درس القرآن و تفسير الوجه الثامن من يوسف .
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
أسماء إبراهيم :
شرح لنا سيدي و حبيبي يوسف بن المسيح ﷺ أثناء جلسة التلاوة المباركة من أحكام التلاوة ؛ من أحكام المد , ثم قام بقراءة الوجه الثامن من أوجه سورة يوسف ، و أجاب على أسئلتنا بهذا الوجه ، و أنهى نبي الله الحبيب الجلسة بأن صحح لنا تلاوتنا .
بدأ نبي الله جلسة التلاوة المباركة بقوله :
الحمد لله ، الحمد لله وحده ، الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد و من تبعه من أنبياء عهده و بعد ، لدينا اليوم الوجه الثامن من أوجه سورة يوسف ، و نبدأ بأحكام التلاوة و مروان :
مد فرعي بسبب السكون :
مد عارض للسكون و يكون غالباً في نهايات الآيات و يمد بمقدار ٤ إلى ٥ حركات .
و مد لازم حرفي أو كلمي : الحرفي هو في أوائل السور , و الكلمي مثقل و يُمد بمقدار ٧ حركات مثل (و لا الضآلين) .
و المد الحرفي له ثلاثة أنواع : حرف واحد يمد حركة واحدة و هو الألف في حروف المقطعات في بداية السور ، مجموعة من الحروف تمد بمقدار حركتين و هي مجموعة في جملة (حي طهر) , و حرف تمد بمقدار ٦ حركات و هي مجموعة في جملة (نقص عسلكم) .
و بعد مروان قالت الأحكام رفيدة ثم أرسلان .
__
و ثم تابع نبي الله يوسف الثاني ﷺ الجلسة بشرح الوجه لنا فقال :
{وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينٌ} :
بعد ما ظهرت براءة يوسف النبي -عليه السلام- و ظهرت نعمة الله عز و جل في فمه ، قال (اجعلني على خزائن الأرض) بعد إيه ، بعد ما قال له الملك (و قال الملك ائتوني به أستخلصه لنفسي) لما الملك عرف التأويل بقى و شاف الحل في الرؤيا و شاف التأويل الحكيم ، ده كان وقتها أمر نادر و عجيب ، بعث ليوسف يجيه/يأتي له في القصر ، فلما جاله/أتى له في القصر ، قال له (فلما كلمه قال إنك اليوم لدينا مكين أمين) ، (و قال الملك ائتوني به أستخلصه لنفسي) يعني عاوز أقربه لي و يكون لي أنا بس ، يعني مستشاري ، مستشار خاص بي ، تستفيد منه يعني ، (فلما كلمه) قال له كده يعني ، الملك قال ليوسف إنت تبقى المستشار الخاص بتاعي ، (قال إنك اليوم لدينا مكين أمين) إنت مُمَكَّن و إحنا بنثق فيك و أنت أمين عندنا .
___
{قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ} :
يوسف قال إيه بقى (قال اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم) ، (اجلعني على خزا:ن الأرض) يعني كأنها وزارة المالية مثلاً ، (خزائن الأرض) اللي هي حاجات الوزارة أو المصلحة ، المسؤولة عن تخزين السلع أو تخزين الحبوب ، كده يعني ، هي دي معنى خزاين الأرض ، يعني الثروات ، (إني حفيظ عليم) ، و كانت ثروات قدماء المصريين زمان ، أكثرها إيه؟ منتجات الزراعة يعني ، هي دي أكثر ثرواتهم يعني ، في الحضارة دي ، لأنها كانت حضارة زراعية ، (قال اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم) ، حفيظ : أقدر أحفظ الثروات دي ، و عليم : عندي علم من الله عز و جل و خبرة و نعمة .
___
{وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاء نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَن نَّشَاء وَلاَ نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ} :
ربنا بيحكي و بيقول إيه (و كذلك مكنا ليوسف في الأرض) هيئنا له الأسباب عشان نُمَكِنه في حُكم دنيوي ، (يتبوأ منها حيث يشاء) بمصر يروح في أي حتة ، يجلس في أي حتة ، يسافر أي حتة في مصر ، (يتبوأ منها جيث يشاء) بعد ما كان مسجون في حتة معينة ، دلوقتي مَكَنَّا له و اديناله/أعطيناه سلطة و سلطان ، و بقى يتحرك في كافة ربوع مصر بكل أريحية ، يعني يوسف اقام في اماكن متعددة بمصر و ليس بقعة واحدة . فكان يعيش في الشرقية و عاش في الفيوم و عاش في إهنيس و طيبة . (نُصيب برحمتنا من نشاء و لا نضيع أجر المحسنين) هنا بيصف يوسف النبي و الأنبياء بأنهم إيه؟ من المحسنين ، و أن الله سبحانه و تعالى لا يُضيع أجور المحسنين ، (نُصيب برحمتنا من نشاء) أعطاهم من رحمته سبحانه و تعالى .
___
{وَلَأَجْرُ الآخِرَةِ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ} :
و أجر الآخرة أفضل من الدنيا ، حتى و لو مكنش في أجر دنيوي ، و لكن سيكون أجر الآخرة أفضل و خير .
____
{وَجَاءَ إِخْوَةُ يُوسُفَ فَدَخَلُواْ عَلَيْهِ فَعَرَفَهُمْ وَهُمْ لَهُ مُنكِرُونَ} :
(و جاء إخوة يوسف فدخلوا عليه فعرفهم و هم له منكرون) إخوة يوسف ، اللي هم كانوا عشرة إخوة من غير بنيامين ، ذهبوا مصر وقت المجاعة ، عشان إيه ، عرفوا إن مصر فيها تخزين حبوب ، إن هم كانوا مخزنين حبوب في سبع سنين اللي كان فيها إيه؟ ريّ ، و بعد كده لما دخلت سنين القحط ، راحوا سافروا مصر ، قالوا ممكن نلاقي حبوب هناك عشان نُطعم أهلنا ، (و جاء إخوة يوسف فدخلوا عليه فعرفهم) يوسف عرفهم ، لأن هو لما سابهم كان صُغَير ، شكله إيه تغير لما كَبِرَ يوسف ، لكن هم كانوا كبار فشكلهم متغيرش أوي فعرفهم ، (و هم له منكرون) هم ماعرفوهوش عشان إيه ، زي ما قلنا إنه هو لما وصل مصر كان صُغَير ، غلام صغير ، لما عَدت/مرت السنين اختلف شكله فلم يعرفوه ، لكن هو عرفهم .
____
{وَلَمَّا جَهَّزَهُم بِجَهَازِهِمْ قَالَ ائْتُونِي بِأَخٍ لَّكُم مِّنْ أَبِيكُمْ أَلاَ تَرَوْنَ أَنِّي أُوفِي الْكَيْلَ وَأَنَاْ خَيْرُ الْمُنزِلِينَ} :
(و لما جهزهم بجهازهم) كان ساعتها بقى إيه ، في قانون حاطينه ، إن كل واحد له حِمل بعير و البعير هنا معناه الحمار مش الجمل يعني ، في قصة يوسف ، (حمل بعير) يعني كل واحد يحمل حِمل حمار من الحبوب و يرجع بها إلى أهله ، (و لما جهزهم بجهازهم) الجَهاز اللي هو إيه؟ الغَلة يعني ، الحبوب ، طبعاً الحبوب دي كانت بمقابل ، مكنتش تتاخذ كده ببلاش ، كانوا بيُعطوا نقود مثلاً أو كده إيه ، بضاعة أخرى ، يعني يا إما نقود مثلاً ذهبية أو فضية ، أو بضاعة أخرى غير الحبوب مثلاً ، تكون زيادة عندهم ، فبتالي بنظام المقايضة بيعطوا البضاعة اللي هم مش محتاجنها و بياخذوا مكانها الحبوب عشان ياكلوا منها ، (قال ائتوني بأخٍ لكم من أبيكم ألا ترون أني أوفي الكيل و أنا خير المنزلين) طبعاً هم لما دخلوا عليه بدأ يتكلم معهم ، إنتو مين؟ فقالوا إحنا أبناء رجل صالح من فلسطين إسمه يعقوب ، إسرائيل يعني ، إنتو كم أخ و أخت؟ قالوا له إحنا إحداشر أخ ، طب إنتو جيتوا عشرة ليه؟ قالوا له أصل بابانا بيحب أخونا الصُغَير خالص ، فهو إستغرب و قال لهم إزاي؟ مش إنتو عندكم المفروض البِكر هو أحب واحد إلى الأب؟؟ إزاي هو ، الإبن الصغير الأحب لكم؟ على العموم ، لما المرة الجاية تيجو/تأتوا و تأخذوا الحبوب من مصر ، هاتوا أخوكم الصغير ده عشان تُزودوا الغلة ، يبقى له نصيب ، يبقى له حِمل بعير زيادة ، و عشان أتأكد من صدقكم ، إن إنتو صادقين معي ، صح كده؟ ، و عمل لهم حاجة تحفيزية هنشوفها دلوقتي .
___
{فَإِن لَّمْ تَأْتُونِي بِهِ فَلاَ كَيْلَ لَكُمْ عِندِي وَلاَ تَقْرَبُونِ} :
بيقول إيه؟ (فإن لم تأتوني به فلا كيل لكم عندي و لا تقربون) يعني أول حاجة لو ماجبتوش أخوكم الصغير ده و أكرمتوه و عشان ياخذ حِمل بعير معكم ، ماتجوش تاني ، يبقى إنتوا كده أنانيين ، خلاص؟ ، يبقى هو فهمهم كده ، كلمهم من المنطق ده ، إن إنتوا لو ما أتيتم بأخيكم الصغير ، يبقى إنتم أنانيين و مش صادقين معي .
___
{قَالُواْ سَنُرَاوِدُ عَنْهُ أَبَاهُ وَإِنَّا لَفَاعِلُونَ} :
قالوا إيه ، هنحاول مع أبوه ، إن إحنا ناخذه منه و إحنا هنفعل ، هنحاول إيه نراود ، طبعاًً إحنا عارفين كلمة نراود يعني إيه : نلف عليه ، نلف على النبي يعقوب و نحاول ناخذ بنيامين السفرة الجاية .
___
{وَقَالَ لِفِتْيَانِهِ اجْعَلُواْ بِضَاعَتَهُمْ فِي رِحَالِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَعْرِفُونَهَا إِذَا انقَلَبُواْ إِلَى أَهْلِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} :
(و قال لفتيانه اجعلوا بضاعتهم في رحالهم) الفتيان أي الغلمان اللي كانوا عند يوسف ، بيشتغلوا عنده ، الصبيان ، (و قال لفتيانه اجعلوا بضاعتهم في رحالهم لعلهم يعرفونها إذا انقلبوا إلى أهلهم لعلهم يرجعون) البضاعة اللي كانت إيه ، نقود مثلاً ، قال للغلمان حطوها في الغلة ، في وسط الغلة ، عشان لما يرجعوا يبقى عامل تحفيزي لهم ، أولاً : يلاقوا إن النقود رجعتلهم فيستحرموا أن هم ياخذوا الغلة من غير النقود دي ، فيضطروا يرجعوا تاني عشان يرجعوا النقود ، ده حافز ، حافز تاني أو سبب تاني : إن هو هنا إيه ، يتأكدوا إن يوسف ده أو الراجل اللي كال لهم الكيل ده ، رجل نبيل شريف ، حتى لدرجة أرجع لهم النقود بتاعتهم ، فهنا يزداد عندهم التحفز بأنهم يرجعوا مصر تاني ، هو كان عاوزهم يرجعوا بأي شكل و معهم بنيامين الصُغير ، عرفتوا بقى طريقة التحفيز دي حصلت إيه ، يبقى كده التحفيز ده لسببين : عشان يشوف إنهم أخذوا الغلة من غير فلوس فيستعيبوها يعني ، يقولوا عيب إزاي إحنا ناخذ حاجة من غير فلوس ، و كذلك يشعروا بكرم هذا الرجل الذي كال لهم و أنه واثق فيهم ، فإزاي هو واثق فيهم و هم مش واثقين فيه ، إنهم يجيبوله أخوهم الصغير عشان ياخذ حِمل بعير معهم ، ف دي السياسة ، هنا كانت سياسة عظيمة من يوسف النبي ، هو بيعرف في أسلوب الحكم و السياسة .
___
{فَلَمَّا رَجَعُوا إِلَى أَبِيهِمْ قَالُواْ يَا أَبَانَا مُنِعَ مِنَّا الْكَيْلُ فَأَرْسِلْ مَعَنَا أَخَانَا نَكْتَلْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} :
(فلما رجعوا إلى أبيهم) رجعوا بقى إيه ، العشرة رجعوا ليعقوب ، (قالوا با أبانا منع منَّا الكيل) مُنِعَ منَّا الكيل الجاي قُدَام ، السنة الجاية أو المرحلة الجاية ، المرة الجاية مُنعنا من الكيل ، ليه؟ لأن الرجل اللي أعطانا الحبوب قال لازم تجيبوا أخوكم الصغير ، إحنا حكيناله عن أنفسنا و قال تجيبوا اخوكم الصغير ، تاخذوا حِمل بعير زيادة و أتأكد من صدقكم ، عشان أنا عاوز أتعرف عليكم و على ثقافتكم و على دينكم ، لأنهم لما تكلموا عن أبيهم الصالح و إبنه الصغير ، و بَيَّنَ لهم بأنه يُحب أن هو يتعرف عليهم ، فإزاي بقى هو طلب منهم ، إنه هو يتعرف عليهم و يتقرب منهم و يعرف أخوهم الصغير و هم مش عاوزين يجيبوه ، ف لو ماعملوش كده المرة الجاية ، يبقى هم كده مابيثقوش في الراجل ده ، في يوسف يعني ، فبالتالي مش هيكيل لهم الكيل الجاي ، شوفت بقى جابهالهم إزاي ، (فأرسل معنا أخانا نكتل و إنا له لحافظون) نكتل يعني نأخذ الكيل ، الكيل هو الميزان يعني ، يعني مثلاً كل واحد نقول له مثلاً ٢٠ كيلو من القمح ، كان عندهم المكيال ، المكيال ده مثلاً بالكيلو ، يعني عبارة عن طبق كده مثلاً ، وزنه اللي جواه كأنه كيلو مثلاً ، نكتل يعني إيه ، نأخذ الكيلات الخاصة بنا ، (و إنَّا له لحافظون) إحنا هنحافظ على بنيمين و متخفش عليه ، هنعرف بقى في الوجه الجاي ، يعقوب هيقولهم إيه و إيه اللي هيحصل .
___
و اختتم نبي الله الجلسة المباركة بقوله المبارك :
هذا و صلِّ اللَّهم و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم ، سبحانك اللهم و بحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت ، أستغفرك و أتوب إليك .
___
و الحمد لله رب العالمين . و صلِّ يا ربي و سلم على أنبياءك الكرام محمد و أحمد و يوسف بن المسيح صلوات تلو صلوات طيبات مباركات ، و على أنبياء عهد محمد الآتين في مستقبل قرون السنين أجمعين . آمين .🌿💙
============================
جميلة محمد :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق