الأحد، 30 أبريل 2023

درس القرآن و تفسير الوجه الأول من ص .

 


 

درس القرآن و تفسير الوجه الأول من ص . 

:::::::::::::::::::::::::::::::::::::

 

أسماء أمة البر الحسيب :


  • افتتح سيدي و حبيبي يوسف بن المسيح ﷺ هذه الجلسة المباركة ، و ثم قرأ أحد أبناءه الكرام من أحكام التلاوة ، و ثم قام نبي الله الحبيب بقراءة الوجه الأول من أوجه سورة ص ، و استمع لأسئلتنا بهذا الوجه ، و ثم شرح لنا يوسف الثاني ﷺ هذا الوجه المبارك .


    بدأ نبي الله جلسة التلاوة المباركة بقوله :

    الحمد لله ، الحمد لله وحده ، الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد و من تبعه من أنبياء عهده و بعد ، لدينا اليوم الوجه الأول من أوجه سورة ص ، و نبدأ بأحكام التلاوة و رفيدة :

    الوقف :

    ج (وقف جائز) , قلي (الوقف أفضل لكن الوصل جائز) , صلي (الوصل أفضل لكن الوقف جائز) ,
    لا (ممنوع الوقف) , مـ (وقف لازم) , وقف التعانق و هو لو وقفتَ عند العلامة الأولى فلا تقف عند العلامة الثانية و لو وقفتَ عند الثانية لا تقف عند الأولى) .

    و السكت :

    هو حرف السين ، و هو وقف لطيف دون أخذ النفس ، مثل : من راق ، بل ران .

    ____

    و ثم تابع نبي الله يوسف الثاني ﷺ الجلسة بشرح الوجه لنا فقال :

    يقول تعالى :

    {بسم الله الرحمن الرحيم} و هي آية عظيمة .
    ____

    {ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ} :

    (ص) أي صلة و إتصال بين السماء و الأرض ، صلة و إتصال بين السماء و الأرض ، إما أن تكون مباشرةً بين الله و عباده أو أن تكون من خلال الوسائط و المكشفات و هم الأنبياء و الأولياء و العارفون ، (و القرآن ذي الذكر) يُقسم سبحانه و تعالى بهذا القرآن صاحب التذكرة و الموعظة الأزلية الأبدية المستمرة .
    ____

    {بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ} :

    (بل الذين كفروا في عزة و شقاق) الذين كفروا في كل زمان و في كل مكان و في كل قرن ، هكذا من صفاتهم أو أُس صفاتهم أنّ عندهم إيه؟ كِبر و مُشاقة ، كِبر و مُشاقة ضد الأنبياء ، (بل الذين كفروا في عزة و شقاق) ليس عندهم سلام مع الأنبياء بل دائماً ما يُخالفونهم و يعترضون عليهم و يحاربونهم .
    ____

    {كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّن قَرْنٍ فَنَادَوْا وَلاتَ حِينَ مَنَاصٍ} :

    (كم أهلكنا من قبلهم من قرن فنادوا ولات حين مناص) يعني يا أيها الكفار ألا تعتبرون كم أهلكنا قبلكم من قرن كَذَّب بنبيه ، أفلا تتعظون؟! أفلا تذكرون؟! ، (كم أهلكنا من قبلهم من قرن فنادوا ولات حين مناص) يعني هؤلاء الكفار فَنوا و نادوا في البرزخ أن إرجعنا يا ربنا نعمل صالحاً ، (ولات حين مناص) يعني يا ليت لهم الهرب من البرزخ ، الله سبحانه و تعالى يحكي عن لسان حالهم أنهم يقولون (ولات حين مناص) يعني يا ليت لنا مهرب مما نحن فيه بعد أن رأينا الحقيقة و كشف عنا الحجاب في البرزخ ، فهذا هو لسان حال الكفار ، يقولون : (ولات حين مناص) يعني يا ليت لنا مهرب من هذا المأزق ، و (المناص) هو إيه؟ إسم من أسماء الحمار الوحشي ، فربنا سبحانه و تعالى كان بيقول على الكفار إيه؟ (كأنهم حُمر مستنفرة فرت من قسورة) هم كانوا عاوزين يفروا من قسورة البرزخ كما أنهم فروا من إيه؟ من رباط الدنيا و من سلطان النبي في الدنيا ، فهكذا يريدون أن يفعلوا في البرزخ ، لأنهم حُمر مستنفرة ، حمير ، حمار بيرفّس مش فاهم حاجة ، مجرم ، متكبر ، لا يسأل الله عز و جل عن حقيقة الوحي و لا النبوة ، فهكذا لسان حالهم في البرزخ ، يقولون : (ولات حين مناص) يعني يا ليت لنا الفرار ، فشبههم الله سبحانه و تعالى بالحمار الوحشي الذي يريد أن يتمرد على رباطه و قيده ، كذلك (ولات حين مناص) المناص هو المهرب .

    ____

    {وَعَجِبُوا أَن جَاءَهُم مُّنذِرٌ مِّنْهُمْ وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ} :

    (و عجبوا أن جاءهم منذر منهم) هكذا كل الكفار عبر الأزمان يعجبون من البعث أو هكذا دائماً يستنكرون حالة البعث لأنها حالة إضطراب تجعل العصر و الزمن يضطرب و تجعل المفاهيم و المعتقدات الراسخة تضطرب عندهم ، فيشعروا بالإضطراب ، فهكذا دائماً ينكرون ، (و عجبوا أن جاءهم منذر منهم و قال الكافرون هذا ساحر كذاب) يعني دائماً الكفار و المنكرون يتهمون نبي الزمان أنه مخادع كبير و صاحب مؤامرة ، ليه بقى/لماذا؟ ، فيه\يوجد قرينة هنا ربنا بيقول إيه؟ على لسان الكفار (إن هذا لشيء يراد) يعني أمر مخطط بليل يعني ، فيه/توجد مؤامرة ، النبي ده جاي/أتى ، الراجل/الرجل اللي بيدعي النبوة ده إيه؟ وراه/وراءه مؤامرة ، أو في حد بيخطط له علشان يزيف إيه؟ المعتقدات اللي إحنا عليها أو إن هو/أنّه بيعمل كده/هكذا علشان ينتصر نصر دنيوي مثلاً ، فدايماً كده الكفار بيقدموا نظرية المؤامرة و بيسيؤا الظن في الأنبياء .
    ____

    {أَجَعَلَ الآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ} :

    (و عجبوا أن جاءهم منذر منهم و قال الكافرون هذا ساحر كذاب ¤ أجعل الآلهة إلهاً واحداً إن هذا لشيء عُجاب) دايماً كده الكفار و الوثنيون بيستكثروا و بيستكبروا إن إزاي/كيف الكون ده كله و التخطيط ده كله ، كل القضايا دي كلها مسؤول عنها إله واحد ، إزاي/كيف؟ هم بيعتقدوا إن كل مدينة لازم يبقى لها إله؟ و كل فعل له إله معين ، (أجعل الآلهة إلهاً واحداً إنّ هذا لشيء عُجاب) يعني أمر عجيب لأنه المتعارف عليه عند الأقوام الوثنية إن كل أمر و كل فعل له إله ، زي/مثل كان كده عند قدماء المصريين مثلاً و قدماء العراق و هكذا .
    ____

    {وَانطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِكُمْ إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ} :

    (و انطلق الملأ منهم أن امشوا و اصبروا على آلهتكم) يعني حال ، لسان حال علية القوم ، الملأ اللي هم علية القوم ، دايماً كده ، (و انطلق الملأ منهم أن امشوا و اصبروا على آلهتكم) يعني لسان حال علية القوم : اصبروا على معتقداتكم و الآلهة اللي بتعبدوها لأن من وراها/وراءها مكاسب دنيوية ، أنتم إيه؟ مستمرون فيها ، هكذا هم يقولون لقومهم يعني ، (و انطلق الملأ منهم أن امشوا و اصبروا على آلهتكم) أي لا تتزعزعوا عن تلك الآلهة ، (إن هذا لشيء يراد) هناك مؤامرة تدبر بليل من خلال ذلك الدَّعيّ الذي يدّعي أنه نبي ، هكذا دائماً إيه؟ يحذرون قومهم .
    ____

    {مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي الْمِلَّةِ الآخِرَةِ إِنْ هَذَا إِلاَّ اخْتِلاقٌ} :

    و يُثنون فيقولون : (ما سمعنا بهذا في الملة الآخرة إن هذا إلا اختلاق) يعني ماسمعناش/لم نسمع قبل كده إنّ فيه الله الواحد ، و إن الآلهة كلها بقت/أصبحت إله واحد ، ده حتى في الملة الآخرة اللي هي النصرانية بيقولوا ثلاث آلهة ، (ما سمعنا بهذا في الملة الآخرة إن هذا إلا اختلاق) ده لسان حال الكفار ، إنهم بيقولوا إن أي فعل نبوي أو أي نبي بيدعي إن هو نبي ، ده بيختلق يعني بيصطنع هذا الأمر ، إختلاق ، إصطناع ، أمر مزيف يعني ، مش حقيقي .
    ____

    {أَأُنزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِن بَيْنِنَا بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِّن ذِكْرِي بَلْ لَمَّا يَذُوقُوا عَذَابِ} :

    (أَأُنزِلَ عليه الذكر من بيننا) بعد كده ربنا بيبَين نفسية تانية من نفسيات الكفار ، اللي هو إيه؟ الغِيرة من النبي ، إشمعنا/لماذا هو ده النبي؟ يعني ده اللي اصطُفي من بيننا !!!!، مين هو ده عشان يُصطفى ، و إحنا/نحن عارفين إن النبي بيُصطفى بسبب إيه؟ قلبه السليم ، صح؟ بالقلب السليم و الإرادة في إيه؟ في معرفة الحق و التوحيد و النُبل و رفع الظلم ، هكذا هو دائماً النبي ، عنده إرادة رفع الظلم ، عنده نُبل و قلب سليم ، (أَأُنزِلَ عليه الذكر من بيننا بل هم في شك من ذكري بل لما يذوقوا عذاب) ربنا اللي ببقول : (بل هم في شك من ذكري) في شك من إيه؟ من نبيي الذي بعثتْ ، و (ذكري) يعني نبيي ، لأن النبي هو ذكر و تذكير بالله عز و جل و بالإيمان ، (بل لما يذوقوا عذاب) لم يذوقوا العذاب الذي يدخر لهم نتيجة تكذيبهم ، هذا تهديد لكل كافر و لكل معاند .
    ____

    {أَمْ عِندَهُمْ خَزَائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ الْعَزِيزِ الْوَهَّابِ} :

    (أم عندهم خزائن رحمة ربك العزيز الوهاب) هل هم عندهم الخزائن و الأرزاق و مسيطرين على أرزاق الله عز و جل لعباده؟!!!! ، ذلك الإله العزيز صاحب العزة ، فيُفيض من عزته على النبي و المؤمنين ، (الوهاب) الذي يهب النبوة لمن يشاء و يصطفي كما شاء ، حسب ما يرتأي سبحانه و تعالى .
    ____

    {أَمْ لَهُم مُّلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَلْيَرْتَقُوا فِي الأَسْبَابِ} :

    (أم لهم مُلك السماوات و الأرض و ما بينهما) يعني هل هم عندهم المُلك في السماء التي يرون و الأرض التي يعيشون عليها ، (و ما بينهما) من أكوان لا يرونها .؟!!!، (فليرتقوا في الأسباب) هنا ده توبيخ و تعجيز ، طلب توبيخي تعجيزي ، (فليرتقوا في الأسباب) يعني اكشفوا أسباب السماوات و الأرض و سيطروا على مُلك الله إن أردتم أن تعاندوا الله و نبي الله ، (فليرتقوا في الأسباب) .
    ____

    {جُندٌ مَّا هُنَالِكَ مَهْزُومٌ مِّنَ الأَحْزَابِ} :

    (جند ما هنالك مهزوم من الأحزاب) لسان حال الهزيمة لكل كفار العصور ، هذا هو لسان حالهم (جند ما هنالك مهزوم من الأحزاب) يعني تأكيد إن كل الأحزاب المناوئة للأنبياء هي مهزومة إن عاجلاً أو آجلاً ، (جند ما هنالك) كل إيه؟ الأحزاب التي تكذب الأنبياء في كل العصور هي مهزومة يقيناً ، فهذا قدر الله إن عاجلاً أو آجلاً ، (جند ما هنالك مهزوم من الأحزاب) .
    ____

    {كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ ذُو الأَوْتَادِ} :

    (كذبت قبلهم قوم نوح) ربنا بيُثير في نفوس الناس العِبرة فيُذكرهم ، مش هم دول/هؤلاء بس/فقط اللي كذبوا ، كفار قريش ، لأ (كذبت قبلهم قوم نوح و عاد و فرعون ذو الأوتاد) ، (و فرعون ذو الأوتاد) يعني صاحب المُلك اللي إيه؟ الثابت الراسخ المتين ، الوتد يعني إيه؟ ثابت قوي ، حُكم بالحديد و النار زي/مثل ما بيقولوا ، شديد .
    ____

    {وَثَمُودُ وَقَوْمُ لُوطٍ وَأَصْحَابُ الأَيْكَةِ أُوْلَئِكَ الأَحْزَابُ} :

    (و ثمود) قوم ثمود ، (و قوم لوط و أصحاب الأيكة) أصحاب شجرة الشر عبر الزمن ، (أصحاب الأيكة) أصحاب شجرة الزقوم في الدنيا قبل الآخرة ، أصحاب الشجرة الخبيثة و هم الكفار عبر العصور ، هكذا سُموا بإسم جامع : أصحاب الأيكة ، (أؤلئك الأحزاب) كل أؤلئك هم الأحزاب ، أحزاب إسم مذموم في القرآن ، إسم للدلالة على تجمع الكفار للنيل من نبي الزمان ، فهؤلاء هم الأحزاب .
    ____

    {إِن كُلٌّ إِلاَّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ عِقَابِ} :

    (إن كُلٌّ إلا كذب الرسل فحق عقاب) كلهم كذبوا الرسل عبر القرون ، فوجب العقاب عليهم في الدنيا و الآخرة .
    ____

    {وَمَا يَنظُرُ هَؤُلاء إِلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً مَّا لَهَا مِن فَوَاقٍ} :

    (و ما ينظر هؤلاء إلا صيحة واحدة ما لها من فواق) يعني الذي ينتظر هؤلاء يقيناً : صيحة واحدة ، أخذة واحدة ، سواء أكانت بقى إيه؟ بعذاب مفاجيء أو بعذاب تدريجي ، حسب ما يرتأي الله سبحانه و تعالى ، حسب حالة الزمان ، (و ما ينظر هؤلاء إلا صيحة واحدة ما لها من فواق) يعني لا يستطيع أحد أن يتفوق عليها و لا يستطيع أي كافر أن يُفيق منها منتصراً بل هو مهزوم ، (و ما ينظر هؤلاء إلا صيحة واحدة ما لها من فواق) .
    ____

    {وَقَالُوا رَبَّنَا عَجِّل لَّنَا قِطَّنَا قَبْلَ يَوْمِ الْحِسَابِ} :

    (و قالوا ربنا عجل لنا قطنا قبل يوم الحساب) يعني لسان حال الكفار بتكذيبهم للنبي و محاربتهم له ، كأنهم بيقولوا ربنا عجل لنا عذابنا في الدنيا قبل الآخرة ، (قالوا ربنا عجل لنا قطنا) أي عذابنا و العياذ بالله قبل يوم الحساب ، و كذلك (قطنا) أي نصيبنا ، أي نصيبنا من العذاب ، (قبل يوم الحساب) قبل يوم القيامة الكبرى ، كأنهم يستعجلون بتكذببهم العذاب ، عذاب الآخرة في الدنيا قبل يوم القيامة ، هذا هو لسان حال الكفار عبر العصور ، حد عنده سؤال تاني؟؟ .
    ______

    و اختتم نبي الله الجلسة المباركة بقوله المبارك :

    هذا و صلِّ اللَّهم و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم ، سبحانك اللهم و بحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت ، أستغفرك و أتوب إليك .

    _______

    و الحمد لله رب العالمين . و صلِّ يا ربي و سلم على أنبياءك الكرام محمد و أحمد و يوسف بن المسيح صلوات تلو صلوات طيبات مباركات ، و على أنبياء عهد محمد الآتين في مستقبل قرون السنين أجمعين . آمين .🌿💙 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق