درس القرآن و تفسير الشمس .
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
أسماء أمة البر الحسيب :
افتتح سيدي و حبيبي يوسف بن المسيح ﷺ هذه الجلسة المباركة ، و ثم قرأ أحد أبناءه الكرام من أحكام التلاوة ، و ثم قام نبي الله الحبيب بقراءة سورة الشمس ، و استمع لأسئلتنا بهذا الوجه ، و ثم شرح لنا يوسف الثاني ﷺ هذه السورة المباركة .
بدأ نبي الله جلسة التلاوة المباركة بقوله :
الحمد لله ، الحمد لله وحده ، الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد و من تبعه من أنبياء عهده و بعد ، لدينا اليوم تفسير سورة الشمس ، و نبدأ بأحكام التلاوة و أرسلان :
- أحكام المد و نوعيه :
مد أصلي طبيعي و مد فرعي , المد الأصلي يُمد بمقدار حركتين و حروفه (الألف , الواو , الياء) , و المد الفرعي يكون بسبب الهمزة أو السكون .
أما الذي بسبب الهمزة فهو مد متصل واجب و مقداره ٤ إلى ٥ حركات , و مد منفصل جائز مقداره ٤ إلى ه حركات , و مد صلة كبرى مقداره ٤ إلى ٥ حركات جوازاً , و مد صلة صغرى مقداره حركتان وجوباً .
__
و ثم تابع نبي الله يوسف الثاني ﷺ الجلسة بشرح الوجه لنا فقال :
في هذه السورة العظيمة نتذكر جميعاً أنني كتبتها تفسيراً منذ سنين و أوردتُ في تفسير هذه السورة الرؤيا التي رأيتها عن الصيحة المدممة التي ستُصيب العالم عامة و المسلمين خاصة إن لم يؤمنوا بالمسيح الموعود غلام أحمد -عليه الصلاة و السلام- ، و كنتُ قد رأيتُ تلك الرؤيا و ذكرتها و قلتُ لهم أن هناك سوف تكون صيحة مدممة و عذاب عام و عقاب عام يعني كُحَّة بدم/سعال مصحوب بدم سوف تحصل في العالم كإنذار للعالمين كي يؤمنوا بمبعوث السماء ، و بالفعل حَدَث وقت الكورونا كانت إيه؟ كُحة بدم ، و قد توالت الرؤى الكثيرة التي رأيتُها و أخبرتُ بتأويلها و حدثت على أرض الواقع و هي منثورة في غير موضع في المدونة ، و منذ عدة أيام مثلاً أو أكثر كنتُ قد ذكرت لإحدى أخواتي عن رؤيا رأيتُها لي و لزوجها أنه سوف يكون لنا خير كثير و رزق مادي كثير ، فقالت لي : أنا أُحِب أن أسمع رؤاك لأن رؤاك تتحقق و قد إيه؟ عَهِدنا ذلك مرات كثيرات ، و أخبرتها بالرؤيا فقالت بالفعل هناك إيه؟ رزق مادي لزوجي أتى ، و هي تعلم رؤيا الكُحة المدممة و تعلم رؤى كثيرة جداً أخبرتُهم بها و حدثت .
في هذه السورة المباركة سوف نتحدث عن تفسيرها و سوف نتحدث عن موضوع الجِزية و تاريخ الجِزية في قرون الإسلام الأولى و ما هو تفصيلها الصحيح و ما هي الأخطاء التي وقع فيها المسلمون عبر تاريخهم و كانت مخالفة لنصوص و قواعد القرآن الكريم .
يقول تعالى :
{بسم الله الرحمن الرحيم} و هي آية مُنزَلة .
{وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا} :
(وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا) أَقْسَمَ سبحانه و تعالى بالشمس ، و الشمسُ هنا شمسٌ مادية ظاهرة و شمسٌ باطنة ، الشمس الظاهرة تلك التي نراها في قارعة السماء أي تُفيدنا و تُفيدُ أجسامنا و تُفيد النباتات و الحيوانات و النظام البيئي و الغذائي في الأرض ، و كذلك هي تعمل كعدسة للجاذبية و تجعل الأبراج التي خلفها من النجوم تؤثر تأثيرات متنوعة على الأرض ، كما ذكرنا ذلك في جلسات و دروسٍ سابقة ، أما الشمس الباطنة فهي شمسُ النبوة و هي شمس النبي محمد ﷺ ، الشمس هنا هو السراج المنير و هو سيدنا محمد خاتم الأنبياء و المرسلين و أَقْسَمَ سبحانه و تعالى بالشمس و ضحاها أي و ما تلاها من أنوار و من فيوض .
__
{وَالْقَمَرِ إِذَا تَلاهَا} :
ثم أَقْسَم سبحانه و تعالى بالقمر ، و القمر هو الإمام المهدي و المسيح الموعود كما هو معروف في تأويله ، و القمر له فوائد عظيمة لكوكب الأرض ، فوائد في الحسابات و فوائد في تحريك مجاري البحار و الأنهار من خلال قوة المد و الجزر ، (و القمر) أي الإمام المهدي ، (إِذَا تَلاهَا) إذا تَلى تلك الدعوة و جَدَّدَها .
__
{وَالنَّهَارِ إِذَا جَلاَّهَا} :
(وَالنَّهَارِ إِذَا جَلاَّهَا) أي (النهار) أي نور النهار ، (إِذَا جَلاَّهَا) أي أظهر الإبصار و الوضوح و الرؤيا في الكون و في الأرض ، فهذا المعنى الظاهر و المعنى الباطن أي المؤمنون فَهُمُ النهار الذي يُجَلِّي الحقائق عبر القرون ، عبر القرون و في المجتمعات .
__
{وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا} :
(وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا) أي الكفار المُعاندون المُنكرون الذين تَوَلَّوا و أعرضوا و لم يخشعوا و يستخيروا ، (وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا) أي يغشى الحقيقة و يحاول أن يُبطلها ، فهؤلاء دائماً الملحدون و الكفار عبر التاريخ و القرون يحاولون إبطال شرائع الأنبياء و تَحقِيرِها و صَدِّ الناس عنها .
__
{وَالسَّمَاء وَمَا بَنَاهَا} :
(وَالسَّمَاء وَمَا بَنَاهَا) أَقْسَم سبحانه و تعالى بالسماء التي نراها بما فيها من مجرات و كواكب و نجوم ، (و ما بَنَاها) أي و ما جعلها على هذه الصيغة و على هذه الهيئة ، و (ما) هنا لغير العاقل أي للأسباب الفيزيائية التي خلقها الله سبحانه و تعالى في كوننا و ذكرناها بالتفصيل في تفسيرنا للإنفجار العظيم في دروسٍ سبقت ، و أَقْسَم سبحانه و تعالى بالسماء و بقوانينٍ أنشئت تلك السماء ، لأن (ما) لغير العاقل و الله عاقل ، (وَالسَّمَاء وَمَا بَنَاهَا) أي و ما أنشأها من قوانين وضعها الله سبحانه و تعالى .
__
{وَالأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا} :
(وَالأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا) أَقْسَمَ بالأرض ، (وَمَا طَحَاهَا) أي جعلها معزولة بالغلاف الجوي فهذا معنى طَحَا ، و دَحَا أي كَوَّر ، و بَسَط أي بَسَط ، يظهر للناس أنها مَبسوطة مُمَهَّدَة قبل أن نكتشف أن الأرض مُكَوَّرَة ، فَبَسط الأرض صحيح و دَحي الأرض صحيح و طَحي الأرض صحيح أي أن جعل الأرض معزولة بالغلاف الجوي فهي محفوظة من تأثيرات الكواكب أو الكوكيبات و الشُهب و المجالات المغناطيسية ، لأن الأرض في حد ذاتها حولها مجال مغناطيسي يحميها ، من أين أتى هذا المجال المغناطيسي؟ من إلتهاب اللُب الحديدي للكرة الأرضية ، فهكذا كل حديد يلتهب يُقيم مجال مغناطيسي كما علمنا من علوم الفيزياء ، (وَالأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا) أي أَقْسَم بالأرض و غلافها الجوي أي أنه جعل لها طَحي ، جعل لها غلاف يحفظها بأمر الله تعالى ، فهذا الغلاف معروفة طبقاته و كذلك نُضيف إلى هذا الغلاف المجال المغناطيسي للأرض فهو من ضمن الغلاف الغير مرئي و لكنه يحفظ الأرض و يحميها . طحى من أصوات الكلمات تدلل على المعنى الذي ذهبنا إليه , فصوت الطاء هو القطع الغليظ و صوت الحاء هو الشعور بالراحة , فلما أن تشكل الغلاف الجوي للأرض و المجال المغناطيسي لها أدى ذلك لعزلة صحية للأرض عن الأشعة الكونية الضارة و صار مصدا للشهب و النيازك و الكويكبات تقلل سرعتها أثناء الاختراق او تصدها كليةً , فهذا هو معنى طحى و هو خلاف دحى أي من التكوير و خلاف بسط أي مهّد وما تراه من أرض منبسطة يخيل إليك انبساطها لأنّك لا تدرك تكوّر الأرض بالحواس المحدودة الآنيّة فأتى الخطاب في القرآن على الثلاثة أشكال .
__
{وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا} :
(وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا) أَقْسَم سبحانه و تعالى بالنفس البشرية ؛ النفس المعنوية و النفس المادية أي الجسدية التي تطورت عبر القرون و السنين ، (وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا) و (ما) هنا لغير العاقل ، (سَوَّاها) أي عملية التطور ، عملية التطور عملية بيولوجية غير عاقلة لكنها تحدث عبر آلاف و ملايين السنين ، فأَقْسَم سبحانه و تعالى بتلك النفس التي سَوَّاها من العدم ، من الخلية الأولى حتى إستقامت بشراً سَوِيا ، حتى إستقامت بشراً متطوراً على هيئة الهوموسابينوس الذي ظهر منذ حوالي ٢٠ ألف سنة و كان آدم من هؤلاء المتطورين الذين تطور لديهم الفَصّ الأمامي للمخ فاصطفاه من بين البشر .
__
{فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا} :
(فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا) أَلهَمَ تلك النفس التي تطورت مؤخراً الإختيار التام ، فأعطاها القدرة على عمل الخير و على عمل الشر ، فالإنسان مُخَيَّر و بإختياره يكون فيما يليه مُسَيَّر في سلسلة متتالية من التخييرات تتلوها التسييرات ، (فَأَلْهَمَهَا) أي أعطاها و زرع فيها قُدرة الإختيار ، (فأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا) أي القدرة على عمل الشر ، (وَتَقْوَاهَا) أي القدرة على عمل الخير .
__
{قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا} :
بعد كده ربنا بيوضح الطريق المستقيم ، يقول : (قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا) أي قد فاز من زَكَّى هذه النفس لأننا نعلم أن النفس البشرية في خُسر دائم عبر الزمان إلا الذين آمنوا و عملوا الصالحات و تواصوا بالحق و تواصوا بالصبر ، كما هو قانون سورة العصر : {بسم الله الرحمن الرحيم ¤ و العصر ¤ إن الإنسان لفي خُسر) عبر الزمان يعني ، عبر تتالي الأزمان ، دايماً الإنسان إيمانه بِيَقلّ/يقلّ و يَبلى و يجب إنه/عليه أن يتعاهد هذا الإيمان بإستمرار حتى يتجدد ، يتعاهد بقى الإيمان إزاي/كيف؟؟ بالسجود و ذِكر الله و التأمل في النبوءات و بعث الأنبياء ، صح كده؟؟ ، (قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا) فهذه هي التزكية الحقيقية , تجديد الإيمان و لا يكون تجديد للإيمان إلا بالبعث و النبوة و تأمّل النبوة و تأمّل تحقق النبوءات ، و تأمل حال الأنبياء ، فهذه هي التزكية الحقيقية لأن الله سبحانه و تعالى جعل القلم ، جعل القلم أبو الفنون ، و جعل النبوة أعظم الفنون ، أعظم فنون العزاء و الإتصال بالله عز و جل هي النبوة ، ليس هذا معناه أن النبوة تكون مصطنعة أو مؤلفة أو مُمَثَّلَة بشكل كاذب ، لأ/لا إنما هي تلقائية ، هو فنٌ و موهبة يُعطيها الله سبحانه و تعالى لمن إصطفاه من عباده ، فهي أعظم فنون العزاء و الوصال بالله : النبوة و العرفان الإلهي ، (قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا) أي فاز .
__
{وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا} :
(وَقَدْ خَابَ) أي خَسِر ، (مَن دَسَّاهَا) أي كَذَبَ عليها و لم يُصارحها بحقيقة الوجود الإلهي و البعث النبوي ، الوجود الإلهي و البعث النبوي هي دي/هذه التزكية الحقيقية ، اللي/الذي يخبي/يُخفي على نفسه الحقائق دي/هذه يبقى كده دَسَّى علي نفسه يعني خَدَع نفسه ، إذاً من الذي خاب؟؟ الذي يخدع نفسه بإستمرار فيُدَسّي على نفسه أي لا يُصارحها و لا يواجهّا بالحقائق ، تمام؟ طيب .
__
* في الرؤيا التي رأيتُ فيها ملاك العذاب الذي سألني و قال : "من هُم العَرب الباقية و من هُم العرب البائدة؟" ، فقلتُ له : "العرب الباقية هُم من عبروا النهر أو هم من عبروا البحر ، أي عبروا بحر الرؤيا و عرفوا آثار النبوة ، هُم الباقية يعني باقية في الإيمان" ، فأشار لي أي بنعم ، أشار لي برأسه أي بنعم ، بإماءة من رأسه ، ثم قال لي : "من هم العرب البائدة؟" ، فقلتُ : "هم ثمود(قوم صالح ) و لخم و جُذام" ، فما هي دلالات ذلك؟ ثمود هم قوم كل نبي كذبوه لأن كل نبي هو صالح ، فرمز الكذب و التكفير و الإعراض عن الأنبياء هم قوم ثمود ، قوم النبي صالح لأن كل نبي صالح ، فمن كان من العرب مثل ثمود بالنسبة للإمام المهدي فهُم بائدون ، كذلك لخم و جذام هم الذين وردوا في حديث تميم الداري الذي حَدَّثَ به النبي ﷺ في الرؤيا أن لخم و جذام هم الذين قابلوا المسيح الدجال في الجزيرة المعزولة في البحر في الرؤيا ، يعني العرب الذين يتصلون بالمسيح الدجال أي يوافقونه و ينصرونه هم بائدون أي أنهم مخدوعون بفتنته فلذلك أتت كلمة (لخم و جذام) ، إعلموا دائماً أن الرؤى كلمات ، و الكلمات رموز ، و الرموز لها تأويلات و فيوض لا تنتهي ، لها تأويلات و فيوض لا تنتهي ، هكذا يُعلمنا الله سبحانه و تعالى بواطن المعارف و بواطن التفسيرات ، تمام؟ ، فهذه الأُمة و هذا العالَم طالما أنه يكفر بالمسيح الموعود فسوف تصيبه على فترات متكررة متعددة الصيحة المدممة أي العذاب بأشكالٍ متنوعة لأن الله قال : (و ما كنا معذبين حتى نبعث رسولا) ، فأنا أدعو المسلمين خاصة و العالم عامة أن يتفكروا و أن يتدبروا في حال العالم ، في حال الدنيا و أن يبحثوا عن مبعوث السماء المسيح الموعود الذي أخبر عنه النبي ﷺ .
{كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا} :
(كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا) أي أنّ سبب تكذيب ثمود هو طغيانها و تكبرها و تجبرها و إعراضها عن نبي زمانها لأنهم كانوا طواغيت ، طواغيت يُحادّون الله و رسوله .
__
{إِذِ انبَعَثَ أَشْقَاهَا} :
(كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا ¤ إِذِ انبَعَثَ أَشْقَاهَا) أي ظهر و قام و انطلق أشقى القوم و هو قُدار بن سالف ، ذلك الشقي الذي قتل ناقة النبي صالح -عليه السلام- ، و الناقة هنا لها معنيان : الناقة المادية التي يتجول بها النبي و كذلك دعوة النبي فهي ناقة النبي ، أي كَذَّبَه و اعترض سبيله .
__
{فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا} :
(إِذِ انبَعَثَ أَشْقَاهَا ¤ فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا) أي دعوة النبي و سُقْيَاها ، أي سُقيَاها السُقيا الروحية ، (نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا) أي السُّقيا التي تأتي بها من الله عز و جل إحفظوها و اهتموا بها و تأملوها و لا تُفَرِّطوا فيها ، (فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ) أي صالح و كل نبي هو صالح فهذا الحدث يتكرر عبر الأزمان و العصور باستمرار ، (فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا) يعني أوصاهم بدعوته و سُقياها ، سُقيا الماء الإلهي الذي يُنبت الزروع في القلب .
__
{فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُم بِذَنبِهِمْ فَسَوَّاهَا} :
(فَكَذَّبُوهُ) تلك الأُمة الكافرة كذّبت ذلك النبي ، (فَعَقَرُوهَا) أي فَصَدَموا هذه الدعوة و وضعوا العقبات و العراقيل في طريق هذه الدعوة ، فهذا معنى فعقروها ، و كذلك معناها أيضاً قتلوا ناقة النبي ، (فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ) (فَدَمْدَمَ) أرسل عليهم الدماء بإستمرار و بمضاعفات ، دَمْ دَم هو رمز الإثم و العذاب ، دَمْ دَم و هو رمز الإثم و العذاب ، (فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُم بِذَنبِهِمْ) أي بسبب ذنبهم الأعظم و هو تكذيب نبي زمانهم ، (فَسَوَّاهَا) أي جعل عاليها سافلها ، (سَوَّاهَا) أي كأنها لم تغنَ بالأمس ، (سَوَّاهَا) أي أهلكها .
__
{وَلا يَخَافُ عُقْبَاهَا} :
(وَلا يَخَافُ عُقْبَاهَا) أي لا يخاف الله سبحانه و تعالى عُقبى عذابهم لأنه القادر و هو الحكيم .
* من تلك النبوءات التي ذَكرتُ أنها مبسوطة في غير موضع في المدونة ، تلك التي ذكرتُ لكم عن الفرقة النجدية الخبيثة حينما رأيتُ عنهم الرؤيا في عام ٢٠١١ أن صرحهم سوف ينتهي ، صرحهم سوف ينتهي ، رأيتُ أن صرحهم سوف ينتهي في تسع سنين و نصف و أن الله سبحانه و تعالى سوف يُهلكهم و يُدمر هيكلهم و يُقيم بناءً جديداً و هذا ما حدث و يحدث الآن ، كذلك نُشير إلى الحادثة العظيمة التي حدثت يوم الثلاثاء الماضي التي تُشير إلى أننا في عصر الجساسة ، فيجب أن نتدبر و نتأمل أن علامات الساعة الكبرى قد ظهرت و أنه لابد للمسيح الموعود أن يكون قد بُعِث ، فيجب أن نبحث عنه و نتتبع آثاره و نبايعه و لو حَبواً على الثلج كما قال النبي ﷺ : "فبايعوه و لو حَبواً على الثلج" ، يعني ابحثوا عنه بكل جُهدٍ و بكل جِدية ، فأقول : هل بعد عملية البيجر و الوكي توكي هناك شخصٌ يَشكُ بأننا في عصر الجساسة التي هي إحدى أذرع المسيح الدجال و أن قوته العسكرية هي يأجوج و مأجوج أي من أجيج النار ، و أن ظبية الدجال التي هي الإباحية و التعري و التي هي إحدى أذرع المسيح الدجال ، هل تشكون أننا لسنا في آخر الزمان؟؟!! لقد بعث الله المسيح الموعود و ظهرت علامات الساعة الكبرى ، ظهرت علامات الساعة الكبرى ، فليبحث الباحثون عن المسيح الموعود لعلهم يُفلحون .
* بالنسبة لموضوع الجزية و قتال غير المسلمين فله قواعد قرآنية لابد أن ننوه عليها و أن نظهرها للعالمين لكي لا ينخدع الخادعون أو المخدوعون و لكي لا يغش تجار الدين المسلمين و يُبعدوهم عن الصراط المستقيم ، يقول تعالى في سورة البقرة : (و قاتلوا في سبيل الله الذي يُقاتلونكم و لا تعتدوا إن الله لا يُحب المعتدين) فهذه قاعدة قرآنية عامة يُنزَل عليها كل الآيات الخاصة التي تتحدث عن القتال فلا نُقاتل إلا من قاتلنا ، لأن الله سبحانه و تعالى قال في سورة التوبة : (فما استقاموا لكم فاستقيموا لهم) صح كده؟ طيب ، و قال تعالى في سورة التوبة : (قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله و لا باليوم الآخر و لا يُحرمون ما حَرم الله و رسوله و لا يدينون دِين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يُعطوا الجزية عن يدٍ و هم صاغرون) الآية دي معناها إيه؟ الآية دي/هذه أتت في معرض الحديث عن قتال المعتدين و ليست على إطلاقها ، إنما تتحدث في معرض سياق قتال المعتدين ، و الجزية لا تؤخذ من أفراد إنما تؤخذ من حكومات ، كيف ذلك؟؟ يعني لو في دولة إعتدت على دولة الإسلام ، نروح/نذهب كدولة إسلامية نقاتلها فإن استسلمت أو طلبت إيه؟ الصُلح ، نُصالحهم على الجزية اللي/التي هي ضريبة نأخذها منهم سنوياً للإمعان في إيه؟ تركيعهم و جعلهم تابعين لنا ، فالجزية لا تؤخذ إلا من حكومات و هيئات ، أما الأفراد فلا يجوز لك أن تأخذ منهم الجزية ، لماذا؟؟ لأن الأصل في الإسلام هي الدولة إيه؟ دولة المدينة و وثيقة المدينة هذا هو الأصل في الإسلام ، دولة المدينة و وثيقة المدينة كان فيها إيه؟ كان فيها كل أفراد المجتمع بكل أديانهم و أعراقهم و طوائفهم لهم نفس الحقوق و عليهم نفس الواجبات ، يعني لو داهم المدينة عدو ، كلهم يتحدوا للدفاع عن المدينة ، هل النبي ﷺ كان بيأخذ من اليهود أو المشركين في المدينة جزية؟؟ و لا/أم كان كلهم سواسية؟ ، كلهم عايشين مع بعض في مواطنة و سلام و موائمة ، هذا هو الأصل ، تمام؟ ، يبقى الجزية هنا المقصودة في سورة التوبة تؤخذ من أنظمة و دول و حكومات و ليس من أفراد ، و ما حدث في تاريخ الإسلام من أخذ الجزية من الأفراد هو خطأ تاريخي و إثم غير مبرر ، و اعلموا أن أكثر الحروب في الإمبراطوريات و الدول قديماً كانت من أجل الغنائم و الأموال و الأرزاق المادية ، فهذا ما دفع الدول لغزو بعضها البعض ، لكن الأصل في الإسلام هو أن ترد إعتداء المعتدين فقط ، و الجزية تؤخذ من الحكومات التي استسلمت نتيجة إعتداءها ، أمّا الأصل فيكون هناك فيه/هو وجود معاهدات سلام ، تمام كده؟ ، (و قاتلوا في سبيل الله الذي يُقاتلونكم و لا تعتدوا إن الله لا يُحب المعتدين) ، طيب . ربنا( يعني من خلال النبوءات و الرؤا للنبي ) أو سيدنا محمد -عليه الصلاة و السلام- قال إيه عن المسيح الموعود , من صفاته : أنه يضع السيف و لا يَقبل الجزية ، يعني إيه يضع السيف؟؟ يعني لا يجعل السيف منهجاً له بل يكون سيفه إيه؟ الحُجة و البرهان ، الحُجة و البرهان ، و لا يقبل الجزية يعني يقبل وثيقة المدينة ، يقبل المواطنة أي يميل إلى الموادعة ، الموادعة و الحُجة و البرهان و هذا هو منهج المسيح الموعود ، و هو المنهج المُفلح في هذا الزمان ، فقد أثبتت التجارب المتكررة عبر العقود أن هذا هو المنهج الناجع و الناجح و المُفلح منهج المسيح الموعود -عليه الصلاة و السلام- ، منهج الموادعة و الحُجة و البرهان لأن المسيح الموعود قال فيما معناه : الآن بُعثتْ و من سوف يرفع سيفاً سوف يؤخذ به ، و قد حدث , لأنك تقاتل المسيح الدجال الذي قوته العسكرية هي يأجوج و مأجوج و لا يدان لأحد بقتالهم و معهم الجساسة ( أي التجسس و أجهزة المخابرات ) ذراع عظيم من أذرعهم ، قد علمنا كمثالٍ بسيط من عملية البيجر و التوكي وكي أو الوكي توكي أن الجساسة من أذرع الدجال ، أن لا يدان لأحد بقتالهم فالحل هو المعاهدة و الموادعة و الحُجة و البرهان كما هو منهج المسيح الموعود ، و في هذا المنهج قوة و ليس ضعف بل هو قوة القوة ، تحدثنا عن الأخطاء التاريخية في قرون الإسلام و يجب على المسلمين أن يُنقحوا تاريخهم من الأخطاء التي وقع فيها قادتهم لكي يُصلحوا الطريق و يُهيئوا السبيل للمسلمين أولاً و للعالم ثانياً أن يَقبَلوا شريعة الإسلام و أن يَقبَلوا دعوة المسيح الموعود -عليه الصلاة و السلام- التي هي تجديدٌ لدين الله عبر القرون ، حد عنده سؤال تاني؟؟ .
__
و اختتم نبي الله الجلسة المباركة بقوله المبارك :
هذا و صلِّ اللَّهم و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم ، سبحانك اللهم و بحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت ، أستغفرك و أتوب إليك .
___
و الحمد لله رب العالمين . و صلِّ يا ربي و سلم و بارك على أنبياءك الكرام محمد و غلام أحمد و يوسف بن المسيح صلوات تلو صلوات طيبات مباركات ، و على آلهم و صحبهم و ذرياتهم الأخيار أجمعين و على أنبياء عهد محمد الآتين في مستقبل قرون السنين أجمعين . آمين .🌿💙
=========================
جزاكم الله احسن الجزاء يا نبينا الكريم صلى الله عليك وسلم تسليما كثيرا وعلى جميع الأنبياء في الزمن الأول والآخر لا نفرق بين أحد منهم . زادكم علما ونورا .
ردحذف