهاهم عن صراط الصادقين! وفي هذه السورة يُعلم الله تعالى عباده المسلمين.. فكأنه يقول يا عباد.. إنكم رأيتم اليهود والنصارى، فاجتنبوا شبه أعمالهم((فاجتنبوا شبه أعمالهم))،واعتصموا بحبل الدعاء والاستعانة((واعتصموا بحبل الدعاء والاستعانة))، ولا تنسوا نعماء الله كاليهود، فيحل عليكم غضبه، ولا تتركوا العلوم الصادقة والدعاء، ولا تهنوا من طلب الهداية كالنصارى فتكونوا من الضالين.
وأقم الصلاة.
=========
ثم قرأ سيدنا يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام بداية سورة القصص في الركعة الأولى ، وسورة التين في الركعة الثانية ، ثم جمع العصر .
=========