الأربعاء، 20 أبريل 2016

بنتُ أختي ...

بنتُ أختي ...
::
  لا زلتُ أذكر تلك الأوقات العصيبة منذ اكثر من ست سنوات عندما كنتُ مع ابن اختي الذي وُلِدَ وبه عيوبٌ خِلْقِيَّة , و كيف تدخّل القدرُ و جعل تخصصي بالإضافة لصلة قرابتي مسؤولان عن رحلة علاجه ذكره ربي في الفردوس , و يعلم الله كم دعوتُ له و لامه و لأبيه كي يرحمهم من هذا البلاءِ العظيم ,
و لقد صليتُ عليه إماما صلاة الجنازة بجوار الطريق الدائري بالقاهرة و احتضنته بقوة حتى وصلنا لمكان الدفن وقت الليل , و بعد فتح القبر سلمته لينزل في رحلة الخلود   , لكنّ الذي شدّني بقوة و لفت نظري وقتها هو شفافية أخته التي تكبره و كانت وقتها ذات الأربع سنوات إذ قالت لوالدتها وقتها أنّ خالي محمد ربيع عنده أكل كثير جداً و ربنا أعطى له طعام جديد و كثير و جميل , حدّثتْ أمها بذلك و أنا في مستشفى أبو الريش أتابع حالة أخيها, حدّثتني أختي بتلك القصة منذ ست سنوات و لا زلت أذكرها , أذكرها لأنني أعيشُ بين هذا الطعام و آكل منه كل ساعة و كل برهة , لقد صدقت شفافية الطفلة ذات الأربع سنوات و لم تعد تخاف مني منذ وقتها بل بدأت تحبني و تسلم عليّ , و يعلمُ ربي أنه وقت مقولتها تلك كنتُ أعرف سرّ مقالها عن ذلك الطعام و أفهمه جيدا و اعتبرت كلامها من ضمن الإشارات الإلهية الرحيمة و المتجددة . د محمد ربيع , مصر .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق