درس القرآن و تفسير الوجه الأول من الحاقة .
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
أسماء أمة البر الحسيب :
افتتح سيدي و حبيبي يوسف بن المسيح ﷺ هذه الجلسة المباركة ، و ثم قرأ أحد أبناءه الكرام من أحكام التلاوة ، و ثم قام نبي الله الحبيب بقراءة الوجه الأول من أوجه سورة الحاقة ، و استمع لأسئلتنا بهذا الوجه ، و ثم شرح لنا يوسف الثاني ﷺ هذا الوجه المبارك .
بدأ نبي الله جلسة التلاوة المباركة بقوله :
الحمد لله ، الحمد لله وحده ، الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد و من تبعه من أنبياء عهده و بعد ، لدينا اليوم الوجه الأول من أوجه سورة الحاقة ، و نبدأ بأحكام التلاوة و رفيدة :
- مد فرعي بسبب السكون :
مد عارض للسكون و يكون غالباً في نهايات الآيات و يمد بمقدار ٤ إلى ٥ حركات .
و مد لازم حرفي أو كلمي : الحرفي هو في أوائل السور , و الكلمي مثقل و يُمد بمقدار ٧ حركات مثل (و لا الضآلين) .
و المد الحرفي له ثلاثة أنواع : حرف واحد يمد حركة واحدة و هو الألف في حروف المقطعات في بداية السور ، مجموعة من الحروف تمد بمقدار حركتين و هي مجموعة في جملة (حي طهر) , و حرف تمد بمقدار ٦ حركات و هي مجموعة في جملة (سنقصُّ علمك) .
______
و ثم تابع نبي الله يوسف الثاني ﷺ الجلسة بشرح الوجه لنا فقال :
الحمد لله و بعد ، يقول تعالى في هذه السورة العظيمة :
{بسم الله الرحمن الرحيم} و هي آية مُنزَلة .
______
{الْحَاقَّةُ ¤ مَا الْحَاقَّةُ ¤ وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحَاقَّةُ} :
(الْحَاقَّةُ) مد كلمي واجب لازم مثقل يُمد بمقدار سبع حركات ، و هو وصفٌ لحال اليوم الآخر و هو إسمٌ من أسماء الآخرة ، (الْحَاقَّةُ) أي التي تأتي بالحق المُحِقَة الذي يتجلى فيها الحق و الصدق و العدلُ المطلق ، فهي الحق بأمر الله الحق فلذلك سُميت الحاقة ، و كررها ربنا جَلَّ و عَلَا ثلاث مرات فقال : (الْحَاقَّةُ ¤ مَا الْحَاقَّةُ ¤ وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحَاقَّةُ) ، (الْحَاقَّةُ) اليوم الآخر ، (مَا الْحَاقَّةُ) أي يجب عليكم أن تتسائلوا عن هذا الإسم لذلك اليوم ، (مَا الْحَاقَّةُ ¤ وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحَاقَّةُ) ما الذي يُدريك بها يا محمد و يا كل نبي ، فعليكم أن تعملوا لذلك اليوم ، كذلك وَرَدَ في هذه السورة أسماءٌ أخرى ليوم القيامة فقال تعالى : القارعة ، و ثَنَّى و قال بالآيات التاليات : الواقعة ، إذاً فقال الحاقة و قال القارعة و قال الواقعة و هناك الغاشية و هناك الطامة و هكذا أسماء الآخِر أو أسماء اليوم الآخِر متعددة واصفة لحال ذلك الزمان الآتي بأمر الله تعالى ، (الْحَاقَّةُ) تعظيم لشأنها و لَفتٌ للأنظار تجاهها ، إذاً (الْحَاقَّةُ) هو تعظيم لشأنها و لَفتٌ للأنظار تجاهها ، (مَا الْحَاقَّةُ ¤ وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحَاقَّةُ) ، بعد كده ربنا أتى بتاريخ الأقوام المكذبة لكي نتدبر ذلك التاريخ و نقرأه قراءة صحيحة لكي نستخرج منه العِبر و نتعلم في حاضرنا و لمستقبلنا .
_____
{كَذَّبَتْ ثَمُودُ وَعَادٌ بِالْقَارِعَةِ} :
(كَذَّبَتْ ثَمُودُ وَعَادٌ بِالْقَارِعَةِ) و هم من أقوام الجزيرة العربية ، ثمود هم قوم صالح ، و عاد هم قوم هود ، و قوم صالح هم في شمال الجزيرة العربية ، قوم هود هم في جنوب الجزيرة العربية ، (القارعة) التي تقرع و التي تفضح ، فهي القارعة هي يوم القيامة الكبرى ، (كَذَّبَتْ ثَمُودُ وَعَادٌ بِالْقَارِعَةِ) أي كذبوا باليوم الآخر .
_____
{فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ} :
(فَأَمَّا ثَمُودُ) قوم صالح ، (فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ) بالطاغية أي بطغيانهم ، أي أُهلكوا بحال طغيانهم و تعديهم على نبي الزمان ، كذلك أُهلكوا بالطاغية أي بذلك الطاغية الذي عَقَرَ الناقة و هو قُدَار بن سالف ، فسُمي بطاغية الذي أورد قومه موارد الهلاك و موارد البوار ، فهي الطاغية و هو الطاغية ، الطاغية ذلك الفرعون الذي تَبِعَهُ قومه ، و كذلك الطاغية أي حال الطغيان و التكذيب من الأقوام تجاه الأنبياء ، (فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ) كذلك (الطاغية) عذاب يأتي من الله عز و جل فيطغى عليهم و يُهلكهم .
_____
{وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ} :
(وَأَمَّا عَادٌ) قوم هود ، (فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ) ريح يعني عذاب ، و من أسماء العذاب : الريح ، لذلك إذا أردنا أن نصف الهواء فنقول رياح و لا نقول ريحاً ، هكذا كان النبي ﷺ إذا هبت عاصفة يقول : اللِّهم اجعلها رياحاً و لا تجعلها ريحاً ، لأن إسم الريح في القرآن إسمٌ مذموم يأتي في مناط العذاب و العياذ بالله ، (وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ) حالها إيه بقى؟ ما هو حال تلك الريح؟ : (صَرْصَرٍ) أي مُصِرَّة ، (صَرْصَرٍ) مُصِرَّة ، مُصِرَّة للإهلاك و الإنتزاع ، (بريح صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ) تعتو عليهم و تقلعهم من آصالهم و جذورهم و أصولهم .
_____
{سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ} :
(سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ) أي أمرها و جعلها مُسَخَّرَة بالعذاب على أولئك المكذبين ، (سَبْعَ لَيَالٍ) سبع ليال ، (وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا) سبع ليالٍ و ثمانية نهارات ، (حُسُومًا) أي تأتي بالأمر الحاسم و العذاب الحاسم و الإهلاك الحاسم لتلك الأقوام المكذبة ، أي نموذج للقيامة الكبرى ، لأن القيامة الكبرى هي الحاسمة و هي الحاقة و هي القارعة و هي الطامة و هي الواقعة التي تقع ، (سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى) أي الأقوام المكذبة صرعى أي موتى ، صرعى هنا جمع تكسير لكلمة صريع ، (كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ) كأنهم أصول نخيل خاوٍ ميت ، و في آيات أخرى وصفهم سبحانه و تعالى أو وصف المكذبين بعد هلاكهم (كهشيم المحتظر) أي كالتبن الذي يُبذر و يُنثر تحت البهائم من كثرة هوانهم ، أي من كثرة و عِظَم هوان الكفار و المكذبين فوصفهم ربنا بالتبن أي هشيم المحتظر ، و المحتظر الذي يعمل في الحظيرة يعني ، حظيرة البهائم ، (سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى) أي موتى ، لَقَوا حتفهم ، (كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ) .
_____
{فَهَلْ تَرَى لَهُم مِّن بَاقِيَةٍ} :
(فَهَلْ تَرَى لَهُم مِّن بَاقِيَةٍ) هل ترى لهم من بقية؟ هل ترى لهم من آثار لتكذيبٍ أو لكفرٍ بعد ذلك العذاب؟؟ ، و في آيات أخرى يصف سبحانه و تعالى حال الكفار بعد العذاب فيقول لهم و يقول عليهم : (وكم اهلكنا قبلهم من قرن هل تحس منهم من احد او تسمع لهم ركزا) و قد فسرنا تلك الكلمة في المدونة لمن أراد أن يستزيد .
_____
{وَجَاءَ فِرْعَوْنُ وَمَن قَبْلَهُ وَالْمُؤْتَفِكَاتُ بِالْخَاطِئَةِ} :
(وَجَاءَ فِرْعَوْنُ وَمَن قَبْلَهُ وَالْمُؤْتَفِكَاتُ بِالْخَاطِئَةِ) ربنا هنا بيذكر تاريخ مختصر للأقوام المكذبة لكي نأخذ العِبرة و نتلاشى و نتحاشى سبيلهم ، فيقول : (وَجَاءَ فِرْعَوْنُ) أي الطاغية حاكم مصر الكافر المجرم الذي حارب موسى -عليه السلام- ، (وَجَاءَ فِرْعَوْنُ وَمَن قَبْلَهُ) أي الطواغيت الذين سبقوا فرعون ، (وَالْمُؤْتَفِكَاتُ) أي الأقوام التي ترتبط بالإفك و الكذب فسُميت المؤتفكات ، فهكذا كل أقوام مكذبين لنبي من أنبياء زمان يُسمون بالمؤتفكات ، أي الذين تجمعوا حول الإفك و الأُفَيّكَات و الكَذِبات ، فهكذا هم المؤتفكات أي الذين يستجلبون الإفك أي الكذب العظيم ، الإفك هو الكذب العظيم ، الإفتراء العظيم ، (وَجَاءَ فِرْعَوْنُ وَمَن قَبْلَهُ وَالْمُؤْتَفِكَاتُ بِالْخَاطِئَةِ) (بِالْخَاطِئَةِ) أي إيه؟ الأمر الخاطئ الذنب العظيم و هو تكذيب المرسلين ، فسُمي تكذيب المرسلين بالخاطئة ، حال الخطيئة العظمى ، كذلك الطاغية ، إذاً فالطاغية و الخاطئة كلاهما من جنس واحد و هو الأقوام المكذبة الكافرة بأنبياء الزمان .
_____
{فَعَصَوْا رَسُولَ رَبِّهِمْ فَأَخَذَهُمْ أَخْذَةً رَّابِيَةً} :
(فَعَصَوْا رَسُولَ رَبِّهِمْ) هذا هو أصل العذاب و أصل الهلاك ؛ معصية رسول الزمان ، (فَعَصَوْا رَسُولَ رَبِّهِمْ فَأَخَذَهُمْ أَخْذَةً رَّابِيَةً) أخذهم الله و أخذهم العذاب أخذة رابية ، أخذة إيه؟ عالية محيطة رابية عالية محيطة ، أي انتصرت عليهم و غطت آثامهم .
_____
{إِنَّا لَمَّا طَغَى الْمَاء حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَةِ} :
(إِنَّا لَمَّا طَغَى الْمَاء حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَةِ) يعني الله سبحانه و تعالى يذكر صورة من صور زمان نوح أيام الطُوفان الذي حصل في العراق و شمال الجزيرة العربية ، فيقول : (إِنَّا لَمَّا طَغَى الْمَاء) يعني بالطُوفان ، (حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَةِ) حملناكم في سفينة نوح الجارية ، أي حملنا أسلافكم .
_____
{لِنَجْعَلَهَا لَكُمْ تَذْكِرَةً وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ} :
(لِنَجْعَلَهَا لَكُمْ تَذْكِرَةً) أي تلك السفينة ، آثارها موجودة حتى الآن و هي تُسمى بالأرك ark ، و لذلك سُمي علم الآثار على إسم تلك السفينة فيُسمى علم الآثار : arkiology ، (لِنَجْعَلَهَا لَكُمْ تَذْكِرَةً) أي تذكير و عِظة و عِبرة و مَجلَبَة للخشوع ، (لِنَجْعَلَهَا لَكُمْ تَذْكِرَةً وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ) (تَعِيَهَا) تفهمها و تستبصرها أُذن واعية ، هكذا وصف الأذن بأنها تِعي و تفهم و تُبصر و تفقه كما وصف القلب بأنه يفقه ، هكذا هي أوصاف مجازية جمالية جلالية تميز بها هذا الذِكر الحكيم القرآن الكريم ، (لِنَجْعَلَهَا لَكُمْ تَذْكِرَةً وَتَعِيَهَا) أي تفهمها و تستبصرها و تستوضحها : (أُذُنٌ) أي تسمع بوعي ، (أُذُنٌ وَاعِيَةٌ) فاهمة عاقلة حكيمة ، أُذُنٌ حكيمة .
_____
{فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ} :
(فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ) هكذا عندما يأمر ربنا سبحانه و تعالى الملاك إسرافيل بالنفخ في الصُّور نفخة واحدة أي نفخة هلاك الدنيا و قيامة الإيه؟ الساعة الكبرى ، حينها .
_____
{وَحُمِلَتِ الأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً} :
حينها : (وَحُمِلَتِ الأَرْضُ) حينها بقى إيه؟ سيحدث إيه؟ : (وَحُمِلَتِ الأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً) الأرض و الجبال ستُدمر تدميراً تاماً ، تاماً ، بغتة ليس على مراحل ، إنما بغتة مرة واحدة .
_____
{فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ} :
(فَيَوْمَئِذٍ) في ذلك الوقت ، (وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ) أي قامت القيامة الكبرى ، (وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ) أصبحت واقع حقيقي ظاهر من خلف الحُجب بعد أن كان مستتراً ، و بعد أن كانت مستترة خلف حُجب الغيب .
_____
{وَانشَقَّتِ السَّمَاء فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ} :
حينها أيضاً من مشاهد يوم القيامة : (وَانشَقَّتِ السَّمَاء) اختل نظام السماء و اختلت الحُبُك و إختلت الموازين و إختلت الجاذبية ما بين النجوم و الكواكب ، (وَانشَقَّتِ السَّمَاء فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ) أي ضعيفة مُختلة غير متزنة .
_____
{وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ} :
(وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا) ملائكة الرحمن على أرجاء السماوات المُختلة المنفطرة المنشقة ، (وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ) أي فيوض الرحمن الله سبحانه و تعالى الواردة في سورة الفاتحة ، هم أربع صفات رئيسية تظهر فيوضها الدنيوية و الأُخروية على أيدي ملائكة ثمانية ، (وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ) أي بسيطرة من الله فوقية لا تعلوها سيطرة و لا يعلوها فوق ، لا يعلوها فوق آخر بل هي فوق الفوق ، (وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ) أي ثمانية فيوض إلهية للصفات الأربع الأساسية التي يُشتق منها صفات الرحمن الأخرى ، ما هي تلك الصفات : الله ، الرحمن ، الرحيم ، الرب ، الملك ، بل (الرحمن ، الرحيم ، الرب ، المَلك) الصفات الأربعة التي وردت في تفسير المسيح الموعود -عليه الصلاة و السلام- في سورة الفاتحة .
_____
{يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفَى مِنكُمْ خَافِيَةٌ} :
(يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ) في ذلك اليوم ، يوم القيامة تُعرضون على الله عز و جل في يوم الحساب ، (لا تَخْفَى مِنكُمْ خَافِيَةٌ) مفيش حد/لا يوجد أحد هيُخفي شيء ، سوف يكون سركم هو علانيتكم ، فلا أسرار و لا لف و لا دوران و لا حيل و لا مكائد ، بل وضوح في وضوح واقعٌ لا محالة ، (يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ) تظهرون ، (لا تَخْفَى مِنكُمْ خَافِيَةٌ) .
_____
{فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَؤُوا كِتَابِيَهْ} :
(فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ) حال أهل اليمين بقى اللي/الذين أخذوا كتاب حسابهم و الكتاب المكتوب عليهم من الملائكة بإيدهم/بيدهم اليمين ، (فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَؤُوا كِتَابِيَهْ) أي واحد خد/أخذ كتابه باليمين يوم القيامة هيقول للناس كلها إقرأوا كتابيَه لأن ربنا كتب له الحسنات و ستر سيئاته ، ربنا بيستر أهل اليمين فلذلك صاحب اليمين بيقول لك إيه؟ : (هَاؤُمُ اقْرَؤُوا كِتَابِيَهْ) خذوا كتابي إقرأوه بيتفاخر بيسعد برضاه و رضا الله عنه ، (فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَؤُوا كِتَابِيَهْ) لماذا قال (كِتَابِيَهْ) (حِسَابِيَهْ)؟ لماذا قال ذلك الله سبحانه و تعالى؟ : أردف بحرف الهاء بذلك الموقف ليُظهر حال التنبيه ، لأن يوم القيامة هو تنبيه ، تنبيه مُطلق ، (كِتَابِيَهْ) لأن الكتاب يُنبه في الدنيا و الآخرة ، (حِسَابِيَهْ) لأن الحساب يُنبه في الدنيا و الآخرة ، و هذا من إعجاز البلاغ في القرآن الكريم .
_____
{إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلاقٍ حِسَابِيَهْ} :
(فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَؤُوا كِتَابِيَهْ ¤ إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلاقٍ حِسَابِيَهْ) يعني ظننت أن الحساب سيكون عسير و أني سوف أُحاسب حساب أليم على آثامي و العياذ بالله ، لكن الله غفر لي و ستر عيوبي .
_____
{فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ} :
(فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ) صاحب اليمين ده بقى في عيشة راضية مرضية .
_____
{فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ} :
(فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ) في جنة عالية .
_____
{قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ} :
(قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ) قطوف الثمار دانية قريبة منه .
_____
{كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الأَيَّامِ الْخَالِيَةِ} :
(كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الأَيَّامِ الْخَالِيَةِ) هذا نداء لأهل الجنة للتَّنعُّم بهناء في الجنات المتتاليات جزاء أعمالهم في أيام الدنيا التي خلت و إنتهت ، (بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الأَيَّامِ الْخَالِيَةِ) فالدنيا هي أيام خالية منتهية من قبل أن تُبتَدَأ ، فهكذا وصف الله الدنيا بأنها أيام خالية ، مجرد أيام خالية يعني منتهية سالفة ماضية من قبل أن تبتدأ ، (كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ) أي عملتم في سالف الزمان في الأيام الخالية أي في الأيام الفائتة المنتهية و هي الدنيا .
______
{وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ} .
______
و اختتم نبي الله الجلسة المباركة بقوله المبارك :
هذا و صلِّ اللَّهم و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم ، سبحانك اللهم و بحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت ، أستغفرك و أتوب إليك .
_______
و الحمد لله رب العالمين . و صلِّ يا ربي و سلم على أنبياءك الكرام محمد و أحمد و يوسف بن المسيح صلوات تلو صلوات طيبات مباركات ، و على أنبياء عهد محمد الآتين في مستقبل قرون السنين أجمعين . آمين .🌿💙
و ثم تابع نبي الله يوسف الثاني ﷺ الجلسة بشرح الوجه لنا فقال :
طبعاً إحنا عرفنا إن ربنا قَدَرَ قدر عظيم جداً ليعلو شأن يوسف النبي -عليه السلام- ، طبعاً يوسف ارتكب مخالفة غير مقصودة يعني ، إن هو رضخ لسبب دنيوي نتيجة الضعف البشري ، لما قال للذي ظن أنه نجى و اللي هو ساقي الملك ، نجاة ظاهرية ، هو ظن النجاة ، ربنا هيتكلم في الوجه ده إنه نجى النجاة الظاهرية اللي بيعرفها كل الناس ، أو اللي بيفهمها كل الناس ، قال له توسطلي عند الملك إنه أنا أخرج ، لأن أنا دخلت السجن مظلوم ، ف دي كانت
تعتبر مخالفة بالنسبة لمرتبة يوسف النبي ، فربنا لم يرضى إن اللي يخرجه من السجن واحد خدام ، فتبقى وحشة في حق يوسف يعني ، إيه ده ، صح كده؟ فربنا بقى عَطَّشَ أمة كاملة في القدر المُبرم في السماء عشان يخرج يوسف ، شوفوا بقى سبب الأسباب إزاي ، سبب الأسباب العظيمة ، سَبب سبب عظيم جداً و قوي جداً علشان إيه ، يكون هو ده السبب اللي يخرج بسببه يوسف من الظلم و من السجن ، لأن يوسف هو خبير في التأويل ، ربنا أعطاه العلم ده ، صح كده؟ ، يوسف يخرج بسبب ساقي الملك اللي هو الخدام ، سبب دنيوي ، و للا/أم يخرج بسبب آخر اللي/الذي هو عطش أمة كاملة ، يكون هو ربنا سببه في إيه ، إن الأمة ده إيه؟ متعطشش أو إنها تنجو ، ف دي أسباب دنيوية أهي ، ربنا سببهاله ، صح؟ يعني قَدر في القدر المُبرم إن أمة مصر دي هتعطش ، لازم تعطش خلاص ، هيجيلها سنين عطش ، و الخبر ده أتى لملك مصر ساعتها بالرؤيا ، بالرموز في الرؤيا ، تمام ، فمين اللي هيحل اللغز ده؟ و يفهمهم الحل ، اللي هو كان موجود في الرؤيا أصلاً ، و هم مش واخدين بالهم إن الحل موجود في الرؤيا ، في رؤيا الملك ، و أقول لكم إزاي دلوقتي ، يبقى ربنا سَبَّبَ سبب عظيم أعظم من واسطة الساقي اللي كان طلبها يوسف في الأول ، فربنا كده رفع قدر يوسف ، خلى/جعل السبب اللي يخرج به من السجن ، سبب عظيم جليل ، إنقاذ أمة ، زي ما هو دلوقتي إيه ، إنقاذ الناس و العالم بأنهم يؤمنوا و يوقنوا إنه في إله يوحي ، و إن سلسلة الأنبياء لم تنقطع ، و إن الرسول ﷺ صادق و أن المسيح الموعود ﷺ صادق ، فهي دي وظيفة إيه؟ جماعة اليوسفيين ، هي عبارة عن شمعة مضيئة في وسط الظلام الحالك في عصر الدجال و في عصر ظبية الدجال ، تمام كده ، ف ده إنقاذ للعالم ، إن هم يصدقوا فعلاً بوجود الله عز و جل يقيناً و يجربوا ده بقى ، لما يصدقوا و يبايعوا ، يجربوا و يستخيروا ، يجربوا ، لأن اللي يصدق و يستخير و يبايع و يحسن الظن هيجرب الوصال و هيجرب النور ده ، ف دي نجاة ، نجاة عظيمة ، تمام كده ، لأن العالم اليوم يعني إيه ، وصل لتقنيات عظيمة جداً دنيوية ، و أسباب دنيوية عظيمة جداً و نِعم دنيوية عظيمة جداً ، و هي دي من صفات عصر الدجال اللي الرسول أخبر عنه ، صح كده؟ لكن ينقص الناس إيه؟ آآه ، الغذاء الروحي و اليقين و السلام النفسي ، و ده موجود فين؟ عند الأنبياء و جماعات الانبياء ، جميل أوي .
___
م تابع نبي الله يوسف الثاني ﷺ الجلسة بشرح الوجه لنا فقال :
طيب ، هنا بقى تفاصيل قصة موسى مع الرجل الصالح ، الخضر -عليه السلام- ، طبعاً إحنا عرفنا كانت بداية إيه ، كانت أخذنا بداية هذه القصة في الوجه الإيه؟ الوجه السابق ، عندما إيه؟ عرفنا كيف أن موسى -عليه السلام- تلقى الأمر من الله عز و جل بالوحي و بالكشف ، و ثم بدأ رحلة البحث عن هذا الرجل الصالح ، و كان هناك علامات ، و كانت هناك علامات على إيه؟ على مكان هذا الرجل ، تمام؟ طيب ، و بعد كده إيه؟ وجدوا الرجل الصالح ، وجد موسى
الرجل الصالح .
{قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا} :
(قال له موسى هل اتبعك على أن تعلمن مما علمت رشدا) يعني ألزمك فترة و تعلمني من العلم اللي ربنا إداهولك/أعطاك إياه ، ممكن؟ ، شوفتوا النبي متواضع إزاي .
__
{قَالَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا} :
(قال إنك لن تستطيع معي صبراً) قال له كده مباشرة : لن تستطيع أن تصبر ، ليه بقى؟ لأن ربنا قدر أقدار كونية في أماكن مختلفة في شمال سيناء ، في ذلك الوقت و في ذلك الزمان و في تلك الحقبة ، و نعلم أن الأقدار يصرفها الملائكة ، الملائكة المدبرون المصرفون ، (و المدبرات أمراً) ، صح؟ ، و لكن الله سبحانه و تعالى أراد في بعض الأقدار الكونية المبرمة أن يُسخر لها رجلاً ، و ليس ملاكاً ، لماذا؟ لكي يكون ذلك تمثل عملي لإرادة الله الكونية ، لكي نراها بأعيننا و نفقهها بعقولنا و نستسلم لها ، و نعلم أن في باطنها الخير ، كل الخير ، و تمثلت هذه القصة ما بين هذا الرجل الصالح و موسى -عليه السلام- ، لكي نتعلم و تتعلم الأجيال ، تمام؟ ، حدثت ثلاثة أمور ، ثلاثة أمور هي أقدار مبرمة ، ربنا سبحانه و تعالى كان مقدرها إنها تحصل ، قدرها إنها تحصل ، لأن في داخلها لطف ، و الأقدار دي ربنا بيوكل بها ملايكة ، لكن الأقدار الثلاثة دي ، وكل بها الخضر ، إنسان عادي يعملها ، بس مش معناه ده إن كل إنسان يعمل كده ، لا ، ده كان وحي مخصوص و إستثناء ، لكي تكون قصة إستثنائية نتعلم منها ، لتكون تعبير ، تمام؟ مادي عن تلك الأقدار الكونية عشان نفهم هي بتحصل إزاي ، بدل ما الملاك هو اللي يعمل القدر ده ، ربنا سلط و سخر و وكل إنسان هو اللي يعمله ، اللي هو الرجل الصالح الخضر ، عشان نعرف إيه؟ إن كل أمر الله عز و جل خير و كل أقدار الله خير ، هنعرف دلوقتي إيه ، (قال له موسى هل اتبعك على أن تعلمن مما علمت رشدا) يعني إيه؟ فهمني من الرشد و من الرشاد و من الرحمة اللي عندك ، لأن ربنا قال إن هو رحيم ، قال عن الخضر رحيم ، رغم إن الأحداث اللي هتحصل ، أحداث إيه؟ في ظاهرها القسوة ، صح؟ ، (قال إنك لن تستطيع معي صبراً) مش هتقدر تصبر معي ، ليه؟ لأن طبيعة الإنسان بينظر إلى ظاهر الأمور دائماً ، لا ينظر إلى باطنها و ما وراءها ، لا ينظر إلى خبايا الأمور و خفاياها .
__
{وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا} :
(و كيف تصبر على ما لم تحط به خبرا) هتصبر إزاي و إنت لم تحط بهذا العلم و بتلك الأخبار و بتلك الأقدار الكونية و الحكمة من وراءها ، لكن الرحلة اللي هتحصل دلوقتي هي رحلة تعتبر قصيرة ، لأن النبي قال عنها كده ، النبي ﷺ قال يا ليت موسى صِبر على الخضر ، يا ليت صبر عليه و إيه؟ ما إعترضش على أفعاله ، عشان نتعلم ، شايفين النبي محمد ﷺ بيتعلم من الخضر ، راجل صالح ، شوفتوا متواضعين إزاي الأنبياء ، صح؟ طيب ، (و كيف تصبر على ما لم تحط به خبرا) معندكش أخبار ، معندكش خبرة في الأمر ده ، لأنه أمر لدني ، علم باطني ، علم ملائكي ، علم قدري ، الملايكة هم بس اللي ربنا بيسخرهم يعملوا الأقدار دي ، و لكنه سبحانه وتعالى في إستثناء في حقبة من الزمان ، إختار الرجل ده في بعض الأفعال أو بعض الأقدار المبرمة هو ينفذها بنفسه ، مثال .
__
{قَالَ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ صَابِرًا وَلا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا} :
(قال ستجدني إن شاء الله صابراً و لا أعصي لك أمراً) هنا إيه؟ موسى تعهد له و قال له سأكون صابر بأمر الله عز و جل و قدرة الله ، إن شاء الله ، إذا شاء الله سأكون صابر و لا أعصي لك أي أمر تأمرني به ، خلي بالك ، موسى اللي ربنا إداله/أعطاه العشر ضربات أو التسع ضربات ضد إيه؟ فرعون و ملأه و قومه ، و موسى اللي ربنا شق له البحر في خليج السويس ، شمال خليج السويس لما كان مغلق في الشمال ، في ظاهرة المد و الجزر ، ربنا إختار وقت معين و مكان معين هيكون في مد ، هيكون في جزر فإيه؟ تنكشف ، ينكشف شق في البحر فيعبر فيه بني إسرائيل ، و أول ما جنود فرعون ينزلوا كلهم ، ربنا إيه؟ يُدِي مد أو يُعطي مد للبحر فيغرقون ، فسخر إيه؟ السنن الكونية و الطبيعية لنصرة هذا النبي ، و كذلك مائدة عيسى اللي نزلت على جبل الزيتون ، هي عبارة عن إيه؟ ظاهرة كونية برضو ، عبارة عن إيه؟ رياح شفطت بعض المياه و الأسماك من البحر و نزلتها فوق الجبل مع الامطار ، و نزلت أسماك على إيه؟ على جبل الزيتون ، و كانت مائدة ، ربنا إيه؟ لا يُغير سُنته و لكنه يخرق عادته ، تمام؟ لمن خرق له عادته ، (قال ستجدني إن شاء الله صابراً و لا أعصي لك أمراً) .
__
{قَالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلا تَسْأَلْنِي عَن شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا} :
(قال فإن اتبعتني) يعني هتَلزَمني ، (فلا تسألني عن شيء حتى أحدث لك منه ذكراً) يعني أنا ما قولتلكش عن الحكمة/لن أخبرك بحكمة ما افعل في وقتها ، هأقول لك على الحكمة و لكن في وقتها ، ماتسألنيش فور الفعل أو قبل الفعل ، علشان مثلاً ما تشتتنيش ، تمام؟ عشان ما تعملش جلبة و إعتراضات ، أسكت خالص ، يعني هو كان بيأمره إنه يبقى معه زي ما يوشع هو معه ، إزاي؟ يعني الخضر قال يا موسى ، تمشي معي ، ماتسألنيش لغاية ما أنا أقول لك الحكمة من أفعالي ، أنظر و تعلم بس ، زي ما كان يوشع بيعمل مع موسى ، مش يوشع كان كده بالزبط ، يبقى يوشع بن نون كان مع موسى ، الشخص اللي الخضر أراده أن يكون معه ، يبقى هنا ربنا إداله/أعطاه إشارة غير مباشرة ، أعطى موسى إشارة غير مباشرة إن يوشع ده أفضل صحابي لك ، لأنه بيتبعك و بيسمع كلامك و ما بيعترضش على أي فعل من أفعالك ، فكذلك الخضر أراد موسى أن يكون كيوشع بن نون معه ، أخذتوا بالكم من الحتة دي؟؟ إنتو عمركو شفتوا يوشع بن نون إعترض أصلاً على موسى في أي حاجة ، لا ، عشان كده ربنا إختاره هو و شخص تاني من بني إسرائيل ، إن هم يدخلوا الأرض المقدسة و إيه؟ و لا يموتون في التيه ، في سنوات التيه ، تمام ، كنت أنا قلت إسم الشخص التاني قبل كده يعني ، (قال فإن اتبعتني فلا تسألني عن شيء حتى أحدث لك منه ذكراً) هذكرلك إيه؟ بعض أحكام ، (أحدث لك منه ذكراً) تمام؟ أعطيك بعض الحكمة من إيه؟ من وراء ذلك الفعل أو من وراء تلك الأقدار المبرمة ، اللي ربنا اختارني إني أكون إيه؟ أداة من أدواتها ، يعني كأن روح ملاك تقمصته أو كأنه روح ملاك تلبست هذا الخضر -عليه السلام- و كان بيؤدي الأقدار المبرمة اللي ربنا أمره بها ( على سبيل المجاز طبعا ) ، بس ، إيه وجه الإعتراض بقى ، القصص دي ، ربنا وضعها و ذكرها عشان نفهم و نقول إن فيه أحداث بتحصل بحياتنا ، أحداث قدرية مبرمة ، قد يكون في ظاهرها إيه؟ الألم ، و لكن في باطنها إيه؟ الرحمة و الخير ، بس ، عشان نفهم ، فربنا بيبين لنا إن الملاك ده ممكن أستبدله بشخص إنسان ، هتحصل أحداث كده ، لكن موسى إعترض عشان ده شخص إنسان ، طب هل لو ماكنش إنسان ، كان الملاك اللي عمل الأقدار المبرمة دي ، كان موسى إعترض؟؟ ماكنش إعترض ، خلاص ، يبقى إيه الفرق بقى؟ هنا بقى يظهر التمايز ، يظهر التمايز ، تمام؟ ربنا بيفهمنا و بيقرب لنا الصورة لحكمة ، لحكمة إيه؟ أقداره الكونية ، خلاص ، عشان يبقى فيه إستسلام ، فيه إسلام و فيه إستسلام ، يكون فيه إسلام و إستسلام لأقدار الله عز و جل ، علشان/لكي الإنسان يطمئن ، و يشعر بالإطمئنان و الرضا .
{فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا} :
(فانطلقا) بدأت الرحلة ، (فانطلقا حتى إذا ركبا في السفينة) سفينة في نهر النيل ، تمام؟ ركبوها ،(فانطلقا حتى إذا ركبا في السفينة خرقها) عمل كسر فيها كده ، عمل فيها عيب ، (قال أخرقتها لتغرق أهلها لقد جئت شيئاً إمرا) على طول من أولها كده ماإستحملش موسى ، موسى كمان كان سريع الغضب ، من ضمن صفاته ، (قال أخرقتها لتغرق أهلها لقد جئت شيئاً إمرا) .
__
{قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا} :
(قال ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبراً) مش قلت لك مش هتقدر تصبر على أقدار الله المبرمة الكونية ، اللي أنا أعتبر أداة من أدواتها ، هو يعني الخضر عاوز يقول له إيه؟ إعتبرني ملاك من ملايكة التدبير ، تدبير إيه؟ الأقدار ، تمام؟ هو عاوز يقوله كده ، لكن موسى ما فهمش ده في الأول ، موسى هيفهم ده بعد إيه؟ لما الخضر يقوله الحكمة بقى من الأحداث اللي هتحصل ، (قال ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبراً) .
__
{قَالَ لا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا} :
(قال لا تؤاخذني بما نسيت و لا ترهقني من أمري عسرا) يعني إيه؟ ما تآخذنيش/لا تؤاخذني ، أنا نسيت الوعد اللي وعدته لك و الشرط اللي إنت شرطته عليِّ ، (و لا ترهقني من أمري عسرا) يعني إيه؟ ما تعسرش الرحلة عليَّ ، خليني ألزمك ، تمام؟ عشان أتعلم منك .
__
{فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا لَقِيَا غُلامًا فَقَتَلَهُ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَّقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُّكْرًا} :
(فانطلقا حتى إذا لقيا غلاماً فقتله قال اقتلت نفساً زكية بغير نفس لقد جئت شيئاً نكراً) غلام كده إيه؟ وجداه ، قام الخضر إيه؟ أماته ، على طول موسى فزع (قال اقتلت نفساً زكية بغير نفس لقد جئت شيئاً نكراً) شيء منكر ، تمام؟؟؟ .
{قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِي صَبْرًا} :
(قال ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرا) طبعاً خرق السفينة ده كان قدر مبرم، لأن ربنا قدر في الساعة ده ، في المكان ده ، السفينة هتُخرق ، كان ممكن تُخرق بصخرة أو بأي شيء ، لكن ربنا اختار الخضر - عليه السلام- إنه يعمل ده أمام موسى عشان موسى يتعلم ، الخضر قام كاسرها كده ، كأنّ الصخرة عملتها في المكان ده و الزمان ده ، طيب , الغلام ، ربنا كان مقدر في اليوم ده و في الزمان ده و المكان ده إن الغلام ده هيموت ، هيوقع كده و يموت ، بس ربنا إختار الخضر إنه هو يميت الغلام بإيده لقدر و لحكمة ، إحنا هنعرفها دلوقتي ، (قال ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرا) مش هتقدر تصبر على الأحداث اللي هتحدث .
__
{قَالَ إِن سَأَلْتُكَ عَن شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلا تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِن لَّدُنِّي عُذْرًا} :
(قال إن سألتك عن شيء بعدها فلا تصاحبني قد بلغت من لدني عذراً) لو سألتك تاني و اعترضت على أي فعل هتفعله تاني ، خلاص ماتصاحبنيش تاني ، يعني إيه؟ لن ألزمك بعد الآن ، و مش إيه؟ مش هحمّل عليك أكثر من اللازم ، (قد بلغت من لدني عذراً) يعني خلاص إنت أصبحت إيه؟ في حِل من ملازمتي ، أو ملازمتي لك ، لأني أنا إعترضت مرتين ، يعني اصبر عليَّ الثالثة .
__
{فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَن يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنقَضَّ فَأَقَامَهُ قَالَ لَوْ شِئْتَ لاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا} :
(فانطلقا حتى إذا أتيا أهل قرية) طبعاً كل الأحداث دي غالباً في شمال سيناء ، ما بين نهر النيل و بحيرة البردويل و إيه؟ و القرى و المدن اللي حولها ، (فانطلقا حتى إذا أتيا أهل قرية استطعما أهلها فأبوا أن يضيفوهما) قرية ، تمام؟ دخلوا و قالوا إيه ، عاوزين إيه؟ يفطروا مثلاً ، أهل القرية بخلاء ، مارضوش يفطروا لا موسى و لا الخضر ، خلاص ، (فوجدا فيها جداراً يريد أن ينقض فأقامه) كان بستان كده حوله جدار ، جزء من الجدار ، جزء من الجدار كان هيوقع ، (فأقامه) الخضر أقامه ، رجعه كده مكانه و رمم الإيه؟ الجدار تاني كويس ، خلاص؟ (قال لو شئت لأتخذت عليه أجراً) موسى قال له ماأكلوناش البخلاء دول/هؤلاء ، فكنت دورت/بحثت على صاحب البستان ده و قلتله أنا هزبطلك الجدار ، بس إيه؟ إدينا/أعطينا أجر مقابل هذا العمل ، عشان يفطروا يعني ، ف ده يعتبر إعتراض من موسى برضو/أيضا .
__
{قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِع عَّلَيْهِ صَبْرًا} :
(قال هذا فراق بيني و بينك) خلااص ، إنت دلوقتي ماقدرتش تصبر عليَّ ، إنني أنا قلت لك ، وعدتك إنني هفهمك الحكمة بس مش دلوقتي ، (سأنبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبراً) هأقول لك بقى التأويل الحاجات اللي إنت ماقدرتش تصبر عليها .
___
{أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءهُم مَّلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا} :
(أما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر) ناس غلابة مساكين فقراء ، ينزلوا النيل كده إيه ، يطلعوا إيه ، يمشوا جنوب أو إيه ، في إتجاه ، في إتجاه عكس مجرى النيل ، لأن إتجاه مجرى النيل جاي/يأتي من الضفة الغربية إلى الضفة الشرقية في شمال سيناء و تصب في بحيرة البردويل ، ف هم عادي بسفن ، فقراء يمشوا في النيل كده و ممكن يعدوا/يعبروا الحدود ، يدخلوا في تخوم الدولة المصرية ، لأن النيل مش في مصر بس ، النيل في أماكن كتير ، تمام؟ شبه جزيرة سيناء إيه؟ هي مؤخراً أصبحت تبع مصر ، كذلك النيل جاي/يأتي من السودان و جاي من الحبشة و من أوغندا ، تمام؟ فالنيل مش في مصر بس ، ممكن في السفينة أمشي إيه؟ من بعد أسوان ، أدخل السودان عادي ، و أدخل الحبشة ، صح؟ فبالتالي المساكين دول/هؤلاء كان معهم سفينة ينزلوا يصطادوا سمك ، حلو؟؟ ممكن يسرحوا و يدخلوا التخوم المصرية ، هيحصل فيهم إيه بقى؟ (أما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر فأردت أن أعيبها) أعمل فيها عيب ، (و كان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصباً) كان والي ، والي الحدود أو المدينة الحدودية اللي عند شمال سيناء من الناحية الغربية ، كان إيه؟ ينزل الجنود يستولوا على سفن إيه؟ الفقراء دول/هؤلاء اللي هم مش مصريين ، فالخضر قال إيه ، عشان ما يستوليش عليها ، أعمل فيها عيب , هيسبهم /فيتركهم ، يعني ضرر أقل من ضرر ، و كده كده ، بعد كده المساكين إيه؟هيسدوا إيه؟ الفتحة دي بالزفت مثلاً ، تمام؟ يقفلوها و يزبطوها ، بس بنفس الوقت مابقوش خسروا إيه ، مابقوش خسروا السفينة و الحصيلة بتاعت اليوم ، بتاعتهم من الأسماك ، ف ده القدر اللي كان في ظاهره قسوة ، كان في باطنه إيه؟ نجاة و رحمة ، صح؟ ، كان ملاك ممكن هو اللي يعمل الخرق ده ، بس ربنا إختار خضر ، إنسان يعني يعمله ، علشان يبقى تمثل مادي لنا فنفهم أقدار الله الكونية و نستسلم لها و نطمئن و نرضا ، نبقى مسلمين بجد ، هذا هو معنى الإسلام ؛ الإستسلام لله بالطاعة و الخلوص من الشرك ، صح؟ . طيب .
__
{وَأَمَّا الْغُلامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَن يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا} :
(و أما الغلام فكان أبواه مؤمنين) الطفل ده أبواه هما رجل و إمرأة صالحان ، (فخشينا أن يرهقهما طغياناً و كفراً) ربنا علم في مسبق علمه إن الغلام ده لما يطلع في البيئة دي أو في بعض إيه ، الإحتمالات ، إن هو ممكن يؤذي أبواه ، يؤذي أبويه ، تمام؟ و إن هو الغلام ده لما يكبر هيميل إلى الكفر ، فربنا لم يُريد للأب و للأم إن هما يشقيا بهذا الإيه؟ بهذا الغلام ، فقدر إن هو إيه؟ يأخذه ، يُميته في هذه الفترة اللي هو معلوش تكليف فيها ، هيبقى في الجنة ، يدخل الجنة على طول ، و لكن لو كبر و الإحتمال الأقرب له إنه كان هيبقى كافر ، كان هيدخل النار ، يبقى كده ربنا رحم الواد و رحم أبويه ، و إيه تاني بقى؟ .
__
{فَأَرَدْنَا أَن يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِّنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا} :
و إيه تاني بقى؟ (فأردنا أن يبدلهما ربهما خيراً منه زكاة و أقرب رحما) هنديلهم/سنعطيهم غلام تاني ، في أقدار ربنا هكيون إحتمالات إيمانه أكثر ، أعظم من إحتمالات كفره ، هيكون أقرب زكاة و أقرب رُحما ، (فأردنا أن يبدلهما ربهما خيراً منه زكاة) تزكي أكثر ، (و أقرب رحما) أقرب إليهم في الرحمة ، تمام؟ و أقرب إلى الإيمان .
___
{وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِع عَّلَيْهِ صَبْرًا} :
(و أما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة) طفلين أبوهم مات و هم صغيرين ، (في المدينة) القرية هتبقى مدينة بقى قدام/في المستقبل ، النبي بيتكلم بصيغة المستقبل ، مش هو ربنا قال قرية؟ (فانطلقا حتى أتيا أهل قرية) قرية إيه؟ في الوقت ده ، في وقت موسى و الخضر ، طيب قدام كمان عشرين سنة ، هتبقى مدينة ، يعني هتكبر و هتبقى مدينة ، فربنا هنا بيتكلم بصيغة إيه؟ المستقبل ، شفتوا بلاغة القرآن ، (و أما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة) هيبقى بعد كده يعني ، (و كان تحته كنز لهما) كنز ، نقوذ مثلاً ذهبية أو كده ، (و كان أبوهما صالحاً) رجل صالح ، (فأراد ربك أن يبلغا أشدهما و يستخرجا كنزهما رحمة من ربك) ليه؟ جزاءً للرجل الصالح ، ربنا هيُخلفه في أبناءه ، في إبنيه ، لأنه كان رجل صالح ، فربنا هيُخلف إيه؟ الرجل الصالح ده في إبنيه و هيحفظهم ، تمام؟ (و ما فعلته عن أمري ذلك تأويل ما لم تسطع عليه صبراً) (و ما فعلته عن أمري) يعني أنا ما فعلتش ده من دماغي أو بمزاجي ، لا ، دي أوامر و وحي إلهي ، هو فاهمه و عارفه ، وحي إلهي ربنا إيه؟ إداله/أعطاه للخضر ، (و ما فعلته عن أمري ذلك تأويل ما لم تسطع عليه صبراً) قال هنا (تسطع) يعني إيه؟ من السطوع ، لم تستطيع أن تسطع ، أن يسطع النور إلى عقلك فتفهم الحكمة من تلك الأحداث ، و أساس الإستطاعة إيه و النور و الفهم و الحكمة؟ صبرا ، الصبر أهو (صبراً) ، تكررت كم مرة كلمة (صبراً)؟؟ (قال إنك لن تستطيع معي صبراً) ، تمام؟ (قال ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبراً) ، (قال ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبراً) ، (سأنبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبراً) ، (ذلك تأويل ما لم تسطع عليه صبراً) ، خمس مرات ، الصبر ، الصبر أساس اليُسر و الخير ، تمام؟ ، و (تسطع) يعني يسطع النور إلى عقلك فتفهم حكمة هذه الأمور ، لم يستطع أن يفهمها و بالتالي إيه؟ صحبة الخضر فهمته ، و زودته حكمة ، و بالتالي هو هيزود أتباعه حكمة ، موسى بعد كده ، هيتعلم عشان يعلم ، يَخلُص لكي/علشان يُخَلّص ، صح كده؟ طيب ، حد عنده أي سؤال تاني؟ .
فَتَعَـٰلَى اللهُ ٱلۡمَلِكُ ٱلۡحَقُّۗ وَلَا تَعۡجَلۡ بِٱلۡقُرۡءَانِ مِن قَبۡلِ أَن یُقۡضَىٰۤ إِلَیۡكَ وَحۡیُهُۥۖ وَقُل رَّبِّ زِدۡنِی عِلۡمࣰا) سورة طه
فقال نبي الله يوسف ابن المسيح ﷺ :
ولا تعجل بالقرآن , أي لا تستعجل بأن تطّلع عليه جملةً واحدة , لأن القرآن نزل جملة واحدة . و قوله قبل أن يقضى إليك وحيه لأن وحي القرآن مكتوبٌ حددّه الله , لكل مناسبة تنزل آيات معينة في أوقات محددة , قضاها الله . فسيّدنا محمد ﷺ كان مشتاقا ليطّلع على جملة القرآن دفعة واحدة , فنهاه الله و أخبره بأن
اطّلاعه عليه يكون في مناسباته حتى يُقضى إليه وحيه أي ينتهي نزوله . و ما عليك إلا الدعاء , و قل رب زدني علما , أي يا رب زدني من اطّلاعي على آيات القرآن التي تنزل في موعدها . أمّا ما روي أنه ﷺ كان يحرك بالقرآن لسانه و يعيد الآيات من بعد جبريل كيلا ينساها فهي روايات غير صحيحة و لم يكن الرسول يفعل ذلك . و إنما كانت رغبة قلبية و تلهّفا و اشتياقا للاطلاع على القرآن جملة واحدة .
18 أبريل الساعة 12:48 ص
18/04/2024، 12:48 ص
Aishah
Aishah Mhammad
السلام عليكم
22 أبريل الساعة 12:57 م
إثنين 12:57 م
لقد أرسلت
و عليك سلام الله و رحمته و بركاته يا عائشة
22 أبريل الساعة 1:27 م
إثنين 1:27 م
Aishah
اشتقتلك
Aishah
Aishah Mhammad
ادعيلي ياحبيبي
اليوم، الساعة 6:25 م
6:25 م
لقد أرسلت
أتمّ الله أمرك و فرج كربك و بالخير لك يسّر يا ام خالد و جعفر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق