الجمعة، 4 مارس 2016

قبل الغروب ...




قبل الغروب ...
:
لا زلت أذكر تلك الساعة التي رأيتُ فيها ذلك الطفل البريء يتقطّعُ فؤادُه لهفة و بكاءً و خوفاً و رُعباً . لقد هرع إليّ لحظة خروجي بسيارتي ساعة الغروب متوجّها لأداء التمرين . كانت دموعه تغسل خدوده غسلاً شديدا و صدره ينتفض نفضا رهيبا . كان يقرع على زجاج الباب الأيمن . فتحت الزجاج لأفهم ما يقول . كانت كلماته متداخلة غير مفهومة من شدة الدمع و الألم .
بدأتُ أُنصتُ بقوة لأفهم كلماته , بدأتُ أستفهم قوله , فهمتُ منه أنه تائه لا يعرف الطريق . انخلع قلبي حزناً و تحمّلاً للمسئوليّة و الأمانة .
لقد استغاث هذا الطفل البريء بي دون من كان  حولي في شارع الحيّ .
فتحتُ باب السيارة و استفهمتُ من ذي الثلاث سنوات . ماذا حدث ؟ و كيف تاه ؟ كان أوّل ما تبادر إلى ذهني حينها كيف أستخرجُ منه معلومة مهمّة . ؟ كيف استخرج من فمه المتلعثم اسمه بالكامل ؟ كيف أجعله يتعرّف على نفسه و يستكشفها ؟
سألته متلهفا راجيا جوابا صحيحا . ما اسمك ؟
نطقت تلك الشفتان الصغيرتان حروف و أصوات كلمات متداخلة . ركّزتُ قليلاً محاولاً ترجمة الخوف و اللجلجة و البكاء و تصفية ناتجها . كررت السؤال فكرر الإجابة و مع كل مرة افهمُ مقطعاً حتى اكتملت المقاطع في سمعي و عيني . مُدَّثِّرْ عمرو عبد العال . لقد كان هذا الطفل ملخّصا لحال أمّةٍ تائهة متلعثمة خائفة ضلّت السبيل و ألجأها الرعب و القلق للاستغاثة بأيّ غريب . شعرت بثقل الأمانة , شعرت بثقل الأمانة , شعرت بثقل الأمانة , شعرت بثقل الأمانة , شعرت بثقل الأمانة , شعرت بثقل الأمانة , شعرت بثقل الأمانة , شعرت بثقل الأمانة , شعرت بثقل الأمانة , شعرت بثقل الأمانة , شعرت بثقل الأمانة , شعرت بثقل الأمانة , اثنا عشر مرة عدد أسباط بني إسرائيل و رقم  الاستنفاذ .
لمحتُ رجلا من بعيد أمامه طفلتان , سألته ليسأل طفلتيه هل تعرفون ذلك الصّبيّ ؟ كانت الإجابة لا نعرف . لا يعرفون و من الذي يعرفُ إذن ؟ لقد كانت رجفات ذلك الطفل و ألمه النفسيّ ألم المتقوقع المتدثّر بدثار الحزن و الخوف و الصدمة . لكنّ ذلك الدّثار يلفّ الإعمار  و العلوّ و السّموّ  اللائح في الأفق القريب .
كل من تصدمه الصدمات الراجفة تكون حالته مُدّثّر . انكماش الرهبة  و العزلة . ردة فعل أولى , لا يجب أن تستمر لتنطلق بعدها قدرات الحياة الكامنة فيه . تلك التي كانت ساكنة مُزّملة محصورة في قاع وجدانه فتخرجها موهبة النعمة .تلك الموهبة الحافز . ذلك الحافز الذي يستفزّ قدرات الجسد و العقل و الوجد لتصنع موجات الدائرة في قلب بئر ماء الروح . فتنطبع الآثارُ على صفحة النفس .
ذهبتُ مع مُدّثّر عمرو عبد العال أبحثُ عن خلاصه و سكينته و اطمئنانه . حتى الباعة الجائلين تعاطفوا معنا و مع قضيتنا . منهم من أشار عليّ بوصفه في أحد المساجد الخربة مساجد الفتنة في عصر الفجور . فردّ آخر عليه , حتى المساجد الخربة مغلقة بين أوقات الطقوس . لم يطمئنّ قلبي لتلك الفكرة , لم تعد المساجد مضمونة و آمنة بل  هي ملئى بالأفاعي و الكيد و الفتنة و الخسران .
لم تعد المساجد مساجد المسلمين . لم تعد آمنة و لا ذات هداية . لقد كفرت بمحمد و دين محمد و اسم محمد و رب محمد . لقد عبد فيها المسلمون العجل و قدسوا الوثن و اشتمّوا آثار الهندوس فاستحالت مساجدهم معابد هندوكية تُقَدّمُ فيها القرابينُ للقرود و الفئران .
أزلتُ الفكرة من ذاكرتي القريبة , خطر في بالي أن أجعل الطفل يقف ثابتا أمام بيتي حتى تأتي أمّه . لكنّ رغبة الأمان لديّ منعتني فأكملتُ ما بدأتُ معه و جعلتُ أحد الباعة الجائلين ينادي بصوتٍ عالٍ . فقال : الأستاذ عمرو عبد العال . قالها عدة مرات . و لكن لم يكن هناك مجيب . فقلتُ له لا تقل ذلك . بل قل : ( مُدّثّر عمرو عبد العال ) بصوتٍ عالٍ .
فما كانت المرة الثانية للنداء إلا و بدأت ملامحُ خيط الإجابة بالظهور .
فتحت امرأة عجوز نافذةً , فقلتُ الآن ظهرت أمّه . فسألتها هل أنتٍ أمّه ؟ فقالت العجوز لا . نعم بالطبع لا فكيف تكون تلك العجوز أمّه . أمّ ذلك الطفل البريء .
التفتّ ُ لليمين فرأيتُ في ذلك الدور الأخير هناك من يشير إليّ أن قد وصلتَ , فأشرتُ إليه أن انزل و اقترب . فلم تمضِ دقائق حتى رأيته يقترب من بعيد فاقتربتُ من أذن الطفل و قلتُ له : ما اسم هذا الشخص بصوتٍ هاديء فقال لي : سامح . فنظرتُ لذلك الشخص بعد اقترابه و قلتُ له : ما اسمك فقال : وليد . فارتبتُ و تحرّكت داخلي غريزة الأمان فأحاطت بذلك الطفل البريء ., و نظرتُ لذلك الشخص و قلتُ : و ليد ام سامح ؟ فشعر أنني اشكّ في نواياه و قتلتهُ نظراتي و قولي و تصميمي . و لم أميّز ملامح تعابير وجه الطفل فلم يبد منها لا خوف و لا اطمئنان فازددتُ خوفاً عليه . اقتربتُ مرة اخرى من أذن الطفل و قلتُ له : ما اسم أمّك ؟ فقال لي : مروة . فقلتُ له : اصعد لامّك و لا تتلكّأ . اذهب و التحق بسفينة النجاة , تلك الصخرة البيضاء تلك النبتة الطبية الزهراء . راقبتُ صعوده خائفاً عليه حتى اكتمل صعوده و تمّ اطمئناني و انتهت مهمّتي ثم رقدت بسلام . د محمد ربيع , مصر .
من التأويل :
شارع الحيّ : الطريق إلى الله .
سامح : طبيعة البراءة و نقاء القلب .
وليد : تولّد الغرائز و الشهوات الدنيا في الدنيا الدنية .
العجوز : الدنيا .
مروة : الصخرة البيضاء تلك النبتة الطبية الزهراء .
غريب : مَنْ مملكتُهُ ليست من هذا العالم  ( كن في الدنيا كأنك غريب )
مُدّثّر : ألم نفسي و ردّة فعل ما بعد الصدمة و هو حال الأمّة في نهاية الأيام .
عمرو عبد العال : مكنون دين الفطرة .
الباعة الجائلون : الداخلون و الخارجون من باب عهد أمّة التوحيد .
القرود و الفئران : مشايخ الفتنة .
الطفلتان : الأمم الأخرى غير مكتملة العلم .
ثلاث سنوات : وتر الضّد الذي أمامه طريق الاختيار , فهو مُخيّر و باختياره يكون فيما يليه مُسيّر .
أمّه : الفرقة الناجية و الفكرة الناجية .
الزجاج : الحائل .
أذن الطفل : باب الروح و استقبال الوحي .
الباب الأيمن : الباب الأيمن .

===================

Eman Osama

ممكن تعرفنى اكتر على حاله الكشف لو تعرضت حضرتك اليها من قبل ؟
أعجبني · رد · حذف · إبلاغ · منذ ‏9‏ ساعات

د.محمدربيع طنطاوي-

أحسن الله إليكم و بارك ايامك , حالة الكشف المنامي أعتقد هي معروفة لك و لكن الكشف المقامي يعني الكشف الذي يكون اثناء اليقظة يكون بصور متعددة و منها على سبيل المثال لا الحصر انه إذا هم انسان أمامك بالعزم على عمل أمر ظاهره الصحة فأنت بدون أدنى تردد و بكل تلقائية تقولين له لا تفعل ذلك الأمر لأن العلة هي كذا و كذا و قد حدث معي ذلك الأمر مرات عديدة . مثال : قال لي زوج خالة الأولاد مرة أريد أن أبني دور فوق هذه الشقة التي يسكن فيها فبدون أدنى تردد و بشكل تلقائي كشف علي صورة للحديد المسلح لذلك البيت فقلت له إياك ان تفعل : ان الحديد لا يتحمل . مع أن ظاهر البيت أنه قوي بالخرسانة المسلحة . و بعد فترة قام أحد مهندسي الادارة الهندسية بالصدفة المحضة بالكشف عن بيت بني بنفس حديد ذلك البيت فوجده صديء و لا يتحمل فلما انتشر الخبر قام قريبي و هو والد زوجتي و هو صاحب البيت بالكشف عن البيت فوجده كما قلت
أعجبني · رد · تعديل · منذ ‏34‏ دقيقة

د.محمدربيع طنطاوي-

مثال آخر : ممكن أن يرى الشخص أثناء اليقظة صورة حقيقية عن الشخص الذي أمامه لا يراها الآخرون و تكون معبرة عن حقيقة النفس الكامنة في ذلك الشخص
أعجبني · رد · تعديل · منذ ‏28‏ دقيقة

د.محمدربيع طنطاوي-

ممكن أن أرى مشهدا لحادث يحدث بعد سويعات مثلا و يحدث كما شاهدت و حدث معي كثيرا
أعجبني · رد · تعديل · منذ ‏27‏ دقيقة

د.محمدربيع طنطاوي-

ممكن أن أشعر بباب السماء قد فتح و دخلت دعوتي اليه بالقبول و الرضا و حدث معي و تحقق
أعجبني · رد · تعديل · منذ ‏26‏ دقيقة

د.محمدربيع طنطاوي-

و أريدك أن تفرقي بين أحلام اليقظة و هي خيالات الانسان و امنياته تترائى له في خياله و بين الكشف الصريح ذا المشاهد الحقيقية الذي ينكشف على كيان الانسان بغرض الوحي الإلهي و هذا ما كان يحدث مع المسيح الموعود بشكل كامل و أخذتُ منه فضالات و بقايا لا ترقى لدرجة المسيح
تم تعديله · أعجبني · رد · تعديل · منذ ‏20‏ دقيقة

د.محمدربيع طنطاوي-

مثال آخر من باب تقريب الصورة قليلا : كان اخو زوجتي معتاد السفر بالسيارة بين المحافظات و أخيرا اشترى سيارة نيسان صني اتوماتيك اخر موديل و جربها في السفر كذلك و كانت جيدة جدا و قبل العيد الماضي اخبرني انه سوف يذهب للغردقة ثلاثة ايام هو و زوجته و ابنيه فقلت له بشكل تلقائي غريب اياك ان تفعل . اذهب بالسوبر جيت ( الباص ) فاستغرب . فقلت له أؤكد لك الا تذهب لوحدك فقال لي لا عليك : و اخبرت زوجتي ان تخبره الا يفعل و كانت زوجتي شاهدة على ذلك المشهد . و في يوم وقفة عرفة الساعة العاشرة صباحا اتصلت بي زوجتي و قالت لي انزل بسرعة على الطريق الصحراوي و جيب عبد الرحمن علشان عربيته كانت هتعمل حدثة و بعد كدة توقفت تماما عن السير لسبب مجهول و كان قد وصل الزعفرانة على بعد 200 كيلو من بني سويف فنزلت و جلبته هو وابناتءه و زوجته وكان في قمة الذهول و الهلع و الخوف و الغى سفره و لم يذهب حتى بالسوبر جيت و كانت زوجته تنظر الي باندهاش و خوف

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق