الأحد، 11 أبريل 2021

صلاة الجمعة 9 = 4 = 2021

 
 
يوشع بن نون :
 
صلاة الجمعة ٢٠٢١/٤/٩
================
صلاة الجمعة لخليفة المسيح الموعود السادس سيدنا يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام بتاريخ ٢٠٢٠١/٤/٩
يقول سيدنا يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام : السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته . أذان .
قام بلال اليوسفيين برفع الأذان :
الله اكبر الله اكبر
الله اكبر الله اكبر
اشهد ان لا اله الا الله
اشهد ان لا اله الا الله
اشهد ان محمدا رسول الله
اشهد ان محمدا رسول الله
حى على الصلاة
حى على الصلاة
حى على الفلاح
حى على الفلاح
الله اكبر الله اكبر
لا اله الا الله
ثم قام سيدنا يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام خطيبا فقال : الحمد لله الحمد لله وحده الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد و من تبعه من أنبياء عهده و بعد : لدينا اليوم إكمال لحديث المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام من كتاب نور الحق يقول الإمام المهدي الحبيب يفصّل الإمام المهدي الحبيب في آية الخسوف والكسوف فيقول : " ثم اعلم أن الأحاديث التي مشتملة على الأمور الغيبية والأخبار المستقبلة ليس معيارها الكامل قانونٌ رتَّبها المحدِّثون وكمّلها الراوون، بل المعيار الحقيقي الكامل أن تُطابِقَ تلك الأخبار واقعاتٍ مقصودةً وأمورًا موعودة معهودة، ولا يبقى فرقٌ عند المتدبّرين. ومَن ألغى هذا المعيار ولم يلتفت إلى الظهورات، فهو أجهَلُ الناس بطرق التحقيقات، ومبلغُ علمه أن يقلّد آثارًا ظنّية ويتّبع أخبارًا ضعيفة شكّيّة، ولا يُهدَى إلى طرق المهتدين.
وقال الذين ظلموا إن الخبر الضعيف ضعيف عند أهل السُنّة ولو ظهَر صدقه بالمشاهدة كالأنباء المستقبلة إذا بان صدقها بالمعاينة وثبت أنّها من أحسن الخالقين. وهم يقرأون حديث خير البريّة أن الخبر ليس كالمعاينة، ويعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أيّد المنقولات بالمعاينات، وقال تنبيهًا للمُعرض المائن: ليس الخبر كالمُعايَن، فرغّب السامعين في أن يُقدِّموا شهادة المعايِنين.
ومن أوهامهم الواهية أن كسوف الشمس قبل أيامها المقررة وأوقاتها المقدّرة ليس ببعيد من الله خالق السماوات والأرضين. وقالوا إن إبراهيم ابنَ رسول الله ص مات يوم العاشر من الشهر، وعند ذلك كُسفت الشمس بإذن الله الرحمن، فكيف لا تنكسف في آخر الزمان بإذن رب العالمين؟
ولا يعلمون أن هذا القول ليس بصحيح، بل هو من نوع كذب صريح، ومن كلمات المفترين. وذكَر ابن تيميّة أن هذا القول عن الواقدي فهو باطل بجميع ما فيه، فإن الواقدي ليس بحجة بالإجماع إذا أسند ما ينقله، فكيف إذا كان مقطوعا؟
وقول القائل إن الشمس كُسفت يوم العاشر بمنـزلة قوله طلَع الهلال في عشرين.
ثم مع ذلك قد شهد الاستقراء الصحيح المحكم والنظر الصحيح الأقوَم، أن سُنّة الله قد جرت أن القمر لا ينخسف إلا في أيام كمال النور، والشمس لا تنكسف إلا في أواخر أيام الشهور، ولا تبديل لسُنّة رب العالمين. وكذلك ظهر نبأ الخسوف والكسوف على هذه السُنّة القديمة والعادة المستمرّة الظاهرة. فأيّ ضرورة اشتدّت لكي نحرّف المعنى الصحيح المعلوم، وأيُّ مصيبة نزلت لكي نبدّل المتعارف المفهوم. وقد ظهرت الحقيقة التي أراد الله ظهورها، فلا تكذّبوا بالحق لما جاءكم، ولا تُعرِضوا عن الثابت الموجود والمُعايَن المشهود. وقد بسطنا كلامنا دعوةً للطالبين، وأثبتنا الأمر من الكتاب والسُنّة وأقوال الأئمة وسلف الأمّة. فهل من رجل يتقي الله ويتخير سبل الصالحين؟
ومن أوهامهم أن هذا الحديث ليس حديث نبينا محمّدٍ المصطفى، بل هو قول الإمام الباقر، ولا نجد فيه اسم سيد الورى.
وأما الجواب فاعلم أن هذا أمر من أمور الدين، وما كان للباقر ولا لغيره أن يتكلم بكلام هو من شأن النبيين. وما قال الإمام الباقر رضي الله عنه إنه قولي، وما عزاه إلى نفسه، فهذا هو الدليل القطعي على أنه قول خير المرسلين. والدليل عليه أنه مِن عادة السلف أنهم إذا نطقوا في الدين بقول، وما نسبوا القول المنطوق إلى أنفسهم ولا إلى غيرهم من المؤمنين، وما بحثوا فيه كالمستدلّين، بل نطقوا كالمقلّدين، فيعنون من ذلك القول قولَ رسول الله ص، ويذكرونه مُرسَلاً إشارةً إلى شهرته التي تُغني عن الاضطرار إلى تفتيش إسناد، فإنه أمرٌ أحكَمَه شهرتُه، فما بقيتْ حاجةُ عمادٍ آخر. هذا هو الحق فتقبَّلْ ولا تكن من الممترين.
ومن أعظم أوهامهم الذي نشأ مِن اتّباع الظن والهوى، وما مصَّ ثَدْيَ الصدق مَصاصةَ النوى، بل يتضاغى من الطوى، أنهم يقولون إن للمهدي كانت علامات قريبة من المئتين، فلا نقبَلك ولا نصدّق دعواك أبدًا إلا بعد أن نرى كلها برأي العين، وأما قبل ظهورها فلا نظنّك إلا مُفتريًا وناحِتَ المَيْنِ ومن الكاذبين، وهياتَ أن تُراجعك مِقَتُنا، وتعلَق بك ثِقتُنا، إلا بعد أن يتحقق الآثار كلها فيك، ولن نتقبّل قبلها ما يخرُج مِن فيك، بل نحسبك من المفسدين.
أمّا الجواب فاعلم أن هذه كلها أوهام كالسراب اختُلب بها أولئك المَلأُ واستعذبوا عينَ العذاب، وقام العلماء مقامَ المُريب الخادع، فأضلّوا الخَلق وكذّبوا كلام الصادق الصادع، وقلبوا الحق كالدجّال الفتّان، وأغربوا في الافتنان، وجاءوا بتلبيس مبين. والحق الذي يلمَع كذُكاءٍ وينير القلوب بضياء، فهو أن الآثار المشتملة على الأنباء المستقبلة ليست سواء، بل على أقسام ودرجات، فمنها كبيّنات، ومنها كمتشابهات، فالخبر الذي حصحصت أنوار ظهوره، وتبيّنت لمعات نوره، وبان صدقه وحقيقته، وانكشفت سككه وطريقته، وعرَفه عقول الأكياس، وشهِد عليه شهداءُ القياس، فظهر أن له سِمَةً حسنةً من حِلية الصـداقة، وقد فُتِّشتْ وحُقِّقتْ على حسب الطاقة، وما بقِي كَسِرٍّ مُلْغَزٍ، أو كلام مُوجَز، بل استبان الحق ولمَع الصدق، وجمع كلَّ ما يشفي العليل ويروي الغليل، ورآه حزب من المعاينين؛ فهذا الخبر قد دخل في سلسلة البيّنات، ولا يتطرّق ضعف إليه ولو خالفه ألوف من الرواة وروايات الثقاة، فإن المشاهدات لا تبطُل بالمنقولات، والبديهيات لا تُزيَّف بالنظريات. مثلا.. إن كنت تعلم أنك حيّ وبقيدِ الحياة، فكيف تصدّق موتك بكثرة الشهادات؟ فكذلك إذا حصحص أمرٌ وبانَ، فلا يُقال إن راويه كان كاذبًا فكذَب ومانَ، وإذا بلغت الأنباءُ إلى مرتبة البينات، فلا تحتاج صدقها إلى تحقيقِ تقوى الرُواة، بل هذه حِيَلٌ وُضِعَت لأخبار مأخوذة من الآحاد، ولو كانت متواترة ما كانت محتاجةً إلى هذا العِماد. وصِدق البيّنات بَـيِّنٌ كالشمس في نصف النهار، ولا يكذّبها إلا من كان جاهلا أو من الأشرار، وأمّا الأخبار التي ما بلغت إلى هذه المرتبة فهي لا تُطفئ نور البينات المشهورة البديهة، ولو كانت مئة ألف في العدّة، فإنها ليست بيّنة الأنوار، بل في حجب الاستتار، ولو فرضنا أن كلها حق باعتبار صدق الرواة، فلا تزول منها الحقائق الثابتة كالمرئيات، بل نؤوّلها ونحتاج حينئذ إلى التأويلات، فإن الآحاد من الأخبار ما بلغت إلى حد التواتر عند أولي الأبصار، فصدقها اعتبارية لا حقيقية كالأمور المجرّبة، فإنّا لا نعرفها إلا باعتبار رواةٍ ظننَّا أنهم من أهل التقوى والضبط والحفظ والمعرفة. ونسبةُ هذه القاعدة إلى تحقيقات مبينة على المعاينة كنسبةِ التيمم إلى الوضوء عند أهل التحقيق والخبرة. فالذي فتح الله عليه أبواب الحقائق من وسائل حقيقية كاشفة للغطاء، أو من إلهامات صحيحة صريحة منـزّهة عن دخن الخفاء، فوجَب عليه ألا يتوجه إلى ما يخالفه ولا يؤثر الظنَّ على اليقين. وأنتم يا متّبعي الظنون، قد نسيتم الحق عمدًا، وتخيّرتم الظنّيات معتمدين أَوَدًا، ونسيتم الذي يعلِّم رشدًا، وقد قال: (إِنَّ الظَّنَّ لا يُغْني مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا)، والقول الثابت بوسائل حقيقية لا اعتبارية يُشابه محكَماتِ الفرقان، والأمر الذي لم يثبت إلا بوسائل اعتبارية فيشابه متشابِهاتِ القرآن، فالذين في قلوبهم مرض يتّبعون المتشابهاتِ ويتركون المحكماتِ البيّنات، ومن لم يبلغ كلامه إلى يقين تام مملوّ من أنوار فما هو إلا كسُمّار. فمن الديانة أن نجعل المتشابهات تابعة للبيّنات. فإذا وجدنا أن واقعة من الواقعات قد تبيّنت، وأنوار صدقه ظهرت، فعلينا أن نؤوّل كل ما يخالفه من الروايات، ونجعله تحتها بحسن النيّات، ومن لم يقتدِ بهذه القاعدة فلم تزلْ نفسه في غيّ حتى تهلكه غيّه بمُدى الجهلات.
والعاقل المتدبر ينظر في كيفية تحقُّق الأخبار لا في صور كثرة الآثار، فإذا رأى خبرا من الأخبار المستقبلة، والأنباء الآتية، أنه تبيّن وظهر صدقه كالأمور البديهية المحسوسة، فلا يُبالي آثارًا ما ثبتت إلى هذه المرتبة، ولو كانت رُواتُها كلهم ثقاتًا ومن الزمر المسلَّمة، بل يُعرِض عن كل ما خالَفَ طرقَ الأمور الثابتة، ويحسبه كالأمتعة الرديّة، ولا يشتري الاحتمالاتِ الضعيفة بالأمور البيّنة القويّة الواضحة، ويعلم أن الخبر ليس كالمعايَنة. وهذا هو القانون العاصم من العثرة والمذلّة، فإن الأمر الذي ثبت بالدلائل القاطعة.. كيف يزول بالأخبار الاحتمالية، وليس المُخبِر كالمُعايِن عند المحققين. أنسيتَ قولَ خاتَمِ النبيين، أو كنتَ من المجانين؟
والذين يجوّزون تقديم الآثار الضعيفة على الأخبار الثابتة المشهودة.. أعجبَني كيف ساغ لهم ذلك بعدما انكشف الغطاء عن وجه الحقيقة؟ وكيف قنِعوا على الظنون بعدما جاء الحق وتجلّت أنوار اليقين؟ هذا وقد أمررْنا النظر على آثارهم وأمعنّا في أخبارهم، فما وجدنا في أيديهم إلا ذخيرة الآحاد، وفي روايات المهدي كثير من التناقضات وأنواع الفساد. فهذا القانون الذي ذكرتُه والمعيار الذي قرّرته، خيرٌ ومبارك للذين يريدون تنقيح الأمور والتفصّي من الزور والمحذور، وهو أنفع وأطيب في أعين المحققين، وقول فصل للمتنازعين. فعليك أن تحقق أمرًا من الأمور حتى يظهر كالبيّنات، ولا يبقى فيه رائحة من المتشابهات، فإذا رأيتَ أنه حصحص وما بقي فيه ظلام الخفاء، وظهر كظهور الضياء، فاجعلْه قيّمًا وبَعلاً للمتشابهات التي ما انكشفت كالبينات، فإن انتظمَ بينهما الوفاق.. وإلا فالطلاق والتبرّي والانطلاق. وعليك أن تؤمن بالبينات المحكمات على وجه البصيرة مع الاتّباع والاقتداء، وتَرُدَّ عِلْمَ حقيقة المتشابهات الثابتة إلى حضرة الكبرياء، مع إيمانك المجمَل بتلك الأنباء، وهذا هو طريق الاتّقاء وسيرة الأتقياء، وهذا هو القانون العاصم من الخطأ، أو المنجِّي مِن بليّةِ تشاجُر الآراء.
وإذا رأينا نبأ الكسوف والخسوف برعاية هذا القانون، فوجدنا ذلك النبأ ثابتًا ولامعًا كالدرّ المكنون. فكلما رأينا من رواية لا توافقه ولا تطابقه، بل وجدناها كمطيّةٍ أبيّةِ القِياد، أو كأوابد كثيرة الشراد، فأعرضْنا عنها كإعراض الصالح من الفساد، فخُذْ تلك النّكات، وتُبْ مما فات كالصالحين.
وأمّا قولك إن الحديث يدلّ على خسوف القمر في أوّل الليلة فهذا جهل وحمق، ونبكي على عجزك وعلى هذه العَيْلة يا مسكين. انظر في الكتاب المسمّى "لسان العرب"، الذي لم يُؤلَّف مثله عند أهل الأدب، قال: الهلال غُرَّةُ القَمَرِ حين يُهِلُّ الناسُ في غُرَّةِ الشهر. وقيل: يُسمَّى هلالاً لليلتين من الشهر، ثم لا يُسمّى به إلى أن يعود في الشهر الثاني. وقيل: يسمّى به ثلاث ليال ثم يُسمّى قمرًا. وقيل: يُسمّاه حتى يُحَجِّرَ. وقيل: يُسمّى هلالاً إلى أن يَبْهَرَ ضوؤُه سوادَ الليل، وهذا لا يكون إلا في الليلة السابعة. قال أبو إسحاق: والذي عندي وما عليه الأكثرُ أن يُسمَّى هلالاً ابن ليلتين، فإنه في الثالثة يتبيَّن ضوؤه. فانظر يا ذي العينين إن كنت من الطالبين.
والآن نرسم لك جدولاً ونُريك أن رسول الله ص ما سمّى القمر في ليلة أولى من الشهر قمرًا، بل سمّاه هلالاً، فإن كنتَ تُنكره فأَخْرِجْ لنا خلاف ذلك، وإلا فاقبَلْ ما ثبت من رسول الله ص إن كنت من المؤمنين.
((( ورسم المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام جدولا وأثبت فيه أرقام الأحاديث وكتب الأحاديث بأسماء كتب الأحاديث وبأرقام الصفحات وبداية متن الأحاديث وذكر مكان الطباعة وأورد عليه الصلاة والسلام تسعة وأربعين حديثا كلها مثبتة بأرقامها وأرقام الصفحات وأسماء الكتب الصحاح أو كتب الأحاديث وبدايات الحديث وايضا مكان الطباعة او اسم المطبعة واسم الباب الذي ورد فيه الحديث عليه الصلاة والسلام ذكر ذلك ذكر تسعة وأربعين شاهد من قول النبي صلى الله عليه وسلم أنه لا يقول عن الهلال في أول ليلة الشهر العربي أنه قمر بل يقو أنه هلالا )))يقول الإمام المهدي الحبيب : أفأنت تشكّ في حديث حصحصت صحّته وتبيّنت طهارته أنه ضعيف في أعين القوم، أو هو مورد اللوم، أو في رُواته أحد من المطعونين؟ أفذلك مقام الشك أو كنت من المجنونين؟ وقد صدّقه الله وأنار الدليل، وبرّأ الرُواةَ مما قيل، وأرَى نور صدقه أجلى وأصفى، فهل بقي شك بعد إمارات عظمى؟ أتشكّون في شمس الضحى؟ أتجعلون النور كالدجى؟ أتَعاميتم أو كنتم من العمين؟ أتقبلون شهادة الإنسان ولا تقبلون شهادة الرحمن وتسعون معتدين؟ أأنت تعتقد أن الله يُظهر على غيبه الكذّابين المفترين المزوِّرين؟ أتشكّ في الأخبار بعد ظهور صدقها؟ وإذا حصحصَ الصدق فلا يشك إلا من كان من قوم عادين. وهذا أمر لا يحتاج إلى التوضيح والتعريف، ولا يخفى على الزكيّ الحنيف، وعلى كل من أمعن كالمتدبرين.
ثم اعلمْ يا ذا العينين أن لفظ "النصف" لفظ ذو معنيين، فكما أن لفظ "الأول" يدلّ على أوّل وقت الليلة بالمعنى المعروف، ومع ذلك على ليلة أولى من أيام الخسوف، فكذلك لفظ "النصف" يدل على نصف ثان من نصفَيِ الشهر الموصوف، ومع ذلك على وقتٍ منصِّفٍ لأيام الكسوف، وهو أوّلُ نصفَي النهار في الثامن والعشرين. وأمّا أيام الكسوف مِن مولى علاّم فاعلم أنها عند أهل النجوم ثلاثة أيام، وهي من السابع والعشرين من الشهر القمري إلى التاسع والعشرين، وتنكسف الشمس في أحد منها عند اقتران القمر على شكل خاص بعد تحقُّقِ اختصاص، كما شهدتْ عليه تجارب المنجّمين. فأخبر رسول الله ص خيرُ الأنام أن الشمس تنكسف عند ظهور المهدي في النصف من هذه الأيام، يعني الثامن والعشرين قبل نصف النهار، وكذلك ظهر كما لا يخفى على أولي الأبصار. فانظر كيف تمّتْ كلمةُ نبينا صدقًا وعدلا، فاتق الله ولا تكن من الممترين.
ومن ههنا بانَ أن الذي خالف هذا البيان، وزعم أن الشمس تنكسف في السابع والعشرين أو في نصف رمضان فقد مان، وما فهِم قول رسول الله ص وما مسّ العرفان، بل أخطأ فيه من قلّة البضاعة والعيلة، كما أخطأ في الخسوف في أوّل الليلة، وما كان من المصيبين.
وما قلتُ من نفسي بل هذا إلهام من ربّ العالمين. وذلك عصرٌ مجموعٌ فيه الناسُ كما جُمع القمر والشمس وقرُب البأس، فقوموا متنبّهين. أيها الأناس.. ما لكم لا يترككم النعاس؟ ومن كان من عند الله فما له الزوال، فامكروا كل المكر ولن تزول منكم الجبال، ولن تُعجزوا الله يا أبناء الضلال. إنه عزيز ذو الجلال، جعل على قلوبكم أكنّةً فلا تفقهون أسراره، وكنتم قومًا محجوبين. إنّما استزلّكم الشيطان ببعض ما كسبتم، فما فهمتم الحق وارتبم وطفقتم تتبعون بئس القرين.
وإن كنتم لا تقبلون ما ظهر كمُنكِرٍ وقيحٍ، وتظنون أنه حديث غير صحيح، وأنه ليس من خير المرسَلين، فأْتوا بنظير من مثله في حِججٍ خلونَ من قبل زماننا إلى أواننا إن كنتم صادقين. وأَرُونا كتابا فيه ذِكرُ رجل ادّعى أنه من الله الرحمن وأنه المهدي المسعود القائم من المحسن المنّان، وأنه المسيح الموعود لإطفاء نائرة أهل العدوان، وأنه أُرسلَ لإصلاح الزمان ليجدّد الدين ويعلّم طرق الإيمان، ثم كان دعواه مُقارنَ هذه الآية من الحكيم الحنّان، وجمَع الله في أيام ادّعائه الخسوفَين في رمضان، صادقًا كان أو من الكاذبين. وإن لم تأتوا بمثله، ولن تأتوا أبدًا، ولا تملكون إلا زبدًا، فاعلموا أنه آية لي من الله الوليّ، هو ربّي أيّدني من عنده وعلّمني من لدنه وتولاّني، وفتَح عليّ أبوابَ علوم الذين خلوا من قبل وجعلني من الوارثين.
ها أنتم كذّبتم بآية الله وما استطعتم أن تأتوا بمثلها. ومنكم قوم صدّقوا بعدما أمعنوا وحدّقوا، فأيّ الفريقين أحقُّ بالأمن يا معشر المستعجلين؟ ألا تخافون أنكم كذّبتم حديث المصطفى وقد ظهر صدقُه كشمس الضحى؟ أتستطيعون أن تُخرِجوا لنا مثله في قرون أولى؟ أتقرأون في كتابٍ اسمَ رجل ادّعى وقال إني من الله الأعلى، وانخسف في عصره القمرُ والشمس في رمضان كما رأيتم الآن؟ فإن كنتم تعرفونه فبيِّنوا يا معشر المنكرين، ولكم ألف روبية من الورق المروّج إنعامًا مني، فخُذوا إن تُثبتوا، وأُشهِدُ الله على عهدي هذا، واشهَدوا وهو خير الشاهدين. وإن لم تُثبتوا، ولن تثبتوا، فاتقوا النار التي أُعدّت للمفسدين.
ثم جلس سيدنا يوسف بن المسيح قليلا ثم تابع الخطبة فقال : الحمد لله - الحمد لله وحده - الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد و من تبعه من أنبياء عهده و بعد يقول الإمام المهدي الحبيب : "
قضَى بيننا المولى فلا تَعْـصِ قاضيا
وأَطْفِئْ لَظَى الطَّغْوى وفارِقْ حاضيا
ووَدِّعْ وُجودَ الظالمين وَجُودضهم
ولا تذكُرَنْ يُسرًا وعُسْـرًا ماضيا
وغادِرْ ذَرَى أهلِ الهوى ورِضاءَهُمْ
وبادِرْ إلى الرحمن واطلُبْ تَراضيا
ولا تَشْظَيَنْ مِثل الشَّذَى أو ضالِعٍ
وكُنْ في شوارعِه ضَلِيـعًا نَاضِيا
وإنْ لَعَنَك السفهاءُ مِن طلبِ الهُدى
فَكُنْ في مَراضي الله باللَّعْنِ راضيا
ثم إذا كانت حقيقة الكسوف بالتعريف المعروف أنه هيئةٌ حاصلة مِن حول القمر بين الشمس والأرض في أواخر أيام الشهر، فكيف يمكن أن يتكلم أفصحُ العجم والعرب بلفظٍ يخالف محاوراتِ القوم واللغةَ والأدب؟ وكيف يجوز أن يتلفظ بلفظٍ وُضع لمعنى عند أهل اللسان، ثم يصرفه عن ذلك المعنى من غير إقامة القرينة وتفصيل البيان؟ فإن صرف اللفظ عن المحاورة ومعانيه المرادة عند أهل الفن وأهل اللغة لا يجوز لأحد إلا بإقامة قرينة موصلة إلى الجزم واليقين.
وقد ذكرنا أن القرآن يصدّق هذا البيان، ولو كان الخسوف والكسوف في أيامٍ غير الأيام المعتادة بالتقليل أو الزيادة، لما سمّاه القرآن خسوفا ولا كسوفا، بل ذكره بلفظ آخر وبيّنه ببيان أظهر، ولكن القرآن ما فعل كذا كما أنت ترى، بل سمّى الخسوف خسوفا ليُفهِّم الناسَ أمرًا معروفًا. نعم.. ما ذكَر الكسوف باسم الكسوف، ليشير إلى أمر زائدٍ على المعتاد المعروف، فإن هذا الكسوف الذي ظهر بعد خسوف القمر كان غريبًا ونادر الصور، وإن كنتَ تطلب على هذا شاهدًا أو تبغي مُشاهدًا فقد شاهدتَ صُورَه الغريبة وأشكاله العجيبة إن كنتَ من ذوي العينين. ثم كفاك في شهادته ما طُبع في الجريدتين المشهورتين المقبولتين.. أعني الجريدة الإنكليزية "بانير" (Pioneer)، وسِوِل مِلِتري كَزِت (Civil & Military Gazette)، المشاعتين في مارج سنة 1894 والمشتهرتين.
وأمّا تفصيل الشهادتين فهو أن هذا الكسوف الواقع في 6 إبريل سنة 1894 متفرّد بطرائفه، ولم يُرَ مثله من قبل في كوائفه، وأشكاله عجيبة وأوضاعه غريبة، وهو خارق للعادة ومخالف للمعمول والسنّة، فثبت ما جاء في القرآن وحديث خاتم النبيين. ولا شك أن اجتماع الخسوف والكسوف في شهر رمضان مع هذه الغرابة أمر خارق للعادة. وإذا نظرتَ معه رجلا يقول إني أنا المسيح الموعود والمهدي المسعود والملهَم المرسَل من الحضرة، وكان ظهوره مقارنًا بهذه الآية، فلا شك أنها أمور ما سُمِع اجتماعها في أوّل الزمان، ومن ادّعى فعليه أن يثبِت وقوعَه في حين من الأحيان. ثم لما ظهرت هذه الآية في هذه الديار وهذا المقام، ولم يظهر أثرٌ منها في بلاد العرب والشام، فهذه شهادة من الله العلاّم لصدق دعوانا يا أهل الإسلام، فقُوموا فُرادى فُرادى، واتركوا مَن بخِل وعادَى، ثم تَفكّروا ودَعُوا عِنادا، ولا تلُقوا بأيديكم إلى التهلكة ولا تُفسدوا إفسادا، ولا تُعرضوا مستعجلين. يا عباد الله.. رحمكم الله. اتقوا الله ولا تتكبّروا، وفكِّروا وتَدبَّروا، أيجوز عندكم أن يكون المهدي في بلاد العرب أو الشام، وآيتُه تظهر في هذا المقام؟ وأنتم تعلمون أن الحكمة الإلهية لا تُبعِدُ الآيةَ من أهلها وصاحبها ومحلّها، فكيف يمكن أن يكون المهدي في مغرب الأرض وآيته تظهر في مشرقها؟ فكفاكم هذا إن كنتم من الطالبين.
ثم مع ذلك لا يخفى عليكم أن بلاد العرب والشام خالية عن أهل هذه الادّعاء، ولن تسمع أثرًا منه في تلك الأرجاء، ولكنكم تعلمون أني أقول مِن بضع سنين بأمر رب العالمين، إني أنا المسيح الموعود والمهدي المسعود، وأنتم تكفّرونني وتلعنونني وتكذّبونني، وجاءتكم البيّنات وأُزيلت الشبهات، ثم كنتم على التكفير مصرّين. أعجِبتم أن جاءكم منذر منكم على رأس المئة في وقت نزول المصائب على الملّة واشتداد العِلَّة، وكنتم تنتظرون من قبل كانتظار الأهِلّة، وقد جاءكم في أيامِ إحاطةِ الضلالات وتغيُّرِ الحالات، بعدما ترك الناس الحقيقة، وفارقوا الطريقة؟ ألا تنظرون أو صرتم كالعمين؟ ألا تذكرون ما قال عالم الغيب وهو أصدق القائلين، وبشّركم بإمامٍ آتٍ في كتابه المبين، وقال: (ثُلَّةٌ مِنَ الأَوَّلِينَ * وَثُلَّةٌ مِنَ الآخِرِينَ). ولكلِّ ثلّةٍ إمامٌ، فانظروا هل فيه كلام، فأين تفرّون من إمام الآخرين؟
وأمّا تفصيل الشهادتين فهو أن هذا الكسوف الواقع في 6 إبريل سنة 1894 متفرّد بطرائفه.
وأقم الصلاة.
ثم قام بلال اليوسفيين بإقامة الصلاة وصلى نبي الله الجمعة ركعتين وقرء في الركعة الأولى سورة الفاتحة والوجه الأخير من الحج .
بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ * ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَـٰلَمِینَ * ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ * مَـٰلِكِ یَوۡمِ ٱلدِّینِ * إِیَّاكَ نَعۡبُدُ وَإِیَّاكَ نَسۡتَعِینُ * ٱهۡدِنَا ٱلصِّرَ ٰ⁠طَ ٱلۡمُسۡتَقِیمَ * صِرَ ٰ⁠طَ ٱلَّذِینَ أَنۡعَمۡتَ عَلَیۡهِمۡ غَیۡرِ ٱلۡمَغۡضُوبِ عَلَیۡهِمۡ وَلَا ٱلضَّاۤلِّینَ .
(یَـٰۤأَیُّهَا ٱلنَّاسُ ضُرِبَ مَثَلࣱ فَٱسۡتَمِعُوا۟ لَهُۥۤۚ إِنَّ ٱلَّذِینَ تَدۡعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ لَن یَخۡلُقُوا۟ ذُبَابࣰا وَلَوِ ٱجۡتَمَعُوا۟ لَهُۥۖ وَإِن یَسۡلُبۡهُمُ ٱلذُّبَابُ شَیۡـࣰٔا لَّا یَسۡتَنقِذُوهُ مِنۡهُۚ ضَعُفَ ٱلطَّالِبُ وَٱلۡمَطۡلُوبُ ۝ مَا قَدَرُوا۟ ٱللَّهَ حَقَّ قَدۡرِهِۦۤۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَقَوِیٌّ عَزِیزٌ ۝ ٱللَّهُ یَصۡطَفِی مِنَ ٱلۡمَلَـٰۤىِٕكَةِ رُسُلࣰا وَمِنَ ٱلنَّاسِۚ إِنَّ ٱللَّهَ سَمِیعُۢ بَصِیرࣱ ۝ یَعۡلَمُ مَا بَیۡنَ أَیۡدِیهِمۡ وَمَا خَلۡفَهُمۡۚ وَإِلَى ٱللَّهِ تُرۡجَعُ ٱلۡأُمُورُ ۝ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ ٱرۡكَعُوا۟ وَٱسۡجُدُوا۟ وَٱعۡبُدُوا۟ رَبَّكُمۡ وَٱفۡعَلُوا۟ ٱلۡخَیۡرَ لَعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ ۩ ۝ وَجَـٰهِدُوا۟ فِی ٱللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِۦۚ هُوَ ٱجۡتَبَىٰكُمۡ وَمَا جَعَلَ عَلَیۡكُمۡ فِی ٱلدِّینِ مِنۡ حَرَجࣲۚ مِّلَّةَ أَبِیكُمۡ إِبۡرَ ٰ⁠هِیمَۚ هُوَ سَمَّىٰكُمُ ٱلۡمُسۡلِمِینَ مِن قَبۡلُ وَفِی هَـٰذَا لِیَكُونَ ٱلرَّسُولُ شَهِیدًا عَلَیۡكُمۡ وَتَكُونُوا۟ شُهَدَاۤءَ عَلَى ٱلنَّاسِۚ فَأَقِیمُوا۟ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتُوا۟ ٱلزَّكَوٰةَ وَٱعۡتَصِمُوا۟ بِٱللَّهِ هُوَ مَوۡلَىٰكُمۡۖ فَنِعۡمَ ٱلۡمَوۡلَىٰ وَنِعۡمَ ٱلنَّصِیرُ)
وقرء في الركعة الثانية سورة الفاتحة وسورة الكوثر .
بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ * ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَـٰلَمِینَ * ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ * مَـٰلِكِ یَوۡمِ ٱلدِّینِ * إِیَّاكَ نَعۡبُدُ وَإِیَّاكَ نَسۡتَعِینُ * ٱهۡدِنَا ٱلصِّرَ ٰ⁠طَ ٱلۡمُسۡتَقِیمَ * صِرَ ٰ⁠طَ ٱلَّذِینَ أَنۡعَمۡتَ عَلَیۡهِمۡ غَیۡرِ ٱلۡمَغۡضُوبِ عَلَیۡهِمۡ وَلَا ٱلضَّاۤلِّینَ .
(بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ إِنَّاۤ أَعۡطَیۡنَـٰكَ ٱلۡكَوۡثَرَ ۝ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَٱنۡحَرۡ ۝ إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ ٱلۡأَبۡتَرُ)
ثم جمعَ صلاة العصر .
===============
والحمد لله رب العالمين .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق