تفسير من
سورة الصافات
( و
الصافات صفا )
أقسم الإله العظيم
بالأرواح الطاهرة التي
تصف الطيبات في صفوف
الإيمان و كتب اليمين .
( فالزاجرات زجرا
) أي أنّ هذه الأرواح التي
هي ليست من هذا العالم
الداني بل هي من
ذلك العالم السامي
مباشرة تقوم بزجر
كل خطيئة و
خاطر داني .
( فالتاليات ذكرا ) و هو
ما يعقب
الصف و الزجر و هو
ما يظهر من
سماوات الروح ناتجة
عن صفّ معطيات
الإيمان و زجر معطيات
الخسران . (
إنّ إلهكم لواحد
) أي إنّ
إلهنا هو فردوسنا و هو
المبتغى و هو المقصود بالمعرفة و الاتصال بالوحي و روح القدس .
( رب
السماوات و الأرض و ما بينها و رب
المشارق ) ذلك
الإله رب المجالات و الأبعاد المختلفة السامية
الروحية و الدانية الأرضية
مادية كانت أم
روحية حسية كانت
أم معنوية و
ما بينهما من
حياة البرزخ و رب
كل البدايات و الشروقات
من المشارق المادية و المعنوية الروحية
. ( إنّا
زينا السماء الدنيا
بزينة الكواكب )
أي أنّ الله
العظيم زين و حفظ سماوات الروح
في الدنيا بالأولياء و عباده الحاصلين
على مقام النبوة و القرب و حفظ
على أثر
ذلك الحياة في الأرض من
أجلهم فصاروا أقطاب
غوث لبني جلدتهم
من البشر و بالتالي
فمن عاداهم فإنّ
حرب الله و انتقامه
يكون مباشرا و مصدقا
لهم . (
و حفظا من كل
شيطان مارد ) هم في
وجودهم بين الشر
يردون شيهات الشياطين
من البشر و
يذيبونهم و يقتلونهم في
ثندوءاتهم قتلا بعد
قتل . (
لا يسّمّعون إلى الملأ الأعلى و يقذفون من
كل جانب )
لا للنفي و
التأكيد بأنّ المخادعين
المجرمين الذين يدعون
أنهم يسرقون وحي
الله من الملائكة
أو من يصدقون
هذه السرقات من
مشايخ الضلالة هم
كاذبون و هم بذلك
شاتمون للرب العليّ
. و سيكون جزائهم قذف
بالحجة و البرهان من كل
المناحي و المجالات . ( دحورا و لهم
عذاب واصب ) أي أنّ
حالتهم بعد حرب
أولياء الله عليهم
هو الاندحار بفعل كواكب
المؤمنين من جماعة
المؤمنين التي تتصل
بالإله العظيم من
خلال الروح القدس و الملائكة أو من خلال
الاتصال المباشر حتى . ( إلا من
خطف الخطفة فأتبعه
شهاب ثاقب )
من خطف الخطفة
هم المنجمون الخراصون
الذين لا يصدقون
بل يظهر هوانهم
و ضعفهم بشهب كواكب
الإيمان المؤمنة من الأقطاب
العارفة .
( فاستفتهم
أهم أشد خلقا
أم من خلقنا
إنا خلقناهم من طين لازب
) أي يا
محمد أشهد الكفار
على أنفسهم هل هم في
قوة روحية أم
أصحابك و أتباعك هم الأقوى ,
إنّ أتباعك هم
أتباع الروح لأنهم
من طين لازب
يتشكل كما يريد وحي
الله و كلامه . (
بل عجبت و يسخرون ) أي أنك
يا محمد أُعجبت
بأتباعك و على النقيض
يسخر منهم الكفار . ( و إذا ذكروا
لا يذكرون ) و إذا
انكسرت أنوفهم بحال
أتباع محمد لا يعترفون
بذلك بل يتغافلون
. ( و
إذا رأوا آية
يستسخرون ) أي و إذا
أشار إليهم محمد
بآية معجزة فإنها
لا تلامس قلوبهم
بل يستقلونها لأنهم خرافيون
دجالون أوباش .
( و قالوا إن
هذا إلا سحر
مبين ) و قال
الكفار إن هذا إلا
خداع ظاهر من
محمد و أتباعه .
( أإذا متنا و كنا
ترابا و عظاما أإنا
لمبعوثون ) استفهام
استبعادي استقلالي استهزائي
بأحد تعاليم محمد التي ينقلها
لهم عن ربه
كمُسَلّمَة و حقيقة . (
أوءاباؤنا الأولون ) زيادة و مضي
في هذا الاستفهام
. ( قل
نعم و أنتم داخرون
) أي يا محمد فلترد
على استفهامهم بنعم
القطعية المتاخمة لحال
ذل لهم سيكون
, و أنت تراه
الآن بالروح عن
حالهم وقتها و قت
البعث و النشور داخرون= داخلون خارون
.
( فإنما
هي زجرة واحدة
فإذا هم ينظرون
) استهزاء بالكافرين و وضعهم
في وزنهم الطبيعي الحقيقي
و هو أنهم تحت
سيطرة الله حيث
سيرون البعث بأم
أعينهم بركلة واحدة
من ملاك الصور
. ( و قالوا
يا ويلنا هذا
يوم الدين )
لسان حال يبعث
على الخوف . (
هذا يوم الفصل
الذي كنتم به
تكذبون ) لسان حال
يبعث على الهلع
. ( احشروا
الذين ظلموا و
أزواجهم و ما كانوا يعبدون
) خطاب من
الرب الوهاب إلى ملائكة
العذاب بأن يباشروا
عملهم فورا على
الظالمين و أشكالهم
و ما كانوا يتبعون
من البشر الذين
أُشير إليهم ب ( ما ) هنا
للتحقير . (
من دون الله
فاهدوهم إلى صراط
الجحيم ) باشروا
أولئك المشركين إلى الجحيم
و في الجحيم .
( و قفوهم إنهم
مسؤولون ) إهانة
شديدة و ذل للمكذبين حيث
تمسك الملائكة بأحدهم
من قفاه للتحقير
على سبيل الكناية
و النكاية .
أما بالنسبة
لوصف نعيم و لذائذ الجنة فمعلوم أنّ
أشدها هو رؤية
الله و مخاطبته ثم
هنالك دونه من
لذائذ على هيئة
و شاكلة الطعام
و الشراب و تذكر الذكريات
في حياة الأولى
و كذلك ما يشبه
لذة الصاحبة بل
الصاحبات الزوجات الناعمات
, لم لا ؟ !
! فكل
لذة في الدنيا
هي لذة سامية
إذا كانت في الله و
يوجد ما
يشبهه في الجنة كذلك
متعة الافتخار و الاعتداد بطاعة الله (
و زوجناهم بحور عين ) و هي
لذة مغايرة للذة (
و عندهم قاصرات الطرف
عين ) و يخلق
ما لا تعلمون
في الدنيا و الآخرة
. فليس لأحد أن
يحجر على نعيم
الله المتنوع و كذلك
ليس لأحد أن
يحجر على عذابه
المتنوع أيضا في
الدنيا و الآخرة .
فليس لأحد
إذن أن ينفي
قاعدة = من
تعلق بشيء وُكِل
إليه = فمن
ظن أن هناك
قدرة مصرفة في
الكون مع الله
فيكله الله إليها و
يجعلها عذابا له
ي الدنيا قبل الآخرة . فيسلط عليه الأرواح أو أرواح
شريرة قد تتمثل
له على سبيل
الكشف أو الهلوسة أيا
كان عذابا أليما من
لدنه , قد تظهر
له إضافة لذلك ملائكة
العذاب و قد
تبطش به , لكنّ الأصل
هو الحجاب بين
الطرفين , فمن تعلق
بالخرافة و الروح الشيطانية وُكِل
إليها . و هذا
من أشد العذاب
المسلط من الله
على المشركين في الدنيا
قبل الآخرة . و
لا نخوض
في تفاصيل الله
وحده أعلم بها و
نؤكد على
أنّ الشيطان الشبحي
كيده ضعيف جدا و
لا يقوى
إلا بفعل الإنسان
نفسه و تسلطه على روحه
بشركه فيقع عندها
العذاب الأليم في
الدنيا قبل الآخرة
. قد تتسلط
عليه ملائكة العذاب
و قد تكون
من جنس الشيطان
الشبحي الضعيف الذي يقوى وقتها و قد
يخلق الله صورة لنفس
ذلك الإنسان الخبيثة تؤذيه برؤيتها
على غرار أن المؤمن
يتنعم برؤية صورة نفسه الطاهرة
في الجنة و كل
ذلك تحت مشيئة
الله سبحانه .
سبحانك ربنا رب
العزة عما يصفون و سلام
على المرسلين و الحمد لله رب العالمين .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق