درس القرآن و تفسير الوجه الرابع من هود .
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
أسماء إبراهيم :
شرح لنا سيدي و حبيبي يوسف بن المسيح ﷺ أثناء جلسة التلاوة المباركة من أحكام التلاوة ؛ صفات الحروف , ثم قام بقراءة الوجه الرابع من أوجه سورة هود ، و أجاب على أسئلتنا بهذا الوجه ، ثم صحح لنا تلاوتنا ، و أنهى الجلسة بأن طلب نبي الله الحبيب منا إستخراج الأحكام من الوجه .
بدأ نبي الله جلسة التلاوة المباركة بقوله :
الحمد لله ، الحمد لله وحده ، الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد و من تبعه من أنبياء عهده و بعد ، لدينا اليوم الوجه الرابع من أوجه سورة هود ، و نبدأ بأحكام التلاوة و أحمد :
- صفات الحروف :
القلقلة : حروفها مجموعة في (قطب جد) .
الهمس : حروفه مجموعة في (حثه شخص فسكت) .
التفخيم : حروفه مجموعة في (خص ضغط قظ) .
اللام : تفخم و ترقق : إذا كان ما قبلها مفتوح و مضموم تفخم , و إذا كان ما قبلها مكسور ترقق , و كذلك الراء تفخم و ترقرق و ممنوع التكرار .
التفشي : حرفه الشين .
الصفير : حروفه (الصاد , الزين , السين) .
النون و الميم المشدتين تمد بمقدار حركتين .
أنواع الهمزة : همزة وصل , همزة قطع , همزة المد .
الغنة : صوت يخرج من الأنف .
و بعد أحمد قال الأحكام مروان ثم رفيدة ثم أرسلان .
__
○ و ثم طلب سيدي يوسف بن المسيح ﷺ من أحمد قراءة سورة قريش ، و صحح له قراءته .
__
و ثم تابع نبي الله يوسف الثاني ﷺ الجلسة بشرح الوجه لنا فقال :
الله سبحانه و تعالى يصف المفترين على الله عز و جل و الكاذبين على الله عز و جل ، و الذين يدَّعون أنهم أُوحيَّ إليهم و لم يُوحى إليهم بشيء ، يقول سبحانه و تعالى واصفاً الأنبياء الكاذبين ، يقول :
{أُوْلَئِكَ لَمْ يَكُونُواْ مُعْجِزِينَ فِي الأَرْضِ وَمَا كَانَ لَهُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاء يُضَاعَفُ لَهُمُ الْعَذَابُ مَا كَانُواْ يَسْتَطِيعُونَ السَّمْعَ وَمَا كَانُواْ يُبْصِرُونَ} :
اللي كذبوا على الله عز و جل ، لن يعجزوا الله عز و جل في الأرض ، لن يفروا من الله عز و جل ، لن يهربوا منه ، لن يختبئوا بعيداً عنه ، (و ما كان لهم من دون الله من أولياء) محدش يقدر ينصرهم ضد ربنا ، محدش يقدر ينصرهم ضد ربنا سبحانه و تعالى ، مين دُول/هؤلاء بقى؟ (يضاعف لهم العذاب) عذابهم مضاعف ، الكاذبين على الله عز و جل ، عذابهم مضاعف ، (ما كانوا يستطيعون السمع) ما كانوا يستطيعون أن تصلهم كلمات الوحي ، لأن السمع هو إيه؟ الوحي الإلهي ، مسمعتوش في سورة الجن بيقول إيه : (و إنهم عن السمع لمعزولون) ، السمع هنا معناه إيه؟ الوحي ، تلقي الوحي ، كذلك كلمة العلم هي إيه؟ الوحي أيضاً ، كذلك الإبصار ، إبصار الكشوف و الرؤى هي أيضاً من دلالات و رموز و معاني الوحي في القرآن ، (و ما كانوا يبصرون) ماكنوش يشوفوا كشوف و لا رؤى ، لأنهم مفترين باعوا دينهم بدنياهم ، زي مين كده في تاريخ الإسلام؟ مسيلمة الكذاب ، هذا مدعي كاذب على الله عز و جل ، مالك بن نويرة ، الأسود العنسي ، سجاح ، هناك أمثلة كثيرة لمدعي النبوة كذباً على الله عز و جل ، هؤلاء يُضاعف لهم العذاب و هم غير معجزين في الأرض ، محدش يقدر ينصرهم ضد ربنا .
____
{أُوْلَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُواْ أَنفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ} :
تسمع يقولك : عشان متخسرش نفسك لازم تعمل الفعل الفلاني ، أو تسامح فلان عشان متخسرش نفسك ، كلمة إنك تكسب نفسك أو تخسر نفسك ، كلمة عظيمة جداً ، ده معنى قرآني عميق ، إن الإنسان يكسب نفسه ، يعني إيه؟ يكسب نفسه المطمئنة المزكاة بتزكية الوحي و العرفان الإلهي ، بالتالي الكاذب على الله عز و جل و المفتري (أؤلئك الذين خسروا أنفسهم) خِسر نفسه ، بينه و بين نفسه ، معدش يحترم نفسه أقل حاجة ، هو عارف إنه كذاب و مش صادق ، فبالتالي لا يتكلم بقوة و لا بيقين و لا بحرارة ، إيه تاني بقى من صفاتهم؟ (و ضل عنهم ما كانوا يفترون) أي كلام بيفتروه لن يجنوا منه ثمار ، لا في الدنيا و لا في الآخرة ، ضل يعني تاه ، تاه عنهم ما كانوا يكذبون .
___
{لاَ جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي الآخِرَةِ هُمُ الأَخْسَرُونَ} :
(لا جرم) معناها معنيين : (لا جرم) أي لا عجب أنهم في الآخرة هم الأخسرون ، أكثر المكلفين خُسراناً ، و أكثرهم عذاباً ، و كذلك (لا جرم) يعني مش جريمة إن إحنا نجعلهم الأخسرين يوم القيامة ، الأكثر خُسراناً ، هذا ليس بجرم أن نفعل ذلك ، يعني هو أمر طبيعي بأن يكون هؤلاء الكاذبين خاسرين و أكثر الناس خسراناً يوم القيامة و مش جريم ان احنا نصفهم بذلك ..
____
بعد كده ربنا بيتكلم و بيقول عن الطائفة التانية بقى ، المصدقين بالأنبياء و الأنبياء الصادقين :
{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ وَأَخْبَتُواْ إِلَى رَبِّهِمْ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} :
المؤمنين و الأنبياء الصادقين و المُصدقين بيهم هؤلاء آمنوا و عملوا الصالحات ، آمن و عمل ، و إيه تاني؟ (و أخبتوا إلى ربهم أؤلئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون) ، أصحاب الجنة في الدنيا و الآخرة هم خالدين فيها ، و المحسنون منهم ، من المؤمنين ، أؤلئك يعبرون الجنات المتعاقبة في خلود أبدي لا ينتهي ، كلمة (أخبتوا) لها معنيين من خلال أصوات الكلمات ، أخبتوا : الهمزة أعماق ، خبت أي إنزوت و انطفئت ، يعني أطفؤا شهواتهم المحرمة و ثوائرهم النفسانية من أعماقهم نتيجة التزكية ، و هي دائرة مفرغة ، لما تزكي نفسك يبقى إنت كده إيه ، عملت إنزواء و خبت شهواتك المحرمة من أعماقك يعني بصدق عظيم ، و كذلك عندما تجعل شهواتك المحرمة و ثوائرك النفسانية تخبت في نفسك من الأعماق ، يبقى إنت كده بتزكي نفسك ، يبقى هي دائرة مفرغة ، كل منها تؤدي إلى الآخر ، و كذلك من معاني أخبتوا ، صفة من صفات المؤمنين ، إيه هي بقى؟ أخبتوا : أخ بت ، أخ أي أعماق النشوة و الفخر و العزة و الفَخَّار و النشوة تأتي مع الفيصلة ، بت أي فصل و أخذ القرار الفاصل ، كذلك الأنبياء و المؤمنين يستقيموا على الطريق المستقيم و دائماً عندهم فيصلة ما بين الحق و الباطل ، ما بين الإيمان و الكفر ، ما بين العدل و الظلم ، إذاً من صفات الأنبياء و المؤمنين بأنهم مستقيمين ، أمرهم بات ، أمرهم واضح ، عندهم صدق و يقين ، باتين في أمرهم ، و هذا البَتُ و هذه الصفة العظيمة تورث فيهم العزة و الفَخَّار من الأعماق . لان لديهم شرف في الصدع و الجهر بالحق .
____
{مَثَلُ الْفَرِيقَيْنِ كَالأَعْمَى وَالأَصَمِّ وَالْبَصِيرِ وَالسَّمِيعِ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلاً أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ} :
ربنا بيقارن بين الفريقين بقى ، مين؟ اللي هم الانبياء الكذبة و الأنبياء الصادقين ، (مثل الفريقين كالأعمى و الأصم و البصير و السميع) الأعمى اللي هو مش شايف كشوف ، و الأصم الذي لا يتلقى وحي ، و البصير اللي بيشوف الكشوف الصادقة ، و السميع اللي هو إيه ، بيستمع لكلمات الوحي المصفاة من الله عز و جل ، و بمناسبة الآية العظيمة دي ، سبحان الله ، ترتب إن خطبة الجمعة غداً إن شاء الله هتكون من كتاب حقيقة الوحي ، أول جزء من كتاب حقيقة الوحي ، هناخد مقدمة حقيقة الوحي التي كتبها المسيح الموعود ﷺ ، و هو كتاب غير عربي و لكننا تقدمنا و استعجلنا في قراءته في الخطبة لأهميته العظمى ، و خصوصاً أول ١٠٠ صفحة تقريباً من كلام المسيح الموعود فيه ، و دي غالباً اللي هنخلصها في خطبة الجمعة ، و نرجئ الباقي بعد أن نكمل الكتب العربية .
ربنا سبحانه و تعالى هنا بيقارن ما بين الفريقين ، لأنه لا تُعرف الأمور إلا بأضدادها ، و هو ده قانون التدافع ، قانون التمايز ، (مثل الفريقين كالأعمى و الأصم) مين؟ المفترين على الله عز و جل ، و المكذبين للأنبياء الصادقين ، يعني المكذب للنبي الصادق كأنه ، كأنه مفتري و كاذب على الله ، بدرجة النبي الكاذب ، تخيلوا بقى؟؟ أعمى و أصم ، طيب ، الأنبياء الصادقين و المؤمنين بيهم ، هم إيه؟ البصير و السميع ، فيهم صفة الإبصار أي إبصار الكشوف ، و فيهم صفة السمع أي تلقي المكالمات و الوحي الإلهي المصفى ، طيب واحد هيسألني و يقول : يا سيدنا ، طيب لو نبي كذاب و خدع الناس ، و ناس انخدعت بيه بحسن نية ، هل عليهم شيء؟؟ أقول : ليس عليهم شيء البتة ، لأن المؤاخذ مين؟؟ المؤاخذ فريقين : النبي الكاذب و المُكذب للنبي الصادق ، بس دول/هؤلاء اللي ربنا توعدهم بالعذاب ، المُكذب النبي الصادق و مُدعي النبوة كذباً ، طيب واحد اتخدع بنبي كذاب؟ عليه حاجة؟؟؟ ليس عليه شيء لا في الدنيا و لا في الآخرة ، بل هو معذور ، يُحاسبه الله سبحانه و تعالى على نيته ، يبقى هنا دلالة و إشارة إلى عِظَم أمر دعوى النبوة ، اللي يقول إنه مبعوث من الله عز و جل أو يتلقى وحي أو عنده رسالة من الله عز و جل يُبلغها للمؤمنين أو للناس ، يجب أن تُرخي سمعك و أن تتمهل و أن تعقل ما يقول و أن تصدقه خيرٌ لك من أن تُكذبه ، صَدقه خير لك من أن تُكذبه ، طبعاً بعد استخارة الله عز و جل ، محدش بيقولك اعمل على طول ، استخر الله ، اسأله ، يبقى إيه ، أن تُصدق خير لك من أن تُكذب ، لأنك لو صدقت كده نجوت ، نجوت مع النبي الصادق أو إنك مكذبتش نبي ، إحتمال ، إنت شايف إنه ممكن يكون إحتمال إنه كاذب ، لا ، إنت أحسنت الظن و ربنا لن يُضيعك ، ليه؟ لأن ربنا تعهد بذلك ، قال (أؤلئك لم يكونوا
معجزين في الأرض و ما كان لهم من دون الله من أولياء) يعني النبي الكاذب مش معجز في الأرض ، هيتكشف هيتكشف ، ربنا كفيل بذلك ، و حتى على فرض الإنسان توهم إن ده صادق و آمن بذلك النبي و مات ، ليس عليه شيء بنص القرآن الكريم ، ف ده تطمين للناس ، ميخافوش من أي حد يدعي الوحي ، لا ، و هتجد جِمَاعُ ذلك و تفصيل ذلك في صيغة بيعة يوسف بن المسيح ، لأن البيعة بتاعت يوسف بن المسيح اللي هي أصلاً بيعة الإمام المهدي الحبيب ﷺ ، فأصلها إيه؟ و فصلها إيه؟ حسن الظن في الأولياء و كل من ادعى الوحي على الله عز و جل ، نحن نحسن الظن و نسأل الله عز و جل بخُلوص النية و متجردين من كل شرك قولي أو فعلي أو قلبي ، (هل يستويان مثلاً) يستوي الفريق ده الكافر مع الفريق ده المؤمن؟؟؟ لا يستويان ، (أفلا تذكرون) مش تعقلوا كده و تَّذَكَروا كلمات الله عز و جل و تتدبروها؟؟؟ .
وأحكيلكو دلوقتي آية عظيمة جداً و معجزة عظيمة جداً ، من معجزات كثيرة جداً للرسول ﷺ ، المعجزة اللي هقولها دي و أحكيها بإختصار ، هي أعظم من معجزة شق البحر لموسى ، خلي بالك عشان تعرف حقيقة النبي محمد و عظمة النبي محمد ﷺ ، خلي بالك ، المعجزة اللي هحكيها دي هي أعظم من معجزة شق البحر لموسى ، مش بني إسرائيل بيتفاخروا في شق البحر لموسى ، و نحن كذلك نتفاخر بذلك لأننا من أتباع موسى ، و لكن سيدنا محمد ﷺ ربنا أعطاه معجزة أعظم من شق البحر ، مش دي بس ، ده معجزات كثيرة جداً لو نتأملها و نتدبرها ، بس ركز في المعجزة دي ، و دي معجزة قوية و لها شواهد كثيرة ، سيدنا محمد ﷺ بعدما ربنا نصره في غزوة الخندق أو غزوة الأحزاب ، بعث رسائل لمجموعة من ملوك الأرض وقتها ، رسائل عن الدعوى بتاعته ، عن إدعاءه للنبوة و أنه أتى بشريعة ، و أنه واجب أن الناس تتبعه و تلتزم بتلك الشريعة ، بعث رسالة إلى حاكم مصر أو والي الدولة الرومانية على مصر و كان ساعتها إسمه المقوقس ، و بعث لهرقل ، و بعث لبعض ملوك العرب و الشام و كده ، و كان من ضمن الرسايل اللي بعتها دي ، بعت لمين؟ بعت رسالة لشاهن شاه اللي هو كِسرى ، اللي هو ملك فارس أو عظيم فارس ، و كِسرى كان مسمي نفسه ملك الملوك ، ليه بقى؟ لأنه كان عنده ممالك كثيرة جداً و كل مملكة يُعين عليها ملك ، و الملك ده خاضع لكِسرى ده ، فهو مسمي نفسه ملك الملوك ، و خاب و خَسر ، فملك الملوك هو الله عز و جل ، لذلك مُحرم أن نُسمي شاهنشاه أو ملك الملوك ، هذا أمر مُحرم ، المهم كان من شروط الرسول ، الرسل اللي بعتهم النبي ﷺ للملوك ، أن يُسلم الرسالة يداً بيد ، لازم كده ، يشوف الملك و يُعطيه الرسالة بيده ، ليه؟ عشان الآمانة ، عشان يتأكد أن الرسالة وصلت ، المهم في رسول بعثه النبي ﷺ لكِسرى ده ، و سافر بلاد كثيرة جداً و تعب حتى وصل ، و أول ما وصل لإيوان كِسرى ، الحرس قالوا له : هات الرسالة و امشي انت ، قال لهم : لا ، أسلمهاله بإيده ، فضل قاعد متنح و مُصر أن يُعطي الرسالة لكِسرى بإيده ، في الآخر هم الحراس زهقوا منه و إستأذنوا كِسرى و قال لهم : ادخلوه ، فبعد كده دخل و أعطاه الرسالة ، و المترجم بدأ يقرأ ، فأول الرسالة : ((من محمد رسول الله إلى كِسرى عظيم الفرس)) ، أول ما كِسرى سمع كده ((من محمد رسول الله إلى كِسرى)) غضب و مزق الرسالة مباشرة قبل أن يقرأها ، و قال كيف لعبد من عبيدي يُقدم إسمه على إسمي ، يعني هو مزعلش من كلمة نبي الله ، زعل إن سيدنا محمد قال في الرسالة إسمه قبل إسم كِسرى ، شفت الغطرسة ، غطرسة و كِبر و تجبر و تكبر و علو في الأرض ، أول ما مزق الرسالة خلاص رسول رسول الله ﷺ فهم الرسالة و قام واخد بعضه و ماشي ، ساعتين تلاتة كده ، كأن كِسرى يتراجع كده و ندم يعني ، بس هو غلط طبعاً غلطة كبيرة ، قال للحراس روحوا في أثر الرسول ده و هاتوهولي عشان نفهم منه ، راحوا وراه كان دخل مدينة ، أول ما وصلوا لهذه المدينة كان الرسول ده مشي من المدينة دي و دخل في مدينة تانية ، و هكذا كل ما يدخل مدينة عبال ما رسل كِسرى يوصلوا يكون هو مشي ، لغاية ما وصل المدينة المنورة ، كِسرى فضل محتار ، مين ده ، اللي باعت إسمه قبل إسمي ده؟؟!! قام باعت لملك اليمن وقتها كان خاضع لفارس ، واحد إسمه (باذان) كان ملك اليمن ، قاله يا باذان إبعت رجلين يروحوا يجيبولي محمد ده ، يجيبهولي فارس ، عشان أشوف قصته إيه ، اللي بيقدم إسمه على إسمي ، يعني هو زعلان لمجرد إنه قدم إسمه على إسم كِسرى ، شوف الطغيان و التجبر ، فقام باذان سمع الكلام و بعت رسولين لسيدنا محمد ﷺ ، فالإتنين دول الرجالة راحوا الطائف و قالوا : إحنا بنسأل عن محمد مدعي النبوة ، فقال أهل الطائف لهما : لا مش هنا ، ده في حتة إسمها يثرب ، فوق في الشمال ، طبعاً كفار قريش سمعوا الخبر و قالوا إيه : ملك الملوك بيبعت لمحمد عاوزه عشان زعلان منه ، ده إحنا كده خِلصنا منه ، إنبسطوا أووي ، محمد ده اللي مدوخنا ، ملك الملوك بينصبله فخ و بيحفرله ، يا سلااام ، إنبسطوا بقى إنه هو إيه ، وقعوا في بعض ، كِسرى وقع في عداوة مع سيدنا محمد ﷺ ، المهم فضلوا يسألوا الرجلين دول اللي بعتهم باذان ، فضلوا يسألوا عن الطريق ، لغاية ما وصلوا المدينة ، دخلوا المدينة و بدأوا يدوروا كده و لغاية ما الناس دلتهم على المسجد ، مسجد النبي ﷺ ، المسجد إيه ، حالته متواضعة جداً ، الفرش بتاعه طين ، و الأعمدة بتاعته من جذوع النخل ، و السقف من جريد النخل و السعف ، في شكل متواضع جداً ، و في نفس الوقت أول ما شافوا النبي ﷺ أصابتهم رعدة و رهبة ، و دي دايماً ربنا بيبعتها مع الأنبياء ، الرهبة و الهيبة و الرعب ، دي من جنود الله عز و جل اللي بيُثبت بها الأنبياء ، أول ما قابلوا سيدنا محمد ﷺ قالوا له : إن ربُنا يدعوك لأن تأتي معنا لينظر في أمرك ، طبعاً هنا بيقول عن ربهم مين؟ كِسرى ، بيقولوا عن كِسرى مين؟ ربهم و العياذ بالله ، فالرسول ﷺ عرف أنه يُريد به شراً لأنه قدم إسمُه على إسمِه في الرسالة ، و قالوا له كده : إنه غضبان منك ، إنك إزاي تتجرأ تبعتله الرسالة أصلاً و تقدم إسمك على إسمه ، المهم الرسول ﷺ حكيم و محنك و فيه فِراسة عظيمة جداً ، ده ببركة الوحي ، و موحد و هو أول الموحدين في عصره و زمانه ، و أول المؤمنين ، و أول المُخلَصين ، قال لهم : سيبوني يومين و تعالولي بعد اليومين ، قالوا ماشي ، و باتوا كده في أي مكان في المدينة ، و في اليومين دول الرسول ﷺ عمل إيه بقى ، دعى ربنا بهلاك كِسرى ، لأنه ده دلوقتي عاوز شر بيه و شر بدعوته ، فالرسول دعى الله عز و جل ضد كِسرى ، زي ما كده ربنا ألهمني بالدعاء ضد الفرعون يوم ٤ يناير الضحى ٢٠١١ ، ربنا أراني بعدها كشف عن هلاكه و زواله بالتفصيل ، فآية الدعاء دي ، محدش يستقلها أبداً ، المهم جاءوا بعد اليومين و قابلوا سيدنا محمد ﷺ ، فأول ما دخلوا عليه المسجد قال لهم : إن ربي قتل ربكما ، فبصوله كده/نظروا إليه و قالوا إنت بتقول إيه؟؟ إنت اتجننت ، إنت لمجرد حطيت إسمك قبل إسمه في الرسالة باعتنا عشان نجيبك ، جاي دلوقتي تقول لنا إن ربك قتل ربنا كِسرى ، إيه ده؟!!! فاتخضوا كده و قالوا له إنت مجنون ، فقال لهم النبي ﷺ لقد قُتِل ربكم من سبع ساعات ، من سبع ساعات ، حددلهم كمان ، و دعاهم للإسلام و بعد كده أعطى كل واحد منهم هدية ، و ثم رجعوا تاني إلى باذان ، و قالوا لباذان : ده محمد ، قلنا له تعال ، قال سيبوني يومين ، و بعد ما رجعنا له بعد اليومين ، قال لنا ربي قتل ربكم ،( نتيجة دعاء سيدنا محمد ﷺ ، الله ، ده مش أي حد ،) فقال باذان : ده يا مجنون ، يا فعلاً نبي ، فِضلوا كم يوم كده قاعدين في اليمن ، و بعد كده أتاهم رسول من فارس ، رسول مرسال يعني ، يقول لهم : أنا ابن كِسرى ، إإتوا لي بالبيعة من اليمن ، إيه اللي حصل بقى ساعتها؟ كِسرى ده كان ساجن إبنه نتيجة مخالفات عملها في حربه ضد الروم ، فابنه عرف بمؤامرات إنه هو يتخلص منه داخل القصر و يقتله ، و كان ده ببركة دعاء سيدنا محمد ﷺ ، أهلك الظالمين بالظالمين ، الموضوع وقف لغاية كده؟؟ موئفش ، أول ما عرف باذان بالخبر ، قال لهم مات إمتى؟ قالوا له : مات كذا كذا في اليوم الفلاني و في الساعة الفلانية ، قال فعلاً زي ما محمد قال ، أسلم ، على طول كده ، الناس زمان كانت على الفطرة يعني ، باذان أسلم هو و الرسل اللي معاه و معظم أهل اليمن ، دخلوا في الإسلام ، و الرسول ﷺ بعث لهم معاذ بن جبل يُعلمهم الفقه و شريعة الإسلام ، و هكذا دخلت اليمن على طول في الإسلام ، بالمعجزة الجميلة دي ، دعاء ، طب هل وقف الأمر عند ذلك بالنسبة لموضوع الفرس؟؟؟؟ لا ، شؤم معصيتهم و شؤم غطرستهم على سيدنا محمد ﷺ أهلكت المملكة الفارسية و الإمبراطورية الفارسية ببركة دعاء سيدنا محمد ﷺ ، إيه اللي حصل ، إبنه ده لما قتل كِسرى ، خلاص فضل قاعد ٦ شهور و بعد كده مات ، و مسكت(أمسكت الحكم) واحدة من قرايبهم و قتلت مجموعة كبيرة جداً من مسؤولين فارس و من رؤوساء الجيوش ، و حصل هرج و مرج و لخبطة في المملكة الفارسية ، و كل ده كان تهييء للفتوحات الإسلامية في العراق و فارس بعد كده ، عشان تضعف الفرس قبل أن تهاجمها جنود نبينا محمد ﷺ ، و اللي ابتدت طبعاً مع سيدنا أبو بكر ، و تمت في عهد عمر -رضي الله عنه- ، و كان معظم الجنود اللي بيقاتلوا الفرس من اليمن و من الحجاز ، اللي كانوا أتباع فارس ، فكانوا أدرى بهم ، فتفككت الأمبراطورية الفارسية اللي كانت بقوة أمريكا دلوقتي مثلاً ، بإيه؟ بشؤم غطرسة كِسرى و تكبره على سيدنا محمد و إرادته إيذاء سيدنا محمد ، بس كده ، فسيدنا محمد قام داعي عليه فتفككت هذه الأمبراطورية ، إنت بقى كده إوزنها ، إوزن كده الآية دي ، هل هي أعظم من شق البحر و لا لا ، أعظم من شق البحر ، إمبراطورية كاملة تفككت ببركة دعاء محمد ﷺ ، لكن شق البحر ده إيه ، خندق اتعمل في البحر ، ربنا عمله ، سواء كان معجزة مادية أو كان وقتها ظرف طبيعي ، ربنا فتح اللسان ده ، و بني إسرائيل عبروا و جنود فرعون ماتوا ، المملكة الفرعونية بقيت زي ما هي ، و فرعون رجع و آمن شوي ، و بعد كده ذوى إيمانه مع الوقت ، لكن فارس تفككت كلها و دخلت كلها في الإسلام ، و غنائم فارس دخلت كلها تحت سلطان المسلمين ، يبقى مين أعظم؟؟؟ آية هلاك الفرس أعظم من آية شق البحر لموسى . فارس اللي قضت على الفراعنة بهزيمة قمبيز لباسماتيك الثالث و انتهاء حكم الاسر الفرعونية نهائيا . فارس دي اللي هزمت الفراعنة ، المسلمون هزموها ، يبقى مين اقوى ؟ اتباع محمد اقوى و أصدق .
___
{وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُّبِينٌ} :
نوح ، نوح رمز دعوة النبيين لأقوامهم ، يبقى وظيفة النبي أول حاجة إيه ، يبقى نذير ، (مبين) يعني موضح للتفاصيل .
___
{أَن لاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ اللَّهَ إِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ} :
دايماً كده الدعوة للتوحيد و نبذ الشرك ، (إني أخاف عليكم عذاب يوم أليم) تذكيرهم بإيه ، بيوم البعث و بعذاب جهنم .
___
{فَقَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلاَّ بَشَرًا مِّثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلاَّ الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ وَمَا نَرَى لَكُمْ عَلَيْنَا مِن فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ} :
(ما نراك إلا بشراً مثلنا) علة من ضمن علل الكفر إيه؟ زيك زيينا ، إنت زيك زيينا ، بتفضل نفسك علينا في إيه؟؟ يعني الكِبر هو أول عقبة من العقبات التي تضاد الإيمان ، أول علة من علل الكفر إيه؟ الكِبر ، (و ما نراك اتبعك إلا الذين هم أراذلنا بادي الرأي) بيستهزؤا بالمؤمنين و بيستتفهوهم و بيستضعفوهم نتيجة كبرهم ، يعني إيه (بادي الرأي) يعني رأيكم بدائي ، رأيكم ضعيف ، رأيكم سطحي إن إنتم اتبعتم مدعي النبوة ده ، (أراذلنا) اللي هم الناس الضعفاء ، اللي ملهومش قيمة ، اللي هم سقط متاع طبعاً في رأيهم يعني ، (بادي الرأي) اللي هم آرأهم ضعيفة ، اللي بينضحك عليهم بسهولة يعني ، (و ما نرى لكم علينا من فضل) إنتو مش أحسن مننا ، (بل نظنكم كاذبين) كلكم على بعض كده مجموعة من الكذابين ، اللي عاوزبن تذهبوا بمُلكنا الدنيوي و بمكاسبنا الدنيوية .
كذلك من معاني (بادي الرأي) إيه ، ده رأي ظاهر يعني ، حاجة مُسَلم بيها ، حاجة باينة أوي ، حاجة معروفة أوي ، إن هم هؤلاء أراذل ملهومش قيمة ، و إنت بشر زيك زيينا ملكش فضل علينا ، (بادي الرأي) من معانيها يعني أمر مُسَلم بيه و ظاهر أوي ، كذلك (بادي الرأي) بأنهم بدائيين في رأيهم اللي اتبعوك هؤلاء .
○ كلمة أراذلنا من أصوات الكلمات :
أرذل ، فاكرين؟ أرذل العمر ، تعرف تجيبها من أصوات الكلمات؟ أراذل أي نراهم بأنهم أذلاء ضعفاء ، أرذل : اللي يُروا الذل ، مجموعة من المذلولين الضعفاء السفهاء اللي بتبعوك هؤلاء ، الضعفاء العبيد هؤلاء ، اللي إحنا أسيادهم ، هم هؤلاء أتباعك؟؟؟ ، دي لهجة مين؟؟ الكافر المتكبر المتأبلس ، شفتوا بقى عظمة اللغة العربية . و اللي قرأ المدونة النهاردة هيعرف معنى كلمة أرذل .
___
{قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّيَ وَآتَانِي رَحْمَةً مِّنْ عِندِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنتُمْ لَهَا كَارِهُونَ} :
نوح بيكلمهم و يقول : (قال يا قوم أرأيتم إن كنت على بينة من ربي) يعني حطوا إحتمال إنه أنا ممكن أكون صادق ، و أن اكون على وحي حقيقي من الإله حقيقي ، (بينة) ربنا مُبَين لي ، زي ما الرسول ﷺ بينة ، (لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب و المشركين منفكين حتى تأتيهم البينة ¤ رسول من الله يتلو صحف مطهرة ¤ فيها كتب قيمة) ، (و آتاني رحمة من عنده) رحمة يعني وحي و فضل منه سبحانه و تعالى و وصال و تزكية ، و كل الأمر ده ، و الزكاة دي و الكتاب ده و الكلمات دي ، فعُميَّت عليكم بسبب نفوسكم المريضة ، عميتم عن إبصارها فلم تبصروا كلمات الله و آياته ، و بعد كده نوح -عليه السلام- و كل نبي يُقعد و يُأصل بأصل عظيم جداً في الأديان و هو لا إكراه في الدين ، فيقول لهم هنا : (أنلزمكموها و أنتم لها كارهون) يعني لا إكراه في الدين ، أنا مش هلزمكم و مش هغصب عليكم تؤمنوا ، و لكن اعلموا أنكم مًخيَّرون ، و بإختياركم تكونون فيما يليه مُسيَّرون ، و كانت دي بداية دعوة نوح لقومه و بداية قصة نوح مع قومه ، و نكملها إن شاء الله في الوجه القادم .
__
و أَنهى الجلسة بأن طلب قمر الأنبياء يوسف الثاني ﷺ من مروان و رفيدة و أرسلان بإستخراج أمثلة على أحكام طلبها منهم من هذا الوجه :
طلب من مروان مثال على إستعلاء ، فقال :
(يَسْتَطِيعُونَ) .
و طلب من رفيدة مثال على همس ، فقالت :
{عِندِهِ} .
و طلب من أرسلان مثال على تفشي ، فقال :
{بَشَرًا} .
و طلب من أحمد مثال على صفير ، فقال :
{السَّمْعَ} .
___
و اختتم نبي الله الجلسة المباركة بقوله المبارك :
هذا و صلِّ اللَّهم و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم ، سبحانك اللهم و بحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت ، أستغفرك و أتوب إليك .
___
و الحمد لله رب العالمين . و صلِّ يا ربي و سلم على أنبياءك الكرام محمد و أحمد و يوسف بن المسيح صلوات تلو صلوات طيبات مباركات ، و على أنبياء عهد محمد الآتين في مستقبل قرون السنين أجمعين . آمين .🌿💙
==========================
و بإيمانك تهيئين الأرض للسالكين الذين يريدون الإقامة في أرض الوحي و النبوة



ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق