الاثنين، 4 يناير 2021

درس القرآن و تفسير الوجه الرابع من التوبة

 

درس القرآن و تفسير الوجه الرابع من التوبة 

::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::

 

أسماء إبراهيم :

 

 شرح لنا سيدي و حبيبي يوسف بن المسيح ﷺ أثناء جلسة التلاوة المباركة من أحكام التلاوة ؛ أحكام الميم الساكنة , ثم قام بقراءة الوجه الرابع من أوجه سورة التوبة و أجاب على أسئلتنا بهذا الوجه ثم صحح لنا تلاوتنا و ثم صحح لنا استخراج الأحكام من الوجه , و انهى الجلسة بروايات من صور حياة الصحابة و النبي ﷺ  .

بدأ سيدنا يوسف بن المسيح ﷺ الجلسة بأحكام التلاوة ، إذ طلب من أحمد الصغير أن يقولها بدايةً ثم الأحباب الكبار :

أحكام الميم الساكنة :

إدغام متماثلين صغير و هو إذا أتى بعد الميم الساكنة ميم أخرى فتدغم الميم الأولى في الثانية و تنطق ميماً واحدة .
و الإخفاء الشفوي و هو إذا أتى بعد الميم الساكنة حرف الباء و الحُكم يقع على الميم أي الاخفاء يكون على الميم .
و الإظهار الشفوي و هو إذا أتى بعد الميم الساكنة جميع الحروف إلا الميم و الباء ، و الإظهار طبعاً سكون على الميم نفسها يعني الحُكم يقع على الميم .
__

○ و ثم طلب سيدي يوسف بن المسيحﷺ من أحمد  قراءة سورة النصر ، و صحح له قراءته .

__

و ثم تابع نبي الله يوسف الثاني ﷺ الجلسة بشرح الوجه لنا فقال :

هنا ربنا سبحانه و تعالى في بداية الوجه يُبين نوع المؤمنين الذين سيعيشون في الجنة و يخلدوا فيها خلوداً غير مجذوذ يعني خلود أبدي كامل يعبروا فيه اللحظة الكونية الدقيقة و هم الذين لن يَفنوا في الجنة لأن ربنا سبحانه و تعالى في محكم التنزيل في القرآن الكريم أثبت و قال : بأنه ليس كل من يدخل الجنة سيُخلد فيها خلوداً مقيماً أو غير مجذوذ ، فقط الخُلص من المؤمنين الذين سيعبروا الجِنان المتعاقبة أبد الآبدين ، مين هم بقى؟؟ كان وصفهم في آخر الوجه السابق : {الَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِندَ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ} الفائزين الحقيقيين .

{يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُم بِرَحْمَةٍ مِّنْهُ وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ لَّهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُّقِيمٌ} :

(و رضوان) هنا مشتقة من إسم رضوان و هو خازن الجنة ، و مالك هو خازن النار ، (و جنات) أي جنة تلو جنة ، جنة تلو جنة ، جنة تلو جنة ، أي زمن تلو زمن أي كون تلو كون ، يعبروا إليها بشكل مباشر و تلقائي يعني أوتوماتيك ، جنة تلو جنة ، و يوجد من الناس من يظن أن (جنات) يعني هو أنه جالس في جنة و ثم جنة و جنة و هكذا لكن الأصل في المعنى بأنها جنات متتاليات يعني جنة تلو جنة أي في زمن تلو زمن أي في كون تلو كون ، و هذه من القرائن التي تشرح اللحظة الكونية الدقيقة التي كتبتها في مقالة بالمدونة .
___

{خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ} :

كل جنة يخلدوا و يعيشوا فيها أبد معين و بعد ذلك ينتقلوا إلى الجنة التالية و الأبد التالي .
___

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ آبَاءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاء إِنِ اسْتَحَبُّواْ الْكُفْرَ عَلَى الإِيمَانِ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} :

(الظالمون) هنا هم المشركين ، فأي شخص أحب أباه أو أخاه و هو كافر  ، و اتخذه ولي و هو كافر فهو بذلك مشرك ، فربنا سبحانه و تعالى يحذر من هذا الأمر في سورة التوبة ، و كنتُ قد أخبرتكم بهذه المعلومة بأن سورة التوبة هي التي حافظت على الإسلام ، و سورة التوبة هي التي شكلت شخصية الإسلام ، و سورة التوبة هي التي  حافظت على الإسلام من أن يتسرب إليه أي عقائد شركية من أي عقائد كانت موجودة في هذا الوقت من الأمم المحيطة بالمسلمين ، مثلما حصل في الدولة السلوقية التي كان فيها عقائد كثيرة و كل عقيدة طغت على الثانية أو أفاضت على الثانية ، و كانوا يسمونها في التاريخ الفكرة السلوقية أو الطريقة السلوقية و هي أن كل عقيدة تُفيض على الأخرى يعني خلطبيطة بالمصري ، كوكتيل و إحنا عندنا في الإسلام مفيش حاجة إسمها كوكتيل ، في حاجة إسمها عقيدة التوحيد ، و من الذي رسم هذه العقيدة و حافظ عليها؟؟ سورة التوبة ، لذلك الكفار و المنافقين و إبليس يخاف و يكره سورة التوبة ، عرفتوا بقى قدر سورة التوبة في الإسلام؟؟ هي التي تُحافظ على عقيدة الولاء و البراء و هي التي تُحافظ على التوحيد و هي التي تُحافظ على جسم الإسلام ، فلا تتخلوا أبداً عن سورة التوبة و معانيها .
(يا أيها الذين آمنوا) خطاب للمؤمنين ، (لا تتخذوا آباءكم و إخوانكم أولياء إن استحبوا الكفر على الإيمان) يعني تخلوا عن الكافرين من آباءكم و إخوانكم ، متى؟؟ لما يكفروا ، كأنهم ليس لهم عندنا خاطر يعني تبرؤ تام ، (الظالمون) أي المشركون .
___

{قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} :

(قل إن كان آباؤكم و أبناؤكم و إخوانكم و أزواجكم و عشيرتكم و أموال اقترفتموها و تجارة تخشون كسادها و مساكن ترضونها) كل هذا بعض متاع الدنيا و ما فيها ، إن كانت هذه الأمور الدنيوية كلها أحب إليكم من الله و رسوله و الجهاد في سبيله ، لو أنتم فضلتم هذه الأمور على الله و الرسول و الجهاد ، و الجهاد هنا يكون بالكلمة أو بالسيف حسب المناط ، فماذا سيحصل في هذه اللحظة؟؟ (فتربصوا) هنا تهديد من ربنا ، (حتى يأتي الله بأمره) ربنا سيُذيقكم العذاب في الدنيا قبل الآخرة ، (فتربصوا) يعني انتظروا ، و كلمة تربص أو يتربص تأتي في مناط العقوبة و التهديد و الوعيد ، (و الله لا يهدي القوم الفاسقين) من كانت هذه الدنيا أحب إليه من الله و الرسول و الجهاد بالكلمة أو بالسيف كُل في مناطه ، إذا كان الإنسان الدنيا أحب إليه من هذه الأمور الثلاثة فهو إنسان فاسق أي خارج عن الطاعة و موغل في المعصية فهذا هو معنى الفسق ، و كلمة (اقترفتموها) أو الإقتراف يأتي دائماً في مناط المعصية ، و كلمة تربص يأتي في مقام التهديد و الوعيد .
___

{لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ} :

(في مواطن كثيرة) في غزوات كثيرة و مقابلات كثيرة ، و من ضمن المقابلات التي نصركم فيها ربنا : (و يوم حُنين) حُنين هي منطقة بجوار الطائف جانب مكة ، حدث فيها غزوة للمؤمنين بقيادة الرسول ﷺ بعد فتح مكة ، فكان مع المسلمين الكثير من مؤمني مكة أو من مَسلَمة الفتح أي الذين أسلموا بعد فتح مكة ، فكان عدد المسلمين كبير ، و كانوا فرحين بأعدادهم الكبيرة و كانت أول مرة تكون فيها أعدادهم أكبر من الجيش المقابل لهم ، فكانوا داخلين مطمئنين انه كده كده فايزين ، فلما أحسوا بالعُجب ربنا هزمهم في بداية المعركة أي جعل الغلبة للكافرين عشان يعطيهم درس بانه أنتم عمركم أبداً ما تتغروا بأعدادكم ، و لكن يجب أن تكونوا دائماً متعلقين بالله ، و هذا هو سر النصر التعلق بالله و إصلاح العقيدة ، عقيدة التوحيد و إصلاح عقيدة الولاء و البراء ، فهذا هو أساس النصر في كل عصر ، أساس النصر في كل عصر هو تجديد عقيدة الولاء و البراء و إكمال التوحيد بأن تصل لكمال التوحيد .
(لقد نصركم الله في مواطن كثيرة و يوم حُنين إذ  أعجبتكم كثرتكم) انبسطتوا أوي بأنكم كثار بعد فتح مكة ، إيه اللي حصل؟؟ (فلم تغن عنكم شيئاً) لم تنفعكم الكثرة ، (و ضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين) هربتم و خفتم ، إيه اللي حصل بقى؟ ربنا ثبت سيدنا محمد و ثبت إلى جانبه عمه العباس -رضي الله عنه- ، سيدنا محمد ﷺ بقي واقف كده راجل في وسط المعركة و جانبه عمه العباس ، و كان يقول لعمه العباس بأن يرفع صوته إذ كان صوته جهوري و يُنادي بالمسلمين بأن يثبتوا ، و كان سيدنا محمد ﷺ يقول : "أنا النبي لا كذب ، أنا ابن عبد المطلب" و كان يقول ذلك في قلب المعركة حتى يثبت الناس و أمر عمه العباس بأن ينادي في المسلمين و يثبتوا ، فماذا حصل لما النبي ثبت؟؟ واحد بس و قلة بسيطة حوليه ثبتوا ، شايف إزاي أول ما ثبتوا إيه اللي حصل؟؟ بالبركة دي ، ببركة ثبات النبي و المُخلصين من الصحابة ، دايماً كده يكون حول النبي مجموعة من المُخلصين و لا مُخلصين بعدهم .
___

{ثُمَّ أَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنزَلَ جُنُودًا لَّمْ تَرَوْهَا وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَذَلِكَ جَزَاء الْكَافِرِينَ} :

في سورة الأنفال عرفنا بأن الجنود الذين أنزلهم الله كانوا في معركة بدر ، و هنا أيضاً ربنا أنزل جنود ملائكة ، (و أنزل جنوداً لم تروها و عذب الذين كفروا و ذلك جزاء الكافرين) .

● أصوات الكلمات : فسق ، كساد ، تربص ، إقتراف :

  - تربص : فيها معنى عظيم جداً ، ترى بص ، بص أي رأى بخفية ، تسمعوا عن البصاص أو البصاصين أو الجساس أو الجساسين أو العساس أو العساسين؟ ، إذاً عساس و بصاص و جساس : معاني التجسس أو النظر الخفي ، تربص : ترى ، بص أي النظر الخفي ، يعني يقول لهم : ركزوا أوي و شوفوا و نظروا بنظر خفي لأمر لطيف يأتي من الله كطارق ليل .

  - فسق : هنا تحليل كلي : تأفف متسرب بقوة ، فهذه هي المعصية و الفسق ، أثر المعصية إيه؟؟ خبث في النفس و العياذ بالله ، و الحسرة و ندم و ضيق في الصدر .
 
  - كساد : تحليل جزئي : كاف انفكاك ، ساد أي إنفكاك السيادة أو إنفكاك سائد ، و هو الخسارة في التجارة ، أو إنفكاك السيادة ليك على التجارة دي ، و هو ده الكساد .
 
  - اقترف : تسمعوا كلمة في القرآن اسمها القتر؟؟ القتر إيه هو؟؟ طب اقولكم كلمة قريبة منها : من مشتقات البترول حاجة إسمها القطران ، مثلاً واحد في مصر يشتم التاني يقوله إيه ؟ جالك  قطران على دماغك أو إنت متأترن/متقطرن ، القطران اللي هو الزفت الحاجة السيئة اللي هي تبقى في القاع ، إقترف : الهمزة أعماق أي أعماق القتر و التأفف و هو ده إقتراف الذنب و هو حالة الإنسان لما يجي يقترف الذنب كأنه قطران وقع على دماغه ، إقترف : صحبه تأفف بعمق ، الهمزة إ أي عمق  قتر أي نوع من أنواع العذاب المصاحب للمعصية كما قال القرآن قتر ، و الفاء تأفف ، فتحليلها جزئي .
شفتم بقى بأن أصوات الكلمات و اللغة العربية الإلهامية هي آية من آيات الله .

__

و تابع قمر الأنبياء يوسف الثاني ﷺ الجلسة إذ طلب من مروان و رفيدة و أرسلان بإستخراج أمثلة على أحكام طلبها منهم من هذا الوجه :

طلب من مروان مثال على إظهار شفوي ، فقال :
{عَنكُمْ شَيْئًا} .

و طلب من رفيدة مثال على إخفاء شفوي ، فقالت :
{رَبُّهُم بِرَحْمَةٍ} .

و طلب من أرسلان مثال على إدغام متماثلين صغير ، فقال :
{يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ} ، {وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ} .
__

و ثم أنهى سيدنا و مزكينا يوسف بن المسيح ﷺ الجلسة ببعض الروايات من صور حياة الصحابة و النبي ﷺ  ، فقال ﷺ :

- عن العباس بن عبد المطلب ((و هو الذي أخبرتكم عنه قبل قليل ، صوته جهوري و كان من ضمن القلائل الذين ثبتوا مع النبي ﷺ في غزوة حُنين)) ، يقول عن العباس بن عبد المطلب -رضي الله عنه- : "كنتُ جاراً لعمر بن الخطاب -رضي الله عنه-((يعني كان ساكن بجانبه)) فما رأيت أحداً من الناس كان أفضل من عمر ، إن ليله صلاة و إن نهاره صيام و في حاجات الناس ، فلما توفي عمر سألتُ الله عز و جل أن يُرينيه في النوم ، فرأيته في النوم مُقبلاً متشحاً((يعني متقلداً ثوباً ، متوشحاً به)) من سوق المدينة فسلمتُ عليه و سلم عليَّ((سلمنا على بعض)) ، ثم قلتُ : كيف أنت؟ قال : بخير ، فقلتُ له : ما وجدت؟ قال : الآن فرغت من الحساب و لقد كاد عرشي يهوي بي((يعني كدتُ أن أهلك)) لولا أني وجدتُ رباً رحيماً" .
و ده مين؟؟ عمر الفاروق اللي كان الشيطان يفر منه ، خلي بالك .

  - و أخرج ابن سعد عن العباس بن عبد المطلب -رضي الله عنه- قال : "كان عمر -رضي الله عنه- لي خليلاً((صديقه يعني)) و إنه لما توفي لبثتُ حولاً((حول يعني سنة ، قعد سنة يدعي ربنا عاوز أشوفه في المنام)) أدعو الله أن يرينيه في المنام ، قال فرأيته على رأس الحول يمسح العرق عن جبهته((مرهق يعني)) ، قال : قلتُ : يا أمير المؤمنين! ما فعل بك ربك؟ قال : هذا أوان فرغت و إن كاد عرشي ليهد((يعني لسى فارغ الآن ، لي سنة بتحاسب ، لأنه كان خليفة أو راعي ، يعني كان حاكم للمسلمين ، و الحاكم يتحاسب حساب عسير)) لولا أني لقيتُ ربي رؤوفاً رحيماً" .

  - و عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال : "دعوتُ الله سنة أن يُريني عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- ، قال : فرأيته في النوم فقلتُ : ما لقيت؟ قال : لقيتُ رؤوفاً رحيماً و لولا رحمته لهوى عرشي" .
 
  - و عن ابن عمر -رضي الله عنهما- أنه قال : "ما كان شيء أحب إليَّ أن أعلمه من أمر عمر فرأيتُ في المنام قصراً فقلتُ : لمن هذا؟ قالوا : لعمر بن الخطاب ، فخرج من القصر عليه ملحفة كأنه قد اغتسل ، فقلتُ : كيف صنعت؟ قال : خيراً كاد عرشي يهوي بي لولا أني لقيت رباً غفوراً ، فقال : منذ كم فارقتكم؟ فقلتُ : منذ اثنتي عشرة سنة ، فقال : إنما انفلت الآن من الحساب" هذه الرواية تقول بأنه انفلت من الحساب من ١٢ سنة من الوفاة ، خلي بالك .

  - عن سالم بن عبد الله قال : "سمعتُ رجلاً من الأنصار يقول : دعوتُ الله أن يُريني عمر -رضي الله عنه- في النوم ، فرأيته بعد عشر سنين و هو يمسح العرق عن جبينه ، فقلتُ : يا أمير المؤمنين! ما فعلت؟ فقال : الآن فرغت و لولا رحمة ربي لهلكت" .
 
  - و عن عبد الرحمن بن عوف -رضي الله عنه- قال : "نمتُ بالسقيا((قرية بين مكة و المدينة)) و أنا قافل من الحج((أي راجع من الحج)) ، فلما استيقظ قال : و الله! إني لأرى عمر -رضي الله عنه- آنفاً((يعني من شوي)) أقبل يمشي حتى ركض أم كلثوم بنت عقبة -رضي الله عنها- و هي نائمة إلى جانبي فأيقظها ثم ولى مدبراً ، فانطلق الناس في طلبه و دعوت بثيابي فلبستها فطلبته مع الناس فكنتُ أول من أدركه ، و الله! ما أدركته حتى حسرت((لغاية ما تعبت من كثر الجري في آثره)) ، فقلتُ : و الله يا أمير المؤمنين! لقد شققت على الناس((يعني فراقك كان ثقيلاً على الناس)) و الله! لا يدركك أحد حتى يحسر((يعني لا يركض خلفك أحد يبلغ مرتبتك حتى يتعب)) ، و الله! ما أدركتك حتى حسرت ، فقال : ما أحسبني أسرعت ، و الذي نفس عبد الرحمن بيده! إنه لعمله((يعني سرعة عمر هي عمله ، و هذا تمثل مادي لحقيقة روحية في الرؤيا)) " .
 

  -  عن عبد الله بن سلام((كان يهودي و أسلم ، و كان من أحبار اليهود ، و طبعاً سلمان فارسي))  -رضي الله عنه- أن سلمان -رضي الله عنه- قال له : "أي أخي! أينا مات قبل صاحبه فليترأ له((يعني اللي يموت الأول يظهرله في المنام)) ، قال عبد الله بن سلام : أو يكون ذلك؟((هو ممكن حاجة زي دي تنفع؟؟)) قال : نعم ، إن نسمة المؤمن((يعني روح المؤمن)) مخلاة((حرة)) تذهب في الأرض حيث شاءت و نسمة الكافر في سجن((فاكرين مقالة (أوفياء لعالم الدنيا) في المدونة ، تكلمتُ فيها عن الأرواح بأنها ممكن تكون وفية لمجتمعاتها الدنيوية التي كانت فيها ، و تأتي في الرؤى متمثلة من وقت لآخر ، و هذا الحديث يؤكد ما أقوله ، مع أني لم أقرأ هذا الحديث من قبل ، و إنما كان ذلك بإلهام الله عز و جل)) ، فمات سلمان فقال عبد الله : فبينما أنا ذات يوم قائل((نايم يعني)) بنصف النهار على سرير لي فأغفيتُ إغفاءة إذ جاء سلمان((جاءه في الرؤيا)) فقال : السلام عليك و رحمة الله ، فقلتُ : السلام عليك و رحمة الله أبا عبد الله! كيف وجدت منزلك؟((في الآخرة يعني)) قال : خيراً و عليك بالتوكل فنعم الشيء التوكل((التعلق بالله يعني)) ، و عليك بالتوكل فنعم الشيء التوكل ، و عليك بالتوكل فنعم الشيء التوكل((و رددها كثيرا))" خلي بالك ، ليه رددها كثيراً؟؟ سلمان حياته كلها توكل ، سلمان الفارسي كان من أسرة نبيلة جداً في فارس ، و بعد ذلك سافر العراق و الشام و تردد على الأحبار و الرهبان الذين كانوا قبل النبي ﷺ الذين كانوا مُخلصين و موحدين من الطائفة الإبيونية ، و كان عارف أنه يوجد نبي قادم فعشان كده بحث عنه حتى وجده ، و نحن نسميه في السيرة : الباحث عن الحقيقة .

  - و عن المغيرة بن عبد الرحمن قال : "فمات سلمان فرآه عبد الله بن سلام فقال : كيف أنت يا أبا عبد الله؟ قال : بخير ، قال : أي الأعمال وجدت أفضل؟ قال : وجدتُ التوكل شيئاً عجيباً" يعني يمدح في التوكل .
 
  - عن عوف بن مالك أنه رأى في المنام قبة من أدم و مرجاً أخضر و حول القبة غنم ربوض((يعني جالسة)) تجتر((يعني تأكل ، تعمل إجترار للأكل الذي تأكله ، و هذا من كثرة النعمة)) تبعر العجوة((يعني إخراجها تمر و هذا تمثل فحتى إخراج الغنم هو رزق يعني خير)) ، قال : قلت : لمن هذه القبة؟ قيل : لعبد الرحمن بن عوف ، قال : فانتظرنا حتى خرج ، قال : فقال : يا عوف! هذا الذي أعطانا الله بالقرآن ، و لو أشرفت على هذه الثنية((الفرجة ما بين جبلين ، يعني طريق بين جبلين)) لرأيت ما لم تر عينك و لم تسمع أذنك و لم يخطر على قلبك ، أعده الله سبحانه و تعالى لأبي الدرداء لأنه كان يدفع الدنيا بالراحتين و النحر((كان يبتعد عن كل أمر دنيوي و يوغل في كل أمر روحي آخروي)) .

  - قال عبد الله ابن عمرو بن حِرام -رضي الله عنه- : "رأيتُ في النوم قبل أحد كأني رأيت مبشر بن عبد المنذر -رضي الله عنه- يقول لي : أنت قادم علينا في الآيام ، فقلتُ : و أين أنت؟ قال : في الجنة نسرح فيها كيف نشاء ، قلتُ له : ألم تقتل يوم بدر؟ قال : بلى ، ثم أحييت ، فذكر ذلك لرسول الله ﷺ ، فقال رسول الله ﷺ : هذه الشهادة يا أبا جابر" .
___


هذا و صلِّ اللَّهم و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم تسليماً كثيراً .
___

و الحمد لله رب العالمين . و صلِّ يا ربي و سلم على أنبياءك الكرام محمد و أحمد و يوسف بن المسيح صلوات تلو صلوات طيبات مباركات ، و على أنبياء عهد محمد الآتين في مستقبل قرون السنين أجمعين . آمين .🌿💙


========================


عائشة محمد :

ادعي لي يا سيدنا المسيح بن يوسف💚
اليوم، الساعة 5:37 ص
5:37 ص
لقد أرسلت اليوم، الساعة 5:37 ص
 
د محمد ربيع :
هدأت نفسك في مهاد الوصال و اغتسلت جوارحك في بحر و تر الكثرة و الملكوت و منّ الله عليك بالاطمئنان و السعادة و السلام آمين
 
==========================
 
 
و من تاب طاب . ألم تعلموا أنّ التوبة أوبة . تاب أي قطع صلته بماضيه المذنب و من ثم آب فإن ثبت على التوبة تحول القطع الخفيف غير الثابت بينه و بين المعصية إلى قطع غليظ ثابت راسخ فيسمى طاب . لأن التاء قطع خفيف بينما الطاء قطع غليظ . ألم تسمعوا عن التطويبات و طوبى . طوبى لك و لها و لهم و لي . طوبى شجرة في الجنة يمشي الراكب في ظلها خمسمائة عام لا يقطعها . من تاب طاب . تحولت التاء لطاء . فرسّخ قطعك للذنوب و كن ممن طاب . يوسف بن المسيح , مصر
 
 
و الأقدار معلقة بالمنطق و المصريون يقولون عن الحجارة التي تبني البيوت طوب . فهذا قدر خفي يسهم في حفظ بيوت قد تنخرب بدعوات مثل يخرب بيتك . فالله لطيف . هذا مثال لكلمات المنطق الذي له سهم في القدر . فكونوا ككل الأنبياء تخيروا الكلمة . لأنها مستقبل و مصير . و على هذا المثال فقس و استدرك . يوسف بن المسيح , مصر
 
 
 
============================
 حازم :
بسم الله الرحمن الرحيم.
قالت لي زوجتي - رضي الله عنها وأرضاها - احكي لي قصة فقلتُ وأي قصة تحبين أن تسمعي قالت أي قصة .... فقلتُ لها إن خير قصة ممكن أن تسمعيها هي قصة " النبي والذين آمنوا معه " هؤلاء الجماعة المؤمنون بقرب نبيّهم هم خيرُ أهل الأرض في كل زمان ومكان . وحدثتها عن الإيمان وتعاهُده , والتزكية واليقين المستقر المُريح , وعن يوسف بن المسيح , وكان مما قلته أن كثرة الكلام الفارغ تدل على جوع المرء ذلك الجوع الروحي , والذي يسدُّ ذلك الجوع هو القرآن وكشفٌ ورؤيا وإلهام , ووصال بإله حنّان منّان , وواستفتحنا بالحديث عن الله تعالى بعد أن سألتني بم تفكر ....؟ فقلت إن من واجب كل مؤمن أن يكون دائم التفكير في الله تعالى كيف يرضيه ويتقرّب إليه ويوطد العلاقة به وأخبرتها أن الأنبياء أعظم من يوطد هذه العلاقة بين المؤمن وربه , تحدثنا عن الحاجة إلى النبي والمُزكي في زمن فَتُرَ فيه ذكر الله وحبه ومعرفته ووصاله في زمن كان الخلق فيه أبعد ما يكونوا عن الله تعالى , وقلت لها أن النبي هو رحمة الله ومنهم يوسف بن المسيح لأنه نبي حقا وصدقا طوبى لمن أحسن الظن به وآمن به والتصق بكلماته وبصحبته الطيبة قضى حياته .

يوشع بن نون.
اليوم، الساعة 4:23 ص
4:23 ص
لقد أرسلت اليوم، الساعة 4:23 ص
 
د محمد ربيع :
نعم يا يوشع بن نون فذلك أحسن القصص

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق