درس القرآن و تفسير الوجه الحادي عشر من البقرة .
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
أسماء أمة البر الحسيب :
افتتح سيدي و حبيبي يوسف بن المسيح ﷺ هذه الجلسة المباركة ، و ثم قرأ أحد أبناءه الكرام من أحكام التلاوة ، و ثم قام نبي الله الحبيب بقراءة الوجه الحادي عشر من أوجه سورة البقرة ، و استمع لأسئلتنا بهذا الوجه ، و ثم شرح لنا يوسف الثاني ﷺ هذا الوجه المبارك .
بدأ نبي الله جلسة التلاوة المباركة بقوله :
الحمد لله ، الحمد لله وحده ، الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد و من تبعه من أنبياء عهده و بعد ، لدينا اليوم درس القرآن و تفسير الوجه الحادي عشر من سورة البقرة ، و نبدأ بأحكام التلاوة و مروان :
- أحكام الميم الساكنة :
إدغام متماثلين صغير و هو إذا أتى بعد الميم الساكنة ميم أخرى فتدغم الميم الأولى في الثانية و تنطق ميماً واحدة .
و الإخفاء الشفوي و هو إذا أتى بعد الميم الساكنة حرف الباء و الحُكم يقع على الميم أي الاخفاء يكون على الميم .
و الإظهار الشفوي و هو إذا أتى بعد الميم الساكنة جميع الحروف إلا الميم و الباء ، و الإظهار طبعاً سكون على الميم نفسها يعني الحُكم يقع على الميم .
______
و ثم تابع نبي الله يوسف الثاني ﷺ الجلسة بشرح الوجه لنا فقال :
في هذا الوجه المبارك يُحذرنا سبحانه و تعالى من كثير من صفات بني إسرائيل لكي لا نقع فيها كأُمة إسلامية لأن هذا هو أو هذه هي العِبرة من آيات الله تعالى التي تنزلت على نبيه محمد ، يُحذرنا من سلوك بني إسرائيل الشائن لكي لا تقع أُمة الإسلام في ذلك السلوك ، فيقول الله سبحانه و تعالى إبتداءً :
(أَوَلاَ يَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ) هنا ده/هذا قلنا كما في الوجه السابق أو في تفسير الوجه السابق إن ده/هذا تحفيز من الله عز و جل لحاسة الإحسان عندهم و عند المستمعين من المسلمين ، (أَوَلاَ يَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ) مايعرفوش/لا يعرفون إن ربنا الرقيب فبالتالي يجب أن يكون عندهم الإحسان و هو الذِبح العظيم ، الذي هو شرط الخلود في الجنات المتتاليات مفتحة لهم الأبواب ، و بعد كده ربنا بيقول إيه؟ (وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لاَ يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ) يعني إيه؟ جهلة ، كلمة (أُمِّيُّونَ) هنا أتت على محمل الذم و ليست على محمل المدح ، تمام؟ ، (أُمِّيُّونَ) يعني جاهل أو جهلة ، (لاَ يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ) لا يعلمون الشريعة و حكمة الله عز و جل ، (إِلاَّ أَمَانِيَّ) إلا أوهام ، (وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ) يعني لا يعرفون يقيناً .
____
{فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِندِ اللَّهِ لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُونَ} :
ربنا هنا بقى بيحذر في الآية دي/هذه من سلوك المسلمين للأسف هم وقعوا فيه إن هم/أنهم بدأوا يحرموا ما أحل الله و يُحلوا ما حرم الله من خلال روايات مكذوبة على لسان النبي ﷺ وضعت في نهاية الدولة الأموية و في إيه؟ الدولة العباسية ، للأسف الشديد ، تمام؟ و حَرَّفَتْ الإسلام و جعلت ديناً جديداً مُحرفاً بعيد كل البعد عن القرآن و عن المحجة البيضاء التي تركها النبي ﷺ ، إيه اللي/الذي بيحصل بقى؟؟ : (فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِندِ اللَّهِ) ويل للناس اللي/التي بتضع الأحاديث و الروايات المكذوبة و ثم ينسبونها إلى النبي ليه/لماذا؟؟ لأهواء شخصية و أهواء سياسية و منافع مادية و مكاسب شخصية ، للأسف الشديد ده/هذا اللي/الذي حصل فبالتالي احنا/نحن دورنا نُنَقح التراث المكذوب ده/هذا ، مين/من الحَكَم العَدل اللي/الذي ينقح؟؟ الإمام المهدي الحبيب حضرة غلام أحمد القادياني -عليه الصلاة و السلام- بسلطان الوحي ، بسلطان الوحي و بسلطان العلامات التي ثبتت فيه من لدن الله عز و جل وفقاً للنبوءات النبي ﷺ ، هو ده/هذا الوحيد الحصن للمسلمين ، هو ده/هذا الوحيد اللي/الذي هيكون حصن للعالم لأن كل الجماعات الإسلامية بتفسق بعض و بتبدع بعض و بتكفر بعض ، فمين/فمَن بقى/إذاً هينقذ المسلمين من الحرب دي/هذه و من التنابز ده/هذا و من المقارعة دي/هذه؟؟؟ الإمام المهدي الحَكَم العَدل هو ده/هذا اللي/الذي هينقذ المسلمين ، و هو المسيح الموعود -عليه الصلاة و السلام- بيقول لكم ماتؤمنوش/لا تؤمنوا به من غير بَيِّنَة ، لأ/لا ، هو عنده بينات ، عنده بينات عظيمة يعلمها المتقون و الخاشعون و الباحثون عن الحقيقة بصدق و أمانة ، من أراد الله فليتبع مسيح الزمان حضرة الإمام المهدي -عليه الصلاة و السلام- الذي هو الحَكَم العَدل الذي يُنَقي تحريفات الإسلام و يُرجعك إلى المحجة البيضاء التي تركها لنا النبي محمد ﷺ ، فأعظم النِّعَم هي نعمة الإمام المهدي في هذا الزمان ، و أعظم دليل على صدق النبي محمد هو الإمام المهدي -عليه الصلاة و السلام- ، (فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ) يبقى/إذاً كان ده/هذا سلوك إيه؟ أحبار و مشايخ بني إسرائيل ، (ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِندِ اللَّهِ) ليه/لماذا بقى؟؟ : (لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلاً) يعني لأغراض دنيوية خسيسة دنيئة ، و ده/هذا كان بيحصل ، تمام؟ يعني يُحَرِفوا في كلام الله ، يُخفوا النبوءات اللي/التي بتتكلم عن النبي محمد ﷺ أو يُؤوِلوها تأويل باطل ، يخالفوا الشريعة ، كل ده/هذا عملوه ، (فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ) ويل لهؤلاء المشايخ من اليهود و النصارى إن هم إيه؟ إدّعوا بغير الحق ، (وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُونَ) ويلٌ لهم مما يكسبون نتيجة هذا التحريف و تلك الأهواء .
____
{وَقَالُواْ لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلاَّ أَيَّامًا مَّعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِندَ اللَّهِ عَهْدًا فَلَن يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ} :
بعد كده ربنا بيحكي عن العنصرية اللي/التي هم بيشوفوها/يرونها أو بيمارسوها على الأمم التانية ، يعني بيشوفوا/يرون نفسهم/أنفسهم أعلى من العالم و عندهم عنصرية و هم مجموعة من الأغبياء أصلاً و المنحرفين زي/مثل كثير من طوائف المسلمين و أعلاهم إنحرافاً : الطائفة النجدية الوهابية الخبيثة ، الطائفة العنصرية الحقيرة التي شابهت اليهود في كِبرهم و عنصريتهم : (وَقَالُواْ لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلاَّ أَيَّامًا مَّعْدُودَةً) لأن هم/لأنهم بيعتقدوا أنهم شعب الله المختار على الدوام بقى حتى و لو عصوا الله و حرفوا دينه و كتبوا هاا؟؟ ما ليس في دين الله و قالوا أنه من الله ، كأن معاهم/معهم ضمان شعب الله المختار إلى الأبد و هذا غير صحيح ، (وَقَالُواْ لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلاَّ أَيَّامًا مَّعْدُودَةً) يعني إحنا/نحن شعب الله المختار حتى لو عصينا هنخش/سندخل النار شوية صغيرين كده ، (قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِندَ اللَّهِ عَهْدًا) يعني انتو/أنتم عندكو/عندكم ضمان بده/بهذا؟؟! ، (فَلَن يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ) نتيجة الضمان ده/هذا؟؟! هنا ربنا بيسأل سؤال إستنكاري ، (أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ) انتو/أنتم بتدعوا على الله الكذب ، تدعوا على الكذب و تتألوا على الله .
____
{بَلَى مَن كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} :
(بَلَى) ربنا هنا يتوعدهم بقى إيه؟ بالعذاب و العقاب ، (بَلَى مَن كَسَبَ سَيِّئَةً) نتيجة تحريف الدين و رد الأنبياء ، (وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ) يعني عاش في الخطيئة دي/هذه و صدقها و خلا/جعل الأتباع يصدقوها ، (فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ) هم دول/هؤلاء بقى أصحاب النار ، (هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) سيخلدون فيها ، طبعاً ليس إلى الأبد يعني و لكن إلى فترة عظيمة يحددها الله سبحانه و تعالى لأن النار تفنى بمقتضى الرحمة التي تجلس على العرش ، صفة الرحمة هي إيه؟؟؟ التي استولت على العرش ، استولت على العرش مش/ليس معناه إن هي سرقته يعني ، لأ/لا ، استولت يعني كانت لها الولاية على صفات الله عز و جل كافة ، فلازم النار تفنى ، طيب .
____
{وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} :
(وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ) ربنا هنا بقى إيه؟ بيبشر المؤمنين في كل زمان و مكان و مع كل نبي ، (وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ) إيمان و عمل ، إيمان و إيه؟ و عمل ، (وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ) هم دول/هؤلاء أصحاب الجنة ، (هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) بس/لكن الخلود هنا خلود أبدي بس/لكن بشرط إيه/ماذا؟؟ الذِبح العظيم ، اللي/الذي هو إيه/ماذا؟؟ الإحسان اللي/الذي هو ربنا حفزه ، حَفَّزَ الصفة دي/هذه في أول الوجه (أَوَلاَ يَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ) يعني ربنا بيقول لهم أحسنوا و راقبوا الله و قدموا الذِبح العظيم عشان/حتى تخلدوا في الجنات المتتاليات مفتحة لكم الأبواب .
____
{وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لاَ تَعْبُدُونَ إِلاَّ اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُواْ الصَّلاةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنكُمْ وَأَنتُم مُّعْرِضُونَ} :
خلي بالك/ركز بقى ، ربنا هنا بيحذر من نقض الميثاق الذي نقضه بني إسرائيل لكي لا ينقضه المسلمون : (وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ) عهد يعني ، عهد وثيق ، إيه بقى/ما هو؟؟ : (لاَ تَعْبُدُونَ إِلاَّ اللَّهَ) يعني توحيد و نبذ للشرك ، خلاص؟ ، و إيه تاني؟؟ : (وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا) بِر الوالدين حتى و لو كانوا كفرة نبرهم ، (وَذِي الْقُرْبَى) الإحسان للأقارب ، (وَالْيَتَامَى) اللي/الذين هم الضغفاء ، (وَالْمَسَاكِينِ) اللي/الذين هم إيه/ماذا؟؟ لا يجدون إلا قوت يومهم مثلاً ، يبقى/إذاً هنا ربنا حفز على إيه؟ الخيرات دي/هذه ، تمام؟ ، و إيه تاني؟؟ : (وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْنًا) يعني جادلوا الناس بالتي هي أحسن و دايماً/دائماً إيه؟ تتبسم و تقول إيه؟؟ الكلام الأحسن ، تكون لين الجانب ، أهو/ها هو ، ده/هذا معناه (وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْنًا) ، (وَأَقِيمُواْ الصَّلاةَ) اقيموا الصلاة المفروضة و كذلك أقيموا الصلة بينكم و بين الله ، (وَآتُواْ الزَّكَاةَ) يعني طلعوا/أخرجوا الزكاة إن كانت عليكم زكاة و كذلك زكوا و طهروا أنفسكم و أعظم تزكية للنفس إتباع إمام الزمان و إتباع نبي الزمان لأن النبي في حد ذاته هو مُزكي بشكل تلقائي ، إتباعه في حد ذاتها ، إتباعه في حد ذاته تزكية تطهير للنفس ، (ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ) توليتم عن الميثاق ده/هذا يا بني إسرائيل ، فربنا بيحذر المسلمين هنا إن هم يكرروا نفس القصة دي/هذه إن هم يَتَوَلوا عن هذا الميثاق ، كثير من المسلمين مشركين ، صح؟ مشركين سواء أكان شرك أكبر أو أصغر ، شرك الأكبر إن هو مثلاً يُعبد قبر ، يُعبد صنم ، يُدعو غير الله عز و جل ، تمام؟ ، - مروان : تجسيم الله ، - يوسف بن المسيح : آآه/نعم ، و تجسيم الله عز و جل ، إنه تشبيه كأنه إيه؟ شيء مُجسم ، ده/هذا شرك بالله عز و جل و هو ما تقع فيه الفرقة الوهابية الخبيثة ، (وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا) كثير من الناس غير بارة بآباءهم ، (وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ) محدش/لا أحد دلوقتي/الآن أو معظم الناس مايهتمش/لا يهتم بالضعفاء ، (وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْنًا) كل الناس مكشرة/عابسة دلوقتي/الآن ، معظمهم مكشرين/عابسين ، صح؟ ، (وَأَقِيمُواْ الصَّلاةَ) مين/مَن اللي/الذي بيحافظ على صلاته؟ و بيقيم صلة بينه و بين الله ، (وَآتُواْ الزَّكَاةَ) مين/من بدفع الزكاة أو بيزكي ، الأخطاء دي/هذه المسلمين وقعوا فيها برضو/أيضاً ، (ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنكُمْ) قلة منكم اللي/التي حافظت على العهد ده/هذا ، (وَأَنتُم مُّعْرِضُونَ) يعني حالكم العام يا بني إسرائيل و كذلك يا مسلمين في هذا الزمان إيه؟؟ الإعراض و العياذ بالله ، يبقى/إذاً هم أعرضوا عن المسيح الموعود أهو صح ، يبقى/إذاً معظم المسلمين دلوقتي/الآن إيه؟؟ مُعرض عن الإمام المهدي الحبيب ، صح كده؟ طيب .
(أَوَلاَ يَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ) يبقى/إذاً احنا/نحن عرفنا أن الآية دي/هذه فيها توبيخ لمين/لمن؟؟ للمنافقين و المنحرفين الذين يُخفون سوء نواياهم ، صح كده؟ أو تحريفاتهم و يُذكرهم الله سبحانه و تعالى أنه مُطلع على السرائر و كذلك على العلانية ، و في ذلك تأكيد لعلم الله الشامل و تحذير من النفاق و الإستهانة بحكمته .
(وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لاَ يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلاَّ أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ) عرفنا إن الأُمِّيُّون دول/هؤلاء فئة من اليهود لم تكن تعرف الكتاب اللي/التي هي التوراة يعني إلا سَماعاً سطحياً دون فهم حقيقي و اعتمدوا على أمانيهم يعني إيه؟ أوهامهم و (يَظُنُّونَ) يعتمدون على الظن و الخرافات بدل اليقين ، في هذه الآية نقض لمن يتعامل مع النصوص الدينية بجهل أو بتحريف و يستبدل الحق بالأوهام .
(فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ) يكتبون الكتاب بأيديهم دي/هذه إشارة إلى تحريف بعض اليهود للنصوص المقدسة كتحريف إيه؟؟ صفات النبي محمد و أحكام التوراة ، ثمن قليل : كسب دنيوي زائل مثل المال أو الجاه ، ويلٌ لهم : و هذا وعيد شديد بسبب كذبهم و إستغلال الدين ، المغزى من الآية : التحذير من التلاعب بالدين لأغراض دنيوية ، و عاقبة هذا الأمر إيه؟ عاقبة وخيمة .
بعد كده قالوا : (وَقَالُواْ لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلاَّ أَيَّامًا مَّعْدُودَةً) إدعى بعض اليهود أنهم سيدخلون النار أيام قليلة و ثم يخرجون بزعم أنهم شعب الله المختار ، (قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِندَ اللَّهِ عَهْدًا) ده/هذا فيه تفنيد لإدعاءهم بالسؤال هل وعدهم الله بذلك؟؟ و ده/هذا إستنكار لإفتراءهم على الله ، المغزى من الآية : بطلان الشعوب بالتفوق العنصري أو الوهم بالأماني من العقاب .
(بَلَى مَن كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) (من كسب سيئة) من أصر على الكفر و الظلم حتى أحاطت به خطيئته ، (فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ) أي مصيرهم الخلود فيها .
(وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ) مقابل ذلك المخلصون في إيمانهم و أعمالهم لهم إيه؟ الجنة ، المغزى : العدل الإلهي في الحساب ، الخلود في النار أو الجنة مرتبط بالإيمان و العمل لا بالإدعاء الكاذب ، و عرفنا إن الخلود في النار إيه؟ يعقبه الفناء ، فناء النار يعني .
(وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ) قلنا بقى إن الميثاق كان إيه؟؟ تذكير بعهد الله مع بني إسرائيل إشتمل على إيه بقى؟؟ التوحيد (لاَ تَعْبُدُونَ إِلاَّ اللَّهَ) صح كده؟ و الإحسان الإجتماعي بقى بالوالدين و الأقارب و اليتامى و المساكين و نقول للناس حسنى ، صح كده؟ دي/هذه من الأخلاق العظيمة (وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْنًا) ، و العبادات بقى : (وَأَقِيمُواْ الصَّلاةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ) و عرفنا إن العبادات الظاهرة للصلاة و الزكاة و إيه؟ المغزى الباطني إقامة الصلة بالله و تزكية النفس ، (ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ) نقضتم العهد إلا قلة إلتزمت بذلك ، طبعاً الآية هدفها التأكيد على إن الإيمان لا يكتمل إلا بالعمل بالشريعة و الإلتزام الأخلاقي و ذم الإعراض عن الحق .
خلاصة بقى الآيات بتبرز علم الله المطلق بكل ما يُخفيه الناس و يذم الله سبحانه و تعالى التحريف الديني و الإستغلال المادي للدين و يُظهر بطلان الوهم بالآمان من العقاب دون عمل صالح و يُظهر الله سبحانه و تعالى العدل الإلهي في الجزاء بين الخلود في النار أو في الجنة ، و يُظهر ضرورة الجمع بين الإيمان و العمل الصالح و الوفاء بالعهد الإلهي ، كل ده/هذا فيه عبرة ، عِبرة لمين/لمن؟؟ للمسلمين طبعاً لكل من يتلاعب بالدين من المسلمين أو يغتر بالإدعاءات الباطلة أو يُهمل حقوق الخلق و العباد ، يبقى/إذاً هنا بقى الآيات فيها تقريع لبني إسرائيل الأُوَل و بني إسرائيل الجدد من المسلمين الذين شابهوا اليهود و النصارى بنص سورة الفاتحة ، مش احنا بنقول في سورة الفاتحة إيه؟ هاا (صراط الذين أنعمت عليهم) ربنا إدالهم/أعطاهم النعمة و الوحي ، و بعد كده بنستعيذ من سلوك إيه؟؟ (غير المغضوب عليهم) اللي/الذين هم اليهود ، (و لا الضآلين) اللي/الذين هم النصارى ، فالقرآن كله كده إستعاذة من سلوك الفريقين دول/هذين اللي/الذين هم من بني إسرائيل : اليهود و النصارى ، فنحن يجب نستعيذ من سلوكهم ، من سلوك اليهود اللي/الذي هو إيه؟ الإلتزام بالطقوس برضو/أيضاً بس/فقط و قسوة القلوب و ده/هذا عند الفرقة النجدية الخبيثة و أهل الحديث اللي/الذين بيسموا/يُسمون أنفسهم أهل الحديث يعني ، أهل الروايات المكذوبة ، و النصارى اللي/الذين هم شبه الشيعة بقى دلوقتي/الآن اللي/الذين هم بيألهوا آل البيت و بيُشركوهم مع الله عز و جل زي/مثل النصارى لما أشركوا إيه؟ المسيح و مريم و روح القدس مع الله ، صح؟ التاريخ هنا بيعيد إيه؟؟ بيعيد نفسه ، حد عنده أي سؤال تاني؟؟ .
______
و اختتم نبي الله الجلسة المباركة بقوله المبارك :
هذا و صلِّ اللَّهم و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم ، سبحانك اللهم و بحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت ، أستغفرك و أتوب إليك ، (بسم الله الرحمن الرحيم ¤ وَالْعَصْرِ ¤ إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ ¤ إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ) .
_______
و الحمد لله رب العالمين . و صلِّ يا ربي و سلم و بارك على أنبياءك الكرام محمد و غلام أحمد و يوسف بن المسيح صلوات تلو صلوات طيبات مباركات ، و على آلهم و صحبهم و ذرياتهم الأخيار أجمعين و على أنبياء عهد محمد الآتين في مستقبل قرون السنين أجمعين . آمين .🌿💙
حازم :
نقاش مع زميلي اللاأدري - الجولة الخامسة .
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
الجزء الاول من الجولة الخامسة :
يقول زميلي اللاأدري :
ما هو سر رفض الفتاة فاختة للرسول محمد كزوج ؟ هل كان الرفض بسبب نظرة قريش له بدونية لأنه غير معروف الأب مثلا أم كان بسبب فقره ؟ ام كلاهما و اسباب أخرى ؟ وفق الرواية التالية : قال ابن سعد في "الطبقات" (8/ 120):
أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: خَطَبَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِلَى أَبِي طَالِبٍ ابْنَتَهُ أُمَّ هَانِيءٍ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَخَطَبَهَا هُبَيْرَةُ بْنُ أَبِي وهب بن عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم. فتزوجها هبيرة فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (يا عم زوجت هبيرة وتركتني؟) فقال: يا ابن أَخِي إِنَّا قَدْ صَاهَرْنَا إِلَيْهِمْ، وَالْكَرِيمُ يُكَافِيءُ الْكَرِيمَ.
ثُمَّ أَسْلَمَتْ فَفَرَّقَ الإِسْلامُ بَيْنَهَا وَبَيْنَ هُبَيْرَةَ، فَخَطَبَهَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِلَى نَفْسِهَا فَقَالَتْ: وَاللَّهِ إِنْ كُنْتُ لأُحِبُّكَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَكَيْفَ فِي الإِسْلامِ؟ وَلَكِنِّي امرأة مُصبية (أي: ذات صبية) وَأَكْرَهُ أَنْ يُؤْذُوكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: (خَيْرُ نِسَاءٍ رَكِبْنَ الْمَطَايَا نِسَاءُ قُرَيْشٍ. أَحْنَاهُ عَلَى وَلَدٍ فِي صِغَرِهِ وَأَرْعَاهُ عَلَى زَوْجٍ فِي ذَاتِ يَدِهِ).
وهكذا ذكره الحافظ في "الإصابة" (8/ 317) من طريق ابن الكلبي عن أبيه عن أبي صالح عن ابن عباس .
=========================================================
الرد على الجزء الأول من الجولة الخامسة من نقاش مع زميلي اللاادري :
الرواية التي تشير إلى أن حمزة بن عبد المطلب وعبد الله بن عبد المطلب (والد النبي ﷺ) كانا معا في حادثة نذر عبد المطلب بذبح أحد أبنائه، هي رواية مشهورة في كتب السيرة والتاريخ، ولكنها غالبا ما تُورَد بإجمال دون تخصيص كل الأسماء، إلا أن بعض المصادر تشير إلى أن حمزة كان أحد الأبناء الذين شملهم القرعة، مع أن هذا غير متفق عليه في كل الروايات.
قال ابن إسحاق:
"كان عبد المطلب قد نذر لئن ولد له عشرة نفر ثم بلغوا معه حتى يمنعوه، لينحرنّ أحدهم لله عند الكعبة... ثم أُجريت القرعة بينهم، فوقعت على عبد الله، والد النبي ﷺ، فأراد ذبحه ثم فداه بمئة من الإبل."
📚 المصدر: سيرة ابن هشام، ج1، باب "نذر عبد المطلب".
🟡 ملاحظة: في هذا النص، لم يُذكر حمزة بالاسم، بل قيل "عشرة نفر"، وعبد الله من أصغرهم.
قال الواقدي:
"كان عبد المطلب حين نذر إن بلغ بنوه عشرة لينحرن أحدهم، وكان له يومئذ عشرة، منهم: العباس، وحمزة، وعبد الله...".
📚 المصدر: تاريخ الطبري، ج2.
🟢 هذا يعني أن بعض الرواة عدّوا حمزة من جملة الأبناء الذين دخلوا القرعة.
أغلب الروايات لم تذكر أسماء أبناء عبد المطلب المشاركين في القرعة، بل ذكرت العدد (عشرة).
بعض الروايات (كالتي عن الواقدي في الطبري) تذكر حمزة بالاسم ضمن هؤلاء العشرة، مما يفيد أنه كان حاضرًا في سنٍّ صغيرة جدا.
عبد الله كان هو من وقعت عليه القرعة.
حمزة وعبد الله هما إخوة لأب (أبناء عبد المطلب)، لذا من المنطقي أن يكون حمزة حاضرا أو مشاركا إذا كان قد وُلد آنذاك لأنّ ابناء عبد المطلب الذكور كانوا عشرة و حمزة هو أحدهم .
=============================
الجزء الخامس من الجولة الخامسة :
الذي يُنقّب في قبور التاريخ ليثبت لنفسه أن له أصلا عريقًا، هو في الحقيقة يهرب من واقعه البائس ويخشى مواجهة المستقبل. بينما الأمم الحيّة تبني مختبراتها ومفاعلاتها وتستثمر في عقول أبنائها، هو يغرق في ماضي لم يعشه، ويفاخر بعظام لا تحرك حجرا. من يبحث عن مجده في صفحات الأمس، قد فقد أي أمل في أن يصنع مجده في الغد هذا هو الفرق بين من يصنع الزمن، ومن يتيه فيه فالتاريخ لا يصنع الأمم، بل الأمم هي التي تصنع التاريخ
========================
الجزء السادس من الجولة الخامسة :
===========================
الجزء السابع من الجولة الخامسة :
تعرف لحد الآن رغم كل الحفريات ورغم كل ما توصلت إليه أدوات علم الآثار من دقة وبحث لم يُعثر على أي أثر واحد يدل على وجود الأنبياء في مصر لا موسى ولا يوسف لا نقش ولا تمثال لا وثيقة ولا اسم لا سطر واحد يربطهم بتاريخ تلك البلاد وفي المقابل وُجدت أشياء تافهة تتعلق بخدم وفلاحين وأدوات طبخ وسجلات ضرائب حتى أشياء لا قيمة لها ذُكرت ووُثّقت فهل يُعقل أن يمر من تصفهم الكتب بأنهم قلبوا أنظمة وقادوا شعوبا دون أن يتركوا ظلا؟ النتيجة الوحيدة أن هؤلاء الأنبياء مجرد حكايات لا أصل لها في الأرض ولا في التاريخ بل سُردت لتؤمن بها لا لتتحقق
لا يوجد نقش أو بردية أو تمثال أو وثيقة مصرية قديمة تحمل اسم "موسى" أو "يوسف" بالشكل الذي نعرفه في النصوص الدينية. وهذا يفتح بابًا للتساؤل.
لكن هل هذه النتيجة وحدها كافية لنفي الوجود التاريخي لهؤلاء؟ دعنا نتابع.
هذا مبدأ معروف في البحث العلمي والتاريخي:
"Absence of evidence is not evidence of absence."
تاريخ مصر القديمة (والشرق عموما) يحتوي على فجوات ضخمة في التسجيل. من 3% فقط من الوثائق والنقوش المصرية نجا من التلف عبر آلاف السنين. وسياق الأنبياء في النصوص الدينية يشير إلى أنهم لم يكونوا ملوكا أو فراعنة بل غالبا "غرباء" أو "مهمشين" أو معارضين سياسيًا.
ولذلك من المتوقع أن يتم التعتيم على ذكرهم أو تجاهلهم تمامًا في السجلات الرسمية.
قصة يوسف الواردة في القرآن والتوراة تتطابق بشكل مثير مع فترة تاريخية غامضة في مصر تُعرف بـ عصر الهكسوس، وهي فترة حكم فيها أجانب (ساميّون غالبا) شمال مصر.
وقد اقترح بعض الباحثين أن وجود يوسف كوزير قد يتوافق مع منصب "حاكم مخازن الغلال" الذي كان معروفًا في ذلك العصر، لكن أسماء الأشخاص في تلك الفترة لم تُحفظ جميعها.
الفراعنة لم يسجلوا الهزائم، ولا الأزمات، ولا تحديات النظام. على العكس، كانت النقوش غالبًا ما تصفهم كآلهة، وتخفي أي حدث يظهرهم في موقع ضعف.
لو افترضنا أن موسى واجه فرعون وأحرجه أمام قومه، فإن وجود أي سجل بهذا المعنى في المعابد أو المقابر أمر شبه مستحيل.
لو طبّقنا هذا المعيار، لشككنا في كثير من الشخصيات قبل القرن الأول الميلادي. مثلاً:
سقراط لم يكتب حرفا واحدا، ومعظم ما نعرفه عنه من تلميذه أفلاطون فقط.
يسوع الناصري (المسيح) أيضا لا توجد له آثار مادية، ومع ذلك يدرسه المؤرخون كشخصية حقيقية بناء على مصادر من القرن الأول الميلادي.
غياب الأدلة الأثرية لا يعني أن الأنبياء شخصيات وهمية.
هناك أسباب تاريخية، سياسية، وسياقية تفسر هذا الغياب.
يمكن التعامل مع هذه الشخصيات كـ رموز دينية مهمة لها تأثير واقعي ضخم، سواء وُجدت كأفراد أم كمرويات تشكلت لاحقا.
============================
الجزء الثامن من الجولة الخامسة :
=============================
الجزء التاسع من الجولة الخامسة :
وما ينبغي للرحمن أن يتخذ ولدا !
هذه الآية لا يمكن أن يتحدث بها الله،
لأن الله ليس لديه قواعد مجبر بإلتزامها.
==========================
الجزء العاشر من الجولة الخامسة :
محمد شق القمر لأهل مكة، لكن في سورة الإسراء التي نزلت بعد سورة القمر ب4 سنوات قال وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون!
============================
الجزء الحادي عشر من الجولة الخامسة :
القرآن الذي بين أيديكم ليس كلام الله بل محض اجتهاد بشري انتقاه رجال بعد موت نبيكم المزعوم واختلفوا فيه كما يختلف أهل الرأي في سوق الخضار بل أعظم ألم يكن ابن مسعود الذي حضر العرضة الأخيرة بشهادة كبار الصحابة يرفض مصحف عثمان؟ ألم يكن يُنكر سورة الفاتحة والمعوذتين ويقسم أنهنّ ليست من القرآن؟ كيف يكون الله قد أنزل كتابا محفوظ ثم تختلف فيه الأمة التي عاصرته وتُجبر لاحقا على نسخة موحّدة حرقوا من أجلها المصاحف الأخرى؟
القرآن مرّ بمراحل حفظ شفهي وكتابة منظمة، بإشراف مباشر من النبي ﷺ ثم كبار الصحابة.
ما ذُكر من خلافات أو حرق مصاحف لا ينال من أصل النص، بل من وسائل حفظه.
الفاتحة والمعوذتان ثابتتان قطعًا بالقرآن والسنة.
ادعاء أن القرآن "اجتهاد بشري" تجاهل لأدلة التواتر والإجماع والنقل الثابت.
===========================
الجزء الثاني عشر من الجولة الخامسة :
إن من أسوأ ما في المتديّنين أنهم يتسامحون مع الفاسدين ولا يتسامحون مع المفكرين , إن صفات آلهة الإنسان، موجودة في ذات الإنسان.. لا في ذات الآلهة . عبد الله القصيمي .
نقد سلوك المتدينين: بأنهم يميلون للتسامح مع الفساد الأخلاقي (كالرشوة، السرقة) إذا صدر من "واحد منهم"، بينما يُسارعون إلى الشجب والرفض إن تعلق الأمر بـ"مفكر" أو ناقد ديني.
نقد فكرة الإله: بأن الآلهة في الأديان مجرد إسقاط لصفات الإنسان نفسه، وخاصة صفات القوة والغضب والتمييز، لا أنها كائن مستقل عن الذهن البشري.
هذا نقد سلوكي، وليس نقدا للإيمان نفسه. وهنا نوضح:
نعم، بعض المتدينين قد يقعون في هذا التناقض، وهذا لا يُدين الدين، بل يُدين الأشخاص الذين لا يطبقونه بعدل.
الإسلام نفسه لا يقر بهذا التمييز، بل قال النبي ﷺ:
"إنما أهلك من كان قبلكم أنهم إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد" – صحيح البخاري.
بل الإسلام يعتبر أن الناقد والمفكر إذا كان صادقًا وباحثًا عن الحق له مكانة كبيرة، حتى وإن خالف، لقوله:
"إنما الأعمال بالنيات".
فالسلوك الخاطيء لبعض المتدينين لا يمكن أن يُستعمل كبرهان ضد الدين نفسه، وإلا لوجب اتهام كل الأفكار البشرية (الديمقراطية، الحرية، العدالة) بالفشل لأنها فشلت في التطبيق النزيه.
هذه فكرة فلسفية قديمة، طرحها الإغريق أولاً ثم كررها بعض الفلاسفة المعاصرين، وأصلها أن الإنسان يصنع فكرة "الإله" كمرآة له، لا ككائن مستقل.
ليس كل تصور بشري خاطئًا لمجرد أنه بشري:
البشر تصوروا وجود الذرات قبل أن تُرى بالمجهر.
البشر آمنوا بالسببية قبل أن يبرهنها نيوتن.
فكون "الإله" تصوّرًا بشريًا لا يعني أنه باطل إلا إذا أثبتنا أن الدليل عليه زائف أو متناقض.
في الإسلام صفات الإله ليست شبيهة بالبشر:
قال تعالى: "ليس كمثله شيء وهو السميع البصير" – [الشورى]
الله ليس كالبشر
بل الإسلام رفض تجسيد الإله أو تحديده بصور بشرية.
فكرة الله ليست مجرد رد فعل على الخوف أو الجهل:
هناك مؤمنون درسوا الفلسفة، والفيزياء، والتاريخ، ومع ذلك آمنوا.
ومنهم كبار علماء العصر: إسحاق نيوتن، بل وحتى المعاصرون كـ فرانك تيبلر وجون لينكس (فيزياء رياضية) يؤمنون بإله.
المتدينون، كغيرهم، قد يخطئون، لكن خطأ المتدين لا يعني سقوط الدين.
الإسلام دين يحارب النفاق والفساد بشدة، ولو فعّله المسلمون حقا، لكانوا أول من يُحاسب الفاسد والمُقصّر مهما علا شأنه.
فكرة أن "الله إسقاط نفسي" هي ادعاء فلسفي غير مُبرهن، تُجابَه بأدلة فلسفية وعقلية مضادة تؤكد استقلالية فكرة الإله وضرورتها العقلية.
الإله الفلسفي | الإله القرآني |
---|---|
مجرد من الصفات إلا ما يثبته العقل النظري (مثل: واجب الوجود، بسيط، لا متغير) | يتحدث عن نفسه بصفات فاعلة وذاتية (عليم، حكيم، سميع، مجيب...) |
لا يتدخل في العالم بعد خلقه (في بعض تصوّراته) | يتدخل ويهدي ويضل ويبعث الأنبياء ويجازي... |
نُستدل عليه بعقولنا وحدها | يُعرف بالعقل، ويُؤمن به بالنقل (الوحي) أيضاً |
موجود كفكرة عقلية مجردة | موجود شخصانيٌّ متعالٍ، له مشيئة وعلم وخطاب للإنسان |
→ الإله الفلسفي هو صورة عقلية مجرّدة تُبنى على مفاهيم منطقية باردة لا علاقة لها بالوجدان، بينما الإله القرآني يتكلم ويتفاعل ويوجّه ويحاسب ويُربِّي الإنسان في تاريخه وشخصه. فالدين لا يكتفي بإثبات "وجود" الله بل يعرّفك على "من هو الله؟" و"ماذا يريد؟".
هذه شبهة قديمة، طوّرها لودفيغ فويرباخ (Ludwig Feuerbach) في القرن الـ 19، ثم تبنّاها بعض المعاصرين مثل ريتشارد دوكينز. ملخصها:
الإنسان اخترع فكرة الإله لأنه خائف من الموت، ضعيف أمام الطبيعة، فيُسقط حاجاته العاطفية على السماء ويخلق إلهاً على صورته.
الرد:
الإسقاط لا يُلغي الحقيقة:
حتى لو كانت بعض دوافع الاعتقاد في الله عاطفية، فهذا لا يعني أن الله غير موجود. هذه مغالطة "السببية النفسية" أو genetic fallacy: أي رفض الفكرة بسبب ظروف نشأتها النفسية لا بسبب نقد موضوعي لمحتواها.
الإله في الإسلام ليس صورة مثالية للإنسان:
الإنسان يكره الألم والموت، لكن الإله في الإسلام يخلق الشر والألم لحِكم عليا، ويبتلي، ويعذّب. هذا لا يشبه "الإسقاط"، بل يناقضه!
الإنسان يحبّ السيطرة، بينما يُطالَب بالخضوع لله وتفويض الأمر له.
تصور الإله في الإسلام ليس أمنية بل تحدٍّ أخلاقي وعقلي دائم.
الدافع لا يُلغي الدليل:
وجود أسباب نفسية للاعتقاد بالله لا يلغي الأدلة الفلسفية والعلمية والنصية التي تؤيده (مثل: مبدأ السببية، النظام، الاستدلال بالخلق، التجربة الدينية، النبوات...).
حتى الإلحاد فيه "إسقاط نفسي":
كثير من الملاحدة يريدون "إلهًا ألطف"، أو لا يريدون أن يُحاسَبوا، فيرفضون فكرة الإله. إذن، الرفض نفسه قد يكون إسقاطًا أيضاً، فالمعيار يجب أن يكون موضوعياً.
الخلاصة:
الإله القرآني ليس "إله الفلاسفة" الميتافيزيقي البارد، بل كائن شخصانيّ، عاقل، متكلّم، يُخاطب ويدعو ويهدي ويحاسب.
والقول بأنه "إسقاط نفسي" هو اختزال سطحي لا يصمد أمام التفصيل، ويقع في مغالطات منطقية.
عبد الله القصيمي (1907–1996) كان في بداية حياته من علماء السلفية، ثم تحوّل إلى الإلحاد، وكتب في آخر عمره ما يشبه المانيفستو الإلحادي العربي بعنوان "العرب ظاهرة صوتية"، ثم "أيها العقل من رآك؟" وغيرها، وقد اختزل فيها الدين في فكرة واحدة: أن الله مجرد "إسقاط" لضعف الإنسان، وأن الدين خدعة نفسية وسلطة اجتماعية.
القصيمي يتبنّى هنا مقولة فرويد وفويرباخ:
"الإنسان خلق الله لأنه ضعيف وخائف... فصاغ إلهاً قوياً يعوّض نقصه".
هذا تحليل سيكولوجي لا نقد منطقي:
ما علاقة منشأ الفكرة بصحتها؟ هذه مغالطة منشأ (Genetic Fallacy). هل لو وُجد طفل يؤمن بأن أباه طيب لأنه يحتاج حنانًا، يصبح وجود الأب أو طيبته "باطلاً"؟ لا.
إله الإسلام لا يشبه رغبات البشر:
إن كنتَ تبحث عن "إله إسقاطي"، فلن تختار إلها يأمرك بالصلاة خمس مرات يوميا، وبالصيام شهراً، وبالجهاد، وبالزهد، ويعاقبك إن قصّرت.
الإنسان يُسقط ما يحب. لكن الإله في الإسلام يعارض الشهوات، ويأمرك بتجاوز نفسك. هذا ليس "إسقاطاً" بل "تحدياً".
هل الإلحاد أيضاً إسقاط نفسي؟
أليس من الممكن أن يكون الإلحاد إسقاطاً لرغبة في التحرر الجنسي أو الهروب من الشعور بالذنب؟
ما ينطبق على الإيمان يمكن أن ينطبق على الإلحاد، إذا دخلنا ميدان التحليل النفسي.
القصيمي يقول: الدين صُنع ليُخيف الإنسان ويجعله يطيع السلطة، ويستسلم، ويخضع. "الدين أفيون" (اقتباس ماركسي أيضا).
هذا الادعاء لا يفسر "الدين النبوي الثوري":
كل الأنبياء صادموا السلطات، ولم يكونوا أدوات للأنظمة، بل قُتلوا ونُفوا وسُجنوا.
النبي محمد لم يكن امتداداً لسلطة قائمة، بل جاء يُدمّرها.
لو كان الدين مجرد أداة للخضوع، فلماذا رفض الأنبياء سلطة الكهنة والسادة و واجهوهم؟
الدين يوقظ الضمير لا يخدره:
الإسلام يُعلِّم الإنسان أن لا يخضع إلا لله، ويرفض عبادة البشر والمال والشهوات.
ليس في الدين استسلام، بل جهاد دائم ضد النفس والظلم. الدين الذي يبني الحضارات ويحرّر العبيد ليس "أفيونا".
الدين قاوم السلطة لا خدمها:
في التاريخ الإسلامي كثير من الحركات الدينية كانت ضد الحكّام (مثل: الحسين، ابن الأشعث، ابن تومرت...).
حتى التصوّف الروحي قاوم الاستبداد والفساد بالزهد والاحتجاج الأخلاقي.
القصيمي نفسه انتهى إلى "الفراغ"، والعبث. لم يقدّم "نظاما" بديلا، بل مرثية طويلة للتشاؤم والضياع. وهذا يعكس النتيجة الطبيعية لرفض الغائية والمعنى: فلسفة البؤس والعدم.
الخلاصة:
القصيمي لم ينقُد الدين بمنطق معرفي، بل هاجمه من زاوية نفسية وعاطفية ووجودية.
رده ليس فلسفة، بل نوع من الغضب الوجودي الذي لا يقدّم بديلاً سوى العدمية.
الإسلام، على العكس، يقدّم خطاباً يوقظ العقل والضمير ويضع الإنسان في مواجهة الحقيقة.
هذا الاعتراض يخلط بين التحليل النفسي والاستدلال العقلي. يُطرَح عادة بصيغة:
"الإنسان اخترع الله ليشعر بالأمان، لأن الوجود مخيف، والموت مجهول، فصاغ إلهاً يتكئ عليه ويعطيه وهم المعنى".
هذا الطرح نجده عند فرويد، وأحيانًا سارتر، ونيتشه بلهجة أكثر احتقارًا: "لقد قتلنا الله... نحن الآن أيتام الحقيقة".
هل وجود دافع نفسي للإيمان يبطل وجود الله؟
لا. لأن الدوافع النفسية قد تكون موجَّهة نحو الحقيقة أو نحو الخداع، ولا سبيل لتمييز ذلك إلا بالحجة العقلية، لا بتحليل النيّة.
تمامًا كما أن حاجة الإنسان إلى الطعام لا تعني أن الجوع وهم، بل تدل على وجود غذاء خارجي يناسبه. فـ"الفراغ" الوجودي يشير غالبًا إلى وجود "المعنى"، لا وهمه.
هل يمكننا عكس السؤال؟
نعم. لماذا نرفض الله؟ لأننا نريد التحرّر من الضوابط الأخلاقية، نكره فكرة المحاسبة، نخشى السلطة المطلقة.
إذن: الإلحاد أيضًا يمكن أن يكون هروبًا نفسيًا، لا بحثًا عن الحقيقة.
الحقيقة لا تتحدد بالدوافع، بل بالأدلة.
من يقتل نفسه في سبيل وطن، أو مبدأ، أو فكرة، لا يفعل ذلك حبًّا في الأمان.
حتى الملاحدة الكبار (كامو، نيتشه، سيوران) صرخوا بألم لغياب المعنى، لا لغياب الأمان.
مشكلة الإنسان ليست فقط أنه خائف، بل أنه يتساءل: لماذا أنا هنا؟ ماذا بعد الموت؟ ما قيمة الخير؟ ما أصل الوجود؟
وهذه أسئلة لا يجيب عنها "الأمان"… بل الميتافيزيقا.
إذا لم يكن هناك إله، ولا معنى أعلى، فالكون بلا غاية.
وحينها، كما يقول سارتر: "الإنسان مشروع فاشل، خلق نفسه من لا شيء، وسيموت إلى لا شيء".
فهل يقبل العقل أن كل النظام، والجمال، والقوانين، والمعنى، والمشاعر، والضمير، والرياضيات، والأخلاق… نتاج صُدفة عمياء؟!
العقل السليم يرفض ذلك، كما يرفض أن يكون "عطش الروح إلى الله" مجرّد خداع تطوّري.
المؤمن يرى أن وجود الله ليس وهمًا ناتجًا عن الحاجة، بل الحاجة دليلٌ على وجود الله.
الله ليس إسقاطًا، بل هو الأصل، ونحن الانعكاس.
الإيمان بالله ليس راحة نفسية فقط، بل ضرورة عقلية وأخلاقية ووجودية.
هذا السؤال يفترض أن إله الإسلام "مُشخصن" وناقص، بينما الإله الفلسفي "مطلق، لا يُوصَف، لا يفعل"، وبالتالي أكثر عقلانية. فهل هذا صحيح؟
عند أرسطو: "المحرّك الأول" الذي لا يتحرك، لا يعلم إلا ذاته، لا يعرف البشر، ولا يهتم بالعالم.
عند أفلوطين: "الواحد" الذي يفاض عنـه الوجود، لكنه لا يتكلم ولا يتدخل.
عند ديكارت أو ليبنتز: عقل كلي، هندسي، لكنه لا يُحب.
عند سبينوزا: الإله هو "الطبيعة نفسها" (pantheism)، ليس كائنًا بل قانونًا شاملاً.
🔻 هؤلاء الفلاسفة لم يصلوا إلى إله يُخاطِب أو يُستجاب له، بل إلى "مبدأ تجريدي" بارد، لا حياة فيه.
الإله في القرآن:
كامل الكمالات: خالق، عالم، سميع، بصير، حكيم، قوي، عادل، غني، قدوس.
فوق الزمان والمكان، لكنه يتكلم، يحب، يغفر، ويحاسب.
لا يتغير بذاته، لكنه يُحدث ما يشاء في خلقه.
إنه الواحد المطلق، والرب المربّي، والإله المعبود، والحقّ الظاهر، والذات الحيّة، لا تجريد ميتافزيقي جامد.
فمن يُقصي الله عن الإرادة والرحمة والكلام والعدل، باسم "التنزيه الفلسفي"، فهو يعبد فكرة ناقصة لا إلهاً.
هذه نظرة مغلوطة:
الإله الذي لا يعلم غير ذاته لا يستحق أن يُعبَد.
الإله الذي لا يهتم بنا، ليس رحيمًا.
الإله الذي لا يُوصي بالخير، ليس حكيمًا.
الإله الذي لا يُخاطَب، لا قيمة دينية له.
بل إن هذا "الإله الفلسفي" أقرب إلى صنم عقلي نُحت في مخيلة الفلاسفة.
الإله القرآني:
ليس جسماً ولا مكانياً، ومع ذلك يتكلم، ويعلم، ويُحب.
لا يتغير بذاته، ومع ذلك يُحدث في خلقه ما يشاء.
لا يُدرك بالحواس، لكن آياته بادية في الخلق والقرآن.
ليس كمثله شيء، ومع ذلك هو السميع البصير.
وهذه ليست تناقضات، بل جمعٌ بين التنزيه والتعظيم والتواصل.
إذا سألت:
من خلق العالم؟ قالوا: المحرك الأول.
من وضع القوانين؟ قالوا: المبدأ العقلي.
من يبعث الموتى؟ من يعفو عن الظالم؟ من يعطيك معنى؟ من يسمع دعاءك؟ … لا جواب.
🟥 هذا الإله الفلسفي الناقص لا يُغني العقل، ولا يُشبع الروح، ولا يصلح أن يكون إلهًا حقيقيًا.
إله الإسلام هو الكمال الحق، يجمع بين التنزيه والعناية، وبين الجلال والجمال، وبين الخلق والبعث والحساب.
أما إله الفلاسفة التجريديين، فهو فكرة عقلية مبتورة، لا علاقة لها بالدين، ولا بالحياة، ولا بالرحمة.
هذا الاعتراض شائع جدًا في الخطاب اللاأدري، ويقول أصحابه: "إذا كنت لا تؤمن بيونيكورن غير مرئي لأنك لم تره، فلماذا تؤمن بإله غير مرئي؟ أليس كليهما ادعاء بلا دليل؟"
🔍 يبدو الكلام عقلانيًا لأول وهلة، لكنّه سطحي، ويتجاهل الفرق الجوهري بين الادّعاء العبثي والوجود الضروري.
دعونا نفرق بين نوعين من الكيانات:
الكيان | هل هو ممكن عقلاً؟ | هل هو ضروري للوجود؟ | هل له آثار عقلية قابلة للفهم؟ |
---|---|---|---|
تنين خفي طائر | نعم | لا | لا |
يونيكورن خفي | نعم | لا | لا |
الله (الخالق) | نعم | نعم | نعم |
🔻 إذن، هناك فرق بين:
ادّعاء عبثي: كائن غير مرئي نُسب إليه شيء بلا حاجة ولا أثر.
وادّعاء فلسفي عميق: وجود واجب يُفسر الكون، والنظام، والعقل، والأخلاق.
وجود الله يُستدل عليه من:
حدوث الكون: كل حادث له محدث. والكون حادث.
ضبط القوانين: من ضبط الكون بدقة أعلى من أي آلة؟ الصدفة؟
الوعي والحرية والأخلاق: منبعها لا يمكن أن يكون مادة عمياء.
العلّية: لا شيء يفسر نفسه، لا بد من واجب الوجود.
بينما:
لا أحد يقول: "لا يمكن تفسير وجود الأخلاق إلا إن كان هناك تنين خفي يطلق لهبًا من السماء"، أو "لولا اليونيكورن لما وجدنا الوعي"!
التنين أو اليونيكورن لا يُفسّران شيئًا، بل هما حشو في العالم بلا لزوم.
أما الله، فوجوده يُنهي السلسلة التفسيرية ويُعطي معنى للوجود، لأنه واجب الوجود لا يتوقف على غيره.
إنكار الله مع الإبقاء على "الكون والعقل والنظام والأخلاق" دون تفسير، مثل الإعجاب بمسرحية وإنكار المؤلف!
شفرة أوكام (Occam’s Razor) تقول:
"لا تضف كائنات أو فروضاً زائدة بلا داعٍ."
لكن:
الإيمان بـ"الله" ليس فرضًا زائدًا، بل هو فرض ضروري لتفسير نشأة الكون والعقل والنظام.
أما اليونيكورن والتنين فهي فرضيات بلا ضرورة، لا تفسر شيئًا.
🔴 إذن: مقارنة الله بيونيكورن أو تنين خفي سقوط في مغالطة المعادل الكاذب.
نظام كوني محكم: ✔
قابلية العقل لفهم قوانين الكون: ✔
أخلاق مغروزة في الوجدان: ✔
بحث الإنسان عن الغاية والمعنى: ✔
توق الإنسان للتعبد والارتباط بالمطلق: ✔
لكن إن قلنا بوجود تنين خفي:
ماذا نتوقع؟ لا شيء.
هل نرى أثره؟ لا.
هل يُفسر شيئًا؟ لا.
مقارنة الله بكائنات أسطورية كاليونيكورن أو التنين مغالطة ساذجة، لأن:
الله ليس افتراضًا اعتباطيًا، بل مبدأ تفسير ضروري للوجود والعقل والقيم.
أما الكائنات الخرافية فهي زيادات عبثية بلا وظيفة عقلية.
كثير من الملاحدة والمفكرين النفسيين قالوا:
"الإنسان خلق الله على صورته، لا العكس."
"الله مجردُ انعكاس لاحتياجاتنا النفسية: للعدالة، للأمان، للخلود."
لكن، هل هذا التحليل النفسي يُسقط وجود الله؟ وهل مجرد كون فكرة الله مريحة أو مشتهاة يجعلها خاطئة؟ لنفصّل.
دعونا نفترض أن فكرة الله مريحة نفسيًا…
هل هذا دليل على أن الله غير موجود؟
🔴 الجواب: لا.
لأن الدافع النفسي لاعتقادٍ ما لا يُبطل صحته.
لو أن طفلا آمن بوجود أمه لأنه يريد الحب، فهل هذا دليل أن أمه وهمية؟
لو أن مريضًا يصدق بوجود طبيب لأنه يحتاج العلاج، فهل الطبيب اختراع نفسي؟
وجود حاجة لا ينفي وجود الحقيقة التي تشبعها.
نقلب السؤال:
"هل يمكن أن تكون رغبة الإنسان في رفض الله، هي أيضًا إسقاطا نفسيا؟"
نعم.
الرفض قد يكون محاولة للتحرر من الشعور بالذنب.
أو للتهرب من المسؤولية الأخلاقية.
أو للتمرّد على فكرة السلطة.
🔄 إذن، كما يمكن للمؤمن أن يُسقِط إلها، يمكن للملحد أن يُسقِط "اللا-إله".
فهل هذا يُبطل الإلحاد؟ بالطبع لا.
إذن: كلا الموقفين قد يكون له دافع نفسي،
لكن الحق لا يُحسم بتحليل الدوافع، بل بالأدلة العقلية.
فكرة أن "كل ما يُريح نفسيا فهو خاطئ" سخيفة.
نحب العدل... فهل هذا يعني أنه وهم؟
نحب الخلود... فهل هذا يعني أنه غير موجود؟
نحب المعنى... فهل هذا دليل أنه مجرد خدعة؟
الاحتياج لا يُبطل الحقيقة، بل ربما يدل على وجودها:
الجوع يشير إلى وجود الطعام
العطش يشير إلى وجود الماء
الحاجة إلى الله قد تشير إلى وجوده
كما قال لويس:
"الإنسان كائن يملك احتياجات لا يمكن أن يشبعها أي شيء في هذا العالم... لذلك من المنطقي أن يكون هناك شيء خارجه يُشبعها."
لو كان الإنسان اخترع الله من نفسه، لكان الله:
لا يُعاقب،
لا يطلب تضحيات،
يبرر كل أفعال الإنسان!
لكن الله في الإسلام مثلاً:
يطلب منك أن تصوم،
أن تكبح شهوتك،
أن تصدق في الخفاء،
أن تضحي بنفسك من أجل الحق.
فهل هذا "إله من اختراع إنسان كسول أناني"؟!
بل بالعكس، يبدو هذا الإله أكثر صرامة مما قد يبتكره إنسان مدلل.
هنا نعود لمسألة أصلية:
هل الله هو نتيجة لعقل الإنسان؟ أم أن الإنسان نتيجة لخالق عاقل؟
إذا كان الإنسان نفسه:
حادثا،
محدودا،
هشا أمام الموت والعدم…
فكيف يكون هو من "اخترع المطلق"؟
لا.
كثير من المؤمنين تألموا بسبب الدين، لكنهم ظلوا موقنين.
بعضهم دخل الإسلام بعد بحث منطقي عميق، رغم كونه يعيش راحة دنيوية.
الإيمان بالله لا يُشبع فقط "رغبة"، بل يُنتج التزامات وتكاليف.
الإيمان الحقيقي غالبا لا يأتي من "الراحة النفسية"، بل من الصدق العقلي.
القول بأن "الله إسقاط نفسي" مغالطة سطحية:
لأنها تخلط بين "السبب النفسي" و"السبب المنطقي".
لأنها تتجاهل أن الإلحاد أيضا قد يكون له دوافع نفسية.
لأنها تفسر الإيمان دون أن تنفي صدق المعتقد.
لا يمكنك أن تُسقط الله بتحليل الرغبة فيه، كما لا تسقط حب الأم أو الحق أو الجمال، لمجرد أنك بحاجة إليها.
هذا من أقوى الأسئلة وأكثرها شيوعًا:
إن كان الله كليّ القدرة وكليّ الرحمة، فلماذا يسمح بالحروب والظلم والمرض؟
هل هذا ضعف؟ أم قسوة؟
هل الشرّ في العالم ينفي وجود إلهٍ رحيم؟
لنُفصّل بهدوء.
السؤال يفترض أن الشرّ شيء سييء و مرفوض بذاته.
لكن لحظة… لو لم يكن هناك إله مطلق الخير،
فمن أين جاءت فكرتك عن "الشر"؟
في العالم المادي: كل شيء يحدث بلا معنى ولا قيمة.
في عالم الإلحاد: لا يوجد خير أو شر موضوعي، فقط أذواق ورغبات بشرية.
كما قال الملحد الشهير ريتشارد دوكينز:
"الكون ليس فيه خير ولا شر، فقط قسوة عمياء لا مبالية."
إذن، في غياب الإله، لا يوجد شيء اسمه "شر" حقيقي، بل مجرد أحداث ميكانيكية.
🔁 المفارقة أن السؤال يفترض وجود إله (قياسي للخير) لكي يُنكر وجود الإله!
الشرّ لا يكون شرا إلا إذا كان ينتهك معيارا موضوعيا للخير.
ومن أين يأتي هذا المعيار؟ من "الضمير الجمعي"؟ من "القانون"؟ من "البيئة"؟
كلها متغيرة، متناقضة، نسبية.
فقط وجود إله خير مطلق يمكن أن يثبت وجود "شر مطلق".
ولهذا قال الفيلسوف المسيحي الملحد سابقًا سي إس لويس:
"كنت أقول إن العالم مليء بالظلم، لكن كيف عرفت أنه ظالم؟
بماذا قارنته لأقول إنه ظلم؟ لا معنى للظل إن لم أعرف النور."
السؤال هذا قد يبدو قويا، لكن دعنا نُجرب أن نعيش في عالم يُمنع فيه كل شر فورا.
شخص يهمّ بالكذب… فيُخرس لسانه!
لص ينوي السرقة… تتجمد يده!
ظالم ينوي القتل… تسقط عليه صاعقة!
هل هذا "رحمة"؟ أم جحيم سُمي "الجنة" ظلما؟
في عالم كهذا:
لا حرية.
لا مسؤولية.
لا أخلاق (لأن لا خيار).
✨ الله منحك حرية حقيقية، ومعها تأتي إمكانية الخطأ.
لكن الخطأ لا يعني أن الله غائب، بل يعني أن الله يحترم حريتك حتى في الخطأ.
هل نعرف الشجاعة بلا خوف؟
هل نُدرك العدل بلا ظلم؟
هل نُقدّر الصحة بلا مرض؟
هل نُحب الرحمة إن لم نر القسوة؟
الشر ليس له وجود ذاتي، بل هو نقص أو انحراف عن الخير، كما أن الظلّ ليس شيئا، بل غياب النور.
وكما قال أوغسطين:
"الشر ليس كيانا مستقلا، بل فساد في الخير، كما أن الصدأ ليس مادة مستقلة بل فساد في الحديد."
كم مرة كرهت شيئًا ثم تبين لك أنه كان خيرا؟
{وعسى أن تكرهوا شيئًا وهو خيرٌ لكم}
{إنك لا تَعلم - وهم لا يعلمون - والله يعلم}
وجود معاناة في العالم لا يعني أن الله ظالم،
بل يعني أن رؤيتك محدودة، وحكمتك قاصرة.
الله يرى اللوحة كاملة، وأنت ترى البكسل.
بدون ألم:
لا تتطور،
لا تصبر،
لا تنضج.
من دون المرض، لن تفهم قيمة الصحة.
من دون الابتلاء، لن تظهر أخلاقك أو صدقك.
من دون الظلم، لن تتذوق حلاوة العدل.
ليس الشر هو نهاية القصة، بل هو جزء من حبكة قصة فيها انتصار، تطهير، عدل لاحق.
هنا يأتي وعد الله بالآخرة.
إنكار الآخرة هو الذي يجعل الشر غير مفهوم.
أما مع الإيمان بالآخرة:
يُحاسب الظالم،
يُكافأ المظلوم،
يُعوض كل ألم بالخير المضاعف.
وعد الله:
أُدخلوا الجنة بغير حساب."
"ولا تحسبنّ الله غافلًا عما يعمل الظالمون… إنما يؤخرهم."
الشرّ لا ينفي وجود الله، بل يفترض وجوده.
الله أعطاك حرية، ولن ينزعها ليمنع كل خطأ.
الشرّ قد يحمل في داخله خيرا لا تراه الآن.
العدالة الكاملة ليست في الدنيا… بل في يوم الحساب.
✊ وجود الشرّ يجعلنا نشتاق للخير، ويعطينا سببا لنطلب الله لا أن نرفضه.
هذه الشبهة تقول: “إن الجنة والنار في كتب الوحي لم تكن إلا أدوات ابتدعها القادة الدينيون القدماء لتحفيز الناس على الطاعة والخوف من العقاب.” فلنفندها على مراحل:
مسألة الجزاء العادل
دون حقيقة الجنة والنار، لا معنى للعدل: كيف يُجازى الظالم والمنصف؟
لو لم يكن ثمة عقاب أخروي منصف، لكانت المعادلة مجرّد صراع قوة: القوي ينهب الضعيف دون حساب.
الجمع بين الحرية والمسؤولية
حرية الإنسان تقتضي أن تكون هناك مسؤولية أخلاقية تتجاوز الحياة الدنيوية المحدودة.
الجنة والنار تمثلان امتدادا أخلاقيا لخياراتنا، لا مجرد أسلوب تخويف.
فكرة الجزاء البشري | حدوده | الجزاء الأخروي | غايته |
---|---|---|---|
القانون المدني | يختلف بين البلدان، ويزول بموت المحكوم عليه | لا يبطل بالموت | تحقيق عدالة فورية |
السمعة الاجتماعية | تزول مع مرور الزمن | لا يغيب عن الوعي | توفير رادع دائم |
الجنة والنار | عالمٌ آخر لا يخضع لقوانيننا المادية | لفترة محدودة يقررها الله | ردم الثغرة الأخلاقية بين الحرية والعدل |
سعت الأنظمة الأرضية في التاريخ إلى “تنعيم” فكرة العقاب (السجون الحديثة، الإصلاح لا العقاب)، ومع ذلك لم تنجح في إلغاء الحاجة إليه كليا.
الجنة والنار تلبي حاجة الإنسان الأعمق:
للأمن المطلق بعد الفناء
للإشباع الكامل للعدل الذي لم يتحقق بالكامل في الدنيا
للمعنى الوجودي الذي يتجاوز حدود الزمن والمكان
الجنة موصوفة بـ: “مقامٌ محمود” ( الأحقاف)
ليس مجرد قصور وخمر، بل “رضوانٌ من الله أكبر” (التوبة).
ثمراتٌ وأنهارٌ تسبيحٌ وذكرٌ: “ تجري من تحتهم الأنهار” ( البقرة).
النار عقوبة لا تعجل ولا تظلم
“وما ربك بظلام للعبيد” (فاطر).
هي جزاء اختياري لمن رفض دلائل الرحمة، لا “فزّاعة” سياسية.
الترغيب والترهيب في مخيلة البسطاء قد يبدأ كوسيلة، لكن النصوص تتجاوز ذلك لتغرس في النفس:
خشية الله التي توقد الهمّة (“وماء الحياة”: القلب الحيّ).
رجاء رحمته التي ترضي النفس
حين تهذّب النفس بين خوفٍ ورجاءٍ، تُصبح أعماق القلب مسرحا للنمو الأخلاقي، لا مجرد “آلة طاعة”.
الهندوسية والبوذية: فكرة الكارما وتناسخ الأرواح تُعدّان بمثابة “جزاء روحي” تتعدّد فيه الحيوات.
المسيحية: الإيمان بالبعث والقيامة والعذاب والأجر الخالد.
الزرادشتية: نظام مزدوج للخير والشر يعقبه انتصار الخير في نهاية الأزمنة.
جميع هذه التصوّرات تبرز حاجة الإنسان العالمية لشيء يتجاوز الحياة المادية، لا فكرة بدوية فريدة.
فكرة الجنة والنار ليست بدوية بالمعنى السلبي، بل استجابة عالمية لضرورة جزاء أخروي.
هي حلقة مفقودة تربط بين حرية الاختيار وبين محاسبة عادلة لا تنتهي بالموت.
تفصيلاتها في القرآن: أكثر عمقا من “قصورٍ وخمرٍ” أو “عذابٍ مؤلمٍ” فقط؛ هي علاقة إنسان بالخالق تقوم على الرهبة والودّ معا.
هذه الشبهة تقول: “الإسلام استعار كل شيء من اليهودية والمسيحية والديانات السامية القديمة: قصص الأنبياء، الطوفان، نبي الله آدم، إبراهيم…” فهل هذا سرقة أم استمرارية؟
التوراة والإنجيل والإسلام: سلسلة تأريخية
الإسلام يرى نفسه خاتما للرسالات الإبراهيمية، لا دينا مستقلا عن التقليد التاريخي.
أخذ بعض القصص لا يعني “سرقة”، بل انتماءً إلى نفس الأسرة الروحية:
اليهودية فرع عن إبراهيم.
المسيحية انفصال عنها.
الإسلام يأتي ليؤكد التوحيد الخالص ويصحِّح ما انحرف.
التصحيح والنقد الداخلي
القرآن ينتقد ويحسن كثيرا من التفاصيل التي قد تكون تعرضت للتحريف:
قصة الطوفان: لم يتم تحويرها بالكامل، ولكنه يضيف الدروس ومقاصد التوحيد.
قصة إبراهيم: يوضح رفضه للأصنام جهاديا، ويحررها من الأساطير الوثنية.
النبي/الحدث | في التوراة/الإنجيل | في القرآن | في ثقافات أخرى |
---|---|---|---|
آدم وحواء | تكوين، عصيان، طرد من الجنة | خلق، عصيان، تعليم للطهارة | أساطير الخلق في بابل والهند |
نوح والطوفان | طوفان عظيم، سفينة | طوفان، سفينة، نجاة المؤمنين | ملحمة جلجامش (بطلميثيان) |
إبراهيم وكسر الأصنام | تحدي الأصنام، نمرود | تحدي الأصنام، النار، التوحيد | أساطير البطل المصلح |
معجزة شق البحر | خروج بني إسرائيل عبر البحر الأحمر | شق البحر/اليابسة، نجاة المؤمنين | لا مثال مباشر |
→ المشترك هو نهج إلهيّ يحرر الإنسان ويؤكد التوحيد. والاختلاف يكمن في التفاصيل والمقاصد.
التاريخ المقارن
يدرس الأديان كسياقات اجتماعية وثقافية مشتركة، لكن لا يعني ذلك سرقة، بل تطور أفكار إنسانية.
علم النصوص
يتتبع الألفاظ والمفاهيم عبر اللغات: عبرية، آرامية، سريانية، عربية.
يثبت أن القرآن نزل بالعربية المبسطة، مع إضافة إعجاز بلاغي لا نظير له في النصوص السابقة.
المقاصد والمسارات اللاهوتية
اليهودية: تركيز على شريعة موسى.
المسيحية: تركيز على المحبة
الإسلام: خالص التوحيد، “لا شريك”، والرسالة للعالمين.
الحفظ الشفهي وأوجه التحريف البشري عبر القرون.
الاختلاف في الهدف الرسالي: ما يهم القرآن هو التوحيد والعدل والرحمة، لا سرد كل تفاصيل الحياة الفردية للأنبياء.
الإسلام يستكمل تراث الرسالات السابقة لا “ينهبها.
الاختلاف الأساسي: الإسلام يركّز على التوحيد الخالص والرسالة الكونية،
القصص المشتركة تدل على وحدة البحث الإنساني عن الحقيقة، لا على حكر أو سرقة.
==========================
=
و الآن سوف أسرد لكم بشكل متتالي أقوال لزميلي اللاأدري و أطلب من القاريء الكريم أن يرد بنفسه عليها و ذلك في ضوء الردود السابقة و اعتبار ذلك تمرينا عقليا مفيدا :
يقول زميلي اللاأدري :
إن الدين الذي آمنوا به وتعلموه يقول لهم إن الله يملي للفاسدين والضالين خداعاً ومكرا لكي يزدادوا ضلالاً و فساداً ولكي يستمروا في مسيرتهم إلى أعماق الفساد والضلال. إذن كيف يلامون إذا فعلوا بالإله نفس ما يفعل بهم . عبد الله القصيمي .
===========================
يقول زميلي اللاأدري :
لو كانت روايات الجماهير المتواترة تعني شيئا لكان وجود الأشباح والأرواح والجان المالئين للهواء والفضاء ولكل مكان، هو أقوى وأصدق وجود في هذا العالم , إن الرواية في وعي الجماهير ليست شيئا غير الرأي إذا كان الموضوع موضوعا دينيا , إن لكل أهل دين ومذهب وأمة متواترات لا يعرفها الآخرون بل ينكرونها. ولو صدقت كل هذه المتواترات لكان من المفروض علينا أن نؤمن بالشيء وبما ينفيه . عبد الله القصيمي .
==========================
يقول زميلي اللاأدري :
إن الناس لا يعبدون آلهة ولا أديانا، ولا مذاهب ولا حقائق أو أوهاما، مهما بدا أنهم يفعلون ذلك..إنهم إنما يعبدون أناسا مثلهم كانوا قبلهم , إن من آمنوا بالآلهة، أو بالمذاهب أو بالإديان التي جاء بها القدماء، فإنما يؤمنون بأولئك القدماء , إن إلهك العنيف المتوتر هو إرادتك العنيفة المتوترة، وإن إلهك المتسامح هو إرادتك المتسامحة . عبد الله القصيمي .
===========================
يقول زميلي اللاأدري :
إن القواعد التي وضعها المحدثون لمعرفة الحديث الصحيح من الضعيف، قواعد لا يمكن أن تستحق أي إعجاب . عبد الله القصيمي .
===========================
يقول زميلي اللاأدري :
إن كانت حجتك هي أنك وجدت مجتمعك كله يرى رأيك ويعتقد اعتقادك، فاعلم أن كل المجتمعات كذلك, إن الناس يخشون على أديانهم وعقائدهم من تعريضها للمنطق , الأديان لا تنتصر إلا في المعارك التي تتجنبها . عبد الله القصيمي .
==========================
يقول زميلي اللاأدري :
يا شعوبا ضللها البحث عن الإيمان.. حاولي أن تفقدي إيمانك.. فقد تجدين حينئذ مزايا الإيمان الذي تبحثين عنه.. عبد الله القصيمي .
=========================
يقول زميلي اللاأدري :
كل الشعوب تلد أجيالا جديدة، إلا نحن نلد آبائنا وأجدادنا، وذلك بغرس طبائع آبائنا وأجدادنا بهم وحثهم و مطالبتهم بالتمسك بها والحفاظ عليها. ولذلك فشعوب العالم تتطور ونحن نتخلف. - عبد الله القصيمي
=========================
يقول زميلي اللاأدري :
ما أصغر وأكذب تاريخنا مصنوعا ومكتوبا ومقروءا
. عبد الله القصيمي .
===========================
يقول زميلي اللاأدري :
من كتاب سيجموند فرويد (مقدمة في التحليل النفسي) "إن الكبت والقهر هو العملية التي تمنع الدوافع أو الأفكار غير المرغوب فيها من الوصول إلى الوعي، وهو أساس العديد من الاضطرابات العصبية." - - - - - - - - - - المجتمع والاسرة التي تحيط ابناءها في الصغر بأسوار قهر حديدية، تظنها تقاليد قيمية وعادات وافكار الأولين وتراث الأجداد من اهل الكهوف التي من الخيانة تطويرها والتنازل عن التمسك بها، تنشيء اجيال و تخرج حشود من المرضي النفسيين ذوي الخلل في التفكير والتحليل والسلوك، حيث يعيشون الحاضر بعقول وثقافات الماضي السحيق… ويال سوء الحظ اذا امتزجت وتغلفت بغلاف ديني مقدس فجعلت من العادات والاساطير التراثيه علوم شرعيه… وفي أشد كوابيسك ذعراً يأتيك أحد هؤلاء المرضي ليتولي سلطة الحكم واتخاذ القرار…فتصير الامة كلها مصيرها معلق برؤية شخص معقد نفسياً يعاني هلاوس و اضطرابات شخصية يعلن الزعامة بقوة القهر والسلاح، كما نشأ وتربي.. بؤس مزري، وجهل مدقع، ومصير ليس أقل من مُدمَر… تلك فرصة ذهبية للهزيمة والحصار التي يسعي اليها خصومك، قدمتها لهم بكل سذاجة… ولهذا تندثر حضارات وأمم وتنحط بلا ذكر ويطوي التاريخ أجيالً من الغثاء بلا أثر.
==========================
يقول زميلي اللاأدري :
إن افظع ما فيك يا إلهي أن تفعل كل هذه الفظائع بالديمومة ثم تجرؤ على إنزال الكتب المقدسة لتتحدث بكل الصوت عن رحمتك و رأفتك و شهامتك وحبك! . عبد الله القصيمي .
=====================
يقول زميلي اللاأدري :
تخيل الرحمن الرحيم سيدخل رجال لجهنم فقط لأنّ ثوبه طويل
وسيدخل نساء لجهنم فقط لانهم نتفوا شعرات من حاجبهم.
======================
يقول زميلي اللاأدري :
حسب الإسلام فإن:
المجتهد إذا أصاب له أجران
وإذا أخطأ له أجر واحد
وأنا اجتهدت وقلت بأنه لا يوجد إله
فإذا أخطأت لي أجر واحد
وإذا أصبت لي أجران.
=======================
يقول زميلي اللاأدري :
جميع البشر يتمنون وجود كيان غامض ذو قوة غامضة عادل حكيم يعاقب الظالم وينصر الضعيف ويساعد المسكين. ولكن للأسف تلك مجرد أمنية. والأماني لا تتحقق إلا في أفلام الكرتون.
لماذا أعبد الله الذي بلا أي فائدة؟
==========================
يقول زميلي اللاأدري :
أحد عُباد البقر كان لديه اختبار في مادة فيزياء وبقي طوال الليل يدعو البقرة أن تنجحه في الاختبار. وقد نجح. فهل البقرة هي التي أنجحته؟
===========================
يقول زميلي اللاأدري :
عندما قال محمد عن زيد: ( اشهدوا أنه حر وإنه ابني يرثني وأرثه) هل كان يكذب؟
==========================
يقول زميلي اللاأدري :
يقال أن المسلمين نشروا الإسلام عبر اخلاقهم. لو فرضنا صحة الكلام: فسؤالي للمسلمين: هل إذا رأيت جماعة من عباد البقر أخلاقهم جميلة وحسنة ستعبد البقرة معهم؟
===========================
يقول زميلي اللاأدري :
عبيد البقرة هم أكثر ذكاءً من عبيد الله. لأنهم على الأقل يعبدون شيء موجود ويفيد ويضر. بعكس الله الغير موجود والذي لا يفيد ولا يضر.
=============================
يقول زميلي اللاأدري :
الخالق (إذا كان موجود) احتاج إلى أكثر من ١٣ مليار سنة ليخلق الذبابة والسفهاء يريدون أن نخلقها بلحظات.
===========================
يقول زميلي اللاأدري :
مشكلة الملحدين ليس في (وجود خالق)
وإنما مشكلتهم في (استحقاق الخالق للعبادة).
ولهذا محاولة إثبات وجود خالق غير كافية لإثبات أن الإلحاد خاطيء.
===========