يوشع بن نون :
صلاة الجمعة ٢٠٢١/١٢/٣١
*********************
صلاة الجمعة لخليفة المسيح الموعود السادس سيدنا يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام بتاريخ ٢٠٢١/١٢/٣١
يقول سيدنا يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام : السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته . أذان .
قام بلال اليوسفيين برفع الأذان :
الله اكبر الله اكبر
الله اكبر الله اكبر
اشهد ان لا اله الا الله
اشهد ان لا اله الا الله
اشهد ان محمدا رسول الله
اشهد ان محمدا رسول الله
حى على الصلاة
حى على الصلاة
حى على الفلاح
حى على الفلاح
الله اكبر الله اكبر
لا اله الا الله
ثم قام سيدنا يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام خطيبا فقال : الحمد لله - الحمد لله وحده - الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد ومن تبعه من انبياء عهده وبعد ; لدينا اليوم كتاب جديد من كتب الامام المهدي الحبيب واسم الكتاب حجة الله يقول الامام المهدي الحبيب في غلاف الكتاب :
حجة الله
مطبوعة مطبع ضياء الاسلام قاديان دار الامن والامان في ٢٢ من ذي الحجة ١٣١٢ هجرية .
الإعلان فاسمعوا يا أهل العدوان
أيّها الناظرون! اعلَمُوا، رحِمكم الله ورزَقكم رزقًا حسنًا من التفضّلات الجليّة والألطاف الخفيّة، أن هذه رسالتي قد تمّت بالعناية الإلهيّة محفوفةً بالأسرار الأنيقة الربّانية، ومشتملةً على محاسن الأدب، والمُلَح البيانيّة؛ فكأنّها حديقة مخضرّة، تُغرّد فيها بلابل على دوحة الصفاء، وتُصبي ثمراتها قلوب الأدباء. ومَن أمعنَ فيها بإخلاص النيّة، وصدق الطويّة، فلا شكّ أنه يُقرّ بفصاحة كلماتها، وبراعة عباراتها، ويُقرّ بأنها أعلى وأملح من التدوينات الرسمية، وعليها طلاوة أكثر من المقالات الإنسانية. وأمّا الذي جُبِلَ على سيرة النقمة والعناد، فيجحد بفضلها ويترك متعمّدًا طريق القسط والسَداد، ولو كانت نفسه من المستيقنين. فنحن نُقبِل الآن على زُمر تلك المنكرين، ولقد وعيتَ أسماءهم فيما سَبَقَ مِن ذكر المكفّرين والمكذّبين.. أعني شيخ "البَطالة" وأمثاله من المفسّقين الفاسقين. فليُناضلوني في هذا ولو متظاهرين بأمثالهم، وليبرهنوا على كمالهم، وإلا كشفتُ عن سبّهم وأخزيتهم في أَعين جُهّالهم. ومن يكتب منهم كتابا كمثل هذه الرسالة، إلى ثلاثة أشهر أو إلى الأربعة، فقد كذّبني صدقًا وعدلاً، وأثبتَ أني لستُ من الحضرة الأحدية. فهل في الحيّ حيٌّ يقضي هذه الخطّة، ويُنجّي مِن التفرقة الأُمّةَ؟ وليستظهرْ بالأدباء إن كان جاهلا لا يعرف طرق الإنشاء، وليعلم أنه من المغلوبين. وسيذهب الله ببصره ببرق من السماء، فيُعْشِيه كما يُعشِي الهجيرُ عينَ الحِرباء، ويُطفئ وطيسَ المفترين.
أيها المكذّبون الكذّابون!أيها المكذّبون الكذّابون! ما لكم لا تجيئون ولا تناضلون، وتدعون ثم لا تُبارِزون؟ ويلٌ لكم ولما تفعلون يا معشر الجاهلين!
المُعْلِن
غلام أحمد القادياني
26 مايو سنة 1897م
يقول الامام المهدي الحبيب :
ضميمةُ "حُجّة الله"
بسم الله الرحمن الرحيم
نحمده ونصلي على رسوله الكريم
قُتِل الإنسان ما أكفرَه
أيها الناظرون، والأدباء المنقّدون! أنتم تعلمون أني كتبتُ من قبل هذا كتبًا في العربية، وزيّنتُها كالبيوت المشيّدة المزدانة، ورأيتم أنها تحكي الدُرر العمّانية، وتحسي الدِرَرَ العرفانيّة. وكنتُ أتوقع أنّ العلماء يعُدّونها من الآيات، ويعقدون لِزَوْري حُبُكَ النِّطاق بصحّة النيّات، وما زِلْتُ أسلّي بالي بهذا الأمل، حتى وجدتُهم فاسدَ النيّة والعمل، وبدا أن فراستي قد أخطأتْ، وأعين العلماء ما انفتحت، وتراءى اليأسُ وآثارُ الرجاء انقطعتْ، وبلغ الأمر إلى حدٍّ أنّ الشيخ الذي هو للطالبين كسَدٍّ زرَى على مقالي، وتكلّم في أقوالي، وقال إنْ هو إلا قول رقيق وما هو بكلام جزلٍ، بل كسقطٍ وهزلٍ، وليس من غرر البيان، ولا من محاسن الكنايات والتبيان. وكل ما رصّعتُ في كتبي من الجواهر العربية، والنوادر الأدبية، واللطائف البيانية، والنكات المبتكَرة المصبية، أراد المفسدُ المذكور أن يُطفئ نورها، ويمنع ظهورها، ويجعل الناس من المنكرين أو المرتابين. ومع ذلك ادّعى أنه في الأدب رحيب الباع، خصيب الرباع، ومن المتفرّدين. وكذلك خدَع الناس بتلبيساته، وأضحك الأطفال بخزعبيلاته، وجاء بزُور مبين. وجئنا بلولوءٍ رَطْبٍ فما استجاد، ونفَضنا عليه عجماتٍ فما استحلى ثمارَنا وما أرَى الوداد، بل زاد بُخلاً وعنادًا كالمستكبرين. وقال إن كُتب هذا الرجل مملوّة من الأغلاط والأغلوطات، ومُبعَّدة من لطائف الأدب ومُلح المحاورات، وليست كماء مَعين. فما حَكَمَ بما وجب، بل أخفى الحق ومنع وحجب، وتصدّى لخدع العوام بعد ما شُغف بالكلام. وكان يعلم أنّ كتم الشهادة مأثمة، وتكذيب الصادق معصية، ولكنه آثر الدنيا على الآخرة، والنفسَ الأمّارة على الحضرة الأحدية. وأراد الله أن يرفعه فأخلدَ إلى الأرض كالفاسقين. وليس في نفسه جوهر من غير تصلّفٍ كالنسوان، وخدع الناس بتزويق اللسان، وإنّه من المزوّرين. يريد أن يُطفئ نورًا، ظلما وزورًا، ويزيد الناس رهقًا وكفورًا، ويصرف عن الحق قومًا جاهلين. ووالله إنه لا يعلم ما البلاغة وأفنانها، وكيف يحق أداؤها وبيانها، وما وصل مقامًا من مقامات فهم الكلام، وإن هو كالأنعام، ومن المحرومين.
فالأمر الذي يُنجّي الناس من غوائل تزويراته، وهباء مقالاته، أن نعرض عليه كلامًا مِنّا وكلامًا آخر من بعض العرب العرباء، ونلبس عليه اسمنا واسم تلك الأدباء، ثم نقول أَنْبِئْنا بقولنا وقول هؤلاء، إن كنت في زرايتك من الصادقين. فإن عرفَ قولي وقولهم وأصاب فيما نوَى، وفرّق كفلق الحبّ من النوى، فنعطيه خمسين رُوفية صِلةً منّا أو غرامةً، ونحسب منه ذلك كرامةً، ونعُدّه من الأدباء الفاضلين، ونقبل أنه كان فيما زرَى من الصادقين. فإن كان راضيا بهذا الاختبار، ومتصدّيًا لهذا المضمار، فليُخبرْنا بنيّة صالحة كالأبرار، وليُشِعْ هذا العزم في الجرائد والأخبار، كأهل الحق واليقين.
وأمّا أنا فبعد اطّلاعي على ذلك الاشتهار، سأرسل إليه أوراقا للاختبار، ليحكم الله بيني وبين هذا الكَفّار، وهو أحكم الحاكمين. وإني أرى مُذ أعوام، أنّ هذا الرجل لا يمتنع من الهذيان، ولا يتّقي أَخْذَ الله الديّان، فألجأني بخله إلى هذا الامتحان. فإن جاء المضمارَ وأثبت ما ادّعى، ومازَ كَلِمي من كلمات أخرى، فله ما سمع منّا ووعَى، وإن شمّر ذيله وانثنَى، وما طالبَنا ما وَعَدْنا وما انبرى، بل انساب ودخل جُحْره وانزوى، وما ترك التكذيب وما انتهى، فإنّ له جهنّم لا يموت فيها ولا يحيى، والسلام على من اتّبع الهدى.
المُعْلِن
مِيرزا غلام أحمد القادياني
26 مايو سنة 1897م
يقول الامام المهدي الحبيب :
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ لله الذي جعَلني مَظهَرَ الآيات، وصيَّرني ظلَّ سيّدِ الكائنات، وجعل اسمي كاسمه بأنواع التفضّلات، فأتمّ النعم عليّ لأحمَدَه وأكون له أحمَدَ تحت السماوات، ونضَّر بي إيمان الناس ليُحمّدوني وأكون مُحمَّدًا بين المخلوقات. فأنا أحمَدُ وأنا محمَّد كما جاء في الروايات، وأُعطيتُ حقيقةَ اسمَيْ نبيِّنا فخرِ الموجودات، كانعكاس الصُوَر في المرآة، فنصلِّي ونسلِّم على هذا النبي الأمّيّ الذي تنعكس أنواره في الصالحين والصالحات، وتُفتَح باسمه أبواب البركات، وتتم بنوره حجّة الله على الكافرين والكافرات؛ وعلى آله الطاهرين والطاهرات، وأصحابه المحبوبين والمحبوبات، وجميع عباد الله الصالحين.
أمّا بعد.. فاعلموا أيها الطالبون، والأخيار المسترشدون، أن الله أتم حجّتي على الأعداء، وأرَى لي الخوارق وأسبغَ من العطاء، ورأيتم كيف نزلت الآيات من السماء، وكيف فُتِحت الأبواب للطلباء، ثم الذين بخلوا يُنكرونني لاعنين، ويتركون الديانةَ والدين. جرّدوا مِن غير حقّ سيفَ العدوان، وشهّروا حُسام السبّ والطغيان، وما كانوا منتهين. إنهم يؤذونني ويسبّونني ويكفّرونني، ولا أعلم لِمَ يُكفّرونني. أيكفّرون رجلا يقول إني من المسلمين؟ يُصرّون على سبل الضلال والنكوب، فأين خوف الله وتقوى القلوب، وأين سِيَر الصالحين؟ أما جاءتهم الآيات؟ أما ظهرت البيّنات؟ أما حصحص الحق ورُفع الشبهات؟ أفتَعاهدوا على أنهم لا يرجعون إلى حقّ مبين؟ أو تقاسموا على أنهم يُصرّون على تكذيبٍ وتوهينٍ؟ أيُخوّفونني بالسبّ والشتم والتكفير، ويتربصون بي الدوائر بالحيل والتدابير؟ والله يعلم كيد الخائنين. إنه يعلم ما في نفسي ونفسهم، وإنه لا يُحب المفسدين. وإني عنده مكين أمين، وإن بيني وبينه سرّ لا يعلمه إلا هو، فويلٌ للمعتدين. أتحسب الأعداءُ أن العداوة خيرٌ لهم، بل هي شرّ لهم، لو كانوا متفكّرين. أيظنّون أنهم يهدّون ما بنتْه أنامل الرحمن؟ أو يجوحون ما غرسته أيدي الله ذي المجد والسلطان؟ كلا.. بل إنهم من المفتونين.
يا معشر الجهلاء والسفهاء.. وزُمر الأعداء والأشقياء! يا معشر الجهلاء والسفهاء.. وزُمر الأعداء والأشقياء! أأنتم تطفئون نور حضرة الكبرياء، أو تدوسون الصادقين؟ اتّقوا الله، ثم اتّقوا إن كنتم عاقلين. أيها الناس.. فارِقوا فُرُشَ الكَرَى، فإن الوقت قد دنَا، وإنّ أمر الله أتَى، وإنّه يريد ليُحيي الموتى. فهل تريدون حياة لا نزع بعده ولا رَدَى؟ وهل تحبّون أن يرضَى عنكم ربكم الأعلَى، أو تُصعّرون خدَّكم مُعرضين؟
واعلموا أني أُعطِيتُ قميصَ الخِلافة، واعلموا أني أُعطِيتُ قميصَ الخِلافة، وتسربلتُ لباسها من حضرة العزّة، فارحموا أنفسكم ولا تعتدوا كل الاعتداء، ألا ترون إلى ما تنـزل من السماء، أما بقي فيكم رجل من المتّقين؟ ولو كان هذا الأمر من غير الرحمن، لمزّقه الله قبل تمزيقكم يا أهل العدوان. انظروا كيف عَنِتُّم بل مُتُّم في جُهد الصباح والمساء، ومددتم إلى الله يد المسألة والدعاء، فرُدِدْتم مخذولين في الحافرة، وما حصل إلا إضاعة الوقت وزفرات الحسرة. فما لكم لا تتفكّرون في أقدار تنـزل، ولا ترغبون في أنوار تُستكمل، أهذا فعل الإنسان؟ أهذا من الكاذب الدجّال الشيطان؟ فلا تُهلكوا أنفسكم بجهلات اللسان، واستعينوا متضرّعين.
يا حسرة عليكم! إنّكم لا تنظرون متوسّمين، وإذا نظرتم نظرتم لاعبين، ولا تُمعِنون خاشعين. أتُترَكون في هذا اللهو واللعب، ولا تُقادون إلى نارٍ ذات اللهب، ولا تُسألون عمّا عملتم مستكبرين؟ لا تُلْهِكم أموالكم وأولادكم، فإن الحِمام ميعادكم، ثم قهرُ الله يصطادكم، وأين المفرّ من ربّ السماوات والأرضين؟
وقد رأيتم آية الكسوف فنسيتموها،وقد رأيتم آية الكسوف فنسيتموها، ثم رأيتم آية الله في "آتم" فكذّبتموها، وتجلّت لكم آية موت "أحمد بيك" فما قبلتموها، وقرأتم كتبَ بلاغةٍ رائعة فيها آية فصاحة معجبة، فكأنكم ما قرأتموها، وظهرت في ندوة المذاهب آياتٌ فنبذتموها، وقد كانت معها أنباء الغيب فما باليتموها، وكأيّنْ من آياتٍ شاهدتموها، فكأنّكم ما شاهدتموها، وكم من عجائب آنستموها، فما ظلّت لها أعناقكم خاضعين. والآن أشرقتْ آية في "عِجل جسد له خُوار"، فهل فيكم من يقبلها كالأحرار، أو تولّون مُدبرين؟
وتقولون إنّ "آتم" ما مات في الميعاد، وتعلمون أنه خاف فيه قهر رب العباد. ففكّروا ألم يجِبْ أن تُرْعَى شريطة الإلهام، ويؤخَّر أجله إلى يوم يُنكِر كاللئام؟ وقد سمعتم أنه ما تألّى إذا دُعِيَ للإقسام، وما ذهب مستغيثا إلى الحكّام، فانظروا.. أما تحقّقَ كذبه؟ أما بلغ الأمر إلى الإفحام؟ إنّه زجّى الزمانَ في صمتٍ وسكوت، وأتمّ الميعاد كمضطرب مبهوت، وألقى نفسه في متاعب وشوائب، وتراءى مُنكسرًا كأنّه رأَى نوائب، وما تفوّه بكلمة يخالف الإسلام، حتى أكمل الأيام. فهذه القرائن تحكم ببداهةٍ أنه خشِي عظمة الإسلام بكمال خشية، وكان مِن قبل يُجادل المسلمين، ويُخاصم كالمؤذيين، وأمّا بعد نبأ الإلهام، فامتنع من النـزاع والخصام، وصار كقلمٍ رديّ، وسيف صديّ، وجَهِلَ أوصافَ المَصافّ وأخلافَ الخِلاف، وكنتُ أعطيه أربعة آلاف، إذا قمت لإحلاف، فما تألّى، بل ولّى؛ فانظروا.. أهذه علامة الصادقين؟ ثم إذا انقضت أشهر الميعاد، فقسّى قلبه ورجع إلى الإنكار والعناد، فلذلك مات بعد ما أنكر وأبى، ولو أنكر في الميعاد لمات فيها وفنَى. فلا شك أن هذا النبأ سوّد وجوه المنكرين، وأرغَمَ مَعاطِسَ المكذّبين، وإنّ فيه آيات للطالبين، وإنّه مكتوب في كتابي "البراهين"، وإنه يوجد في أخبار خاتم النبيين، فآمنوا به إن كنتم مؤمنين.
ومن آياتي أنّ الأحرار نافسوا في مُصافاتي، وآثروا لعن الخَلق لموالاتي، وتركوا أنفسهم لنفائس نكاتي، وصَبَوا إلى رؤيتي وجاءوا تحت راياتي، إنّ في ذلك لآيات للمتدبّرين.
ومن آياتي أن العدا رغبوا عن معارضتي، بعد ما رأوا عارضتي، ووَجَدوا كالبخيل القالي، بعد ما وجدوا عذوبة مقالي، وأَلِفوا بالحسد كاللئام، بعد ما أَلْفَوا دُرَرَ الكلام، إنّ في ذلك لآيات للمتعمّقين.
ومن آياتي أني لبثتُ على ذلك عُمُرًا من الزمان، ولا يُمهَل مَن افترى على الله الديّان، إنّ في ذلك لآيات للمتوسّمين.
ومن آياتي أنّي أُعطيتُ عقيدةً يدرَأ عن الطالب كلَّ شبهة، ويكشف عن بيضة السرّ مُحَّ حقيقة، إنّ في ذلك لآيات للمستبصرين.
ومن آياتي أن الزمان نُظِمَ لي في سِلك الرفاق، وأُنْشِئَ المناسباتُ في الأنفس والآفاق، وكذلك أُرسِلتُ عند خفوق راية الإخفاق، إنّ في ذلك لآيات للمتفرّسين.
ومن آياتي أن الله شحّذ سيف بياني، وأرى جواهره بغِرارِ بُرهاني، إنّ في ذلك لآيات للناظرين.
ومن آياتي أن الحقّ ما استسرَّ عني حينًا، وجُعِل قلبي له عَرِينًا، وجُعِلتُ له مُجدِّدًا مُبينًا، إنّ في ذلك لآيات للمتأمّلين.
ثم جلس سيدنا يوسف بن المسيح قليلا ثم تابع الخطبة فقال : الحمد لله - الحمد لله وحده - الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد و من تبعه من أنبياء عهده وبعد : يقول الامام المهدي الحبيب : أيها الناس.. قد جاءكم لطفُ ربّ العباد، وتعهَّدَكم فضله تعهُّد العِهاد، عند إمحال البلاد، فلا تردّوا نعم الله إن كنتم شاكرين. أأنتم تهدّون ما شاد، أو تمنعون ما أراد؟ وقد رأيتم أنكم لم تستطيعوا أن تأتوا بكلامٍ من مثل كلامي، حتى سكتّم وصمتّم متندّمين من إفحامي. وأشيع الكتب المملوّة بالنكات النُخَب، ولطائف النظم وبدائع النثر ومحاسن الأدب، فما كان جوابكم إلا أن قلتم إنها من قوم آخرين. فانظروا كيف عجزتم ثم صُرفتْ قلوبكم عن الحق فصرتم قومًا عمين. حتى إذا احتدّ منكم الحِجاج، وامتدّ اللَجاج، ونبَح النجفيّ والغزنويّ، وقالا إنه جاهل غويّ، كتبتُ رسالتي هذه لتكون حُجّة على المفترين، وليفتح الله بيني وبينكم وهو خير الفاتحين.
وقال الذي آذاني من جماعةِ عبد الجبّار، إن هذا دجّال وأكفر الكفّار، وجاهل لا يعلم العربيّة ولا شيئا من النكات والأسرار، وأعانه عليه قوم من العلماء المتبحّرين. وكذلك ظنَّ النجفيّ، فانظرْ كيف تشابهت قلوب المعتدين. وما أثبتَ أحدٌ منهم أنهم أُرضعوا ثدي الأدب، أو أُعطوا من العلوم النخب، وما جاءوني بالدبيب ولا بالخبيب، بل تكلّموا كالنساء متستّرين. وما أنكروا بصحّة النيّة، بل كبخيل خاطِبِ الدنيا الدنيّة. ونبّههم الله فما تنبّهوا، وأيقظتهم الآيات فما استيقظوا. ألم يروا آية كبرى، إذ أهراقَ قاتلٌ دمًا وأولغَ فيه المُدَى؟ وكان المقتول "آرية" خبيثا ومن العدا. فأبكى الله مَن سخِر من الدين وسبّ وهجا، وألقاه في عذاب لا يتقضّى، ونارٍ لا يموت فيها ولا يحيى، وضيَّع كل ما صنع وهدّم كل ما علا، إنّ في ذلك لآيات لأولي النهى. وكان نبأ "آتم" يَحكِي السُها، بما خفِي من أعين العُمي وما تجلّى، فألقت هذه الأياةُ عليه رداءها، فأشرقا كشمس الضحى، وأضاءا عقول العاقلين وجذبا إلى الحق من أتى. وهذه آية عذراء، وشمس بيضاء، فليهتدِ من شاء، إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين. وإنها تشفي النفس، وتنفي اللبس، وتوضح المُعمَّى، وتكشف السر عن ساقه والغُمَّى، وتُتمّ الحجّة على المجرمين.
فيا حسرة على المخالفين! إنهم يتركون أحكم الحاكمين. فكأنّ الله شرّقَ وهم غرّبوا، ودعا لجمع الثمار وهم احتطبوا، وأمر أن يؤتوني عَذْبًا فعذَّبوا، وما اجتنبوا الأذى بل كادوا أن يُجنِّبوا، فردّ الله نيّاتهم عليهم فانقلبوا مخذولين.
ومنهم رجل من الغزني يسمّونه عبد الحق، وإنه سبّ وشتَم ووثَب سفاهةً كالبقّ. وإنه فُوَيسقةٌ يُذعِر الأسودَ في جُحره بالغقّ. وإنّ الخنّاس زقَّه فبالغَ في الزقّ. وإنه كذّب آية الكسوف كما كُذِّبَ مِن قبل آيةُ القمر المنشق. إن الشيطان لقَّ عينَه فذهب ببصره باللقّ. وما نَقَّ إلاّ كدجاجة فنذبحه بمُدَى الحق،وما نَقَّ إلاّ كدجاجة فنذبحه بمُدَى الحق، ونُريه جزاء النقّ، فما ينجو منّا بالهرب والهقّ، ولا ينفعه كيد الكائدين. وإنّه أرسل إليّ كتابه المملوّ من السبّ والتكفير، وخدع الناس بأنواع الدقارير، وذكر فيه كتابي وهذَى، وقال أهذا من هذا؟ كلا بل إنه من النُوكَى، ولا يكاد يُبِين. وخاطبني وادّعى كعارف الحقيقة، وقال إنك لست مؤلّف هذه الكتب الأنيقة، ولا أبا عُذر تلك الرسائل الرشيقة، والنكات الدقيقة العميقة، بل استمليتَها مِن رجال هذه الصناعة، ثم عزوتَها إلى نفسك لتُحمَد بالفضل والبراعة، وإنّا نعرف مبلغ علمك وما كنّا غافلين.
وشابَهَه في قوله شيخ طويل اللسان، كثير الهذيان، وزعم أنه من فضلاء الزمان، وأنه نَجَفيٌّ ومن المتشيّعين. وإنه أرسل إليّ مكتوبه في العربية، ليخدع الناس بالكلم الملفّقة، ولتعظّمه قلوب العامة وليستميل إليه زُمرَ الجاهلين. وما كان قوله إلا فُضلة قول الفضلاء، وعَذِرةُ كلمتهم العذراء. فالعجب من جهله، إنه ما خاف إزراء القادحين، ووقف موقف مندمة، وما أرى الوجه كالمتندّمين. بل إنه مع ذلك بلّغ السبّ والشتم إلى الكمال، وما غادر سبًّا إلا كتبه كالسفيه الرزال، ولا يعلم ما الإيمان وما شِيَم المؤمنين. ومثل قلبه المنقبض كمثل يومٍ جوُّه مُزْمَهِرٌّ ودَجْنُه مُكفهرٌّ، عاري الجِلدة، بادي الجُردة، شقيٌّ خسِر في الدنيا والدين. يسُبّني ويشتمني بطغواه، ولا ينظر إلى مآل سابٍّ من "الآرية" ومأواه، وإن السعيد من اتّعظ بسواه. وأنّى له الرشد والهدى، وإنه لا يعلم ما التُّقى، ولا الأدب المنتقَى، وإنه سلك سُبل الهالكين. لا يُبالي الحشر وأهواله، ولا قَهْرَ الله ونكاله، وكل ما كتب فليس إلا ككيدٍ، أو أحبولة صيدٍ، أراد أن يفتن قلوب الجماعة، بافتنانه في البراعة، وأرعفَ كفُّه اليَراعَ، ليُرِيَ السفهاء البَعاعَ، ولكنه هتك أستاره، وأرى في كل قدمٍ عثاره، وأفضى في حديث يُفضِحه، ودخل نارًا تلفَحه، فمثله كمثل رجل شهّر خزيَه بدفّه، أو جدَع مارنَ أنفه بكفّه، فلحق بالملومين المخذولين. ومع ذلك سبّني ليجير فُقدانَ فضلِ بيانه بفضول لسانه، وأمّا نحن فلا نتأسّف على ما قلَى وقال، ولا نُطيل فيه المقال، فإنه من قوم تعوّدوا السبّ والانتصاب للإزراءات، وحسبوه لأنفسهم من أعظم الكمالات، فنستكفي بالله الافتنانَ بمفترياته، ونعوذ به من نيّاته وجهلاته، وما نعطف إلى السبّ كما عطف هو من العناد، ونُفوِّض أمرنا إلى رب العباد، وهو أحكم الحاكمين. وكيف يكذّبني مع أنه ما نقض براهيني، وما دوّن كتدويني،وكيف يكذّبني مع أنه ما نقض براهيني، وما دوّن كتدويني، وما تصدّيتُ لدعوى ما كان معه الدلائل، بل عرضتُ دلائل أزيدَ مما يسأل السائل، وما كان كلامي بالغيب بضنين.
وقد ثبت عند جميع الحُكّام، وولاة الأحكام، أن الدعاوي تجب قبولها بعد الأدلّة، كما تجب الأعياد بعد الأهلّة، وكنتُ ادّعيت أني أنا المسيح الموعود، والإمام المهدي المعهود، فأرى الله آياته على ذلك الادّعاء، وسَكَّتَ وبَكَّتَ زُمرَ الأعداء، وأرى آيةً تارةً في زيّ الإيجاد، وأخرى في صورة الإعدام والإفناد، وأعجزَ الأعداءَ مرّة بخوارق الأقوال، وأخرى أخزاهم بعجائب الأفعال. وأيّدني ربي في كل موطن ومقام، وما بقِي دقيقة من تبكيت وإفحام، ومُزِّقوا كل ممزّق من الله مُخزي المفسدين. ثم قيّض قدر الله لنصبهم ووصبهم، أنهم طعنوا في علمي وفخروا ببراعتهم وأدبهم، وكانوا عليها مُصرّين، ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين.
وأقم الصلاة.
ثم قام بلال اليوسفيين بإقامة الصلاة وصلى نبي الله الجمعة ركعتين وقرء في الركعة الأولى سورة الفاتحة والوجه الاخير من سورة الانعام .
بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ * ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَـٰلَمِینَ * ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ * مَـٰلِكِ یَوۡمِ ٱلدِّینِ * إِیَّاكَ نَعۡبُدُ وَإِیَّاكَ نَسۡتَعِینُ * ٱهۡدِنَا ٱلصِّرَ ٰطَ ٱلۡمُسۡتَقِیمَ * صِرَ ٰطَ ٱلَّذِینَ أَنۡعَمۡتَ عَلَیۡهِمۡ غَیۡرِ ٱلۡمَغۡضُوبِ عَلَیۡهِمۡ وَلَا ٱلضَّاۤلِّینَ .
(هَلۡ یَنظُرُونَ إِلَّاۤ أَن تَأۡتِیَهُمُ ٱلۡمَلَـٰۤىِٕكَةُ أَوۡ یَأۡتِیَ رَبُّكَ أَوۡ یَأۡتِیَ بَعۡضُ ءَایَـٰتِ رَبِّكَۗ یَوۡمَ یَأۡتِی بَعۡضُ ءَایَـٰتِ رَبِّكَ لَا یَنفَعُ نَفۡسًا إِیمَـٰنُهَا لَمۡ تَكُنۡ ءَامَنَتۡ مِن قَبۡلُ أَوۡ كَسَبَتۡ فِیۤ إِیمَـٰنِهَا خَیۡرࣰاۗ قُلِ ٱنتَظِرُوۤا۟ إِنَّا مُنتَظِرُونَ إِنَّ ٱلَّذِینَ فَرَّقُوا۟ دِینَهُمۡ وَكَانُوا۟ شِیَعࣰا لَّسۡتَ مِنۡهُمۡ فِی شَیۡءٍۚ إِنَّمَاۤ أَمۡرُهُمۡ إِلَى ٱللَّهِ ثُمَّ یُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُوا۟ یَفۡعَلُونَ مَن جَاۤءَ بِٱلۡحَسَنَةِ فَلَهُۥ عَشۡرُ أَمۡثَالِهَاۖ وَمَن جَاۤءَ بِٱلسَّیِّئَةِ فَلَا یُجۡزَىٰۤ إِلَّا مِثۡلَهَا وَهُمۡ لَا یُظۡلَمُونَ قُلۡ إِنَّنِی هَدَىٰنِی رَبِّیۤ إِلَىٰ صِرَ ٰطࣲ مُّسۡتَقِیمࣲ دِینࣰا قِیَمࣰا مِّلَّةَ إِبۡرَ ٰهِیمَ حَنِیفࣰاۚ وَمَا كَانَ مِنَ ٱلۡمُشۡرِكِینَ قُلۡ إِنَّ صَلَاتِی وَنُسُكِی وَمَحۡیَایَ وَمَمَاتِی لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَـٰلَمِینَ لَا شَرِیكَ لَهُۥۖ وَبِذَ ٰلِكَ أُمِرۡتُ وَأَنَا۠ أَوَّلُ ٱلۡمُسۡلِمِینَ قُلۡ أَغَیۡرَ ٱللَّهِ أَبۡغِی رَبࣰّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَیۡءࣲۚ وَلَا تَكۡسِبُ كُلُّ نَفۡسٍ إِلَّا عَلَیۡهَاۚ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةࣱ وِزۡرَ أُخۡرَىٰۚ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّكُم مَّرۡجِعُكُمۡ فَیُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمۡ فِیهِ تَخۡتَلِفُونَ وَهُوَ ٱلَّذِی جَعَلَكُمۡ خَلَـٰۤىِٕفَ ٱلۡأَرۡضِ وَرَفَعَ بَعۡضَكُمۡ فَوۡقَ بَعۡضࣲ دَرَجَـٰتࣲ لِّیَبۡلُوَكُمۡ فِی مَاۤ ءَاتَىٰكُمۡۗ إِنَّ رَبَّكَ سَرِیعُ ٱلۡعِقَابِ وَإِنَّهُۥ لَغَفُورࣱ رَّحِیمُۢ)
وقرء في الركعة الثانية سورة الفاتحة وسورة الاخلاص.
بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ * ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَـٰلَمِینَ * ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ * مَـٰلِكِ یَوۡمِ ٱلدِّینِ * إِیَّاكَ نَعۡبُدُ وَإِیَّاكَ نَسۡتَعِینُ * ٱهۡدِنَا ٱلصِّرَ ٰطَ ٱلۡمُسۡتَقِیمَ * صِرَ ٰطَ ٱلَّذِینَ أَنۡعَمۡتَ عَلَیۡهِمۡ غَیۡرِ ٱلۡمَغۡضُوبِ عَلَیۡهِمۡ وَلَا ٱلضَّاۤلِّینَ .
(بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ قُلۡ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ ٱللَّهُ ٱلصَّمَدُ لَمۡ یَلِدۡ وَلَمۡ یُولَدۡ وَلَمۡ یَكُن لَّهُۥ كُفُوًا أَحَدُۢ)
*******************
ثم جمعَ صلاة العصر .
والحمد لله رب العالمين .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق