الخميس، 21 أبريل 2016

الطاقةُ السوداء و الطاقةُ البيضاء .





الطاقة السوداء و الطاقة البيضاء .
::::::
الطاقة السوداء سائدة منتشرة في العالم انتشار سواد القلوب و شر النفوس و سواد سوء الظنّ , و من مجموع هذا الانتشار الأسود تَخْلُصُ فئةٌ ليست بالقليلة في حزنٍ عظيم و الم نفوسٍ محترقة عمياء بغيضة مبغضة , فيفيضون على من حولهم بطاقتهم السلبية السوداء في عالم الروح , يكونون مغاليق كل خير مفاتيح كل شر فتموتُ قواهم القدسية , و تصير طاقة الشر صافية المنبع في نفوسهم المتولدة من إيذاءٍ رهيبٍ خارجٍ من ثالوثهم الشيطاني جسدهم و عقلهم و وجدانهم تجاه أرواحهم .
تنبعثُ موجات الشر متتالية كموجات البحر الاسود الذي ليس فيه موجات أصلاً لانها غير مرئية و لكنها وقتئذٍ تكون مرئية في عالم الغيب . فتخلق تلك النفوس موجاتها ذاتياً من اصل شرها فيحل المرض و الفقر و الجهل و الالم أينما اتجهتْ .
و كما أخبرتكم بأنّ كل تمثل روحي في عالم الروح يقابله تمثّلٌ مادّيّ في عالم الشهود يدلل عليه  , فترى على اثر ذلك النار و الخلل , ترى الزفير و العلل , ترى الصدأ و الزلل , ترى زُلَفَ الموتى تثير ضجيج الجحيم ,  ترى انقشاع البركة و حلول الريبة و الشركة , ذلك الشرك الرهيب أصل الشرور في الاكوان . تلك الطاقة السوداء هي ما يخفى على الطيبين و يظهر و يتحكم بالناشزين , تلك الطاقة السوداء هي ما تسمونه بالسحر الأسود .
و من شدة الم النفوس وقتها تنطق بهلوساتٍ ذات طبقة صوتية واحدة و ثابتة , تنطق النفوس لتفرغ ما بها من ألم و شر و طاقة سلبية مجهدة , يظن الجاهلون انها شياطين تلبس الإنسان , لكنها في الحقيقة نفوسهم الشريرة المتألمة هي من تنطق بهمهمات الوحشة و الخوف الشديد .
كذلك تقومْ ..... تقومُ تلك النفوس بعملية الإخراج بشكلٍ فاضح حادٍّ و ظاهرٍ للعيان .
إنّ الأرواح طاهرة على الإطلاق و لا يوجد أرواح شريرة , إنما النفوس هي التي يتم تصنيفها بالطاهرة و الشريرة . قد نلتقي بارواح عالم الغيب من موتى و غيرهم و نحادثها , لكنها لا تنطق عنّا و بلساننا , بل كل روح تنطق عن نفسها أو تُنطقُ نفسها الوليدة . قد نرى أرواح الملائكة و ارواح الشياطين متمثلة في الرؤا و الكشوف و نحادثها و هي لابسة اجسادها لكنها ابداً لا تنطق عنا , بل كل روح تُنطِقُ نفسها بما قدّر الله و رأى , بل سأذهب لأبعد من هذا و اقول لكم أنّه حتى شياطين الجن أرواحها مطلقة لكنّ شرها يكمن في نفوسها , جسد و عقل و وجدان و نفس و روح . تتفاعل الثلاثة الأول مع الخامسة لتنتج الرابعة .
أما الطاقة البيضاء , فهي طاقة مصطفوية لا تتكرر كثيراً لأنّ قاعدتها قليلة بين البشر , لكنها فور ظهورها مع النبي و الوليّ , فإنها تمسح طاقة الشر فتخفيها و تهزم تلك الوحوش و تفتت أفئدتها و سواعدها و اقدامها , حتى تستحيل إلى ذروات الرياح هباءً منثوراً ,  الطاقة السوداء كل يوم , لكنّ الطاقة البيضاء تاتي في يومٍ موعودٍ من الضحى و حتى الظهر  , 
و بين هاتين الطاقتين , طاقة متوسطة و طبيعية , و من اشكالها التخاطر و تحقق الأمنيات و هو ما نسميه ( بنتيجة الدعاء القلبي ناتج الرغبة النفسية و ليس الدعاء الكوني المتصل باصل الوجود مع أنهما كلاهما يتحكم فيهما و يحققهما أصل الوجود ) و من اشكالها أيضا إفاضة ألم المتألمين على الظالمين بتمثلات شبه مادية و شبه واقعية تقع في الخيال و في الحقيقة  كذلك و إفاضة بهجة السعداء إلى قلوب المبتغين و المرادين , , و يتمتع بها قدر كبير من المكلفين من كل الاتجاهات و العقائد حتى الملحدين , إنها طاقة إنسانية , لكنها ليست بقدرات قدسية بيضاء , إنما هي طاقة فيضية تتردد بين مرايا النفوس البشرية المختلفة , أصلها هو النفس و ليس الروح  . د محمد ربيع , مصر .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق