الثلاثاء، 29 أبريل 2014

فيوض و خواطر من سورة الأعراف


فيوض و خواطر من  سورة  الأعراف

1 – { و من خفت  موازينه  فأولئك الذين  خسروا  أنفسهم  بما  كانوا  بآياتنا  يظلمون  }

أي  الذين  استخدموا  قول  الله  و  قول  رسول  الله  للصد عن  مراد  الله   و مراد  رسول  الله تدسية  و  تلبيسا  و تجارة  يشرون  بها  ثمنا  قليلا من  علماء  الضلالة وفقهاء  البلاط  ,   حيث  يظلمون بآيات  الله و ما  أشنعه  من  ظلم  .

2 -  يبين  الله  تعالى  قصة  بداية  الصراع  بين  الحق  و  الباطل  و  يبين  أنه  بسبب   تكبر  الأبالسة  على  مر  العصور  منذ  إبليس  الأول  و حتى  إبليس  الأخير  من  نوع  بني  الإنسان  و  ليس  بسبب  أحد  غيرهم  ممن  حملوا  الأمانة و دخلوا  الامتحان الذي  أشفقت  منه الجبال

3 – {  يا  بني  آدم  قد  أنزلنا  عليكم  لباسا  يواري  سوءاتكم و ريشا  و لباس  التقوى  ذلك  خير  }

أنزلنا  أي  أنعمنا  ,  و  ينزل  فيكم  أي  تحدث  به  نعمة  الله  فيكم  ,  و  جواز  المجاز  في  القرآن  حيث  شبه  التقوى  باللباس .

4 -  لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ (42) وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (43)
أي  نفحات  تمهيدية  من  جهنّم  و هم  لا  زالوا  في  الحياة  الدنيا  بسبب  حالهم  و هو  (  و من  فوقهم  غواشٍ  )  أي  غطوا  عقولهم  بالكبر  و التولي  و الاستهتار  فلم  يقبلوا مبعوث  السماء  .   و الدليل  و القرينة  التي  تؤكد  هذا المعنى  و رجوع  السياق  القرآني  للحديث  عن  حال  الناس  في   الدنيا  بعد  أن  ذكر  أهوال  جهنم  الآخرة  , أنّ  الآية  التالية  لآية  المهاد  تتحدث  عن  الذين  آمنوا  و عملوا  الصالحات  في  الدنيا  بأنه  لا  يكلفهم  الله  سبحانه  فوق  طاقتهم  بما  كانوا  مخلصين  مقبلين  غير  مدبرين .

5 – وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيمَاهُمْ وَنَادَوْا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ (47) وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاءَ أَصْحَابِ النَّارِ قَالُوا رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (48) وَنَادَى أَصْحَابُ الْأَعْرَافِ رِجَالًا يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيمَاهُمْ قَالُوا مَا أَغْنَى عَنْكُمْ جَمْعُكُمْ وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ (49) أَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لَا يَنَالُهُمُ اللَّهُ بِرَحْمَةٍ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ (50)
أصحاب  الأعراف  هم  الناس  المحايدون  العوام  الذين  ينظرون  لكلا  الفريقين  بموضوعية  و تامل  بدون  أية  عقبات  نفسية أو ضغوط  شيطانية إبليسية  ,  و  هؤلاء  المحايدون  عندهم  من  نقاء  الفطرة  ما  يجعلهم  يفرقون  كلا  بسيماهم  فينظرون  إلى  أصحاب  الجنة في  الدنيا  فيعرفونهم  و ينظرون  إلى  أصحاب  النار  في  الدنيا  فيعرفونهم .  الجدير  بالذكر  أنّ  أصحاب  النار  من  مكذبي  مبعوث  السماء  من  الفقهاء و المشايخ  يحتقرون  هؤلاء  العوام  أصحاب  الأعراف  لدرجة  قد  تصل  إلى  القسم  بأنّ  هؤلاء  العوام  إلى  جهنم  بالتأكيد  و  كافرين  بالمجيد  , فإذا  المفاجئة  الكبرى  أن  يدخل  الله  هؤلاء  العوام  إلى  الجنة  و يحكم  على  مكفريهم من  فقهاء  السوء  المجرمين  أعداء الرسل بالدخول  إلى  جهنم  كافرين  كما  حكموا  من  قبل  في  الدنيا  على  أصحاب  الأعراف  بدون  علم  أو  بصيرة  جزاءً  على  تكبرهم و عنادهم  لأنهم  شر  من تحت  أديم  السماء  يومئذٍ  في  الدنيا  .

6 -  هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ فَهَلْ لَنَا مِنْ شُفَعَاءَ فَيَشْفَعُوا لَنَا أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ قَدْ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ

آية  ترد  على  من  أنكر  المجاز  و  التأويل  من  علماء  السوء  الوهابيين و كذلك  ترد  على  من  كان  ينتظر  تأويل  بعض  الآيات  و النبوءات  فلما  أتى  التأويل  على  يد   المهدي  كفروا  به  ,  سيتذكرون  تلك  الفعلة  الشنيعة  يوم  القيامة  حيث  يبحثون  كالشحاذين عن  شفعاء  يشفعون  لهم  تلك  الجرائم  التي  ارتكبوها  في  الدنيا  من  قبل  و أثناء و من بعد  بعثة  رسول  السماء  المنتظر .

7 -  {  ثم  بدلنا  مكان  السيئة  الحسنة }  أي  {  و إن  تتولوا  يستبدل  قوما  غيركم  ثم  لا  يكونوا  أمثالكم  }

و هو ما يحدث فعلا  الآن  ,  حيث  استبدل  الله  هؤلاء  الأشرار  بجماعة  المؤمنين  ,  جماعة  الإمام  المهدي  . 

{  حتى  عفوا }  أي  استمرار  الاستبدال  حتى  انتهاء  أثر  و ذكر  المجرمين  المكذبين  .

8 -  {  أ فأمنوا  مكر  الله  }  إشارة  تخويف  و رعب  للمكذبين  المنكرين .

9 -  قَالُوا أُوذِينَا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنَا وَمِنْ بَعْدِ مَا جِئْتَنَا قَالَ عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ

هذا  هو  دأب  الكافرين  يريدون  المآل  و النعيم  الجاهز  من  دون  عمل  و  سعي  إلى  الله  تعالى  ,  و  يعتقدون  أنّ  مجرد  بعثة  الرسول  هي  كفيلة بإصلاح  حالهم  و لا  يعلمون  أنّ  المسألة تحتاج  إلى  جهاد  و بلاء  و جد  في  العمل  بتعاليم  مبعوث  السماء لكي  يتحقق  الوعد و النصر  و كذلك  كانوا  كافرين .

10 - وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتَوْا عَلَى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَهُمْ قَالُوا يَا مُوسَى اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آَلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ


 وهذا  مثيل  لما  قاله  مسلمة  الفتح  و بعض  كفار  قريش  لما  خرجوا  مع  رسول  الله  بعد  فتح  مكة  إلى  غزوة  حنين  فمروا  بذات  أنواط  فقالوا  (  اجعل  لنا  ذات  أنواط  كما  لهم  ذات  أنواط  )  إنّ  التاريخ  يعيد  نفسه   ,  فكما  أنه  جاء  على  عهد  رسول  الله  محمد  مثيل  عهد  موسى  فلا   بد  أن  يأتي  مثيل  عهد  عيسى  في  الأمة المحمدية (  إنه  هو  يبديء و يعيد  )

11 – {  قال  عذابي  أصيب  به  من أشاء  و رحمتي و سعت  كل  شيء  } 

دليل  على  أنّ  جهنم  ليست  بلا  نهاية  بل  إنّ  مصيرها  الخراب  و الترك إلى  الجنة .


12 -  {  فلما  أثقلت  دعوا  الله ربهما  لإن  آتيتنا  صالحا  لنكونن  من الشاكرين  *  فلما  آتاهما  صالحا  جعلا  له  شركاء  فيما  ءاتاهما  فتعالى  الله  عما  يشركون  }


إشارة  من  الله  تعالى   أنه  مرت  على  الإنسانية  في  اطوارها  السحيقة  ولادة  أجنة  بتشوهات  خلقية  و كان  الناس  يضرعون  إلى  الله  لكي  يأتيهم  أبناء  مكتملين  خِلقياً  ,  فلما  آتاهم   أشركوا  مخافة  أن  يموت  الولد  و ذلك  لنقص  إيمانهم  و  عقولهم  .   د  محمد  ربيع  25\1\2011  مصر    

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق