الاثنين، 7 ديسمبر 2020

درس القرآن و تفسير الوجه السادس من الأنفال

 

درس القرآن و تفسير الوجه السادس من الأنفال .

::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::

 

أسماء إبراهيم :

 

 شرح لنا سيدي و حبيبي يوسف بن المسيح ﷺ أثناء جلسة التلاوة المباركة من أحكام التلاوة ؛ من أحكام المد , ثم قام بقراءة الوجه السادس من أوجه سورة الأنفال و أجاب على أسئلتنا بهذا الوجه ثم صحح لنا تلاوتنا و ثم صحح لنا استخراج أمثلة على أحكام التلاوة من الوجه , و انهى الجلسة بروايات من صور حياة الصحابة و النبي ﷺ  .

بدأ سيدنا يوسف بن المسيح ﷺ الجلسة بأحكام التلاوة ، إذ طلب من أحمد الصغير أن يقولها بدايةً ثم الأحباب الكبار :

أحكام المد و نوعيه :

مد أصلي طبيعي و مد فرعي , المد الأصلي يُمد بمقدار حركتين و حروفه (الألف , الواو , الياء) , و المد الفرعي يكون بسبب الهمزة أو السكون .
أما الذي بسبب الهمزة فهو مد متصل واجب و مقداره ٤ إلى ٥ حركات , و مد منفصل جائز مقداره ٤ إلى ه حركات , و مد صلة كبرى مقداره ٤ إلى ٥ حركات جوازاً , و مد صلة صغرى مقداره حركتان وجوباً .

__

○ و ثم طلب سيدي يوسف بن المسيحﷺ من أحمد  قراءة سورة النصر ، و صحح له قراءته .

و قال سيدي هي سورة مناسبة للنصر الأول في تاريخ الإسلام و هي غزوة بدر الكبرى و التي تتكلم عنها سورة الأنفال و هذا الوجه السادس يتكلم عن بعض تفاصيلها .

__

و ثم تابع نبي الله يوسف الثاني ﷺ الجلسة بشرح الوجه لنا فقال :

ربنا سبحانه و تعالى يقول لهم و يؤكد على مبدأ الخُمس في الأغنام الذي قمنا بتفسيره في الوجه الأول من سورة الأنفال :

{وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِن كُنتُمْ آمَنتُمْ بِاللَّهِ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} :

(أنما غنمتم) أي في أرض المعركة و ليست البلد التي فُتحت ، لا بل في ميدان المعركة نفسه ، فهي أي غنائم يحصل عليها الجنود يأخذوا خمسها لله و للرسول و لذوي القربى و اليتامى و المساكين يعني الرسول يأخذها و يوزعها على المساكين ، أما الأربعة أخماس توزع على الجنود و حتى الذي قُتل فإن ورثته يأخذوا نصيبه ، (يوم الفرقان) هو يوم بدر و عرفنا سابقاً بأن للفرقان أربعة معاني ، (يوم التقى الجمعان) أي جمع المسلمين و جمع الكافرين ، (و الله على كل شيء قدير) فأي قدرة تُنسب إلى الله سبحانه و تعالى .
و كان سبب المعركة بأن المسلمين أرادوا أخذ بعض حقوقهم لما خرجوا لمهاجمة قافلة سادات قريش العائدة من بلاد الشام ، فالرسول ﷺ أراد أن يأخذها بدلاً من أموال المسلمين التي أُخذت منهم غصباً في مكة فكانت واحدة بواحدة .
__

{إِذْ أَنتُم بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيَا وَهُم بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَى وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَلَوْ تَوَاعَدتُّمْ لاَخْتَلَفْتُمْ فِي الْمِيعَادِ وَلَكِن لِّيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولاً لِّيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ} :

(إذ أنتم بالعدوة الدنيا و هم بالعدوة القصوى و الركب أسفل منكم) إيه اللي حصل بقى؟؟ المسلمين خرجوا خارج المدينة حتى يأخذوا القافلة لكن وصل لأسماع القافلة أخبار بأن المسلمين يريدون الهجوم عليهم ، فحصل إيه؟؟ أبو سفيان لم يجعل القافلة تسير بجوار المدينة في بدر فأخذ الطريق الساحلي ، في ساحل البحر الأحمر و هو ساحل منخفض عن التلة التي عليها سلسلة جبال السروات التي فيها مكة و المدينة ، المسلمين خرجوا و لم يستطيعوا الوصول إليها و أخذها ، فخرج الكفار يدافعوا عن القافلة و يؤدبوا المسلمين ، فالمسلمين جهزوا جيشاً بسيطاً و استتروا بالجبل أي جعلوا الجبل خلفهم ، فدائماً من القواعد العسكرية : متخليش ظهرك مكشوف ، ففي أساليب الحرب القديمة حتى لا تجعل ظهرك مكشوف في المعركة فإنك تستتر بالجبل أي تجعل جبل أو هضبة ورائك ، و تجعل على الجبل بعض الرماة أو الكشافة التي تستطلع ، فالمسلمين أرداوا أن يذهبوا إلى آخر السلسلة الجبلية خارج المدينة بحيث يجعلوا الكفار مكشوفين في الصحراء قبل هذه السلسلة لأن السلاسل ليست متصلة ففيها انقطاع ، فكان خارج المدينة عدوتين يعني شاطئين للهضاب أو الجبال ، العدوة هي بداية الوادي أسفل الجبل أو الشفة بتاعت الجبل اللي نازلة على الوادي فهذه اسمها العدوة ، سُميت عدوة لإعتداء الجبل على الوادي ، تعدى عليها و تعدى الوادي على الجبل فيُسمى الشفير....أو الشفة و نسميها عدوة ، فالمسلمين لم يستطيعوا الوصول للعدوة القصوى لآخر استتار جبلي أو آخر هضبة خارج المدينة في منطقة بدر ، و منطقة بدر غرب المدينة المنورة أي بين المدينة و ساحل البحر الأحمر ، الكفار وصلوا لهذه الهضبة التي خارج المدينة و التي أسماها القرآن (العدوة القصوى) القصوى أي البعيدة عن المدينة يعني أبعد تلة عن المدينة التي أراد المسلمين الذهاب إليها بحيث يستتروا فيها بجعلها خلف ظهورهم و يكون الكفار مكشوفين في الصحراء و يسهل اقتناصهم ، فلما وصل الكفار للعدوة القصوى يعني لحقوا حتة ، فإن المسلمين خافوا و اغتموا ، و سنقول اللي حصل بعد كده ، (و الركب أسفل منكم) الركب أي القافلة التي أراد المسلمون أخذها ، (أسفل منكم) أي على طريق الساحل  بعد العدوة القصوى يعني وراء الساحل على البحر ، (الركب) أي الذين يركبون على الإبل و معهم بضائع من الشام ، و أيضاً من معاني (الركب) أو من معاني المرادفة نحن قلناه في الوجه الأول لها (و تودون أن غير ذات الشوكة تكون لكم) و قلنا معنى (غير ذات الشوكة) بأن المنافقين يريدون المسلمين بأن يكونوا ضعفاء فهذا معنى ، و يوجد المعنى ثانٍ صحيح أيضاً (غير ذات الشوكة) أي هذه القافلة الغير مسلحة ، فهي قافلة ضعيفة ففيها ٤٠ رجل فقط ، (و تودون أن غير ذات الشوكة تكون لكم) القافلة الضعيفة دي عاوزين تاخذوها ، حقكم لأنه دي أموال سادات قريش اللي هم اغتصبوا اموالكم و اخذوها منكم ، ففي عُرف المجتمعات : العين بالعين و السن بالسن ، (و تودون أن غير ذات الشوكة تكون لكم) فهي دي كان سبب المعركة و التي سُميت هنا العدوة و التي سُميت هنا الركب (الركب أسفل منكم) يعني على الساحل تحت .
(و لو تواعدتم لاختلفتم في الميعاد) لو كان لهذه المعركة ميعاد و اتفقتوا بأن يكون لهذه المعركة  وقت معين لاختلفتم في الميعاد ، كان ممكن أن تكونوا تأخرتم نتيجة أنكم رأيتم بأنهم أقوياء أو علمتم بأنهم مسلحين ، لكن هو كان موقف ، رد فعل من المسلمين و نتج عنه المعركة بسرعة فلم يكن هناك اعداد ، كان موقف على عجل ، ربنا هو الذي رتب هذا الأمر .
(و لكن ليقضي الله أمراً كان مفعولاً) ربنا قدر هذا الأمر ، و قدر هذا اليوم و كان يوم السابع عشر من رمضان ، (ليهلك من هلك عن بينة) يعني ليكفر من كفر عن بينة بعد ما أن تقام عليه الحُجة ، (و يحيى من حي عن بينة) و يؤمن من آمن عن بينة فيكون هو مؤمن و عنده يقين بعد أن ينتصر ، بعد انتصار المسلمين في هذه المعركة ، (و إن الله سميع عليم) ربنا يسمع دعاءكم و عليم بكم و بقدراتكم و سيُوحي لكم و يتصل بكم .
___

{إِذْ يُرِيكَهُمُ اللَّهُ فِي مَنَامِكَ قَلِيلاً وَلَوْ أَرَاكَهُمْ كَثِيرًا لَّفَشِلْتُمْ وَلَتَنَازَعْتُمْ فِي الأَمْرِ وَلَكِنَّ اللَّهَ سَلَّمَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} :

(إذ يريكهم الله في منامك قليلاً) ربنا اتصل بالرسول ﷺ و أعطاه الرؤى و أراه الكفار ضعفاء و قليلين و هذا الأمر جرأ النبي ، جرأ قلبه فالنبي من البشر فعادي ممكن أن يخاف أو يتردد ، لكن الله أراه الكفار في المنام ضعفاء و قليلين فربنا جرأ النبي نفسياً فجرئه على هذه القافلة و بأن يخرج في بدر ، (و لو أراكهم كثيراً لفشلتم) لفشلتم أي فلم تعرفوا أن تقيموا جيش بدر ، (و لتنازعتم في الأمر) أي لاختلفتم ، فمن الناس من سيؤيد المعركة و آخرون سيؤيدون السكوت و الجلوس في المدينة ، (و لكن الله سلم) سلم أي السلام ، انتهيتم من المعركة بسلام و انتصرتم ، و من معانيها أيضاً بأن ربنا سلم الأمر للقدر المبرم بأنه هيحصل هيحصل ، سلم هذا الموقف لباب القدر المبرم فأصبح مترجم في ساحة القضاء ، (إنه عليم بذات الصدور) يعني عليم بالنفسيات و العلاج النفسي ، فهنا ربنا اشتغل على العامل النفسي للنبي أولاً و بعد ذلك للمؤمنين ، ازاي؟؟ :

{وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ الْتَقَيْتُمْ فِي أَعْيُنِكُمْ قَلِيلاً وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولاً وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الأُمُورُ} :

ربنا حط كشف للمؤمنين و أراهم الكفار قليلين و ضعفاء فازداد المسلمون قوة و ازدادت رباطة جأشهم و أصبح عندهم قوة نفسية ، فأصل أي إنتصار هو القوة النفسية ، (و يقللكم في أعينهم) يعني جعل كفار قريش يرونكم قليلين أيضاً ، لماذا؟؟ حتى يجعلهم يُقدموا و يُغريهم بكم و يجعلهم مستهترين بكم و لا يأخذوا المعركة بجدية لدرجة بأنهم كانوا بيشربوا الخمر عادي و  يطبلوا و يزمروا و يرقصوا قبل المعركة ، يعني داخلين يكسروا شوية العيال الهفأ دول و إحنا بقى البلطجية الجامدين ، هم كانوا فاكرين كده ، و كانوا يذبحوا الجزور... و مش عارف إيه و يطبخوا و ياكلوا ، كانوا عاملين معركة بدر زي إحتفال كده يعني ، بسبب أن ربنا جعلهم يستهينوا بالمسلمين أوي لدرجة أن أبو جهل كان يقول لهم : إحنا مش محتاجين نقاتلهم و لا حاجة ، إحنا نخش عليهم كده و نربطهم بالحبال . فالكفار استهانوا بالمسلمين لمدى بعيد جداً فربنا جعل الموقعة تحدث باستهانة عظيمة من الكفار و قوة نفسية عظيمة للمسلمين ، فكانت أول موقعة عِزة للمسلمين و كانوا قبل ذلك دائماً ضعفاء و أذلاء ، و لكن ربنا أعزهم في هذه الموقعة ، فكانت بداية عزة الإسلام و بداية انتشار الدين في العالم كله لأن النبي ﷺ دعى ربنا و قال له يا رب لو إحنا/المجموعة يعني اتهزمنا في المعركة دي فلن تُعبد في الأرض بعد اليوم ، فربنا استجاب له ، عمل إيه بقى؟؟ ربنا جعل المسلمين يرون الكفار قليلين ، و جعل الكفار يرون المسلمين قليلين ، و ثم أنزل الملائكة مع المسلمين كما شرحنا سابقاً و أنزل المطر أيضاً ، أرض الكفار التي هي العروة القصوى هي أرض ترابية ، و أرض العدوة الدنيا التي كان فيها المسلمون كانت أرض رملية و صخرية ، فالماء عندما ينزل على أرض رملية تجعلها شديدة ، لكن عندما ينزل على تراب فيجعله وحل ، فهنا زيادة العقبات على جيش الكافرين و ازداد المؤمنون قوة و ثباتا ، و كذلك عامل آخر بأن المسلمين ذهبوا عند آبار بدر و جعلوها خلفهم ، فالمسلمين يشربوا الماء منها و الكفار لا يشربون ، فازداد الضغط على الكفار بعد ما المعركة بدأت ، فكل هذه عوامل روحية و نفسية و عوامل مادية تم الأخذ بها بعين الإعتبار حتى تم النصر .
 (ليقضي الله أمراً كان مفعولاً و إلى الله ترجع الامور) و اعرفوا بأن الله سبحانه و تعالى دائماً في حياتنا ، في أمورنا العادية أو المعيشية أو الدينية أو الدنيوية ، لما يُحب أن نتصرف  بشكل ما في أمر ما ، فإنه يُرينا رؤى تجعل من أنفسنا و نفسياتنا تميل لشيء معين حتى و لو كان على خلاف الواقع و الحقيقة و ذلك حتى يقضي أمراً كان مفعولاً ، فمثل هنا بالضبط ، يعني ربنا يُغريك بعمل من خلال رؤيا يكون فيها خير لك ، حتى و لو كنت تظن أن هذا الأمر شر لك أو سيأتيك بضرر ، لا فربنا يُغريك برؤيا فتفعل الأمر حتى و لو حصل لك أذى معين فربنا سبحانه و تعالى يكون كتب لك في هذا الأذى خير ، و لو لم ترى الرؤيا فلم تكن لتُقدم على هذا الأمر ، فهذا هو مبدأ يريكموهم الذي هو يشتغل على العامل النفسي .لان الله هو (عليم بذات الصدور) فهذا مبدأ مهم جداً و هو يمشي في حياتنا كلها ، كل المؤمنين الصادقين المتصلين بالله عز و جل شغالين على هذا المبدأ ، يستجيبوا لهذا المبدأ مبدأ يريكموهم . و مع الوقت هتفهموا .

○و من القرائن الموجودة عن أولي الأمر ، و الأمر ، و الأمور : بأن ربنا وضح بأن كلمة أمر و الأمور و أولي الأمر هي أصحاب المعرفة الإلهية ، صح؟ هنا ربنا يقول (ليقضي الله أمراً كان مفعولاً) أي نصراً و معرفة إلهية ، (و إلى الله ترجع الأمور) أي نصر و أي أمور معرفية عرفانية تُرجع إلى الله ، إذاً الأمور هي المعرفة الإلهية ، و أولي الأمر هم أصحاب العرفان الإلهي و ليس الحُكام .  فهذا معنى خاطئ ان تعتقدوا ان كلمة اولي الامر انهم الحكام  ، زي كده في إذاعة القرآن كل شويا يقولوا : و اسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ، يقولوها عن المشايخ يعني و ده مش صحيح ، مش هم أهل الذكر ، فالمقصود بكلمة أهل الذكر أي أهل الكتاب اللي كان منهم الرسول ﷺ و اللي هم الأنبياء السابقين ، أسفار الأنبياء السابقين ، الناس اللي كانت تدرس كتب الأنبياء السابقين ، هم دول أهل الذكر ، فلا نُحرف في أي معنى عن حقيقته بل نفهم أصول الكلمات و أصول المعاني ، اوعى تمشي ورا مُحرف ، فيجب أن تُرجع كل شيء لله و للرسول .
___

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُواْ وَاذْكُرُواْ اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} :

ذكر الله عز و جل يستجلب النصر ، ربنا يُحرض المؤمنين و يثبتهم ، فهنا أمر صريح ، ففي البداية كان يعمل على العامل النفسي و يقللهم في أعين المسلمين و يُقلل المسلمين في أعين الكفار حتى يحصل الإلتقاء ، و ربنا ينزل الأمطار ، ربنا ينزل الرؤى ، ربنا ينزل أمنة النعاس عشان يهدوا نفسياً ، ربنا ينزل الأمطار عشان يقلب ميزان المعركة فيكون عند الكفار وحل و عند المسلمين أرض صلبة و قوية ، فكل هذه عوامل ربنا سبحانه و تعالى يُقدرها و بعد ذلك الأمر المباشر (يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا و اذكروا الله كثيراً لعلكم تفلحون) يأمرهم بالثبات مع ذكر الله و ستفلحون بأمر الله عز و جل و قد أفلحوا .
__

و سأل أرسلان نبي الله يوسف الحبيب ﷺ : مش انت يا بابا قلت أن ربنا كان يُري الكفار بأن المسلمين قليلين ، هم الكفار كانوا بيشوفوا رؤى؟؟ فأجابه نبي الله ﷺ :
لا ، ربنا سبحانه و تعالى جعل في أعينهم وهم بأن المسلمين ضعفاء و قليلين و مش محتاجين ندخل عليهم بالسلاح ، احنا نجري عليهم كده و نربطهم زي العبيد .
فقالت أم المؤمنين الأولى : أرسلان عايز يقول ممكن الكافر يشوف رؤى ؟
فقال نبي الله الحبيب ﷺ : اه ممكن يشوف ، ربنا سبحانه و تعالى يُريه أحلام أو كشوف لغرض ما ، بدليل : فرعون اللي كان على عهد يوسف ، ربنا أراه رؤى عن القحط اللي هيحصل ، عادي ربنا مبيحجبش رؤاه عن أحد و لكن يبقى له سبحانه و تعالى هدف من الرؤى دي أو المشاهد دي .
فقال أرسلان : إزاي هم صدقوا أن أعداد المسلمين قليلة و هم مش مؤمنين بالرؤى؟؟
أجابه نبي الله الحبيب ﷺ : لا ، هو كشف مقامي ، كشف أثناء اليقظة كده ، شافوهم قليلين .

و في النهاية سأل أحمد الصغير عن معنى الآية الآخيرة {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُواْ وَاذْكُرُواْ اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} .
فأجابه نبي الله الحبيب ﷺ : يعني لما تقابلوا الكفار ، اقفوا . متجروش ، ربنا هينصركم ، هو ده المعنى ، (فاثبتوا) يعني اوقف متخليش ركبك تخبط ببعضها ، اثبت يعني و قوي أعصابك ، دي هي معناها .
__
و شرح إدغام الجناس أثناء تصحيحه لتلاوتنا :
في كلمة {تَوَاعَدتُّمْ} ، مخرج الدال : هتلاقي بأن اللسان خبط في مؤخرة القواطع العلوية الأمامية داال ، أم حرف التاء : برضو طرف اللسان خبط بالقواطع الأمامية العلوية ، فالحرفين لما ييجوا ورا بعض ، يعني حرفين من نفس المخرج فيحدث إدغام جناس أي يصبح الحرفان حرف واحد .
__

و تابع قمر الأنبياء يوسف الثاني ﷺ الجلسة إذ طلب من مروان و رفيدة و أرسلان باستخراج أمثلة على أحكام طلبها منهم من هذا الوجه :

طلب من مروان مثال على مد صلة صغرى ، فقال :
{خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ} الواو الصغيرة بعد الهاء ، يمد بمقدار حركتين .

و طلب من رفيدة مثال على مد طبيعي ، فقالت :
{أَنَّمَا} ، {وَلِذِي الْقُرْبَى} ، {وَلِلرَّسُولِ} . يمد بمقدار حركتين .

و طلب من أرسلان مثال على مد منفصل جائز ، فقال :
{يَا أَيُّهَا} ، {فِي أَعْيُنِهِمْ} ، {فِي أَعْيُنِكُمْ} .
__

و ثم أنهى سيدنا و مزكينا يوسف بن المسيح ﷺ الجلسة ببعض الروايات من صور حياة الصحابة و النبي ﷺ  ، فقال ﷺ :

روايات لأبي الدرداء -رضي الله عنه- :

كان أبو الدرداء يقول : "لا تزالون بخير ما أحببتم خياركم((يعني تحبوا الناس الخيرة فيكم مش تحقدوا عليهم زي ما بيحصل الأيام دي ، عياذاً بالله)) ، و ما قيل فيكم بالحق فعرفتموه ، فإن عارف الحق كعامله" .

و قال أبو الدرداء : "لا تكلفوا الناس ما لم يكلفوا ، و لا تحاسبوا الناس دون ربهم ، ابن آدم! عليك نفسك ، فإنه من تتبع ما يُرى في الناس يطل حزنه و لا يشف غيظه" .
يعني في الأمور الدنيوية انظر لمن هو أقل منك ، و كذلك لا تحكم على الناس ، أكل سرائرهم لله عز و جل،  أكل يعني أوكل .

و قال أبو الدرداء : "اعبدوا الله كأنكم ترونه ، وعدوا أنفسكم من الموتى ، و اعلموا أن قليلاً يغنيكم خير من كثير يلهيكم ، و اعلموا أن البر لا يبلى ، و أن الإثم لا ينسى" . أي أن الله لا ينساه .

و قال : "ليس الخير أن يكثر مالك و ولدك ، و لكن الخير أن يعظم حلمك و يكثر علمك ، و أن تُباري الناس في عبادة الله عز و جل ، فإن أحسنت حمدت الله تعالى ، و إن أسأت استغفرت الله عز و جل" .

و قال : "حذر امرؤ أن تبغضه قلوب المؤمنين من حيث لا يشعر ، ثم قال : أتدري ما هذا؟ قلت : لا ، قال : العبد يخلو بمعاصي الله عز و جل فيلقى الله بغضه في قلوب المؤمنين من حيث لا يشعر" .
يعني احذر يا مؤمن أو يا إنسان أن تبغضك قلوب المؤمنين و ليس العصاة و الفاسقين ، لا بل المؤمنين الصالحين ، فيكون سببه الذنوب السرية في الخلوات ، و الحل يكون في الطاعات السرية و الصدقات و الصيام و الصلاة ، الاستغفار ، ذكر الله ، الأمور التي لا يراك الناس و أنت تقوم بها ، فهذه أمور سرية تعملها فتُطفى غضب الرب و تُطفئ نار المعصية السرية ، و خلي بالك المعصية السرية تخلي قلوب المؤمنين تعافك ، ده ميزان ربنا حطه من غير أن تشعر .

و قال أبو الدرداء : "ذروة الإيمان الصبر للحكم((يعني الصبر على البلاء)) ، و الرضا بالقدر ، و الإخلاص في التوكل ، و الاستسلام للرب عز و جل" .
___


هذا و صلِّ اللَّهم و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم .
___

و الحمد لله رب العالمين . و صلِّ يا ربي و سلم على أنبياءك الكرام محمد و أحمد و يوسف بن المسيح صلوات تلو صلوات طيبات مباركات ، و على أنبياء عهد محمد الآتين في مستقبل قرون السنين أجمعين . آمين .🌿💙


================





==========

عبد الرزاق الأحمدي اليوسفي :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نبي الله الكريم أرجو أن تكون بأتم صحة وعافية
 
د محمد ربيع :
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته يا عبد الرزاق الأحمدي اليوسفي

عبد الرزاق الأحمدي اليوسفي :

لدي فكرة خاصة تخطر في بالي دائمآ عندما أقرأ حديث إنما الأعمال بالنيات
وهي أن يكون الجزاء من جنس نية العمل أيضآ، وأنه سيتعرض الانسان للامور السيئة طالما نواياه سيئة، دون العمل بها، كتحقير شأن الناس في تفكيري دون ذكر ذلك على لساني أمام أحد.
هل هذه الفكرة صحيحة
وهل يحاسب الانسان عليها؟
مع أنكم أجبتم في مرة سابقة بنعم أنه يحاسب
لكني أحب أن تذكروني
ولربما كله خير لي وليغيري
 
د محمد ربيع :
نعم ( و إن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله )

د محمد ربيع :
أحسنت أحسن الله لك يا حسام

أرجو الدعاء
الله  سبحانه يعلم اني في تقصير دائم نسأله دائمآ العفو والعافية
بارك الله فيك و في كل ما لك يا حسام و زكاك ربي أحسن الزكاة
هل تكون المحاسبة في هذه الامور أيضآ في الدنيا قبل الاخرة؟
آمين
د محمد ربيع :
فيغفر لمن يشاء و يعذب من يشاء في الدنيا و الآخرة
 
عبد الرزاق الأحمدي اليوسفي :
الحمدلله رب العالمين أنه هو الله الرحمن الرحيم

إثنين 10:53 م
عبد الرزاق الأحمدي اليوسفي:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف حالكم يانبي الله الكريم
أردت أن أسأل عن البر في هذه الايام؟
4:58 م
د محمد ربيع :
أن تبر سوزان و أبنائك و عليك سلام الله و رحمته و بركاته


===============


حازم :

جاء في الحديث أن أثقل صلاتين على المنافق صلاة العشاء وصلاة الفجر ذلك أنهما صلاتي السرّ وخاصة الفجر فالأعمال الصالحة السرّية ثقيلة على المنافق وليس للعمل الصالح السري عنده مكان لأن سرّه مملوء بالمعصية .......!!!!!
وفي القرآن دوما يقدم الله السرّ على العلن .
(وَٱلَّذِینَ صَبَرُوا۟ ٱبۡتِغَاۤءَ وَجۡهِ رَبِّهِمۡ وَأَقَامُوا۟ ٱلصَّلَوٰةَ وَأَنفَقُوا۟ مِمَّا رَزَقۡنَـٰهُمۡ سِرࣰّا وَعَلَانِیَةࣰ وَیَدۡرَءُونَ بِٱلۡحَسَنَةِ ٱلسَّیِّئَةَ أُو۟لَـٰۤىِٕكَ لَهُمۡ عُقۡبَى ٱلدَّارِ)
[سورة الرعد 22]

(وَٱلَّذِینَ صَبَرُوا۟ ٱبۡتِغَاۤءَ وَجۡهِ رَبِّهِمۡ وَأَقَامُوا۟ ٱلصَّلَوٰةَ وَأَنفَقُوا۟ مِمَّا رَزَقۡنَـٰهُمۡ سِرࣰّا وَعَلَانِیَةࣰ وَیَدۡرَءُونَ بِٱلۡحَسَنَةِ ٱلسَّیِّئَةَ أُو۟لَـٰۤىِٕكَ لَهُمۡ عُقۡبَى ٱلدَّارِ)
[سورة الرعد 22]

(قُل لِّعِبَادِیَ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ یُقِیمُوا۟ ٱلصَّلَوٰةَ وَیُنفِقُوا۟ مِمَّا رَزَقۡنَـٰهُمۡ سِرࣰّا وَعَلَانِیَةࣰ مِّن قَبۡلِ أَن یَأۡتِیَ یَوۡمࣱ لَّا بَیۡعࣱ فِیهِ وَلَا خِلَـٰلٌ)
[سورة إبراهيم 31]

(۞ ضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلًا عَبۡدࣰا مَّمۡلُوكࣰا لَّا یَقۡدِرُ عَلَىٰ شَیۡءࣲ وَمَن رَّزَقۡنَـٰهُ مِنَّا رِزۡقًا حَسَنࣰا فَهُوَ یُنفِقُ مِنۡهُ سِرࣰّا وَجَهۡرًاۖ هَلۡ یَسۡتَوُۥنَۚ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِۚ بَلۡ أَكۡثَرُهُمۡ لَا یَعۡلَمُونَ)
[سورة النحل 75]

(إِنَّ ٱلَّذِینَ یَتۡلُونَ كِتَـٰبَ ٱللَّهِ وَأَقَامُوا۟ ٱلصَّلَوٰةَ وَأَنفَقُوا۟ مِمَّا رَزَقۡنَـٰهُمۡ سِرࣰّا وَعَلَانِیَةࣰ یَرۡجُونَ تِجَـٰرَةࣰ لَّن تَبُورَ)
[سورة فاطر 29]
عن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم: فضلُ صلاةِ اللَّيلِ على صلاةِ النَّهارِ كفضلِ صدقةِ السِّرِّ على صدَقةِ العلانيةِ

 أخرجه الطبراني (١٠/٢٢١) (١٠٣٨٢)، وأبو نعيم في «حلية الأولياء» (٤/١٦٧)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (٣٠٩٨)

  ٢٠- [عن أبي أمامة الباهلي:] إنَّ أغبطَ أوليائي عندي لمؤمنٌ خفيفُ الحاذِ ذو حظٍّ من الصلاة أحسنَ عبادةَ ربه وأطاعه في السرِّ وكان غامضًا في الناسِ لا يشار إليه بالأصابعِ وكان رزقُه كفافًا فصبر على ذلك ثم نقر بإصبعَيه فقال عُجِّلت منيتُه قلَّتْ بواكيهِ قلَّ تراثُه.
الترمذي (ت ٢٧٩)، سنن الترمذي ٢٣٤٧  •  حسن

 ١٢- [عن أبي هريرة:] ركعتانِ بسِواكٍ أَفْضَلُ من سَبْعِينَ ركعةً بغيرِ سِواكٍ، ودَعْوَةٌ في السِّرِّ أَفْضَلُ من سَبْعِينَ دعوةً في العَلانِيَةِ، وصَدَقَةٌ في السِّرِّ أَفْضَلُ من سَبْعِينَ صَدَقَةً في العَلانِيَةِ
الألباني (ت ١٤٢٠)

 ٣١- [عن معاوية بن حيدة:] إنَّ صدَقةَ السِّرِّ تُطفِئُ غضَبَ الرَّبِّ تبارَك وتعالى
الطبراني (ت ٣٦٠)

 ٥٠- [عن معاذ بن جبل:] عن مُعاذِ بنِ جَبَلٍ أنَّ النَّبيَّ ﷺ لمّا بعَثَه إلى اليَمَنِ مشى معه أكثَرَ مِن مِيلٍ يُوصيه، فقال: يا مُعاذُ، أُوصيكَ بتَقوى اللهِ العَظيمِ، وصِدقِ الحديثِ، وأداءِ الأمانةِ، وتَركِ الخيانةِ، وخَفضِ الجَناحِ، ولِينِ الكَلامِ، ورَحمةِ اليَتيمِ، والتَّفَقُّهِ في الدِّينِ، والجَزَعِ مِن الحِسابِ، وحُبِّ الآخِرةِ، يا مُعاذُ، ولا تُفسِدَنَّ أرضًا، ولا تَشتِمْ مُسلِمًا، ولا تُصدِّقْ كاذِبًا، ولا تُكذِّبْ صادِقًا، ولا تَعصِ إمامًا عادِلًا، يا مُعاذُ، أُوصيكَ بذِكرِ اللهِ؛ -يَعني: عِندَ كلِّ حَجَرٍ وشَجَرٍ- وأنْ تُحدِثَ لكلِّ ذَنبٍ تَوبةً، السِّرُّ بالسِّرِّ، والعَلانيةُ بالعَلانيةِ، يا مُعاذُ، إنِّي أُحِبُّ لكَ ما أُحِبُّ لنَفْسي، وأكرَهُ لكَ ما أكرَهُ لها، يا مُعاذُ، إنِّي لو أعلَمُ أنّا نَلتَقي إلى يَومِ القِيامةِ لأَقصَرتُ لكَ الوَصيَّةَ، يا مُعاذُ، إنَّ أحَبَّكم إليَّ مَن لَقِيَني يَومَ القِيامةِ على مِثلِ الحالةِ التي فارَقَني عليها. وكتَبَ له في عَهدِه أنْ لا طَلاقَ لامرئٍ فيما لا يَملِكُ، ولا عِتقَ فيما لا يَملِكُ، ولا نَذرَ في مَعصيةٍ، ولا في قَطيعةِ رَحِمٍ، ولا فيما لا يَملِكُ ابنُ آدَمَ، وعلى أنْ تأخُذَ مِن كلِّ حالِمٍ دينارًا أو عَدلَه مَعافِرَ، وعلى ألّا تَمَسَّ القرآنَ إلّا طاهِرًا، وأنَّك إذا أتَيتَ اليَمَنَ يسألونَكَ نَصاراها عن مِفتاحِ الجنَّةِ. فقُلْ: مِفتاحُ الجنَّةِ لا إلهَ إلّا اللهُ وَحدَه لا شَريكَ له.
من أدعية النبي صلى الله عليه وسلم بعد الوضوء : " اللهم اغفر لي ذنبي ووسع لي في داري وبارك لي في رزقي " .

من معاني ووسع لي في داري أي جماعة المؤمنين .
4:27 م
انت ملاحظ انو اصعب أيام مرّت على الناس هي من بعد اعلان البيعة في ٢٠١٨ الى اليوم . بداية بالصيحة المدممة .السنتين الأخيرة كانت صعبة .
 
د محمد ربيع : 

نعم أحسنت يا يوشع بن نون الحبيب

د محمد ربيع :
احرص قدر المستطاع على ارتداء الكمامة و تدابير الوقاية و التباعد الاجتماعي يا حبيب اليوسفيين.
الحقيقة ان الأيام الصعبة على المسلمين العرب و الأحمديين عامة بدات منذ 10=10=2010 يوم بيعتي للمسيح الموعود

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق