الأحد، 4 أبريل 2021

صلاة الجمعة 2 = 4 =2021

 
 
 
يوشع بن نون :
 
صلاة الجمعة ٢٠٢١/٤/٢
================
صلاة الجمعة لخليفة المسيح الموعود السادس سيدنا يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام بتاريخ ٢٠٢٠١/٤/٢
يقول سيدنا يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام : السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته . أذان .
قام بلال اليوسفيين برفع الأذان :
الله اكبر الله اكبر
الله اكبر الله اكبر
اشهد ان لا اله الا الله
اشهد ان لا اله الا الله
اشهد ان محمدا رسول الله
اشهد ان محمدا رسول الله
حى على الصلاة
حى على الصلاة
حى على الفلاح
حى على الفلاح
الله اكبر الله اكبر
لا اله الا الله
ثم قام سيدنا يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام خطيبا فقال : الحمد لله الحمد لله وحده الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد و من تبعه من أنبياء عهده و بعد : لدينا اليوم إكمال لحديث المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام من كتاب نور الحق يقول الإمام المهدي الحبيب يفصّل الإمام المهدي الحبيب في آية الخسوف والكسوف فيقول : " وأمّا تفصيل الكلام في هذا المقام، فاعلموا يا أهل الإسلام وأتباع خير الأنام، أن الآية التي كنتم تُوعَدون في كتاب الله العلاّم، وتُبشَّرون مِن سيد الرسل نورِ الله مُزيلِ الظلام.. أعني خسوف النَّــيِّريْنِ في شهر رمضان الذي أُنزل فيه القرآن، قد ظهر في بلادنا بفضل الله المنّان، وقد انخسف القمر والشمس وظهرت الآيتان، فاشكروا الله وخرّوا له ساجدين.
وإنّكم قد عرفتم أن الله تعالى قد أخبر عن هذا النبأ العظيم في كتابه الكريم، وقال للتعليم والتفهيم: (فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ * وَخَسَفَ الْقَمَرُ * وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ * يَقُولُ الإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ)، فتَفكَّروا في هذه الآية بقلب أسلم وأطهر، فإنه من آثار القيامة لا من أخبار القيامة كما هو أجلى وأظهر عند العاقلين. فإن القيامة عبارة عن فساد نظام هذا العالم الأصغر وخلقِ العالم الأكبر، فكيف يقع في حالة الفَكِّ الخسوفُ الذي تعرفون،باليقين لا بالشك، عِلَلَه وأسبابه، وتفهمون مواقعه وأبوابه؟ وكيف يظهر أمرٌ لازم للنظام بعد فَكِّ النظام والفساد التام؟ فإنكم تعلمون أن الخسوف والكسوف ينشآن من أشكال نظاميةٍ وأوضاعٍ مقرّرة منتظمة، على أوقات معيّنة وأيّام معروفة مبيّنة، فكيف يُعزَى وقوعها إلى ساعةٍ لا أنسابَ فيها ولا أسباب، ولا نظامَ ولا إحكام؟ فانظروا إن كنتم ناظرين.
ثم من لوازم الكسوف والخسوف أن يرجع القمر والشمس إلى وضعهما المعروف، ويعودا إلى سيرتهما الأولى، وفي هويّتهما داخلٌ هذا المعنى،وأمّا تكوير الشمس والقمر في يوم القيامة فهي حقيقة أخرى، ولا يُرَدُّ فيهما نورُهما إلى حالة أولى، بل لا يكون وقوعه إلا بعد فكّ النظام والفساد التام وهدم هذا المقام، وما سمّاه الله خسوفا وكسوفا بل سماه تكويرا أو كشط الأجرام، كما أنتم تقرأون في كلام الله العلاّم. فثبت من هذا الكلام عند الخواص والعوام، أن ما ذُكر من الآية في هذه الآية فهو يتعلّق بالدنيا لا بالآخرة، وعَزْوُه إلى القيامة بناءً على الرواية خطأٌ في الدراية، بل هو خبر من أخبار آخر الزمان وقربِ الساعة واقتراب الأوان كما لا يخفى على المتدبّرين.
ويؤيده ما جاء في الدارقطني عن محمدٍ الباقر بن زين العابدين قال: "إن لمهدينا آيتين لم تكونا منذ خَلْق السماوات والأرض، ينكسف القمر لأول ليلة من رمضان وتنكسف الشمس في النصف منه". وأخرج مثله البيهقيُّ وغيره من المحدّثين. وقال صاحب الرسالة الحشرية "شاه رفيع الدين الدهلوي" الذي هو جليل الشأن من علماء الملّة إن جماعة من أهل مَكّة يعرفون المهدي بالتفرس التام، وهو يطوف بين الركن والمقام، فيبايعونه وهو كارهٌ من بيعة الأنام.
وعلامة هذه القصة عند محدّثي الملّة أن القمر والشمس ينكسفان في رمضان خلا قبل تلك الواقعة.
وأمّا نحن فما اطلعنا على مسانيد تلك الآثار، وطرق توثيق هذه الأخبار، إلا على القدر المشترك الذي عرفناه بتواتر الرواية وحسن الدراية ومشاهدة الواقعة وقيام البرهان، وقد وافقَه نصوصُ القرآن ولو بإجمال البيان. ومع ذلك نرى هذه الآثار وقد ظهر في أهل مكة غَلْيٌ يُصدِّق هذه الأخبار. وقرأتُ في مكتوب أنهم ينتظرون الخسوف والكسوف بالانتظار الشديد، ويرقُبونهما رِقْبةَ هلالِ العيد. وما بقي فيها بيت إلا وأهله ينامون ويستيقظون في هذه الأذكار، فهذا تحريك من الله الذي أراد إشاعة هذه الأنوار. وإني أرى أن أهل مكة يدخلون أفواجًا في حِزب الله القادر المختار، وهذا من ربّ السماء وعجيب في أعين أهل الأرضين.
وذكَر بعض المتأخّرين أن القمر ينخسف في الثالث عشر من ليلة رمضان، والشمس في السابع والعشرين، ولا منافاة بينه وبين ما روى الدارقطني إلا قليلا عند المتفكرين. فإن عبارة الدارقطني تدل بدلالةٍ صريحة وقرينة واضحة صحيحة، على أن خسوف القمر لا يكون في أول ليلة رمضان أصلاً، ولا سبيل إليه جزمًا وقطعًا، فإن عبارته مقيّدة بلفظ القمر، ولا يُطلق اسم القمر على هذا النَّـيِّر إلا بعد ثلاث ليال إلى آخر الشهر، وسُمّي قمرًا في تلك الأيام لبياضه التام، وقبل الثلاث هلال وليس فيه مقال، وهذا أمر (((يقول المسيح الموعود في الحاشية : " قال صاحب تاج العروس: يُسمى القمر لليلتين مِن أوّل الشهر هلالا. وفي الصحاح: القمر بعد ثلاث إلى آخر الشهر. وقال بعضهم الهلال إلى سبع. وقال أبو إسحاق: والذي عندي وما عليه الأكثر أن يُسمّى هلالا ابن ليلتين، فإنه في الثالثة يتبين ضوؤه." )))
وقبل الثلاث هلال وليس فيه مقال، وهذا أمر اتفق عليه العرب كلُّهم وجُلُّهم إلى هذا الزمان، وما خالفه أحد من أهل اللسان، ولا ينكره إلا مَن فُقدت بصيرته وماتت معرفته، ولا يخرج كلمةٌ خلاف ذلك مِن فم إلا مِن فمِ غَمْرٍ جاهل، أو ذي غِمْر متجاهل، ولا تسمعها من أفواه العاقلين. فإن كنت في شك فارجع إلى القاموس وتاج العروس والصحاح وكتاب ضخيم المسمى لسان العرب، وجميع كتب اللغة والأدب، وأشعار الشعراء وقصائد النبغاء، ولك منّا ألف من الورق المروّج إنعامًا إن تُثبت خلاف ذلك كلامًا. فلا تُحرِّفْ كلام سيد الأنبياء وإمام البلغاء والفصحاء، واتق الله يا مسكين، ولا تجترئ في شأن أفصَحِ العجم والعرب ومقبول الشرق والغرب. أيفتي قلبُك ويرضى سِرْبُك بأن الأعرف الأفصح الذي أُعْطيَ له الجوامع والكلام الجامع، وجُعلتْ كلماته كلها مملوّة من غُرَرِ الفصاحة ودُرَرِ البلاغة والنوادر العربية، واللطائف الأدبية، واللبوب اللـغوية، والحقائق الحِكْمية، هو يُبتلَى بهذا العثـار، ويترك جزل اللفظ ويختار رقيقًا سَقْطًا غلطًا غير المختار، بل يخالف مُسلَّماتِ القوم ومقبولاتِ بُلغاء الديار، ويصير ضحكةَ الضاحكين؟ ووالله ما يصدر هذا الخطأ المبين والعثار المهين، مِن فطنةٍ خامدة ورويّة ناضبة، فكيف يصدر مِن فارسِ ذلك الميدان، بل سيّد الفرسان؟ ما لكم لا تنظرون عزةَ الله ورسوله يا معشر المجترئين؟ أبُخْلُكم أحبُّ إليكم وأعزُّ لديكم مِن خاتم النبيين؟ ألا تعرفون أن هذا اللفظ في هذا المحل منكَرٌ مجهول لا يُعرَف استعماله في كلمات أهل اللسان، وما أورده قطّ بليغ ولا غير بليغ في موارد البيان، وما أخذه عند اضطرارٍ غبيٌّ حاطبُ ليل، فكيف سلطانُ الفصاحة وسيّدُ خَيلٍ؟ وقد سُبِرَ بذلك غورُ عقلكم ومقدار نقلكم ومبلغ علمكم وفضلكم وحقيقة أدبكم وحديقة حَدَبِكم، فإنكم عزَوتم إلى سيد الأنبياء ما لا تُعزى إلى جهول من الجهلاء، تكاد السماوات تنشقّ من هذا الاجتراء، فاتقوا الله ذا الكبرياء، ولبُّوا دعوةَ الحق تلبيةَ أهل الاهتداء، قد وقع واقع فلا تميلوا إلى المِراء. واتبِعوا قول النبي الذي إشارته حُكْمٌ، وطاعته غُنمٌ، ولا تكونوا من الأشقياء، ولا يفرُطْ وهمُكم إلى الألفاظ مِن غير دواعٍ كاشفةِ الخفاء، بل فَتِّشوا الحقيقة واعرفوا الطريقة بحسن النيّات، ولا تلاعبوا كالصبيان بالأمور الدينيات. وأيّ حرج عليكم أن تقبلوا ما بان كالبديهات وتتركوا طرق الأكاذيب والتمويهات؟ وإنني ناصح أمين، ويراني ربي عالم المخفيات، عارف الصادقين والكاذبين.
عَلَى أَنَّني رَاضٍ بِأَنْ أُظْهِرَ الْهُدَى
وَأُلْحَقَ بِالدَّجّالِ ظُلْمًا مِنَ الْعِدا
فالتأويل الصحيح والمعنى الحق الصريح أن المراد من خسوفِ أوّلِ ليلةِ رمضان أن ينخسف القمر في ليلة أولى من ليال ثلاثٍ يكمُل نور القمر فيها وتُعرَف أيّام البِيض، ولا حاجة إلى البيان. ومع ذلك إشارةٌ إلى أن القمر إذا خسف في الليلة القمراء الأولى فينخسف في أول وقتها لا بعد مرور زمان*، كما هو ظاهر عند زكيّ ذي عرفان. وكذلك خُسِفَ القمر ورآه كثير من أهل هذه البلدان. وحسبُك ما رأيتَ، بل برؤيته صلّيتَ، وتبيّنَ الحق المنير، وتقطّعت المعاذير، فلا تكن من المرتابين.
((( يقول المسيح الموعود في الحاشية : " جاء في بعض الروايات من بعض قليل الدرايات أن الشمس تنكسف في أول ليلة رمضان، ولا يخفى أن هذا أمر بديهي البطلان. وأعجبني شأن تلك الرواة! ألم يكن لهم نظر إلى البديهات؟ ألم يعلموه أن كسوف الشمس لا يكون في الليل بل في النهار؟ وإذا طلعت الشمس فأين الليل يا ذوي الأبصار؟ " )))
أَيَا مَنْ يدَّعِي عَقْـلاً وفَهْـمًا
إِلَى مَا تُؤْثِرَنْ وَعْثًا ووَهْمًا
أَتَحْسَبُ نَارَ غَضْبِ اللهِ رِزْقًا
أَتَجْعَلُ سَهْمَ قَهْرِ اللهِ سَهْمًا
لا يُقال إن الخسوف في أوّلِ وقتِ ليلةِ رمضان ما ظهر إلا في البنجاب وما يليه من البلدان، وما رُئِيَ أثرُه في غير هذه الأماكن فما تمّ البرهان. لأنّا نقول إن المقصد أيضا محدود في هذه البلدان، فإنها هي المظهر للمسيح الموعود والمهدي المسعود، وأمّا الديار الأخرى فلا مهدي فيها ولا عيسى، ولأجل ذلك ما ظهر الخسوف والكسوف في ديار العرب وبلاد الشام، ليزيل الله ظنون العوام، ويُبطل خيالات المبطلين.
والسرّ في ذلك أن مُلْكَنا البنجاب كان في علم الله مَولدًا للمسيح الموعود والمهدي المسعود، فأراد الله أن يهدي الخَلق إليه بتخصيص الإمارات وتعيين العلامات، ليعرفوا المدّعي بالآيات والداعي بالكرامات. وأمّا إذا فرضنا ظهورَ آيات المهدي في مُلكنا هذا وظهورَ المهدي في بلاد أُخرى، فهذا ليس من المعقول، وليس له أثر في المنقول، ومع ذلك لا يوجد فيها مَن ادّعى أنّه مهدي الزمان ومُرسَلُ الرحمن، فتعيّنَ بدليل الخُلْف صدقُنا عند ذوي العرفان.
فيا مُتّبِعَ العثرات والمعائب.. أَمْعِنْ في هذا بالفكر الصائب، لعل الله يخلّصك من شبكة الشيطان، ويسقيك كأس اليقين. ولا تركَنْ إلا أخلاّءِ دنياك، فإنهم يعادونك إذ الله عاداك، فتبقى مخذولا مردودًا وتصير من الملومين.
وكَمْ مِن نَدامَى أدارُوا الكُؤوسَا
وفي آخِرِ الأَمْرِ شَجُّوا الرُّؤوسَا
إِلى ما تُداجِي شريرًا عَمـوسَا
فَدَعْ وَاذْكُرَنْ قَمْطرِيرًا عَبوسَا
ولا تَخْشَ قومًا يُبيدون جِسْمًا
وَخَفْ قَهْرَ ربٍّ يُبيدُ النـفوسَا
فثبت من هذا التحقيق اللطيف أن لفظ النصف الذي جاء في حديث الإمام التقي العفيف، ليس المراد منه كسوف الشمس في نصف ذلك الشهر الشريف كما فهِمه بعضٌ من ذوي الرأي الضعيف وأصرّوا عليه كالغبيّ السخيف والمعاند العِتْرِيف، وما فكّروا كالعاقلين المنصِفين، بل المراد من قوله: "وتنكسف الشمس في النصف منه" أن يظهر كسوفُ الشمس منصِّفًا أيّامَ الانكساف، ولا يُجاوز نصفَ النهار من يوم ثان فإنه هو حدّ الإنصاف. فكما قدّر الله انخساف القمر في أوّل ليلة من أيام الخسوف، كذلك قدّر انكسافَ الشمس في نصف من أيام الكسوف ((( يعني المسيح الموعود بيقول ان القمر أصلا يسمى قمرا في ليال بيض في ليلة الثلاثة عشر والأربعة عشر والخامس عشر من رمضان فحديث الدار قطني لما ان قال ينخسف او ينكسف القمر في اول ليلة من رمضان اي في أول ليلة من ليالي خسوف القمر الي هي هتكون يا ثلاثة عشر يا اربع عشر يا خمس عشر هو انكسف في ليلة ثلاثة عشر القمر في رمضان وكذلك إنكساف الشمس في نصف أيام الكسوف إما ان تكون هي سبعة وعشرين او ثمانية وعشرين او تسعة وعشرين نهار سبعة وعشرين او ثمانية وعشرين او تسعة وعشرين دا الي بيكون فيه علميا إمكانية كسوف الشمس من خلال تغطية القمر لقرص الشمس فلا يعود يظهر قرص الشمس على الأرض بسبب حجب القمر لذلك القرص ولا يكون ذلك علميا إلا في نهار سبعة وعشرين او ثمانية وعشرين او تسعة وعشرين من الشهر العربي الي هو الشهر القمري وبالفعل إنكسف الشمس في نهار ثمانية وعشرين يبقى في النصف اهو )))
يقول المسيح الموعود : " ووقع كما قدّر كما أخبر خير المخبرين. ( فلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا إلا مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ). وهذا نبأ عظيم من أنباء الغيب وأرفعُ من مبلغ العقول، فلا شك أنه حديث من خير المرسلين، وله طرق أخرى تشهد على صحته وصدَّقه القرآن، فلا يُنكره إلا الملحد الفتّان، ولا يكذّبه إلا من كان من الظالمين.
((( يقول المسيح الموعود في الحاشية: قد عرفتَ أن خبر اجتماع الخسوف والكسوف موجود في القرآن الكريم، وجعَله الله من إمارات النبأ العظيم. ويوجد هذا الحديث في كتب أهل التشيع كما يوجد في كتب أهل السنّة، ووجدنا كل حزب عليه متفقين. وكذلك جاء في صحف إشعياء النبي في الإصحاح الثالث عشر، وفي كتاب يوئيل النبي في الإصحاح الثاني، وفي إنجيل متَّى في الإصحاح الرابع والعشرين، ولا حاجة إلى التفصيل، فإن الكتب موجودة فاقرأْها كالمتدبرين .))) يقول المسيح الموعود : وقال المعاندون والعلماء المتعصّبون إن هذا الحديث ليس بصحيح، بل هو قولُ كذّاب وقيح. وما لهم بذلك من علم، كبُرتْ كلمةً تخرج من أفواههم، إن يقولون إلا كذبا، وكذّبوا ما أظهر الله صِدقه وجلّى، ما كان حديثًا يُفترى، ولكن عُمِّيتْ عليهم وطُبِعَ على قلوبهم طبعًا. يا حسرة عليهم! لِم ينكرون الحـق معاندين؟ ما لهم لا يتّقون يوم الدّين؟ ما لهم لا يفكّرون في أنفسهم أنه حديث قد أنار صدقه، ولا يصدّق اللهُ قولَ الكذّابين؟ وما كان الله ليُطلِع على غيبه كاذبًا دجّالا عدوَّ الصادقين، وقد علمتَ ما جاء في كتاب مبين. وكيف يكذّبونه وإن ظهور صدقه يشهد بشهادة واضحة أنه كلامُ رسولٍ صدوقٍ أمين. وكان الإمام محمدٌ الباقر من أئمة المهتدين وفلذةَ الإمام الكامل زين العابدين. وفي سلسلة الحديث رجال من الصادقين الذين كانوا يعرفون الكاذبين وكذبهم وما كانوا مستعجلين. وما كان لهم أن يكتبوا حديثا في صحاحهم وهم يعلمون أنه لا أصلَ له، بل في رُواته رجل من الكذّابين الدجّالين. أخَلَطوا الخبيث بالطيّب بعدما كانوا على خُبثه مستيقنين؟ وإن كان هذا هو الحق فما بال الذين خلطوا قذرًا بالماء المَعين متعمّدين وهم كانوا أوّل عالمٍ بأحوال الرُواة المفترين.. أهُمْ صلحاء عندكم؟ كلا.. بل هم أوّل الفاسقين. ومن أظلم ممن افترى على الله كذبًا أو كان مُعينَ روايات الكاذبين؟ أفأنت تشهد أن الدارقطني وجميع رواة هذا الحديث وناقِلوه في كتبهم وخالِطوه في الأحاديث من أوّل الزمان إلى هذا الأوان كانوا من المفسدين الفاسقين وما كانوا من الصالحين؟ وأنت تجد كُتب القوم مملوّةً من الحديث الذي سمّيتَه موضوعًا في مقالك مع زيادة علمهم منك ومن أمثالك، ومع زيادة اطّلاعهم على حقيقة اشتبهتْ على خيالك، فلا تتّبِعْ جذباتِ نفسك وفكِّرْ كالمتّقين.
ثم جلس سيدنا يوسف بن المسيح قليلا ثم تابع الخطبة فقال : الحمد لله - الحمد لله وحده - الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد و من تبعه من أنبياء عهده و بعد يقول الإمام المهدي الحبيب : " اعلم أن للمخالفين اعتراضاتٍ وشبهاتٍ في هذا المقام، وكلها دالّة على قلّة التدبر وشدّة الخصام كاللئام، وأعظمُ الاعتراضات الجرحُ والقدح في الرُواة.
وأما الجواب فاعلم أنّا لا نُسلّم جرح الجارحين وقدح القادحين، وهو غير ثابت عند المحققين. قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ). فالآية تدل على أن شهادة الفاسقين لا يجوز أن تُقبَل إلا بعد تحقيق يجعل المحقِّقَ كالمطمئنين. فإذا تقرَّرَ هذا فنقول إن من الأحكام القرآنية والتأكيدات الفرقانية، أن نحسن الظن في مؤمن ونقول إن الدارقطني ما أخَذ هذا الحديث من هذه الرُواة إلا بعد تحقيق يكفي للإثبات، وإلا كيف يمكن أن يروي الدارقطني مِن فاسق كذّاب عمدًا ويجعل نفسه من الفاسقين؟ فلا شك أنه بنى أَمْرَه على الخبر والسبر، فتفكَّرْ بالإنصاف والصبر، ولا تكن من الزائغين. وكيف يجترئ قلب مؤمن أن يُدخِل مِثْلَه في أهل الفسق والعدوان، ويجترئ على سبِّ أهل الصلاح والإيمان ويحسبه من الخائنين المفسدين؟ فالأمر الحق الذي لا بد من قبوله، والنور الذي يرحَل الشكُّ مِن حلوله، أن الدارقطني ما وجد في الرواة شيئا يُعزى إلى الهنات، ورأى شهرة الحديث بالعينَين، فناب العيانُ مَنابَ العَدْلَين.
وأما إذا فرضنا أن الدارقطني رأى رُواة هذا الحديث من الفاسقين، ثم كتَبه من غير تحقيق كالمفترين الملحدين، فهذا أمر يجعله أوّل المتلطّخين بالسيئات، ويُثبت أنه كان خارجا من دائرة الصلاح والتقاة، بل كان شرًّا مكانًا من الرواة، فإنه أخذ روايةَ رجل كان زائغا كذّابا وراوِيَ الموضوعات، وكان يضَع للروافض وكان دجّالا وأكذبَ زمانِه وناسِجَ المفتريات، وكان من المشهورين المعروفين المطعونين كما كتب صاحب "صيانة الأناس" من الغزنويين. فما ظنّك، أتحسب الدارقطني رجلا فاسقا وخارجا من الديانة والدين؟
ثم اعلم أن القرآن الأمين لا يمنعنا أن نقبل شهادة الفاسقين، بل يقول (إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا).. يعني اقبَلوا شهاداتهم بعد التحقيق وتكميل مراتب التدقيق، ولا تقبَلوها مستعجلين. فمِن حسن الظن أن تُقرّ بأن الدارقطني ما أخذ هذا الحديث من الرواة إلا بعدما حقق الأمر ورآهم كالثقات، وصار من المطمئنين. وتجد في البخاري بعض الرواة مطعونين بزيغ المذهب وأنواع السيئات.
وللحديث طرق أخرى من الثقات، فلتنظُرْ ما أخرجه نعيم بن حمّاد وأبو الحسن الخيري في "الجزئيات" روايةً عن عليّ بن عبد الله بن عبّاس، فتفكَّرْ كذوي الدرايات. وأخرجَ مثلَه الحافظُ أبو بكر بن أحمد بن الحسن، وكذلك عن كثير بن مرّة الحضرمي والبيهقي. والقرآن مهيمن على كلها بالبينات المحكمات، فمن ينكره إلا من قسا قلبه وهوى في هوّة التعصبات، وما تلمَّظَ طَعْمَ التحقيقات، وما غاص في لُجّة الإدراكات، وما استخرج خبايا النكات، وما يَمَّمَ الحقَّ كالمسترشدين.
وشهرة الحديث مع كثرة طرقه تدل على أنه قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكذلك فهِم كلُّ من علّم وتعلّم. وإلا فأيُّ حاجة ألجأتْ إلى ارتضاع كأس الأغيار؟ ألم تكنْ بكافٍ أحاديثُ خير الرسل لهداية الأبرار؟ فلِمَ جمعوا أقوالا ما كانت من خاتم النبيين، وما أُخذت من رسول أمين؟ وهل هذا إلا دجلٌ وتلبيس وفعل الشياطين؟ ولا يفعل هكذا إلا الذي سعى في الأرض ليفسد فيها ويُهلك أهلها كالدجّالين. وأمّا الذي أُعطيَ حظ من الإيمان، ورُزِقَ اتبّاعَ السُنّة بتوفيق الرحمن، فيأنَف ويستحي من الله ولا يضَع غيرَ الوحي في موضعِ وحي الله، ولا قولَ الإنسان في مقام قول الرحمن كالمجترئين. وتجد كثيرًا من المرسلات في آثار أفضل الرسل خير الكائنات، وما قال الراوون إنهم القائلون وهي أقوالهم أو أقوال أمثالهم من أهل الصلاح والتقاة، بل ذكروها بيقين تام وتعظيم وإكرام لا ينبغي لقول أحد من الصلحاء إلا لقول خاتم الأنبياء سيد المرسلين. فهذا دليل أكبر وبرهان أعظم على أنهم ما ذكروا حديثًا مِن قسم المرسَل إلا وكان مُرادهم أنه من خير الرسل، وأنه حديث رسول الله وخاتم النبيين. وإن سبب الإرسال شهرةُ الخبر إلى حد الكمال، وكلُّ ما هو مشهور ومُتعارف ومذكور في الرجال فلا يحتاج إلى الرفع والاتصال، وإنما المحتاج إلى الرفع آثارٌ مِن الآحاد، ليزول ظِنَّةُ التحريف والإلحاد وخطأ الراوين. وكأيّنْ مِن الأخبار المشهورة المسلَّمة لا نشكّ فيها ولا نحسبها من الفِرْية بل نحسبها يقينًا من السُنّة المطهّرة والشعار الإسلامية، ولا نُثبت أنها من الأحاديث المرفوعة المتصلة، وهذا سرّ عظيم من الحِكم الدينية، فخُذْها وكن من الشاكرين.
وأقم الصلاة.
ثم قام بلال اليوسفيين بإقامة الصلاة وصلى نبي الله الجمعة ركعتين وقرء في الركعة الأولى سورة الفاتحة والوجه الرابع من سورة مريم .
بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ * ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَـٰلَمِینَ * ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ * مَـٰلِكِ یَوۡمِ ٱلدِّینِ * إِیَّاكَ نَعۡبُدُ وَإِیَّاكَ نَسۡتَعِینُ * ٱهۡدِنَا ٱلصِّرَ ٰ⁠طَ ٱلۡمُسۡتَقِیمَ * صِرَ ٰ⁠طَ ٱلَّذِینَ أَنۡعَمۡتَ عَلَیۡهِمۡ غَیۡرِ ٱلۡمَغۡضُوبِ عَلَیۡهِمۡ وَلَا ٱلضَّاۤلِّینَ .
(وَأَنذِرۡهُمۡ یَوۡمَ ٱلۡحَسۡرَةِ إِذۡ قُضِیَ ٱلۡأَمۡرُ وَهُمۡ فِی غَفۡلَةࣲ وَهُمۡ لَا یُؤۡمِنُونَ ۝ إِنَّا نَحۡنُ نَرِثُ ٱلۡأَرۡضَ وَمَنۡ عَلَیۡهَا وَإِلَیۡنَا یُرۡجَعُونَ ۝ وَٱذۡكُرۡ فِی ٱلۡكِتَـٰبِ إِبۡرَ ٰ⁠هِیمَۚ إِنَّهُۥ كَانَ صِدِّیقࣰا نَّبِیًّا ۝ إِذۡ قَالَ لِأَبِیهِ یَـٰۤأَبَتِ لِمَ تَعۡبُدُ مَا لَا یَسۡمَعُ وَلَا یُبۡصِرُ وَلَا یُغۡنِی عَنكَ شَیۡـࣰٔا ۝ یَـٰۤأَبَتِ إِنِّی قَدۡ جَاۤءَنِی مِنَ ٱلۡعِلۡمِ مَا لَمۡ یَأۡتِكَ فَٱتَّبِعۡنِیۤ أَهۡدِكَ صِرَ ٰ⁠طࣰا سَوِیࣰّا ۝ یَـٰۤأَبَتِ لَا تَعۡبُدِ ٱلشَّیۡطَـٰنَۖ إِنَّ ٱلشَّیۡطَـٰنَ كَانَ لِلرَّحۡمَـٰنِ عَصِیࣰّا ۝ یَـٰۤأَبَتِ إِنِّیۤ أَخَافُ أَن یَمَسَّكَ عَذَابࣱ مِّنَ ٱلرَّحۡمَـٰنِ فَتَكُونَ لِلشَّیۡطَـٰنِ وَلِیࣰّا ۝ قَالَ أَرَاغِبٌ أَنتَ عَنۡ ءَالِهَتِی یَـٰۤإِبۡرَ ٰ⁠هِیمُۖ لَىِٕن لَّمۡ تَنتَهِ لَأَرۡجُمَنَّكَۖ وَٱهۡجُرۡنِی مَلِیࣰّا ۝ قَالَ سَلَـٰمٌ عَلَیۡكَۖ سَأَسۡتَغۡفِرُ لَكَ رَبِّیۤۖ إِنَّهُۥ كَانَ بِی حَفِیࣰّا ۝ وَأَعۡتَزِلُكُمۡ وَمَا تَدۡعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَأَدۡعُوا۟ رَبِّی عَسَىٰۤ أَلَّاۤ أَكُونَ بِدُعَاۤءِ رَبِّی شَقِیࣰّا ۝ فَلَمَّا ٱعۡتَزَلَهُمۡ وَمَا یَعۡبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَهَبۡنَا لَهُۥۤ إِسۡحَـٰقَ وَیَعۡقُوبَۖ وَكُلࣰّا جَعَلۡنَا نَبِیࣰّا ۝ وَوَهَبۡنَا لَهُم مِّن رَّحۡمَتِنَا وَجَعَلۡنَا لَهُمۡ لِسَانَ صِدۡقٍ عَلِیࣰّا ۝ وَٱذۡكُرۡ فِی ٱلۡكِتَـٰبِ مُوسَىٰۤۚ إِنَّهُۥ كَانَ مُخۡلَصࣰا وَكَانَ رَسُولࣰا نَّبِیࣰّا)
وقرء في الركعة الثانية سورة الفاتحة وسورة الكوثر .
بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ * ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَـٰلَمِینَ * ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ * مَـٰلِكِ یَوۡمِ ٱلدِّینِ * إِیَّاكَ نَعۡبُدُ وَإِیَّاكَ نَسۡتَعِینُ * ٱهۡدِنَا ٱلصِّرَ ٰ⁠طَ ٱلۡمُسۡتَقِیمَ * صِرَ ٰ⁠طَ ٱلَّذِینَ أَنۡعَمۡتَ عَلَیۡهِمۡ غَیۡرِ ٱلۡمَغۡضُوبِ عَلَیۡهِمۡ وَلَا ٱلضَّاۤلِّینَ .
(بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ إِنَّاۤ أَعۡطَیۡنَـٰكَ ٱلۡكَوۡثَرَ ۝ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَٱنۡحَرۡ ۝ إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ ٱلۡأَبۡتَرُ)
ثم جمعَ صلاة العصر .
===============
والحمد لله رب العالمين .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق