حازم :
نبيٌ كتب، ونبيٌ تلا، ونبيٌ ذُكر.
تحوي هذه الخطبة كمًّا هائلاً من الأسرار والمعارف النبوية؛ فأنت تسمع فيها لأنبياء عهد محمد: نبيٌ كتب، ونبيٌ تلا، ونبيٌ ذُكر. وسرّ هذه الصلاة الفريدة أن المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام قد ذكر فيوض نبوّة النبي صلى الله عليه وسلم على أتباعه، وحقيقة انعكاس نبوّته صلى الله عليه وسلم في ذاته المباركة. ثم تناول المسيح الموعود عليه السلام حقيقة نبوّته ومهدويّته، وشرح فيض نبوّته وعِلّة تسمية مقامه بالنبوة، فأوجز وأبدع في بيان هذه الجوهرة الفريدة. ثم ولج يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام هذه اللجّة الروحية، فبيّن انعكاس نبوّة المسيح الموعود ومهدويّته فيه، وسرد ذلك بإبداع وإلهام.
فما أعظم أن تدركوا هذا المجلس المقدّس، وهذه الصلاة الروحية، في يومٍ مبارك، ضمن عائلة روحية مباركة، حيث ذُكر خاتم النبيين، العظيم محمد صلى الله عليه وسلم، كما ذُكر أنبياء عهد محمد:عليهم جميعًا صلوات الله وسلامه، آمين.
تكلم سيدنا المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام في هذه الصلاة عن نبوّته ووحيه، وتشريفه بمكالمة الله ومخاطبته. كما تحدّث عن استمرارية النبوة والاصطفاء الإلهي. وتحدّث سيّدنا يوسف بن المسيح عن نبوءة "حمامة البشرى" بشأن الابن الموعود يوسف بن المسيح، وسردها بأسلوب إبداعي مستلهم من كلام المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام. كما تحدّث سيّدنا يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام عن الإمامة والخلافة الروحية الحقيقية، وبيّن معناها في القرآن الكريم على أنها خلافة وإمامة روحية، قائمة على المكالمة الإلهية. وذكر فيض النبي على أتباعه، وشرح قوله تعالى: ويُؤْمِنُ لَهُ المُؤْمِنُونَ، موضحًا أنها إشارة إلى إفاضة النبي على الخلّص من أتباعه، حتى يصيروا أولياء ومحدَّثين وأنبياء، ببركة فيضه عليه الصلاة والسلام.
وتوسّع المسيح الموعود عليه السلام في شرح نبوّته وفيض النبي فيه، وذكر سيّدنا يوسف بن المسيح، بهذه المناسبة، حديثه مع النبي صلى الله عليه وسلم في الرؤيا، وبيّن كيف أن المسيح الموعود يمنح الأمة اليقين، كما يفعل كل نبي مرسل. فاليقين والكلمة هي القاطرة المحرّكة للحضارات، كما ذكر سيدنا يوسف بن المسيح ثم اختُتمت الصلاة بقول المسيح الموعود "إنما الإله الحق مَن بَعث رسوله في قاديان". وأقم الصلاة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق