الأحد، 27 أغسطس 2023

درس القرآن و تفسير الوجه الخامس من الشورى .

 

 


 

 

درس القرآن و تفسير الوجه الخامس من الشورى .

::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::

 

أسماء أمة البر الحسيب :

 

  • افتتح سيدي و حبيبي يوسف بن المسيح ﷺ هذه الجلسة المباركة ، و ثم قرأ أحد أبناءه الكرام من أحكام التلاوة ، و ثم قام نبي الله الحبيب بقراءة الوجه الخامس من أوجه سورة الشورى ، و استمع لأسئلتنا بهذا الوجه ، و ثم شرح لنا يوسف الثاني ﷺ هذا الوجه المبارك .


    بدأ نبي الله جلسة التلاوة المباركة بقوله :

    الحمد لله ، الحمد لله وحده ، الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد و من تبعه من أنبياء عهده و بعد ، لدينا اليوم الوجه الخامس من أوجه سورة الشورى ، و نبدأ بأحكام التلاوة و مروان :

      - من أحكام النون الساكنة و التنوين :

    الإدغام و حروفه مجموعة في كلمة (يرملون) أي أنه إذا أتى بعد النون الساكنة أو التنوين حرف من حروفها , و هو نوعان : إدغام بغنة و حروفه مجموعة في كلمة (ينمو) . و إدغام  بغيير غنة و حروفه (ل ، ر) .

    و الإخفاء الحقيقي حروفه في أوائل الكلمات من الجملة الآتية (صف ذا ثنا كم جاد شخص قد سما دُمْ طيباً زد في تقى ضع ظالماً) .
    ______

    و ثم تابع نبي الله يوسف الثاني ﷺ الجلسة بشرح الوجه لنا فقال :

    في هذا الوجه العظيم يقول تعالى :

    {وَمِنْ آيَاتِهِ الْجَوَارِ فِي الْبَحْرِ كَالأَعْلامِ} :

    (و من آياته) أي من آيات الله تعالى و نِعَمه على بني آدم : (الجوار في البحر) أي السفن و الفُلك التي تسير في البحر بحكم قانون الطفو الذي خَلَقَهُ الله سبحانه و تعالى و جعله من سمات هذا الكون ، (و من آياته الجوار في البحر كالأعلام) لأن السفن قديماً كانت تسير بالأشرعة أي بقوة دفع الرياح ، فكانوا ينصبون الأشرعة على السواري ، و عندما تتحرك السفن بفعل قوة دفع الرياح تظهر السفن من بعيد كأنها أعلام ، كأنها أعلام منصوبة ترفرف من بعيد ، فهذا وصف فني و مجازي لتلك النعمة .
    _____

    {إِن يَشَأْ يُسْكِنِ الرِّيحَ فَيَظْلَلْنَ رَوَاكِدَ عَلَى ظَهْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ} :

    (و من آياته الجوار في البحر كالأعلام ¤ إن يشأ) أي إذا يشاء الله أو متى شاء الله ، (يسكن الريح) أي يأمر الريح فتَسْكُن فلا يكون لها قوة دفع ، (فيظللن رواكد على ظهره) يعني تظل السفن راكدة طافية على ظهر البحر ، (إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور) التفكر في هذه النِعَم تُعطي العِبرة و الخشوع للذي هو مؤمن و عنده صبرٌ كثير و شكرٌ كثير ، فهو (صبار) أي كثير الصبر ، (شكور) أي كثير الحمد و الشكر .
    _____

    {أَوْ يُوبِقْهُنَّ بِمَا كَسَبُوا وَيَعْفُ عَن كَثِيرٍ} :

    (أو يوبقهن بما كسبوا) أي يُغرقهن ، يُغرق تلك السفن و يُدمرها في وسط البحر ، (بما كسبوا) أي بذنوب راكبيها و العياذ بالله ، (و يعف عن كثير) أي أن هناك أمور أخرى كثيرة و حالات أخرى كثيرة يعفو الله سبحانه و تعالى عنها فلا يُدمر السفن بذنوب أؤلئك البشر .
    _____

    {وَيَعْلَمَ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِنَا مَا لَهُم مِّن مَّحِيصٍ} :

    (و يعلم الذين يجادلون في آياتنا ما لهم من محيص) أي نتيجة ذلك ، نتيجة ذلك العذاب المُقَدَم و السريع أن الكافرين و الذين يجادلون في آيات الله مع الرسل ليس لهم محيص ، أي ليس لهم مهرب ، المحيص هو إيه؟ الإختباء و المهرب ، (و يعلم الذين يجادلون في آياتنا ما لهم من محيص) أي ليس لهم مهرب إلا إلى الله .
    _____

    {فَمَا أُوتِيتُم مِّن شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ} :

    (فما أوتيتم من شيء فمتاع الحياة الدنيا) كل النِعَم في الدنيا المادية هي متاع الدنيا ، مش/ليست مقياس على رضا الله أو غضب الله على العبد ، 
    ده المعنى/هذا هو المعنى  ، (فما أوتيتم من شيء فمتاع الحياة الدنيا و ما عند الله خير و أبقى) لأن الآخرة هي المقياس ، (فما أوتيتم من شيء فمتاع الحياة الدنيا و ما عند الله خير و أبقى للذين آمنوا) آمنوا بالرسل و بدعوة الله عز و جل على ألسنة الرسل ، (و على ربهم يتوكلون) أي فوضوا أمرهم و أوكلوا أمرهم كله لله الواحد .
    _____

    {وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ} :

    (و الذين يجتنبون كبائر الإثم و الفواحش و إذا ما غضبوا هم يغفرون) هذه من صفات المؤمنين المُثابين الذين يفوزون في الدنيا و الآخرة أنهم يجتنبون الكبائر ، كبائر الذنوب و الفواحش ، (و إذا ما غضبوا هم يغفرون) أي أنهم لا يسيرون خلف غضبهم بل يتأنون و يتَحَلَون بالحُلم و الصبر .
    _____

    {وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ} :

    (و الذين استجابوا لربهم) استجابوا للأنبياء على ما قالوا و بما قالوا و إلى ما قالوا ، (و الذين استجابوا لربهم و أقاموا الصلاة) أي لم يقطعوا الصِلة بينهم و بين الله ، (و أمرهم شورى بينهم) أي بينهم صفة الشورى و التشاور و التآلف و التواد و التراحم ، لأنه هكذا الشورى تُورث الرحمة و الأُلفة بين المؤمنين ، (و مما رزقناهم ينفقون) أي أنهم يتصدقون على الفقراء .
    _____

    {وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنتَصِرُونَ} :

    (و الذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون) من صفاتهم أيضاً ، أنهم أعزاء , إذا ظُلِموا ينتصروا .
    _____

    {وَجَزَاء سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ} :

    (و جزاء سيئة سيئة مثلها) يعني تُجازي بمثل ما أُعتدي عليك ، (فمن عفا و أصبح فأجره على الله) هنا يحض الله سبحانه و تعالى أيضاً على العفو ، لأن العفو يكون أجره أعظم ، (إنه لا يحب الظالمين) يُحذر سبحانه و تعالى من الظلم بين العباد ، يُحذر المؤمنين من التظالم و الظلم .
    _____

    {وَلَمَنِ انتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِم مِّن سَبِيلٍ} :

    (و لمن انتصر بعد ظلمه فأؤلئك ما عليهم من سبيل) لكن أيضاً الذي ينتصر على من ظَلَمَه بعد أن ظَلَمه ، ذلك الظالم (فأؤلئك ما عليهم من سبيل) يعني هؤلاء المؤمنين الذين انتصروا على الذين ظلمهم لا يؤاخذهم أحد ، لأنهم معهم الحق ، فهذا معنى (فأؤلئك ما عليهم من سبيل) أي من سبيل العذاب ، و سنعرف الفرق بين هذا السبيل و السبيل الذي ذُكِرَ في نهاية الوجه (و من يضلل الله فما له من سبيل) ، ما الفرق بين هذا السبيل و ذلك السبيل ، هذا سبيل العقاب ، و هذا سبيل النجاة ، (فأؤلئك ما عليهم من سبيل) أي ما عليهم من سبيل في العقاب ، و في نهاية الوجه (و من يضلل الله فما له من سبيل) أي ليس له سبيل للنجاة ، أي طريق .
    _____

    {إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُوْلَئِكَ لَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ} :

    (إنما السبيل على الذين يظلمون الناس) يعني طريق العقاب على الذين يظلمون الناس ، (و يبغون في الأرض بغير الحق) أي الذين يفترون على الناس و يكذبون على الناس و يظلمون الناس و يعتدون على الناس بغير جريرة و بغير جريمة ، (أؤلئك لهم عذاب أليم) هؤلاء الظالمون لهم عذاب أليم في الدنيا و الآخرة .
    _____

    {وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الأُمُورِ} :

    (و لمن صبر و غفر إن ذلك لمن عزم الأمور) يُحرض المؤمنين على الصبر و الغفران و يقول : (إن ذلك لمن عزم الأمور) أي أن ذلك من عزائم الأمور و جزاءه عظيم في الدنيا و الآخرة .
    _____

    {وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن وَلِيٍّ مِّن بَعْدِهِ وَتَرَى الظَّالِمِينَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ يَقُولُونَ هَلْ إِلَى مَرَدٍّ مِّن سَبِيلٍ} :

    (و من يضلل الله فما له من ولي من بعده) من أراد طريق الضلالة و الظلم فإن الله يُضِلَّه ، فإن الله يُضِلُّهُ بما فعل ، (فما له من ولي من بعده) ليس له نصير من بعد الله ، (و ترى الظالمين لما رأوا العذاب) يوم القيامة يعني ، (يقولون هل إلى مرد من سبيل) أي هل نستطيع أن نُرَدَّ من سبيل العقاب ، أي نُرَدَّ إلى الدنيا فنعمل صالحاً بعيداً عن سبيل العقاب في يوم القيامة ، هكذا هم يتسائلون فيما بينهم .
    _____

    {وَتَرَاهُمْ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا خَاشِعِينَ مِنَ الذُّلِّ يَنظُرُونَ مِن طَرْفٍ خَفِيٍّ وَقَالَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلا إِنَّ الظَّالِمِينَ فِي عَذَابٍ مُّقِيمٍ} :

    يصفهم سبحانه و تعالى و يصف حالهم فيقول : (و تراهم يعرضون عليها خاشعين من الذل) أي يُعرضون على جهنم خاشعين من الذل ، أي خائفون مطأطئون الرؤوس ، (خاشعين من الذل) من الذل الذي يخشاهم نتيجة ذنوبهم يوم القيامة ، (ينظرون من طرف خفي) هكذا هو حالهم ينظرون إليها من أسفل لأعلى ، هكذا من طرف خفي ، نظرة الذل و نظرة إيه؟ الضعف و المهانة  ، (و قال الذين آمنوا إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم و أهليهم يوم القيامة) الخاسر الحقيقي الذي يخسر نفسه فلا يشتريها بالإيمان ، من كسب نفسه إشتراها بالإيمان ، لكنهم كفروا فباعوا أنفسهم للشيطان و العياذ بالله ، (خسروا أنفسهم و أهليهم) أي خسروا أهليهم المؤمنين ، (ألا إن الظالمين في عذاب مقيم) الظالمين في عذاب مقيم ، أي مقيم للجزاء و التمهيد و العقاب و التطهير في جهنم ، لأن جهنم لهم مهاد ، يرحمكم الله((قالها نبي الله لمن عطس أثناء الجلسة)) .
    ______

    {وَمَا كَانَ لَهُم مِّنْ أَوْلِيَاء يَنصُرُونَهُم مِّن دُونِ اللَّهِ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن سَبِيلٍ} :

    أيضاً من صفات الكافرين يوم القيامة : (و ما كان لهم من أولياء ينصرونهم من دون الله) ليس هناك أحد ينصرهم ضد الله سبحانه و تعالى يوم القيامة ، (و من يضلل الله) جزاء كفره ، (فما له من سبيل) أي ليس له من سبيل للنجاة .

    ______

    و اختتم نبي الله الجلسة المباركة بقوله المبارك :

    هذا و صلِّ اللَّهم و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم ، سبحانك اللهم و بحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت ، أستغفرك و أتوب إليك .

    _______

    و الحمد لله رب العالمين . و صلِّ يا ربي و سلم على أنبياءك الكرام محمد و أحمد و يوسف بن المسيح صلوات تلو صلوات طيبات مباركات ، و على أنبياء عهد محمد الآتين في مستقبل قرون السنين أجمعين . آمين .🌿💙 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق