الجمعة، 15 يوليو 2016

الملاكُ الأكتع .

الملاكُ الأكتع .

::::::

لقد أراد سقراط لشعبه أن يفكر و يقترح و يبتكر و يتفلسف و سعى الى اقامة ما اسماه فلسفة العوام , كانت هذه التي سببت إعدام  سقراط , سأله محاكموه : عدنا الا تدعوا الناس للفلسفة و الحوارات و لا نعدمك , فرفض اعطاء وعدٍ بذلك ,     فأعدموه , تقول الرواية انهم حكموا عليه بتجرع السم و تقول الرواية ان  بوذا كذلك سمه أحد معارضيه و اكل الطعام المسموم رغم معرفته بذلك و نهيه ابن عمه اناندا من اكل ذلك الطعام المسموم كما تقول الرواية ان الرسول كذلك مات بالسم الذي اكله رغم انه عرف انه مسموم و منع اصحابه من اكل الشاة المسمومة , باختصار : انا لا اوافق على تلك الروايات التي هي ضرب من الانتحار الذي عارضه الرسول و بوذا و سقراط , اذكر انني قرات نصا لبوذا يعارض فيه الانتحار بشدة و ينتقد العقيدة الجانتية الهندية التي تبجل ذلك .
لقد مات سقراط بسبب رغبته في اقامة ما اسماه فلسفة العوام اي ما نسميه اليوم بالفكر الحر و الراي و الراي الاخر , اما بوذا فقد أراد أن يزرع في اتباعه مبدأ الشك و الفكر الحر و عدم التقيد بالموروث و تعريضه دوما للنقد حتى أنه وصل للقول بانه عليكم ايضا دائما ان تعيدوا النظر في كلماتي و تعرضوها على مبدأ الشك .
لقد نشأ بوذا في بيئة هندوسية تؤمن بتناسخ الارواح من جسد لجسد اقل منه رتبة في هذه الدنيا لتتعذب و يتم عقابها جسدا بعد جسد و ليس معنى ذلك أنها عقيدة صحيحة , فجاء ليخرج الهندوس من الظلمات الى النور بعد ان بدلوا تعاليم كرشنا عليه السلام , لقد جاء ليخلصهم من هذه العقيدة الفارغة فقال لهم عليكم ان تعملوا جاهدين الى النقاء و الصفاء لتصلوا الى النرفانا ,و هي حالة عدم تناسخ الروح في جسد دنيوي آخر لكي يفر المرء من هذه الدائرة المفرغة و من هذا العذاب الاليم المتتالي و قال ان غاية تعليمه هو وصول تلك الروح الى النرفانا و هي درجة الفناء في العالم الدنيوي بشكل تام لتصل الروح للعالم الآخر كي لا يتم عقابها في اجساد متتالية , لقد خاطب بوذا الهندوس على قدر ثقافتهم وقتها وعلى قدر عقولهم , لقد أرسى بوذا مبدأ أصل الإيمان و هو الإلحاد ثم الشك ثم النبوة و هو المبدأ الذي حدثتكم عنه و لم اكن اعلم ان بوذا اتخذ نفس المنهج في تعليم اصحابه و لقد سرني ذلك و ادهشني كثيرا .
و كان يتحدث في حواراته بشكل يشبه حوارات سقراط ؟, إنهما نبيان عظيمان , اسلوبهما عملي و رائع , كان الرسول و المسيح يستخدمان اسلوب ضرب الامثال , و كان هذان يتخذان اسلوب المحاورات و السؤال و الجواب , و رغم رقي اسلوب ضرب الامثال و عمقه الا انني اعجبت ايضا بمحاورات بوذا و سقراط مع اتباعهما و معارضيهما .
لقد قال بوذا أن اصل الالم و الحزن في هذا الكون هو الشهوة , فإذا قتلنا اهمية الشهوة و بغيتها قتلنا بالتالي المها , هذا امر جيد لكنه متطرف تطرف عقائد هندوسية كانت تدعوا للامتناع عن الاكل حتى الموت تقربا للاله , لم تكن تلك الاديان كاملة و لكنها كانت مناسبة لظروف وقتها ,
و كما حرفت طوائف الهندوس تعاليم الفيدا و كرشنا كذلك حرف اتباع بوذا سيرته بعد موته و نسبوا اليه الخوارق التي كان دائما بوذا يسخر منها و من مصدقيها , و لا شك عندنا في دخول اياد الوضع و الترقيع مواضع كلمات بوذا  المقدسة , و كذا كلمات سقراط  المبجلة, .
أخي بوذا علمنا أن مبدأ الشك هو اصل الإيمان و اساسه و مبداه . لقد حرم تقديم القرابين في المعابد الهندوسية وحرم على اثر ذلك ذبح الحيوانات في تلك القرابين بل ذهب اتباعه في تطرف مقيت لتحريم قتل اي دابة فيها حياة على وجه الارض ؟؟؟ حتى الدود في طينه !!! و لكنني اتسائل لماذا اتباع بوذا المنتسبين اليه زورا و بهتانا يقتلون المسلمين الابرياء في بورما   , ايها الاغبياء عليكم الا تشربوا الماء و الا سوف تقتلون بذلك وحيدات الخلية العالقة في المياه!!!!
و أخي سقراط علمنا أن الفلسفة و الفكر هو لكل احد من العوام و الفلسفة هي التفكير و الاستنتاج العميق  , لقد تحققت رغبة سقراط اليوم على صفحات المدونات الالكترونية و الفيسبوك فالكل صار يتفلسف بغض النظر عن صحة فلسفته , المهم ان الفكر قد تم اعماله .
لقد واجه بوذا آلهة الهندوس المتعددة فقام بتعليم اتباعه مبدأ الشك كي يكفروا بتلك الآلهة المتعددة كي يصلوا الى الالحاد ثم جعلهم يتعلقون باصل الوجود الحي الواحد الاحد ,
قليلوا الفهم هم من يقولون ان البوذية الحاد , اصل تعاليم بوذا هو ما ذكرت لكم , لست مسؤولا عن ضعف فهم القاريء او سوء نقل الراوي او ابطال مبطل من المبطلين الهندوس الذين كانوا يكرهون بوذا فصوروا دعوته على انها دعوة الى الالحاد . و لو قلتم نسأل البوذيون اليوم عن الحقيقة فاقول لكم فالتسالوا الهندوس ايام بوذا عن الحقيقة ايضا , عن حقيقة الفيدا فهل سيجيبونكم اجابات السماء , كلا .
لقد كانت هناك ردات فعل من اتباع بوذا ضد عقيدة الهندوس فانكروا الاله تبعا لانكارهم للالهة المتعددة , كما ان بمحاربتهم لفكرة تناسخ الارواح بالنرفانا جنحوا الى انكار البعث و الخلود و كل ذلك خارج ضد مراد بوذا عليه الصلوات .
و لقد كانت كلمة فشنو تعني الله في الهند وقتها و هي كلمة لها دلالة الانتشار الخفي اللطيف , و اذكر منطقة الفشن في مصر لا ادري اسكنها الهنود قديما مهاجرين ام ماذا , لا ادري .
المهم , لقد كان ابن بوذا اسمه راهولا و لقد تنبا بوذا بفساد البوذية بعد 500 عام ليعود شبيهه من جديد و هو بالفعل كان المسيح الناصري الذي هاجر لكشمير و الذي كان البوذيون يلقبونه براهولا اي روح الله . و هو بمثابة الابن لبوذا .
إنّ ردات الفعل سدا للذرائع هي دائما تلك الزائدة الدودية التي يجب ان يتم ازالتها عبر العصور , لقد كان بوذا يتوجس من النساء الخيفة . ذلك ان دينه لم يكن الدين الكامل , لقد ترهبن كما فعل المسيح الناصري في مبدئه , لكن القوة هي في الوصال بالله بالنرفانا و كذلك عدم التطرف في قتل رغبات الوجد و الجسد . من استطاع ذلك فهو صاحب الدين الكامل و هو دين محمد و نحن اتباعه .
لقد ذكرت التفاسير البوذية أنّ من معاني النرفانا هو الاتصال بالله , و كذا من معانيها هو السكينة و الاطمئنان العظيم و كذا من معانيها هو انطفاء جذوة الشهوة الجسدية و اضيف انا فاقول ( و تخدير الاخلاق السفلية )
ان من يتبع دين بوذا في وقته و دين سقراط في اوانه مع جودتهما  فانه يصبح كالملاك الاكتع , جيد لكنه ينقصه دائما شيء , مفيد لكنه غير كامل .
و مع احترامي و تقديري لأخويّ بوذا و سقراط الا ان الذي حررني من قيود النفس و التحريف هو ابي مرزا غلام احمد عليه الصلوات الدائمات .
=======================

12\7\2016 الضحى قبل كتابتي لهذه المقالة في الجمعة 15\7\2016
رايتُ رجلا مسلما امريكيا عملاق البنية كأنّ مجموعة شريرة تريد أن تضعه على حد السيف لتقتله فقال لهم انا لا اسجد الا لله فاستلقى على ظهره مكبلا و وجهه للسماء فقام الملاك الاكتع بتخليصه ثم قمتُ فضممت ذلك الملاك الاكتع و قبّلتُهُ ثم تركني و ركبت سيارتي في وضع قائد السيارة و كانت سيارة حافلة بها أناسٌ كثيرون و من ضمنهم ابنائي و زوجي وكانت السيارة في المشهد التالي على جسورٍ متصلة , و كانت في طريق مزدحم متوقف بطيء فقام احد اتباع ذلك الملاك الاكتع بتحريك السيارة من الخلف بيديه ليجعلها تسير في طريقٍ سالك غير متوقف متوجه لسكة القطار بعد مَنْزَلٍ ثم رايتني اسير على اقدامي انا و زوجي و ابنائي باتجاه العتبة وقت الليل لكنّ الوقت كان متأخرا 10,37 ليلا تقريبا
فقلت لزوجي نذهب لبيتنا في مصر الليلة ثم نعود لنصل العتبة غدا ثم انتقل المشهد لمدخل عمارة اجلس في مدخل سلالمها و تلقيتُ من على يميني رسالة ماجستير او دكتوراه عنوانها ( الحث على الدين ) او كانه كذلك و كان عنوان الرسالة متضمنا في سطور الرسالة و كان العنوان في سطور الرسالة معدلا و مصححا بالمصحح ( الكوريكتور الابيض ) و احسستُ في نهاية ذلك المشهد انني المسؤول على صبغة ذلك الدين الاسلامي الحنيف و احسست و علمت صبغته وكنت البس بنطال ( سروال ) البدلة البنية و كانت الرسالة على فخذي اليمنى و تلقيتها من على يميني من وراء ظهري و كانت الرسالة مشتركة لاثنين و اخذتها لاقوم بمراجعتها .
الملاك الاكتع : المقطع الاطراف . و هو يظهر في حالات اللاحيلة و الاستسلام
العتبة : ( لك العتبى حتى ترضى ) وهوعتاب المحبين  و أيضا معناها المنزلة ومعناها الفاصل بين مرحلتين .
بين اثنين : الرسول و مسيحه احمد .
قال تعالى { و ارنا مناسكنا } اي أرنا مسالكنا التي توصلنا اليك . د محمد ربيع , مصر .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق