التكوير
إنّ من
معاني التكوير هو الدخول
في كور جديد
على أصعدة شتى , فالحضارة المادية التي أنعم الله بها
على الإنسان في
المائتي سنة الأخيرة هي
تكوير , و ظهور
أسرار القرآن و معانيه
على لسان الإمام
المهدي هو تكوير
, إذن التكوير هو الدخول
في كور جديد
لم يكن مفهوما و لا
معلوما من قبل
, يوم تبدل
الأرض غير الأرض و برزوا
لله الواحد القهار ,و ليس
التكوير هو ما
تقوله البهائية من
الانتقال من كور
النبوة إلى كور ا
لمظهر الإلهي و انتهاء
الشريعة الإسلامية ,
فهذا بهتان عظيم
, و لم تثبت
لهم أدلة لا
من كتاب إلهي
أو من سنة
نبي أو من
واقع عملي , و
الشهادات الروحية و المادية
تدلل على بطلان
هذه الفرقة الشيعية
المنحرفة , المهم
: إذا الشمس
كورت - شمس
الحضارة المادية و الروحية
و الشمس نفسها , بمعنى
يوم نكتشف دوران الكواكب حول
نفسها و حول الشمس التي تدور حول
ذاتها أيضا فهذا
تكوير , و يوم
نتمتع بحضارة العصر الحديث
التي لم ينعم
بها أعظم ملوك الدنيا من
قبل فهذا تكوير
, و يوم نتمتع
بكنوز الإمام المهدي
عن القرآن و عن
الله و عن سيرة
الرسول فهذا تكوير
. إذن :
التكوير كلمة جميلة جدا و
ممتعة للغاية ,
التكوير . تأمل
الكلمة و تذوقها ببطء .
و
الحقيقة أنّ النبوة على مرّ
تاريخها منذ أكثر
من ستة آلاف سنة هي المظهر
الإلهي في الإنسان .
فالنبوات هي مرآة للمظهر
و الخُلُق الإلهي دائما
. و يزداد هذا
الوضوح و الانعكاس و يقل
بدرجات في كلّ
نبيّ , هم
درجات عند الله .
هم
متحدون في المصدر
متفاوتون في المخزن
. إنّ مقام
النبوة أمر رائع و
بديع .
و هو من أعظم الدلالات الإلهية على و
جود الله . و منذ
الآباد السحيقة و الأحقاب البعيدة
, و هذا الكون
يتجدد باستمرار و يأخذ
في التطور و الدخول
من كور إلى
كور , سلسلة
من الأكوار و التكويرات
المتعاقبة . و لما أن
تطور الجنس البشري
و صار مهيئا
لتقبل الرسالات الإلهية , دخل
البشر في كور
جديد ببعثة آدم
عليه السلام . و
هذا لا
يعني انتفاء الإلهام
الإلهي للبشر أو
الحجر أو الشجر
أو النحل عبر
العصور ,لأنّ صفات
الله أزلية , إنما
هذا الوحي دخل
في كور جديد و
هو بعثة
الرسل بشكل مباشر
, و لما أن
كان زواج الأخ
باخته مباحا في
الشرائع الإلهية القديمة
, دخلت هذه
العلاقة الحميمة إلى
كور جديد فحرم
الله زواج الأخ
باخته أو ببنته
أو بخالته أو
بعمته و هكذا سلسلة
من التطور الروحي
و المادي , سلسلة
من الجلاء و التجلي
و الوضوح الروحي و المادي ,
أكوار تلو أكوار
, آباد تلو
آباد , إنه التكوير
. إذا الشمس
كورت .
و
ببعثة الإمام المهدي
, فإنها إشارة
إلى دخول البشر
في كور جديد
بل إلى كور
أخير في مشهد
الكون و مشاهده المتتالية
, إنّ جماعة الإمام
المهدي في الأمة
الإسلامية هي جماعة
الله الأخيرة , و
هو الطور
الأخير الذي ينتهي العالم
بعده كما وعد
الله تعالى .
إنه أمر مخيف و مرعب
للمتأملين . و يتوه
هذا المعنى النبوي
الروحي الإلهي عن
العاصين , فلا
يفهموا المجازات القرآنية
الربانية و لا الإشارات
النبوية الرسالية فما
يكون أمرهم إلا
كما وصف الله سبحانه في
كتابه الأخير ( لا
تأتيهم إلا بغتة
) أي أنّ
القيامة لا تظهر إلا
فجأة مما يدل على
أنّ علاماتها الكبرى
هي مجازية إمتحانية إبتلائية
إختبارية لا يجتازها
إلا الخائف التقي النقيّ
الأحمديّ .
إنه التكوير
الأخير على الكفار مرير و
للمؤمنين قرير , تقر
به عيونهم و تستقر عليه
جنوبهم و تنشرح له
صدورهم , يتصدرون
المقدمة , و يقومون
بالمهمة , و يباشرون
القمة , قاموا
مسرعين , و بالمهديّ
فرحين , و إلى
الله خاشعين , خشعٌ
و نقع
, شهقٌ و صدع
, فرقٌ و طبع ,
ينتقعون في الروح
, و يصرعون الجروح
, و يطبعون الملوح
, روح الله
, و جرح اللاه
, و ملح الآه , فيعبدون
الله , و يحذرون
اللاه , و يستنشقون
الآه , تلك
الآه الفهيمة , تلك
الآه الدالة على سنوات الندم
, آه على
سنوات النسخ و الدم
الحرام , آه
على ملوح لم
نفهمها , و آه
على مهديّ دعوته
لم نتبعها ,
آه ثم آه . فيها
حلاوة و ملوحة ,
كذلك ندم و جروحة ,
سعادة و ألم , كتاب و
قلم .
و
منذ أن
قتلت أفغانستان و أهلها أول
شهيدين من أتباع
المهدي و هي ترزح في
كور من الدمار
و الخراب و الذل المتعاقب
تلك الأرض التعيسة
التي سقطت من
عين الله . و
منذ أن بعث روح
الله المهدي و جماعة
من المسلمين الذين
اتبعوه و غيرهم من
غير المسلمين من
اتباعه و هم في
كور جديد من
تهللات الروح تتسلل
إلى أعماقهم و حيواتهم
و أنفاسهم و بسماتهم . جذع
الشجرة , عندما
نأخذ قطاعا عرضي
فيه , نجد
أكوار من حلقات متتالية متحولقة
تعبر كل منها
عن كور سنوي
زمني مرت به
تلك الشجرة , و
على نسق ذلك , فإن
شجرة الحياة الإنسانية تمر بأكوار
مختلفة منها الرئيسي و منها الفرعي
,
أئمة الكفر
من مشايخ الزمان
اليهودي الجديد ,
أدخلوا غرقدهم إلى
كور جديد و مميز
من الكذب و الخيانة
و الاستهانة و المهانة , ذلّ و عطب
, غِلٌّ و لُقط , لقطاء
الأفكار الزانية النجسة
التي تشتم الرب
العليّ . أكوار متتالية
, لكنّ المهم
هو أن تختار
الكور الإلهي و ترمي
الكور الشيطاني , و
كما أنّ
المادة الكونية اكتملت في
ستة أكوار ( أيام
) ( مراحل ) ( من بلايين السنين ) و
هكذا المادة تأخذ
وقتا أطول , فعلى
نسقها فإنّ الكون
الروحي البشري اكتمل
مع نهاية الألف السادسة
ببعثة روح الله المهدي خادم
النبيّ العربيّ .
فالكون اكتمل ماديا
و كذا اكتمل بعد
ستة آلاف عام
من بداية الوحي
الرسولي روحيا ,
إذا الشمس كورت
, أي إذا
دخلت روح النبي
الأعظم و نبوءاته إلى
كور التأويل و التعبير و التحقق
, فها هي نبوءاته
تعبر عن
نفسها و ها هو صدقه يتجلى
في العالمين ,
لقد كانت نبوءاته
نفسها عن هذا
التكوير المادي الحضاريّ
و كذا الروحي الأخير
لجماعة الله الأخيرة
, هذا زرع
محمد , و ها
نحن نزرع و نحصد , نأكل و
نشبع ,
إنها حنانات الكلمة الإلهية على
الحضرة المحمدية تفسرها
الأنوار المهدوية , و
هكذا نفهم كلام
المهدي بأنّ الله يتجلى
لأوليائه و أصفيائه في حلل جديدة ,
و هو هو نفسه ذات
الإله الواحد لم
يتغير , إذا
الشمس كورت .
و
أؤكد لكم
, أنّ الغرقديون
و مشايخهم مع مرور
الزمان و الأيام يشعرون
أنّ الله
قد تخلى عنهم و
أخلف وعده معهم هذا
ما سيحسون به
. و هو نفس
الإحساس الذي مر به
اليهود مع بعثة
المسيح الناصري , و هو
نفس الإحساس الذي
أحس به النصارى مع
بعثة محمد النبي
الأعظم , و ها
هو الشعور يتكرر
مع اليهود الجدد
من أمة محمد
مع بعثة المهديّ
الذي يجدونه مكتوبا
عندهم في القرآن
و السنة و الإنجيل و الكتب
الإلهية الأخرى لمن
تفحص . نعم
, إنه التكوير
.
و
للعلم ,
فإنّ القحطاني ( بن لادن ) كان
أكبر تعبير عن
تلك الأزمة التي وقع
فيها المسلمون لما أن
رفضوا التكوير الإلهي
و رفضوا مبعوث السماء
الذي كانوا ينتظرونه .
فهي حالة أزمة
تعبر عن الصدمة
و الرفض للواقع المحيط
و عدم القدرة على
التعامل معه و هدايته
كما كان يفعل المهدي
, حالة نفسية من
عدم التصديق و الاندهاش
تبعها انغلاق و كراهية
, ذلك كان
القحطاني . فكل
من يرفض التكوير
الإلهي سيذهب إلى
التكوير الشيطاني لينهزم
غرقا في بحر
الدم الحرام . و القحطاني أيضا هي حالة القحط الروحي التي تفضي إما إلى المخدرات المادية كالهروين أو إلى المخدرات العقلية كسفك الدم الحرام و هي حالة أزمة عبر عنها المصطفى محمد في الزمن الأخير و أخبر أيضا عن الرويبضة و هو النقد الساخر الذي برز بجلاء و قوة في العصر الحديث و كانت مصداقا لنبوءات خاتم المرسلين عليه الصلوات و التسليمات أجمعين .
أرأيتم كيف خسرت
الأمة الإسلامية بسبب
رفضها للتكوير الإلهي
, كان من الممكن
أن نوفر تلك الخسائر
و الأزمات لو أنّ
مشايخ السوء قبلوا
الإمام المهديّ و لم
يكذبوه و يفتروا عليه . هكذا
تحملنا نحن المسلمون
وزر رفض مبعوث
السماء عن الأمم كلها
, فصرنا أذلاء لأننا تركنا
الإسلام الذي أخبرنا عن
المهدي و ضرورة البحث
عنه بدقة طاعة
لله و طاعة لرسول
الله , لكنّ كثيرين
من الأمة إما
معرضون كسالى لا
يريدون أن يبحثوا
أو أنهم معاندون
كاذبون يتخيلون كورا
شيطانيا لن يتحقق
أبدا , خيالات
تائهة , تكويرات
متوهمةخائفة يوما بعد
يوم من خساراتها
المتلاحقة المميتة ,
وهكذا رفضوا التكوير الإلهيّ
فشقوا و حجبوا نور
الإسلام عن العالمين
, إنها المصيبة
العظمى . د محمد
ربيع طنطاوي مصر
7\5\2011
والله كلامك يروي ظمئي
ردحذف