دراسة المنطق و التفكير النقدي و الإنحياز التأكيدي .
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
الحمد لله , الحمد لله وحده , الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد و من تبعه من أنبياء عهده و بعد : جمعت لكم خلاصة في علم المنطق و التفكير النقدي لكي تكونوا معاصرين لتلك المفاهيم و مزامنين لها لتستفيدوا منها و لتستطيعوا من خلالها الرد على الملاحدة الذين يحبون هذه اللغة , لغة المنطق و التفكير النقدي و هي لغة جيدة إن نحن سلكنا المنطق الباطني الحقيقي و التفكير النقدي التجريبي .
- أريد أن أقول أن المنطق هو نحو العقل و لكنه أيضاً يحتاج إلى التجربة العلمية لكي لا يقع في الوهم ، لكي ننتقل به من المنطق الشكلي إلى المنطق الباطني (منطق المحتوى) .
- كذلك فإنه بكل تأكيد يجب أن نعلم أنّ دراسة المغالطات المنطقية هو درع العقل و سيفه ؛ لينتقل من العقل التجريدي إلى العقل التجريبي العلمي المعملي .
- أنواع من المغالطات المنطقية :
١ - مغالطة السبب الزائف (False Cause) :
مغالطة ارتباط حدثين غير مرتبطين بأسباب منطقية ؛ مثل ارتباط تشغيل أغنية معينة في السيارة بانفجار إطار السيارة ، و يدخل فيها موضوع التشاؤم و النحس و ما إلى ذلك من المغالطات المنطقية .
٢ - مغالطة البعدية أو السببية (Posteriori Fallacy) :
الإرتباط لا يعني السببية ( Correlation Does not Imply Causation) .يصيح
الديك قبل الفجر، ثم يأتي الفجر وينبلج الصباح، إذن صياح الديك يُطلع
الصبحَ ويسُلُّ الشمسَ من مكمَنِها، هكذا فَكَّر الديكُ وهكذا تمضي
«المغالطة البعدية» a posteriori fallacy، تفيد المغالطة البعدية أنه ما دام شيءٌ ما قد أتى بعد شيءٍ آخر فهو إذن قد أتى بسببه، لقد حدث بعَقِبِه إذن فقد حدث بسببه
٣ - مغالطة السؤال المشحون (Loaded Question) :
مثال : هل لازلت تشرب الخمر؟ الإجابة : لا أو نعم لم تنفِ شربك للخمر ، و الصحيح : أن تنفي صيغة السؤال أصلاً . و هي مغالطة المحققين و رجال المباحث ، مثال : أين أخفيت جسم الجريمة؟ ماذا فعلت بعد أن قتلت المجني عليها؟ .
٤ - مغالطة رجل القش (Straw man Fallacy) :
خلق عدو زائف و مهاجمته ، أو تحريف كلام الخصم و الرد على هذا المعنى المُحرّف؟!!! .
٥ - مغالطة الإحتكام إلى الجهل (Appeal to ignorance) :
مغالطة الإدعاء بأنَّ شيئاً ما هو حق بالضرورة ما دام لم يبرهن أحد على أنه باطل؟ و العكس صحيح أي الإدعاء بأنَّ شيئاً ما هو باطل بالضرورة ما دام لم يبرهن أحد على أنه حق . مثال : كان جحا يجلس بجوار شخص ، فسأله ذلك الشخص كم عدد شعرات رأسك يا جحا فقال : جحا عدد شعرات رأسي هي ٥١٣٤١ شعرة ، فقال له الشخص كيف عرفت ذلك ، فقال له : إن لم تصدقني فقم بعدها !!!؟ .
٦ - مغالطة التكلفة الغارقة (The sunk Cost Fallacy) :
هي مغالطة أن يكتشف الفرد بأنَّ الإستثمار الذي استثمره فاشل و لكن يستمر فيه لعدم خسارة التكاليف التي دُفعت بالفعل و لا يمكن استعادتها .
٧ - مغالطة انتقاء الكرز (Cherry Picking Fallacy) :
ينتقي ما يعجبه من الأدلة التي تدعم موقفه و لا ينتقي ما لا يعجبه من الأدلة التي لا تدعم موقفه .
٨ - مغالطة الإستثناء الخاص (Special Pleading Fallacy) :
عندما يطلب الشخص المغالط استثناء حجته من القاعدة لسبب غير منطقي أملاً في انقاذ حجته . مثال : الشيوخ بيتكلموا عن الزهد و هم لا يزهدون فيعترض شخص على ذلك فيقول له شخص ٱخر دول/هؤلاء شيوخ يعملوا اللي/الذي هم عاوزينه/يريدونه!!! ، مثال : شخص مخمور قاد سيارة فقبضت عليه الشرطة و أثناء المحاكمة يقول والد الشخص للقاضي أنا أعترف أن القيادة تحت تأثير الخمر جريمة تستحق العقوبة لكن ابني طبيب لا يستحق ذلك !!! .
٩ - مغالطة نفي الإستثناء (Accident Fallacy) :
هي محاولة تطبيق قاعدة عامة على كل المواقف مع تجاهل وجود استثناءات صحيحة واضحة مُسَبَبَة لغرض صحيح ، مثال : جرح أجساد الناس بٱلة حادة جريمة ، الجراحون يجرحون الناس ، إذاً الجراحون مجرمون ، و هذه مغالطة .
١٠ - مغالطة المصادرة على المطلوب (Begging the Question) :
مثال : أخطأ أرسطو و صحح له جاليليو مع أنه هو الذي وضع علم المنطق!!؟ ، عندما قال أرسطو : أن كل الأجسام شديدة الكثافة تميل للإتجاه لمركز الأرض فبالتالي الأرض هي مركز الكون .المصادرة على المطلوب هو طرح حجة يتطلب استخدامها أن يكون استنتاجها صحيحًا.
تعتبر هذه المغالطة محاولة لدعم النتيجة من خلال فرضية تحتاج لأن تكون
النتيجة صحيحة. هي محاولة لإثبات صحة اقتراح مع اعتبار هذا الاقتراح أمراً
صحيحا في نفس الوقت.المصادرة على المطلوب هي التسليمُ بالمسألة المطلوب البرهنةُ عليها من أجل البرهنة
عليها!
وذلك بأن تفترض صحة القضية التي تريد البرهنة عليها وتضعها بشكل صريح أو ضمني في إحدى
مقدمات الاستدلال، وأنت بذلك تجعل النتيجة مقدمةً وتجعل المشكلةَ حلًّا وتجعل الدعوى
دليلًا! وهو ضرب من الحجة الدائرية arguing in a circle،
والاستدلال الدائري
١١ - مغالطة الإستدلال الدائري (Resoning circle) :
مثال : وقع فيه فرويد و ديكارت و يقع فيه المسلم عندما يستدل على صحة القرآن بآيات القرآن .
١٢ - مغالطة المنشأ (Damning the Origin) :
خذ الحكمة و لا يضرك من أي وعاء خرجت ، فصواب الفكرة لا يحدده مصدرها الذي أتت منه بل بالدليل الذي تستند إليه .
١٣ - مغالطة تجاهل المطلوب (Missing the point) :
تجاهل الشيء الذي يتوجب أن يبرهن عليه ، و يبرهن على شيء ٱخر ، و قد يبدو الإستدلال معقول بحد ذاته لكن المغالطة هنا في أنّ البرهان هو على نتيجة أخرى غير النتيجة المطلوبة .مغالطة تجاهل المطلوب أو الحيد عن المسألة يتم ارتكابها حين يتم تجاهل النتيجة المُراد إثباتها، بتقديم مقدمات منطقية تؤدي إلى إثبات نتيجة أخرى. وتتمتع هذه المغالطة بجاذبية وهي أن قوة الإثبات أو صوابه يمكن أن يتسبب في جذب الانتباه بعيداً عن النتيجة الأصلية.
١٤ - مغالطة الرنجة الحمراء (Red Herring) :
استعيرت هذه القصة و هي استخدام السجناء الهاربون لسمكة رنجة حمراء لتضليل كلاب التتبع لكي تنشغل بها عنهم ، للتعبير عن كل محاولة لتحويل الإنتباه عن المسألة الرئيسية في الجدل بإدخال تفاصيل غير هامة أو إلقاء موضوع لافت و مثير للإنفعالات غير ذي صلة بالموضوع إلا صلة سطحية .
١٥ - مغالطة الحجة الشخصية أو الشخصنة (Argumentum ad Hominem) :
الطعن في شخص القائل بدلاً من تفنيد قوله أو قتل الرسول دون تفنيد الرسالة ؛ و تنقسم لأربع مغالطات :
- القدح الشخصي (السب) (ad Hominem abusive) :
القدح الشخصي لتشتيت الإنتباه عن الحجة الأصلية إلى شخص قائلها و عيوبه و مثالبه .
- الحجة الشخصية الظرفية (ad Hominem - circumstantial) :
الإشارة إلى أن ظروف الخصم الخاصة هي التي ألجأته إلى تبنيّ الرأي الذي يتبنّاه و أنّ له مصلحة مكتسبة في أن يمرر هذا الرأي و يُسَوِّدُه .
- أنت أيضاً تفعل ذلك (و أنت كذلك) (Tu Quoque) :
إتهام الخصم بفعل نفس الشيء أو عدم تجنب ما ينهى عنه .
- تسميم البئر (Poisoning The well) :
و هو المبادرة بضربة وقائية ضد خصمك فيتضمن ذلك أنه مهما يقل فيما بعد فلن يثق بكلامه أحد ، مثال : اتهام الخصم بالعمالة أو الجاسوسية أو بالفاحشة .
١٦ - مغالطة التعميم المتسرع (Hasty Generalization) :
مثال : قال الدجاج لقد قدم الفلاح الذرة بالأمس و اليوم إذن سيقدمها لنا للأبد .
- و التعيمم الإستقرائي : مثال : الدمايطة بخلاء ، الشراقوة كرماء ...
١٧ - مغالطة الإحتكام إلى السلطة (Appeal to Authority) :
الإلتجاء إلى مصدر نهائي للمعرفة و هو سلطة من نوع ما كالكنيسة أو الأزهر أو رجال الدين أو القانون أو الشهرة أو رئيس الدولة للإعتقاد بصحة قضية أو فكرة لا سند لها إلا سلطة قائلها .
- مغالطة السلطة المتحيزة .
١٨ - مغالطة مناشدة الشفقة (Appeal yo pity) :
مثال : كيف ترفض رسالتي للدكتوراة » لقد عكفت على كتابتها ٣ سنوات ، مثال : يجب عليك إنجاحي في الإمتحان » أمي مريضة و لو عرفت أنني رسبت ربما تسوء حالتها .
١٩ - مغالطة الإحتكام إلى عامة الناس (Appeal to People) أو التأسي بالمشاهير .
- الإحتكام إلى الأكثرية بدلاً من الإحتكام للعقل أو التجربة العلمية المعملية .
- انتزاع التصديق على فكرة ما بإشارة مشاعر الحشود و عواطفهم بدلاً من تقديم حجة منطقية صائبة .
يقول برتلاند راسل : بما أنّ الأكثرية من الناس سخفاء فمن المنطقي أن تكون الأفكار المنتشرة سخيفة أيضاً ، مثال : كل الناس كانت تؤمن بأن الأرض مسطحة ثم جاء جاليليو و غير ذلك و أثبت الأرض كروية و أنها ليست مركز الكون !!! .
- مثال : كل الناس المؤمنين بالأديان الإبراهيمية كانوا يعتقدون أن آدم هو أول البشر على الأرض ثم جاء دارون و أثبت أن الإنسان من قبل عصر آدم !!! .
٢٠ - مغالطة المنحدر الزلق (Slippery Slope) :
اللي/الذي يسرق بيضة بكرة/غداً يسرق جمل !!! .
مغالطة المنحدر الزلق يطلق عليها مغالطة الانزلاق بالنتائج فهي حينما يُعتقد بأن فعلاً ما، سوف يجر وراءه سلسلة محتومة من العواقب التي تنتهي بنتيجة كارثية، أو بمعنى آخر، هي المغالطة التي تتحقق عندما يتم القفز بالنتائج على نحو خالٍ من المنطق والتسلسل في الأحداث أو الذي لا يحتمل حصوله بصورة كبيرة، بحيث تكون الفرصة للوصول لمثل هكذا نتيجة هي فرصة ضيقة جداً وليست لحظية. وتسير المغالطة على النحو التالي:
- إذا كانت الدعوى (أ) صحيحة، كانت (ب) صحيحة.
- إذا كان (ب) صحيحة، كانت (ج) صحيحة.
- وهكذا إلى (ن)، باعتبار (ن) نتيجة كارثية.
- إذا، الدعوى (أ) خاطئة.
بدون شك أن الحذر وجيه إذا انطبقت هذه السلسلة، غير أنها في هذه المغالطة لا تنطبق بالضرورة. ولا يوجد دليل على أن مثل هذه الفرضيات المتطرفة ستحدث فعلا في الواقع، لذلك فإن هذه المغالطة تستخدم عن طريق استغلال العاطفة من خلال الاستفادة من الخوف الناجم من حدوث المكروه مستقبلا.
أي لا يستطيع مواجهة الحجة إلا عبر التخويف بربطها بسلسلة من الأحداث الافتراضية السلبية التي تؤدي إلى نهاية سيئة أو عواقب غير مرغوبة.
٢١ - مغالطة الإحراج الزائف (False Dilemma) :
بناء الحجة على افتراض أن هناك خيارات أسوأ من اختيار المحاجج . و يتم
ارتكابها عند إيهام الطرف الآخر بأنه لايمكن بناء الحجة إلا على افتراض
خيارين لا أكثر، أحدهما واضح البطلان لدفعه إلى تبني الخيار الآخر. وهي تسير على النحو التالي: إما أن تختار (أ) أو تختار (ب). لا توجد هناك خيارات أخرى.
تحدث هذه المغالطة عند إلغاء البدائل أو الحلول الممكنة من أجل الإبقاء على خيارين لا ثالث لهما،
أحدهما لا يصلح حلا والثاني هو رأي المغالط ذاته، على قاعدة "إما معنا أو
ضدنا" أو "إما أن تدخل معنا الحرب من أجل الحفاظ على نهجنا في الحياة، وإما
أن تكون خائنا".
* التفكير النقدي و الإنحياز التأكيدي (Cognitive biasis) :
١ - الذاكرة المتحيزة (Bised memory).
من أساليب التفكير النقدي و عدم الإنحياز التأكيدي هو ألا تجعل الذاكرة متحيزة لأمر ما عند الحكم على عدة أمور .
٢ - البحث المتحيز (Bised search) .
من أساليب التفكير النقدي و عدم الإنحياز التأكيدي هو ألا تجعل بحثك عن الأدلة المعضّضة بحثا متحيزاً .
٣ - البحث عن الأنماط (Pattern seaking) :
خاصية التعرف على الوجوه و تخيل أي شكل مبهم على أنه وجه شخص أو كائن .
و بالتالي فمن أساليب التفكير النقدي و عدم الإنحياز التأكيدي هو ألا تجعل عقلك يتم استدراجه خلف هذه الخاصية العقلية و هي البحث عن الأنماط بل يجب عليك أن تتغلب على هذه الثغرة العقلية .
٤ - عدم قبول الغموض التفسيري (not accepting Interpretive Ambiguity) :
مما يؤدي إلى قبول أي تأويل خاطيء ، مثال : سماع مقطع بالمقلوب لعدة مرات فلا تفهم شيء ، ثم يقول لك شخص جملة على أنها هي ما يقوله المقطع فتستمع للمقطع مرة ثانية فتسمعه كما قال لك ذلك الشخص رغم أن المقطع لا يقول ذلك !!! .
و بالتالي فمن أساليب التفكير النقدي و عدم الإنحياز التأكيدي هو ألا تجعل عقلك يقبل التفسير الغامض كما في المثال السابق .
٥ - التثبيت و الضبط (Anchoning and adjusting) .
من أساليب التفكير النقدي و عدم الإنحياز التأكيدي هو ألا تجعل عقلك يقبل الإنخداع بخدعة التثبيت و الضبط و مثال على ذلك ما يحدث في المحلات التجارية عندما يعلق ورقة على قطعة من الملابس فيكتب في الأعلى ثمنا غاليا و يشطب عليه بخط خفيف ثم يكتب تحته ثمن ارخص منه بمعدل قد يصل للنصف او اكثر , الحقيقة ان السعر المكتوب للشراء هو اعلى من تكلفة البضاعة ناهيك عن السعر المشطوب عليه , فهذه حيلة عقلية يستخدمها اكثر التجار و هي ان يثبت عقلك عند الثمن المشطوب ثم هو يقوم بضبط عقلك على الثمن المكتوب و هو الثمن الذي يريد التاجر ان يبيعك به اصلاً!!!!
٦ - تأثير دانينغ كروجر (Dunning - Kruger effect) :
يوكل الأمر لغير أهله مما يؤدي إلى وهم و توهم التفوق لذلك الشخص و لا تُعرف الأمور إلا بأضدادها مما يؤدي إلى إدراك الإدراك و العكس صحيح ، فقد يكون شخص متفوق لكنه لا يقدّر ذاته جيداً فلابد له أيضاً من إدراك الإدراك .
و بالتالي من أساليب التفكير النقدي و عدم الإنحياز التأكيدي هو ألا تجعل شخص ذو قدرات لا يقدر قدراته و الا تجعل شخص عديم القدرات ان يتوهم حصوله على قدرات غير حقيقية . هذا و صلى الله و سلم على محمد و على آله و صحبه و سلم . يوسف بن المسيح , مصر .