الثلاثاء، 10 نوفمبر 2020

درس القرآن و تفسير الوجه الرابع و العشرين من الأعراف .

 

 

درس القرآن و تفسير الوجه الرابع و العشرين من الأعراف .

:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::

 

أسماء إبراهيم :

 

 شرح لنا سيدي و حبيبي يوسف بن المسيح ﷺ أثناء جلسة التلاوة المباركة من أحكام التلاوة ؛ من أحكام المد , ثم قام بقراءة الوجه الرابع و العشرين من أوجه سورة الأعراف و أجاب عن أسئلتنا بهذا الوجه ثم صحح لنا تلاوتنا و ثم صحح لنا استخراج الأحكام من الوجه , و انهى الجلسة بأحاديث من كتاب (الترغيب و الترهيب للشيخ المنذري -رحمه الله-) .

بدأ سيدنا يوسف بن المسيح ﷺ الجلسة بأحكام التلاوة :

أحكام المد و نوعيه :

مد أصلي طبيعي و مد فرعي , المد الأصلي يُمد بمقدار حركتين و حروفه (الألف , الواو , الياء) , و المد الفرعي يكون بسبب الهمزة أو السكون .
أما الذي بسبب الهمزة فهو مد متصل واجب و مقداره ٤ إلى ٥ حركات , و مد منفصل جائز مقداره ٤ إلى ه حركات , و مد صلة كبرى مقداره ٤ إلى ٥ حركات جوازاً , و مد صلة صغرى مقداره حركتان وجوباً .
__

و ثم تابع نبي الله يوسف الثاني الحبيب ﷺ الجلسة بشرح الوجه لنا فقال :

كنتُ عاوز أذكر بحاجة كنت قلتها و بعد كده الدكتورة مروة(أم المؤمنين الأولى) كانت كتبتها على ورقة و نزلناها على المدونة ، بس قلتُ لكم أن تفكروني بأن أقول الكلام ده في الجلسة التالية ، و هما أمرين : الأول : ما الحكمة من التابوت ، تابوت العهد أو من الوصايا التي داخل التابوت التي كانت تتنقل دائماً معهم ، و الثاني : لماذا فرعون بكل بساطة لم يقتل موسى؟؟؟ و كان انتهى من هذه المناظرات و المناقشات .
نبدأ من موضوع التابوت : ربنا سبحانه و تعالى أوحى لموسى -عليه السلام- كما أوحى له مسيره إلى البحر بالخروج كما أوحى له بأن يضرب بعصاه الحجر فيذهب إلى الوادي فيجد العيون ، كل شيء النبي و أي نبي ربنا يُلهمه بالوحي ، و الوحي درجات : إلهام أو رؤيا أو مكالمة أو كشف أو إشارة ، فدرجات الوحي كثيرة . فربنا سبحانه و تعالى أوحى لموسى بأن يصنع تابوت بحجم الكنبة الصغيرة التي اجلس عليها و له عصا من الجانب اليمين و عصا أخرى في الجانب اليسار و حلقات ، و التابوت هو كالصندوق و فوقه غطاء ، و فوق الغطاء ربنا أوحى له بأن ينحته صورة طائر من الطيور و كانوا يسمونها في التوراة الكاروبيم ، و كان للتابوت مقاسات محددة و كانوا يضعون فيه الألواح التي فيها الوصايا التي يتباركون بها ، و الحكمة من التابوت ثلاثة أمور : أولاً : حتى يتذكروا العجل الذي كانوا يحملونه و افتتنوا به في وقت تأخر موسى -عليه السلام- وقت الميقات ، ليتذكروا دائماً فتنة الشرك التي وقعوا فيها و حتى لا يقعوا فيها مرة أخرى ، ثانياً : للتبرك ، لتبرك بوصايا الله و بآثار الأنبياء ، لتبرك و التوسل من الدين يعني نحن نطلب البركة من الأولياء و الأنبياء بكلماتهم و متعلقاتهم و من القرآن و من كلمات الله عز و جل ، و التوسل بحق النبي فلان أو بحق العمل الخير الذي قمتُ به يا رب أو بحق الموقف الفلاني أعطني الرزق هذا يا رب أو أمطر علينا و هكذا ، و نحن نعرف بأن التمثلات المادية تقابلها تمثلات روحية تدلل عليها و العكس ، و التمثلات الروحية تقابلها تمثلات مادية تدلل عليها و العكس ، و هذا موجود في ديننا بدليل صلاة الإستسقاء عندما نكون مثلاً في الصحراء و نريد مطراً نصلي إستسقاء و نقوم قبل الصلاة بِقَلب ملابسنا فالذي يرتدي تيشرت يقوم بقلبه و الذي يرتدي عباءة يقلبها و الذي يرتدي مثلاً غترة أو غطاء رأس يقلبه ، لماذا؟ لأننا بذلك نقول لربنا نحن قلبنا حالنا من الذنب إلى الإستغفار ، فدائماً الخير أو الرزق يُمنع بالذنب ، و الذي يأتي بالخير و الرزق هو الإستغفار ، فنحن نقول : يا رب قلبنا حالنا الذي لا يُرضيك عنا و سنكون أحسن ، فهذا تمثل مادي و مثال في ديننا على التمثل المادي للحقائق الروحية  لكن ما حدش بياخذ باله . الحكمة الثالثة : أن التابوت هو رمز الموت و ذلك حتى يتذكروا دائماً بأن نهاية أي خير و أي نعمة و أي موقف و أو أي إلتقاء في الدنيا هو الموت (فكفى بالموت واعظاً) يتذكر ذلك دائماً ، يزهد في الدنيا و ميجريش وراها جري الوحوش ، و أيضاً التوابيت و مراسم الدفن و الجنائز كانت مُقَدرة بشدة في مصر القديمة و كان بني إسرائيل عبيد في مصر و كانوا مباشرين لهذه الطقوس أو لهذه الثقافة فكان من ضمن ثقافتهم الإهتمام بمراسم الدفن أو الموت ، و طبعاً القدماء المصريين كانوا يبالغون في هذا الأمر لدرجة أنهم كانوا يحنطوا أجساد موتاهم و يضعوا الكنوز و أطعمة في المقابر و كانوا يبنون مقابر كثيرة جداً ، حتى أن الملوك الكبار منهم كانوا يبنون الهرم ، الأهرامات الثلاثة أصلاً هي عبارة عن مقابر لخوفو و خفرع و منكورع ، و هذا دليل على تعلقهم بالبعث أو بالحياة الأخرى و هذا دليل بأنه كان فيهم بعث و بُعث فيهم أنبياء أخبروهم بوجود حياة أخرى مثل : أوزريس -عليه السلام- و هو إدريس و نحن نسميه إخنوخ و له أسماء كثيرة ، و يوسف -عليه السلام- و أنبياء كثر أتوا لمصر و منهم من عرفنا و منهم من لا نعرف ، فهذه كانت حكمة التابوت .
و ما سبب و عِلة أن فرعون لم يقتل موسى بكل بساطة و انتهى منه؟؟ سأقول لكم : آسيا -عليها السلام- إمرأة فرعون لما وجدت موسى الحبيب في أُفُة في النهر و كانت هي بجانب النهر تغتسل ، فلما أخذته و قذف ربنا حُبه في قلبها ، خلاص الفرعون وقتها أو قائد مصر أو الرئيس بتاعهم لم يقل شيئاً فهو طفل صغير في كنفنا و لن يُعادينا ، و كان يعتقد بأن النبوءة بأن واحد من بني إسرائيل سيُولد و يقوم على تكوين جيش و ثم الهجوم عليه أي على الفرعون ، لكن عندما رأى بأن هذا الطفل سيتربى معه فقال بأنه سيكون ابناً لي ، فهنا ربنا أتاه من حيث لا يحتسب و هذا هو مكر ربنا و مكره متين و استدراج فربنا قوي و حكيم و مخيف و يأتي كطارق ليل فلذلك يجب أن نتقيه و نتقي عذابه و عقابه ، نتقيه كيف؟؟ بأن نَفِرُ إليه ، فِروا من الله إليه . و الفرعون الأب هو رمسيس الثاني و الذي يُسمى في الهيروغليفية رع مسيس((رع كان أحد الألهة الوثنية ، و مسيس يعني يتقرب من رع ، إسم مركب يدل على ديانة أو إعتقاد من معتقادات المصريين القدماء)) رع مسيس الثاني أي كان يوجد رع مسيس الأول ، أسرة حاكمة يعني ، فتربى موسى -عليه السلام- في كنف رع مسيس الثاني و في رعاية آسيا -عليها السلام- و كان لرع مسيس الثاني إبن تربى مع موسى و كانا يُعتبران أخوين بالتبني و كانا يلعبان مع بعضهما و كان إسمه منفتاح الذي يُعتبر أخ موسى بالتبني ، و كانا يلعبان و يضربان بعضهما و يضحكان مع بعضهما و كل شيء ، و تمت تربيتهما تربية الملوك و الأمراء ، و في يوم من الأيام حدثت حادثة القتل التي قتل فيها موسى رجل كان يعتدي على أحد أفراد بني إسرائيل ، فقتله قتل خطأ ، فكان يضريه ليُبعده عن المصري لكنه مات.. فموسى خاف و هرب من مصر و هذا الخوف أمر طبيعي ، و بقي هارب سنوات على تخوم مصر ، و بعدما رجع و ربنا أعطاه الوصية و الأمر بإبلاغ المصريين و حاكم مصر ، فعندما رجع لم يجد الفرعون رمسيس الثاني بل وجد منفتاح هو الذي أصبح الفرعون فخلاص منفتاح يعتبر إيه ، ما بينهم عشم يعني ، فتكلموا مع بعض و نهاه و يأمره و نفسياً ربنا وضع السبب في قلب منفتاح بأن لا يأذي موسى لأنه أخوه و متعودين على بعض ، هيقتل أخوه؟؟؟ و منفتاح شايف بأنه حاكم و قوي و أن موسى أخوه و مختلف معه في العقيدة و يسمع منه من الوقت للآخر ، فكان هذا هو السبب الرئيسي النفسي الذي وضعه ربنا في قلب منفتاح حتى لا يؤذي موسى -عليه السلام- ، فهنا ربنا يُسبب الأسباب حتى يُظهر قدره في ساحة القضاء ، ربنا عظيم يرسم القدر في ساحة القضاء بِعَظَمة ، بعظمة ما بعدها عظمة .
___

ربنا يقول في بداية الوجه الرابع و العشرين ، آية يُعقب عنها آخر قصة في الوجه السابق الوجه الثالث و العشرين ، و طبعاً عرفنا بأن في الوجه السابق كانت قصة بلعام بن باعوراء الذي كان مهتدي بالرؤى و الوحي و تنازل عن كل هذا و باعه بالدنيا ، و عرفنا بهذا الوجه بأنه أسوء كفر و هو كفر بلعام بن باعوراء ، و ربنا سبحانه و تعالى يُبديء و يُعيد ، و التاريخ يُعيد نفسه ، وربنا يُعلق على هذه القصة و يقول :

{وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ} :

(و لقد ذرأنا لجهنم كثيراً من الجن و الإنس) قصة بلعام بن باعوراء تتكرر في الجن و الإنس و في كل زمان ، (لهم قلوب لا يفقهون بها) لما يصبحوا على شاكلة هذا الشخص يفقدوا الإحساس و يفقدوا حواسهم و يفقدوا عقولهم ، (و لهم أعين لا يبصرون بها) لا يرى الحقيقة بعد أن كان يراها ، (و لهم آذان لا يسمعون بها) عندهم مستقبلات الوحي و لكن لن يسمعوا بها مرة أخرى كلام الله عز و جل ، (أولئك كالأنعام) بهايم ، حيوانات ، (بل هم أضل) بل أقل من البهايم و الأنعام ، ربنا لما وصف بلعام في الوجه السابق ، وصفه بالكلب (إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث) يعني لا ينكر منكراً و لا يعرف معروفاً بل هو يلهث أي يلهو و فيه صوت الثعبان يعني الشيطان عياذاً بالله ، (أولئك هم الغافلون) بعدما كان مستنير أو فاهم او يقظ أصبح غافل ، إذاً الغافل يمكن ان يكون غافل من قبل و يمكن أن يكون هو صاحي مستيقظ و ثم نام مرة أخرى و غفل ، عادي .
ربنا دائماً يضرب القصص و يأتي بها متفرقات في أماكن محددة لأن ربنا يعرف نفسيات البشر و الجن الذين يسمعون هذا الكلام فيُفكرهم و يُذكرهم بقصص متفرقات في أماكن محددة في القرآن الكريم ، لأنه يعرف أنه لما الإنسان أو أي كائن مكلف يعرف يقرأ هذا القرآن و يقرأ هذه القصص في أماكنها المحددة تلك و يتدبرها فإن ربنا يضع العلم و المعرفة في قلوب من يفهمون و من يتدبرون و من يتفكرون في كلام الله ، فالله عارف و هو أدرى بنفسياتنا و هو طبيب الأطباء ، فيقول ربنا :

{وَلِلَّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} :

الأسماء الحسنى هي أسماء الله عز و جل ،  و في خطأ وقع فيه المشايخ و علماء العصور الوسطى إذ يقولون بأن الأسماء الحسنى هي تسع و تسعون فقط ، لا فالأسماء الحسنى لا تعد و لا تحصى منها الذي نعرفه و منها ما لا نعرفه و منها من العباد يعرفه و منها عباد آخرين لا يعرفون ، (و لله الأسماء الحسنى) يعني إيه الحسنى؟ الجميلة؟ اه ممكن ، الحسنة؟ ماشي ، بس معناها هنا (و لله الأسماء الحسنى) أنا بكشفه لأول مرة : الحسنى أي الحَسنة المناسبة لك دون غيرك ، يعني لله عز و جل الأسماء العظمى لكل إنسان و لكل مكلف أي المتوافقة مع نفسية كل واحد ، (فادعوه بها) ادعو ربك بهذا الإسم فسيتجيب لك أكثر إستجابة و ستكون الإجابة أكثر و أقرب ما تكون ، و خلي بالك من المعنى الجاي ده اللي رفيدة سألت عليه اللي كنتُ هقوله و هي سألتني قبل ما أقوله (و ذروا الذين يلحدون في أسمائه) يعني إيه يلحدون؟؟ نرجع الكلمة لأصلها : من لحد ، عارفين إيه اللحد؟ اللحد كمعنى عارفينه ، و كصوت كلمات هقوله ، اللحد هو القبر اللي هو حفرة و ثم حفرة يمين أو شمال تحت الأرض ، مكان محدود يعني يُدفن فيه الإنسان ، يعني من إيه؟ من الحد ، لام علة ، حد أي محدود ، يعني علة السجن أو علة التضيق أو أن تضع شيء و لا يذهب عن مكانه له حد فربنا هنا يُحذر (فذروا) أي اتركوا (الذين يلحدون في أسمائه) أي الذين يُضيقون في أسمائه ، و يقولوا بأنه ليس لربنا إلا هذه الأسماء أو يمنعوا الناس من أن يتفكروا و يتدبروا في أسماء الله ، يُضيقوا حدود تفكير الناس و عقولهم و هم يلحدون ، لذلك الملحد هو الذي إيمانه و عقله ضاق و لم يتعرف على الله عز و جل فهو ملحد لأنه حَدَّ نفسه في أسوار نفسه ، حَدَّ روحه في أسوار نفسه و هو بذلك قد جنى على نفسه فهو ملحد ، لام صوتها يفيد علة ، و حد أي حدود ، فربنا يقول متعملوش حدود لأسمائي (و ذروا الذين يلحدون في أسمائه) و اتركوا الذين يجعلوا حدود لأسماء الله ، فأسماء الله ليس لها حدود ، فهذا هو المعنى الحقيقي ، (و لله الأسماء الحسنى فادعوه بها) المشايخ الوهابيين يقولوا الإلحاد في أسماء الله أن تقول على الله أسماء لم تُذكر في القرآن أو السُنة و هذا هو الإلحاد بحد ذاته!! فهم يقولوا بأن الإلحاد إيه؟؟ بأنك تقول أسماء لله لا نعرفها أو لم تُذكر في القرآن أو السُنة أي الحديث و المرويات ، و كلامهم هذا بحد ذاته الإلحاد فهذا هو تحديد أسماء الله ، و هذا ما نهى عنه ربنا .
(و لله الأسماء الحسنى فادعوه بها) ، و في آية في القرآن عن أسماء الله فادعوه بأحسنها أو لا أذكر المعنى ، أحسنها اللي هو الإسم الأعظم لك ، بالنسبة لك أنت : الرحمن((مروان)) ، المهيمن((أرسلان)) ، الخبير الحليم((أم المؤمنين الدكتورة مروة))، الحكيم((رفيدة))، البر الحسيب((أسماء)) ، الجابر السيد الكامل((نبي الله يوسف بن المسيح ﷺ)) ، فلكل واحد منا له إسم خاص به يُناسب نفسيته و يُعالج نفسيته و يقوم هذا الإسم بعمل الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر في داخل الإنسان ، و هو المفتاح بتاعك بالدعاء لله عز و جل .
(و ذروا الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون) سنُجازيهم على هذا العمل الشائن الذي قاموا به بأنهم حدوا الناس بعيداً بأن يتفكروا او يستجلبوا أسماء الله عز و جل في الرؤى و الإلهام و الدعاء و هكذا .
__

{وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ} :

يعني إيه (و ممن خلقنا)؟ هذه الآية لها معنيين : المعنى الأول زي ما قالت الدكتورة مروة(أم المؤمنين الأولى) : أي من ضمن ما خلقنا الأنبياء و الأولياء ، يهدون بالوحي بالحق و هو العلم الحقيقي ، (و به يعدلون) يعدلوا بين الناس ، دائماً النبي عادل بين الناس ، كلامه كله عدل و رحمة و حق ، و المعنى الثاني : (و ممن خلقنا) أي الرؤى والكشوف لأن الرؤى و الكشوف خَلق ربنا يَخلقه ، تمثلات ربنا يخلقها ، عالم غير العالم الواقعي الذي نحن فيه لكنه عالم حقيقي ، (و ممن خلقنا أمة) يعني من هذه الكشوف و الرؤى توجد أمة ستستخدم هذا الوحي للهداية (يهدون بالحق و به يعدلون) و هم جماعة طينة الروحانيين سواء أكانوا من الأنبياء أو الأولياء أو المحدثين أو عامة الصالحين ، حلوة و طينة الروحانيين؟؟ الذين هم مجموعة الروحانيين .
___

{وَالَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لاَ يَعْلَمُونَ} :

الذي يكذب بآيات الله كلها أو بعضها (سنستدرجهم من حيث لا يعلمون) فيجعل جزاءهم من جنس أعمالهم فيجعلهم في السعير ، كلما خبت زدناهم سعيراً ، و كلمة سعير تعني الجزاء من جنس العمل ، كيف؟ سعير يعني سعي راء أي ترى سعيك ، ترى جزاء ما فعلت ، فهذا هو السعير اي الجزاء من جنس العمل ، شفتم بقى ربنا ، هذه آيات .  صح؟ حد يعرف الكلام ده؟؟؟ ربنا هو اللي بِيعَرَف .
__

{وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ} :

(أملي لهم) يعني مستنيكم وحدة وحدة ، مش ناسي ، ده المعنى ، كذلك (أملي لهم) أي أملئ لهم خزائن العذاب حتى تنزل عليهم مثل الصاعقة ، كمطر السوء يجرفهم جرفاً فلا يكون لهم سقف يحميهم ، (و أملي لهم إن كيدي متين) كيد الله عز و جل و استدراجه و عذابه للكافرين متين قوي مخيف ، متين يعني متماسك و قوي من المتانة يعني ، و كذلك من مَتن أي مملوء بالكلمات ، متين فعيل ، متين أي مملوء بالمتون بالكلمات التي كُتبت في لوح القدر و ها هي ترسم في ساحة القضاء ، متين من المتون التي هي مكتوبة في القدر و ترسم الآن في القضاء .
___

{أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُواْ مَا بِصَاحِبِهِم مِّن جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلاَّ نَذِيرٌ مُّبِينٌ} :

(أولم يتفكروا) ما شغلتوش دماغكم؟ لم تتفكروا؟ لم تتأملوا؟ لم تتدبروا؟ ثلاثة أمور محفزة للإيمان : أول أمر : (ما بصاحبهم من جِنة) يعني الذي أمامكم ليس مجنون بل عاقل و أنتم تعرفون أنه عاقل و سيد العقلاء ، فأي نبي في عصره و زمانه هو سيد العقلاء و سيد العادلين و سيد القائلين بالحق ، (ما بصحابهم من جِنة) يعني ليس مجنوناً ، (إن هو إلا نذير مبين) يُظهر الحق و يُبين و الناس تفهم منه أمور لم يعرفوها في حياتهم قبل ذلك أو فهموها قبل ذلك ، فهذا هو أول مُحفز للإيمان بأن ربنا يقول لهم صاحبكم هذا ليس مجنون بل هو نذير مبين .

و المحفز الثاني للإيمان :
{أَوَلَمْ يَنظُرُواْ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِن شَيْءٍ وَأَنْ عَسَى أَن يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ} :

المحفز الثاني : (أولم ينظروا في ملكوت السماوات و الأرض و ما خلق الله من شيء) يعني تدبروا في ملكوت السماوات و الأرض سواء كان على الواقع أو الحقيقة المطلقة ، الواقع يعني السماوات و ما فيها من بروج و كواكب ، و الأرض و ما فيها من أنهار و خيرات ، مين اللي عمل كل ده؟؟؟ و مين اللي بدأ الخلق؟؟؟ هو الله سبحانه و تعالى ، أو على المعنى الروحي أي الملكوت هو الوحي و الارض هي الدنيا أو تأثرها من السماء .
(و ما خلق الله من شيء) كلمة (و ما) هنا أي الذي و ليست (ما) النافية ، بل (ما) الموصولة ، إسم موصول بمعنى الذي ، (و ما خلق الله من شيء) يعني و ما الذي خلقه الله من شيء ، (من شيء) يعني من أشياء ، عَبَرَ عن الجملة و عن المُجمل الجمع بالمفرد ، يعني بدء الخلق في حد ذاته دليل على وجود الله و نحن قلنا سابقاً بوجود ثلاثة أدلة أو أربعة للرد على الملحدين الذين ينكرون وجود الله عز و جل : أولاً ؛ تحقق النبوءات و بعث الأنبياء ، ثانياً ؛ إستجابة الدعاء ، ثالثاً ؛ بدء الخلق ، دائماً الخلق حقيقة علمية ، فأي خلق بدايته يجب أن تكون العدم ، يعني الخلية الحية دي و تركيبها ده اللي قبلها كان و لا حاجة المفروض يكون العدم ، الخلية تتكون من أملاح و معادن و بروتين و كربوهيدرات و ليبيدات فتتجمع مع بعضها و تتكون الخلية الحية ، طب هل الخلية الحية دي كان قبلها خلية حية؟؟ لم يكن قبلها شيء بل كان قبلها عدم ، طب مين اللي بدء البداية الاولى دي؟؟؟ لازم يكون في بداية أولى ، فهو الله ، لازم يوجد مسبب و هو الله ، واجب للإيجاد هو الله ، فعرفنا الآيات التي نرد بها على الملحدين : ١- تحقق النبوءات و بعث الأنبياء في حد ذاته دليل على وجود الله ، ٢- إستجابة الدعاء ، ٣- بدء الخلق ، و هذه ضربات قاصمة قاضية على أي ملحد ، و عرفنا معنى كلمة  ملحد أنها من لحد أي يحد تفكيره ، لحد : لام علة ، حد أي حد ، و هذا يعتبر تحليل جزئي للكلمة ، و عرفنا معنى كلمة سعير أي ترى سعيك أي الجزاء من جنس العمل ، سعير : سعي راء أي ترى السعي ، (كلما خبت زدناهم سعيراً) .
فعرفنا المحفز الثاني للإيمان هو التفكر في بدء الخلق ، و المحفز الثالث للإيمان :
(و أن عسى أن يكون قد اقترب أجلهم) الموت ، الموت ذكرهم بالموت و أخفهم ، مثل تابوت العهد إستخدم الحجة هذه أو المسألة هذه أو الدقيقة هذه و هي الموت ، دائماً ذكرهم بالموت ، و ثم يُعقب ربنا و يقول على محفزات الإيمان الثلاثة السابقة : (فبأي حديث بعده يؤمنون) بعد ما إحنا قلنا التلاتة دول هيؤمنوا بإيه تاني؟؟؟ يعني في حاجة ناقصة نقولها تاني بعد التلاثة دول عشان يؤمنوا؟؟؟؟؟؟ فهذا هو المعنى ، فربنا هنا أتى بالحجج : البعث و النبوءات اللي هو (ما بصاحبهم من جِنة) فهذا نبي ، و بعد ذلك بدء الخلق (أولم ينظروا في ملكوت السماوات و الأرض و ما خلق الله من شيء) ، و ثم (و أن عسى أن يكون قد اقترب أجلهم) الموت جايلك يعني ادعي ربنا ، يبقى التلات حاجات موجودين في القرآن ، أنا معرفش ، يعني أنا لسى مكتشف الأمر دلوقتي !!!!! .
___

{مَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَلاَ هَادِيَ لَهُ وَيَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ} :

(من يضلل الله فلا هادي له) باختيارهم ربنا سيضلهم أو سيهديهم على حسب اختيارهم لأن الإنسان مُخيَّر و باختياره يكون فيما يليه مُسيَّر ، (و يذرهم في طغيانهم يعمهون) و نحن عرفنا بأن الطغيان أعظم من العتو ، طغى أعظم من عتى ، (يذرهم) أي يتركهم ، (يعمهون) يعني يعمون و يهِنون يذلون ، من العمى و الهوان .
___

{يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي لاَ يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلاَّ هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لاَ تَأْتِيكُمْ إِلاَّ بَغْتَةً يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ} :

(يسألونك عن الساعة أيان مرساها) الساعة هنا معناها الساعة الكبرى و ممكن ان تأتي الساعة بمعاني أخرى مثل : فتح مكة ساعة من ضمن الساعات ، خروج الدجال ساعة ، ظهور الإمام المهدي ﷺ ساعة ، ظهور يوسف بن المسيح ساعة (عيسى عند منارة دمشق) ، الساعة في هذه الآية هي الساعة الكبرى (مرساها) هنا ربنا صَور تصوير بديع صور الساعة كأنها سفينة عظيمة في خضم أمواج البحر العظيم فأنا مش شايفها و هي في وسط البحر و محدش عارف عنها حاجة ، راحت يمين راحت شمال ، غرقت ، طفت ماشية بسرعة أو ماشية ببطء ، في رياح حوليها ، بينزل عليها المطر ، بتتأرجح أو ساكنة ، منعرفش ، مجهولة في بحر كلمات الله ، (أيان مرساها) يعني امتى ترسو على شاطئ الحقيقة أو على شاطئ الواقع اللي احنا شايفينه أو نحس بيه ، امتى ترسو الساعة لأن الساعة دي كلمة من كلمات الله تسير في بحر كلمات الله ، و الشاطئ ده مين بقى؟ الواقع ، الماديات ، المادة ، البشر ، إحنا الشاطئ .
(قل إنما علمها عند ربي) معرفش ، ربنا هو اللي يعرف ، (لا يجليها لوقتها إلا هو) يعني هي مش مش موجودة و ربنا هيخلقها ، لا بل هي موجودة و سيكشف الغطاء عنها و يكشف الحجاب عن هذه الكلمة ، يعني ربنا مرتبها و عارف متى ستأتي ، يعني قدر مُبرم ، و مش إحنا عرفنا بأن الأعمار ممكن تتغير بالدعاء و بعض الأقدار ممكن تُرَد بالدعاء يعني ربنا ممكن يطول في الأعمار بالدعاء عادي لكن الساعة الكبرى وقتها مبرم فهذه الكلمة تَخلقت و تمثلت خلف حجاب الغيب فربنا يا دوبك هيكشف الحجاب بس وقت نزولها أو وقت تحققها ، من صفاتها إيه؟ (ثقلت في السماوات و الأرض) هذه الكلمة ثقيلة على أهل السماء و الأرض ، خايفين منها ، لماذا؟؟ (لا تأتيكم إلا بغتة) هذه الكلمة تأتي فجأة ، و هذه الكلمة متمثلة ، ربنا خلقها و هي الساعة سفينة تتلاطم بها الأمواج في خضم بحر كلمات الله و مرساها متى؟؟ يعني المرسى بتاعها إمتى على الشط؟؟ بغتة ، فالكلمة دي في حد ذاتها كلمة ثقيلة على أهل السماء و الأرض .
(يسألونك كأنك حفي عنها) يسألونك يا محمد عن هذه السفينة ، سفينة الساعة (كأنك حفي عنها) ، و هذا تمثيل بديع آخر : لما يكون الواحد قاعد في بيته مبسوط كده و مستريح و هينزل مثلاً يجيب حاجة من البيت التاني ، زمان كان عندهم حاجة إسمها الإحتفاء يعني يخرج من البيت حافي ، و الرسول ﷺ كان يعمل كده ساعات ، يخرج كده على رجليه من غير شبشب أو من غير نعل ، (يسألونك كأنك حفي عنها) كأنها بيتك و قاعد فيه و يا دوبك خارج حافي منها ، كأنه بينها و بينك معرفة و مودة ، كأنك ساكن داخل هذه الكلمة فاهمها و عارفها و محيط فيما ، (يسألونك كأنك حفي عنها) خارج منها محتفي كأنها بيتك ، (قل إنما علمها عند الله) يؤكد مرة أخرى ، (و لكن أكثر الناس لا يعلمون) دائماً الله يذم الكثرة في القرآن .
__

و تابع قمر الأنبياء يوسف الثاني ﷺ الجلسة إذ طلب من مروان و رفيدة و أرسلان باستخراج أمثلة على أحكام طلبها منهم من هذا الوجه :

طلب من مروان مثال على مد متص واجب ، فقال :
{أُوْلَئِكَ} .

و طلب من رفيدة مثال على مد منفصل جائز ، فقالت :
{عَسَى أَن} .

و طلب من أرسلان مثال على مد عارض للسكون ، فقال :
{يُؤْمِنُونَ} .

__

و ثم أنهى سيدنا و مزكينا يوسف بن المسيح ﷺ الجلسة بأحاديث من كتاب (الترغيب و الترهيب) للشيخ المنذري - رحمه الله تعالى - يقول : الترغيب فيما يقوله و يفعله من رأى في منامه ما يكره ، فقال ﷺ :

عن جابر -رضي الله عنه- عن رسول الله ﷺ أنه قال : "إذا رأى أحدكم الرؤيا يكرهها((يعني من الشيطان أو من حديث نفسه الشائن ، عياذاً بالله)) فليبصق عن يساره ثلاثاً و ليستعذ بالله من الشيطان الرجيم ثلاثاً و ليتحول عن جنبه الذي كان عليه" . يبصق يعني ينفث يعني يقول : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم و ثم ينفث ، يفعل ذلك ثلاث مرات ، يعني تقول الإستعاذة و تُخرجها مع هواء نَفَسُك ، و هذا تمثل مادي لحقيقة روحية فأنت تحرق الشيطان يعني تحرقه بكلمات الله ، فأنت بذلك تقوم بتمثل مادي لحقيقة روحية مثلما تقوم بقلب... ما تلبسه في صلاة الإستسقاء ، هل فهمتم هذا المعنى؟ .

و عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- أنه سمع النبي ﷺ يقول : "إذا رأى أحدكم الرؤيا يحبها فإنها هي من الله فليحمد الله عليها ، و ليُحدث بما رأى ، و إذا رأى غير ذلك مما يكره فإنما هي من الشيطان ، فليستعذ بالله من شرها ، و لا يذكرها لأحد فإنها لا تضره" . متخفش ، محدش يخاف من الشيطان اللعين اللي بحاول أن يخوف
أولياءه أو عباد الله عز و جل .

و عن أبي قتادة -رضي الله عنه- قال : قال النبي ﷺ : " الرؤيا الصالحة من الله ، و الحلم من الشيطان ، فمن رأى شيئاً يكرهه فلينفث عن شماله ثلاثاً ، و ليتعوذ بالله من الشيطان ، فإنها لا تضره" رواه البخاري و مسلم .

○ الترغيب في كلمات يقولهن من يأرق أو يفزع بالليل :

عن عمرو بن شعيب -رضي الله عنه- عن أبيه عن جده أن رسول الله ﷺ قال : "إذا فزغ أحدكم في النوم ، فليقل : أعوذ بكلمات الله التامات من غضبه و عقابه و شر عباده ، و من همزات الشياطين و أن يحضرون ، فإنها لن تضره((لا تخف ، لن يضرك شيء))".

خلوا بالكم ، كلام النبي ﷺ كلام عام إذ يوجد حلقات ما بين السطور و ما بين الكلمات و نحن نُبينها بأمر الله عز و جل كما نُبين كلام الإمام المهدي ﷺ ، و نحن قد ذكرنا ستة أنواع من المشاهد ، صح؟؟ ، و ذكر سيدنا محمد ﷺ بعضها ، خلوا بالكم : "أعوذ بكلمات الله التامات من غضبه و عقابه و شر عباده" يعني ممكن أن يكون حديث نفس شيطان إنسي يصل إليك في المنام و ربنا يُحذر منه ، "و من همزات الشياطين" يكون شيطان جني مثلاً يُريك رؤى تكرهها أو آلام نفسية تخاف منها ،
و ستة المشاهد في الرؤيا :
١- رؤيا من الله عز و جل .
٢- أو رؤيا من الشياطين الجنية عياذاً بالله .
٣- أو حديث نفس ، و قد يكون نفسك أنت أو حديث نفس شخص آخر تراه في المنام ، ربنا يكشف لك سره .
٤- أو تفريغ نفسي .
٥ - أو مشاهد من العقل الباطن .
٦- أو تمهيد عقلي ، ربنا يُمهد لك لتُفتح لك مستقبلات الوحي التي عندك ، فترى مشاهد معينة و ربنا يفتح لك من خلالها مستقبلات العقل ، ولا تكون شيئاً .

و كان خالد بن الوليد رجلاً يفزع في منامه فذكر ذلك لرسول الله ﷺ ، فقال النبي ﷺ : "إذا اضطجعت فقل : بسم الله أعوذ بكلمات الله التامة " . و ممكن أيضاً أن يقرأ آية الكرسي قبل أن ينام .

و عن أبي التياح قلتُ لعبد الرحمن بن خنبش التميمي -رضي الله عنه- و كان كبيراً : "أدركتَ رسول الله ﷺ؟ قال : نعم . قلتُ : كيف صنع رسول الله ﷺ ليلة كادته الجن((الجن كانت مغتاظة من النبي ﷺ)) ، قال : إن الشياطين تحدرت تلك الليلة على رسول الله ﷺ من الأودية و الشعاب ، و فيهم شيطان بيده شعلة من نار يريد أن يُحرق بها وجه رسول الله ﷺ ، فهبط إليه جبريل ﷺ فقال : يا محمد قُلْ . قال : ما أقول؟ . قال قُلْ : أعوذ بكلمات الله التامة من شر ما خلق و ذرأ و برأ ، و من شر ما ينزل من السماء ، و من شر ما يُعرج فيها ، و من شر فتن الليل و النهار ، و من شر كل طارق إلا طارقاً يطرق بخير يا رحمن قال : فطُفئت نارهم ، و هزمهم الله تبارك و تعالى" . هذه حرب روحية خفية لكنها مستعرة بشدة بين أهل الحق و أهل الباطل ، و الذي يُطفئها إيه؟؟ كلمات ، و الذي ينتصر فيها إيه؟؟ كلمات ، كلمة هي سر الحياة و سر القوة .

عن خالد بن الوليد -رضي الله عنه- أنه أصابه أرق ، فقال رسول الله ﷺ : "ألا أُعلمك كلمات إذا قلتهن نمت ، قُل : اللَّهم رب السماوات السبع و ما أَظَلَّت ، و رب الأرضين و ما أقلت ، و رب الشياطين و ما أضلت ، كن لي جاراً من شر خلقك أجمعين أن يَفْرُطَ عليَّ أحد منهم أو أن يطغى ، عَزَّ جارك((يعني عَزَّ من يستجير فيك)) و تبارك اسمك" .

طبعاً إحنا إن شاء الله في كتاب الترغيب هنحاول نخلص أكثر الأحاديث يعني مثلاً : "الترغيب في الإستغفار" سنأخذه في المرة القادمة ، و "الترغيب في كثرة الدعاء و ما جاء في فضله" ، و بعد ذلك إن شاء الله سنأخذ صور من حياة الصحابة ، بعض الروايات التي وردت في الآثار و كتب السُنن و الأحاديث عن حياة الصحابة و رؤاهم و مواعظهم و سيرتهم مع النبي ﷺ و مع بعضهم .

___

هذا و صلِّ اللَّهم و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم .
__

و الحمد لله رب العالمين . و صلِّ يا ربي و سلم على أنبياءك الكرام محمد و أحمد و يوسف بن المسيح صلوات تلو صلوات طيبات مباركات ، و على أنبياء عهد محمد الآتين في مستقبل قرون السنين أجمعين . آمين .🌿💙

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق