الثلاثاء، 24 نوفمبر 2020

درس القرآن الوجه الثاني من الأنفال .

 

 

 درس القرآن الوجه الثاني من الأنفال .

::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::


أسماء إبراهيم : 


شرح لنا سيدي و حبيبي يوسف بن المسيح ﷺ أثناء جلسة التلاوة المباركة من أحكام التلاوة ؛ من أحكام النون الساكنة و التنوين , ثم قام بقراءة الوجه الثاني من أوجه سورة الأنفال و أجاب على أسئلتنا بهذا الوجه ثم صحح لنا تلاوتنا و ثم صحح لنا استخراج الأحكام , و انهى الجلسة بروايات من صور حياة الصحابة و النبي ﷺ .

بدأ سيدنا يوسف بن المسيح ﷺ الجلسة بأحكام التلاوة ، إذ طلب من أحمد الصغير أن يقولها بدايةً ثم الأحباب الكبار :

الإظهار : أي أنه إذا أتى بعد النون الساكنة أو التنوين الحروف من أوائل الكلمات (إن غاب عني حبيبي همّني خبره) , و حروف الإظهار تجعل النون الساكنة أو التنوين تُظهر كما هي .

الإقلاب : إذا أتى بعد النون الساكنة أو التنوين حرف الباء يُقلب التنوين أو النون ميماً . ثم يكون إخفائا شفويا . مثال : من بعد .

__

○ و ثم طلب سيدي يوسف الحبيب ﷺ من أحمد  قراءة سورة النصر ، و صحح له قراءته .
__

و ثم تابع نبي الله يوسف الثاني الحبيب ﷺ الجلسة بشرح الوجه لنا فقال :

هذا الوجه يتكلم عن بداية تفاصيل اللقاء المجيد الذي حصل في موقعة بدر و هي أول معركة حربية فاصلة بين المسلمين و الكافرين ، ربنا يبدأ شرح بعض النفسيات و بعض التفاصيل النفسية و بعض الدقائق حتى نتعلم منها و نفهم منها .

{إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ} :

(إذ تستغيثون) بدأ الوجه بالدعاء ، يرى استغاثة ، دعاء طلب من المؤمنين ، (فاستجاب لكم) مباشرةً الفاء تفيد لسرعة الإجابة ، و هذا قبل المعركة ، (أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين) (ألف من الملائكة) هنا نصر من الله و مدد خفي لا نراه و لكن نجد أثره في المعركة ، المسلمون في معركة بدر وجدوا أثر المدد الملائكي في المعركة ، و المدد الملائكي الذي يبعثه الله يكون مليء بالأسرار ، يعني النصر يحدث فأنت تأخذ بالأسباب  و لكن النصر يكون يسير و مُيَّسر لأنك مدعوم من الله عز و جل ، معك دعم يعني ، (مردفين) يعني واحد ورا التاني ورا بعض ينزلون كالمطر .
___

{وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلاَّ بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} :

ربنا يُبشرهم و يُطمئن قلوبهم ، و ربنا هنا يُبين العامل النفسي في أي سجال... أو منافسة أو أي معركة هو أهم عامل ، ربنا هنا بيشتغل على العامل النفسي الذي بدأه بإيضاح عظمة الدعاء و الإستغاثة و أنه أجاب سريعاً هذا الدعاء و بعد ذلك أنزل الملائكة على أي صورة نحن لا ندري و لكن نحن نؤمن على العموم و نفوض الكيفية إلى الله عز و جل ، ربنا دائماً يرجئ النصر له ، دائماً ينسب النصر له (و ما نصر إلا من عند الله إن الله عزيز حكيم) لأن النصر عزة و في نفس الوقت حكمة ، هتنتصر و ربنا هيمدك بصفته العزيز و بنفس الوقت هيمدك بصفته الحكيم لأن النصر يحتاح حكمة .
___

خلي بالك بالحتة الجاية دي ، ربنا يطمئنهم نفسياً و بعد ذلك يُعطيهم أمر يجعلهم هادئين :

{إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِّنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّن السَّمَاء مَاء لِّيُطَهِّرَكُم بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الأَقْدَامَ} :

(النعاس) أي النعاس العادي ، ربنا انزل عليهم قبل المعركة إحساس النعاس الذي يكون الإنسان بين النوم و اليقظة ، هذا الإحساس يُهدئ القشرة المخية و يُهدئ الإشارات التي فيها ، و يجعل الإنسان كأنه لسى صاحي من النوم نعسان أو ما بين النوم و اليقظة نعسان فهذا يعتبر تخدير وقتي للقشرة المُخية يجعل الخوف في قلوبهم يتشتت و يذهب بعيداً فيكونوا راسخين ثابتين مثلما يكون الإنسان بعد الأذكار المطولة أو الدعاء المطول يشعر بحالة من النعاس أو بحالة من التخدير ، الخشوع سكرة الخشوع ، فهذه الحالة يكون الإنسان فيها هادئ جداً ، هادئ نفسياً جداً و مستقر جداً و روحه سعيدة و مستقرة و ليست متأذية ، فهذا الأمر كان له أثر عظيم جداً في انتصار المسلمين ، إذاً ربنا طمئنهم نفسياً في البداية من خلال الوحي للنبي ﷺ و المدد الملائكي و طمئنهم من خلال الحالة النفسية فأنزل عليهم النعاس لفترة فهدأ أعصابهم ، (إذ يغشيكم النعاس أمنة منه) حتى يشعروا بالآمان ، أمنة يعني أمان ، (و ينزل عليكم من السماء ماء ليطهركم به) و الماء هو الوحي و اتصال ، ربنا أوحى لهم ، فأنزل عليهم النعاس و بين النوم و اليقظة اعطاهم كشوف و رؤى ، (ليطهركم به) لأن الرؤى الصادقة من الله تطهر القلوب و (و يذهب عنكم رجز الشيطان) آثار الشيطان و المعاصي و الذنوب ربنا يمسحها بإجابات الدعاء و الوحي الصادق ، و كذلك يقوم ب (و ليربط على قلوبكم و يثبت به الأقدام) يثبتكم بالمعركة و يربط على قلوبكم حتى تكونوا مؤمنين حق الإيمان في حالة إيمانية عظيمة و أعصابكم هادئة و متوكلين على الله وحده و متخلصين من رجز الشيطان ، خلاص كده أخذتوا المقومات دي؟ ابتدوا على بركة الله ، هتبدوا مع الملائكة .
___

{إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُواْ الرُّعْبَ فَاضْرِبُواْ فَوْقَ الأَعْنَاقِ وَاضْرِبُواْ مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ} :

(إذ يوحي ربك إلى ملائكة أني معكم) ربنا يُثبت الملائكة أيضاً ، ( فثبتوا الذين آمنوا) إذاً ربنا ثبت الملائكة حتى يُثبتوا المؤمنين ، (سأُلقي في قلوب الذين كفروا الرعب) ربنا بيعمل مع الكفار عكس اللي عمله مع المؤمنين ، ألقى في قلوبهم الرعب و هنعرف ده إزاي في وجه الرابع تقريباً سنتكلم عن مبدأ تكلمتُ عنه في المدونة سابقاً اسمه مبدأ "يريكهم" ، ربنا بيشتغل على النفسيات يُريح المؤمنين و يشتت الكافرين نفسياً ، فسنعرف كيف يُريح المؤمنين و كيف يشتت الكافرين من خلال مبدأ "يريكهم" فهذا مبدأ عظيم جداً فمن خلاله سنفهم أمور كثيرة تحدث في حياتنا اليومية ، ربنا عمل مع الكفار عكس الذي قام به مع المؤمنين (سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب) لأن الرسول ﷺ قال : "نصرتُ بالرعب مسيرة شهر" فالرعب من جنود الله عز و جل يُعطيه للأنبياء ، (فاضربوا فوق الأعناق و اضربوا منهم كل بنان) الضرب هنا هيشتغل و المعركة هتشتغل ، الملائكة و المؤمنون هيشتغلوا مع بعض و هيثبتوا بعض ، (فاضربوا فوق الأعناق) لها أكثر من معنى : المعنى الأول هو العنق العادي الذي نعرفه ، اضرب يعني اعمل عملية ديكابيتيشن يعني اقتل القائد مباشرة فتنتصر و هذا ما حصل ، فقيادات الكفار بداية قُتلوا سريعاً و كانوا سبعين رجلاً ، فالإنتصار كان سريع في بدر ، و المعنى الثاني للأعناق أي المفاصل : الورك نسمية عنق ، و الحتة ورا الركبة نسميها عنق الركبة و كذلك الكوع ، فالأعناق هي المفاصل أيضاً فهذا معنى دقيق عميق بأن تضرب في مفاصل العدو حتى تخلخل جيشه .
(و اضربوا منهم كل بنان) لها أيضاً معنيان ؛ الأول : (كل بنان) أي الأصابع بأن يقطعوها لأنهم كانوا يستخدمونها في إمساك السيف أو رمي السهم أو الضرب بالرمح ، فربنا هنا يقول لهم اضربوا الأصابع فهي أداة الحرب لأن هدف المعركة هو تجريد العدو من سلاحه ، فكيف تجرده من سلاحه؟؟ اقطع البنان ، و اللي هو إيه؟؟ اللي بيرموا بيه لأن الرسول ﷺ قال : "إنما القوة الرمي" القوة في الرمي أي التصويب يعني بالرمح او بالسهم فهي أقوى من السيف لأنك تضمن بأنه لن يؤذيك أحد ، لأنك تقنص العدو بأصابعك ، و البنان هي أطراف الأصابع فربنا يقول في سورة القيامة (أيحسب الإنسان ألن نجمع عظامه بلا قادرين على أن نسوي بنانه) يعني بعدما يتحلل الإنسان سنُقيمه مرة أخرى و سنُقيم العظام إلى درجة بأننا سنرجع أطراف الأصابع إلى حالتها و مثلما كانت لأن أول شيء يبرد في جسم الإنسان بعدما يموت هي أطراف الأصابع و أول شيء يتعفن في الثلج و بعد موت الإنسان هي الأصابع ، فالأعضاء الأولى التي لا يصل لها الدم بعد الوفاة هي الأطراف و هي أول ما يتحلل و هي البنان ، فربنا قال سأُرجع الإنسان لغاية البنان نفسه و سأُسويه مرة أخرى ، فكان هذا وصف عظيم جداً ، (و اضربوا منهم كل بنان) يعني اقطعوا الأصابع فهنا أيضاً معنى رمزي بأن يُجرد العدو من قوته و سلاحه لأن الرسول ﷺ قال : "إنما القوة الرمي" فهذا أيضاً معنى ثانٍ .
___

{ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّواْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَن يُشَاقِقِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} :

(شاقوا) يعني تخانقوا مع ربنا و الرسول ﷺ ، من الشقاق ، وضعوا أنفسهم في مشقة بسبب هذا العراك الذي افتعلوه بعصيانهم لله و للرسول ، شاقوا أي جعلوا بينهم و بين الله و رسوله شِقاق ، (فإن الله شديد العقاب) ربنا هنا يُهدد و هذا الذي حصل في معركة بدر .
___

{ذَلِكُمْ فَذُوقُوهُ وَأَنَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابَ النَّارِ} :

ربنا هنا يُحقق النتيجة : يا كفار ذوقوا الذي حصل لكم و ليس هذا فقط و أيضاً يوم القيامة الصغرى و الكبرى ، فور وفاتكم ستدخلون النار ، و يوم القيامة أيضاً ستدخلون النار .
___

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُواْ زَحْفاً فَلاَ تُوَلُّوهُمُ الأَدْبَارَ} :

ربنا هنا يُحذر من موبقة من الموبقات و هو التولي يوم الزحف يعني عندما يكون الجيش جاهز و أمير الجيش انطلق للقاء العدو فإنه حرام و كبيرة من الكبائر أن يرجع أحد و يهرب يوم الزحف أي يوم الإلتقاء بالعدو ، و يوجد حديث عن السبع الموبقات و سنقوله إن شاء الله فيما بعد ، فمن الموبقات السبع : التولي يوم الزحف ، و الزحف هو الحشد بأنك تحشد القوة و ذاهب لتقاتل العدو في ساحة المعركة .
___

{وَمَن يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلاَّ مُتَحَرِّفاً لِّقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاء بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} :

(و من يولهم يومئذ دبره) يعني الذي يهرب يكون ضمن شرطين فقط : إما (متحرفاً لقتال أو متحيزاً إلى فئة) ، الحرب كر و فر : إما تكر على العدو و إما ترجع تفر حتى تعيد ترتيب نفسك و تتهيأ و تعود لتهجم على العدو مرة أخرى من حتة تانية فهذا معنى (متحرفاً لقتال) يعني بتتحرفن يعني حرفتك القتال مثلما فعل خالد بن الوليد في غزوة أحد لما المسلمين كروا على الكافرين و انتصروا في بداية المعركة فرجع خالد بالجيش فظن المسلمون بأن الكفار هزموا فنزل رماة المسلمين من على الجبل فقام خالد -رضي الله عنه- بالالتفاف من وراء الجبل و هو بذلك تحرف لقتال و أتى للمسلمين من ورائهم و أعمل فيهم مقتلة عظيمة يوم أحد و كذلك فعل في يوم مؤتة لما جيش المسلمين ذهب لمحاربة جيش الروم أو البيزنطيين ، و قواد المسلمين الثلاثة ماتوا زيد بن حارثة و جعفر بن أبي طالب و عبد الله بن أبي رواحة و ثم الذي تولى القيادة خالد بن الوليد فأخذ المسلمين و رجع بهم إلى الجبل و دخل في ممر جبلي و قام بتغيير قيادات الجيش يعني الميمنة جعلها في مكان الميسرة و جعل القلب أمام و الأمام وضعه في الخلف و ثم قام بتغيير الرايات ، و في اليوم الثاني عاد و كر على الروم و عندما رأى الروم بأن الوجوه اختلفت اعتقدوا بأنه أتى للمسلمين مدد من المدينة ففر الروم و خافوا بعد أن أعمل فيهم المسلمون بقيادة خالد مقتلة عظيمة أيضاً ، فكان هذا من ذكاء و حنكة خالد بن الوليد -رضي الله عنه- فهذا ما يسمى التحرف لقتال ، (متحرفاً لقتال) يعني تُخطط لهم ، فأنت بتجري منهم عشان تخطط فتعمل لهم كمين فتدخل مثلاً في الجبل و يدخل العدو وراءك و تضع لهم رماة على الجبل فتحصرهم في ممر الجبل ما بين جبلين يعني ، (أو متحيزاً إلى فئة) أي أنت لوحدك كده و هجم عليك العدو فترجع و تعود لجماعتك في منطقة أخرى حتى تهجم معهم في مكان آخر ، هذين السببين فقط بأن تولي دبرك للكافرين و مش بأنك تجري و تروح بيتك .  ممنوع .  ، (فقد باء بغضب من الله و مأواه جهنم و بئس المصير) إذاً فهذه موبقة من الموبقات تُورث العذاب في الدنيا و العذاب في الآخرة إن لم يتب صاحبها توبة نصوحة و توبة عظيمة ، و يكون هذا مصير بائس ، (بئس المصير) أي أنه مصير بائس في الدنيا قبل الآخرة .

و قال نبي الله الحبيب يوسف ﷺ :

حد فيكم فكر {إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ} النعاسَ هنا إيه؟؟ مش المفروض أنه فاعل؟؟ طب ليه منصوب و علامة نصبه الفتحة؟؟؟ حد فكر في دي؟؟ مش النعاس هو اللي هينزل عليهم ، طب ليه هو هنا منصوب؟؟؟ أصل الكلمة (إذ يغشيكم الله النعاسَ) يبقى هنا يُغشي فعل نصب مفعولين و الفاعل هو الله : ضمير مستتر ، و المفعول به : أنتم و النعاسَ ، تفاعلتم مع بعض .
___

و تابع قمر الأنبياء يوسف الحبيب الآمين ﷺ الجلسة إذ طلب من مروان و رفيدة و أرسلان باستخراج أمثلة على أحكام طلبها منهم من هذا الوجه :

طلب من مروان مثال على مد لازم كلمي مثقل ، فقال :
{شَاقُّواْ} و يمد بمقدار سبع حركات و هو أطول مد في القرآن .

و طلب من رفيدة مثال على مد صلة كبرى ، فقالت :
{دُبُرَهُ إِلاَّ} .

مد صلة كبرى هو مد بمقدار ٤ إلى ه حركات جوازاً لكن يمد حركتين وجوباً .

و طلب من أرسلان مثال على مد منفصل جائز ، فقال :
{يَا أَيُّهَا} .
___

و ثم أنهى سيدنا و مزكينا و مُنجينا يوسف بن المسيح ﷺ الجلسة ببعض الروايات من صور حياة الصحابة و النبي ﷺ  ، فقال ﷺ :

ورد عن النبي ﷺ في إحدى خطبه قال : "الحمد لله أحمده و أستعينه و أستغفره و أستهديه ، و أؤمن به و لا أكفره و أعادي من يكفره ، و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أن محمداً عبده و رسوله ، أرسله بالهدى و النور و الموعظة على فترة من الرسل ، و قلة من العلم ، و ضلالة من الناس ، و انقطاع من الزمان ، و دنو من الساعة و قرب من الأجل ، من يطع الله و رسوله فقد رشد ، و من يعصهما فقد غوى و فرط ، و ضل ضلالاً بعيداً ، و أوصيكم بتقوى الله فإنه خير ما أوصى به المسلم المسلم أن يحضه على الآخرة و أن يأمره بتقوى الله ، فاحذروا ما حذركم الله من نفسه و لا أفضل من ذلك نصيحة ، و لا أفضل من ذلك ذكراً ، و إن تقوى الله لمن عمل به على وجل و مخافةً من ربه عون صدق على ما تبغون من أمر الآخرة ، و من يصلح الذي بينه و بين الله من أمره في السر و العلانية ، لا ينوي بذلك إلا وجه الله ، يكن به ذكراً في عاجل أمره ، و ذخراً فيما بعد الموت حين يفتقر المرء إلى ما قدم ، و ما كان من سوى ذلك يود لو أن بينه و بينه أمداً بعيداً ، و يحذركم الله نفسه ، و الله رؤوف بالعباد ، و الذي صدق قوله و أنجز وعده لا خلف لذلك فإنه يقول عز وجل {ما يبدل القول لدي و ما أنا بظلام للعبيد} فاتقوا الله في عاجل أمركم و آجله في السر و العلانية فإنه من يتق الله يكفر عنه سيئاته و يعظم له أجراً ، و من يتقي الله فقد فاز فوزاً عظيماً ، و إن تقوى الله يوقي مقته و يوقي عقوبته ، و يوقي سخطه ، و إن تقوى الله يبيض الوجوه ، و يرضي الرب ، و يرفع الدرجة ، خذوا بحظكم ، و لا تفرطوا في جنب الله قد علمكم الله كتابه و نهج لكم سبيله ، ليعلم الذين صدقوا و يعلم الكاذبين((دليل هنا بأن الإنسان مُخير و بإختياره يكون فيما يليه مُسير)) ، فأحسنوا كما أحسن الله إليكم ، و عادوا أعداءه ، و جاهدوا في الله حق جهاده ، هو اجتباكم و سماكم المسلمين ، ليهلك من هلك عن بينة ، و يحيا من حي عن بينة ، و لا قوة إلا بالله ، فاكثروا ذكر الله و اعلموا لما بعد اليوم فإنه من يصلح ما بينه و بين الله يكفه الله ما بينه و بين الناس ، ذلك بأن الله يقضي على الناس و لا يقضون عليه ، و يملك من الناس و لا يملكون منه ، الله أكبر و لا قوة إلا بالله العظيم" .

___

هذا و صلِّ اللَّهم و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم .
___

و الحمد لله رب العالمين . و صلِّ يا ربي و سلم على أنبياءك الكرام محمد و أحمد و يوسف بن المسيح صلوات تلو صلوات طيبات مباركات ، و على أنبياء عهد محمد الآتين في مستقبل قرون السنين أجمعين . آمين .🌿💙

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق