يوشع بن نون :
صلاة الجمعة ٢٠٢١/١/٢٢
================
صلاة الجمعة لخليفة المسيح الموعود السادس سيدنا يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام بتاريخ ٢٠٢٠١/١/٢٢
يقول سيدنا يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام : السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته . أذان .
قام شهاب اليوسفيين برفع الأذان :
الله اكبر الله اكبر
الله اكبر الله اكبر
اشهد ان لا اله الا الله
اشهد ان لا اله الا الله
اشهد ان محمدا رسول الله
اشهد ان محمدا رسول الله
حى على الصلاة
حى على الصلاة
حى على الفلاح
حى على الفلاح
الله اكبر الله اكبر
لا اله الا الله
ثم قام سيدنا يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام خطيبا فقال : الحمد لله - الحمد لله وحده - الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد و من تبعه من أنبياء عهده و بعد : لدينا اليوم إكمال لحديث المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام من كتابه العظيم نور الحق يقول المهدي الحبيب : " والذي نفسي بيده.. إن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أراد قطُّ في هذا المقام وأمثالِه مِن نزول عيسى وغيره إلا معاني تأويلية .
يقول المسيح الموعود في الحاشية : " الفائدة: لو كان المراد من نزول عيسى نزولَه بذاته لقال رسول الله ص سيرجع، وما قال إنه سينـزل، فإن لفظ الرجوع مناسب للذي يَقدُم بعد الذهاب. "
فلا تعجَلْ ولا تُعِنْ فتنَ المفسدين. هذا هو القول الحق، فاقبَلوا كلمة الحق ولو خرج من فم طفل، فإن السعادة كلها في قبول الحق، فطوبى للذين يقبلون الحق خاضعين. والذين عادَونا فلا يقبلون الحق مع أنه ليس فيه دقّة وإغماض، بل هم يعلمون في قلوبهم أنه الحق المبين. وإذا قيل لهم آمِنوا بالحق الذي تبيّنَ، وبالمعاني التي حصحصت صحتها، قالوا أنؤمن بأمور تخالف أقوال أسلافنا؟ وإنْ كان أسلافهم من الخاطئين المخطئين؟ ونرى أنهم قد خُنقوا، وأن ثلوج البخل قد تساقطت على أرض قلوبهم بشدّتها ومُداكاتها، فخنقتْ شَطْأَها، وردِفها حَصَى التعصب، فسُحقت الاستعدادات تحتها كالحديد تحت مطرقة القَين، أو القطنِ تحت مطرقة الطارقين. والعجب منهم ومن عقلهم أنهم يرون بأعينهم أن كلماتهم الباطلة المضلّة قد أضرّت الإسلام إضرارًا عظيما، والناس باستماعها يخرجون من دين الله أفواجا ويلتحقون بالنصارى بما سمعوا من صفات المسيح وعصمته الخاصة وخلوده إلى هذا الوقت، وقدرته الكاملة في الخَلق والإحياء على قدرٍ ما وُجِدَ مثله في أحد من النبيين. ويشاهدون - هذه العلماء - هذه المفاسد كلها ثم لا يتنبهون، ولا يرتجف فؤادهم، ولا تذوب أكبادهم، ولا يأخذهم رحم ورقّة على أمّة النبي. ونبكي عليهم ونصرخ صرخة متموّجة، فلا يسمع أحد بكاءنا ولا صراخنا، بل يُكفّروننا مغتاظين.
وإنما مثلنا في هذه الأيام.. أيامِ غربة الإسلام.. كمثل خابط في واد في الليلة المظلمة، أو صارخ في اللظى المضرمة، فلا نجد مُغيثًا من قومنا إلا الواحد الذي هو رب العالمين. وإنا يئسنا منهم غاية اليأس كأنّا وضعناهم في قبورهم. قلنا مرارًا فما سمعوا، وأيقظنا إنذارًا فما استيقظوا، وخضعنا أطوارًا فما خضعوا، فقلنا اخسأوا خسئًا.. إن الله غني عنكم ولا يعبأ بكم، وسيأتي بقوم ينصرون دينه ويحبّون الصادقين.
فحاصل الكلام.. إني إذا رأيت هذه الأمراض والسموم ساريةً في عروق أكثر علماء الهند، ورأيتهم في غُنْية من كتاب الله ورسوله، بل رأيتهم ضاربين بعود ومزمار آخر، وكلُّ أحد منهم زمّارٌ بما عنده من الخيالات الباطلة، وارتضى بمعازفه النفسانية متمسّكا بها، ولا يتوبون ولا يتندّمون، بل أراهم يصرّون ويفخرون على جهلاتهم ويصفّقون بالأيادي فرحين، ويكفّرون المؤمنين مجترئين كأنهم في مأمن من مؤاخذة الله ومحاسباته، وكأن الله لا يسأل عنهم ولا يقول لِم قفوتم ما لم يكن لكم به علم، ولا يُنبّئهم بما في صدورهم في يوم! كلا، بل إنهم من المسؤولين. ورأيت أن الفتن ليست محدودة إلى أنفسهم، بل العامة قد اجتمعوا على صفيرهم، واغترّوا بتقاريرهم اليابسة الملمَّعة، فاشتعل غيظ العامة علينا، وتبوّغَ دمهم بتهييج المفترين، وحسبوهم عالِمين متديّنين صادقين.
فلمّا زُلزلت أرض الهند كلها، وأحسستُ من العلماء البخل والحسد، وضعتُ في نفسي أن أُعرض عنهم فارًّا إلى مكة، وأن أتوجّه إلى صُلحاء العرب ونخباء أُمِّ القُرى الذين خُلقوا من طينة الحرية، وتفوّقوا دَرَّ الأهلية، فألقى الله في قلبي عند مسّ هذه الحاجة أن أؤلّف كتبا في لسان عربي مبين. فألّفتُ بفضل الله ورحمته وتوفيقه كتابا اسمه التبليغ(1)، ثم كتابا آخر اسمه التحفة(2)، ثم كتابا آخر اسمه كرامات الصادقين(3)، ثم ألّفتُ بعدها حمامة البشرى(4)، فيه بشرى للذين يطلبون الحق وتفصيل كلُّ ما قلنا من قبل، والتي تنهالُ من تلك الرسائل متفرّقا يُعطي هذا الكتابُ مجتمعا للجائعين؛ ونِسبتُه إليها كنسبة شجرة إلى بذرها، وجاء بحمد الله حسَنًا مبسوطا مُباركا. وأما ثمن هذه الكتب فهي هدية لبلاد الحجاز وبلاد الشام والعراق والمصريين والأفريقيين كلهم، ولكل من كان عالما منصفا مع صفر اليد. وأما غيرهم فعليهم إن أرادوا اشتراءها أن يُرسلوا روبية في ثمن "الحمامة"، وكذلك في ثمن "الكرامات"، ونصفها في ثمن "التبليغ"، وآنَتينِ "للتحفة" إن كانوا مشترين. وإنّا نقصنا آنةً من ثمن "التحفة" رعايةً للشائقين.
وما ألّفتُ هذه الكتب إلا لأكباد أرض العرب، وكان أعظم مراداتي أن تشيع كتبي في تلك الأماكن المقدسة والبلاد المباركة، فرأيت أن شيوع الكتب في تلك البلاد فرعٌ لوجود رجل صالح يُشيعها، وأيقنت أن شهرة كتبي وانتشارها في صلحاء العرب أمر مستحيل من غير أن يجعل الله من لدنه ناصرا منهم ومن إخوانهم. فكنت أرفع أكُفَّ الضراعة والابتهال لتحصيل هذه المُنْية، وتحقيق هذه البُغْية، حتى أُجيبتْ دعوتي، وأُعطيتْ لي بُغْيتي، وقاد إليَّ فضل الله رجلا ذا علم وفهم ومناسبة ومن علماء العرب ومن الصالحين. ووجدته طيّب الأعراق كريم الأخلاق، مطهّرةµ الفطرة لَوْذَعِيًّا ألْمَعِيًّا ومن المتقين. فابتهجتُ بلقائه الذي كان مرادي ومدعائي، وحسبتُه باكورةَ دعائي، وتفاءلت به بخير يأتي وفضل يحمي، وازدهاني الفرح وصرت يومئذ من المستبشرين، فهنّيتُ نفسي هنالك وشكرتُ الله وقلتُ الحمد لك يا رب العالمين.
وتفصيل ذلك أن شابًّا صالحا وَسِمًا (((اي فيه سمة الصلاح))) جاءني من بلاد الشام، أعني من طرابلس، وقاده الحكيم العليم إليَّ ولبث عندي إلى سبعة أشهر، أعني إلى هذا الوقت، فتوسّمتُ فيه الخير والرشد، ووجدت في مِيْسَمه أنوار الصلاح، ورأيت فيه سِمة الصالحين. ثم أمعنتُ في حاله وقاله وتفحصت مِن ظاهره وباطن أحواله بنور أُعطيَ لي وإلهام قُذف في قلبي، فآنستُ حسن تقاته ورزانة حصاته، ووجدتُه رجلا صالحا تقيّا راكلا على جذبات النفس وطارِدَها ومن المرتاضين. ثم أعطاه الله حظًّا من معرفتي فدخل في المبايعين. وقد انفتح عليه باب عجيب من معارفنا وألّف كتابا وسمّاه: "إيقاظ الناس"، وهو دليل واضح على سعة عمله، وحجة منيرة على إصابة رأيه، ويكفي لكل مُمار في مضمار. ولما أفضى في تأليف ذلك الكتاب جمع عنده كثيرا من كتب الحديث والتفسير، وفكّر فكرا عميقا في كل أمر، فهو دَرُّ أفكاره، ونور أنظاره، وليس علامةُ العارف من دون المعارف. وإني إذا قرأتُ كتابه وتصفحت أبوابه ورفعت جلبابه، فاستملحتُ بيانه، ومدحتُ شأنه، وما وجدت فيه شيئا شانَه، وأدعو أن يشيع الله كتابه مع كتبي، ويضع فيه قبوليّةً ويُدخل فيه روحا منه، ويجعل أفئدة من الناس تهوي إليه، وجزاه في الدارين وبارك في مقاصده ويدخله في المقبولين.
((( انظروا إلى تواضع الإمام المهدي الحبيب هو الأن يسوي نفسه الشريفة بأحد صحابته هو محمد سعيد الطرابلسي كذلك كان يشيع كتب نور الدين الخليفة الأول وكان يعتمد على عبد الكريم السيالكوتي في محاضراته وفي بعض مؤلفاته وهو لم يكن يتكبر على أصحابه وكان يستعين بهم ويتواضع لهم ولكن الله رفعه بينهم قدرا ))) .
يقول الإمام المهدي : " ولما فرغ من تأليف كتابه حمله إخلاصه على أن يكون مُبلِّغَ معارفنا إلى علماء وطنه، ويخبر فيهم عن أخبارنا، ويكون مناديا ويطلق نداءً في كل ناحية، ويُشيع الكتب ليتضح الأمر على أهل تلك البلاد، وهذا هو المراد الذي كنا ندعو له في الليل والنهار. وأرى أنه رجل صادق القول والوعد، يتّقي الفضول في الكلام، ولا يرتع اللسان في كل مرتع بإطلاق الزمام. "
((( كان الإمام المهدي يمدح عدم اللغو ويمدح الميل إلى الصمت وقلة الكلام ويمدح جوامع الكلم والكلام في المقام )))
يقول الإمام المهدي : " ولقد أدخل الله حُبَّنا في قلبه، فيحبّنا ونحبّه، وكلّ ما وعد هذا الرجل وتكلّمَ فأتيقّنُ أنه هو أهله، وسينجز كما وعد، وأرجو أن يجعله الله سببا لريع بذرنا، وسوغ حلبنا، وهو أحسن المسبّبين.
ورأيتُ أنه رجل مرتاض صابر لا يشكو ولا يفزع، ورأيت مرارا أنه يقنع على أدنى المأكولات والملبوسات، ولو لم يكن لحاف فلا يطلبه، بل يدفع البرد من التضحي واصطلاء الجمر، ولا يسأل تعفّفًا. ووجدتُ فيه آثار الخشوع والحلم والإنابة ورقّة القلب، والله أعلم وهو حسيبه. وما قلت إلا ما رأيت، فلا تعجبوا من رحمة الله أن تكفكِفَ ما دَهَمَنا مِن حرج بسعي هذا الرجل، والله يفعل ما يشاء، لا مانع لما أراد، ولا رادّ لما جاد، وهو حافظُ دينه وناصر كل من ينصر الدين. "
ثم جلس سيدنا يوسف بن المسيح قليلا ثم تابع الخطبة فقال : الحمد لله - الحمد لله وحده - الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد و من تبعه من أنبياء عهده و بعد : " واعلموا أيها الإخوان أن أمر إشاعة الكتب في ديار العرب وتبليغ معارف كتبنا إليهم ليس بشيء هيّن، بل أمر ذو بال لا يُتمّه إلا من هو أهله، فإن هذه المسائل الغامضة التي كُفِّرْنا وكُذِّبْنا لها لا شك أنها تصعُب على علماء العرب كما صعبتْ على علماء هذه الديار، لا سيما على أهل البوادي الذين لا يعلمون دقائق الحقيقة، ولا يتدبّرون حق التدبّر، أنظارهم سطحية وقلوبهم مستعجلة، إلا قليل منهم الذين أنار الله فطرتهم وهم من النادرين. فلأجل تلك المشكلات التي سمعتم.. اقتضت المصلحة الدينية أن نتخيّر لهذا الأمر عالِمًا مذكورا الذي اسمه محمد سعيدي النشار الحميدي الشامي.
يقول المسيح الموعود في الحاشية :" مسكنه طرابلس "شام" مُلك "سيريَه"، ويُقال لها باللغة الإنجليزية تربولي، وهي مدينة عظيمة على ساحل بحر الروم بينها وبين بيروت ثلاثون أكواسًا. "
ولا شك أن وجوده لهذا المهمّ من المغتنمات، ومجيئه عندنا مِن فضل قاضي الحاجات، وهو خيرٌ قلبًا ونِعْمَ الرجل، مع أن الضرورة قد اشتدت، فلعل الله يصلح أمرنا على يديه، وهو بهذا التقريب يصل وطنه وينجو من تكاليف السفر العنيف، ويتخلّص من مُفارقة المألف والأليف، وتُؤجَرون عليه من الله الرحيم اللطيف. وما قلتُ إلا لله وما أنا إلا ناصح أمين.
والذين يظنون أن أهل العرب لا يقبلون ولا يسمعون، فليس عندنا جوابُ هذا الحمق مِن غير أن نحولق على قولهم ونسترجع على فهمهم. ألا يعلمون أن العربيِّين سابقون في قبول الحق من الزمان القـديم؟ بل هم كالأصل في ذلك وغيرهم أغصانهم. ثم نقول إن هذا فعلُ الله رحمةً منه، والعرب أحق وأولى وأقرب برحمته، وإني أجد ريح فضل الله، فلا تتكلموا بكلمات اليأس ولا تكونوا من القانطين. ولا تظنوا ظن السوء، وإن بعض الظن إثم، فاتقوا الظنون الفاسدة التي تتزعّجُ منها أرضُ إيمان الظانين وتنـزعجُ النيّة الصالحة، وتكثُر وساوس الشياطين. وقوموا متوكلا على الله وقَدِّموا من خير ما استطعتم، وأَعِدُّوا لأخيكم مِن زادٍ يكفيه لسفره البحري والبري، وكان الله معكم ووفّقكم وهو خير الموفِّقين.
فنرجو مِن إخلاص أهل الثروة والمقدرة أن يتوجهوا إلى اهتمام هذا الأمر بكل القلب وكل الهمّة، ولا حاجة إلى أن نُكثِر القول ونبالغ في الكلام ونستنهض همم الأحبّاء والمخلصين ببيانات مملوءة من التكلفات، فإنّا نعلم أن الإشارة كافية لأحبّائنا المتصدّقين. فليُعط كل أحد منهم بقدر قدرته التي أعطاه الله ولا يستحي ولا يحتشم من أن ينفح بالقليل، وليعلم أن الغرض أن يُعطي ولو كانت فلسة أو ربعه أو أقلّ من الفتيل. ومن كان ذا عيشة خضراء فليعط بقدر حيثيّته إن شاء، وما هذا إلا عملُ طلاّبِ وجه الله، ومن يعمل مثقال ذرة خيرا يره، ويبارك الله في ماله وأهله وعياله، وما تنفقون في سبيل الله فهو عائد إليكم في الدنيا والآخرة ولا ترون خسرا.
((( هذا دليل من كلام المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام أنه لا تحديد للتبرعات للجماعة في إطار جماعة المؤمنين المحدد فقط يكون الزكوات المفروضات هذا دليل من كلام المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام وهو مصداقا لما ذهبنا إليه من قول ))) يقول الإمام المهدي الحبيب : فإن أعطيتم بذرًا فلكم زراعةٌ، وإن أعطيتم قطرةً فلكم بحرٌ فضلا من عند الله، والله لا يضيع أجر المحسنين. أم حسبتم أن تُغفَروا ويرضى عنكم ربكم ولما يجَدْكم ساعين لمرضاته والطائعين كالمخلصين. أيها الرجال! اتقوا الله وكونوا من الذين يُؤْثِرونه على أنفسهم، واعلموا أن الله مع المتقين. إنما أموالكم وأولادكم فتنة، وينظر الله أتحبونه أو تحبون أشياء أخرى، وستُبعَدون عن هذه اللذات ولا تبقى هذه المجالس ونظّارتها، ثم تُرجَعون إلى الله وتُسألون عما عملتم وعما جاهدتم في سبله. فقوموا أيها الناس قوموا، الوقت يذهب. قوموا سريعا ولا تقعدوا مع المترَفين. ولسنا بالموجب حقًّا لمن لا يوجب الحق على نفسه، ولا يُكلّف الله نفسا إلا وُسعها وما أنا من المتكلفين. وما أتوجه إلا إلى الذي يصدُقني الوُدَّ، وأترك الذي منعه البخل فصدَّ، ولحِق بالذين بخلوا فرُدَّ، وعُدَّ من المخذولين.
وليعجل المرسِلون للإرسال فإن الوقت ضيّق، والضيف العزيز مستعدّ للسفر. وقد وجب علينا إعلام المتغفلين بأسرع أوقات، فلا ينبغي أن تقعدوا كسالى بعدما بينتُ لكم ضرورة هذا الأمر، فقدِّموا للمعاضدة ولا تأخّروا، وانفُضوا أيديكم تُؤجَروا، وكونوا في سبيل الله سابقين. ولْيُرسِلْ ههنا في قاديان مَن كان مُرسِلاً من درهم أو دينار، وليبيّنْ في مكتوبه أنه أرسل له، بل الأولى أن يرسل إليه باسمه بلا واسطتي ليجمع عنده كل ما يجيء، وليطمئن به قلبه. وإن أنفَسَ القُرُبات إعلاءُ كلمة الإسلام، وهذا وقته، فلا تضيّعوا وقتكم، وقوموا كالخادمين.
أيها المسلمون! فِرّوا إلى الله، واتقوا الفتن التي هاجت وماجت حولكم وفيكم، واعملوا عملاً يرضاه ليكون لكم زلفى لديه، ولتأخذكم رقّةٌ على دينكم فإنه ضعُف وبدأ الشيب بفَوْدَيه، والشيب غير طبعي حدَث من نوازل الحادثات والتكاليف المتتابعات، ولينظر كل أحدٍ منكم عملَه، وليُفتّش خطراتِه، وليَزِنْ بِضاعتَه التي أعدّها للآخرة، ولينقدْ دراهمه التي جمعها لذلك السفر، هل هي وازنة جيدة أو مغشوشة ناقصة، ولا يخدع نفسه، ولا يُغرِّرْ بنفسه من المغشوشات، وليتداركْ قبل ذهاب الوقت، ولا تقعد كالغافلين.
أيها الناس! زَكُّوا نفوسكم، وطهِّروا صدوركم، ولا تُفرِحْكم جيفةُ الدنيا وشحومها، ولا تجلبكم إليها كِلابها، ولا تموتوا إلا مسلمين مطهَّرين. ولا تتقوا لعن المخلوق فإنه سهل هيّن، واتقوا لعن اللاعن الذي يسوِّد الوجوه لعنُه ويُلقي في هُوّة السافلين. هذا ما أوصيناكم فتذكّروا ما أوصينا، واشهدوا أنّا بلّغْنا، والله خير الشاهدين. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
وأقم الصلاة.
ثم قام بلال اليوسفيين بإقامة الصلاة وصلى نبي الله الجمعة ركعتين وقرء في الركعة الأولى سورة الفاتحة والوجه الرابع من سورة فاطر .
بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ * ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَـٰلَمِینَ * ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ * مَـٰلِكِ یَوۡمِ ٱلدِّینِ * إِیَّاكَ نَعۡبُدُ وَإِیَّاكَ نَسۡتَعِینُ * ٱهۡدِنَا ٱلصِّرَ ٰطَ ٱلۡمُسۡتَقِیمَ * صِرَ ٰطَ ٱلَّذِینَ أَنۡعَمۡتَ عَلَیۡهِمۡ غَیۡرِ ٱلۡمَغۡضُوبِ عَلَیۡهِمۡ وَلَا ٱلضَّاۤلِّینَ .
(وَمَا یَسۡتَوِی ٱلۡأَعۡمَىٰ وَٱلۡبَصِیرُ وَلَا ٱلظُّلُمَـٰتُ وَلَا ٱلنُّورُ وَلَا ٱلظِّلُّ وَلَا ٱلۡحَرُورُ وَمَا یَسۡتَوِی ٱلۡأَحۡیَاۤءُ وَلَا ٱلۡأَمۡوَ ٰتُۚ إِنَّ ٱللَّهَ یُسۡمِعُ مَن یَشَاۤءُۖ وَمَاۤ أَنتَ بِمُسۡمِعࣲ مَّن فِی ٱلۡقُبُورِ إِنۡ أَنتَ إِلَّا نَذِیرٌ إِنَّاۤ أَرۡسَلۡنَـٰكَ بِٱلۡحَقِّ بَشِیرࣰا وَنَذِیرࣰاۚ وَإِن مِّنۡ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِیهَا نَذِیرࣱ وَإِن یُكَذِّبُوكَ فَقَدۡ كَذَّبَ ٱلَّذِینَ مِن قَبۡلِهِمۡ جَاۤءَتۡهُمۡ رُسُلُهُم بِٱلۡبَیِّنَـٰتِ وَبِٱلزُّبُرِ وَبِٱلۡكِتَـٰبِ ٱلۡمُنِیرِ ثُمَّ أَخَذۡتُ ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ۖ فَكَیۡفَ كَانَ نَكِیرِ أَلَمۡ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ أَنزَلَ مِنَ ٱلسَّمَاۤءِ مَاۤءࣰ فَأَخۡرَجۡنَا بِهِۦ ثَمَرَ ٰتࣲ مُّخۡتَلِفًا أَلۡوَ ٰنُهَاۚ وَمِنَ ٱلۡجِبَالِ جُدَدُۢ بِیضࣱ وَحُمۡرࣱ مُّخۡتَلِفٌ أَلۡوَ ٰنُهَا وَغَرَابِیبُ سُودࣱ وَمِنَ ٱلنَّاسِ وَٱلدَّوَاۤبِّ وَٱلۡأَنۡعَـٰمِ مُخۡتَلِفٌ أَلۡوَ ٰنُهُۥ كَذَ ٰلِكَۗ إِنَّمَا یَخۡشَى ٱللَّهَ مِنۡ عِبَادِهِ ٱلۡعُلَمَـٰۤؤُا۟ۗ إِنَّ ٱللَّهَ عَزِیزٌ غَفُورٌ إِنَّ ٱلَّذِینَ یَتۡلُونَ كِتَـٰبَ ٱللَّهِ وَأَقَامُوا۟ ٱلصَّلَوٰةَ وَأَنفَقُوا۟ مِمَّا رَزَقۡنَـٰهُمۡ سِرࣰّا وَعَلَانِیَةࣰ یَرۡجُونَ تِجَـٰرَةࣰ لَّن تَبُورَ لِیُوَفِّیَهُمۡ أُجُورَهُمۡ وَیَزِیدَهُم مِّن فَضۡلِهِۦۤۚ إِنَّهُۥ غَفُورࣱ شَكُورࣱ)
وقرء في الركعة الثانية سورة الفاتحة والوجه الخامس من سورة فاطر .
بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ * ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَـٰلَمِینَ * ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ * مَـٰلِكِ یَوۡمِ ٱلدِّینِ * إِیَّاكَ نَعۡبُدُ وَإِیَّاكَ نَسۡتَعِینُ * ٱهۡدِنَا ٱلصِّرَ ٰطَ ٱلۡمُسۡتَقِیمَ * صِرَ ٰطَ ٱلَّذِینَ أَنۡعَمۡتَ عَلَیۡهِمۡ غَیۡرِ ٱلۡمَغۡضُوبِ عَلَیۡهِمۡ وَلَا ٱلضَّاۤلِّینَ .
(وَٱلَّذِیۤ أَوۡحَیۡنَاۤ إِلَیۡكَ مِنَ ٱلۡكِتَـٰبِ هُوَ ٱلۡحَقُّ مُصَدِّقࣰا لِّمَا بَیۡنَ یَدَیۡهِۗ إِنَّ ٱللَّهَ بِعِبَادِهِۦ لَخَبِیرُۢ بَصِیرࣱ ثُمَّ أَوۡرَثۡنَا ٱلۡكِتَـٰبَ ٱلَّذِینَ ٱصۡطَفَیۡنَا مِنۡ عِبَادِنَاۖ فَمِنۡهُمۡ ظَالِمࣱ لِّنَفۡسِهِۦ وَمِنۡهُم مُّقۡتَصِدࣱ وَمِنۡهُمۡ سَابِقُۢ بِٱلۡخَیۡرَ ٰتِ بِإِذۡنِ ٱللَّهِۚ ذَ ٰلِكَ هُوَ ٱلۡفَضۡلُ ٱلۡكَبِیرُ جَنَّـٰتُ عَدۡنࣲ یَدۡخُلُونَهَا یُحَلَّوۡنَ فِیهَا مِنۡ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبࣲ وَلُؤۡلُؤࣰاۖ وَلِبَاسُهُمۡ فِیهَا حَرِیرࣱ وَقَالُوا۟ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ ٱلَّذِیۤ أَذۡهَبَ عَنَّا ٱلۡحَزَنَۖ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورࣱ شَكُورٌ ٱلَّذِیۤ أَحَلَّنَا دَارَ ٱلۡمُقَامَةِ مِن فَضۡلِهِۦ لَا یَمَسُّنَا فِیهَا نَصَبࣱ وَلَا یَمَسُّنَا فِیهَا لُغُوبࣱ وَٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ لَهُمۡ نَارُ جَهَنَّمَ لَا یُقۡضَىٰ عَلَیۡهِمۡ فَیَمُوتُوا۟ وَلَا یُخَفَّفُ عَنۡهُم مِّنۡ عَذَابِهَاۚ كَذَ ٰلِكَ نَجۡزِی كُلَّ كَفُورࣲ وَهُمۡ یَصۡطَرِخُونَ فِیهَا رَبَّنَاۤ أَخۡرِجۡنَا نَعۡمَلۡ صَـٰلِحًا غَیۡرَ ٱلَّذِی كُنَّا نَعۡمَلُۚ أَوَلَمۡ نُعَمِّرۡكُم مَّا یَتَذَكَّرُ فِیهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَاۤءَكُمُ ٱلنَّذِیرُۖ فَذُوقُوا۟ فَمَا لِلظَّـٰلِمِینَ مِن نَّصِیرٍ إِنَّ ٱللَّهَ عَـٰلِمُ غَیۡبِ ٱلسَّمَـٰوَ ٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۚ إِنَّهُۥ عَلِیمُۢ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ)
ثم جمعَ صلاة العصر .
===============
والحمد لله رب العالمين .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق