درس القرآن و تفسير الوجه التاسع من البقرة .
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
أسماء أمة البر الحسيب :
افتتح سيدي و حبيبي يوسف بن المسيح ﷺ هذه الجلسة المباركة ، و ثم قرأ أحد أبناءه الكرام من أحكام التلاوة ، و ثم قام نبي الله الحبيب بقراءة الوجه التاسع من أوجه سورة البقرة ، و استمع لأسئلتنا بهذا الوجه ، و ثم شرح لنا يوسف الثاني ﷺ هذا الوجه المبارك .
بدأ نبي الله جلسة التلاوة المباركة بقوله :
الحمد لله ، الحمد لله وحده ، الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد و من تبعه من أنبياء عهده و بعد ، لدينا اليوم درس القرآن و تفسير الوجه التاسع من سورة البقرة ، و نبدأ بأحكام التلاوة و أسماء :
- من أحكام النون الساكنة و التنوين :
الإظهار : أي أنه إذا أتى بعد النون الساكنة أو التنوين الحروف من أوائل الكلمات (إن غاب عني حبيبي همّني خبره) , و حروف الإظهار تجعل النون الساكنة أو التنوين تُظهر كما هي .
الإقلاب : إذا أتى بعد النون الساكنة أو التنوين حرف الباء يُقلب التنوين أو النون ميماً . ثم يكون إخفائا شفويا . مثال : من بعد .
__
و ثم تابع نبي الله يوسف الثاني ﷺ الجلسة بشرح الوجه لنا فقال :
في هذا الوجه المبارك يتحدث ربنا سبحانه و تعالى عن عدة مواعظ و عن عدة آيات نستفيد منها و نأخذ منها العِبرة و العِظة .
{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ} :
فتحدث في الآية الأولى عن قانون التسامح الديني و أننا يجب أن نعيش في سلام و أمان مع طوائف المجتمع الأخرى و حدد لنا سبحانه و تعالى أنه هو وحده الذي يحكم على عباده حين قال : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ) أي من المؤمنين المسلمين ، (وَالَّذِينَ هَادُواْ) أي من اليهود و (هادوا) أي من يهوذا ، نُسِبوا إلى يهوذا أو أنه من الهداية ، (وَالنَّصَارَى) نِسبَةً إلى الناصرة بلدة عيسى ابن مريم أو من النصارى أي الذين ناصروا عيسى ، (وَالصَّابِئِينَ) هم أتباع يحيى , الصابئة المندائيين و كتابهم كنزا ربا ، و لمن أراد أن يستزيد فليراجع مقالة خشوع في بحور الكنزا ربا ، خلي بالك/ركز و كلمة الصابئين هنا كانت بتُستخدم لما الإنسان يُسلم في مكة قديماً وقت بعثة النبي ﷺ ، فيقولوا لقد صَبَأ فلان أي إتبع دين الصابئة يعني أصبح إيه؟ من أتباع أنبياء بني إسرائيل فكانت كناية عن الخروج من الشرك إلى التوحيد ، (مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ) من أؤلئك ، (وَالْيَوْمِ الآخِرِ) بيوم البعث ، (وَعَمِلَ صَالِحًا) أي عَمِلَ خيراً بخشوع ، (فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ) ربنا اللي/الذي هيديلهم/سيُعطيهم الأجر ، (وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ) أي لديهم الإطمئنان يكون معهم ، الله سبحانه و تعالى يُعطيهم الإطمئنان فلا نحكم على أحد ، و وردت هذا الآية أيضاً في موضع آخر و لكن زاد الله سبحانه و تعالى معهم المجوس و الذين أشركوا ، و قَدَّمَ الصابئة على النصارى ، و أكد ربنا في معرض حديثه أنه هو المُفَوَّض و المُخَوَّل في الحُكم على عباده .
__
{وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُواْ مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُواْ مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} :
(وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ) (اخذنا ميثاقكم) يعني عهد التوحيد يا بني إسرائيل ، (وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ) أي أخذنا عليكم العهد برمزية جبل الطور الذي هو رمزٌ للوحي و للوصال مع الله عز و جل و رمزٌ للتوحيد ، لأن الطور كما علمنا هو الجبل المكسوّ بالخضرة و الأشجار فيُسمى بالطور ، (خُذُواْ مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ) يعني خذوا تعاليم الأنبياء بجدية و بعدم إستهزاء ، (وَاذْكُرُواْ مَا فِيهِ) يعني بَلِغوا الأمم عما عندكم من توحيد و خير و وحي ، (لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) لعلكم تجعلون بينكم و بين عذاب الله وقاية ، و علمنا أن كلمة (لعلكم) و كلمة (فعسى) أو (عسى) و كلمة (فننظر) تؤكد إيه؟ على حرية الإختيار لبني آدم و أنها حرية مُطلقة يعني الإنسان مُخَيَّر و بإختياره يكون فيما يليه مُسيَّر في سلسلة متتالية متعاقبة من التخييرات تتبعها التسييرات .
__
{ثُمَّ تَوَلَّيْتُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ فَلَوْلاَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَكُنتُم مِّنَ الْخَاسِرِينَ} :
(ثُمَّ تَوَلَّيْتُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ) (تَوَلَّيْتُم) أي نقضتم عهد التوحيد مع الله عز و جل ، (فَلَوْلاَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ) يعني لولا نعمة بعث الأنبياء عليكم بإستمرار ، هذه هي نعمة فضل الله و رحمته ، (لَكُنتُم مِّنَ الْخَاسِرِينَ) لكنتم من الهالكين أي مُباشرين للشرك بإستمرار دون تطهر و رجوع و توبة .
__
{وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُواْ قِرَدَةً خَاسِئِينَ} :
(وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنكُمْ فِي السَّبْتِ) بيذكرهم بقصة و عبرة الذين اعتدوا في السبت يكون تذكير لهم و تذكير لغيرهم ممن يسمعون كتاب الله عز و جل ، (وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنكُمْ فِي السَّبْتِ) أي الذين كسروا وصية السبت ، اللي/التي هي إيه/ماذا؟ كانت بحيرة طبريا فيها أسماك و كان بني إسرائيل يصطادون منها فربنا سبحانه و تعالى إختباراً لهم و إختباراً لصبرهم و إيمانهم حَرَّمَ عليهم الصيد في يوم السبت فأتى الإبتلاء أن السمك ماكنش/لم يكن بييجي/يأتي إلا يوم السبت و باقي أيام الأسبوع ماكنش/لم يكن في/يوجد سمك بييجي/يأتي أو بيظهر لهم يعني قريب من الشاطيء ، فاحتالوا ، احتالوا يعني عملوا خدعة إن هم/أنهم نصبوا الشِباك يوم الجمعة و لَمُوها/جمعوها يوم الأحد ، هم كده إيه فاكرين نفسهم/أنفسهم إن هم ماصطادوش/لم يصطادوا في السبت لكن في حقيقة الأمر هم اصطادوا لأن هم/لأنهم كانوا واضعين الشِباك يوم السبت ، صح؟ فهُم هنا بيحاولوا يخدعوا الله عز و جل ، فربنا سبحانه و تعالى غَضِبَ عليهم و لعنهم ، (وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنكُمْ فِي السَّبْتِ) أي كسروا وصية الله عز و جل في حفظ يوم السبت ، (فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُواْ قِرَدَةً خَاسِئِينَ) لما ربنا قال لهم : (كُونُواْ قِرَدَةً خَاسِئِينَ) هم بقى هيكونوا قردة يعني؟؟؟ و لّا/أم هنا معناها إن المسخ على القلوب؟؟ المسخ على القلوب , لأن القرد إيه؟ مخادع ، صح؟ ، (فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُواْ قِرَدَةً خَاسِئِينَ) و (خاسئين) أي من الخُسران و كذلك من الخِسَّة لأن فعلهم ده/هذا كان فيه إيه؟؟ خِسَّة و دناءة و عدم شرف ، و حدث ذلك في أمة الإسلام مصداقاً لنبوءة النبي ﷺ عندما قال : "ليجرينَّ على أُمتي ما جرى على بني إسرائيل" و قال -عليه السلام- : "تكون فزعة في أمتي فيهرع الناس إلى علماءهم فإذا هم قردة و خنازير" ، قردة يعني إيه؟؟؟ مخادعين بيتنططوا و بيغيّروا كلامهم كل شوية متلونين ، خنازير يعني إيه؟؟؟ قلوبهم خنزيرية ، تمام؟ لا يعرفون معروفاً و لا ينكرون منكراً ، فيهم أخلاق خنزيرية و العياذ بالله ، إذاً المسخ يكون على القلوب .
__
{فَجَعَلْنَاهَا نَكَالاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ} :
(فَجَعَلْنَاهَا) أي جعلنا القصة دي/هذه؟؟ ، (نَكَالاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهَا) أي عذاباً لما بين يدي هذه القصة و ما خلفها ، يعني في مستقبل الأيام التي تلت تلك القصة و في ماضي الأيام التي سبقت تلك القصة ، ربنا سبحانه و تعالى أنزل عليهم اللعائن يعني أحبط أعمالهم السابقة و لعنهم في مستقبل الأيام ، هذا هو المعنى ، و جعل هذه القصة عِبرة و موعظة للمتقين ، جعلها عِبرة و موعظة للمتقين الذين يرجون نعمة الله و يرجون الإيه؟ الحجاب بينهم و بين عذاب الله ، فلذلك إحنا/نحن بنتعظ من القرآن الكريم الذي هو معظمه يتحدث عن بني إسرائيل و موسى و فرعون ، صح؟ فربنا إدالنا/أعطانا المنهج إن احنا/أننا نستفيد من الأمة دي/هذه و نلاحظ في العصر الحديث إن أوروبا خاضت المخاض لمدة ٤٠٠ سنة تقريباً ضد الكنيسة في أوروبا في العصور الوسطى ، ضد التخلف بتاعها/عندها في عصر النهضة و عصر التنوير و عصر الأنوار ، في العصر ده/هذا أو في الوقت ده/هذا في الـ ٤٠٠ سنة , المسلمين كانوا محرمين الطباعة ، محرمين القهوة و الملاعق و البنادق ، تمام؟ و أمور كثيرة أخرى ، فتخلفنا عن ركب الحضارة و رَكب الأمم بشؤم إتباع المشايخ العُمي القردة الخنازير ، فبالتالي أوروبا لمّا/عندما خاضت المخاض و وصلت إلى النهضة العلمية و التجربة العلمية و المنهج العلمي و البحث العلمي و التفكير المنطقي و نهضت و قادت العالم ، إحنا/نحن المفروض نستفيد من تجربتهم اللي/التي هي مشروحة بالتفصيل في كتاب موسوعة قصة الحضارة لويل ديورانت ، فأدعوا الناس إن هم/أنّهم يستشرفوا المستقبل من خلال قراءة ماضي أوروبا و مخاضها في عصر النهضة و عصر التنوير و عصر الأنوار ، هذا بإختصار .
خلي بالك القصة اللي جاية/التي ستأتي دي/هذه بقى ، قصة البقرة ، و عرفنا إن قصة البقرة مختلفة تماماً و منفصلة تماماً عن قصة النفس التي قُتلت في بني إسرائيل و ربنا إيه؟ أمرهم أن يضربوه ببعضها أي ببعض القرى ، يعني يقيسوا المسافة ما بين الجثة اللي/التي لاقوها/وجدوها و بعض القرى اللي/التي حواليهم/حولهم ، فالقرية الأقرب هي التي يبحثوا فيها عن قاتل هذا إيه؟ القتيل ، ده/هذا المعنى ، لكن في التفاسير التقليدية الساذجة ، قالوا لأ/لا يجيبوا/يُحضروا إيه؟ لحم من ضلع إيه؟ البقرة و يخبطوا/يضربوا بها إيه؟ الجثة ، فالجثة تصحى و تحيا و تقول عن قاتلها و ثم تموت تاني ، ده/هذا كلام فاضي/فارغ طبعاً ، خرافات ، من الخرافات التي أُلصقت بإيه؟ بتراث المسلمين و جُعلت ديناً و ذهلت بالناس عن الواقع و جعلتهم يعيشون في الأوهام و الخرافات و ابتعدت بهم عن الفهم الحقيقي ، عن الفهم الحقيقي للنبوءات فبالتالي لما جيه/أتى المسيح الموعود ، المسلمين ماآمنوش/لم يؤمنوا به لأن هم منتظرين مسيح إيه؟ متخيل عندهم ، نازل كده من السما/السماء على جناح ملكين بشكل حرفي و هو الفهم اليهودي ، زي/مثل فهم اليهود اللي/الذين هم منتظرين إيليا ينزل برضو/أيضاً من السما/السماء ، فهنا إيه؟ التاريخ بيعيد نفسه و الزمان دائري ، فلازم نستفيد من تجارب الأمم السابقة .
__
{وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُواْ بَقَرَةً قَالُواْ أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ} :
(وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُواْ بَقَرَةً) بقرة هنا يعني قربان لله عز و جل ، ربنا شبه القربان هنا بالبقرة لأن البقرة هي زوج العجل ، و بما أنهم أُشربوا العجل في قلوبهم ، يعني أُشربوا الكفر و الشرك في قلوبهم ، فربنا أمرهم أن يذبحوا إيه؟ زوج العجل ، زوج الشرك اللي/التي هي نفوسهم الأمّارة ، فربنا وصفها بالبقرة ، و كذلك البقرة هي إيه؟ ما بَطُنَ في نفوسهم لأن البقر هو الإيه؟ الباطن ، صح؟ ، (وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُواْ بَقَرَةً) يعني قدموا قربان بذبح بقرة ، و كذلك هو رمز لذبح نفوسهم الأمارة ، بس كده/فقط هكذا ، أمر مباشر المفروض إيه؟ مباشرةً يُطيعوا و لكنهم تمردوا و سَوَّفوا ، تمردوا على نبي الله و سَوَّفوا في إتباع أوامره ، (قَالُواْ أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا) أنت بتستهزأ بنا يا موسى؟؟ كان سؤال إستنكاري و قلة أدب مع النبي ، (قَالُواْ أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ) قال لهم أنا أعوذ بالله عز و جل أن أكون من المستهزئين أو العابثين أو الجاهلين ، أنا بقول لكم كلام جد/جِدي من فم الإله .
__
{قَالُواْ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا هِيَ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَّ فَارِضٌ وَلاَ بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ فَافْعَلُواْ مَا تُؤْمَرُونَ} :
(قَالُواْ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا هِيَ) قالوا له خلاص ادعُ الله ، خلي بالك هنا في قلة أدب في كلامهم مع النبي موسى ، بيقولوا له إيه؟ (قَالُواْ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ) كأنه ربه هو مش/ليس ربهم ، مش يقولوا مثلاً قالوا : ادعُ لنا ربنا يُبين لنا ما هي ، لأ/لا قالوا إيه؟ (قَالُواْ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا هِيَ) و هنا بيبين/يظهر ما بين الأسطر كيف أن هؤلاء هم قومٌ متمردون ، ليس عندهم أخلاق و لا تواضع و لا طَوع لنبي الزمان ، (قَالُواْ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا هِيَ) اوصفها لنا يعني ، (قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَّ فَارِضٌ) يعني ليست هرمة و كبيرة في السن ، (وَلاَ بِكْرٌ) يعني و ليست عذراء لم تعرف الحياة و لم تُذنب ، و كذلك فارض هي ليس لها قدرة على إيه؟ على الذنب ، فالنفس الهرمة ليس لها قدرة على الذنب و كذلك النفس العذراء البِكر ليس لها قدرة أو ليست إيه؟ في معرض الذنوب كما هي النفس التي بين البَين ، بين إيه؟ العذرية و بين الهَرم ، صح؟ أو الهِرَم ، (قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَّ فَارِضٌ وَلاَ بِكْرٌ) ، مالها بقى؟؟ (عَوَانٌ) العوان اللي/التي هي إيه؟ المرحلة ما بين العذرية و الهِرم و هي أقوى من الفارض و البِكر ، و دي/هذه فترة الإيه؟ إن الإنسان يستطيع فيها إن هو/أن يُذنب بقوة ، فربنا بيقول لهم هنا اذبحوا البقرة دي/هذه ، يعني الفترة دي/هذه أو النفس الأمارة دي/هذه اذبحوها قربان لله عز و جل ، يعني هنا الذبح ذبح إيه؟ معنوي ، (فَافْعَلُواْ مَا تُؤْمَرُونَ) مباشرةً افعلوا ما تؤمرون ، يالله/هيا ماتتمردوش/لا تتمردوا و ماتسوفوش/لا تُسَوِّفوا ، لا تُسَوِّفوا يعني /لا تؤجلوا و لا تماطلوا .
__
{قَالُواْ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاء فَاقِعٌ لَّوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ} :
فهنا بقى مااتبعوش/لم يتبعوا ، لم يتبعوا ، لم يستقيموا على الطريق ، رجعوا يِسَوِّفوا : (قَالُواْ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا لَوْنُهَا) ادعُ ربك يبين لنا لونها ، لونها إيه؟ ، فربنا أجاب على لسان موسى : (قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاء) نفوسكم الإيه؟ المريضة الأمارة بالسوء هي صفراء بالفعل ، النفس الأمارة بتظهر بالرؤيا باللون الأصفر ، اللون الأصفر في رمز الروح هي لون إيه؟ لون المرض ، تمام كده؟ ، (إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاء فَاقِعٌ لَّوْنُهَا) يعني إيه؟ لونها فاقع ، لون شديد قوي(صوت حرف القاف ) ، فيها لوعة و لعاعة (صوت حرف العين ) و تأفف( صوت حرف الفاء ) ، فاقع لونها ، تمام؟ يعني صفراء شديدة الصفار/الصُفرة ، يعني مريضة شديدة المرض الروحي ، (تَسُرُّ النَّاظِرِينَ) يعني الذنوب ، تمام؟ تُجذَبُ إليها جذباً ، فهي صفراء فاقعة ، تمام كده؟ طيب .
__
{قَالُواْ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا هِيَ إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّا إِن شَاء اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ} :
سمعوا الكلام بقى؟؟؟ لأ/لا ، سألوا تاني برضو/أيضاً و تمردوا تاني : (قَالُواْ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا هِيَ إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا) يعني مش عارفين/لا نعرف أي بقرة تريدها يا موسى نذبحها ، (وَإِنَّا إِن شَاء اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ) هنهتدي إن شاء الله بعد ما تجاوبنا الإجابة دي/هذه .
__
{قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَّ ذَلُولٌ تُثِيرُ الأَرْضَ وَلاَ تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لاَّ شِيَةَ فِيهَا قَالُواْ الآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُواْ يَفْعَلُونَ} :
فربنا أجاب على لسان موسى : (قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَّ ذَلُولٌ تُثِيرُ الأَرْضَ) يعني النفس الأمارة دي/هذه ليست ذليلة لله بالطاعة ، يعني لا تتذلل لله عز و جل بالطاعة فتُثير الأرض يعني تحرث الأرض و تسقي الحرث و هكذا هي النفس المطمئنة التي إيه؟ تُسقى بماء الوحي أو تسقي الناس بماء الوحي ، (مُسَلَّمَةٌ) أي مُسَلَّمَة للشيطان ، تُسلم نفسها للشيطان أي النفس الأمارة ، (لاَّ شِيَةَ فِيهَا) يعني صافية ، صافية إيه؟ التسليم لإبليس و العياذ بالله ، (لاَّ شِيَةَ فِيهَا) يعني هي بلون واحد لا يُخالطها لونٌ آخر ، لا لونٌ يخلطُ لونها الغالب اللي/الذي هو إيه؟ اللون الأصفر الفاقع ، (قَالُواْ الآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ) يعني دلوقتي/الآن إنت وصفت لنا الوصف الصحيح لهذه البقرة ، و هو في الحقيقة يصف لهم أنفسهم المريضة ، (فَذَبَحُوهَا) فيه كثير منهم اللي/الذي تاب ، فذبحوها هنا إيه؟ مجموعة منهم تابت إلى الله عز و جل توبة نصوحة ، (فَذَبَحُوهَا) يعني ذبحوا أنفسهم المريضة , و كذلك ذبحوا تلك البقرة على الحقيقة قربانا لله ، (وَمَا كَادُواْ يَفْعَلُونَ) يعني ماكنوش/لم يكونوا هيفعلوا لولا تلك الأسئلة ، يعني كادوا إن هم مايفعلوش/لا يفعلوا لولا تلك الإيه؟ الأسئلة المستمرة ، طبعاً دي/هذه قصة مختلفة تماماً عن قصة إيه؟ (وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا وَاللَّهُ مُخْرِجٌ مَّا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ ¤ فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) عرفنا إن دي/هذه كانت نفس في بني إسرائيل قُتِلَت و وجدت الجثة و لكنهم إيه؟ لم يعلموا قاتلها ، تمام؟ ، (فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا) يعني قِيسوا المسافة بين الجثة دي/هذه و بين أقرب القرى اللي/التي حواليها/حولها ، فالقرية القريبة ، أقرب قرية هي دي/هذه اللي/التي تبحثوا فيها عن القاتل و ستجدونه ، تمام كده؟ .
طيب ، أصوات كلمة نكال و كلمة سبت :
- نكال : النون/ن صوت النعمة ، و الكاف/ك صوت الإنفكاك ، و اللام/ل صوت العِلَّة ؛ يعني علة الإنفكاك من النعمة و هي النكال و هي العذاب ، صح؟ .
- كذلك أصوات كلمة سبت : السين/س صوت تسرب خفي لطيف ، و الباء/ب صوت الإحتياج ، و التاء/ت صوت الإنقطاع المؤقت ؛ إذاً الإحتياج للإنقطاع المؤقت بشكل إيه؟ لطيف و هو السُبات ، صح؟ ، كذلك السين/س تسرب خفي ، و بت أي البيات ، أي تسرب خفي إلى البيات و هو الإنعزال و هذا هو معنى السبت و السُبات ، تمام كده؟ طيب .
طبعاً عرفنا في بداية الوجه إن إيه؟ يتحدث ربنا عن شمولية الجزاء الصالح بشروط اللي/التي هي : الإيمان بالله و الإيمان باليوم الآخر و العمل الصالح و الخشوع لله عز و جل ، تمام؟ ، و عرفنا إن الآية دي/هذه و آية إيه؟ شبيهة لها في القرآن تؤكد على إيه؟ تفويض الأمر و الحُكم لله عز و جل على الناس ، مانشغلش/لا نشغل أنفسنا بالحُكم على الناس ، صح كده؟ ، طيب .
نذكر بعض الكلمات التي وردت في معارض القرآن الكريم :
- فمثلاً كلمة الميثاق وردت في غير موضع ، وردت هاهنا ، و وردت أيضاً في موضع آخر : (و اذكروا نعمة الله عليكم و ميثاقه الذي واثقكم به إذ قلتم سمعنا و اطعنا و اتقوا الله إن الله عليمٌ بذات الصدور) ، أيضاً : (و لقد أخذ الله ميثاق بني إسرائيل و بعثنا منهم اثني عشرة نقيبا) ، أيضاً : (فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم) ، و قال : (و من الذين قالوا إنَّا نصارى أخذنا ميثاقهم) ، و قال : (لقد أخذنا ميثاق بني إسرائيل و أرسلنا إليهم رسلاً) ، و قال تعالى : (الذين يوفون بعهد الله و لا ينقضون الميثاق) ، و قال سبحانه : (و إذا أخذ الله ميثاق النبيين لما أتيتكم من كتاب و حكمة ثم جاءكم رسول مصدقٌ لما معكم لتؤمنن به و لتنصرنه قال أقررتم و اخذتم على ذلكم إصري قالوا أقررنا قال فاشهدوا و أنا معكم من الشاهدين) ده/هذا ميثاق من الأنبياء إن هم يصدقوا بالأنبياء الجايين/الآتين بعدهم و ده/هذا دلالة على إيه؟ إستمرار البعث ، تمام كده؟ ، طيب ، و ميثاق النبيين ده/هذا ورد هنا في سورة آل عمران ، كذلك في سورة الأحزاب على ما أذكر يعني ( و اذ اخذنا من النبيين ميثاقهم و منك و من نوح و ابراهيم و موسى و عيسى ابن مريم و اخذنا منهم ميثاقا غليظا ) و هنا دليل على ان الله اخذ على النبي محمد الميثاق بالغيب انه يصدق و يؤمن بالانبياء الآتين بعده من امته و هذا دليل على استمرار البعث في امة الاسلام و كذلك سورة النور فيها اية الاستخلاف و الامامة الروحية التي تتنبأ و تؤكد على ان الله يبعث بعد النبي محمد انبياء من امته فراجعوها ان كنتم مؤمنين و متقين ، طيب .
- الصابئين وردت إيه؟ في هذا الوجه : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ) و وردت أيضاً في الحج : (إن الذين آمنوا و الذين هادوا و الصابئين و النصارى و المجوس و الذين اشركوا إن الله يفصل بينهم يوم القيامة إن الله على كل شيء شهيد) هنا ربنا بيقول لك : رَيح/أرح دماغك و فوض الأمر إلى الله عز و جل و ماتحكمش/لا تحكم على الناس بل عاملهم بالخير و بالحسنى و جادلهم بالتي هي أحسن ، تمام؟ ربنا هو اللي/الذي هيُحكم ما بينهم يوم القيامة ، تمام كده؟ طيب .
- كلمة الطور وردت في غير موضع من القرآن الكريم و من تلك المواضع : (وَكِتَابٍ مَّسْطُورٍ ¤ فِي رَقٍّ مَّنشُورٍ ¤ وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ ¤وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ) و كانت هي إيه؟ دايماً الطور هي رمز للتوحيد و هو الجبل المكسو بالخضرة و الأشجار ، و الله سبحانه و تعالى أوحى على لسان نبيه محمد في وصفه لعيسى آخر الزمان اللي/الذي هو المسيح الموعود -عليه الصلاة و السلام- ، فيهرع إيه؟ نبي الله عيسى ، تمام؟ فربنا سبحانه و تعالى بيوحي لنبي عيسى ، لنبي الله عيسى إيه؟ : "أن حرز عبادي إلى الطور" يعني إلى التوحيد و إلى الوحي ، خلاص كده؟ ، (و ما كنت بجانب الطور إذ نادينا و لكن رحمةً من ربك لتنذر قوماً ما أتاهم من نذير من قبلك لعلهم يتذكرون) هنا الكلام للنبي محمد ، طيب ، (يا بني إسرائيل لقد أنجيناكم من عدوكم و وعدناكم بجانب الطور الأيمن) الطور الأيمن يعني من اليُمنى ، مش/ليس معناه في طور أيمن و طور أيسر ، لأ/لا ، الأيمن يعني اليُمنى و البركة يعني ، (و نزلنا عليكم المن و السلوى) المن ده/هذا فطر برّي و السلوى اللي/التي هي الحمام البري الصغير زي/مثل السِّمَّان كده ، (و ناديناه من جانب الطور الأيمن و قربناه نجيا) الطور الأيمن أيضاً من اليُمن و البركة ، (و رفعنا فوقهم الطور بميثاقهم) يعني جعلنا التوحيد شاهد عليهم ، هذا معنى (و رفعنا فوقهم الطور بميثاقهم) ، كذلك (و إذ أخذنا ميثاقكم رفعنا فوقكم الطور) نفس المعنى ، أيضاً نفس المعنى (وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُواْ مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُواْ مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) , طور : (طو) أي مطوي مخفي , (ر) أي رؤية . و المعنى من خلال اصوات كلمة طور هو رؤية المطوي من الوحي و منه اشتق معنى الواد المقدس طوى .
- كلمة السبت وردت في خمس مواضع أو في خمسة مواضع ، (وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُواْ قِرَدَةً خَاسِئِينَ) ، و وردت في النساء : (يا أيها الذين أوتوا الكتاب آمنوا بما نزلنا مصدقاً لما معكم من قبل أن نطمس وجوهاً فنردها على أدبارها أو نلعنهم كما لعنا أصحاب السبت و كان أمر الله مفعولا) ، و قال : (و رفعنا فوقعهم الطور بميثاقهم و قلنا لهم ادخلوا الباب سجدا و قلنا لهم لا تعدوا في السبت و اخذنا منهم ميثاقاً غليظا) ، (و اسألهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر إذ يعدون في السبت إذ تأتيهم حيتانهم يوم سبتهم شُرعا و يوم لا يسبتون لا تأتيهم كذلك نبلوهم بما كانوا يفسقون) ، و قال (إنما جُعل السبت على الذين اختلفوا فيه و إن ربك يحكم بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون) (إنما جُعل السبت) يعني جُعلت لعنة السبت على الذين اختلفوا فيه ، الذين خالفوا أمر الله عز و جل فيه .
- كذلك كلمة نكال وردت في غير موضع ، فقال : (فَجَعَلْنَاهَا نَكَالاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ) هنا في البقرة ، و قال في المائدة : (و السارق و السارقة فاقطعوا أيديهما جزاءً بما كسبا نكالاً من الله و الله عزيز حكيم) ، و قال : (إن لدينا أنكالاً و جحيماً) ، و قال : ( فأخذه الله نكال الآخرة و الأولى) أي عذاب الآخرة و الأولى ، تمام؟ ، طبعاً الشرك (إن الله لا يغفر أن يُشرك به و يغفر ما دون ذلك لمن يشاء) المقصود هنا أي في الدنيا لأن في الآخرة يعني ربنا إيه؟ مُفوض إن هو يغفر لمن يشاء ، و كده كده أصلاً نهاية النار الفناء و بالتالي هو الغفران لكل العباد و لكن بعد التمهيد و التطهير بالعذاب صح كده؟ ، إذاً (إن الله لا يغفر أن يُشرك به و يغفر ما دون ذلك لمن يشاء) يعني في الدنيا فبالتالي هنا يستقيم التفسير بتاعنا/الخاص بنا بآية إيه؟ (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ) و الآية التانية اللي/التي هي ورد فيها ذكر المجوس و المشركين (إن الذين آمنوا و الذين هادوا و الصابئين و النصارى و
المجوس و الذين اشركوا إن الله يفصل بينهم يوم القيامة إن الله على كل شيء
شهيد) ، هنا إيه؟؟ يستقيم المعنى اللي/الذي احنا/نحن ذهبنا إليه : (إن الذين آمنوا و الذين هادوا و الصابئين و النصارى و المجوس و الذين اشركوا إن الله يفصل بينهم يوم القيامة) أهو ، (إن الله على كل شيء شهيد) إذاً عدم غفران الشرك هو في الدنيا بس/فقط ، لكن في الآخرة ربنا قادر على كل شيء بدليل الآيتين دول/هاتين ، فهمتوا المعنى؟؟ طيب . لو المسلمون فهموا تفسير هذه الآيات فإنّ المتعصبين منهم سيكونون في سلام و اطمئنان و سيتصالحون مع العالم كذلك قراءة كتابي ( نقاش مع زميلي اللاأدري ) سيجعل المتطرفين منهم و الأغبياء يعقلون و يتسمون بالحكمة و الحلم , هذا الكتاب هو عبارة عن محاججات يسردها اللاأدريون و قمت بالرد عليها تفصيلا , قراءة النقاش في حد ذاته بموضوعية سيغير العقلية التقليدية الغبية و يوسع افق العقل و يجلب الحكمة و الحلم و التسامح و التماس الأعذار للمخالفين . انصحكم بفهم تفسير هذه الآيات معرض حديثنا و بقراءة كتاب نقاش مع زميلي اللاأدري ففيه الخير الكثير للسلوك القويم .
- طبعاً وردت كلمة البقرة في غير موضع من القرآن الكريم ، و عرفنا إن المسخ بينزل على القلوب و ليس مسخ إيه؟ حقيقي مادي يعني ، تمام كده؟ ماشي ، طبعاً الإعتداء في السبت ده/هذا كان إيه؟ بعد الدخول ، بعد دخول إيه؟ الأرض المقدسة و قد يكون حدث في فترة التيه أيضاً ، تمام؟ ، حد عنده أي سؤال تاني؟؟؟ .
__
و اختتم نبي الله الجلسة المباركة بقوله المبارك :
هذا و صلِّ اللَّهم و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم ، سبحانك اللهم و بحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت ، أستغفرك و أتوب إليك ، (بسم الله الرحمن الرحيم ¤ وَالْعَصْرِ ¤ إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ ¤ إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ) .
___
و الحمد لله رب العالمين . و صلِّ يا ربي و سلم و بارك على أنبياءك الكرام محمد و غلام أحمد و يوسف بن المسيح صلوات تلو صلوات طيبات مباركات ، و على آلهم و صحبهم و ذرياتهم الأخيار أجمعين و على أنبياء عهد محمد الآتين في مستقبل قرون السنين أجمعين . آمين .🌿💙
أسماء :
* لمحة تاريخية سريعة لما خاضته أوروبا :
بدأ نضالها لكسر قيود الكنيسة الكاثوليكية المجرمة الخبيثة بعصر (الحركة الإنسانية) بدأت بإحياء الآداب و الفنون الوثنية اليونانية و الرومانية القديمة و كانت إيطاليا و على رأسها مقر هذه الحركة و ثم النهضة و هي فلورنسا ، و أنوه لأمر مهم جداً أنه بعد سقوط القسطنطينية ١٤٥٣ فإن علماء اليونان فيها هاجروا و استقروا في فلورنسا بدعوة من أمراءها و هم رجال مفكرين أحرار و هم كوزيمو الأول و ثم ابنه لورندسو الأول من آل ميدتشي ، و من هنا بدأ خروج الدجال و انتشاره بالتدريج ليصل إلى سقوط آخر معاقل الأندلس : غرناطة عام ١٤٩٢ و بداية الكشوف الجعرافية الإسبانية الواسعة حتى أصبحت أول إمبراطورية لا تغيب عنها الشمس .
و ثم وصلت الحركة الإنسانية لذروتها في (عصر النهضة) بفرعيها بدايةً بالآداب و الفنون و ثم العلوم المختلفة و أهمها علم الفلك و ثم يأتي عصر (الإصلاح الديني) و الصراع ما بين المذهب الكاثوليكي و المذاهب البروتستانتية (اللوثرية و الكلفنية) و نتج عن ذلك حروب دموية مدمرة في غرب أوروبا ، حروب قناعها الدين و خلف ذلك المصالح دنيوية للملوك و البابوات ، و ثم يأتي رد فعل بحركة الإصلاح المضاد من الكنيسة الكاثوليكية الوثنية ، و ثم ينتج عن كل هذا إنتشار ألوان الإلحاد و الربوبية و اللاأدرية و المادية و غيرها ، و ثم يأتي خلالها الصراع الشديد ما بين الفلاسفة و الكنيسة في محاولة لإسقاط الخرافات و الخزعبلات و الجهل عن عقول الناس و التي كان أساسها الكنيسة الكاثوليكية لكي تتمكن من السيطرة على الناس السذج و تحريكهم على هواها و لمصلحتها البعيدة كلياً عن أن تكون دينية و ربانية بل للسلطة الدنيوية المحضة ، و كذلك نضال الفلاسفة من أجل حرية الفكر و العقيدة و للتسامح الديني ما بين المذاهب و وقف المذابح و محاكم التفتيش الدينية و غيرها و نضالهم القوي لفصل الكنيسة عن الدولة تماماً و أن تكون الدولة لها اليد على الكنيسة ، و في هذا الصراع الطويل الذي سالت فيه دماء المساكين الكثيرة و الأكثر منها العقول المفكرة ، نجد عصر (التنوير) و (الأنوار) يحملان لواء هذا الصراع المرير و الذي انتهى بزعزعة الكنيسة المتوحشة و الرجعية و إعلاء شأن العقل و الفكر و الفلسفة و العلوم و إسقاط صرح الخرافات و الخزعبلات الواهنة في الكتب المقدسة التي لا صحة في تفسيراتها الحرفية و لا تتطابق مع العقل و المنطق و الحقائق العلمية و المكتشفات الحديثة و التطور المستمر ، و الشرق يسير على نفس طريق غرب أوروبا ، و لعلهم يتفكرون و يتدبرون الواقع المرير ، و لو أن المسلمين فهموا كلام نبينا محمد ﷺ و اتبعوه و ما حادوا عنه و لو أنهم اتبعوا المسيح الموعود غلام أحمد القادياني ﷺ فإن المسلمين كانوا سيتجاوزون كل هذه الدماء التي سُفكت بإسم الدين ظلماً و بهتاناً .
و بحق الله نشكره و نحمده على بعث المسيح الموعود و بعث ابنه المصلح الموعود يوسف بن المسيح إمام زماننا ، و نحمده حمداً يليق بهذه النعمة العظيمة ، نعمة تفسير يوسف بن المسيح للقرآن الكريم و فيه إيضاح الحق و إبطال كلام المشايخ المفسدين و فتاويهم اللعينة فقد أضلوا الناس عن ربهم و نبي الإسلام و دينه الكريم و مسيح الأمة الموعود غلام أحمد ، ما فعله فلاسفة أوروبا خلال القرون السابقة نحو تحرير الناس من الجهل و إجرام رجال الدين فإن أنبياء عهد محمد أحباب الله يحملون هذا اللواء بوحي الله و قوة كلماته في هدم صرح المشايخ المجرمين الخبثاء و صرح الدجال اللعين ، و أنبياء عهد محمد هم أقوى و أشد و أجل أثراً و أعظم من أؤلئك الفلاسفة أجمعين ، و كما قال سيدي يوسف بن المسيح كل نبي هو فيلسوف و ليس كل فيلسوف بنبي .
========================
يوسف بحر الرؤيا

يوسف بحر الرؤيا :
"الحمد لله ، الحمد لله وحده ، الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد و من تبعه من أنبياء عهده و بعد ، أريد أن أُعَقِّب في باب تطوير الفقه على موضوع التبني الذي ورد في القرآن الكريم عندما قال تعالى : (ادعوهم لآباءهم هو أقسط عند الله) ، هنا سبحانه و تعالى عندما تحدث قال أنه الأفضل أن يُدعوا إلى آباءهم إن كان معروف لهم آباء ، و قال تعالى : (و إن لم تعرفوا آباءهم فإخوانكم في الدين و مواليكم) هنا سياق القرآن يتحدث على أن الأوجب و الأفضل أن يُدعَوا إلى آباءهم ، اليوم في العصر الحديث كَثُرَ الأطفال الذين يحتاجون إلى الرعاية و الكفالة و لكن الكفالة و الرعاية اليوم أظهرت عدم فاعلية تامة فكان من الأفضل أن يعود موضوع التبني مرة أخرى و أن يحمل هذا الطفل الذي لا يعرف أبويه أو عَرَفَ أو عُرِفَ له آباء و لكنهم تخلوا عنه أن يُنسب على الأوراق بإسم رجل يقوم بتبنيه و كفالته ، و كفالته مدى الحياة و كذلك تَحِلُ عليه أحكام الميراث و يرث أباه المتبني له ، و هذا لا بأس فيه و هو لا يتعارض مع مقاصد الشريعة بل بالعكس هو يتوافق مع كُليات الشريعة و مقاصد الشريعة ، كنتُ قلتُ لكم قبل ذلك أن التبني أي التبني بالإسم يكون للأطفال الذين لا يُعرف لهم نسب أو لا يُعرف لهم والد ، اليوم أقول أنه لا بأس في ذلك و إن كانوا لا يُعرف لهم آباء يُسَموا بأسماء الآباء المتبنين لهم أو الأمهات المتبنين لهم ، و كذلك الذين عُرِف لهم آباء و لكنهم إيه؟ تم التخلي عنهم يجوز التبني بالإسم وفقاً للمصالح ، و وفقاً لدرء مفاسد إيه؟ أنّه مُقَدم على جلب المصالح ، لأن المصلحة في التبني التام في هذا العصر هو أفضل ، هذا بالنسبة لمسألة التبني ، بالنسبة لمسألة الميراث في تطوير الفقه ، قال إيه؟ الفقهاء قديماً أن الأب المتوفي لا يرث أبناءه من جدهم إن كان حياً وقت وفاة الأب ، لأن الأعمام يكونوا حاجبين لاؤلئك الأحفاد ، و أنا أقول أنه من باب تطوير الفقه ، من باب المصلحة و المفسدة نقول أن هؤلاء الأحفاد هم أَولَى بالميراث من غيرهم لأنهم فقدوا آباءهم و أقول أنهم يرثون مُجمل ما كان سيرثه أبوهم لو كان حياً من جدهم أو جدتهم أو ما آلَ إلى أو ما كان سيؤول إلى أبيهم لو كان حياً من ميراث ، بل بالعكس هم أَولَى بذلك و هم أَولَى بذلك الميراث من غيرهم ، فلا بأس في ذلك ، و هذا من باب تطوير الفقه ، و كلما سنحت لنا الفرصة في الحديث في هذا الباب ، باب تطوير الفقه تحدثنا لكم و أعلمناكم ، هذا و صَل اللَّهم و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم ."
اسماء :
سؤال يا نبي الله بالنسبة للطفل المُتبنَّى ، هل يُعتبر مثل الطفل الذي من الرحم يعني في علاقته مع إخواته الذين ولدوا من أبيه أو أمه المتبنين ، يكون للطفل المتبني نفس الحُرمات ، يعني مثلا الطفلة المتبناة عندما تبلغ لا تُبعد عن والدها المتبني أو إخوتها الأولاد من صُلبه بصفتها ليست من دمهم؟؟ .
يوسف بحر الرؤيا :
التبني بالإسم هنا يعطي حق الإرث و يتم التعامل مع الطفل المتبنى نفس التعامل مع الطفل القريب بالدم , فيجري عليه نفس أحكام القرابة بالدم لينصلح حال المجتمع و الأسرة , و هو الأفضل في هذا العصر , و هناك شاهد على ذلك من القرآن في مسألة الربيبة فهي تكون لمتبنيها كالابنة من الصلب لا فرق , و هناك أحكام اخرى أخبركم بها في مستقبل الأيام بأمر الله تعالى في باب تطوير الفقه و كل ذلك بسلطان من الله تعالى .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق