الأربعاء، 27 أبريل 2016

الموجُ الفيضيّْ .

الموجُ الفيضيّْ .
:::::::

سألني سائل : لماذا تتعامل معي بأسلوب المعلّم و المربي ؟
فأجبته قائلاً , لأنه هو ذا الموج الفيضي الذي خلقني ربي لأجله . الله ربي و رب آبائي من قبل إبراهيم و إسحق و يعقوب , و تتتالى الموجات الفيضية متحركةً تحت اثر نبضات الروح القدس من الضحى و حتى الظهر , و الضحى هو التضحية و الظهر هو الانتشار و الغلبة , ثم بعد ذلك تبادر إلى ذهني سؤال معاكس فقلتُ له في عالم الافتراض : هل أحسست قط بذلك الحزن العميق الذي يسميه الأطباء بالجريف The Grief
الذي يحفّز العصب الحائر The Vagus nerve
مما يجعل القلب في خطر داهم , بل إن القلب قد يشارف على السكوت و الصمت ؟ في سكتةٍ قلبية ؟
إنّ هذا الحزن العميق هو الذي يحفّز بئر العقل إلى آمادٍ و أعماقٍ لا نهائية , على أثر ذلك تتّسع دائرة استقبال القوى القدسية لفيض أصل الوجود , فيتجدد ذلك الموج الفيضي المقدّس الذي يحتضن المتألمين , و لمّا أن ذكرتُ لكم مبدأ ( ألقى في أمنيته ) أخبرتكم أنه من أسرار الوجود و كيف أنّ الله يجعله في البشر سالكي طريق الولاية لِيَخْلُصُوا و يُخَلِّصوا , فإذا فعلوا , ترددت أصداء الأمواج الفيضية في الكون في متتالية متعاقبة تزداد كل وقتٍ بل تصيرُ تاج العقول و سلوة الأفئدة و حديث المحبين و العارفين .
إنّ بلاء و بِلى السرائر لهو من أسرار الخلق و الخِلقة و هو كأسٌ دائر . إنه مفردة الثبات و مُعْطى الالتجاء لأصل الوجود .
يقول المحيط في بحر وحيه { و السماء ذات الرجع و الأرض ذات الصدع }
أي أنّ تجدد الإيمان لابد له من صدع تربة النفوس , و هذا الصدع و الألم العميق هو مكان غرسات مناسبة للروح القدس الذي يرجع و يعاود الكرة باستمرار أزلي أبدي و لكن بشرط .
الشرط هو زمن و مكان و روح .
الزمن هو الثلث الاخير أي العمق الاخير الذي وصلته نفسك بالألم العميق صاحب الصدع .
و المكان هو القبلة . قبلة نبضات الروح القدس في الضحى و حتى الظهر .
و الروح مطلقة فلنحسن تفاعل الجسد و العقل و الوجدان معها .
الحزن العميق يخلق إنسانا عظيما و لكن بشرط أن يكون ذلك الحزن العميق مصحوبا بالعفو و الصفاء .
و لكي نصل لفهم دقيق لمسيرة الكون لابد لنا من فهم صفات المحيط . الرب الرحمن الرحيم الملك , الصفات الأربع تلك هي مبتدأ الكتاب الفرقان و هي أصل فيض باقي صفات المحيط و فيضانها يكون في عالم الروح و عالم المادة , أربعة و أربعة فهي قوائم العرش الثمانية و لها فيضان دنيوي و فيضان أخروي , أربعة و أربعة أيضاً تلك هي قوائم العرش .
ذلك أنّ العرش هو صفات الرب , و كرسيه هو العلم , و يده هي القدرة , و عينه هي الرعاية , و تأويل الصفات ضرورة لانسجام النفس مع ناموس الكون و الفطرة .
إذا فهمت كلماتي أيها القاريء , فَهِمَتْكَ حروفُ الفطرة و نسمات الناموس و اتصلت نفسك بخالقها .

إنّ السر هو في الرغبة القلبية الساخنة , لماذا الأم دعائها لولدها يتحقق ؟ لأنّ رغبتها و توجهها القلبي يكون ساخنا سخونة دعاء الأنبياء , و أنت ببكائك اليوم و كل يوم و المك العميق بذلك تحققت فيك موهبة سخونة القلب المتوجه, أكيد , الله يخرج الأمور من أضدادها و هو من مظاهر مجده ,
المحبة و الحب من الأرض للسماء و من السماء للأرض لا تكون إلا بالوصال بين الرجع و الصدع , كذلك يكون بين الزوجين , قطع و وصل , و صل و قطع , على هذا المبدأ قامت الدنيا و نشأ كوننا الآني , و مبدأ القطع و الوصل هو ضرورة و اساس و ركن من أركان قانون التدافع صاحب موهبة التعمير و إخراج الزرعة .و لا يكون قطع بعد وصل إلا كان بعده وصل اعظم من سابقه . فهكذا لما أن فتر الوحي عن الرسول جائه الوصل التالي بعد القطع اقوى و اعظم . و هو مبدأ مستمر يموج في الكون .
فالزوج هو الرجع و الزوجة هي الصدع . وكل منهما هو نفس الآخر في الرؤيا . أي أنّ الشخص يرى حال نفسه في الرؤيا على صورة زوجه .
و هناك أسرار غيبية اخرى كثيرة أحدثكم بها في الوقت المناسب بحول الله و قوته .

إنّ الله يتجدد للمتجددين . و يخرق عادته لمن خرق له عادته . إنّ الله يظهر في حُلَلٍ جديدة لا تخطر على بال أحد . فطوبى للناظرين . يا نفس جففي دموعك و اجمعيها في قارورة الزمن لتسقين بها أرض المستقبل . د محمد ربيع , مصر .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق