الثلاثاء، 5 نوفمبر 2019

تعزيزا لمقالة الجن .

تعزيزا لمقالة الجن

::::::::::::::::::::::::::::


تعزيزا لمقالة الجن .


جاء في كتاب مرآة كمالات الإسلام قول المسيح الموعود ﷺ عن حقيقة وجود الجن و الشياطين و أنهم خلق مكلف مستقل .

يقول المسيح الموعود :

[ الدليل من الأحاديث على أن الملائكة الآمرين بالخير والشيطان الآمر بالشر يرافقون الإنسان ]

”...وقد جاء في هذا المقام عن عكرمة حديث مفاده أن الملائكة يرافقون الإنسان دائما لحفظه من كل شرّ، وعندما ينـزل القدر المبرم يهجرونه. ونُقل عن مجاهد أنه ما من إنسان لم يوكل لحفظه الدائم ملاك. ونُقل حديث آخر عن عثمان بن عفّان يتلخص في أن عشرين ملاكا يلازمون الإنسان لأداء مهمات مختلفة، وأن إبليس يترصّد للإضرار في النهار ويترصد أبناؤه للغرض نفسه ليلا. وقد أورد الإمام أحمد رحمة الله عليه الحديث التالي: "حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ حَدَّثَنَا سُفْيَان حدثني مَنْصُور عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ عَنْ أَبِيِه عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ "مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا وَقَدْ وُكِّلَ بِهِ قَرِينُهُ مِن الْجِنِّ وَقَرِينُهُ مِن الْمَلَائِكَةِ. قَالُوا وَإِيَّاكَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ وَإِيَّايَ لَكِنَّ اللهَ أَعَانَنِي عَلَيْهِ فَأَسْلَمَ فَلَا يَأْمُرُنِي إِلَّا بِخَيْرٍ." انفرد بإخراجه مسلم.

[ ثابت من الحديث الصحيح أن الإنسان أعطي قرينين، أحدهما يدعو إلى الخير والآخر يدعو إلى الشر ]

فمن هذا الحديث يتبين بكل وضوح أنه كما وُكِّل بالإنسان الداعي إلى الشر الذي يرافقه دائما، كذلك قد وُكَّل الداعي إلى الخير أيضا بكل بشرٍ لا يهجره في حال من الأحوال، بل هو قرينه ورفيقه دائما. ولو وكَّل الله تعالى بالإنسان داعيا إلى الشر فقط دون توكيل الداعي إلى الخير لوصم ذلك عدل الله ورحمه بأنه -عز وجل- وكّل الشيطانَ قرينًا ورفيقًا دائما لفتنة الإنسان الضعيف الذي ترافقه النفس الأمارة سلفًا بحيث يجري منه مجرى الدم ويدخل في قلبه ليترك فيه نجاسة الظلمة ويثير الشر ويخلق الوساوس، ولم يوكّل به أيّ رفيق لدعوته إلى الحسنة حتى يدخل هو الآخر قلبَه ويجري في الدم لكي تتساوى كلتا الكفتين. ولكن لما ثبت من آيات القرآن الكريم والأحاديث الصحيحة أنه كما وكّل الله تعالى الشيطان قرينا دائما ليدعو إلى الشر كذلك وكّل ذلك الرحيم والكريم من ناحية ثانية روح القدس بالإنسان قرينًا للأبد لدعوته إلى الحسنات.

[ إن تعليم القرآن أنه قد وكّل بالإنسان داعٍ إلى الخير وداعٍ إلى الشر كلاهما، معجزة علمية لكونه مبنيا على نظام دقيق وحكيم عظيم ]

وليس ذلك فحسب بل إن تأثير الشيطان ينعدم تماما في مرتبة البقاء واللقاء وكأنه يُسلم، ويلمع نور روح القدس إلى أقصى الدرجات. فمَن له أن يعترض عندها على هذا التعليم المقدس والأعلى إلا من كان غبيا أو أعمى يعيش كالبهائم فقط وليس له من نور التعليم المطهّر نصيب. بل الحق والواقع أن هذا التعليم القرآني أيضا يُعدّ معجزة من جملة المعجزات لأن الحسن والاعتدال والحكمة التي حلّ بها هذا التعليمُ عقدةَ أنه لماذا توجد في الإنسان عواطفُ الخير والشر القويةُ؟! -لدرجة أنّ أنوارها أو ظلماتها تلاحَظ بكل وضوح في عالم الرؤيا أيضا- لم يبينها أيّ كتاب آخر بهذا الأسلوب المحكم والصادق. وما يزيد الأمر إعجازا هو أنه لا يتوصل المرء إلى أيّ أسلوب ناجع سواه، إذ ترِد على أساليب أخرى اعتراضات لا يمكن الخلاص منها بحال من الأحوال؛ لأن قانون الله في الطبيعة يثبت لنا بوجه عام أن الفائدة التي تستمدها نفوسنا وقوانا وأجسامنا من الله، مبدأ الفيض، إنما تُستمد بواسطة بعض الأشياء الأخرى. فمثلا صحيح أن الله هو الذي يهب عيوننا نورا ولكننا ننال ذلك النور بواسطة الشمس. كذلك إن ظلمة الليل التي تريح نفوسنا ونؤدي أثناءها حقوق نفوسنا تأتي منه -عز وجل- في الحقيقة، لأنه هو علة العلل لكل مخلوق. ثم حين نرى أن هناك قانونا محددا منذ القِدم لفائدتنا، فإننا نجد كل فيض من فيوض الله بواسطة غيرنا -وإن كنا نملك في أنفسنا أيضا قوى لقبول ذلك الفيض- كما أن أعيننا تملك نوعا من النور لقبول الضوء، وأن آذاننا أيضا تملك في أعصابها حواس لتلقّي أصوات يوصلها الهواء إلينا، ولكن هذا لا يعني أن قوانا مخلوقة بصورة مستقلة وكاملة بحيث لا تحتاج إلى مُعينات أو مساعِدات خارجية قط. فلا نرى مطلقا أن قوة من قوانا الجسدية  يمكن أن تعمل كما هو حقها بناء على مَلَكة فيها دون أن تحتاج إلى مُعِين أو مساعد خارجي. فمهما كانت عيوننا حادة البصر لكننا محتاجون إلى ضوء الشمس. ومهما كانت آذاننا مرهفة السمع لكننا مع ذلك بحاجة إلى الهواء الذي ينقل الصوت من خلاله ويوصله إلى آذاننا؛ فثبت من كل ذلك أن قوانا وحدها لا تكفي لإدارة آليّة بشريتنا بل نحن بحاجة إلى أنصار ومساعدين خارجيين. ولكن النواميس الطبيعية تخبرنا بأنه، وإن كان ذلك النصير والمعين الخارجي هو الله تعالى لكونه علة العلل، ولكنه لم يدبّر قط أن يؤثر في قوانا وأجسامنا بغير واسطة؛ بل بقدر ما نمعن النظر ونستخدم فكرنا وذهننا نرى بكل صراحة ووضوح أن هناك عِلَلا تتوسط بيننا وبين الله تعالى لنيل كل نوع من الفيض، وبواسطتها تنال كل قوة فيضا بقدر حاجتها.

[ الدليل على وجود الملائكة والجِنّة ]

فمن هذا الدليل وحده يَثبت وجود الملائكة والجِنَّة أيضا، لأن الذي نريد إثباته هو أن قوانا وحدها لا تكفي لاكتساب الخير أو الشر، بل نحن بحاجة إلى عوامل مساعدة خارجية تملك تأثيرا خارقا للعادة، ولكن تلك الممِدَّات والمعينات ليست هي اللهُ تعالى بشكل مباشر ولا تعمل دون واسطة، بل تعمل بواسطة بعض الأسباب. 

[ الدليل على وجود الملائكة والشياطين هو من البحوث النادرة التي أُفردتُ بها بواسطة الإفاضات القرآنية ]

إن مطالعة النواميس الطبيعية كشفت لنا بالقطع واليقين أن تلك العوامل المساعدة  موجودة في الخارج وإن لم نعلم كنهها وكيفيتها، ولكنه معلوم يقينا أنها ليست الله تعالى مباشرة ولا هي قوانا ولا مَلكاتنا، بل هو ,((خلقٌ آخر غير هذا وذاك، ويملك كيانا مستقلا.)) وعندما نسمِّي أحدها الداعي إلى الخير فسندعوه روح القدس أو جبريل، وحين نسمي غيره داعيا إلى الشر نسميه شيطانا وإبليس أيضا. ليس ضروريا أن نُري روح القدس أو الشيطان عيانا لكل قلب مظلم، وإن كان العارفون يرونهما إذ يمكن رؤيتهما في الكشوف، غير أن المحجوب الذي لا يقدر على أن يرى الشيطان ولا روح القدس يكفيه هذا الدليل لأن وجود المؤثِّر يثبت بوجود المتأثِّر. وإذا لم يكن هذا القانون صحيحا فكيف يمكن العثور على وجود الله تعالى إذًا؟ هل لأحد أن يُري أين الله؟ بل الحق أنه قد اعتُرف بضرورة ذلك المؤثّر الحقيقي نظرا إلى المتأثِّرات التي هي نماذج قدرته. غير أن العارفين يرونه بعيون روحانية ويسمعون كلامه بعد بلوغهم مرتبتهم الأخيرة. ولكن لا سبيل للاستدلال على وجوده أمام المحجوب إلا أن يؤمن بالمؤثِّر الحقيقي من خلال النظر فيما يحدث فيه التأثير. فبهذه الطريقة يثبت وجود روح القدس والشياطين، ولا يثبت فقط بل يُرى بكل جلاء. ((ولكن الأسف على الذين أنكروا وجود الملائكة والشياطين متأثرين بظلمة الفلسفة الباطلة، وبذلك أنكروا البيّنات والنصوص القرآنية الصريحة، وسقطوا لغبائهم في هوّة الإلحاد.)) فليكن واضحا هنا أن هذه المسألة من المسائل التي لإثباتها أفردني الله تعالى في استنباط الحقائق من القرآن الكريم، فالحمد لله على ذلك.“ ( مرآة كمالات الإسلام , ص 72 - 75 ) 



وجاء في كتاب البراهين الأحمدية قوله عن الجن في سياق إثبات أن القرآن من الله تعالى , يقول المسيح الحبيب :


”...وحين رُدَّ عليهم في القرآن الكريم بأنه إذا كان القرآن من صُنع جماعة من العلماء والأدباء والشعراء فلهم أيضا أن يأتوا بنظيره مستعينين بجماعة مثلها حتى يثبت صدقهم. ولكنهم لزموا الصمت والوجوم وتخلوا عن هذا الرأي أيضا وأبدوا رأيا ثالثا وهو أنه قد أُلِّف بمساعدة الجن وليس ذلك من فعل البشر. ولقد ردّ الله تعالى على ذلك ردًّا مفحما حتى عجزوا عن أن ينبسوا تجاهه ببنت شفة كما في قوله تعالى: [وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ * وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ * فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ] (التكوير: 25-27)، وقوله: [قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا](الإسراء: 89).. أيْ أن القرآن الكريم يشمل كل نوع من أمور الغيب، وبيان هذا القدر من الغيب ليس بوسع الجنّ...“ ( البراهين الأحمدية ١٧٢ وورد )



يقول المسيح الموعود :

”ألا إن لعنة الله على الذين يقولون إنّا نأتي بمثل القرآن، إنه معجزة لا يأتي بمثله أحدٌ من الإنس والجان، ..“ ( الهدى و التبصرة لمن يرى)


”...غير أنه قد ذُكرت في الأناجيل مرارا معجزةٌ أن يسوع المسيح كان يُخرج الجنَّ من المصابين بالصرع. وقد اعتُبر ذلك معجزة كبيرة بينما هي مدعاة للضحك عند المحققين. لقد أثبتت البحوث الحالية أن مرض الصرع ينتج عن الضعف الدماغي أو في بعض الحالات الأخرى تتكوّن في الدماغ كتلة ما أو يكون الصرع مؤشرا إلى مرض آخر. ولكن لم يقل هؤلاء الباحثون قط بأن الجنّ أيضا يسببون هذا المرض..“ ( نسيم الدعوة )

 ( المسيح لم يحكم بعدم مس الجن للبشر في ذلك النص الخاص بالصرع بل فقط عجب من سخافة نسب الصرع للمس بالجن ) 
 
”.. أقول مكررا وأعيده مرة ثالثة لتفهم جيدا أن تقرأ الإنجيل نفسه لدحض ألوهية يسوع فهو الذي يدحضها بما فيه الكفاية. إذا كان يسوع إلها فلماذا لم يُظهر معجزات فريدة من نوعها؟ لقد بحثتُ جيدا وعلمتُ أن معجزاته لم تكن أكثر من إزالة الأمراض، بينما تجد المزاولين بالمسمرية في العصر الراهن في أوربا، وكذلك الهندوس وغيرهم أيضا متمرسين وبارعين في هذا العلم. وكانت أفكاره سخيفة وسطحية جدا بحيث قال للمصاب بالصرع أن الجنّ تلبّسه، مع أنه إذا أُعطي المصاب بالصرع الكينا وجوز القيء والفولاذ شفي إن لم يكن في دماغه ورم. فما علاقة الجن مع الصرع؟ ولكن لأن اليهود كانوا يتبنّون مثل هذه الأفكار لذا قال ذلك تقليدا لهم. أو قال كما يقول المشعوذون والسحرة في هذه الأيام إذ يعالجون بكتابة بعض الرُّقى بالحبر الأسود ويصفون المرض أنه جنٌّ. من المؤسف أن المسلمين أيضا لم يتأملوا في معجزات المسيح واستنبطوا منها معانٍ خاطئة تقليدا للمسيحيين والسماع منهم...“ ( الملفوظات )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق