الأربعاء، 23 مارس 2016

في البدء كان الكلمة ...



في البدءِ كان الكلمة ...
:
في الثالث و العشرين من مارس لعام ألفان و ستة عشر شمسيّاً اندرجت حالتي إلى ما بين النوم و اليقظة من أصلِ نومٍ عميق و تلقيتُ الجملة التالية ثم رددتها ( الجزاء من جنسِ العمل ) عدة مرات ثم رجعت حالتي لدرجة النوم العميق .
====================
في البدءِ كان الكلمة , الكلمة أصل كل حياة أو موتٍ أو هَون . الكلمة ركن الحركة في الكون . الكلمة عَلَمٌ و راية و لون . الكلمة محفظة و دواة و نساء للخير سَمَون . الكلمة مدرسة بين الأيام المستوية , حتى العرجاء لها كلمة يا له من رَون . في البدء كان الكلمة يا قومي , في البدء كان الكلمة يا شعبي أقسمُ لا مَون . و تظلّ الأيكة تعجبني و تظلّ الورقة تجذبني , أُكتب يا كاتب مدرسةً , أرنا ما جائك من بَون .
عيناكِ يا أيتها الكلمة هزمت لمحات نساء بني كلمة و أريتِ لنا خير الدنيا إن كُنَّ مَلَون . فَرّق تفرقة يا ولدي , فَرّق تفرقتك بالعظمى , فَرّق و اعرف ما كان بها من خَون . يا جيش الكلمة لك حبي يا جيش الكلمة و الفكرِ , يا صاحب أفكارٍ أُوْلى يا لك من عَوْن .
يا كلمة برقٍ في السحب يا كلمة رعدٍ في المطر يا كلمة ربي يا ربي ما لكِ من دَوْن . و تظلّ الكلمة تنعشني و تظلّ الكلمة تُبقيني , يا رائف يا عمر اشجيني يا مصر يا آهات الدنيا ما أنتِ سوى أمّ الدنيا , يا لك من فاتنةٍ كبرى يا لك من أوطانٍ عليا , و رجالُ الدنية و الأخرة و نساء الحب هي الأخرى لعينيكِ صَبَون .
لملم أشلائك يا ولدي كفكف دمعاتك يا وطني فالكلمة مَعْبَرَةٌ طُوْلَى و الكلمة مقبرة قولا يا رائف يا عمر مهولاً يا كلمات الحبّ الأولى بالكاد قَسَوْن .
قسوة أضراس النّمرِ , ركضة آساد العمرِ بالكلمة إعلم يا ولدي , أنت الأقوى بين البشرِ تحمل علمي تحفظ عهدي تتلو كتبي تفهم أمري  , و تُناجزُ آهاتِ الدنيا اللآتي للخيرِ بَلَون .
إحفظ كلماتي يا ولدي إعلم سكناتي و نقاطي , إفهم مقصودي و مرادي فالكلمة جوهرةٌ  حلوة , تخرجُ من أفواهٍ طُهْرى , تُكتَبُ بيدي تلك الحُبلى بالخير و بالزمن الأَولى , تضربُ أشرار الغابِ ترحمُ ابرار مُصابِ , تأتي متلهّفةً يوما للنورِ حَبَون . د محمد ربيع مصر .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق