درس القرآن و شرح الوجه السابع من أوجه سورة الأعراف .
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
أسماء إبراهيم :
شرح لنا سيدي و حبيبي يوسف بن المسيح ﷺ أثناء جلسة التلاوة المباركة من أحكام التلاوة ؛ أحكام الميم الساكنة , ثم قام بقراءة الوجه السابع من أوجه سورة الأعراف و أجاب عن أسئلتنا بهذا الوجه ثم صحح لنا تلاوتنا و ثم صحح لنا استخراج الأحكام من الوجه , و انهى الجلسة بأحاديث
من كتاب (الترغيب و الترهيب للشيخ المنذري -رحمه الله-) .
بدأ سيدنا يوسف بن المسيح ﷺ الجلسة بأحكام التلاوة :
إدغام متماثلين صغير و هو إذا أتى بعد الميم الساكنة ميم أخرى فتدغم الميم الأولى في الثانية و تنطق ميماً واحدة .
و الاخفاء الشفوي و هو إذا أتى بعد الميم الساكنة حرف الباء و الحُكم يقع على الميم أي الاخفاء يكون على الميم .
و الاظهار الشفوي و هو إذا أتى بعد الميم الساكنة جميع الحروف إلا الميم و الباء و تكون الميم الساكنة مُظهرة .
__
و ثم تابع نبي الله الحبيب يوسف الصادق ﷺ الجلسة بشرح الوجه لنا فقال :
هذا الوجه نُسميه وجه بُشرى و نُشرى ، و سنعرف معنى الكلمتين في سياق الآيات بأمر الله تعالى .
يقول الله تعالى :
{وَلَقَدْ جِئْنَاهُم بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} :
يعني المكلفين من البشر بعث ربنا لهم الأنبياء ، و جاء لهم بالقرآن فالكتاب هنا المقصود به القرآن ، (فصلناه) يعني أنزلناه مُقَسم مُفصل ، حتة حتة و ليس مرة واحدة أي جُملة واحدة ، مُفصل يعني على سلسلة يعني جزء بجزء ، كيف ؟ (على علم) يعني بالوحي و نحن قلنا بأن العلم معناه في القرآن الوحي ، (هدى و رحمة) هذا الكتاب يهدي و الذي يتعمق فيه يجد أن الله عز و جل رحيم و أن الرحمة فوق العرش لأن الرحمة تشمل صفات الله عز و جل و تحيط بها ، يعني منتهى تأديب الله عز و جل و قهره يكون رحمة ، بعد قهر الله و تجبره على العصاة يهديهم و يرحمهم يوم القيامة بعد عذابهم في جهنم .
__
و بعد ذلك ربنا يتسأل و يسأل سؤال استنكاري للكافرين أو يسأل الناس عن الكافرين هذا السؤال الاستنكاري ، فيقول تعالى :
{هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِن قَبْلُ قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ فَهَل لَّنَا مِن شُفَعَاء فَيَشْفَعُواْ لَنَا أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ قَدْ خَسِرُواْ أَنفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ} :
(هل ينظرون تأويله) يعني هل هم منتظرون حتى يؤمنوا لغاية لما نؤولهم يعني نحولهم إلى يوم القيامة ؟؟ تأويله هنا يعني ننقلهم من أل يؤول ، هم منتظرين لغاية أن نؤول بهم إلى يوم العرض و الذي هو يوم الدينونة ، يوم القيامة الكبرى ، يوم الحساب ؟؟ طبعاً هذا سؤال استنكاري ، يعني انتم مستنيين تروحوا هناك حتى تؤمنوا ؟؟؟ ، (يوم يأتي تأويله) لما يأتي اليوم الذي ينتقلون فيه لذلك اليوم أي يوم القيامة ، (يقول الذين نسوه من قبل) نسوا الكتاب أي القرآن الكريم ، (قد جاءت رسل ربنا بالحق) الكتاب هو القرآن ، إذاً فمن رسل ربنا بالحق هؤلاء ؟؟؟ أنبياء أمة محمد ﷺ ، أنبياء عهد محمد ﷺ ، و هذا كلام واضح : (و لقد جئناهم بكتاب فصلناه) أي القرآن ، (على علم) أي بالوحي ، و مفصل أي مجزء على فترات زمنية ، (هدى و رحمة) و هذا الكتاب عبارة عن هدى و رحمة لقوم يؤمنون أي الذين يؤمنون به .
(هل ينظرون تأويله) يعني الناس التي تَرُد هذا الكتاب أو ليست مؤمنة بهؤلاء الأنبياء فهل هم منتظرين لما يتأولوا يعني ينتقلوا و يؤول بهم الحال إلى يوم القيامة ؟؟؟ (يوم يأتي تأويله) لما حالتهم تصل للتأويل و الانتقال لهذا اليوم فماذا سيحصل ؟؟ ، (يقول الذين نسوه من قبل) نسوه يعني ممكن يكونوا آمنوا و نسوا الإيمان و يصبحوا في عداد الكفار و المنافقين ، (قد جاءت رسل ربنا بالحق) الرسل هنا المقصود بهم أنبياء أمة محمد ﷺ و لأن أنبياء أمة محمد ﷺ هم على أقدام أنبياء أمة موسى يعني أشباه و نظائر و لكن نظائر مقدسة أكثر من أنبياء أمة موسى لأنهم حملوا شرف إتباع ظل رسول الله ﷺ الذي سيشفع للأنبياء أصلاً و ثم سيشفع للمؤمنين من أمته و ثم للمؤمنين من كل الأمم .
(فهل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا) يعني الحل لنا أحد الأمرين : إما نجد من يشفع لنا أو نرجع إلى الدنيا مرة أخرى فنعمل خيراً (أو نرد فنعمل غير الذي كنا نعمل) ، فيقول ربنا لهم : (قد خسروا) خسروا أنفسهم لأنهم جعلوا أنفسهم تهبط في هاوية الكفر و النفاق و النسيان و عدم التزكية ، (و ضل عنهم ما كانوا يفترون) الافتراء الذي كانوا يفترون على الانبياء في الدنيا و الكذب الذي كانوا يكذبونه على الانبياء و محاولتهم تشويه سيرة الأنبياء و قتل دعواهم و إبطال تعاليمهم ، فهذا الإفتراء كله سيضل عنهم يوم القيامة يعني لن ينفعهم و سيتوه عنهم و سيتوهوا عنه .
___
{إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} :
ستة معناها الإكتمال في القرآن ليس شرطاً يوم كاليوم الأرضي ٢٤ ساعة ، ستة يعني ستة مراحل و رقم ستة دلالة الاكتمال ، (في ستة أيام) و الأيام هنا فترة زمنية دلالة إلى فترة زمنية ، (و ثم استوى على العرش) يعني تجلت صفاته الأبدية الأزلية ، تجلت صفاته في الكون و هي أبدية أزلية أي ليس لها قبل و ليس لها بعد ، الضُلال أتباع المذهب الوهابي يقولون بأن هذا العرش هو مخلوق أي ربنا خلق العرش في الآخر و ثم جلس عليه ، و هذا الكلام ضلال و باطل عظيم لأن العرش هي صفات الله ، و الله ليس مَخْلُوق و لا ينفع بان تسأل هذا السؤال : ربنا من خَلَقَه ؟ لأن هذا السؤال لا يجوز على الله أساساً ، فيوجد ملحدين يسألون : من خلق رينا ؟؟ فقل لهم بأن هذا السؤال لا ينفع أصلاً بأن يُسأل عن الله عز و جل ! و بالتالي على مسار هؤلاء الملحدين نجد الوهابيين لما يقولوا بأن الله في الآخر خلق العرش و جلس عليه ، فهذا باطل و شتم لله عز و جل لأن العرش هي صفات الله ، و صفات الله هي أزلية أبدية ليس قبلها شيء و ليس بعدها شيء يعني ليس لها بداية و ليس لها نهاية مثل الدائرة ليس لها بداية و ليس لها نهاية ، فلا يمكن تحديد بداية و نهاية الدائرة ، لذلك الدائرة هي رمز التوحيد كما قال الإمام المهدي الحبيب ﷺ .
و من صفات الله : (يُغشي الليل النهار) يجعل الليل و النهار يتعاقبان لكن الليل دائماً هو الذي يجري جريان حثيث ليُسيطر على النهار لأننا قلنا بأن الأصل في الكون هو الليل و أن النهار طارئ من الانفجارات النووية للنجوم و مثل ذلك الإيمان طارئ و بعثة الأنبياء طارئة في وسط الظلمة الحالكة التي يعيش فيها البشر ، فدائماً كل تمثل مادي يُقابله تمثل روحاني يُدلل عليه و العكس كل تمثل روحاني يُقابله تمثل مادي يُدلل عليه ، مش أنا علمتكم كده ؟؟
(يُغشي الليل النهار يطلبه حثيثاً) من يطلبه حثيثاً ؟؟ الليل يطلب النهار ، حثيثاً أي بشكل حثيث مستمر غير متوقف ، (و الشمس و القمر و النجوم مسخرات بأمره) كلها مسخرات للمكلفين و لحاجات الأكوان ، (ألا له الخلق و الأمر) ربنا له الخلق أي يخلق و له الأمر أي كل شيء فكلمة الأمر تعني الأوردر الأمر المباشر و كذلك الأمر يعني كل شيء لله عز و جل ، (تبارك الله رب العالمين) .
___
{ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} :
أمر من الله عز و جل للمستجيبين :
(ادعوا ربكم تضرعاً و خُفية) دائماً ربنا يُحب بأن يكون الدعاء خفي لوحدك في سكون ، و أفضل الدعاء هو الدعاء القلبي بأنك و أنت جالس و تفتكر ربنا في قلبك و تدعيه و تٌكلمه و أنت ساكت ، فهذا أعظم الدعاء ، تضرعاً يعني استجلاباً أي أن أحاول أن أستجلب الإستجابة من الله عز و جل و أبذل جهدي ، كأنني أشرب من الضرع الذي فيه الغذاء ، و خُفية أي عمل خفي في قلبي حسن يُكمل توحيدي و يُقربني من الله عز و جل ، لذلك في حديث السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله فكان واحد منهم : و رجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه يعني دعا ربنا و اتصل به و سأله و كلمه في قلبه من غير أن يعرف أحد به و هذا الكلام كله أثار وجدانه و نشط روحه فانسكبت الدموع من عينيه ، فالذي حدثت له هذه الحكاية و التجربة مرة او أكثر فإنه سيعرف بأنه صادق و يعرف بأنه يستطيع أن يصل لمراتب الصدق فليحافظ عليها و لا ينساها و لا يجعل الشيطان يُنسيه تلك اللحظات الإيمانية و تلك اللذات الروحانية .
(إنه لا يُحب المعتدين) ربما لا يُحب الأدعية التي تأتي في التلفاز بأن الناس تُعلي بأصواتها ، فأنت تتكلم مع من ؟؟ مع شخص لا يسمعك ؟؟؟ فالدعاء الجماعي الذي يكون بالصوت العالي ربنا لا يُحبه فهذا اسمه اعتداء ، و الدعاء المفضل الذي يُحبه الأنبياء هو الدعاء الخفي الذي فيه الصدق , فيُقال : لا تعتدوا في الدعاء أو هناك اعتداء في الدعاء ، من ضمن أوصاف أو مظاهر الإعتداء في الدعاء بأن تُعلي الناس أصواتها في الدعاء كما يفعلون في صلوات التراويح و انتم تعلمون و من غير ذكر اسماء ، فهذا لا يصح .
___
{وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ} :
(و لا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها) يعني بعد ما بعث ربنا الأنبياء و أعطوا دعوتهم و تعاليمهم و إصلاحهم فلا تفسدوا الذي فعله الأنبياء بشهواتكم و كذبكم و نسيانكم و نفاقكم و أهوائكم ، فلا ينفع ذلك ، و ثم يأمر الله أمر ثانٍ و يؤكد على أهمية الدعاء (و ادعوه خوفاً و طمعاً) ادعوهم عندما تكون حالتكم بين الخوف و الرجاء و هما الجناحان و نطير بهما ، خوفاً من العذاب و طمعاً في الجنة , (إن رحمة الله قريب من المحسنين) أسلوب الإمام المهدي الحبيب ﷺ في كتبه بنفس أسلوب القرآن ، فقد استقى أسلوبه من القرآن ، فدائماً الإمام المهدي ﷺ يقول لنا ذلك ، (إن رحمة الله قريب) فيقول قريب و ليس قريبة فالقرآن يقول ذلك ، أليس من المفروض بأن رحمة مؤنث و قريب مذكر ، فهذا أسلوب قرآني فدائماً الإمام المهدي ﷺ يقتبس أسلوبه من أسلوب العرض القرآني ، (المحسنين) هم أصحاب الإحسان و هم أعلى مراتب الدين ، و علمنا ما هو الإحسان سابقاً و هو أن تعبد الله كأنك تراه و إن لم تكن تراه فإنه يراك .
__
و الآية الأخيرة من هذا الوجه هي سبب تسمية الوجه بوجه بشرى و نشرى :
{وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالاً سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَّيِّتٍ فَأَنزَلْنَا بِهِ الْمَاء فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ كَذَلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتَى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} :
(و هو الذي يرسل الرياح بُشْراً بين يدي رحمته) و في قراءة أخرى (و هو الذي يرسل الرياح نُشْراً بين يدي رحمته) و كذلك بُشَرا و نُشَرا ، كلها قراءات صحيحة ، بُشرى يعني الرياح تسوق السحب إلى أماكن معينة بأمر الله فهذه السحب تُسقط الغيث و الأمطار و المياه العذبة فتنبت الزروع و هذا تمثل مادي ، كذلك نُشرى : ربنا ينشر الرياح و السحب للأماكن التي يُريدها في كل حين فيسقط الغيث على الأرض فتنبت الزروع و الثمار و هذا تمثل مادي ، و يُقابله تمثل روحاني : و هو الذي يرسل الرياح و الملائكة و الوحي و الأنبياء بُشرى بين يدي رحمته و نُشرى أي منتشرين في العالمين و في الأمم ، إذاً تمثل مادي يُقابله تمثل روحاني و هو بعث الخير و السحب و الأمطار و الرياح و الغيث بشرى و نشرى كذلك يُقابله بعث الأنبياء و الصالحين و الأولياء بالخير و الغيث بشرى و نشرى .
(حتى إذا أقلت سحاباً ثقالاً سقناه لبلد ميت) بلد ميت : ميت روحانياً أو مادياً ، بلد ليس فيه زروع و فيه جفاف فربنا يُنزل الأمطار على هذه المنطقة فيُحييها فتخرج النباتات و تنمو الأشجار و تنضج الثمار فتكون بذلك الحياة ، كذلك الموتى من البشر و المكلفين يبعث الله سبحانه و تعالى لهم الأنبياء كالغيث فيحيوهم بأمر الله عز و جل .
(فأنزلنا به الماء فأخرجنا به من كل الثمرات) كل الثمرات المادية و الروحية ، (كذلك نخرج الموتى) ربنا يُعطينا تمثيل آخر يعني يبعث الموتى يوم القيامة ، كيف ؟؟ مرة واحدة مثل الزروع التي خرجت مرة واحدة في الأرض و ليس واحد و يلحقه آخر ، و هو على الله هين كخلق نفس واحدة ، يخلق الله كل البشر مرة ثانية يبعثهم يوم القيامة كلهم و المكلفين من الجن طبعاً ، يبعثهم كلهم مرة واحدة كخلقه لنفس واحدة ، (كذلك نخرج الموتى) مرة واحدة منتشرين في كافة الأنحاء على كيفية و صورة لا يعلمها إلا الله و نفوض كيفيتها و حقيقتها لله عز و جل ، (لعلكم تذكرون) حاولوا بأن تتذكروا كل حين كلمات الله و كلمات أنبياء الله .
__
و تابع قمر الأنبياء يوسف الثاني ﷺ الجلسة إذ طلب من مروان و رفيدة و أرسلان يإستخراج أمثلة على أحكام طلبها منهم من هذا الوجه :
طلب من مروان مثال على مد صلة صغرى ، فقال :
(تَأْوِيلَهُ يَوْمَ) و (تَأْوِيلُهُ يَقُولُ) و (يَطْلُبُهُ حَثِيثًا) و (بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى) ، و مد صلة كبرى (مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلاَ) و هو مد جائز و الذي لا يريد أن يمده فيمده مقدار حركتين .
و طلب من رفيدة مثال على وقف جائز ، فقالت :
(ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ) حرف الجيم ، (هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ تَأْوِيلَهُ) .
و طلب من أرسلان مثال على إظهار حقيقي ، فقال :
(عَنْهُم) نون ساكنة و حرف الهاء بعدها ، (على عِلْمٍ هُدًى) ، (وَخُفْيَةً إِنَّهُ) ، (وَطَمَعًا إِنَّ) .
فأريد منكم أن تتدربوا على إستخراج الأحكام و ليس فقط أن تنطق الاحكام ، فأنا عارف بأنكم كلكم حافظين الأحكام و تطبقونها بشكل صحيح ، لكن أيضاً أريد منكم أن تستخرجونها .
__
و ثم أنهى الحبيب ابن الحبيب يوسف بن المسيح ﷺ الجلسة بأحاديث من كتاب (الترغيب و الترهيب) للشيخ المنذري - رحمه الله تعالى - يقول : في فضل ذكر الله عز و جل و الذي هو : الفرق بين الحياة و الموت , من ذكر الله فهو حي و من لم يذكره فهو ميت و العياذ بالله ، فقال ﷺ :
عن أبي هريرة أن النبي ﷺ مر به و هو يغرس غرساً ، فقال : "يا أبا هريرة ، ما الذي تغرس ؟ . قلت : غِراساً . قال : ألا أدلك على غراس حير من هذا ؟ سبحان الله و الحمد لله ، و لا إله إلا الله والله أكبر ، تُغرس لك بكل واحدة شجرة في الجنة".
و عن أبي مسعود -رضي الله عنه- قال : قال رسول الله ﷺ :" لقيتُ إبراهيم عليه السلام ليلة أُسْرِيَ بي((يعني في الرؤيا ، و الإسراء غير المعراج : حدث المعراج في السنة الثانية للبعثة و كانت رؤيا و كشف و فرض الله فيها الصلوات الخمسة . و الإسراء كان في عام الحزن الذي توفي فيه عم النبي ﷺ أبو طالب و زوجته خديجة -رضي الله عنها- ، فكان الله يُسري عنه فأراه الرؤيا الثانية و التي نسميها الإسراء)) ، فقال : يا محمد ، أقرئ أمتك مني السلام و أخبرهم أن الجنة طيبة التربة عذبة الماء و أنها قيعان و أن غراسها : سبحان الله و الحمد لله ، و لا إله إلا الله والله أكبر" .
و عن ابن عباس-رضي الله عنهما- قال : قال رسول الله ﷺ : "من قال : سبحان الله و الحمد لله ، و لا إله إلا الله والله أكبر ، غُرس له بكل واحدة منهن شجرة في الجنة" .
و عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أن رسول الله ﷺ قال : "من هلل((أي قال لا إله إلا الله)) مائة مرة ، و سبح((أي سبحان الله)) مائة مرة ، و كبر((أي الله أكبر)) مائة مرة كان خيراً له من عشر
رقاب يعتقهن ، و ست بدنات ينحرهن" يعني كأنه عنده عشرة من العبيد يطلقهم و يحررهم في سبيل الله أو ينحر ستة جمال أو بقرات و يقوم بتوزيعها على الفقراء و المساكين .
و عن أم هانئ -رضي الله عنها- قالت : مر بي رسول الله ﷺ ذات يوم ، فقلتُ : يا رسول قد كبرت سني و ضعفت أو كما قالت : فمرني بعمل أعمله و أنا جالسة ؟ قال : سبحي الله مائة تسبيحة فإنها تعدل لك مائة رقبة تعتقينها من ولد إسماعيل ، و احمدي الله مائة تحميدة فإنها تعدل لك مائة فرس مُسْرَجَة مُلجَمة تحملين عليها في سبيل الله ((يعني تُعطيها للجيش الإسلامي)) ، و كبري الله مائة تكبيرة فإنها تعدل لك مائة بدنة مُقَلَّدة مُتَقَبلة ، و هللي الله مائة تهليلة ، قال أبو خلف : أحسبه قال : تملأ ما بين السماء و الأرض ، و لا يُرفع يومئذ لأحد عمل أفضل مما يُرفع لكِ إلا أن يأتي بمثل ما أتيتِ" .
و في رواية أخرى قالت : "قلتُ : يا رسول الله قد كبرت سني و رق عظمي فدلني على عمل بُدخلني الجنة ، قال : بَخٍ بَخٍ ، لقد سألتِ ((يعني ما أحسن سؤالك و يعني سؤالك عظيم ، و بخ بخ هذ لفظ من الألفاظ العربية التي كان يستخدمها النبي ﷺ ، بخ بخ يعني ما أعظم الخبر أو ما أعظم النشوة التي أصابتني بسبب هذا السؤال ، لأن حرف الخاء معروف بأن دلالة صوته في اللغة العربية : الفخر و الإنتشاء ، مثلما كان الحسين أو الحسن -رضي الله عنهما- لا أذكر أيٌ منهما كان ممسك بتمرة من تمرات الصدقة ، و الصداقات محرمة على آل بيت رسول الله ﷺ لكن الهدايا حلال لهم ، فعندما وضع التمرة في فمه قال له النبي ﷺ : كِخ كِخ أو كُخ كُخ يعني إنزعها من فمك ، و صوت الكاف هو الإنفكاك ، و الخاء : النشوة ، يعني ليس هذا هو الإنتشاء أو النشوة ، كخ كخ يعني أخرجها من فمك . فالأصوات لها دلالات .)) و قال فيه : و قولي : لا إله إلا الله مائة مرة فهو خير لك مما أطبقت عليه السماء و الأرض ، و لا يُرفع يومئذ عمل أفضل مما يرفع لك إلا من قال مثل ما قلت أو زاد" .
___
و الحمد لله رب العالمين . و صلِّ يا ربي و سلم على أنبياءك الكرام محمد و أحمد و يوسف بن المسيح صلوات مباركات أبد الدهر و على أنبياء عهد محمد الآتين في مستقبل قرون السنين أجمعين . آمين . 🌿💙
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق