إنّا رسولُ رب العالمين .
:::::::
إنّا رسولُ رب العالمين , هذه
الجملة المقدسة التي حكاها القرآن لهي من أعظم الشواهد على أنّ رسل الله جميعهم يتلقون من مشكاة واحدة , و لا
يضع الله في طريق النبي , أيُّ نبيٍّ , من شخصٍ إلا كان ذلك الشخص إمّا أشقى الناس
و إما أسعد الناس ,
فلا حيد و لا حياد مع رب
العالمين , فالله ليس محايداً , إنّا رسول رب العالمين , صيغة الجمع في المبتدأ لم
تشفع لجمع الخبر بل أبقته كلمات القرآن المقدسة في طور المفرد , ذلك أنهم جميعهم
رسل الله كأنهم رسول واحد من زيت مشكاةٍ واحدة , زيت الزيتون الإلهي , إنا رسول رب
العالمين , و كافة رسل الله و أنبياءه و اصفياءه و أولياءه , جعل الله لهم قاعدة
مفردة كتلك في الجملة المقدسة حديث المقال , كل من خبث يبتعد عنهم فإذا تطيب رجع ,
الله ربي و رب آبائي من قبل إبراهيم و إسحق و يعقوب , إنا رسول رب العالمين , هكذا
سطرتها أصابع الروح القدس في الشعراء 17 و ذلك لما أن خاطب الرب جل و على و ذكر
نفسه ( برب العالمين ) لكنّ أصابع الروح القدس سطرت وكتبت , إنّا رسولا ربك , في
طه 48 لما أن وصف الرب جل و على نفسه و ذكر نفسه بصيغة ( ربك ) المخصص للتخصيص .
الحق و الحق أقول :
لقد ذكر ربي مجموع أنبياءه
بصيغة رسول رب العالمين تلك الصيغة المفردة ذلك ليضم صفاته و فيوضه و اخلاقه في
قلب النبي مهما كان اسمه و زمنه و صفاته و قدمه و قدومه و حاجة العصر له , و فعل
ذلك لانهم اقاربه و هم كشخصٍ واحدْ . د محمد ربيع , مصر .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق