الاثنين، 28 أبريل 2014

تفسير سورة الانشقاق

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1) إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ (2) وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ (3) وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ (4) وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ (5) وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ (6) يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ (7) فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ (8) فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا (9) وَيَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُورًا (10) وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ (11) فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا (12) وَيَصْلَى سَعِيرًا (13) إِنَّهُ كَانَ فِي أَهْلِهِ مَسْرُورًا (14) إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ (15) بَلَى إِنَّ رَبَّهُ كَانَ بِهِ بَصِيرًا (16) فَلَا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ (17) وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ (18) وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ (19) لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ (20) فَمَا لَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (21) وَإِذَا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآَنُ لَا يَسْجُدُونَ (22) بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُكَذِّبُونَ (23) وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُوعُونَ (24) فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (25) إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ (26)
هذه  الصحيفة  المقدسة  تتحدث عن  اختلال  نظام  السماء  المادية  المحيطة  بالأرض  المادية و لا  تتحدث  عن  انشقاق  في  سماء  الروح أبدا كما  في  سورة  الطارق .
هذه  الصحيفة  تحكي  قصة  فناء العالم المشاهد  المادي  لتبدأ  رحلة  الحياة  في  ملكوت  الله  حيث  الأبدية و الخلود  .  وتخبر  الصحيفة  المقدسة  المطهرة  بأنه  بعدها  يكون  يوم الدينونة  التي   يلاقي  فيها  الإنسان  الصنفان النوعان   من  إنس  أو  جن  من  مكونات البشرية  نتائج  كدحهم  في  البعد  الداني  و هل  استعان   كل  واحد  منهما  برسائل  النور  من  الوطن  الأم  في  البعد  السامي  و التي  كانت  تتقاطر من  أنحائه  و بأشكال  متعددة  تباعا  .  و  تظهر  سورة  الانشقاق  أنّ الجنة و النار  هما  ملتصقتان  بالإنسان  فور  سكرات  الموت  و  حتى  يوم  الدينونة  التي  يعود  بعدها  كلا  الفريقين  اليميني  إلى  الجنة  و  اليساري  إلى  النار  . و من القرائن  القوية  على  ذلك  أنّ  إلهنا  أخبرنا   في هذه  الصحيفة  المقدسة  بأنّ  المؤمن  سوف  ينقلب  بعد  يوم  الدينونة  إلى  أهله  الذين  كان  مباشرا  لهم  و  يعرفهم  من  بعد  وفاته  و تركهم  فقط  ليوم  الحساب الذي  انقضى  عليه  سريعا   هذا  و إنّ  كثيرين  أيضا  لا  يحاسبون  أصلا  في  يوم  الله  ذلك  الرهيب  .   و  يؤكد  ذلك   أنّ  الكافر  يومها  سيكون  في  كسوف  و  خجل  من  أعماله   حتى  أنّه  يدعو  على  نفسه  لو  أنّه  كان  أرضا  بورا لم  تخرج  منها  زرعة الشياطين  التي  كانت  تسقى  بماء  المجاري و القذارة  .  حينها  يؤكد  الله  أنه  كان عند  أهله  في  الدنيا  وقتها  مسرور  ذلك  الكافر  و لكنه  كان  سرور  الغفلة  و  الغرور  حيث ظنّ  أنّه  لن  يقف  موقفا  يجعله  يحرك  عينيه  بشدة  و  قلق  من  أثر  الصدمة  و  الخوف  و  الذهول  .   فأهل المؤمن  يبشرهم  وقتها  بإنعامات  الله  الجبار  و  أهل  الكافر   هم  تاريخ  بالنسبة  للكافرين  المجرمين  وقتئذٍ فقط  . 
ويقسم  سبحانه  بعد هذا  العرض  المقدس  أنّ  البشر  سوف  يأتيهم  من  يوضح  لهم  حقيقة  الوحي  لينتقلوا  بين  مراتبه  و درجاته  و طبقاته  طبقا  عن  طبق  .
و قد  أقسم  سبحانه  نتاج  شفقته  علينا  و نتاج  ليال اندراس  حقيقة  الوحي  عن  البشر  الذي  كان  بمثابة  الليل  و ما وسق  و  يشير  في  قسمه  الأخير  في  هذه  الصحيفة المطهرة  بأنّ   ليلة  اكتمال  القمر  و  اتساقه  سوف  يكون في  ليلة  من  تلك  الليالي  الأمر  المنتظر  العجيب  (  آية  الخسوف و الكسوف  1894  م  ) 
 فما  بالهم  بعد  تلك  الآية  لا  يؤمنون  و  إذا  خرجت  وقتها  بعض   أسرار  القرآن  لا  يخضعون  ,  إنهم  قوم  كافرين  كاذبين  و الله  أعلم  بمآلات  نفوسهم  و إراداتهم  المكذبة  ,  عندها  يرسل  الله  لهم إشارات  رعب  و  تخويف  فيعود  بعضٌ  منهم  إلى  إرادات  الإيمان  فيفلحون  .
            تحليل  أصوات   =   بعض  الكلمات 
أنشقاق  :     إنشاء     ينكسر   و  صوته   (  قاق  )   دمار  و تفتت و انسلاخ  .
ثبور     :     ثوووووو  هذيان  الكافر لإرادات  البوار  الأزلي  (  بور ) .
مسرور   :     مس      من  الملامسة  و  الكشف(  رور  )   الراء  رقة و لذة  ,   (  أور )  هو  النور   .
إنّ  العربية  لغة  إلهية  إلهامية 
  د  محمد  ربيع  (  19\1\2011 )  مصر


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق