الأحد، 25 يونيو 2023

درس القرآن و تفسير الوجه الثالث من غافر .

 


 

درس القرآن و تفسير الوجه الثالث من غافر .

::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::

 

أسماء أمة البر الحسيب :

 

  • افتتح سيدي و حبيبي يوسف بن المسيح ﷺ هذه الجلسة المباركة ، و ثم قرأ أحد أبناءه الكرام من أحكام التلاوة ، و ثم قام نبي الله الحبيب بقراءة الوجه الثالث من أوجه سورة غافر ، و استمع لأسئلتنا بهذا الوجه ، و ثم شرح لنا يوسف الثاني ﷺ هذا الوجه المبارك .


    بدأ نبي الله جلسة التلاوة المباركة بقوله :

    الحمد لله ، الحمد لله وحده ، الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد و من تبعه من أنبياء عهده و بعد ، لدينا اليوم الوجه الثالث من أوجه سورة غافر ، و نبدأ بأحكام التلاوة و أرسلان :

    الوقف :

    ج (وقف جائز) , قلي (الوقف أفضل لكن الوصل جائز) , صلي (الوصل أفضل لكن الوقف جائز) ,
    لا (ممنوع الوقف) , مـ (وقف لازم) , وقف التعانق و هو لو وقفتَ عند العلامة الأولى فلا تقف عند العلامة الثانية و لو وقفتَ عند الثانية لا تقف عند الأولى) .

    و السكت :

    حرفه السين ، و هو وقف لطيف دون أخذ النفس ، مثل : من راق ، بل ران ، ((صحح نبي الله لأرسلان و قال : مش هنقول حرفه السين ، نقول : علامته سين ، العلامة الدالة يعني )) .
    ______

    و ثم تابع نبي الله يوسف الثاني ﷺ الجلسة بشرح الوجه لنا فقال :

    يقول تعالى :

    {الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ} :

    (اليوم تجزى كل نفس بما كسبت) أي يوم الدينونة ، يوم القيامة ، يوم الآزفة ، يوم الحسرة ، كل ذلك هي من أسماء القيامة الكبرى ، يوم الدين ، (اليوم تجزى كل نفس بما كسبت لا ظلم اليوم) أي لا ظلم يطغى و لا ظلم يسود و لا ظلم يحكم في ذلك اليوم ، لأنه من الممكن أن يكون هناك ظلم في الدنيا و لكن يوم القيامة هو يوم العدل المطلق ، (إن الله سريع الحساب) الله سبحانه و تعالى سريع الحساب في ذلك اليوم و حساب الناس في ذلك اليوم هو هين يسير على الله سبحانه و تعالى .
    ____

    {وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلا شَفِيعٍ يُطَاعُ} :

    (و أنذرهم يوم الآزفة إذ القلوب لدى الحناجر كاظمين) يوم الآزفة أي يوم القيامة ، و سُمي بالآزفة لأنه يوم إيه؟ يأتي بغتة مفاجيء ، كذلك يكون فيه حال إضطرار ، الناس و المكلفون الذين يُحشرون في ذلك اليوم للحساب يكونون في حالة إضطرار و في حالة إنضغاط و في حالة كرب و في حالة خوف ، فهذا معنى (الآزفة) ، أي أمر أزف و جاء بغتة و فيه إضطرار و كرب و رهبة ، فكل ذلك هي من معاني آزفة أو الأزف أو الأزفة ، (و أنذرهم يوم الآزفة إذ القلوب لدى الحناجر كاظمين) أي من شدة الخوف فإن قلوبهم تنبض بشدة لدرجة أنها من الممكن أن تخرج من الحناجر ، لكنهم يكظمون ذلك و هذا تصوير بياني و تصوير بلاغي من باب المجاز لإظهار معنى الرهبة و إظهار معنى الإضطرار و إظهار معنى الكرب في ذلك اليوم ، في يوم الآزفة ، (ما للظالمين من حميم و لا شفيع يطاع) الظالم اللي في الدنيا اللي كان بيعتمد على الشفاعة و على الواسطة و على السلطان المادي ، في يوم القيامة ليس له ذلك ، لن يكون له حميم أي صاحب يُحبه و يحقق له رغباته الظالمة ، (و لا شفيع يطاع) لن يكون هناك شفيع و لا واسطة يُطاع في ظلمه .
    ____

    {يَعْلَمُ خَائِنَةَ الأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ} :

    (يعلم خائنة الأعين و ما تخفي الصدور) الله سبحانه و تعالى يعلم ما تفعل الأعين ، و يعلم الأسرار و يعلم البواطن و ما تخفي الصدور فهذا معنى (يعلم خائنة الأعين و ما تخفي الصدور) ، و كذلك من معاني (خائنة الأعين) أي الخيانة ، يعلم من هو الخائن و يعلم من هو الصادق ، فلا يخفى عليه شيء و يعلم خبايا الصدور .
    ____

    {وَاللَّهُ يَقْضِي بِالْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ لا يَقْضُونَ بِشَيْءٍ إِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} :

    (و الله يقضي بالحق و الذين يدعون من دونه لا يقضون بشيء) الله سبحانه و تعالى هو الحق و هو القاضي بالحق ، (و الذين يدعون من دونه لا يقضون بشيء) أي الآلهة التي يعبدها المشركون من دون الله عز و جل أو مع الله لا تقضي بشيء و لن يكون لها أي وزن يوم القيامة ، (إن الله هو السميع البصير) الله سبحانه و تعالى هو سميع يسمع دعاء عباده ، (بصير) مُطَّلعٌ على أحوالهم .
    ____

    {أَوَ لَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ كَانُوا مِن قَبْلِهِمْ كَانُوا هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَآثَارًا فِي الأَرْضِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَمَا كَانَ لَهُم مِّنَ اللَّهِ مِن وَاقٍ} :

    (أولم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين كانوا من قبلهم) الله سبحانه و تعالى يُعطي العظة و العِبرة و يدعونا للتفكر و التأمل في أحوال الأمم السابقة و مآلاتهم ، (أولم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين كانوا من قبلهم كانوا هم أشد منهم قوة و آثارا في الأرض) يعني كانوا أكثر قوة من كفار هذا العصر ، أي عصر تنزل القرآن ، و أكثر آثار في الأرض يعني أكثر عمارة في الأرض و ترك للآثار ، (فأخذهم الله بذنوبهم) نتيجة الذنوب أهلكهم الله سبحانه و تعالى ، (و ما كان لهم من الله من واق) يعني لن يقيهم شيء و لن يقيهم أحد من عذاب الله سبحانه و تعالى في الدنيا قبل الآخرة .
    ____

    {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانَت تَّأْتِيهِمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَكَفَرُوا فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ إِنَّهُ قَوِيٌّ شَدِيدُ الْعِقَابِ} :

    (ذلك بأنهم كانت تأتيهم رسلهم بالبينات) هذا بيان من الله سبحانه و تعالى أن سُنة البعث مستمرة ، (ذلك بأنهم كانت تأتيهم رسلهم بالبينات) كلما أتاهم رسول كفروا به ، (ذلك بأنهم كانت تأتيهم رسلهم بالبينات فكفروا) كفروا بكل الرسل فهذا هو ديدنهم ، (فأخذهم الله) أي أهلكهم الله سبحانه و تعالى ، (إنه قوي شديد العقاب) الله سبحانه و تعالى قوي شديد العقاب في الدنيا و الآخرة .
    ____

    {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُّبِينٍ} :

    (و لقد أرسلنا موسى بآياتنا و سلطان مبين) أرسلنا موسى -عليه السلام- الذي مثيله هو سيدنا محمد ﷺ ، أرسلناه بآياتنا أي بمعجزاتنا المادية و الروحية ، (و سلطان مبين) أي سلطان الكلمة .
    ____

    {إِلَى فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَقَارُونَ فَقَالُوا سَاحِرٌ كَذَّابٌ} :

    (إلى فرعون و هامان و قارون) فرعون حاكم مصر ، (و هامان) أي الوزير و هو رمز للوزير الظالم أو الضال المُضل ، (و قارون) رمزٌ للغني المفتري أو للغني الطاغي الذي نَسِيَ الله و نسي النبي و نسي الآخرة ، (فقالوا ساحر كذاب) اتهموا النبي بأنه ساحر أي كذاب مخادع .
    ____

    {فَلَمَّا جَاءَهُم بِالْحَقِّ مِنْ عِندِنَا قَالُوا اقْتُلُوا أَبْنَاء الَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ وَاسْتَحْيُوا نِسَاءهُمْ وَمَا كَيْدُ الْكَافِرِينَ إِلاَّ فِي ضَلالٍ} :

    (فلما جاءهم بالحق) لما أتاهم موسى -عليه السلام- بالحق و بكلمة الحق (من عندنا) أي من عند الله ، (قالوا اقتلوا أبناء الذين آمنوا معه و استحيوا نساءهم) أي لترهيب المؤمنين و لصدهم عن الإيمان بالنبي فاقتلوا أبناء هؤلاء المؤمنين و (استحيوا نساءهم) أي إستبقوا نساءهم ، أي أبقوا على نساءهم ، (و ما كيد الكافرين إلا في ضلال) هذا الكيد من الكافرين الذين هم فرعون و هامان و قارون و من تشدد لهما و من ناصرهم ، و من تشدد لهم و ناصرهم فهؤلاء الكافرين كيدهم في ضلال أي في خَسار و في بَوار ، حد عنده سؤال تاني؟ .
    ______

    و اختتم نبي الله الجلسة المباركة بقوله المبارك :

    هذا و صلِّ اللَّهم و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم ، سبحانك اللهم و بحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت ، أستغفرك و أتوب إليك .

    _______

    و الحمد لله رب العالمين . و صلِّ يا ربي و سلم على أنبياءك الكرام محمد و أحمد و يوسف بن المسيح صلوات تلو صلوات طيبات مباركات ، و على أنبياء عهد محمد الآتين في مستقبل قرون السنين أجمعين . آمين .🌿💙 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق