قبل الغروب ...
:
لا زلت أذكر تلك الساعة التي رأيتُ فيها
ذلك الطفل البريء يتقطّعُ فؤادُه لهفة و بكاءً و خوفاً و رُعباً . لقد هرع إليّ
لحظة خروجي بسيارتي ساعة الغروب متوجّها لأداء التمرين . كانت دموعه تغسل خدوده
غسلاً شديدا و صدره ينتفض نفضا رهيبا . كان يقرع على زجاج الباب الأيمن . فتحت
الزجاج لأفهم ما يقول . كانت كلماته متداخلة غير مفهومة من شدة الدمع و الألم .
بدأتُ أُنصتُ بقوة لأفهم كلماته , بدأتُ أستفهم
قوله , فهمتُ منه أنه تائه لا يعرف الطريق . انخلع قلبي حزناً و تحمّلاً
للمسئوليّة و الأمانة .
لقد استغاث هذا الطفل البريء بي دون من
كان حولي في شارع الحيّ .
فتحتُ باب السيارة و استفهمتُ من ذي
الثلاث سنوات . ماذا حدث ؟ و كيف تاه ؟ كان أوّل ما تبادر إلى ذهني حينها كيف
أستخرجُ منه معلومة مهمّة . ؟ كيف استخرج من فمه المتلعثم اسمه بالكامل ؟ كيف
أجعله يتعرّف على نفسه و يستكشفها ؟
سألته متلهفا راجيا جوابا صحيحا . ما اسمك
؟
نطقت تلك الشفتان الصغيرتان حروف و أصوات
كلمات متداخلة . ركّزتُ قليلاً محاولاً ترجمة الخوف و اللجلجة و البكاء و تصفية
ناتجها . كررت السؤال فكرر الإجابة و مع كل مرة افهمُ مقطعاً حتى اكتملت المقاطع
في سمعي و عيني . مُدَّثِّرْ عمرو عبد العال . لقد كان هذا الطفل ملخّصا لحال
أمّةٍ تائهة متلعثمة خائفة ضلّت السبيل و ألجأها الرعب و القلق للاستغاثة بأيّ
غريب . شعرت بثقل الأمانة , شعرت بثقل الأمانة , شعرت بثقل الأمانة , شعرت بثقل
الأمانة , شعرت بثقل الأمانة , شعرت بثقل الأمانة , شعرت بثقل الأمانة , شعرت بثقل
الأمانة , شعرت بثقل الأمانة , شعرت بثقل الأمانة , شعرت بثقل الأمانة , شعرت بثقل
الأمانة , اثنا عشر مرة عدد أسباط بني إسرائيل و رقم الاستنفاذ .
لمحتُ رجلا من بعيد أمامه طفلتان , سألته
ليسأل طفلتيه هل تعرفون ذلك الصّبيّ ؟ كانت الإجابة لا نعرف . لا يعرفون و من الذي
يعرفُ إذن ؟ لقد كانت رجفات ذلك الطفل و ألمه النفسيّ ألم المتقوقع المتدثّر بدثار
الحزن و الخوف و الصدمة . لكنّ ذلك الدّثار يلفّ الإعمار و العلوّ و السّموّ اللائح في الأفق القريب .
كل من تصدمه الصدمات الراجفة تكون حالته
مُدّثّر . انكماش الرهبة و العزلة . ردة
فعل أولى , لا يجب أن تستمر لتنطلق بعدها قدرات الحياة الكامنة فيه . تلك التي
كانت ساكنة مُزّملة محصورة في قاع وجدانه فتخرجها موهبة النعمة .تلك الموهبة
الحافز . ذلك الحافز الذي يستفزّ قدرات الجسد و العقل و الوجد لتصنع موجات الدائرة
في قلب بئر ماء الروح . فتنطبع الآثارُ على صفحة النفس .
ذهبتُ مع مُدّثّر عمرو عبد العال أبحثُ عن
خلاصه و سكينته و اطمئنانه . حتى الباعة الجائلين تعاطفوا معنا و مع قضيتنا . منهم
من أشار عليّ بوصفه في أحد المساجد الخربة مساجد الفتنة في عصر الفجور . فردّ آخر
عليه , حتى المساجد الخربة مغلقة بين أوقات الطقوس . لم يطمئنّ قلبي لتلك الفكرة ,
لم تعد المساجد مضمونة و آمنة بل هي ملئى
بالأفاعي و الكيد و الفتنة و الخسران .
لم تعد المساجد مساجد المسلمين . لم تعد
آمنة و لا ذات هداية . لقد كفرت بمحمد و دين محمد و اسم محمد و رب محمد . لقد عبد
فيها المسلمون العجل و قدسوا الوثن و اشتمّوا آثار الهندوس فاستحالت مساجدهم معابد
هندوكية تُقَدّمُ فيها القرابينُ للقرود و الفئران .
أزلتُ الفكرة من ذاكرتي القريبة , خطر في
بالي أن أجعل الطفل يقف ثابتا أمام بيتي حتى تأتي أمّه . لكنّ رغبة الأمان لديّ
منعتني فأكملتُ ما بدأتُ معه و جعلتُ أحد الباعة الجائلين ينادي بصوتٍ عالٍ . فقال
: الأستاذ عمرو عبد العال . قالها عدة مرات . و لكن لم يكن هناك مجيب . فقلتُ له
لا تقل ذلك . بل قل : ( مُدّثّر عمرو عبد العال ) بصوتٍ عالٍ .
فما كانت المرة الثانية للنداء إلا و بدأت
ملامحُ خيط الإجابة بالظهور .
فتحت امرأة عجوز نافذةً , فقلتُ الآن ظهرت
أمّه . فسألتها هل أنتٍ أمّه ؟ فقالت العجوز لا . نعم بالطبع لا فكيف تكون تلك
العجوز أمّه . أمّ ذلك الطفل البريء .
التفتّ ُ لليمين فرأيتُ في ذلك الدور
الأخير هناك من يشير إليّ أن قد وصلتَ , فأشرتُ إليه أن انزل و اقترب . فلم تمضِ
دقائق حتى رأيته يقترب من بعيد فاقتربتُ من أذن الطفل و قلتُ له : ما اسم هذا
الشخص بصوتٍ هاديء فقال لي : سامح . فنظرتُ لذلك الشخص بعد اقترابه و قلتُ له : ما
اسمك فقال : وليد . فارتبتُ و تحرّكت داخلي غريزة الأمان فأحاطت بذلك الطفل البريء
., و نظرتُ لذلك الشخص و قلتُ : و ليد ام سامح ؟ فشعر أنني اشكّ في نواياه و
قتلتهُ نظراتي و قولي و تصميمي . و لم أميّز ملامح تعابير وجه الطفل فلم يبد منها
لا خوف و لا اطمئنان فازددتُ خوفاً عليه . اقتربتُ مرة اخرى من أذن الطفل و قلتُ
له : ما اسم أمّك ؟ فقال لي : مروة . فقلتُ له : اصعد لامّك و لا تتلكّأ . اذهب و
التحق بسفينة النجاة , تلك الصخرة البيضاء تلك النبتة الطبية الزهراء . راقبتُ
صعوده خائفاً عليه حتى اكتمل صعوده و تمّ اطمئناني و انتهت مهمّتي ثم رقدت بسلام .
د محمد ربيع , مصر .
من التأويل :
شارع الحيّ : الطريق إلى الله .
سامح : طبيعة البراءة و نقاء القلب .
وليد : تولّد الغرائز و الشهوات الدنيا في
الدنيا الدنية .
العجوز : الدنيا .
مروة : الصخرة البيضاء تلك النبتة الطبية
الزهراء .
غريب : مَنْ مملكتُهُ ليست من هذا
العالم ( كن في الدنيا كأنك غريب )
مُدّثّر : ألم نفسي و ردّة فعل ما بعد
الصدمة و هو حال الأمّة في نهاية الأيام .
عمرو عبد العال : مكنون دين الفطرة .
الباعة الجائلون : الداخلون و الخارجون من
باب عهد أمّة التوحيد .
القرود و الفئران : مشايخ الفتنة .
الطفلتان : الأمم الأخرى غير مكتملة العلم
.
ثلاث سنوات : وتر الضّد الذي أمامه طريق
الاختيار , فهو مُخيّر و باختياره يكون فيما يليه مُسيّر .
أمّه : الفرقة الناجية و الفكرة الناجية .
الزجاج : الحائل .
أذن الطفل : باب الروح و استقبال الوحي .
الباب الأيمن : الباب الأيمن
.===================
Eman Osama
ممكن تعرفنى اكتر على حاله الكشف لو تعرضت حضرتك اليها من قبل ؟
د.محمدربيع طنطاوي-
أحسن
الله إليكم و بارك ايامك , حالة الكشف المنامي أعتقد هي معروفة لك و لكن
الكشف المقامي يعني الكشف الذي يكون اثناء اليقظة يكون بصور متعددة و منها
على سبيل المثال لا الحصر انه إذا هم انسان أمامك بالعزم على عمل أمر ظاهره
الصحة فأنت بدون أدنى تردد و بكل تلقائية تقولين له لا تفعل ذلك الأمر لأن
العلة هي كذا و كذا و قد حدث معي ذلك الأمر مرات عديدة . مثال : قال لي
زوج خالة الأولاد مرة أريد أن أبني دور فوق هذه الشقة التي يسكن فيها فبدون
أدنى تردد و بشكل تلقائي كشف علي صورة للحديد المسلح لذلك البيت فقلت له
إياك ان تفعل : ان الحديد لا يتحمل . مع أن ظاهر البيت أنه قوي بالخرسانة
المسلحة . و بعد فترة قام أحد مهندسي الادارة الهندسية بالصدفة المحضة
بالكشف عن بيت بني بنفس حديد ذلك البيت فوجده صديء و لا يتحمل فلما انتشر
الخبر قام قريبي و هو والد زوجتي و هو صاحب البيت بالكشف عن البيت فوجده
كما قلت
د.محمدربيع طنطاوي-
مثال
آخر : ممكن أن يرى الشخص أثناء اليقظة صورة حقيقية عن الشخص الذي أمامه لا
يراها الآخرون و تكون معبرة عن حقيقة النفس الكامنة في ذلك الشخص
د.محمدربيع طنطاوي-
ممكن أن أرى مشهدا لحادث يحدث بعد سويعات مثلا و يحدث كما شاهدت و حدث معي كثيرا
د.محمدربيع طنطاوي-
ممكن أن أشعر بباب السماء قد فتح و دخلت دعوتي اليه بالقبول و الرضا و حدث معي و تحقق
د.محمدربيع طنطاوي-
و
أريدك أن تفرقي بين أحلام اليقظة و هي خيالات الانسان و امنياته تترائى له
في خياله و بين الكشف الصريح ذا المشاهد الحقيقية الذي ينكشف على كيان
الانسان بغرض الوحي الإلهي و هذا ما كان يحدث مع المسيح الموعود بشكل كامل و
أخذتُ منه فضالات و بقايا لا ترقى لدرجة المسيح
د.محمدربيع طنطاوي-
مثال
آخر من باب تقريب الصورة قليلا : كان اخو زوجتي معتاد السفر بالسيارة بين
المحافظات و أخيرا اشترى سيارة نيسان صني اتوماتيك اخر موديل و جربها في
السفر كذلك و كانت جيدة جدا و قبل العيد الماضي اخبرني انه سوف يذهب
للغردقة ثلاثة ايام هو و زوجته و ابنيه فقلت له بشكل تلقائي غريب اياك ان
تفعل . اذهب بالسوبر جيت ( الباص ) فاستغرب . فقلت له أؤكد لك الا تذهب
لوحدك فقال لي لا عليك : و اخبرت زوجتي ان تخبره الا يفعل و كانت زوجتي
شاهدة على ذلك المشهد . و في يوم وقفة عرفة الساعة العاشرة صباحا اتصلت بي
زوجتي و قالت لي انزل بسرعة على الطريق الصحراوي و جيب عبد الرحمن علشان
عربيته كانت هتعمل حدثة و بعد كدة توقفت تماما عن السير لسبب مجهول و كان
قد وصل الزعفرانة على بعد 200 كيلو من بني سويف فنزلت و جلبته هو وابناتءه و
زوجته وكان في قمة الذهول و الهلع و الخوف و الغى سفره و لم يذهب حتى
بالسوبر جيت و كانت زوجته تنظر الي باندهاش و خوف
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق