الفجوة
لا زالت
الفجوة تتسع كل
يوم بين المسلمين
و بين الغلبة
على العالمين على كافة
المناحي الاقتصادية و العسكرية و التكنلوجية منذ
عام 1889 م
و ذلك بسبب
رفضهم للإمام المهدي عليه
السلام و الذي
أنبئهم عن هذا
المآل إن هم
رفضوا دعوته و بشارته .
في البداية أخذ
الاضمحلال يزداد ضراوة
في السلطنة العثمانية
ثم أُلغي مُسمى
الخلفة عام 1908
م ثم دخلت
الحرب العالمية الأولى
عام 1914 م
فغُلِبت السلطنة العثمانية
ثم أُلغيت دولتها
عام 1924 م و
تحولت تركيا إلى
اللادين من وقتها
. و منذ ذلك
الوقت و الإسلام
الملوكي بعيد عن
المعادلة السياسية العالمية
بل إنّ كل لحظة
تمر الآن هي
خسران متتالٍ و كل ذلك
بسبب رفضهم مبعوث
السماء الذي أنبأ
عنه رسول الله
صلى الله عليه و سلم
و أخذ الله
منه الميثاق على
ذلك . و
كذلك سنة الله
في الأمة التي
ترفض مبعوث السماء
{ و ما
أرسلنا في قرية
من نبيّ إلا
أخذنا أهلها بالبأساء
و الضّراء لعلّهم
يضّرّعون } فها
هي الفجوة تتسع يوما
بعد يوم بين
المسلمين المكذبين و
بين مبعوثهم الذي
كانوا ينتظرون السيد
المسيح أحمد (
عيسى ابن مريم
) ( و لا
المهدي إلا عيسى
ابن مريم ) و قالوا
حججا و اهية كتلك
التي تعذّر بها اليهود
عندما رفضوا محمد
خاتم المرسلين أجمعين .
فقالوا
هنديّ كما قالوا
عن الرسول عربيّ
؟!! و قالوا
لم نره ينزل
من السماء بشكل
مادّيّ كما أنّ
اليهود كانوا ينتظرون
نزول إليّا من
السّماء قبل ظهور
المسيح النّاصريّ (
ملك بني إسرائيل
) فرفضوا يحيى (
إليا ) و
رفضوا عيسى و
رفضوا محمد و
هاهم يهود الأمة
يرفضون أحمد .
( اسمه يواطيء
اسمي ) ( أجلى
الجبهة ) ( أقنى الأنف
) ( في
لسانه لكنة )
( من فارس
) ( آدم
) ( سبط
الشعر ) كما
قال الرسول عليه الصلاة و السلام . من قرية يقال
لها ( كدعة ) ( الحارث ابن
حراث ) ( له آيتين لم
تكونا منذ خلق
الله السماوات و الأرض ينخسف
القمر لأول ليلة
من رمضان ثم تنكسف
الشمس في النصف
منه و لم تكونا منذ
خلق الله السماوات و الأرض ) (
يقتل الدجال عند
باب اللد الشرقي
( لدهيانة )
)
إنّ الفجوة تتسع
بمرارة بسبب غباء
مشايخ الضلالة ,
و في أثناء
هذه الفجوة الزمنية
الفكرية بين بعثة
المهديّ و توال
الزمان دون تصديقه
يحدث الاستبدال ( و إن تتولوا
يستبدل قوما غيركم
ثم لا يكونوا
أمثالكم ) و هو
تفسير ( ثم
بدلنا مكان السيئة
الحسنة ) أي
استبدلنا السيئين و وضعنا مكانهم
المحسنين و يستمر
الاستبدال حتى يكون
مصير السيئين (
حتى غفوا )
أي حتى أكل
عليهم الدهر و شرب و
حتى اندرست مكانتهن و بليت .
الجدير بالذكر
أنّ خلافة الإمام
المهدي قد بدأت
عام 1908 م
و الغريب العجيب
أنّ المصلح الموعود
تولى الخلافة بعد
وفاة الخليفة الاول عام
1914 م ؟!!!!!!! و
الأغرب أنّ السلطنة
العثمانية أُلغيت رسميا
بعد مرور عشر
سنوات على خلافة
المصلح الموعود !!!!!!
ولن يعود للمسلمين العز و السؤدد أبدا حتى
قيام القيامة إلا
بعد أن يصدقوا
مبعوث السماء الذي
هو خير عند
الله منهم جميعا
. إنّها الحقيقة
!!!!!! قد تكون
قاسية و لكنها إرادة
الله في المكذبين
برسله .
لقد علمني الإيمان
بالإمام المهديّ أنّ
المشاعر و الأحاسيس
من حب و كره و ارتياب و عدم
مبالاة و تصانيفها تنشأ من
مفردات أحادية أو
ممزوجة من الجسد
و العقل و
الروح و الوجدان
. فالجسد
له غذاء و
العقل له غذاء و
الروح له غذاء و الوجد له
غذاء , و هي
مكنونات و مخرجات الإنسانية على
مر تارخها السحيق
, هذا ما
نعرفه حتى الآن
.
قد ينتج الشعور
أيّاً كان من الجسد وحده
أو العقل وحده
أو الروح وحده
أو الوجدان و
حده أو كليهما
أو من ثلاثة
أو كثر .
فمن غذاء الجسد
الطعام و الشراب و الجنس و
الرياضة , و من
غذاء العقل الدرس
و التحليل و
الإلقاء و الحفظ
, ومن غذاء
الوجد الأدب و
الشعر و الفن
الراقِ و الموسيقى الوجدانية
. أما غذاء
الروح فهو أحاديّ
متعدد الصور و
الأشكال و هو الاتصال بالله
المتعال . فقد
يكون الاتصال مناميا
أثناء النوم أو النعاس
و قد يكون
مقاميا أثناء اليقظة
و قد يكون بين
بين , قد
تكون إشارة أو
كشف أو رؤيا أو
إلهام أو مكالمة
أثناء المنام أو
المقام , و
قد يكون الوحي
تيشيريا أو تحذيريا
, تربويا عتابيا
, أو مدحا
ثنائيا , له
درجات و وضوحات مختلفة متدرجة
. قد يكون
للحماية و الكفاية
و هو في أصله هداية
. برا و بحرا و جوا . و
في أي
مكان و زمان من
المجال الدنيوي ّ الداني ,
يُرفع الحجاب إلى
المجال السماويّ السامي .
خارج أبعاد الزمان
و المكان .
إنه السفر عبر
الزمن . إنها
هدايات الإله .
الله قديم أزليّ
أصل الحياة و النّشوء , و
كلّ المصادر و
الجذور عليم مآلات
النهاية المتعددة ,
التعرف عليه هو
السبب و الحياة .......الله.......
و عليه
فإنّ الاتصال يتبعه
انقطاع , و
الانقطاع يتبعه اتصال أقوى
من سابقه و هكذا درجات
تلو درجات في
جنات النعيم الإلهي
الأبدي المقيم .
إنّها حنانات الوحي
و رنّاتِ النخاطبة
و سحر المكالمة
و خفة الإشارة
و رؤية المستقبل
و معرفة الحاضر
و الاطلاع على
الماضي , كشوف و إلهام
, نور و برهان
تام .
إنّ الفجوة
بين الأمّة و
الروح سحيقة , و
لن يتحرك
كليهما إلى مرحلة
الالتصاق و الاتساق و
التطابق إلا بمبعوث
السماء عيسى بن
مريم الذي أخبرنا
عنه سيدنا خير
الأنبياء . إنّها
أنهار التوحيد و الحرية السماوية
, إنّها الانفراج
و الانبلاج الذي
يكسر صيام الصبر و الغفلة . الصبر
على الجهل اللئيم
الأليم المظلم على
مر السنين ,
سنين النسخ و
الدم الحرام ,
وكل ذلك بسبب
يهود الأمة من
المشايخ اللئام .
أحبار الغفلة و
الكذب و الرياء
و الكبر الهدام .
الطريق
انشقّ بمياه عذبةٍ
زرقاء من بُعد
. رقراقة من
قُرب , شفافة
من دنوّ شفتاي
آخذةً بشُربْ .
الهواء يهيج مجعدا
الصفحة كجبهة .
و القارب يتهدهد
. من فيه
يقول يا رب
.
يزيد نبضه ,
يقل صبره ,
يلوم غيره ,
يشتري له أبْ
.
قد مات أبوه
. أهله إلى
القبر لَحَدُوهْ .
و بالتراب غطوه
. ينزف دما
. يدمع نهرا
. ياله من
حب . و
يظل يُبحر .
إلى المدينة يعبر
. بالكاد يزفُرْ
. على الشاطيء
يلتحم بالقطب .
يا دعوة المسيح
الموعود أنتِ حبيبتي
. ضُمّيني .
غطيني . قبليني
من جبهتي .
اعبثي برأسي .
حركي شعري .
تنهدي حانية على
جفني . أكملي
معي الدرب .
نسيت الحبل .
أجذبه كما فعلتُ
من قبل .
أربطه في ساق
الشاطيء العجوز الكهل
. ياله من
قِدَمٍ كَقِدَمِ حبنا
الصامت سنين الجدب
. آآآآآه , لا
تتركي القرب .
سأنحني للرب .
اطلبي منه أن يضمنا إليه
معا ملتصقين بكل
قوة و جذب .
صفحات
الورق من كتب
الأرق تتطاير تملأ
وجه مجرى العيون
ذاك الأزرقُ من
بُعد . ما
عاد رقراقا من
قُرب . ما
عاد شفافا من
شُرب . ما
عاد الهواء يهيج
به كجبهة غضبان .
و أنا
بجوارك أبتسم لكِ
. فتبتسمين .
قائلا : و
هكذا ثَبَّتُّ أركان
الفجوة في الفكرة
و جلبتُ لكِ
ما بها من
لُبّ . د محمد
ربيع (
5\3\2011 ) مصر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق