الأحد، 4 يونيو 2023

درس القرآن و تفسير الوجه السادس من الزمر .

 


 

درس القرآن و تفسير الوجه السادس من الزمر .

:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::


أسماء أمة البر الحسيب :

 

  • افتتح سيدي و حبيبي يوسف بن المسيح ﷺ هذه الجلسة المباركة ، و ثم قرأ أحد أبناءه الكرام من أحكام التلاوة ، و ثم قام نبي الله الحبيب بقراءة الوجه السادس من أوجه سورة الزُمَر ، و استمع لأسئلتنا بهذا الوجه ، و ثم شرح لنا يوسف الثاني ﷺ هذا الوجه المبارك .

    بدأ نبي الله جلسة التلاوة المباركة بقوله :

    الحمد لله ، الحمد لله وحده ، الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد و من تبعه من أنبياء عهده و بعد ، لدينا اليوم الوجه السادس من أوجه سورة الزُمَر ، و نبدأ بأحكام التلاوة و رفيدة :

    - أحكام الميم الساكنة :

    إدغام متماثلين صغير و هو إذا أتى بعد الميم الساكنة ميم أخرى فتدغم الميم الأولى في الثانية و تنطق ميماً واحدة .
    و الإخفاء الشفوي و هو إذا أتى بعد الميم الساكنة حرف الباء و الحُكم يقع على الميم أي الاخفاء يكون على الميم .
    و الإظهار الشفوي و هو إذا أتى بعد الميم الساكنة جميع الحروف إلا الميم و الباء ، و الإظهار طبعاً سكون على الميم نفسها يعني الحُكم يقع على الميم .
    ______

    و ثم تابع نبي الله يوسف الثاني ﷺ الجلسة بشرح الوجه لنا فقال :

    في هذا الوجه المبارك العظيم يقول تعالى :

    {إِنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ لِلنَّاسِ بِالْحَقِّ فَمَنِ اهْتَدَى فَلِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِوَكِيلٍ} :

    (إنَّا أنزلنا عليك الكتاب للناس بالحق) يا محمد أرسلنا إليك رسالة ، أنزلناها بالحق و بالصدق و باليقين ، (إنَّا أنزلنا عليك الكتاب للناس) أي للبشر و للمكلفين ، (فمن اهتدى فلنفسه) الذي يهتدي بالرسالة و يخشع و يستمع إليها بكل تواضع و خضوع فهذا الخير لنفسه ، (و من ضل فإنما يضل عليها) أي من ضل عن هذه الرسالة و هذا الحق و هذا الصدق و هذا اليقين ، فإنما يضل على نفسه أي يُضل نفسه إلى البوار و إلى الخسار ، (و ما أنت عليهم بوكيل) يعني أنت لست عليهم بمسيطر ، أنت فقط مُنذر و مُبَلّغ و هادي طريق ، و هادي هداية طريق .
    ____

    {اللَّهُ يَتَوَفَّى الأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} :

    (الله يتوفى الأنفس حين موتها) يعني إذا أتت ، إذا أتى أَجَل الإنسان أو حان موت النفس ، الله سبحانه و تعالى يستوفي هذه النفس فتأتي إليه سبحانه و تعالى كي يُجازيها ، (الله يتوفى الأنفس حين موتها) أي يستوفيها ، (و التي لم تمت في منامها) يعني الإنسان عندما ينام فهذا هو الموت الأصغر أو الموتة الصغرى ، فعندما ينام فتلك حالة تشبه حالة الموت ، (فيمسك التي قضى عليها الموت) يعني أثناء النوم من الممكن أن يدخل الإنسان في الموت الحقيقي ، إذا قضى الله سبحانه و تعالى أَجَله في تلك الساعة (فيمسك التي قضى عليها الموت) ، (و يرسل الأخرى إلى أجل مسمى) يعني  الأنفس التي لم يُقضى عليها بالموت في ذلك النوم ، الله سبحانه و تعالى يُحييها مرة أخرى ، فتستيقظ من النوم إلى أَجَل سماه الله سبحانه و تعالى ، (إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون) آية الإحياء و الإماتة و الآجال ، هذه في حد ذاتها آية لقوم لديهم عقول يتفكرون بها و يتدبرون .
    ____

    {أَمِ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ شُفَعَاء قُلْ أَوَلَوْ كَانُوا لا يَمْلِكُونَ شَيْئًا وَلا يَعْقِلُونَ} :

    (أم اتخذوا من دون الله شفعاء) ، في هذه الآية آية التوفي ، الله سبحانه و تعالى يريد أن يُعطينا موعظة و يريد أن يستنهض فينا الخشية و الخوف من ذِكر الموت ، فعندما شبه النوم بالموت فقال أن هذا مثيل و نموذج للموت الحقيقي ، فإذاً الموت يُخالط الإنسان يومياً ، فعلى الإنسان أن يعمل و ألا يغفل و على الإنسان أن يكون في حالة إحسان مستمر و إحسان في كل حين لكي تكون خاتمته سعيدة ، فهذا هو معنى هذه الموعظة في هذه الآية ، ((قال نبي الله في الجلسة لمن عطس : يرحمكم الله)) ، (أم اتخذوا من دون الله شفعاء) يعني الكفار و المشركون و الظالمون الذين ينكرون على الأنبياء اتخذوا آلهة أخرى غير الله و جعلوها شفعاء لهم ، (أم اتخذوا من دون الله شفعاء قُلْ أولو كانوا لا يملكون شيئاً و لا يعقلون) قُلْ يا محمد و يا كل نبي أن الناس الذين يتخذون آلهة أخرى مع الله أو من دون الله ، تلك الآلهة الأخرى المزيفة لا تملك شيئاً و لا تعقل شيئاً  بالنسبة لله سبحانه و تعالى .
    ____

    {قُل لِّلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا لَّهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} :

    (قل لله الشفاعة جميعاً) الله سبحانه و تعالى يملك الشفاعة جميعاً لأنه هو الملك و هو المسيطر فبيده أن يشفع ، فالله سبحانه و تعالى يشفع لعباده عند نفسه و يشفع لعباده عند عبادٍ آخرين ، ف لله سبحانه و تعالى الشفاعة جميعاً ، (له ملك السماوات و الأرض) نتيجة أنه له ملك السماوات و الأرض ف له الشفاعة جميعاً ، (ثم إليه ترجعون) أي المرجع و المآل إلى الله سبحانه و تعالى في يوم الدينونة ، فكل ذلك يؤدي إلى أن الشفاعة لله سبحانه و تعالى جميعاً .
    ____

    {وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ} :

    (و إذا ذُكِرَ الله وحده اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة) يعني إذا ذُكِرَ التوحيد و الصراط المستقيم أي ذُكِرَ الله وحده هذا معنى التوحيد ، إيه اللي هيحصل؟؟ (اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة) يعني المشركين دايماً يشمئزون من التوحيد و من كمال التوحيد و من صفاء العقيدة و من العفة و من الطهارة و من الطاعات ، هكذا دائماً يشمئزون من الطاعات ، ((قال نبي الله في الجلسة لمن عطس : يرحمكم الله)) هؤلاء الكفار و المشركين و هو ما نلاحظه في هذا المجتمع ، (و إذا ذُكِرَ الله وحده اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة و إذا ذُكِرَ الذين من دونه إذا هم يستبشرون) يعني إذا ذُكِرت الأهواء ، ذُكِرت الدنيا ، ذُكِرت آلهة أخرى مع الله يستبشرون بذِكرها لأن في قلوبهم هوى ، لأن في قلوبهم عوج ، لأن في قلوبهم مرض .
    ____

    {قُلِ اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ} :

    (قُل اللَّهم فاطر السماوات و الأرض عالم الغيب و الشهادة أنت تحكم بين عبادك في ما كانوا فيه يختلفون) هذا دعاء للنبي ، يُعلمه الله سبحانه و تعالى للنبي و لكل نبي و للمؤمنين ، فيقول : (قُل اللَّهم فاطر السماوات و الأرض) يعني يا الله ، يا خالق السماوات و الأرض ، (عالم الغيب و الشهادة) أي يا عالم الغيب و الشهادة ، يا عالم الباطن و الظاهر ، (أنت تحكم بين عبادك في ما كانوا فيه يختلفون) أنت تحكم بين عبادك يوم الدينونة فيما كانوا يختلفون في الأديان و في العقائد .
    ____

    {وَلَوْ أَنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لافْتَدَوْا بِهِ مِن سُوءِ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَبَدَا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ} :

    (و لو أن للذين ظلموا ما في الأرض جميعاً و مثله معه لافتدوا به من سوء العذاب يوم القيامة) هنا تخويف من الله عز و جل للكفارين و العصاة , عندما يرون العذاب فلو أن لهم مُلك الارض جميعاً و مثله معه لأعطوه فداءً لكي ينجوا من ذلك العذاب ، فهذا تِبيان و تَبيين ، فهذا تِبيان و تَبيين لعَظِيمِ إيه؟ الموقف و لِعَظِيمِ عذاب يوم القيامة ، (و بدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون) يعني ظهر عذاب الله و وعد الله و وعيد الله الذي لم يكونوا يعملون له حساب بل كانوا يستهينون به ، فظهر أمر الله على حقيقته الجَلِيَّة ، حد عنده سؤال تاني؟؟ .
    _____

    و اختتم نبي الله الجلسة المباركة بقوله المبارك :

    هذا و صلِّ اللَّهم و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم ، سبحانك اللهم و بحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت ، أستغفرك و أتوب إليك .

    _______

    و الحمد لله رب العالمين . و صلِّ يا ربي و سلم على أنبياءك الكرام محمد و أحمد و يوسف بن المسيح صلوات تلو صلوات طيبات مباركات ، و على أنبياء عهد محمد الآتين في مستقبل قرون السنين أجمعين . آمين .🌿💙 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق