يوشع بن نون :
صلاة الجمعة 2023/2/24
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
صلاة الجمعة لخليفة المسيح الموعود السادس سيدنا يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام بتاريخ 2023/2/24
قام سيدنا يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام برفع الأذان :
الله اكبر الله اكبر
الله اكبر الله اكبر
اشهد ان لا اله الا الله
اشهد ان لا اله الا الله
اشهد ان محمدا رسول الله
اشهد ان محمدا رسول الله
حى على الصلاة
حى على الصلاة
حى على الفلاح
حى على الفلاح
الله اكبر الله اكبر
لا اله الا الله
ثم دعا نبي الله بالدعاء التالي : اللهم رب هذه الدعوة التامة ، والصلاة القائمة ، آت محمدا الوسيلة والفضيلة ، وابعثه اللهم مقاما محمودا الذي وعدته .
ثم قام سيدنا يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام خطيبا فقال : الحمد لله - الحمد لله وحده - الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد ومن تبعه من أنبياء عهده وبعد ; لدينا اليوم اكمال لحديث المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام من كتاب لجة النور يقول الإمام المهدي الحبيب : وإن كنتم لا تعلمون سُنن الله أو تريبون، فانظروا إلى سُننكم التي عليها تداومون. وإنكم تسقُون زروعكم على أوقاتها، وإنكم تسقُون زروعكم على أوقاتها، ولا يرضى أحد منكم أن لا يستعمل آلاتِ الحرث عند حاجاتها، وإذا بُشّر مثلا أحدُكم بجدارٍ مِن بيته يريد أن ينقضَّ ظلَّ وجهُه مصفرًّا، ويقوم ولا يرى بردًا ولا حرًّا، ويطلب المِعْمار ويرُمُّ الجدار، شفقةً على نفسه وعلى الأهل والبنين. فكيف يظنّ ظنَّ السوء بالله الكريم الرحيم، ويقول إنه لا يبالي ضعفَ دينه القويم، مع رؤية هذا الخلل العظيم؟ ألا ساء ما تحكمون، وتظلمون ولا تُقسِطون. ولو يؤاخذ الله هذه الأمّةَ بظلمهم لفعَل بهم ما فعَل قبلهم بعلماء اليهود، ولكن يؤخّرهم إلى الأجل الموعود، أجل مسمّى، لعلهم ينتهون ويتوبون إلى الله الودود، ولعلهم يتفكّرون. ألا يرون أنهم لمولاهم ما عملوا، وليوم الدين ما استبضعوا، ولينظرْ كلُّ امرئ أيمشي قويمَ الشطاطِ أو مُكِبًّا كالأنعام؟ وليتدبّرْ أنه سُرَّ بعين الزلال أو بملامح السراب والجَهام؟ انظروا كيف تكابدون الصعوبة لدنياكم، فأَنَّى كَرْبُكم كهذا الكرب لمولاكم؟ ويشهد كلُّ امرئ إنْ شاء أنه رجلٌ سعى في سبل نفسه وما وَنى، ليحصل ما قصَد من الهوى، وما أُمِيطَ عنه قطُّ وَعْثاؤه وعَناؤه للدنيا وللهِ ما عنا، وبادرَ في هيئة الخاشع إلى الحكام، وما بادرَ خائفًا كمثله إلى الصلاة والصيام، وقصَد مجالسَ البَطَر والمِراح والفسق والرياء ولو كابدَ لتلك الأسفار الصعوبةَ، وما حضَر في سِكّتِه صلاةَ عَروبةٍ.
وإنْ كان هذا الرجل من العلماء، فيشهد عليه نفسه أنه أنفدَ عمره في الرياء، فيشهد عليه نفسه أنه أنفدَ عمره في الرياء، وما ارتقى قطُّ في منبر الوعظ والنصيحة والدعوة وما مثُل بالذِروة، وما بكى وما صاح عند اكتظاظ الجامع بحفله، وما أرى هناك رَعْدَ جَهامِه وجَفْلِه، وما برَز خطيبًا في أُهبة الأئمة، وما سلّم على عصبة الحاضرين عند تأهُّب الخُطبة، إلا وكان قلبه مملوًّا بأنواع الهوى، وكان يستكِفّ أكُفَّ الندى بالندى. وما قال: الحمد لله المعطي في بُدُوِّ خطبته، إلا ترغيبًا في العطاء وتشويقًا لعُصبته. وما قال: اللهُ الذي يقضي الحاجات ويحسِم أنواعَ اللأْواء، إلا ليحثّ الحاضرين على الإعطاء والإرواء. وما قال: إن الله يحبّ أهل السماح والجُود والكرم، ويُهلِك البخيلين كما أهلكَ عادًا وإِرَمَ، إلا ليرغّب المصلّين في الطَول والإحسان، ليملأوا كِيسه بالفضّة والعِقْيان.
وإن كان هذا الرجل من الصوفية الذين يبايعهم الناسُ ليُثبِّتهم الله على التوبة، ويكتُب في قلوبهم الإيمانَ ويغرس فيها أشجار المحبّة، ويزيّن التقوى في أعينهم ويشرح صدورهم لأعمال الخير والبرّ والصلاح والعفّة، فلا شك أن قلب هذا المرء وزَرْعَه الإيماني يشهد عليه ويلومه ويلعَنه، بما يخالف ظاهرُه باطنَه، ويقول له: يا هذا ما هذا الشَرَك الذي نصبتَه، والشِرك الذي ارتكبتَه؟ ألا تعلم أنك رُجَيلٌ ما حظِيتَ مثقال ذرّة من علم الفقراء ولا من حلم الصلحاء؟ وما أُعطيَ لك سرّ من أسرار الدين، وما مسَّ قلبَك نورٌ من أنوار الشرع المتين، وما شُرح صدرُك وما أثمرَ سِدْرُك، وما علّمك الله علمًا من علوم المعرفة، وما آتاك رحمةً من عنده وما كنتَ مُجلِّيَ الحَلْبةِ، وما تحققتْ فيك آثارُ كاملٍ ومكمِّل، وما استُجيبَ بك دعاءُ مؤمِّل، ولست من الذين أُيّدوا من جناب الحق في وقتٍ لا رِدْءَ معهم ولا مُساعِدَ، ولا من الذين فهّموا الناسَ أسرارَ الدين وأصولَه والقواعدَ، الذين كانوا للإسلام ممهّدين، وللملّة موطّدين، ولأدلّة الرسل مؤكّدين، ولقلوب الطالبين مسدّدين، والذين حفظوا الأقوام من الوساوس الشيطانية، والذين وصلوا الأرحام بالمنن الروحانية. ثم تسأله نفسه أيُّ فضيلة توجد فيك لتُعَدَّ من الأئمّة، ثم تسأله نفسه أيُّ فضيلة توجد فيك لتُعَدَّ من الأئمّة، ولِيتّبعَك الناس لاستفاضةِ أنوار تلك الفضيلة؟ أأُعطيتَ معارفَ لا توجد في غيرك من العلماء والفقراء، أو تُفاض عليك أسرارُ الغيب أكثرَ مِن غيرك من حضرة الكبرياء، أو فيك قوّة قدسيّة فتُردَع الأهواءُ باتّباعك، ومَن ورِثك ببيعته يجدُ متاعًا من متاعك، ثم بعد هذا الإرث يُعِدُّ للرحلة إعدادَ السعداء، ويرحمه الله مِن عنده فيصير من الصلحاء، فيَدَّرِعُ حُلَلَ الورَع، ويداوي علّةَ العِثار والصَّرَع، ويسوّي كلَّ أَوَدِ العمل والاعتقاد والأخلاق، وينجو من سلاسل النفس وأغلالها وينـزِلُ له أمرُ الإعتاق. وإنْ كنتَ ما أُعطيتَ كمثل هذه الصفة ونوع الكمال، فبيّنْ أيّ كمال أُخفِيَ فيك إن كنتَ صادقًا في المقال؟ أأُعطيتَ عصًا كعصا موسى، أو آيةَ الدم لمن عصى، أو يدَه البيضاء لمن يرى؟ أو أُعطيتَ إعجازًا كإعجاز القرآن، أو وُهِبَ لك بلاغةٌ كبلاغة رسولِ آخر الزمان؟ فإنّ الوليّ يأتي على قدم الرسول، فإنّ الوليّ يأتي على قدم الرسول ، ويُعطى له من الخوارق ما أُعطيَ لرسوله المتبوع المقبول. وقد اتّفق أهل القلوب على أن الولاية ظِلٌّ للنبوة، وقد اتّفق أهل القلوب على أن الولاية ظِلٌّ للنبوة، فما كان في الأصل من أنواع كمالٍ يُعطَى للظِلِّ علامةً للظِلّيّة. فما كان في الأصل من أنواع كمالٍ يُعطَى للظِلِّ علامةً للظِلّيّة. وكان من كمالات رسولنا صلى الله عليه وسلم معجزةُ حسن البيان، كما هو تجلَّى في مرآة القرآن، فمِن شرائط الولاية الكاملة إعجازُ الكلام، ليتحقق الظلّيَةُ بالتشبّه التامّ. ولا يختلج في قلبك أن هذا الأمر يقدَح في معجزة كتاب الله المجيد، فإن الظلّ ليس بشيء بل يتراءى بلباسه الأصلُ، ويتجلّى هويّةُ الأصل في مرآة الظلّ كما لا يخفى على الرشيد، ولو فُرض القدحُ لبطُلت المعجزات كلها بالكرامات، فإنها قد شابَهها في صورِ ظهورها على وجه الخرق وكونها فوق العادات. فلا شك أن هذا الوهم باطل بالبداهة ومن قبيل الأغلوطات، ولا يزعم كمثل هذا إلا الغبيّ الذي ذهب عقله بسيل التعصّبات. وليس عندنا جوابُ قريحة جامدة، وفطنة خامدة، ولا حاجةَ إلى ردّ هذه الخرافات. ولو كان لهذا الاعتراض مورد من موارد الصواب، فكان من الواجب أن يمنع رسول الله صلى الله عليه وسلم صحابتَه مِن تكلُّمِهم ببلاغة البيان وفصاحة التبيان سدًّا للباب، ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم ما منَعهم وما أشار إلى أن ينتهوا من هذه العادة، وما ندّد بأنه من مناهي الشرع لما فيه رائحة من الشِركة، بل حَثَّ عليه في مواضع فما استقالوا منه ليتأدّبوا مع كلام حضرة العزّة، بل تصدَّوا للنظم والنثر وكثُر شغلُهم في هذه المهجة، ولهم أشعار وقصائد وعبارات ساقوها على نهج البلاغة، ودُوّنتْ في الكتب المشهورة. ومن المعلوم أنه كان طائفة من الشعراء الماهرين والفصحاء المتكلّمين موجودين في حضرة النبوّة.
ثم جلس سيدنا يوسف بن المسيح قليلا و دعا بسيد الاستغفار ( اللهم انت ربي لا اله الا انت خلقتني و انا عبدك و انا على عهدك و وعدك ما استطعت اعوذ بك من شر ما صنعت ابوء لك بنعمتك عليّ و ابوء بذنبي فاغفر لي فانه لا يغفر الذنوب الا انت ) ثم تابع الخطبة فقال : الحمد لله - الحمد لله وحده - الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد و من تبعه من أنبياء عهده وبعد يقول الإمام المهدي الحبيب : ثم اعلم أن كلام الأولياء ظِلٌ لكلام الأنبياء كأشكال منعكسة ومرايا متقابلة، وهما يخرجان مِن عين واحدة، وهما يخرجان مِن عين واحدة، وما هو ثابت للأصل ثابتٌ للظلّ مِن غير تفرقة، ولا يُعرَف كلامُ الولاية إلا بمشابهته بكلام النبوّة، في كل صفة وهيئة. وكفاك هذا إن كان لك حظٌّ من معرفة.
ثم نرجع إلى أول الكلام، فاعلمْ أن الزمان قد تغيّرَ بالتغيّر التامّ، وكثُرت المُعاصاة، وقلت المواساة، وازدُريَ أهلُ القلوب مع حلول الأهوال ومساورة الأعداء وحمل الأثقال. لا يرضى العدو إلا بسَكْرةِ مَصرَعِهم، وإعدامِ أثرِ مَطلَعِهم، وجَعْلِ اللحدِ مُودَعَهم، ويريد الحاسدون أن يطمِسوا مَعلَمَهم، ويُمِرّوا مَطعَمَهم. طالت ألسُنُ كلِّ سفيهٍ ورَعاعٍ، وغلب كلُّ مَسُودٍ على مُطاعٍ، وعقوقُ الأبناء أنقضَ ظهر الآباء، وولّد دواؤهم أنواعَ الدّاء. وتعوّدَ أكثر الناس مواصلةَ اللهو، وعوّدهم عُجْبُهم مداومةَ الزهو، وعكَس الآمالَ تعليمُ الصبيان، وصار حصادَ الأخلاق والإيمان، وغيَّر الهيئةُ هيئةَ الأحداث، وأحاط الطبعيّة طبيعتَهم فملكوا طرقَ الإلحاد كالميراث، ونسوا اللهَ وقدرَه، واتّخذوا الأسباب إلهًا وحسبوها كالغَوّاث، ويسخَرون من الذين آمنوا ويحسبونهم جاهلين ناقصين كالإناث، ودخلوا في بطن الفلاسفة كدخل الأموات في الأجداث. ولم يبق لقومٍ شرحُ الصدر للإيمان لِما هَبَّ ريحُ الفسق وقسا القلوب بهذا الطوفان، إلا قليل من عباد الرحمن. وكل ما كان مِن أخلاق فاضلة وشمائل محمودة مرضية، فقد ركدتْ في هذا العصر ريحُها، وخبَتْ مصابيحُها، وقَلَّ التقوى والتوكل على الله القدير، وأفرط الناس في استقراء الحيل وتجسُّس التدابير. لا يؤمنون باقتدار الله ويومِ الأَثامِ، ولو كانوا مؤمنين لما اجترؤوا على الاجترام. ما بقي خوف الله في قلوبهم، فلأجل ذلك طغى سيلُ ذنوبهم، وعصفتْ بهم هَوجاءُ عصيانهم، وصارت عيشتُهم كلها لنفسهم وشيطانهم. أَسْلمَتْهم دنياهم للكُرَبِ، وألقاهم طلبُها في نار النُوَبِ، يتعلمون لها كثيرا من العلوم النُخَب، كمثل الهيئة والطبعيّة وفنون الأدب، فإنْ لم يُرفَعوا عند الامتحان وأُقعِدوا في الصَبَب، فكادوا يُهلِكون أنفسهم وتصعَد زفرتُهم كالسحب، وإنْ فازوا بمرامهم فيتمَرْمَرون عند نَجْحِ الإرب، ويرون قُرّةَ عينهم في المال وسكينتَهم في النَّشَب، هذه هممُهم في منتجع الهوى ومرمى الطلب. يقرأون الكتب بشِقّ الأنفس يقرأون الكتب بشِقّ الأنفس والوَجى والتعب، ويبيتون مُدّكِرين ومفكّرين فيما ادّرسوا ويسبق بعضهم بعضًا في الخَبَب، ويُنضُون فيه رِكابَ طلبِهم حتى يُخاف عليهم دواعيَ العَطَب، ويريد كلّ أحد منهم أن يكون حَظِيًّا ومالِكَ الفضّةِ والذهب، فيسعى له بجهد النفس في ليله ونهاره ويُذيب جسمَه في مطالعة الكتب، وترى كثيرًا منهم أَسَلَّهم شدّةُ جهدهم أو أخَذهم الصَرَعُ بهذا السبب، وذَهَبَ الحياةُ في هوى الذهب، وماتوا وغابت أشباحهم كالحُبَبِ، وانسدّت الحيَلُ ثم نزل الأجل فخلَس أرواحهم بيد الحَرَب. فهذه مآل الدنيا ومآل شدة الجهد فهذه مآل الدنيا ومآل شدة الجهد لها ونموذجُ شعبةٍ من الشعب. يا حسرة على الذين اغترّوا بحلاوتها ونضارتها ونسوا مرارة المنقلَب، وإذا قيل لهم اتقوا الله ولا تنسوا حظَّكم من العقبى، قالوا ما العقبى، إنْ هي إلا قصص نحتتْها أهل العجم والعرب. وأفرط كثير منهم في الطباع الذميمة، وفسدتْ نفوسهم ورعنَتْ رؤوسُهم ومالوا إلى الخسّة والدناءة والبخل والشحّ والكبر والفسوق والمعصية، ورذائل أخرى من الرياء والشحناء والغيبة والنميمة. ولا ترى نفسًا ولّى وجهَها شَطْرَ الحضرةِ، إلا قليل من الأتقياء الذين هم كالنادر المعدوم في هذه الطوائف الكثيرة المستكثرة. إلا قليل من الأتقياء الذين هم كالنادر المعدوم في هذه الطوائف الكثيرة المستكثرة. وترى ألوفًا من الأحداث والشبّان، الذين تعلّموا العلوم الجديدة وفنون أهل الصلبان، ما انقاد قلوبُهم لرب العالمين، وظلموا أنفسهم بإنكار خالق السماء والأرضين. وما تقيّدوا بقيود الشرع وشِعار الإسلام، وخلعوا خِلْعةَ الملّة وصاروا كالأنعام. وما بقي اعتقادهم في الله كما هو في الملة الإسلامية، بل خرجوا مِن حُكم الله ودخلوا تحت حكم الفلاسفة، وسلّموا نواصيَهم إلى أيدي الملاحدة الغربيين، وأعرضوا عن الحكمة اليمانية وعرفان العربيين، فجَرَّهم الملاحدة حيثما شاؤوا، وبعُدوا مِن رُحم الله وبغضب من الله باؤوا. وأشاطَهم شياطينُهم، ومزّقهم سراحينُهم، وأضلّتْهم طواغيتُهم، وشنّتْ عليهم الغارة وشنّتْ عليهم الغارة وشنّتْ عليهم الغارة ونزعتْ منهم يواقيتَهم، وقاموا إلى شَنِّ إيمانهم فأهراقوا ماءَها، وما تركوا فيها إلا أهواءها. فبعث الله فيهم مصلحًا منهم ليردّ إليهم أموالهم، ويفيض المال ويؤمِنهم مِن أهوالهم، فإن المخالفين قوم لم يكونوا منفكّين مِن غير حجة بالغة، وضربة دامغة، بما بلغوا في نشأتهم الظلمانية إلى هويّة إبليسية، واحتاجوا إلى عصا ثامِغةٍ. وإنهم تبعوا الفلاسفة في جميع ما رقَمه بنانُهم، ونطَق به لسانهم، ودخلوا بطونَهم، واستيقنوا ظنونَهم، واستحسنوا شؤونهم، واستبدلوا الزَقُّومَ بالتي هي لُهْنةُ الجنّة، وأخذوا الخَزَفَ وأضاعوا وِشاحَ دُرَرِهم اليتيمة الفريدة. وقالوا: ما انحلّتْ عُقَدُنا وما انكشفَ غطاؤنا إلا بكتب الفلسفة، وإنْ هي إلا حيل كاذبة، وإنْ هي إلا حيل كاذبة، وكلمات مخلوطة بالمكر والفِرْية، بل ما حصلتْ لُبانةُ نفوسهم الأمّارةِ إلا في طرق الإباحة والخروج من الرِبْقة المِلّيّة. ولا يعلمون أن شرائع الأنبياء قد هدَتْ إلى حضرةٍ غفَل عنها عقولُ الحكماء، وأوضحتْ أسرارًا لم يزل الفلاسفة في ظلماتٍ منها لا يعلمون طرق الاهتداء. والسر فيه أن الأنبياء يُلَقَّون العلومَ من الله , والسر فيه أن الأنبياء يُلَقَّون العلومَ من الله العليم الحكيم، واللهُ لا يغفل عن النهج القويم، واللهُ لا يغفل عن النهج القويم، بل يجمع في بيانه علومًا صحيحة ودلائل مبصرة تُوصِل إلى الصراط المستقيم، لِما لا يجوز عليه الذهول. وهو نور كامل تَنـزَّهَ شأنُه عن ظلمة الرأي السقيم. وهو نور كامل تَنـزَّهَ شأنُه عن ظلمة الرأي السقيم. وأما العبد فلا بدّ له أن يغفل عن شيء دون شيء، ويذهَل عن أمر عند أخذِ أمر آخر، وليس في يده قانون عاصم من الذهول والخطأ. وأما صناعة المنطق وأما صناعة المنطق فمتاعٌ سَقَطٌ، وليستْ بعاصمة قطُّ من هذه الهَوجاء. وقد ضلّت الحكماءُ الفلاسفةُ مع اتخاذهم هذه الصناعة إمامًا، وكثرتْ في آرائهم الاختلافات والتناقضات والشبهات، فما استطاعوا أن يقطعوا بها خصامًا، فما استطاعوا أن يقطعوا بها خصامًا، فلذلك تجد الفلاسفةَ يُخالف بعضُهم بعضًا في الآراء، وكلُّ أحدٍ منهم يدّعي كمال الدهاء، وهذا هو الأمر الذي يتميّز به النبي ومَن تبِعه عن الفلسفي، وكلُّ أحدٍ منهم يدّعي كمال الدهاء، وهذا هو الأمر الذي يتميّز به النبي ومَن تبِعه عن الفلسفي، فإياك أن تغفل عنها فإياك أن تغفل عنها وتبعد من حضرة العليم العليّ.
وأقم الصلاة.
قام سيدنا يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام باقامة الصلاة ثم قال عليه الصلاة والسلام : " استووا استقيموا " وصلى نبي الله الجمعة ركعتين قرأ في الركعة الأولى سورة الفاتحة وبداية سورة فصلت .
{ بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ (١) ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَـٰلَمِینَ (٢) ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ (٣) مَـٰلِكِ یَوۡمِ ٱلدِّینِ (٤) إِیَّاكَ نَعۡبُدُ وَإِیَّاكَ نَسۡتَعِینُ (٥) ٱهۡدِنَا ٱلصِّرَ ٰطَ ٱلۡمُسۡتَقِیمَ (٦) صِرَ ٰطَ ٱلَّذِینَ أَنۡعَمۡتَ عَلَیۡهِمۡ غَیۡرِ ٱلۡمَغۡضُوبِ عَلَیۡهِمۡ وَلَا ٱلضَّاۤلِّینَ (٧) }
{ بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ (١) حمۤ (٢) تَنزِیلࣱ مِّنَ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ (٣) كِتَـٰبࣱ فُصِّلَتۡ ءَایَـٰتُهُۥ قُرۡءَانًا عَرَبِیࣰّا لِّقَوۡمࣲ یَعۡلَمُونَ (٤) بَشِیرࣰا وَنَذِیرࣰا فَأَعۡرَضَ أَكۡثَرُهُمۡ فَهُمۡ لَا یَسۡمَعُونَ (٥) وَقَالُوا۟ قُلُوبُنَا فِیۤ أَكِنَّةࣲ مِّمَّا تَدۡعُونَاۤ إِلَیۡهِ وَفِیۤ ءَاذَانِنَا وَقۡرࣱ وَمِنۢ بَیۡنِنَا وَبَیۡنِكَ حِجَابࣱ فَٱعۡمَلۡ إِنَّنَا عَـٰمِلُونَ (٦) قُلۡ إِنَّمَاۤ أَنَا۠ بَشَرࣱ مِّثۡلُكُمۡ یُوحَىٰۤ إِلَیَّ أَنَّمَاۤ إِلَـٰهُكُمۡ إِلَـٰهࣱ وَ ٰحِدࣱ فَٱسۡتَقِیمُوۤا۟ إِلَیۡهِ وَٱسۡتَغۡفِرُوهُۗ وَوَیۡلࣱ لِّلۡمُشۡرِكِینَ (٧) ٱلَّذِینَ لَا یُؤۡتُونَ ٱلزَّكَوٰةَ وَهُم بِٱلۡـَٔاخِرَةِ هُمۡ كَـٰفِرُونَ (٨) إِنَّ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ وَعَمِلُوا۟ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ لَهُمۡ أَجۡرٌ غَیۡرُ مَمۡنُونࣲ (٩) ۞ قُلۡ أَىِٕنَّكُمۡ لَتَكۡفُرُونَ بِٱلَّذِی خَلَقَ ٱلۡأَرۡضَ فِی یَوۡمَیۡنِ وَتَجۡعَلُونَ لَهُۥۤ أَندَادࣰاۚ ذَ ٰلِكَ رَبُّ ٱلۡعَـٰلَمِینَ (١٠) وَجَعَلَ فِیهَا رَوَ ٰسِیَ مِن فَوۡقِهَا وَبَـٰرَكَ فِیهَا وَقَدَّرَ فِیهَاۤ أَقۡوَ ٰتَهَا فِیۤ أَرۡبَعَةِ أَیَّامࣲ سَوَاۤءࣰ لِّلسَّاۤىِٕلِینَ (١١) ثُمَّ ٱسۡتَوَىٰۤ إِلَى ٱلسَّمَاۤءِ وَهِیَ دُخَانࣱ فَقَالَ لَهَا وَلِلۡأَرۡضِ ٱئۡتِیَا طَوۡعًا أَوۡ كَرۡهࣰا قَالَتَاۤ أَتَیۡنَا طَاۤىِٕعِینَ (١٢) فَقَضَىٰهُنَّ سَبۡعَ سَمَـٰوَاتࣲ فِی یَوۡمَیۡنِ وَأَوۡحَىٰ فِی كُلِّ سَمَاۤءٍ أَمۡرَهَاۚ وَزَیَّنَّا ٱلسَّمَاۤءَ ٱلدُّنۡیَا بِمَصَـٰبِیحَ وَحِفۡظࣰاۚ ذَ ٰلِكَ تَقۡدِیرُ ٱلۡعَزِیزِ ٱلۡعَلِیمِ (١٣) فَإِنۡ أَعۡرَضُوا۟ فَقُلۡ أَنذَرۡتُكُمۡ صَـٰعِقَةࣰ مِّثۡلَ صَـٰعِقَةِ عَادࣲ وَثَمُودَ (١٤) إِذۡ جَاۤءَتۡهُمُ ٱلرُّسُلُ مِنۢ بَیۡنِ أَیۡدِیهِمۡ وَمِنۡ خَلۡفِهِمۡ أَلَّا تَعۡبُدُوۤا۟ إِلَّا ٱللَّهَۖ قَالُوا۟ لَوۡ شَاۤءَ رَبُّنَا لَأَنزَلَ مَلَـٰۤىِٕكَةࣰ فَإِنَّا بِمَاۤ أُرۡسِلۡتُم بِهِۦ كَـٰفِرُونَ (١٥) }
وقرأ في الركعة الثانية سورة الفاتحة و سورة القدر .
{ بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ (١) ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَـٰلَمِینَ (٢) ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ (٣) مَـٰلِكِ یَوۡمِ ٱلدِّینِ (٤) إِیَّاكَ نَعۡبُدُ وَإِیَّاكَ نَسۡتَعِینُ (٥) ٱهۡدِنَا ٱلصِّرَ ٰطَ ٱلۡمُسۡتَقِیمَ (٦) صِرَ ٰطَ ٱلَّذِینَ أَنۡعَمۡتَ عَلَیۡهِمۡ غَیۡرِ ٱلۡمَغۡضُوبِ عَلَیۡهِمۡ وَلَا ٱلضَّاۤلِّینَ (٧) }
{ بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ (١) إِنَّاۤ أَنزَلۡنَـٰهُ فِی لَیۡلَةِ ٱلۡقَدۡرِ (٢) وَمَاۤ أَدۡرَىٰكَ مَا لَیۡلَةُ ٱلۡقَدۡرِ (٣) لَیۡلَةُ ٱلۡقَدۡرِ خَیۡرࣱ مِّنۡ أَلۡفِ شَهۡرࣲ (٤) تَنَزَّلُ ٱلۡمَلَـٰۤىِٕكَةُ وَٱلرُّوحُ فِیهَا بِإِذۡنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمۡرࣲ (٥) سَلَـٰمٌ هِیَ حَتَّىٰ مَطۡلَعِ ٱلۡفَجۡرِ (٦) }
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
ثم جمعَ صلاة العصر .
والحمد لله رب العالمين .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق