الخميس، 16 يونيو 2016

شمعاتُ فيصلة في صفحة القدر مُعَنْوَنَة .




شمعاتُ فيصلة في صفحة القدر مُعَنْوَنَة .

::::::

{ رُبَمَا يودُّ الذين كفروا لو كانوا مسلمين } حِجْر 3

رُبَى : سُمُوّات و ارتفاعلت و علوات . ربوة .
ما يود الذين كفروا : الذي يرغب به الكافرون في أن يكونوا مسلمين .
لكنّ الذي يمنعهم هو ذلك الحجر الذي صنعوه بعقولهم و يحجر و يفصل بينهم و بين تلك الربى المرتفعة , ربى الروح و الإيمان اللذيذ .
و هو قسمٌ إلهي بتلك الرُّبَى و الرغبة الكامنة لدى الكافرين ليكونوا مسلمين . رَبى يربو إلى . أي يرغب في هذا الامر .

===================

لطيفة : لذة التنبوء و تحققها بظهور النبوءة للعيان المشهود المنظور هو إحدى دلالات وجود الإله .

========================

كذلك { رُبما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين }
بمعنى أنّ الله يعلم الاحتمالات و يوفق بينها  و لا يعلم الاختيارات التي سوف يتخذها المكلفون و هي من أدلة مبدأ ( فينظر كيف يعملون )
و معناها ( رُبَّمَا يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين )
الله يخبرنا عن طبيعة اختيارات المكلفين أنها اختيارات حرة و نزيهة و مستقلة بلا ادنى تزوير أو تزييف و فقا لإرادة الناخب و هم المكلفون مستقلين في ذلك استقلال الإله .
و الله يغرسُ شمعات فيصلة في صفحة القدر مُعَنْوَنَة , هذه الشمعات الفيصلية لا بد لها أن تتحقق و حتماً , لكنّ اختيارات المكلفين تكون داخل المسافات التي تفصل بين تلك الشمعات , بنا أو بغيرنا تتحقق تلك الشمعات أي نقاط الفيصلة مثل بعث النبيين و تولد المواليد و البدايات و النهايات المختلفة , الله يستطيع تحريك تلك الشمعات الى الأمام أو إلى الخلف لكنه لا يطفئها بل تظل مشتعلة اشتعال جذوة روح الإله الازلية الابدية  الماورائية في المالانهاية السرمدية بعيدا عن الزمان و عن المكان .
بنا أو بغيرنا تتحقق تلك الشمعات , الاختيار لنا , و الشمعات له سبحانه .

===========================

لقد أحب الرسول ان يكون مع المساكين يوم الحشر و قال المسيح الناصري ( طوبى للمساكين ) , قد يظن الظان هنا أنّ المساكين هم الفقراء قليلوا الاموال المادية ,  كلا  ,  بل المساكين هم المساكين بالروح , و التي تسكنهم موهبة الروح القدس و تبرز من تجاويفهم النفس المطمئنة ,  من قال ان الأنبياء مدحوا الفقراء أو الفقر ؟؟؟, بل الفقر هو عدو الإنسانية يجب عليها ان تحاربه ليل نهار ,و قال علي ّ ( لو كان الفقر رجلا لقتلته )
الله سبحانه و تعالى لم يبعث رسله لشقاوة عباده بل بعثهم ليحيوا حياةً طيبة بنص القرآن و بمتن حروفه المتكلمة إلى الابد .
مفهوم المساكين ليس الفقراء بل هم المسكونون بروح القدس و الوصال مع اصل الفيض في الاكوان ربي و رب آبائي من قبل إبراهيم و اسحق و يعقوب . د محمد ربيع , مصر . 





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق