الأحد، 20 ديسمبر 2020

صلاة الجمعة 18=12=2020

 
 
 
 
 
يوشع بن نون : 
 
 
صلاة الجمعة ٢٠٢٠/١٢/١٨
================
صلاة الجمعة لخليفة المسيح الموعود السادس سيدنا يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام بتاريخ ٢٠٢٠/١٢/١٨
يقول سيدنا يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام : السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته . أذان .
قام بلال اليوسفيين برفع الأذان :
الله اكبر الله اكبر
الله اكبر الله اكبر
اشهد ان لا اله الا الله  
اشهد ان لا اله الا الله
اشهد ان محمدا رسول الله  
اشهد ان محمدا رسول الله
حى على الصلاة
حى على الصلاة
حى على الفلاح
حى على الفلاح
الله اكبر الله اكبر
لا اله الا الله
ثم قام سيدنا يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام خطيبا فقال : الحمد لله - الحمد لله وحده - الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد و من تبعه من أنبياء عهده و بعد : لدينا اليوم إكمالٌ لحديث المسيح الموعود من نهايات كتاب حمامة البشرى إذ يقول : " ومن اعتراضاتهم ما قيل إن بعض أجلِّ مشائخهم قال إني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام وسألته عن هذا الرجل (يعني عن المؤلف) أهو كاذب أم صادق؟ فقال: صادق ومن عند الله، ولكن الله يمازحه " .
يقول المسيح الموعود في الحاشية : " اسم هذا الشيخ: بير صاحب العَلَم، ويسكن في بعض بلاد السند. وسمعت أنه من مشاهير مشائخ تلك البلاد وجماعةُ مبايعيه قريب من مئة ألف أو يزيدون. "
" أما الجواب فاعلم أن ذلك الشيخ قد أرسل إليّ رسولين من عنده، كان اسم أحدهما: الخليفة عبد اللطيف، واسم الثاني: الخليفة عبد الله العرب، فجاءا إليّ في مقام فيروزفور وقالا قد أرسلَنا إليك شيخنا صاحب العَلم يقول إني رأيت رسول الله r واستفسرته في أمرك وقلت بيّنْ لي يا رسول الله أهو كاذب مفتر أم صادق؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنه صادق ومن عند الله. فعرفتُ أنك على حق مبين، وبعد ذلك لا نشك في أمرك ولا نرتاب في شأنك، ونعمل كما تأمر، فإن أمرتنا أن اذهبوا إلى بلاد الأمريكه فإنّا نذهب إليها، وما تكون لنا خِيرة في أمرنا، وستجدنا إن شاء الله من المطاوعين."
((( مبارح لما تكلمنا أو الجلسة الي فاتت لما اتكلمنا كلام الصحابة صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي يبيّن أنهم أشد طاعة من غيرهم في زمانهم للنبي فكان سعد بن معاذ يقول له حتى لو ذهبت بنا إلى مكان في اليمن كان دا بالنسبة لهم ابعد مكان لذهبنا معك الصحابة صحابة الإمام المهدي هنا يعتقدوا ان ساعتها ابعد مكان من الهند هو بلاد الأميركه يعني أمريكا قالوا انت لو طلبت منا نذهب إلى أمريكا هنروح نبلّغ دعوتك فهنا سبحان الله تشابه في الطاعة بين صحابة الرسول وصحابة الإمام المهدي عليهما الصلاة والسلام ))) يقول الإمام المهدي الحبيب : " هذا ما قال رسولاه وكانا من شرفاء القوم، بل الذي كان اسمه عبد الله العرب هو من مشاهير التجار، ومنَّ الله عليه بأموال كثيرة وباقيات صالحة، وأظن أنه رجل صالح لا يكذب، وقد أنفق مالا كثيرا في سبيل الله ومهمّات الدين، وله همٌّ كثير لإعلاء كلمة الإسلام، وما جاءني إلا على قدم الصدق والإخلاص، وما جاء إلا بعدما أرسلهما شيخهما، ففكِّرْ ديانةً وإنصافا.. أأرسلَهما شيخهما من ديار بعيدة على تحمُّل مصارف السبيل وتكاليف السفر في أيام الشتاء ليبلّغا منه كلمةَ المزاح، ويؤذيا.. على خلاف السُنة.. أهل الصلاح؟ وإنهما حيّانِ موجودان، والشيخ حي موجود، فاسألْهما وشيخهما إن كنت من المرتابين.
ومع ذلك.. نسبة المزاح إلى الله تعالى قول ترى حقيقته، وأنت تعلم أن المزاح نوع من الكذب، ولا يصح عليه سبحانه الكذب، فإنه رجس ومن النقائص، والنقائص كلها تستحيل عليه تعالى ذاتًا.. عقلاً وعُرفًا، وقد اتفق العلماء على أن الله تعالى لا يكذب ولا يُخلف الميعاد، والكذب عليه مُحال لما فيه من أمارة العجز أو الجهل أو العبث، ولما فيه زيادة ونقص، ويتعالى الله عن النقائص كلها وكل أنواعها. وجواز الكذب في أخباره تعالى ووحيه وإلهامه يُفضي إلى مفاسد لا تُحصى؛ قال في شرح المواقف: ويمتنع عليه الكذب اتفاقا، ولو كان الله كاذبا لكان كذبه قديما إذ لا يقوم الحادث بذاته تعالى، فكيف يكون الكذب من صفاته القديمة وهو أصدق الصادقين؟
ومن اعتراضاتهم أنهم قالوا قد ثبت من القرآن أن عيسى عليه السلام رُفع إلى السماء غير مقتول ولا مصلوب، وجاء في الأحاديث أنه سينـزل ويقتل الدجّال،( يقول الإمام المهدي في الحاشية : " الحاشية: ولو كان عيسى راجعا إلى الدنيا بعد الرفع لقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : واللهِ ليوشكنّ أن يرجع، ولكنه قال: والله ليوشكن أن ينـزل، فتركُ رسول الله صلى الله عليه وسلم لفظ الرجوع واختيارُه لفظ النـزول دليل قوي على أنه أراد من عيسى رجلا آخر، لا عيسى الذي هو نبي الله ابن مريم." ) ويتزوج ويولد له، ثم يموت فيُدفن في قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقد جاء في بعض الأحاديث أنه لم يمت، وقد انعقد الإجماع على مجيئه قبل موته في زمان يبعث الله المهدي فيه، ويدعو على يأجوج ومأجوج فيموتون بدعائه، فكيف يمكن الإنكار من هذه الأحاديث التي اتفق عليها السلف والخلف والصحابة والتابعون والأئمة وأكابر المحدثين؟
أمّا الجواب فاعلم أن وفاة عيسى ثابت بالآيات التي هي قطعية الدلالة، لأن القرآن ما استعمل لفظ التوفي إلا للإماتة والإهلاك، وصدّق ذلك المعنى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وشهد عليه رجل من الصحابة الذي كان أعلم بلغات قومه، وكان استنبط علم التفسير ووضعه، وكان له اليد الطولى والقدح الْمُعَلّى في تحقيق لسان العرب وكان من العارفين. وأمّا شهادته.. فكما جاء في البخاري: متوفيك مميتك، وقال العيني شارح البخاري: رواه ابن أبي حاتم عن أبيه، قال حدثنا أبو صالح حدثنا معاوية عن عليّ بن أبي طلحة عن ابن عباس قال: متوفيك مميتك.
ثم اعلم أن ادعاء الإجماع في عقيدة رفع عيسى حيًا بجسمه العنصري باطل وكذب صريح. قال ابن الأثير في كتابه "الكامل" إن أهل العلم قد اختلفوا في عيسى هل رُفع قبل الموت أو بعده، فبعضهم ذهبوا إلى أنه رُفع قبل الموت، وبعضهم ذهبوا إلى أنه مات إلى ثلاث ساعات أو سبع ساعات، وذهب فريق من المعتزلة والجهمية أنه ما رُفع بجسمه العنصري بل مات ورُفع بالرفع الروحاني، وما يكون نزوله إلا نزولا روحانيا كما كان الرفع روحانيا. وقد أثبت البخاري موته في صحيحه بكتاب الله وحديث رسوله وقول بعض الصحابة. فأين ثبت الإجماع على رفعه حيًا وعدم موته؟
وكذلك ما اتفق المسلمون على دفنه في قبر رسول الله r، وقال العيني في شرح البخاري: قيل يُدفن في الأرض المقدسة. وكذلك اختُلِفَ في موضع نزوله، وفي حديث ابن عباس قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ينـزل أخي عيسى ابن مريم على جبلِ أَفِيْقَ إمامًا هاديا حَكَمًا عادلا، بيده حربةٌ لقتل الدجّال، وتضع الحرب أوزارها". وأخرج نعيم بن حماد من طريق جبير بن نفير وشريح وعمر بن الأسود وكثير بن مرة قال قالوا إنما الدجّال شيطان لا غيره، يعني يخرج في آخر الزمان ويوسوس في صدور الناس ويقتله المسيح بالحربة السماوية، يعني بالنور.
والذين آمنوا من الصحابة بنـزوله ما آمنوا إلا إجمالا، والذين صرّحوا في هذا الباب بعد الصحابة فقد أخطأوا، ولا يجب علينا أن نتبع آراءهم. هم رجال ونحن رجال، وقد منّ الله علينا وكشف علينا بإلهاماته ما لم يكشف عليهم، وهذا فضل الله يؤتيه من يشاء من عباده المؤمنين.
((( انظروا إلى ثقة الإمام المهدي الحبيب بالوحي النازل عليه وعلى صحابته إذ يقول " وكشف علينا بإلهاماته ما لم يكشف عليهم " أي على الصحابة والتابعين فهذا دليل على احترامه لوحي الله عزوجل وثقته في وصال الله عزوجل وما فعل ذلك وما قال ذلك إلا ليكون قدوة لنا ونكون متأسين به ))) يقول الإمام المهدي : " وقد أشار الله تعالى في القرآن أن التوراة إمام.. يعني فيه نظير كل واقعة يقع في هذه الأمة، ولذلك قال: ( فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ) ."
((( هذا هو المعنى الحقيقي لأهل الذكر الي هم أهل الكتاب الي نحن أصلا أمة منبثقة منهم فلذلك أهل الذكر هم مين ..أهل الكتاب السابقين الي هم أصحاب أنبياء بني إسرائيل وأنبياء بني إسرائيل وأسفارهم هذا هو المعنى الحقيقي لأهل الذكر وليس المعنى المحرّف الذي يقوله المشايخ الذي يقولون أنهم هم أهل الذكر وهذا باطل )))
يقول الإمام المهدي : " وقد أشار الله تعالى في القرآن أن التوراة إمام.. يعني فيه نظير كل واقعة يقع في هذه الأمة، ولذلك قال: (فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ)، ولكنّا لا نجد في التوراة نظير النـزول الجسماني، بل نجد نظيرا فيه للنـزول الروحاني كما ذكرْنا قصة نزول إيلياء النبي، فتدبرْ بقلب سليم أمين.
((( طبعا قصة نزول إيليا الي هي ظهور يحيى عليه السلام هكذا قال عيسى بن مريم لأصحابه كانوا يسألونه إن كنت أنت ملك بني إسرائيل فأين إيليا..؟ كان علامة نزول ملك بني إسرائيل الذي هو بعث إيليا مرة أخرى لأن إيليا من أنبياء بني إسرائيل القدامى فقال انظروا إلى يحيى ها هو ذا إيليا أي أنه ظهر في شخص آخر أو بعث الله رجلا على قدم إيليا وهو يحيى عليه السلام ))) يقول الإمام المهدي : " ثم مع ذلك.. قد ثبت أن الواقعات الآتية التي أخبر عنها رسول الله r أو غيرُه من الأنبياء ما وقعت كلها بصورتها الظاهرة المرجوّة، بل وقع بعضها على الظاهرة وبعضها على وجه التأويل. فإذا كان سُنة الله كذلك في ظهور الأنباء المستقبلة.. فأي دليل على أن خبر نزول المسيح محمول على الظاهر؟ ولِمَ لا يجوز أن يكون محمولا على الباطن؟ بل إذا دقّقنا النظر فيأمر العقل أن الأخبار التي هي أمارات كبرى للقيامة.. لا بد لها أن لا تقع إلا في حُلل الاستعارات، فإن القيامة لا تأتي إلا بغتة، ولا يزول ريب المرتابين أبدا حتى تأتيهم كما ثبت من نصوص القرآن. وأمّا إذا جوّزْنا ظهور الأمارات الكبرى على صورها الظاهرة.. فلا تبقى الساعة أمرا ظنيا في أعين المنكرين. فوجب أن نعتقد أن الأمارات الكبرى لا تقع على صورها الظاهرة، وكذلك النـزول نزول روحاني بتوسط رجل يُشابه في صفاته، كما فُسِّر معنى نزول إيلياء النبي من قبل في صحف النبيين.
وأما قولهم إن الأحاديث تشهد على أن عيسى يقتل الدجّال بحربته، فنحن لا نُسلّم أن الأحاديث تدل عليها بالاتفاق، بل الحديث الذي جاء في البخاري في أمر عيسى.. يعني قول رسول الله r: "يضع الحرب"، يدل بدلالة صريحة على أن عيسى لا يقتل الدجّال بآلة من آلات الحرب، وكيف يأخذ حربته بيده مع أن رسول الله r قال في حقه إنه يضع الحرب؟ فلا شك أن حربة قتل الدجّال حربة روحانية منـزَّلة من السماء كما يدل عليه حديث رُوي عن ابن عباس قال: قال رسول الله r ينـزل أخي عيسى بن مريم على جبلِ أَفِيْقَ إمامًا هاديا حَكَما عادلا بيده حربة يقتل به الدجّال، فقد ظهر من هذا الحديث أن الحربة سماوية لا أرضية، فالقتل أمر روحاني لا جسماني. ثم لما كان الدجّال شيطان آخر الزمان يبسط ظل الضلالة على مظاهره.. فما معنى القتل الجسماني؟ وما نقلوا أنه بعد قتله يُدفَن أو يُحرق أو يُلقى في البحر أو يُطرح في الأرض حتى تأكله الطير. فهذه كلها دلائل قاطعة على أن القتل أمر روحاني."
ثم جلس سيدنا يوسف بن المسيح قليلا ثم تابع الخطبة فقال : الحمد لله - الحمد لله وحده - الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد و من تبعه من أنبياء عهده و بعد : " يقول الإمام المهدي الحبيب : "  واعلم أن حربة عيسى الذي ينـزل معه من السماء إنما هو حربة نَفَسِه التي يهلك بها كل كافر، فما لكم لا تتدبرون كالعاقلين؟ وقد علمتم أن الدجّال شيطان كما جاء في بعض الأحاديث، فحربة قتل إبليس لا تكون إلا حربة روحانية، فحديث وضع الحرب حديث صحيح يوجد في البخاري، وكل ما يخالفه من الأحاديث فهو مدسوس عليه أو مؤوَّل، والذي يُجادل في ذلك فقد نسي هذا الحديث الذي يوجد في كتاب هو أصحّ الكتب بعد كتاب الله، وهذا هو الحق ولا يُنكره إلا قُباعٌ غافل، فتدبرْ ولا تكنْ من المستعجلين.
وأما أحاديث مجيء المهدي.. فأنت تعلم أنها كلها ضعيفة مجروحة ويُخالف بعضها بعضا، حتى جاء حديث في ابن ماجه وغيره من الكتب أنه لا مهدي إلا عيسى بن مريم؛ فكيف يُتَّكَأُ على مثل هذه الأحاديث مع شدة اختلافها وتناقضها وضعفها، والكلامُ في رجالها كثير كما لا يخفى على المحدثين.
((( طبعا الإمام المهدي الحبيب هنا يتكلم مع المشايخ بلغتهم يعني يحدثهم هنا من باب الإلزام إن الأحاديث دي مجروحة ورجالها غير ثقات وما إلى ذلك لكنه في موضع آخر قال أن الأصل في الأحاديث أنك تعرضه على القرآن يبقى هنا يتكلم بصيغة الإلزام أي بلغة قومه في ذلك الوقت ))) يقول الإمام : " فالحاصل أن هذه الأحاديث كلها لا تخلو عن المعارضات والتناقضات، فاعتزِلْ كلها، ورُدَّ التنازعات الحديثية إلى القرآن، واجعَلْه حَكَمًا عليها ليتبين لك الرشد وتكون من المسترشدين. فإن كنتَ تقبَل الأحاديث مع شدة اختلافها وتناقُضها وتنـزُّلها عن مرتبة اليقين، فكم من حريّ أن تقبل القرآن اليقيني القطعي الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، إن كنت تريد أن تتبع سبل اليقين.
ومن اعتراضاتهم أنهم قالوا إن هذا الرجل لا يؤمن بأن المسيح كان خالق الطيور وكان محيي الأموات وكان في العصمة مخصوصا متفردا محفوظا من مسّ الشيطان لا يُشابهه في هذه الصفة أحد من النبيين.
أما الجواب فاعلم أنّا نؤمن بإحياء إعجازي وخلق إعجازي، ولا نؤمن بإحياء حقيقي وخلق حقيقي كإحياء الله وخلق الله، ولو كان كذلك لتشابهَ الخلق والإحياء، وقال الله سبحانه: (فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللهِ)، وما قال فيكون حيًا بإذن الله، وما قال فيصير طيرا بإذن الله. وإن مثل طير عيسى كمثل عصا موسى،((( يعني كشف , كشف أثناء اليقظة ))) ظهرت كحية تسعى ولكن ما تركتْ للدوام سيرته الأولى. وكذلك قال المحققون إن طير عيسى كان يطير أمام أعين الناس وإذا غاب فكان يسقط ويرجع إلى سيرته الأولى. فأين حصل له الحياة الحقيقي؟ وكذلك كان حقيقةُ الإحياء.. أعني أنه ما ردّ إلى ميّت قط لوازمَ الحياة كلها، بل كان يُري جلوةً من حياة الميّت بتأثير روحه الطيب، وكان الميّت حيًّا ما دام عيسى قائما عليه أو قاعدا، فإذا ذهب فعاد الميّت إلى حاله الأول ومات. فكان هذا إحياءً إعجازيًّا لا حقيقيًّا، والله يعلم أن هذا هو الحقيقة الواقعة، ثم مازَجَها أغلاطُ بيان الناس، وزادوا فيها ما شاءوا كما لا يخفى على من له شَمّة من العلم والبصيرة، فدَقِّقِ النظر في مطاوي الآيات ومعانيها ((( اي بواطن الآيات ))) ليُكشَف عنك الضلال والظلام وتكون من المتبصّرين.
ومن اعتراضاتهم أنهم قالوا إن الله تعالى قد أخبر عن نزول المسيح عند قرب القيامة كما قال: (وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ).
أمّا الجواب فاعلم أنه تعالى قال: (وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ)، وما قال إنه سيكون علمًا للساعة، فالآية تدل على أنه علم للساعة من وجه كان حاصل له بالفعل، لا أن يكون مِن بعدُ في وقت من الأوقات. والوجه الحاصل هو تولُّده من غير أب، والتفصيل في ذلك أن فرقة من اليهود.. أعني الصدوقين.. كانوا كافرين بوجود القيامة، فأخبرهم الله على لسان بعض أنبيائه أن ابنًا من قومهم يولد من غير أب، وهذا يكون آيةً لهم على وجود القيامة، فإلى هذا أشار في آية: (وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ)، وكذلك في آية: (وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ)، أي للصدوقين.
وقال بعض المفسرين إن ضمير إنه لعلم للساعة يرجع إلى القرآن، فإن القرآن أحيا خَلقًا كثيرا وبعَثهم من القبور، فهذا البعث الروحاني دليل على البعث الجسماني، يعني على الساعة، كما في معالم التنـزيل وغيره.
فالحاصل أن آية: (وإنه لعلم للساعة) لا يدل على نزول المسيح قط، بل يفحم المنكرين بدليل موجود ثابت، فلهذا قال: (فَلا تَمْتَرُنَّ بِهَا)، ولا يُقال مثل هذا القول لآيةٍ ما ثبت وجودها بعد، وما رآها أحد من المخالفين.
ومن اعتراضاتهم أنهم قالوا إن كان هذا هو المسيح الذي أُرسِل لكسر الصليب وقتل الخنازير فقد مضت عليه إحدى عشر سنة من رأس القرن، فأي صليب كُسر، وأي خنـزير قُتل، وأي جزية وضع، ومن ذا الذي دخل في الإسلام وترك سبل الكافرين؟
أما الجواب فاعلم أن الحق لا يأتي دفعة بل يأتي تدريجا، وفي العيني عن ابن عباس رضي الله عنه: يُقيم عيسى تسع عشر سنة لا يكون أميرا ولا شرطيا ولا ملِكا. وقد مضت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث عشر سنة في مكة وما لحق به في هذه المدة إلا فئة قليلة من المساكين. وكان من بعض علاماته المكتوبة في التوراة فتح الروم والشام وبلاد فارس، فما عاينَها الناس في وقت حياته، وما تبعه جموع كثيرة من كل قوم ومُلكٍ إلا بعد انتقاله إلى رفيقه الأعلى، بل ما رأى في أوائل زمانه إلا مصيبة على مصيبة، والذين آمنوا معه آذاهم القوم إيذاءً كثيرًا وعيّروهم وطردوهم وقالوا عليهم كل كلمة شريرة كاذبين. وهكذا طردوا الأنبياء كلهم، ومسّتهم البأساء والضرّاء في أوائل زمانهم، فمضت على ذلك الابتلاء مدة طويلة حتى قالوا متى نصر الله، فهلك من كان من الهالكين، كما قال الله تعالى: ( أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ والضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ والَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللهِ). فكذلك يريد أبناء هذا الزمان ليقتلوني أو يصلبوني أو يطرحوني في غيابة جُبٍّ، ويدوسوا الصداقة بأرجلهم، ويحرقوا الأشجار الخضرة كما يُحرَق الحشائش اليابسة، فالله المستعان على ما يكيدون وهو خير الناصرين. وأما نصره الذي ينكرونه فشيء سترى ما لا تسمع، بل ظهرت علاماته في أعين الناظرين.
ألا ترى أن الزمان كيف انقلب إلى التوحيد .. وكيف هبّتْ رياح الإسلام في بلاد المشركين.. وكيف يدخلون في دين الله أفواجا في كل مُلك؟ فما هذا إلا النور الذي نزل من السماء مع الذي أُنزل لإصلاح الناس، فأي دليل واضح من هذا إن كنت من المنصفين؟ يا مسكين.. قُمْ وافتح العين لتنظر كيف يُكسَر الصليب ويُقتَل الخنـزير بحربة السماء. وأما قتل الناس بآلات هذه الدنيا فليس بشيء عجيب. أليس الملوك يفعلون أيضا ذلك؟ فتحسَّسْ حربة الله، ولا تكن من المنكرين."
((( هنا الإمام المهدي الحبيب أظهر سيرة عظيمة جدا و صفة جليلة أنه كان يفرح بإسلام النصارى حتى ولو لم يكونوا من جماعته بإسلامه في أوروبا وأمريكا وأماكن أخرى فهو ينتصر لعقيدة الإسلام ودي كانت رغبة لديه يفرح بدخول النصارى في دين الإسلام حتى لو لم يكونوا مبايعين له وهذا ما نفرح به نحن أيضا اليوم من دخول كثير من الأوروبيين والأمريكان في دين الإسلام حتى ولو لم يكونوا من جماعة اليوسفيين أو من الأحمديين . وفي حديث بن عباس الذي تحدث فيه وذكره الإمام المهدي يقيم عيسى تسعة عشر سنة لايكون أميرا ولا شرطيا ولا ملك دليل على أن لفظ الشرطي أو الشرطة كانت متداولة في عهد النبي وعهد الصحابة رضوان الله عليهم ))) .
يقول الإمام المهدي : " وقد ذكرتُ آنفا أن الدجّال لا يكون إلا شيطانًا، فيوسوس في صدور قوم تبعوه فيكونون عَمَلةً له، ويكون فعلهم فعله، فينـزل في هذا الزمان المسيحُ الموعود بالحربة الملكية السماوية، فيقتل ذلك الشيطان ويقتل خنازيره؛ وإلى هذا أشار القرآن في مقامات شتى، وأشار إلى أنه يفتح في آخر الزمان. فالذين يتنـزل الشيطان عليهم يعثون في الأرض مفسدين، وينسلون من كل حدب،((( طبعا يقتل الدجال اي يقتل شبهاته ويقتل الخنزير أي يقتل الصفات الخنزيرية لدى أتباع الدجال هذا هو المعنى الحقيقي ويكسر الصليب أي يكسر حجج النصارى التي يحاولون أن يجعلوها شبهات حول الإسلام ولكن الله سبحانه وتعالى يؤيد هذا الإمام عليه السلام لكسر تلك الشبهات ))) ثم يجمع الله عباده على كلمة الحق بنفخ الصُوْر السماويّ، وكان ذلك قدرًا مقدورًا من ربّ العالمين.
وأقم الصلاة .
ثم قام بلال اليوسفيين بإقامة الصلاة وصلى نبي الله الجمعة ركعتين وقرء في الركعة الأولى سورة الفاتحة وبدأ بسورة نوح .
بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ * ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَـٰلَمِینَ * ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ * مَـٰلِكِ یَوۡمِ ٱلدِّینِ * إِیَّاكَ نَعۡبُدُ وَإِیَّاكَ نَسۡتَعِینُ * ٱهۡدِنَا ٱلصِّرَ ٰ⁠طَ ٱلۡمُسۡتَقِیمَ * صِرَ ٰ⁠طَ ٱلَّذِینَ أَنۡعَمۡتَ عَلَیۡهِمۡ غَیۡرِ ٱلۡمَغۡضُوبِ عَلَیۡهِمۡ وَلَا ٱلضَّاۤلِّینَ .
(بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ ۝ إِنَّاۤ أَرۡسَلۡنَا نُوحًا إِلَىٰ قَوۡمِهِۦۤ أَنۡ أَنذِرۡ قَوۡمَكَ مِن قَبۡلِ أَن یَأۡتِیَهُمۡ عَذَابٌ أَلِیمࣱ ۝  قَالَ یَـٰقَوۡمِ إِنِّی لَكُمۡ نَذِیرࣱ مُّبِینٌ ۝  أَنِ ٱعۡبُدُوا۟ ٱللَّهَ وَٱتَّقُوهُ وَأَطِیعُونِ ۝  یَغۡفِرۡ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمۡ وَیُؤَخِّرۡكُمۡ إِلَىٰۤ أَجَلࣲ مُّسَمًّىۚ إِنَّ أَجَلَ ٱللَّهِ إِذَا جَاۤءَ لَا یُؤَخَّرُۚ لَوۡ كُنتُمۡ تَعۡلَمُونَ ۝  قَالَ رَبِّ إِنِّی دَعَوۡتُ قَوۡمِی لَیۡلࣰا وَنَهَارࣰا ۝  فَلَمۡ یَزِدۡهُمۡ دُعَاۤءِیۤ إِلَّا فِرَارࣰا ۝  وَإِنِّی كُلَّمَا دَعَوۡتُهُمۡ لِتَغۡفِرَ لَهُمۡ جَعَلُوۤا۟ أَصَـٰبِعَهُمۡ فِیۤ ءَاذَانِهِمۡ وَٱسۡتَغۡشَوۡا۟ ثِیَابَهُمۡ وَأَصَرُّوا۟ وَٱسۡتَكۡبَرُوا۟ ٱسۡتِكۡبَارࣰا ۝  ثُمَّ إِنِّی دَعَوۡتُهُمۡ جِهَارࣰا ۝  ثُمَّ إِنِّیۤ أَعۡلَنتُ لَهُمۡ وَأَسۡرَرۡتُ لَهُمۡ إِسۡرَارࣰا ۝  فَقُلۡتُ ٱسۡتَغۡفِرُوا۟ رَبَّكُمۡ إِنَّهُۥ كَانَ غَفَّارࣰا ۝  یُرۡسِلِ ٱلسَّمَاۤءَ عَلَیۡكُم مِّدۡرَارࣰا ۝  وَیُمۡدِدۡكُم بِأَمۡوَ ٰ⁠لࣲ وَبَنِینَ وَیَجۡعَل لَّكُمۡ جَنَّـٰتࣲ وَیَجۡعَل لَّكُمۡ أَنۡهَـٰرࣰا ۝  مَّا لَكُمۡ لَا تَرۡجُونَ لِلَّهِ وَقَارࣰا ۝  وَقَدۡ خَلَقَكُمۡ أَطۡوَارًا)
وقرء في الركعة الثانية سورة الفاتحة وتابع سورة نوح  .
بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ * ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَـٰلَمِینَ * ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ * مَـٰلِكِ یَوۡمِ ٱلدِّینِ * إِیَّاكَ نَعۡبُدُ وَإِیَّاكَ نَسۡتَعِینُ * ٱهۡدِنَا ٱلصِّرَ ٰ⁠طَ ٱلۡمُسۡتَقِیمَ * صِرَ ٰ⁠طَ ٱلَّذِینَ أَنۡعَمۡتَ عَلَیۡهِمۡ غَیۡرِ ٱلۡمَغۡضُوبِ عَلَیۡهِمۡ وَلَا ٱلضَّاۤلِّینَ .
(أَلَمۡ تَرَوۡا۟ كَیۡفَ خَلَقَ ٱللَّهُ سَبۡعَ سَمَـٰوَ ٰ⁠تࣲ طِبَاقࣰا ۝  وَجَعَلَ ٱلۡقَمَرَ فِیهِنَّ نُورࣰا وَجَعَلَ ٱلشَّمۡسَ سِرَاجࣰا ۝  وَٱللَّهُ أَنۢبَتَكُم مِّنَ ٱلۡأَرۡضِ نَبَاتࣰا ۝  ثُمَّ یُعِیدُكُمۡ فِیهَا وَیُخۡرِجُكُمۡ إِخۡرَاجࣰا ۝  وَٱللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ ٱلۡأَرۡضَ بِسَاطࣰا ۝  لِّتَسۡلُكُوا۟ مِنۡهَا سُبُلࣰا فِجَاجࣰا ۝  قَالَ نُوحࣱ رَّبِّ إِنَّهُمۡ عَصَوۡنِی وَٱتَّبَعُوا۟ مَن لَّمۡ یَزِدۡهُ مَالُهُۥ وَوَلَدُهُۥۤ إِلَّا خَسَارࣰا ۝  وَمَكَرُوا۟ مَكۡرࣰا كُبَّارࣰا ۝  وَقَالُوا۟ لَا تَذَرُنَّ ءَالِهَتَكُمۡ وَلَا تَذَرُنَّ وَدࣰّا وَلَا سُوَاعࣰا وَلَا یَغُوثَ وَیَعُوقَ وَنَسۡرࣰا ۝  وَقَدۡ أَضَلُّوا۟ كَثِیرࣰاۖ وَلَا تَزِدِ ٱلظَّـٰلِمِینَ إِلَّا ضَلَـٰلࣰا ۝  مِّمَّا خَطِیۤـَٔـٰتِهِمۡ أُغۡرِقُوا۟ فَأُدۡخِلُوا۟ نَارࣰا فَلَمۡ یَجِدُوا۟ لَهُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ أَنصَارࣰا ۝  وَقَالَ نُوحࣱ رَّبِّ لَا تَذَرۡ عَلَى ٱلۡأَرۡضِ مِنَ ٱلۡكَـٰفِرِینَ دَیَّارًا ۝  إِنَّكَ إِن تَذَرۡهُمۡ یُضِلُّوا۟ عِبَادَكَ وَلَا یَلِدُوۤا۟ إِلَّا فَاجِرࣰا كَفَّارࣰا ۝  رَّبِّ ٱغۡفِرۡ لِی وَلِوَ ٰ⁠لِدَیَّ وَلِمَن دَخَلَ بَیۡتِیَ مُؤۡمِنࣰا وَلِلۡمُؤۡمِنِینَ وَٱلۡمُؤۡمِنَـٰتِۖ وَلَا تَزِدِ ٱلظَّـٰلِمِینَ إِلَّا تَبَارَۢا)
ثم جمعَ صلاة العصر .
===============
ملاحظة : الكلمات التي بين الأقواس الثلاثة هي شرح من كلام سيدنا يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام .
والحمد لله رب العالمين .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق