الأحد، 18 فبراير 2018

إجتهاد الحبيب في براءة الأمير الأديب .

إجتهاد الحبيب في براءة الأمير الأديب .

:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::


[٧:١٢ م، ٢٠١٨/٢/١٤] ‪‪‎د محمد ربيع , مصر‬‬: ميلاد مجيد آمين
[٧:٢٧ م، ٢٠١٨/٢/١٤] محمد الحاج أحمد: ❤
[٨:٠٥ م، ٢٠١٨/٢/١٧] ‪‪‎د محمد ربيع , مصر‬‬: ويصل للنقطة العميقة ، ويفهم سر الطريقة
[٨:٤٣ م، ٢٠١٨/٢/١٧] محمد الحاج أحمد: أبشروا أهل مصر بسيادة ذاك العصر ، وحكم صاحب القصر ، ربيع المناخ ، وساحق الأوساخ ، محقق اللحظات ، وقائد الكرات ، والعابر إلى الفرات
[١٠:٤٨ م، ٢٠١٨/٢/١٧] محمد الحاج أحمد: 💙💙💙💙💙💙
[٦:٤٢ م، ٢٠١٨/٢/١٨] محمد الحاج أحمد: السلام عليكم و رحمة الله و بركاته , سيدي الحبيب لقد أهم قلبي أمر الولي ابن عربي مما اتهموه بالكفر و السحر و البهتان و كذلك أولياء الله الرحمن . فالتجأت إلى الله فكلّم و ألهم . و هذا ما كتبت إذ ذاك , بفضل مبتغاي و مبتغاك . و ما أخطأت فيه فمن نفسي و ما أصبت فمن الله و مما تعلمته منكم . و إني راجٍ من كرم حضرتكم الاطلاع على هذا الكتاب , و توجيهي إلى الصواب , فأنتم سيدي و مرشدي و خيرة الأحباب , و نعمة الوهاب . و إني لأمركم من المنتظرين الخاضعين و إني من المريدين الخادمين . و الحمد لله رب العالمين .
[٦:٥٢ م، ٢٠١٨/٢/١٨] محمد الحاج أحمد: الحمد لله الذي علّم بالقلم , علّم الإنسان ما لم يعلم و بلّغه إلى مراتب العرفان و اليقين . الحمد لله المتفضّل بالعطاء و الجود , و بسم الله الواحد المعبود ، و الصلاة و السلام على المحمّد و الأحمد و المحمود . أما بعد , هذا كتاب يبدّدُ نورُه ظلامَ الظلم و البهتان عن الأمير الأكبر ابن عربيّ الحاتميّ الطائيّ الأندلسيّ وليّ الرحمن , و عن أهل الصفا و الوفا و العرفان . و نورُه من كشوف السلام و إلهام الإله العلّام لهذا العبد ابن الغلام , فالحمد لله العظيم , الهادي الرحيم . و قد أسميت الكتاب :
      
             ( تحفة الطلاب في براءة
         الشيخ الأكبر و نخبة الأحباب ) .


الحمد لله الذي بمحض فضله أنار بصائر العارفين , و جلّى لهم أسرارا و شق لهم أنهارا من علوم اليقين , و أسدل عليهم سدول الخفاء , غيرة عليهم بما نالوا بالفناء الاصطفاء , و بالاصطفاء اللقاء , و باللقاء البقاء , فجاوَزوا إدراك السوى و الأعداء . أحباب حضرة الكمال في جنة الوصال , منعمين بالقرب و الدلال . فالحمد للرب الأوحد المعبود , ذي العطاء و الجود , ذي المجد و العلاء , له الشكر و الثناء , و إليه التوجّه كلّه و الرجاء , و هو المبتغى و المنى و الهناء .

و بعد , لمّا أن تطاولت السنون بين زماننا و زمان أهل التصوّف الروحانيين الأكابر , سهل على شياطين الإنس من أعداء الإسلام و أعداء الروح و الروحانيين , سهل عليهم التحريف فيما ألّفه أولئك الأتقياء و الدسّ في كتبهم ظلما و بهتانا أيّما دسّ , حتى أنهم بعدوانهم تسفّلوا فكتبوا كتبا شيطانية ثم عزوها إليهم . و إن حق الإنصاف و العدل في هذا المقام , هو النظر في مجمل ما ورد عنهم من صحيح موثوق منه , و قبيح مشكوك فيه , و أأكد لك أن الذي سوف تجده مما يخالف عقيدة الإسلام و تعاليم العلّام , ستجده نادرا جدا . قد يكون ورد عن أحد العلماء الصلحاء عشرات الكتب الموثوقة الطاهرة من زيغ و ضلال , ثم تجد عددا ضئيلا من كتب نسبت إليه أو روايات و مقالات نُحلت عليه , فيها ما يناقض كتبه المشهورة المعروفة التي تدحض المنحولة عليه و تنبذها مذمومة مدحورة . ثم يجب استقصاء أحوالهم من أقوال معاصريهم و لن تجد فيهم إلا حسن الخلق و الالتزام بكتاب الله و سنة نبيّه ﷺ . و لكن أهل الجفاء من وهابيين تعساء , و ممن هم للإسلام أعداء , أنفت نفوسهم المريضة الحق و كرهوا النصفة فصالوا على أهل وصال الله بغير تحقق و تبيان و تشبّثوا بروايات غير موثوقة تناقض تعاليم أهل الله و طهارة أحوالهم , فما ذبّوا عن نفوسهم صولة الشيطان , فأحرقوا بسوء الظن دوحة الجَنان , فباؤوا بالغزي و الخذلان , لأن الله قال من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب , فانظروا إلى أنفسكم في المرايا يا وهابيين , ألا تشمئزّ نفوسكم و يعتريها الغثيان ؟! أم ليس لكم عينان !!! و نفوسكم هي الغثيان . تحاربون أحباب الله الطاهرين الذين زهدوا فيما سواه من دنيا و جنات النعيم , الذين عرفوه فعبدوه و أحبهم و أحبوه . يا لغبائكم و دنوّ شأنكم يا جفاة من الروح و النور , تبِيتون تفكّرون بأثداء الحور , و نخلة و خرقة و قصور , و لا تنطقون إلا بالظلم و الجور . ألا إن الله و أهله من أقوالكم و أفعالكم برآء , فارجعوا إلى الحق المبين و انهلوا من عين الصدق و اليقين , و كونوا صلحاء . و ادعوا الله سجّدا باكين لفهم كلمات العارفين , و لدرك نكات الموصولين بالله البرّ الأمين , فكونوا أتقياء . و اعلموا أن القلب السليم ليرتعد رعدة الرعد من وصم أحد بكلمة الكفر و اللحد بالدين . و اعلموا أني من أبناء مسيح الزمان و مهديّ الرحمن مرزا غلام أحمد أمير قاديان . و إني التجأت إلى حضرة الدّيان فيما اتخذتموه و أمثالكم سيفا على أهل الصدق و العرفان , فأسبغ عليّ فضلا و رُحما , و أظهر لي من غيبه علما , و أعطاني من فيضه قسما , فأوّلته بما أفيض على الجَنان . و هذا جواب الربّ العظيم , فاقرأوا , بسم الله الرحمن الرحمين :

في ضحى الخميس الموافق 15/2/2018 , التجأت إلى الإله العظيم و طلبت منه المدد للذود عن ابن عربي , و استخرته و قلت مرني يا ربي و أنر لي دربي , فأتى الفضل بالرد المبين , و في حال من كشف الصحو رأيت ابن عربي بهيئة صقر عظيم يمسك بثمرة جوز الهند و قال هذه مثال النبوة و ما يتبعها من علم , قلت و هل تكبر ؟ قال لكل زمان تجل أعظم من سابقه و أمسك بثمرة أخرى كبيرة و ضربها بأحجار مصفوفة عاموديا فأوقعتها فتفككت , و كانت الأحجار الأسرار , ثم أمسك بثمرة أكبر و دحرجها نحوي و قال إن النبوة بلاء الأزمان تعظم بتقدّمها . ثم رفّ نور في عينيّ أدخلني في حال الكشف المناميّ و تلقيت تجلّ عظيما ملأ كياني ثم جُذبت إلى السماء و عُرج بي فيها حتى أحسست أني قد اجتزت السماء الأولى ثم علوت أكثر و كنت أناجي الله في عروجي حتى رأيت تحتي بيتا أزرق كأجمل ما رأيت من اللون الفيروزيّ الأزرق المائيّ . ثم جُذبت إلى حال الإلهام و تلقيت ( طريق المجد واحد ) .
فانتبهت و الفيض راوٍ قلبي كشلال من لدن ربي , و بحول الله أقول :

بداية , يجب العلم أن للكشف معنيان ظاهر و باطن . الظاهر ( القوليّ ) و هو إطلاق صفة النبوة على جوز الهند . الباطن ( التأويليّ ) و هو صفة جوز الهند ذاتها و ما تأوّل في الرؤى .

تحليل أصوات الكلمات :
• الصقر العظيم = ص : وصال + قر : قرّ من الاستقرار و الاطمئنان , فيصير المعنى الاستقرار و الاطمئنان في الوصال العظيم , و هي حال ابن عربي في الملكوت . و إذا فصّلنا فيها تصبح : ص : وصال + ق : قوة و فخامة + ر : رؤيا = رؤيا قوة و فخامة الوصال العظيم , و ينطبع هذا الحال على ابن عربي حيث هو الصقر العظيم .
• النبوة = النبوة
• جوز الهند = له معنى كامن سنفصله في موقعه . و سنعلم أن معنى النبوة مناقض لتأويل جوز الهند .
• الأسرار = أسرار = أ : أعماق + س : تسرب خفي + رااااار : رؤية واسعة في رؤية لأن الراء : رؤية , فيصير المعنى تسرب رؤية مضاعفة في الأعماق , و هو معنى السر .
س : تسرب خفي + ر : رؤية = تسرب الرؤية الخفي و هو السر .
» الأسرار هي العلوم العرفانية و المراتب الإيمانية و اليقينية التي تُسبَر بالجانب الروحاني الباطني للإنسان .
• الأحجار فيها صفات من صفات الأسرار و سنفصّله في مقامه .
• البيت الأزرق المائي = هو منزل الوحي السماوي . و هو سر من أسرار صاحب الختم في أواننا , نبع العلم و العرفان .
• الإلهام : ( طريق المجد واحد ) : أي طريق الوصال واحد , و فيه إشارة إلى أن طريقي و ابن عربي واحد و هو الطريق المؤدي إلى الوحي السماوي و العلم اللدني , و هو طريق الروحانيين .

و وقر في قلبي من هذا الكشف بشكل عام أن الأسرار ( الأحجار ) التي وصل إليها الأقادم من الروحانيبن و صنّفوها و دوّنوها , لا تباد و لا تجاح بمرور الوقت بل يأتي روحانيّون من بعدهم يفككّونها ( عملية تبسيط ) ثم تُظهَر ( تصفّف ) بمقتضى رقيّ زمانهم , بل يضاف إليها لتبدو بالشكل الأبسط و المعنى الأعمق حتى الاكتمال . و التعقيد ليس بالأسمى بل البساطة هي المرمى . و كل نبوة تأتي لتفكك بناء ما قبلها و تزيد في لبناته لتنشأ به بناء أبسط و أوسع و أعمق و أجمل و ذلك بمقتضى تبيين الأسرار و الغيبيات و زيادة فهمنا لله . و بتجربتي الشخصية وجدت اطرادا في ازدياد البساطة كلما اقتربت من الله , و علمت أن الحب هو أسمى المعارف و العلوم و أبسطها , أتدرون لماذا ؟!! لإن الحب مشاعر و أحاسيس . الإيمان القلبي هو المغزى من خلقنا , فمشاعرنا الوجدانية فالروحية هي التي نلمس بها اليقين بالله و نحقق و نتحقق بها وصال ربنا بحق الحقيقة . و كلما نظرت في كلمات عشاق الإله و جدت البساطة تعلو علومهم , و كلما ازدادت بساطة الكلمات في التعبير عن أمر غيبيّ أو روحيّ ازداد العمق حيث إن ازدياد العمق يُفسَّر بازدياد عمق الشعور بالكلمات و إعمال الروح في فهم الإيمان إلى الوحي حتى اليقين و الولوج في سماواته بالتجربة الروحية و بالتالي يتعاظم فهمنا لله و عن الله بالنهال من الوصال . و تجد أن أبسط كلمات وأعمقها على الإطلاق لهي كلمات النبي العظيم سيدنا محمد ﷺ و هو القائل " أعطيت جوامع الكلم ". و كمثال على تلك البساطة الفريدة في هذا الزمان , كلام سيدنا المهدي مرزا غلام أحمد ﷺ و هو خادم المصطفى , فإنك لتجد فيه أرقى المعاني و أعظم العلوم بأبسط و أزكى عبارات بل و مجبولة بالنور الإلهي الذي يبث في قلبك اليقين و الخشوع و يزج بك في سماوات الروح , و البلاغة تزيد الجمال حسنا و المعنى رقة . و ما هو معاكس لذلك من تعقيد و فلسفات و ترميز لهو من الطرق الضيقة التي لا تسمح للكل بولوجها كما تفعل الكلمات الشاعرية الوجدانية المنبسطة الخارجة من بحار القلب بالدرر و اليواقيت و اللآلي إلى شاطئ الكلمات و العبارات , ليتنعّم بها المشتاقون للإله . و كذلك وجدت في وقتنا هذا من هو غاية في البساطة و لذة العبارة و عمق مرماها و حسن بيانها , و هو سيدي و مرشدي الدكتور محمد ربيع طنطاوي , فاقرأوا كلامته القدسية , اقرأوا له مقال ( من ألهم الإله ) و عظّموا الإله , و مقال ( طفل سرمدي ) و اقتربوا من ربكم , و مقال ( كشف السر ) و ( اللحظة الكونية الدقيقة ) و اعرفوا مبدأكم و منتهاكم , و غيرها الكثير , و إن أردتم غاية روعة البساطة في فهم كلمات الله الموحاة باللغة العربية الإلهية الإلهامية فاسبحوا في بحار ( أصوات الكلمات ) و ( دلالات الأرقام ) و افهموا كلمات ربّكم في عالم الشهود و عالم الخلود و ابلغوا اسمى درجات فهم الإلهام و الوحي و الكشوف و الرسائل الرؤاتية في زمننا هذا . و إن الشيخ محيي الدين قد قال فيه "  كلامه بيان اللين " و قال " و بديع اللسان , و واضح البيان " و قال " ويصل للنقطة العميقة ، ويفهم سر الطريقة ", فسبحان الله ربّ الروح و الروحانيين .

فكأن الأمير ابن عربي يقول لي : إن كثيرا من أفكاري صببتها في قالب الفلسفة لتحاكي فهم و إيمان عموم زماني . فطويت بذلك العبارة في الإشارة , ليعرفها أصحاب المهارة ,  فازداد التركيب و التعقيد , و قد ورد عنه قوله " حرام على غيرنا مطالعة كتبنا " . فلكل علم مصطلحاته الخاصة به فهمَه مَن علِمها و جهلَه من جهِلها . فوجب التأويل من قبل أهل الاختصاص لا أهل الاقتصاص الذين يرمون المؤمنين بتهمة الكفر شذر مذر , عداك عن دسّ السموم في كتبه من قبل الشياطين , و هذا ما اضطر البعض إلى تكفيره و اتهامه بالوجودية و الحلول و الاتحاد و هو بريء مما يقولون و هو القائل :
" من قال بالحلول فدينه معلول و ما قال بالاتحاد إلا أهل الإلحاد " .
" الله تعالى واحد بالإجماع، ومقام الواحد يتعالى أن يحل فيه شيء أو يحل هو في شيء أو يتحد في شيء " .
" لو صح أن يرقى الإنسان عن انسانيته والملك عن ملكيته ويتحد بخالقه تعالى، لصح انقلاب الحقائق وخرج الإله عن كونه إلها، وصار الحق خالقا، والخلق حقا " .

فكيف يُعتدّ بعدّة مواضع في كتبه تخالف صريح اعتقاده و يحكم عليه بها و لا يُقال بدسها ؟! , اتقوا الله أولي الألباب ! . و لقد ذكر كثير من العلماء الكبار بأن ورود ما يخالف العقيدة الإسلامية في كلام الشيخ ابن عربي فهو مدسوس عليه لا محالة لما يخالف حاله و وضوحه في ذكر عقيدته . و قد ذكر ابن عربي مجمل عقيدته في بداية كتابه ( الفتوحات المكية ) و كتابه ( عقيدة أهل الإسلام ) بما لا يدع مجالا للشك أن ما خالف ذلك فهو من المدسوس . و قيل إن للشيخ الأكبر ما يقارب أربعمائة كتاب يعلم منها الآن مائتي كتاب , و الباقي لم يعثر عليه بعد فيما نعلم , فكثرة مصنفاته ثغرة كبيرة لصالح الداسّين الدجّالين . و من أشهر كتبه ( فصوص الحكم ) و ( الفتوحات المكية ) و هما من أعظم كتب المكتبة الإسلامية على الإطلاق , و إن كانا لا يخلوان من الدسّ بشهادة المحققين . و هذه بعض أقوال و أعمال لعلماء و محققين أنصفوا بها الشيخ ابن عربي , أجمعها و أنقلها لكم :
يقول الأخ خالد عبد الخالق جزاه الله خيرا , و قد اقتبست كلامه من منتديات الصوفية , يقول : 
" - وقال الشيخ البلقيني : ( كذب والله وافترى من نسبه - يقصد الشيخ الأكبر - إلى القول بالحلول والاتحاد ) ، ولدينا عدة وثائق تثبت أن كتاب الفتوحات تعرض للدس والتزوير ، فيقول الشعراني في اختصاره للفتوحات :
( وقد توقفت حال الاختصار في مواضع كثيرة منه لم يظهر لي موافقتها لما عليه أهل السنة والجماعة فحذفتها من هذا المختصر ، وربما سهوت فتتبعت ما في الكتاب كما وقع للبيضاوي مع الزمخشري ، ثم لم أزل كذلك أظن المواضع التي حذفت ثابتة عن الشيخ محي الدين حتى قدم علينا الأخ العالم الشريف شمس الدين أبو الطيب المدني المتوفى سنة 955 هـ فذاكرته في ذلك فأخرج إليّ نسخة من الفتوحات التي قابلها على النسخة التي عليها خط الشيخ محيي الدين نفسه بقونية ، فلم أر فيها شيئا مما توقفت فيه وحذفته ، فعلمت أن النسخ التي في مصر الآن كلها كتبت من النسخة التي دسوا فيها على الشيخ ) . اليواقيت والجواهر للشعراني 1/9 .
ولدينا وثيقة أخرى تثبت أن الشيخ الأكبر لاحظ أن كتابَه داخَله التحريف والتغيير ، فأعاد كتابته وترك نسخة أصلية عليها خط يده كمرجع ، فقد ذكر المقري وهو المعروف بدقته وتثبته ( أن الشيخ الأكبر أرسل يستأذن الشيخ ابن الفارض في شرح تائيته . فقال ابن الفارض رحمه الله : كتابتك المسمى بالفتوحات المكية شرح لها ) . نفح الطيب للمقري 1/570 .
وإذا علمت أن ابن الفارض توفي سنة 632 هـ والنسخة التي بخط الشيخ الأكبر كانت في أواخر حياته إذ فرغ منها في 635 هـ دلك هذا على أن الشيخ لاحظ التحريف الذي طرأ على كتابه ، فأراد أن يجعل له حدا بأن يجعل من نسخته مرجعا ، ولا يبعد أن تكون النسخ الموجودة فيما بعد ذلك التاريخ خليط مما كتب الشيخ وغيره ، وقد ذكرنا ذلك ليكون قارئ كتب الشيخ الأكبر على حذر .
والراجح عندي أن هذه الإضافات هي محاولات من البعض لشرح مغاليق كتب الشيخ وإشكالاتها ، فأضاعوا المعنى من حيث لا يشعرون ، ويظهر هذا واضحا في تغيير الأسلوب فجأة من أسلوب الشيخ المشهود له بالتقدم والروعة ، إذ هو أحد خمسة كتّاب شهد لهم علماء الإسلام بالتقدم على سواهم من سابقين ولاحقين ..إلى أسلوب تقريري عادي خصوصا في الفتوحات . ( جاء هذا في إذاعة المملكة العربية السعودية في برنامج مسائل ومشكلات بتاريخ 20/2/1985 في حديث لفضيلة الشيخ علي الطنطاوي والخمسة هم : محيي الدين بن عربي وأبوحيان التوحيدي وابن خلدون وحجة الإسلام الغزالي والجاحظ ) .

ولنرجع إلى العبارة التي ذكرها المنكر وهي ( إن العارف من يرى الحق في كل شيء بل يراه عين كل شيء ) وخوفا من أن يتبادر إلى ذهن سامعها ما تبادر إلى ذهن المنكر ، نجد أن الشيخ كرر في كتبه قوله : ( إن العالم ما هو عين الحق ، ولا حل في الحق ، إذ لو كان عين الحق او حل فيه لما كان تعالى قديما ولا بديعا ) الفتوحات المكية لابن عربي باب 559 . أو قوله : ( أعظم دليل على نفي الحلول والاتحاد الذي يتوهمه البعض أن تعلم عقلا أن القمر ليس فيه من نور الشمس ، وأن الشمس ما انتقلت إليه بذاتها وإنما كان القمر محلا لها ، فكذلك العبد ليس فيه من خالقه شيء ولا حل فيه ) الحاوي للفتاوى للسيوطي 2/134 .
فالشيخ رحمه الله يبين بوضوح وصراحة أن الحلول والاتحاد لا يصح اعتقادها ، إذ أن ذلك سيؤدي بداهة إلى سلب الصفات الواجبة لله وحده ، مما يؤدي بدوره إلى لزوم فسادها .
فالعارف من أسقط السوى بالكلية ، فلا يرى في المخلوق إلا قدرة وإرادة الله تعالى ، إذ ذهب المجاز وبقيت الحقيقة ، حقيقة ما ثم إلا الله ظاهرا وباطنا أولا وآخرا .
و قد قلنا سابقا : إن لكل طائفة اصطلاحات و ألفاظا تعارفت عليها لا يقف على مضمونها إلا هم ، و إلى هذا أشار الجلال السيوطي رضي الله عنه بقوله : ( واعلم أنه وقع في عبارة بعض المحققين لفظ الاتحاد إشارة منهم إلى حقيقة التوحيد ، والتوحيد معرفة الواحد الأحد ، فاشتبه ذلك على من لا يفهم إشاراتهم ، فحملوه على غير محله ) الحاوي للفتاوى للسيوطي 2/134 .
وأيضا فإن الاصطلاحات والألفاظ لا تشرح ، بل تفهم ، ومن أراد فهمها وإدراكها فليكن في مستوى قائليها ، قال شيخ الأزهر عبد الحليم محمود : ( فلا بد أن يبلغ الإنسان المستوى أو يقارب المستوى ، وحينئذ سيقول كما قال أسلافنا الذين بلغوا المستوى أو قاربوه : رضي الله عن سيدنا محيي الدين بن عربي ) قضية التصوف المنقذ من الضلال لعبد الحليم محمود 163 .
والخلاصة : أن الذي يجب علمه يقينا أن الشيخ الأكبر كان إمام التحقيق حالا ومقالا ، والشارح لعلوم العارفين فعلا واسما ، لا ينطق بغير الله ، ولا يسير على غير كتابه تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم ، وكان شعاره دائما ( كل من رمى ميزان الشريعة من يده لحظة هلك ) اليواقيت والجواهر للشعراني 1/7 . 
                                                        "

فعبد الوهّاب الشعراني هو أشدّ المنتصرين له وأكثر المنصفين , إذ ألّف كتابا عنوانه : ( اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر ) كما ألّف كتابا آخر دعاه : ( تنبيه الأغبياء على قطرة من بحر علوم الأولياء ) , وفيهما دفاع شديد عن ابن عربي وغيره من المتصوّفة وبلغ به الأمر أن لخّص كتاب الغزوات المكّية في كتابه الموسوم بـ ( الكبريت الأحمر في بيان علوم الشيخ الأكبر ) .

- وقال شيخ الإسلام السيد أبو الهدى الصيادي في كتاب مراحل السالكين : ( فكتب الشيخ كثُرت فيها الدسائس من قبل ذوي الزيغ والبهتان وعصائب الشيطان ، وقد نسبوا للشيخ ما لا يصح عقلا ولا شرعا ولا ينطبق على حكمة نظرية ولا يوافق صحاح القواعد العرفانية . والحق يقال : الذي عليه أهل الورع من علماء الدين أنه لا يحكم على ابن عربي بشيء من هذا الإفتراء ، ولكنا نحكم على مثل هذا الكلام ( أي القول بالوحدة والحلول ) بأنه كفر . انتهى كلام الصيادي .

- و كان جلال الدين السيوطي يُجلّه ويوقّره حتى إنه صنّف في الدفاع عنه كتابا، سمّاه: تنبيه الغبيّ في تبرئة ابن عربيّ ، و قال فيه : "والقول الفصل في ابن العربي إعتقاد ولايته ، وترك النظر في كتبه ، فقد نقل عنه هو أنه قال : نحن قوم لا يجوز النظر في كتبنا ) ويقصد من هم على غير علمٍ كاف" . "
                                                
و يقول الإمام الأزدي رحمه الله في رسالته ( و رأيت بدمشق الشيخ العارف محي الدين بن عربي و كان من أكبر علماء الطريق ) .
و سأتابع ما قاله الأئمة بمدحه و لكن باختصار حتى لا يطول الموضوع كثيرًا :
و يقول الإمام العلامة الشيرازي رضي الله عنه في كتابه ( الإغتباط بمعالجة ابن الخياط ) الذي ألفه بسبب سؤال سئل فيه عن الإمام ابن عربي ( هو عباب لا تكدره الدلاء و سحاب تتقاصر عنه الأنواء كانت دعواته تخترق السبع الطباق و تفترق بركاته فتملأ الآفاق و إني أصفه و هو يقيناً فوق ما وصفته و ناطق بما كتبته و غالب ظني أني ما أنصفته .... حتى قال : و أما كتبه و مصنفاته رضي الله عنه فالبحار الزواخر التي جواهرها و كثرتها لا يعرف لها أول و لا آخر ما وضع الواضعون مثلها و إنما خص الله سبحانه بمعرفة قدرها اهلها و من خواص كتبه رضي الله عنه : أن من واظب على مطالعتها و النظر فيها و تأمل بما في مبانيها انشرح صدره لحل المشكلات ... ) إلى آخر هذا الكلام المبارك .
ثم يقول الإمام الشيرازي رضي الله عنه : ( و ثمَّ طائفة في الغي حائفة يعظمون عليه النكير , و ربما بلغ بهم الجهل إلى حد التكفير و ما ذاك إلا لقصور أفهامهم عن إدراك مقاصد أقواله و أفعاله و معانيها و لم تصل أيديهم إلى اقتطاف مجانيها ) انتهى .
و غير ذلك كثير في شهادات العلماء للشيخ
و يقول العلامة الشيخ الذهبي حافظ الشام - و هو من أشد المنكرين على الصوفية - ما أظن المحيي يتعمد الكذب أصلاً و هذه الكلمة من الذهبي رحمه الله تلجم كل سلفي يتكلم عن الإمام رحمه الله .
و ممن ذب عنه الإمام السيوطي حيث قال في النظر في كتبه : و القول الفصل اعتقاد ولايته و ترك النظر في كتبه ...... حتى قال : و ذلك لأن الصوفية تواطؤوا على ألفاظ اصطلحوا عليها و أرادوا معاني غير المعاني المتعارف منها فمن حمل ألفاظهم على معانيها المتعارفة بين أهل العلم الظاهر أنكر عليهم
يقول محقق هذا الكتاب : و أما ما ورد من طعن سلطان العلماء العز بن عبد السلام فيه فهو خبر لا صحة له افتراه المنكرون على ابن عبد السلام و أما تعرض ابن تيمية له و إنكاره عليه فهو مشرب كدر رد عليه فيه جماعة من جهابذة الإسلام منهم تقي الدين السبكي و العلامة ابن حجر و الإمام الشعراني و غيرهم
هذا و هناك الكثير الكثير من أقوال العلماء في الذب عن الإمام رحمه الله . و من الكتب التي ترجمت للشيخ : مسالك الأبصار و ذيل تاريخ مدينة السلام بغداد و ذيل الروضتين و تكملة الصلة و طبقات الأولياء لابن الملقن و الاعقد الثمين للفاسي و غيرها الكثير .
و من العلماء الذي مدحوا الشيخ : الإمام العارف صفي الدين الأزدي و الإمام الشيرازي و المقريزي و الشيخ كمال الزملكاني و الإمام عبد الرؤوف المناوي و الإمام جلال الدين السيوطي و الشيخ عبد الغني النابلسي و غيرهم من العلماء الأخيار الذين ذبوا عن إمامنا رحمه الله ) .
نقلت هذا الكلام من كتاب ( أوراد الأيام و اليالي ) للشيخ محيي الدين بن عربي و تحقيق الشيخ محمد بسا بارود و تصحيح الشيخ محمد عادل الكيالي حفظه الله
و قد أضفت فيه لإضافات من كلامي فراجعوا اللفظ الصحيح من الكتاب المذكور .
فبعد هذه الشهادات للشيخ رحمه الله من يتكلم عن الشيخ فلا شك أنه غبي بالإجماع و جاهل . و اعلموا أنكم لن تصلوا إلى ربع ما وصل إليه الشيخ و أنكم لن تنالوا منه مهما أكثرتم من النباح . "
                                                    
فبعد هذا السرد البرهانيّ ثبت لكل عقل لبيب و قلب رقيب بطلان ما اتُهِم به الشيخ الأكبر محيي الدين ابن عربي من أفكار كفرية دسّها شياطين بين كلماته الحقانية النائرة الطاهرة .

و لنرجع إلى الكشف . إن تأويلي السابق للكشف هذا كله استشفاف من الجانب القوليّ الظاهر من الكشف و اختصاره أن النبوة لا تهدم إلا لتبني ما هو أبسط و أكمل ليتناسب مع الارتقاء الكلي للإنسان , فكل نبوة تأتي لتفكك المعقّد و تبنيه بناء على حال زمانها و متطلبات قلوب معاصيرها , و هو من أسباب استمرار بعث النبيين و الروحانيين .

أما الجانب التأويليّ الكامن من الكشف , فأقول :
قال ابن سيرين في تفسير جوز الهند :
" أما الجوز الهندي (النارجيل) فهو مال محصل من جانب رجل غريب أو أعجمي وربما يدل جوز الهند في الرؤى على الرجل المنجم. فمن رأى في منامه كأنه يأكل جوزا هنديا فإنه يتلقى علما غريبا أو يخالط المنجمين ويتبعهم أو يصدقهم وكذلك من رأى كأنه كاهن أو منجم فإنه في اليقظة يصيب جوزا هنديا. "

و لم يختلف تفسير النابلسي عن تفسير ابن سيرين في مسألة تأويل جوز الهند حيث قال في كتابه الشهير (تعطير الأنام في تفسير الأحلام) : " جوز الهند في الحلم يدل على كلام العرافين والكهنة فمن رأى كأنه يأكل جوز الهند فإنه يصدق هؤلاء وقيل كذلك جوز الهند يدل على رجل مشعوذ أو كاهن أو منجم. "

و أقول من التأويل :
تحليل أصوات الكلمات :
( جوز الهند ) :
جوز = المجاوزة و التعدي .
الهند = في اللغة صوت البومة و هو نذير شؤم . هَنَّدَ العَامِلُ": قَصَّرَ فِي عَمَلِهِ و "هَنَّدَ اللَّئِيمُ": شَتَمَ شَتْمًا قَبِيحًا . فيصير معنى ( جوز الهند ) المجاوزة و التعدي في أمر مشؤوم سيء قبيح و هو المعنى الذي ذهب إليه المفسران بأنه يدل على رجل منجم و يدل على كلام العرافين و المشعوذين و الكهنة و هي صفتهم . أيضا هنّد = هنّااا : هنات جهنم + دااا : دوي و انتشار , فيصير المعنى دوي هنات الجحيم و انتشارها . و كلها معان تدل على نقيض جنة اليقين " النبوة "  .
و للزيادة : فجوز الهند يسمى بالنارجيل و بتحليل أصوات الكلمات :
النارجيل = النارُ  جِيل , أي النار تجول و ترتفع . و قد تعني جيل من " الجيل " أي الجنس من الناس و تعني أيضا الأمّة , فيصير المعنى نار الجيل و الأمة , و كلها تدل على ذات المعنى , و ما هو إلا الكذب و التدليس على كلمات الأنبياء و الأولياء و الروحانيين و بالتالي نقض ما بنوه . و الكذب و سوء الظن هما عدوّا رسالات السماء الأكبران و هما نار الأمم و خرابها و عذابها في الدارين .

ملاحظة مهمة : لقد صرّح لي ابن عربي في الكشف أن جوز الهند مثال للنبوة و لم يصرّح بمعنى الأحجار الذي فهمته بعفوية في الكشف , و ذلك ليأكد الله على إدراك النقيضين من معنًى ظاهرٍ من قوله ( النبوة ) و معنًى كامنٍ يُأوّل ( صفة جوز الهند ذاتها ) . و الأحجار و الأسرار تأدّي إلى ذات المعنى كما سنرى .

ففي سياقنا هذا إشارة من الله في الكشف على أن إحالة الكثير من العزائم و الشعوذات إلى ابن عربي و دسّها في كتبه لهو من عمل السحرة و المنجمين و الكهنة و المشعوذين , فقد خلطوا علم الحروف المعروف بطلاسمهم و عزائمهم . و هو المعنى الكامن من نقض جوز الهند لبناء الأسرار ( الأحجار المصفوفة عاموديا ) , و لنأخذ هذه الجملة بتحليل أصواتها و مقاطعها :
( الأحجار المصفوفة عاموديا ) :
الأحجار = أ : أعماق + ح : راحة + جار : جارٍ = فيصير المعنى جريان الراحة في الأعماق , أي جريان الروح في باطن الإنسان و هو عمل الأسرار العرفانية الروحانية .
الحجَر = الثبات و الصلابة و التماسك و هي صفة للأسرار تكمن راسخة في بواطن الروحانيين و لها مراتب و ارتقاءات .
حَجَرَ على الشيء = أي حافظ عليه و استحفظه , و هي صفة السر أيضا .
الحِجْر = و هو العقل , مناط التكليف , و هو من منظومة باطن الإنسان سابر الأسرار و حافظها .
حجَر = حَجى + ر = حَجِىَ به : أُولع به ولزمه حَجِىَ إليه : لجأ , و الراء الساكنة المترددة تدل على ثبات الرؤية لأن الراء رؤية , فيصير المعنى ثبات الرؤية و اللجوء إليها و التزامها و هو الثبات على الأمر بعد رؤيته و هو الإطلاع على الأسرار , و الذي اطلع عليها استحال أن يتركها .
ح + جَر = الحاء راحة فيصير المعنى جر الراحة أي جلبها , و هو عمل الأسرار الروحانية تجر الإنسان إلى اليقين و الروح و هي راحته و سلامه .
..و المعنى من نعت الأسرار بالأحجار هو أن المعارف الربانية الإيمانية الغيبية ( الأسرار ) لها صفة الأحجار الكامنة فيها من ثبوت و صلابة , و صفتها الظاهرة من قابلية للتفكك لإعادة التشكيل في البناء للتكميل و الاكتمال في مراتب الكمال .

و ( مصفوفة عاموديا ) أي تتوسع بارتقاء علويّ موازاة بتطور الإنسان الروحي و المادي .

و نفهم من اختيار الله البديع صفةَ الأحجار الظاهرة و الباطنة على السواء ليصف بها حال الأسرار من ( تفكّكٍ لبناءٍ ) أو ( نقضٍ لهدمٍ ) و صفتي جوز الهند الظاهرة القولية " النبوة و ما يتبعها من علم " , و الكامنة التأويلية " الكذب و التدليس "  معنيين :
- المعنى الظاهر في الكشف المقرر بالقول : و هو ثبات وجود الأسرار المكتشفة على مدى الأيام في حلقة الحياة , فلا تجاح أو تباد من قبل النبوة بل تفككها النبوة و تبسّطها تزيد عليها لتبني بها بمقتضى تطور الإنسان ما هو أكمل و أوصل , و هو المعنى القولي الظاهري لـ " و أمسك بثمرة أخرى كبيرة و ضربها بأحجار مصفوفة عاموديا فأوقعتها , و كانت الأحجار الأسرار " . و الثمرة الكبيرة هنا هي نبوة أعلى و أكمل . و أقصد بالمعنى القولي الظاهر : قول ابن عربي في الكشف و تأكيده على معنى ثمرة جوز الهند أنه "مثال" النبوة : " يمسك بثمرة جوز الهند و قال هذه مثال النبوة و ما يتبعها من علم " .

- المعنى الكامن التأويليّ : و هو الكذب و التدليس على كلمات الروحانيين من أولياء و أنبياء و بالتالي تحريف كلمات الإله . و هو الهادم لبناء النبوة بل و أخطر عدو لها فانظر حال أمم قد خلت .

و يجب فهم هذا الاقتباس من الكشف :
" في حال من كشف الصحو رأيت ابن عربي بهيئة صقر عظيم يمسك بثمرة جوز الهند و قال هذه مثال النبوة و ما يتبعها من علم , قلت و هل تكبر ؟ ((( قال لكل زمان تجل أعظم من سابقه ))) " . أي أن الخير و الشر , النور و الظلام , النبوة و الإلحاد , اليقين و الشك , في علاقة طردية على مدى الأزمان , فكلما عظم اليقين و العلم و النور ( النبوة ) عظم الشك و الجهل و الظلام ( الإلحاد ) ,  فكلما اشتد الظلام اشتدت الحاجة إلى نور أقوى .. و هكذا , و هذا كله يكرّس لقانون التدافع .

و في الحقيفة بحثت مطولا عن صحة عزو تلك الكتب المنسوبة إلى الشيخ الأكبر ابن عربي و التي مملوءة بالطلاسم و العزائم و الشعوذات و أفعال السحرة , و التي هي :
-كتاب الكبريت الأحمر و السر الأفحر و الدر الجوهر .
- مجربات ابن عربي .
- مجموعة ساعة الخبر .
- المبادي و الغايات في معاني الحروف و الآيات . و يليه  - العقد المنظوم فيما تحويه الحروف من الخواص و العلوم .

و لم أجد من يأكد نسبتها للشيخ و لم أر أحدا مهتما بها من مريديه , بل وجدت كل من يستخدمها من العرّافين و المشعوذين و السحرة المتكهنين . و منها ما هو بخط اليد بلا تحقيق و منها مطبوعة غير المعروف مَن حققها و في أي دار نشْر طبعت , بل و منها مطبوع كتب في بدايه أنه منحول على الشيخ الأكبر ابن عربي !!! . 

و سأستخير الله في هذا الأمر و هو الموفق .

اليوم الجمعة الموافق 16/2/2018 , ضحًى التجأت إلى حضرة الغيب ربي و رب آبائي و دعوته في أمر تلكم الكتب , مستخيرا مستخبرا , فأجاب دعوتي و حقق منيتي و كشف لي نورا من الغيب فأنزل اليقين و بدد الريب , فأراني الحضرة الأحدية في الكشف أن معي كتابا لابن عربي و أردت نسخه كاملا كما هو فأعطيته لناسخ فأمسك بورقة واحدة و وضعها في الطابعة و أعطاها أمرا بطباعتها ستمائة نسخة و بدأت تطبع بسرعة كبيرة فحذّرته و طلبت منه إيقافها و لكنه لم يأبه لقولي , فذهبت بسرعة إلى صاحب المطبعة فوجدته قد تهرّب مني و اختفى فنظرت إلى الناسخ فوجدته غير سويّ يضمر الشر . ثم في حال ما بين النوم و اليقظة تلقيت هذا الإلهام ( و سلام على عباده الذين اصطفى ) , ثم في الكشف الجليّ رأيت ابن عربيّ محزونا مبطوحا على بطنه و معه كتاب تحت صدره , يريني ما له منه و ما ليس له , و أراني ذلك إذ كتب بخط يده بالحبر الأزرق بجانب كل سطر صحيح النسبة إليه ( له ) , و السطور التي ليست له تركها , و كانت السطور التي له قليلة جدا , ثم تلقيت هذ الإلهام ( ثم مثله ) . ثم دعوت الله و قلت زدني يا جواد فتلقيت هذه الإلهامات ( وضوح سيرته - فالكل طير و الكل طير واحد - جوهر السّنْ كوت ) . ثم تجلت لي صورة صدفة عظيمة الحجم على شاطئ البحر فيها لؤلؤة عظيمة جدا بديعة الجمال , ثم تجلى لي اسم الذات ( الله ) . ثم جرى على لساني ( كلما استأذنتُ من سيدي محمد ربيع الكتاب القائم ) ثم تلقيت ( اللهم صل على النبي و على أُور النبي ) .

و الآن بحول الله و فيضه أشرع في تأويل ما تلقيت من حضرة الغيب :
الجزء الأول :
" أراني حضرة الغيب في الكشف أن معي كتابا لابن عربي و أردت نسخه كاملا كما هو فأعطيته للناسخ فأمسك بورقة واحدة و وضعها في الطابعة و أعطاها أمرا بطباعتها ستمائة نسخة و بدأت تطبع بسرعة كبيرة فحذّرته و طلبت منه إيقافها و لكنه لم يأبه لقولي , فذهبت بسرعة إلى صاحب المطبعة فوجدته قد تهرّب مني و اختفى فنظرت إلى الناسخ فوجدته غير سويّ يضمر الشر . ثم في حال ما بين النوم و اليقظة تلقيت هذا الإلهام ( و سلام على عباده الذين اصطفى ) "

الكشف واضح . فالدّاسّ المدلّس المُلفِّق الشرير نسخ ورقة في ستمائة ورقة , أي جعل الورقة الواحدة ستمائة ورقة , و لهذا الرقم دلالة على كثرة التزوير الحاصل على كتب الأمير ابن عربي , و للرقم ( ستة ) دلالة عظيمة و هي الاكتمال , أي اكتمال التزوير و التدليس , و له دلالة على عزو كتب ملفقة بالكامل إلى الشيخ ابن عربي كالتي مدار البحث . و هروب صاحب المطبعة يدل على دنائته و نفوره من نور الحق . و الإلهام واضح , فلا يحظى بالسلام إلى الذي أصفاهم الله و صفّاهم فاصطفاهم و هم خاصّته و المقصود بالإلهام هنا هو الشيخ ابن عربي و الروحانيين المصطفيَن .

الجزء الثاني :
" ثم في الكشف الجليّ رأيت ابن عربيّ محزونا مبطوحا على بطنه و معه كتاب تحت صدره , يريني ما له منه و ما ليس له , و أراني ذلك إذ كتب بخط يده بالحبر الأزرق بجانب كل سطر صحيح النسبة إليه ( له ) , و السطور التي ليست له تركها , و كانت السطور التي له قليلة جدا , ثم تلقيت هذ الإلهام ( ثم مثله ) "

و هذا الكشف أوضح من سابقه , حيث تتجلى فيه المعاني ببساطة مشاهدة جريان الحال , فانبطاح الشيخ على بطنه يدل على أنه يريد إراءتي أمرا باطنيا و هو ما أراني , و وضعه الكتاب تحت صدره أي تحت صد + ره و الراء رؤية فيصير المعنى صدّ رؤيته , و بالفعل فهو لا يريد لأحد من الناس الاطلاع على هذه الكتب المكذوبة عليه . و لون الخط الأزرق فيه دلالة خفية و هو يدل على العلم السماوي , فيدل بذلك على أن ما ورد في الكتب المنحولة إليه من علم سماوي فلربما يعود إلى الشيخ و غير ذلك هو معدوم المعنى إطلاقا , و ذلك بحكم الندرة لما أراني قلة ما له منها . و الإلهام ( ثم مثله ) يعني قس على ذلك ما مِثله من الكتب المشكوك في صحة عزوها إلى الشيخ ابن عربي .

الجزء الثالث و الأخير :
" ثم دعوت الله و قلت زدني يا جواد فتلقيت هذه الإلهامات ( وضوح سيرته - فالكل طير و الكل طير واحد - جوهر السّنْ كوت ) . ثم تجلت لي صورة صدفة عظيمة الحجم على شاطئ البحر فيها لؤلؤة عظيمة جدا بديعة الجمال , ثم تجلى لي اسم الذات ( الله ) . ثم جرى على لساني ( كلما استأذنتُ من سيدي محمد ربيع الكتاب القائم ) ثم تلقيت ( اللهم صل على النبي و على أُور النبي ) . "

- الإلهامات ( وضوح سيرته - فالكل طير و الكل طير واحد , جوهر السن كوت ) :
أي يقول الله : من أدلة صدق و طهارة الشيخ ابن عربي وضوح سيرته و هو حاله الواقعي الذي مدحه الكثير من معاصريه و الذين هم عالمون بحاله . و الكل طير : أي كله " ابن عربي" ممتلئ بالروح فالطير هم الروحانييون و كلهم طريقهم واحد و هي دلالة على ( و الروح فيها ) فالروح في الآية دلالة على الروحانيين . جوهر السن كوت : بالأردية ( سن كوت ) : تعني استمع إلى , و بالإنجليزية ( son cot ) : أي سرير الابن , فيصير المعنى الاستماع إلى الجوهر و هو صوت السماء الذي يعطيهم حقائق الأمور و جواهرها و هو جوهر الروحانيين , و هم بذلك كأبناء الله يعتني بهم و يرفعهم على أسرّة الوصال في سماوات القرب , فالله هو معلّمهم و مربّيهم . و هو جوهر الكل , جوهر الروح , جوهر الروحانيين . 
" ثم تجلت لي صورة صدفة عظيمة الحجم على شاطئ البحر فيها لؤلؤة عظيمة جدا بديعة الجمال , ثم تجلى لي اسم الله ( الله ) " . ظهور اللؤلؤة العظيمة تعني أني حزت على سر الأمر الذي رجوت كشفه من حضرة الغيب الذي كان مكنونا في صدفة الغيوب و ذلك حزته بالإلهام الإلهي , و الأمر المطلوب هو صحة تلك الكتب . و ظهور اسم الله يعني بفضل من الله و عناية منه فالحمد له و المجد إلى الأبد .

- الإلهام ( كلما استأذنتُ من سيدي محمد ربيع الكتاب القائم ) , و هو إظهار الله ما في قلبي الذي كنت نويت طلب الإذن من سيدي و مرشدي الدكتور محمد ربيع و عرض ما تلقيته و أوّلته أمام حضرته و انتظار أمره , فهو مرشدي و معلمي و بيده تأديبي و تهذيبي . و الكتاب القائم لها معنى عظيم مهيب , و هو الكتاب القائم في هذا الزمان .

- الإلهام ( اللهم صل على النبي و على أُور النبي ) . أور = النور , أي اللهم صل على نبيك و زد و بارك له و كذلك زد و بارك لنا في نصيبنا من نور نبيك .

فماذا بعد قول الله يا أولي الألباب ؟!!! . هذا , و قد وقر في قلبي إيراد استخارتي الأولى " السابقة " من أجل شبهات دُسَّت على الوليّ التقيّ ابن عربيّ . و هي :
9/2/2018 . الجمعة .
السحَر .
سألت الله بقلبي عن ابن عربي فتلقيت هذه المكالمة ثلاث مرات ( ابن شاهين ) .

  - ابن شهاين هو أحد رواة الحديث و واحد من بين أكبر ثلاثة من علماء تفسير و تأويل الرؤى و الأحلام و الآخران هما ابن سيرين و النابلسي . و الشاهين : عمود الميزان . فيدل ذلك على أن كلمات ابن عربي تحتاج إلى مفسّر صادق و محقّق عارف ليميز الصحيح من المنحول في كتبه , و ذلك هو عمود الميزان , أي أساس العدل و الإنصاف . و عمود الميزان هو وحي الرحمن لأنه أصدق من كل علم و كاشف كل بهتان .

9/2/2018 . الجمعة .
..الضحى .
استخرت الله في أمر ابن عربي أهو مؤلف هذه الكتب أم لا ! , و دعوت الله أن يوفّقنا من أجل وليّه فشعرت بغيرة روح ابن عربي حاضرة تجذبني , ثم ما بين النوم و اليقظة رأيت كتابا له بين يدي أدلل به للناس أنه صادق . ثم تلقيت هذه الإلهامات :
( حقيقة لك - قد فُسرت عباراته لسادةٍ - لَخْذَم - سِحرٌ في العيون له تأويل - الحلَولَك , حُرُّوز , الوِصاية - انه الآن في صراط الذين أنعمت عليهم ) .

  - حقيقة لك : أي يقول الله لي إنا نبيّن الحقيقة لك , لقد فُسرت عبارات ابن عربي لسادة , و هم العارفون الواصلون ليسوا كمن لخّ و ذمّ , و لَخَّ الْخَبَرَ : عَلِمَهُ عَلَى حَقِيقَتِهِ ، اِسْتَقْصَاهُ , و الذي لخّ خبر الصالحين و ذمّهم و كذب عليهم شيطان غويّ , و بحساب الجُمّل لكلمة لخذم ينتج الرقم ( 1370 ) و لما اعتبرتها سنة هجرية بحثت في الويكيبيديا عن أبرز أحداث سنة ( 1370 هـ ) و أول ما ظهر لي صورة ( بهاء الدين محمد الندوي ) !!! و هو من مواليد هذا السنة , العجيب أنه من أشد مكذبي و محاربي المسيح الموعود ﷺ , و هو من الذين لخّوا أخباره و من ثم ذمّوه ظلما و بهتانا بل و ألّف الكتب في ذلك , و هو مثال في زماننا للذين في زمان ابن عربي ممن اتهموه بما ليس فيه , بل و ذلك تجده في كل زمان فيه نبي أو ولي . و في مجموع الرقم ( 1370 ) دلالة لذوي الحصاة و هي دلالة خضوع الأقران ( 11 )  . - " سِحرٌ في العيون له تأويل " يعني أن علم الحروف المعروف عند الصلحاء و الأولياء يبدو في عيون العامة كالسحر لأنه حروف ذات رموز مركبة في كلمات و عبارات تبدو للجاهل غريبة فيظنها من طلاسم السحرة , و الإلهام الإلهي الذي تلقيته _ و هو سياق بحثنا _ لهو مثال حيّ على ذلك , و سنأتي لقول ابن عربي و الأولياء في هذا العلم و نذبّ عنهم ما جال من الظلم . و الكلمات " الحلَولَك , حُرُّوز , الوِصاية " , بحساب الجمل للكلمتين " الحلولك و حرّوز " ننتهي بجمع مجموع مجموعهما إلى الرقم ( 6 ) و هو دلالة الاكتمال , فأكمل ولي في زمانه تحاز إليه " الوصاية " السماوية , و هذا كان حال ابن عربي , و حساب جمل كلمة الوصاية يعطي الرقم ( 7 ) الذي دلالته على العلم بالطنون السبعة من العلوم و حاظيها هو صاحب وقته و قطب زمانه . أما الإشارة الأعمق : فمجموع مجموع الكلمتين ( الحلولك و حرّوز ) يعطي الرقم ( 15 ) و صاحب هذا الرقم هو من تُحاز إليه الوصاية السماوية في هذا الزمان و هو مجدد القرن الخامس عشر الهجري , و هذه إشارات للعارفين , و هو السادس بمجموع مجموعها , و الرقم ( 6 ) له دلالة الاكتمال و هو سعة حرف الواو . و حساب جمّل " الوصاية " يعطي الرقم ( 7 ) كما أسلفنا و الذي دلالته مراحل السمو و السماوات السبع  , و هو دلالة  على الكثرة في القرآن . و الإلهام " انه الآن في صراط الذين أنعمت عليهم " المقصود من الضمير في " انه " اثنان , ابن عربي و هو في السياق الظاهر , و مجدد هذا القرن و هو في السياق الباطن , حيث معنى كلمة " الآن " أي الآنيّة " التي هي بالنسبة لنا " فلا تجوز للملكوت الخارج عن الزمان و المكان فتدل بذلك أن هذا المجدد حيّ الآن بيننا في بُعدنا و زماننا . و قد أخذت معنى الآنية بسياق الحديث و التكلم و لا نريد التفصيل فيه فيطول الكلام .

10/2/2018 . السبت .
الضحى .
ما بين النوم و اليقظة تلقيت هذه المكالمة بخصوص أمر ابن عربي ( فلا تقل بشيء حتى أحدث لك منه ذكرا ) .

الذكر هنا الإلهام و الوحي و التعليم اللدني , و هذا أمر من الله تلقيته سابقا بأن لا أشرع بالكلام عن شيء حتى يلهمني من لدنه , و قد ألهمني و ها أنا أتكلم بفيوض الكشوف و الإلهامات على قلبي , فالحمد لله رب العالمين .

و الآن أشرع في ذكر بعض الأمور حول علم الحروف ( السيمياء ) و تبرئتها من الشعذوات و الخرافات :
نقل عبد الكريم أن ابن عربي تعلم علم السيمياء في السماء الثاني عندما عرج به قال : (( ومن هذه الحضرة تعلم علم السيمياء الموقوفة على الحروف والأسماء لا على البخورات والدماء وغيرها ... الخ )) [ الإسفار عن رسالة الأنوار ص 126 ]

((( لا على البخورات والدماء وغيرها ))) .
و إنك لتجد في تلك الكتب المكذوبة ما هو فعل السحرة الأنجاس , عزائم و وفاقات و طلاسم , و تجدها مملوءة بأعمال تخالف قواعد عرفان العارفين , أقل العارفين , فكيف بالشيخ الأكبر ؟! . إنها لتميت التوكل على الله . فتجد فيها أحرازا لتسخير الجن و جذب الحبيب و قتل الفاسق !!! و و و ... , مما يندى له الجبين . و هذا مثال على طلسم قتل الفاسق :
 : (( وإذا صورت من تريد قلته من الفاسقين داخل المخمس وجعلت حرف الطاء موضع الجلوس موضع قلبه ثم خذ خنجرا من الحديد الخاص نصله ونابه وانقش عليه ستة عشر طاء هندية سطرا واحدا في يوم الثلاثاء ساعة المريخ فإن المطلوب يهلك في وقته وساعته ... الخ )) [ ص 20 ]

فأين عقول المنصفين من ذلك البهتان المبين ؟!!! لو كانوا قادرين على قتل أحد بهذه طريقة لما بقي على الأرض نفس حية , فليقتلوا بها أعداء الإسلام إن كانوا صادقين , بل فليقتلوا أنفسهم إن كانوا مؤمنين !!!!! . و كيف لأسياد الزهد و الورع و التقوى القول الصريح بالقتل و التجريح , و في هذا الباب روايات مكذوبة على الصالحين بأنهم قتلوا فلانا من بلاد بعيدة , و ما إلى ذلك من ظلم و تدليس . فإنا لله على ذلك .

و لن تجد مثال ذلك في كتب الشيخ ابن عربي رضي الله عنه المعروفة المشهورة و لا في كتب أهل التصوف الأكابر .
و قد قال ابن عربي في الفتوحات المكية : " ( ومنهم الساحرون ، السحر بالإطلاق صفة مذمومة ، وحظ الأولياء منها ما أطلعهم الله عليه من علم الحروف وهو علم الأولياء فيتعلمون ما أودع الله في الحروف والأسماء من الخواص العجيبة التي تنفعل عنها الأشياء لهم في عالم الحقيقة والخيال فهو وان كان مذموماً بالإطلاق فهو محمود بالتقييد وهو من باب الكرامات وهو عين السحر عند العلماء فقد كانت سحرة موسى مازال عنهم علم السحر مع كونهم آمنوا برب موسى وهارون ودخلوا في دين الله وآثروا الآخرة على الدنيا ورضوا بعذاب الله على يد فرعون مع كونهم يعلمون السحر ويسمى عندنا علم السيمياء مشتق من السمة وهي العلامة أي علم العلامات التي نصبت على ما تعطيه من الانفعالات من جمع حروف وتركيب أسماء وكلمات فمن الناس من يعطي ذلك كله في ((( بسم الله وحده ))) فيقوم له ذلك مقام جميع الأسماء كلها وتنزل من هذا العبد منزلة كن وهي آية من فاتحة الكتاب ومن هنا تفعل لا من بسملة سائر السور وما عند أكثر الناس من ذلك خبر والبسملة التي تنفعل عنها الكائنات على الإطلاق هي بسملة الفاتحة وأما بسملة سائر السور فهي لأمور خاصة وقد لقينا فاطمة بنت مثنى وكانت من أكابر الصالحين تتصرف في العالم ويظهر عنها من خرق العوائد بفاتحة الكتاب خاصة كل شيء رأيت ذلك منها وكانت تتخيل أن ذلك يعرفه كل أحد وكانت تقول لي ((( العجب ممن يعتاص عليه شيء "وعنده فاتحة الكتاب" لأي شيء لا يقرؤها فيكون له ما يريد ))) ما هذا إلا حرمان بيّن ، ... ) [ ص 201 – 202 / 3 ] .

و مما تجد فيه من الخير المناقض لذات الكتاب المقتبس منه ما قاله في كتاب مجموعة ساعة الخير (ص 6) قال : (( وإن سألك عن الحرز، فاكتب له هذه الأسماء: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم )) . و هذا جميل كما لا يخفى و مما علّمنا الله و المصطفى .

و انظر إلى حماقة و جهل من يقصدون سوء الظن بالصالحين بل و ينحدرون في دركات التكفير , مثالًا أوردوه في منتدياتهم عن الولي التقي أبي الحسن الشاذلي رضي الله عنه , و إليك بالاقتباس :

" أبو الحسن الشاذلي

هو علي بن عبد الله بن عبد الجبار بن تميم بن هرمز بن حاتم بن قصي بن يوسف بن يوسف أبو الحسن الشاذلي ، وشاذلة قرية بأفريقية مؤسسة الطريقة الشاذلية التي ينتسب إليها كثير من الصوفية وتفرع عنها طرق كثيرة .

ولد في قرية غمارة قرب سبتة بالمغرب الأقصى سنة 590 هـ تقريباً، انتقل إلى تونس واتخذ رباطاً في جبل زغوان وأخذ ينشر دعوته في بلدة شاذلة القريبة من رباطه ، سعى به أبو القاسم بن البراء قاضي الجماعة بتونس إلى السلطان أبي زكريا الحفصي فنفاه عن تونس فجاء إلى الإسكندرية .

نقل المتصوفة أن أبا الحسن كان يتعاطى علم الكيمياء قال ابن عجيبة : (( قال الشيخ أبو الحسن رضي الله عنه صحبني إنسان وكان ثقيلاً على فبسطته ببسط وقلت يا ولدي ما حاجتك ولم صحبتني ؟ قال : يا سيدي قيل لي أنك تعلم الكيمياء فصحبتك لأتعلم منك فقلت له : صدقت وصدق من حدثك ولكن أخالك لا تقبل فقال : بل أقبل فقلت له : نظرت إلى الخلق فوجدتهم على قسمين أعداء وأحباء فنظرت إلى الأعداء فعلمت أنهم لا يستطيعون أن يشوكوني بشوكة لم يردني الله بها فقطعت نظري عنهم ثم تعلقت بالأحباء فرأيتهم لا يستطيعون أن ينفعوني بشيء لم يردني الله به فقطعت يأسي منهم وتعلقت بالله ، ... إلخ )) [ ص 155 ] "

فما أجمل كلماتك يا سيدي أبا الحسن يا تاج العارفين ! , لقد أظهرت غباء الوهابيين الذين لم يفهموا ما تقول , كيف للغوي فهم التقي ؟! لا يستويان منطقا و لا نورا و لا معنى و لا مرمًى . و أنّى للأعمى محض الرؤية , و أين أنتم و الجمال ؟!  , فأنّى تأفكون يا أهل الاحتيال و الضلال !!! . يا سيدي أبا الحسن لقد سألك من سألك عن علمك بالكيمياء فأظهرت له سرّه بجلاء , و هو لا إله إلا الله ذو المجد و الكبرياء , الواحد الفرد المهين في الأرض و السماء , له الالتجاء كله و إليه يصعد الدعاء , و هذا هو إكسير أهل الفهم عن حضرة الكبرياء .

و اعلم أنه ليس من التصوف الحق ما ابتدعه من يسمّون أنفسم بالمتصوّفة في هذا الزمان , و إنهم لا يمتّون للتصوف الحق بأي صلة , فتجدهم يسجدون للقبور و يستغيثون بالأولياء الأحياء منهم و الأموات , و هم برءاء منهم . و تجدهم يدّعون الغيب و يتعاطون التمائم و الشعوذات و العزائم و الطلاسم لجذب الناس البسطاء و استغلالهم , و تجد فيهم الاختلاط و ادعاء الوصول فسقوط التكليف عنهم !!! . و مما شهدته شخصيا عنهم استعمال المسمارية من قبل مدعي الولاية على المريدين البسطاء الجاهلين فيأثرون بهم فيفعل المتأثرون حركات غريبة كالانبطاح أرضا و التلوّي و الصراخ و الذهول عن المعقول فيظنه الجاهل من الكرامات , و إن من أسباب ذلك أمراض نفسية مزمنة و دسائس في النفس كامنة , و هذا كله مناقض تماما لتعاليم الأولياء الصحيحة عنهم و هي ذات التعاليم الإسلامية النبوية المستقاة من الكتاب و السنة و الحديث الصحيح , التي تريد للعبد الفناء في الله , أي كمال توكله عليه و توجهه إليه فلا يدعو سواه و لا يتوجه إلى غيره , و مصطلح الفناء عند الصوفية هو مقام العبودية الكامل و لا يتم إلا بما يتبعه من واجبات السلوك في الطريق إلى الله كالصدق و الإخلاص و الزهد و الورع و الطهارة و دماثة الأخلاق و طيب المعاملة و التوجّه الكلي لله , و هذا ما لا تجده في أدعياء التصوف في أي زمان كانوا , و لا في أدعياء الإيمان و الظانين بالمسلمين ظن السوء و البهتان , الجفاة العراة في فيفاء البعد و الخذلان .

فاعلم أن علم الحروف لا يعدو عن كونه ترميزا للنبوءات أو إشارة إلى معنى عرفانيّ لا يفهمه إلا أهل المصافاة و الحصاة , أو إدخال الحروف النورانية القرآنية في الدعاء لله الواحد مكوّن الكائنات . و ما غير ذلك فهو من البهتانات على الصالحين و الصالحات و من الخزعبيلات و الخرافات . فأطفئوا نار سوء ظنكم من صدروكم بماء التوجه و الدعاء , إن كنتم من الأتقياء . و خافوا الله ربكم كافّين ألسنتكم و قلوبكم عن تكفير أحد من الخلق أو اتهامه بما ليس فيه و بما لم يخرج من فيه . إنه ولي من تاب و آب و صلح و طاب , ذلكم الله يا أولي الألباب .

و الآن أورد ما ألهمني ربي اليوم من إلهامات بخصوص هذا الكتاب :
18/2/2018 . الأحد .
الضحى .
من أجل ما كتبته في الذود عن الشيخ الأكبر ابن عربي و الأولياء , تلقيت هذه الإلهامات :
( بنور العرفان - إنا نضرب لهم الأمثال - وعدًا يوسُفيّْ ) , ثم الإلهام : ( الحمد الله الذي نوّر قلوب التوّابين ) , ثم الإلهام : ( اشتركت الأقلام و اعتركت الأفهام و تبدّد الظلام ) .

و بناء على إلهام الإله الحيّ أقول : لقد أبان الله بنوره ما انكمى في غين غياهب الغيب , و بدّد كل ما كان من شك و ريب . و لولا أني أعلم من النفوس ما هي ضعيفة , لما اقتبست مدلّلا من أي كتاب أو صحيفة . فسلام عليك يا أمير الرحمن محيي الدين و العرفان , لقد أكرمَنا ربُّنا فعرّفنا بالسر المرهون في علمه المكنون . و إني عبد الربّ السرمديٌ . و ابن اليوسفيّ الأحمديّ بن المهديّ المحمديّ . و إن بصرك حديد و علمك جديد و سرك فريد . نفّذنا ما طلبتنا لمّا جئتنا بفضل الرب الوهاب . فسلّم يا حبيبي على الأحباب سلام الأحبة الطلاب . و إني لأكتفي بما قاله الرب العلّام من كشف و إلهام , و أي علم أحق من هذا لذوي التقاة و الأفهام ؟! . و إني أختم هذا الباب بحمد الله الوهاب . فالحمد لك اللهم الحمد لك ، و صلّ اللهم صلاة النور السرمديّ على سيد العالمين محمد النبيّ البهيّ و على سيد آله غلام أحمد المسيح المهديّ و على ختم خلفائه يوسف التقيّ النقيّ و على كل نبيّ من نورهم آتٍ و مأتيّ .



          الراقم , عبد العظيم الأوحد :
             ( محمد الحاج أحمد ) .
          18 من فبراير  , يوم الأحد .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق