الثلاثاء، 22 ديسمبر 2020

درس القرآن و تفسير الوجه الأخير من الأنفال

 

 

درس القرآن و تفسير الوجه الأخير من الأنفال . 

::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::

 

أسماء إبراهيم :

 

 شرح لنا سيدي و حبيبي يوسف بن المسيح ﷺ أثناء جلسة التلاوة المباركة من أحكام التلاوة ؛ المدود الخاصة , ثم قام بقراءة الوجه العاشر و الأخير من أوجه سورة الأنفال و أجاب على أسئلتنا بهذا الوجه ثم صحح لنا تلاوتنا و ثم صحح لنا استخراج الأحكام من الوجه , و انهى الجلسة بروايات من صور حياة الصحابة و النبي ﷺ  .

بدأ سيدنا يوسف بن المسيح ﷺ الجلسة بأحكام التلاوة ، إذ طلب من أحمد الصغير أن يقولها بدايةً ثم الأحباب الكبار :


المدود الخاصة و تمد بمقدار حركتين ، و هي :
  - مد لين مثل بيت ، خوف .
  - مد عوض مثل أبدا ، أحدا
  - مد بدل مثل آدم ، آزر .
  - مد الفرق مثل آلله ، آلذكرين .
__

○ و ثم طلب سيدي يوسف بن المسيحﷺ من أحمد  قراءة سورة الكافرون و صحح له قراءته .
__

و ثم تابع نبي الله يوسف الثاني ﷺ الجلسة بشرح الوجه لنا فقال :

هذا الوجه يتكلم عن المعنى الحقيقي لأُولي الأرحام و يتكلم عن عقيدة الولاء و البراء .


{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّمَن فِي أَيْدِيكُم مِّنَ الأَسْرَى إِن يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِّمَّا أُخِذَ مِنكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} :

في أول آية في هذا الوجه يتكلم عن الأسرى و يقول لهم : يا أسرى اللي المسلمين أسروكم اتقوا الله و أحسنوا النية ، يعني نصيحة من الله للأسرى ، و من الله للمؤمنين لكي يقولوها للأسرى ، يا أسرى ربنا امكن منكم فأعيدوا حساباتكم مرة ثانية و صفوا نيتكم اتجاه المؤمنين و اتجاه النبي ، (يؤتكم خيراً مما أخذ منكم) الذي أُخذ منكم : حريتكم و أموالكم و غنائمكم ، و لو ربنا يعلم بأن في قلوبكم إحسان و صفاء و تقوى و سلامة نية فإنه سيُعطيكم خيراً مما أُخذ منكم ، سيعطيكم خيراً من الحرية التي سُلبتُموها و خير من الأموال التي أُخذت منكم و كذلك (يغفر لكم و الله غفور رحيم) ، فهذا حكم عام للتعامل مع الأسرى ، فعندما نأسر الأسرى بعد الحرب إما أن نفديهم بالأموال يعني نأخذ فلوس مكان الأسرى ، أو نُبادلهم بأسرى لنا عند العدو ، أو لو وجد بين هؤلاء الأسرى قيادات أو أشخاص ارتكبوا جرائم حرب فإننا نحاكمهم حتى أننا من الممكن أن نحكم عليهم بالإعدام إن كانوا قد اقترفوا جرائم حرب ، كما يرتئي القائد في المعركة أو القاضي في دولة المسلمين ، إذاً الأسير ممكن أن نَمن عليه بأن نطلق سراحه من غير أي شيء و ممكن أن نفديه بمال أو ببديل من أسرى المسلمين عند العدو فممكن مثلاً : عن كل أسير كافر نخرج مكانه عشرة من أسرى المسلمين على حسب الإتفاق ، و ممكن أن نأخذ بدلاً من الأسير المال أو مكاسب سياسية و ما إلى ذلك ، فكل هذا يخضع للسياسة الشرعية للقائد أو الحاكم فهو الذي يُقدر ذلك بقدره ، و من الممكن أيضاً بأن لا نطلق سراحه فيظل موجود بحيث أنه تم القبض عليه  أو لو نحن نرتئي بوجود قيادات معينة و يجب أن نتخلص منها لأنها اتركبت جرائم حرب فلا بأس بذلك ، ففي هذا الأمر سعة ، لكن الخطاب العام للأسرى هو هذا : النصيحة بأن ننصحهم و ندعوهم للإسلام بالحُسنى .
__

و ثم ربنا يُطمئن الأنبياء و المؤمنين  فيقول عز و جل :

{وَإِن يُرِيدُواْ خِيَانَتَكَ فَقَدْ خَانُواْ اللَّهَ مِن قَبْلُ فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} :

(و إن يريدوا خيانتك) لما تمن عليهم و تعطيهم أو تمن عليهم من غير فداء أي تطلق سراحهم ، (فقد خانوا الله من قبل فأمكن منهم) فهم أصلاً  خانوا الله بأنهم كفروا بالنبي و آذوا المؤمنين ، فهم قبل ذلك خانوك و نحن جعلناك  تتمكن منهم فلا تخاف و ثق في الله (و الله عليم حكيم) فعند الله العلم التام و الحكمة الكاملة .
___

و ثم يصف الله عز و جل أسس الولاية في الآية التالية :

{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَواْ وَّنَصَرُواْ أُوْلَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يُهَاجِرُواْ مَا لَكُم مِّن وَلاَيَتِهِم مِّن شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُواْ وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلاَّ عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم مِّيثَاقٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} :

(إن الذين آمنوا و هاجروا و جاهدوا بأموالهم و أنفسهم في سبيل الله) أول فئة هم المهاجرين و هم أعلى فئة في الإسلام : آمنوا بالرسول و هاجروا معه إلى المدينة ، و هذه أحكام خاصة و كلمات خاصة و ممكن أن ننزل عليها أحكام عامة ، يعني ممكن في العصر الذي نحن فيه أن تكون الهجرة هجرة روحية بأن تهاجر لدعوة النبي و لتعاليم النبي أو أنك تهجر المعاصي إلى الطاعات فهذه هجرة من أنواع الهجرات ، لكن هذه الآيات تتحدث عن هجرة خاصة و هي هجرة المؤمنين للمدينة المنورة ، (و جاهدوا بأموالهم و أنفسهم في سبيل الله) جاهدوا أي قاتلوا قتال ، المقصود هنا معركة بدر و ما تلاها ، و طبعاً في سبيل الدين و في سبيل النبي و في سبيل الله ، و الفئة أو الدرجة التي بعدهم : (الذين آووا و نصروا) و هم الأنصار ، أصحاب المدينة الذين استقبلوا المهاجرين و آووهم في بيوتهم و في مدينتهم و نصروهم بالأموال و الأنفس و القتال ، (أولئك بعضهم أولياء بعض) فهؤلاء هم الذين يوالون بعضهم الموالاة الحقيقية ، فهذه هي الولاية الحقيقية أو الحب الحقيقي ، حُب المؤمنين لبعضهم البعض بأن الحُب في الله ، و لأن ربنا في نهاية الوجه سيقول بأن هذه هي الولاية الحقيقية و هذا هو أولي الأرحام الحقيقيين ، فهذه هي الرحم الحقيقية التي يعتبرها الله عز و جل .
(و الذين آمنوا و لم يهاجروا) أي الذي آمن في قلبه و لم يأخذ خطوة الهجرة و لم ينفذ في شكل عملي يعني ، فكان في وقتها التنفيذ العملي للإيمان بأن تهاجر إلى النبي و تنضم إلى صفوف النبي و المؤمنين ، و ممكن أن نقيس عليها في العصر الحالي أي الإيمان العملي : بأن تنشر دعوة النبي ، و تطبقها ، و تُقيم ما تقول بالفعل ، فهذه هي الهجرة العملية في العصر الحديث ، لأن كل عصر له أذانه .
(ما لكم من ولايتهم من شيء حتى يهاجروا) الذي لم يطبق عملي و لم يُظهر إيمانه بشكل عملي و ما أظهر إخلاصه للنبي و للمؤمنين فهو أدنى درجة من الذين هاجروا ، (ما لكم من ولايتهم) فلا تُوالوهم حتى يُروا الله من أنفسهم خيراً لأن الله يتعشم في المؤمنين العشم الحسن يعني يُحسن الظن في المؤمنين و بالتالي يجب على المؤمنين ان يُروا الله من أنفسهم خيراً ، لأن النبي ﷺ قال : "أروا الله من أنفسكم خيراً"  لأن ربنا متعشم فيكم .
(و إن استنصروكم في الدين فعليكم النصر) انصروهم ، يعني لو هم مستضعفين و لا يقدرون على الهجرة ، أو المكان الذين هم فيه مستضعفين فيه فلا يقدرون على إقامة شعائرهم و لا الجهر بعقيدتهم بحرية (فعليكم النصر) فهذا مبرر من مبررات الحرب و القتال الذي يُسميه الفقهاء بجهاد الطلب لكن هو في حقيقة الأمر جهاد دفع لانك تدفع عن إخوانك المؤمنين المظلومين في دول تضطهدهم ، فهذا مبرر من مبررات الغزو .
(إلا على قوم بينكم و بينهم ميثاق و الله بما تعملون بصير) فنحن قلنا بأن الضعفاء في الدين لم يقدروا على الهجرة (و إن استنصروكم في الدين) فربنا قال لهم هاجروا و لكنهم لم يقدروا ، و في ناس قال ربنا لهم هاجروا لكن تكاسلوا فالذين تكاسلوا لا نواليهم ، و يوجد من الناس من أرادوا الهجرة لكن استضعفوا فوقعت عليهم كربات و قهر من الكافرين ، فقال الله (فعليكم النصر) فلازم ننصرهم وفق المستطاع طبعاً .

(إلا على قوم بينكم و بينهم ميثاق و الله بما تعملون بصير) :

الميثاق هنا ربنا حدده في هذا الوجه فهو : الإيمان ، الهجرة ، الجهاد ، النصر ، الإيواء . خمسة عناصر هي الميثاق ، يعني لو واحد مؤمن بالكلام و يقول للمسلمين أنصروني ضد المسلمين الذين معهم هذا الميثاق أي الذين حققوا الميثاق ، فلا ننصره ، فيُفضل المؤمن الذي جاهد و قاتل و آوى و نصر على المسلم الذي يتكلم فقط و لا ينفذ ، فهذا هو معنى الآية ، و ليس معنى الآية صلح الحديبية الذي كان حكم خاص : بأن المسلم الذي يُسلم يظل مسلم و آمن على دينه و يُحقق شعائره لكن فقط لا يُخرج من مكة إلى المدينة ، و الذي كفر من المسلمين يرجع إلى مكة ، فهذا كان شرط خاص و لا يدخل في عموم هذه الآية ، ربنا حدد الميثاق و هو الإيمان بالقول و بالعمل أي
الهجرة ، و بالصبر و القتال أي بالجهاد ، و الإنفاق و الإيواء و النصر .
و هذا الكلام بين المسلمين أنفسهم ، يعني لو مسلم بالإسم استنصرك على مسلم بدري مثلاً أو على واحد أنصاري ، في بلاد الكفار أو فيما بينهم منازعات فمن الذي يُنصر؟ أو أن نمنع النصرة لهذا المسلم إذا كان يخاصم واحد عنده ميثاق ، الميثاق من الثقة و من الوثاق أي الرباط ، و من العقيدة العُقدة القوة ، فالرباط القوي هو العناصر الخمسة التي قلناها : إيمان ، هجرة ، جهاد ، إيواء ، نصر . فمسلم له تاريخ و واحد آخر يقول كلام و لم يُري الله من نفسه خيراً و أتى يُخاصم مسلم بدري مثلاً أي من أهل بدر ، لذلك قال النبي ﷺ : "لا يضر أهل بدر ما فعلوا بعد ذلك" و قال ﷺ لعثمان بن عفان -رضي الله عنه- لما جهز جيش العسرة : "لا يضر عثمان ما فعل بعد ذلك" ، يعني لما حقق الميثاق ، العهد العملي أظهر الإيمان في شكل عملي فهذا هو الميثاق و ليس مسلمين في مكان يضطهدوا من قبل كفار و يقولوا بأن بيننا إتفاقية سلام! مفيش الكلام ده فإحنا عندنا الدين اعلى من أي إتفاقية سياسية .

- و صلح الحديبية كان في عام ٦ هجري : الرسول ﷺ كتب في الوثيقة أمام الطفيل بن عمرو : بأن المسلم الذي يسلم يبقى في مكة ، لكن المسلم الذي يرتد في المدينة فإنه يرجع لمكة ، و قد اعترض عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- لكن الرسول ﷺ قال ،: لا .  خلاص .
___

{وَالَّذِينَ كَفَرُواْ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ إِلاَّ تَفْعَلُوهُ تَكُن فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ} :

يعني الكفار هم أولياء بعض و نحن لا نواليهم و لو فعلنا عكس ذلك : أن نوالي الكفار و لا نوالي المسلمين فإن هذه هي الفتنة بحد ذاتها و فساد كبير ، يعني الإخلال في عقيدة الولاء و البراء و التي هي المعنى الحقيقي لأولي الأرحام فإن ذلك هو الإفساد في الأرض و فتنة عظيمة .
___

{وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَواْ وَّنَصَرُواْ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَّهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ} :

(و الذين آمنوا و هاجروا و جاهدوا في سبيل الله) أي المهاجرين ، (و الذين آووا و نصروا) أي الأنصار في المدينة ، (أولئك هم المؤمنون حقاً) هم الذين حققوا حقيقة الإيمان و أظهروه في شكل عملي ، (لهم مغفرة و رزق كريم) .
___

{وَالَّذِينَ آمَنُواْ مِن بَعْدُ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ مَعَكُمْ فَأُولَئِكَ مِنكُمْ وَأُوْلُواْ الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} :

يعني الذين آمنوا و هاجروا إليكم يعني نفذوا بشكل عملي و قاتلوا معكم و جاهدوا معكم (فأولئك منكم) فمقياس (منكم) هنا في الإيمان و الهجرة و الجهاد ، و هذا هو المقياس الحقيقي للإيمان الحقيقي ، الإيمان بالقول و الإيمان العملي أي الهجرة و الجهاد الذي هو القتال و الصبر ، (أولي الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله) فهؤلاء هم الأرحام الذين هم أولى ببعضهم الببعض ، و الدليل على ذلك بأنه كان في غزوة بدر الرجل يقتل إبنه ، و الإبن يقتل أباه ، مش هم أقارب؟؟ بيقتلوا بعض ليه؟؟ و منفذوش وصية ربنا هنا ليه؟؟؟ إذاً فأولي الأرحام ليس هؤلاء ، بل أولي الأرحام هم المؤمنين من المهاجرين و الأنصار ، الذين بينهم رحمة الدين و العقيدة ، و هي رحمة العقيدة ، (إن الله بكل شيء عليم) الله سبحانه و تعالى نسب العلم الكامل له دون غيره .
__

و تابع قمر الأنبياء يوسف الثاني ﷺ الجلسة إذ طلب من مروان و رفيدة و أرسلان باستخراج أمثلة على أحكام طلبها منهم من هذا الوجه :

طلب من مروان مثال على مد عوض ، فقال :
{حَقًّا} .

و طلب من رفيدة مثال على مد بدل ، فقالت :
{آوَواْ} ، {آمَنُواْ} .

و طلب من أرسلان مثال على إخفاء حقيقي ، فقال :
{وَرِزْقٌ كَرِيمٌ} .
__

و ثم أنهى سيدنا و مزكينا يوسف بن المسيح ﷺ الجلسة ببعض الروايات من صور حياة الصحابة و النبي ﷺ تدلل على شدة إتباع الصحابة للنبي ﷺ ليكونوا لنا أسوة   ، فقال ﷺ :

أخرج الإمام أحمد -رضي الله عنه و أرضاه- في مسنده أن النبي ﷺ قال لأصحابه: "قوموا فقاتلوا ، فقالوا : نعم يا رسول الله ، و لا نقول كما قالت بنو إسرائيل لموسى -عليه السلام- : اذهب انت و ربك فقاتلا إنَّا ها هنا قاعدون ، و لكن انطلق أنت و ربك يا محمد و إنَّا معك نقاتل" . خلي بالك .
و في رواية "و الذي أكرمك و أنزل عليك الكتاب ما سلكتها قط و لا لي بها علم و لو إن سرت حتى تأتي برك الغماد من ذي اليمن لنسيرنَّ معك و لا نكون كالذين قالوا لموسى -عليه السلام- فاذهب أنت و ربك فقتالا إنَّا ها هنا قاعدون ، ((يعني الرسول ﷺ مباشرة قال لهم قوموا فقاتلوا ، لكنهم ميعرفوش هيقاتلوا إيه أو إيه الحرب اللي داخلينها ، فمن أصحابه يقول للنبي ﷺ : أنا معرفش إنت هتروح فين بس كده كده جاي معاك و لو هتروح  في أبعد مكان في اليمن ، ساعتها بالنسبة لهم كان اليمن أبعد مكان على حسب تفكير الصحابة ، المهم فهو وصف مجازي بأنك لو خُضت البحر خضناه معاك ، و لو ذهبت لآخر الدنيا هنروح معاك مهيمناش)) و لكن إذهب انت و ربك و قاتلا إنَّا معكم متبعون ، و لعل أن تكون خرجت لأمر و أحدث الله إليك غيره ، فانظر الذي أحدث الله إليك ، فمضي فصل حبال من شئت و اقطع حبال من شئت ، و عادي من شئت و سالم من شئت ، و خذ من أموالنا ما شئت ، فنزل القرآن على قول سعد {كما أخرجك ربك من بيتك بالحق و إن فريقاً من المؤمنين لكارهون} " و زاد الأموي "و أعطنا ما شئت ، و ما أخذت منا كان أحب إلينا مما تركت ، و ما أمرت به من أمر فأمرنا تبعٌ لأمرك" .
طبعاً كان في فريق من المنافقين و هيكونوا كارهين فربنا يقول : (و إن فريقاً من المؤمنين لكارهون) ، فدليل بأن المنافق مؤمن و لكنه نسي الإيمان و كَرِه و لم يصبر و لم يُحقق الحد الأدنى من الإيمان و هو الصبر فيتبعه كراهة ، بدليل في سورة العصر ربنا يقول : (و العصر إن الإنسان لفي خُسر إلا الذين آمنوا و عملوا الصالحات و تواصوا بالحق و تواصوا بالصبر) يعني تعاهدوا الإيمان بالأعمال الصالحة و بالوصية الحسنة و بالصبر ، لأن الصبر هو السند المنيع للحفاظ على ادنى مراتب الإيمان و الذي هو مضاد النفاق ، إذاً الصبر يُضاد الكراهة أي كُره الأمر و كُره الإتباع .

و قال سعد بن عبادة -رضي الله عنه- : "و الذي نفسي بيده لو أمرتنا أن نخضها البحار لأخذناها و لو أمرتنا أن نضرب أكبادها إلى برك الغماد((منطقة في اليمن البعيدة)) لفعلنا" .

و قال سعد بن معاذ -رضي الله عنه- : "و الذي أكرمك و أنزل عليك الكتاب ما سلكتها قط و لا لي بها علم ، و لإن سرت حتى تأتي برك الغماد من ذي يمن لنسيرنَّ معك و لا نكون كالذين قالوا لموسى -عليه السلام- فاذهب أنت و ربك فقتالا إنَّا ها قاعدون ، و لكن اذهب أنت و ربك فقاتلا إنَّا معكم متبعون ، و لعل أن تكون خرجت لأمر و أحدث الله إليك غيره ، فانظر الذي أحدث الله إليك ، فمضي فصل حبال من شئت و اقطع حبال من شئت ، و عادي من شئت و سالم من شئت ، و خذ من أموالنا ما شئت ، فنزل القرآن على قول سعد {كما أخرجك ربك من بيتك بالحق و إن فريقاً من المؤمنين لكارهون} "
"و أعطانا ما شئت ، و ما أخذت منا كان أحب إلينا مما تركت ، و ما أمرت به من أمر فأمرنا تبعٌ لأمرك" .
___


هذا و صلِّ اللَّهم و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم .
___

و الحمد لله رب العالمين . و صلِّ يا ربي و سلم على أنبياءك الكرام محمد و أحمد و يوسف بن المسيح صلوات تلو صلوات طيبات مباركات ، و على أنبياء عهد محمد الآتين في مستقبل قرون السنين أجمعين . آمين .🌿💙


==========================


عائشة محمد :

السلام عليكم
21 ديسمبر الساعة 5:11 م
إثنين 5:11 م
لقد أرسلت 21 ديسمبر الساعة 5:11 م

د محمد ربيع :
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته يا عائشة يا أمة الجميل المعطي
 


Aishah قام بالإرسال 21 ديسمبر الساعة 5:52 م
شكرا لك
Aishah قام بالإرسال 21 ديسمبر الساعة 5:52 م
كيف حالك
أمس، الساعة 4:04 ص
أربعاء 4:04 ص
لقد أرسلت أمس، الساعة 4:04 ص
نحمد الله تعالى يا عائشة . أحسن الله لكِ
أمس، الساعة 5:18 ص
أربعاء 5:18 ص
Aishah قام بالإرسال أمس، الساعة 5:18 ص
اريد ان اطلب منك طلب يادكتور
أمس، الساعة 5:57 م
أربعاء 5:57 م
لقد أرسلت أمس، الساعة 5:57 م

د محمد ربيع :
تفضلي
أمس، الساعة 6:58 م
أربعاء 6:58 م
Aishah قام بالإرسال أمس، الساعة 6:59 م
اريد ان انضم اليكم
Aishah قام بالإرسال أمس، الساعة 6:59 م
اكيف انضم اليكم؟
اليوم، الساعة 9:47 م
9:47 م
لقد أرسلت اليوم، الساعة 9:47 م

د محمد ربيع :
تؤمني بغلام أحمد القادياني أنه هو المسيح الموعود و الإمام المهدي الذي بشر به الرسول محمد صلى الله عليه  و سلم و من ثم تؤمني بيوسف بن المسيح مجددا لدين الإسلام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق