درس القرآن و تفسير الوجه الثالث من الشورى .
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
أسماء أمة البر الحسيب :
- افتتح سيدي و حبيبي يوسف بن المسيح ﷺ هذه الجلسة المباركة ، و ثم قرأ أحد أبناءه الكرام من أحكام التلاوة ، و ثم قام نبي الله الحبيب بقراءة الوجه الثالث من أوجه سورة الشورى ، و استمع لأسئلتنا بهذا الوجه ، و ثم شرح لنا يوسف الثاني ﷺ هذا الوجه المبارك .
بدأ نبي الله جلسة التلاوة المباركة بقوله :
الحمد لله ، الحمد لله وحده ، الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد و من تبعه من أنبياء عهده و بعد ، لدينا اليوم الوجه الثالث من أوجه سورة الشورى ، و نبدأ بأحكام التلاوة و أرسلان :
الوقف :
ج (وقف جائز) , قلي (الوقف أفضل لكن الوصل جائز) , صلي (الوصل أفضل لكن الوقف جائز) ,
لا (ممنوع الوقف) , مـ (وقف لازم) , وقف التعانق و هو لو وقفتَ عند العلامة الأولى فلا تقف عند العلامة الثانية و لو وقفتَ عند الثانية لا تقف عند الأولى) .
و السكت :
علامته السين ، و هو وقف لطيف دون أخذ النفس ، مثل : من راق ، بل ران .
______
و ثم تابع نبي الله يوسف الثاني ﷺ الجلسة بشرح الوجه لنا فقال :
في هذا الوجه العظيم يقول تعالى :
{وَالَّذِينَ يُحَاجُّونَ فِي اللَّهِ مِن بَعْدِ مَا اسْتُجِيبَ لَهُ حُجَّتُهُمْ دَاحِضَةٌ عِندَ رَبِّهِمْ وَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ} :
(و الذين يُحآجون في الله) هذه المحاججة تنتشر و تَكثُر و هي الأصل في يوم القيامة ، متوجهة إلى الله عز و جل ، يقولون : (و الذين يُحاجون في الله من بعد ما استجيب له حجتهم داحضة) يعني الكافر الذين يُبررون كفرهم بحُجَج واهية ، فهم يُحاجون بها عند الله من بعد ما أستجيب لله من قِبل المؤمنين ، تلك الحُجج و تلك المبررات الواهية هي واهية أي داحضة أي مدحوضة ، تم دحضها عند الله ، و بعد أن يتم دحضها من قِبَلِ الله عز و جل يكون عليهم غضب و عذاب شديد في ذلك اليوم ، يوم القيامة .
____
{اللَّهُ الَّذِي أَنزَلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَالْمِيزَانَ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ} :
(الله الذي أنزل الكتاب بالحق و الميزان) وصف من الله عز و جل لنفسه ، فيقول : (الله الذي أنزل الكتاب) يُنزل الرسالة بإستمرار ، (بالحق) أي بإيه؟ بالحق و العدل ، (و الميزان) أي بدقة و بعدل ، لأن الحق هو الميزان ، و الميزان هو الحق ، (و ما يُدريك لعل الساعة قريب) أي يا محمد و يا كل مؤمن و كل نبي : (ما يُدريك) ما الذي يُدريك ؟ لعل الساعة قريب ، ربما تكون قريبة فاعملوا لها .
____
{يَسْتَعْجِلُ بِهَا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِهَا وَالَّذِينَ آمَنُوا مُشْفِقُونَ مِنْهَا وَيَعْلَمُونَ أَنَّهَا الْحَقُّ أَلا إِنَّ الَّذِينَ يُمَارُونَ فِي السَّاعَةِ لَفِي ضَلالٍ بَعِيدٍ} :
(يستعجل بها الذين لا يؤمنون بها) أي لا يخاف منها الذين لا يؤمنون بها لأنهم لا يؤمنون فبالتالي يستعجلونها هكذا هُزواً و إستهزاءً ، (و الذين آمنوا مشفقون منها) أي يخافون من ذلك اليوم لأنهم مؤمنون ، و يعلمون أنها حق و يعلمون أنه يوم حق ، (و الذين آمنوا مشفقون منها و يعلمون أنها الحق) أي واقعة ، (ألا إن الذين يُمارون في الساعة لفي ضلال بعيد) (يُمارون في الساعة) أي يُجادلون في صحة وقوع يوم القيامة ، أي يُجادلون و يحاولون إبطال صحة ذلك اليوم من خلال المحاججات الواهية الباطلة التي يحاولون بها إبطال الشرائع و دعوة الأنبياء ، (إن الذين يُمارون في الساعة) تأكيد ، هؤلاء الذين يُمارون في الساعة تأكيد أنهم في ضلال بعيد ، في ضلال بعيد جداً ، لا يُرجعهم إلى الحق إلا تواضعهم و خشوعهم و إستخارتهم لله عز و جل .
____
{اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ يَرْزُقُ مَن يَشَاء وَهُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ} :
(الله لطيف بعباده) الله لطيف بعباده ، (يرزق من يشاء) أي يُعطي رزقه لمن يشاء لأنه هو الذي يرزق و هو الذي يُقسم الأرزاق ، (الله لطيف بعباده) أي رؤوف رحيم ، (و هو القوي العزيز) أيضاً في مقابل ذلك هو قوي و هو عزيز ، فمن أراد لطف الله سبحانه و تعالى ، من أراد لطف الله أخذ من ذلك اللطف ، و من كفر بالله عز و جل فسيجد الله عز و جل قهار قوي عزيز .
____
{مَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِن نَّصِيبٍ} :
(من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه) هكذا الله سبحانه و تعالى وصف ثمن و جزاء الإيمان في الآخرة بأنه كالحرث أي الزرع الذي ينبت ببطء و بالتدريج و يحتاج إلى صبر و سُقية ماء ، فمن كان يريد ذلك الحرث , الله سبحانه و تعالى يَزد/يزيد و يبارك له في ذلك الحرث ، أي في ذلك الزرع ، (و من كان يريد حرث الدنيا) الذي يريد الدنيا فقط و يتجاهل الآخرة ، (نؤته منها) نعطيه من ذلك الحرث ، (و ما له في الآخرة من نصيب) ليس له من حرث الآخرة و لا من زرع الجنات .
____
{أَمْ لَهُمْ شُرَكَاء شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ وَلَوْلا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} :
(أم لهم شركاء شرعوا لهم من الذين ما لم يأذن به الله) إستفهام استنكاري ، سؤال استنكاري من الله عز و جل : هل لهؤلاء الكفار شركاء ، (شرعوا لهم من الدين) أي آلهة أخرى يعني شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله ، أي بغير إذن الله و رضاه ، (و لولا كلمة الفصل لَقُضِيَ بينهم) يعني و لولا وعد الله عز و جل إن هو/أنّه يُخفي الساعة و ألا يقضي القضاء الكامل في الدنيا بل يؤجله في يوم القيامة (لَقُضِيَ بينهم) لقضى بينهم أي بين المشركين و الموحدين ، (و إن الظالمين لهم عذاب أليم) الظالم هو المشرك ، (لهم عذاب أليم) تأكيد أن العذاب سيطالهم في الدنيا و الآخرة .
____
{تَرَى الظَّالِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا كَسَبُوا وَهُوَ وَاقِعٌ بِهِمْ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فِي رَوْضَاتِ الْجَنَّاتِ لَهُم مَّا يَشَاؤُونَ عِندَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ} :
(ترى الظالمين مشفقين مما كسبوا و هو واقع بهم) لأن أعمال الظالمين تتمثل يوم القيامة ، فترى هؤلاء الظالمين خائفين مشفقين مضطربين من تلك الأعمال التي قاموا بها في الدنيا فتمثلت لهم في الآخرة فوقعت بهم ، (ترى الظالمين مشفقين مما كسبوا) أي مما عملوا ، (و هو واقع بهم) أي مُحيط بهم ، (و الذين آمنوا و عملوا الصالحات) الذين آمنوا بالأنبياء و بدعوة الله عز و جل و رسالاته) ، (و عملوا الصالحات) أي أَتْبَعوا ذلك الإيمان بالعمل ، هم فين بقى/أين هم؟ في روضات الجنات المتتاليات إلى ما لا نهاية ، (لهم ما يشاؤون عند ربهم) ، (لهم ما يشاؤون عند ربهم) أي لهم ما يَدَّعون أي ما يتمنون ، (ذلك هو الفضل الكبير) هذا فضل الله العظيم الذي لا مثيل لفضله ، حد عنده سؤال تاني؟ .
______
و اختتم نبي الله الجلسة المباركة بقوله المبارك :
هذا و صلِّ اللَّهم و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم ، سبحانك اللهم و بحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت ، أستغفرك و أتوب إليك .
_______
و الحمد لله رب العالمين . و صلِّ يا ربي و سلم على أنبياءك الكرام محمد و أحمد و يوسف بن المسيح صلوات تلو صلوات طيبات مباركات ، و على أنبياء عهد محمد الآتين في مستقبل قرون السنين أجمعين . آمين .🌿💙
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق